Skip to main content

Full text of "جزر الأندلس المنسية، التاريخ الإسلامي لجزر البليار - د. عصام سالم سيسالم"

See other formats


000 .01م 51005. 0056ماع( ]5 لح 





| ١ 1 لوزعم وابنبا‎ ٠. 
1 1 
' جزْرالاسدسالسيّه‎ 


١التازية‏ الم اين زيار 





«أر العلم للملايين 





الكتزعصام السام 


وه الاثر و ٠‏ 926 
خررا تداس : لنيسيّة 
كاز الإنشلاين لز رالليّار) 


4- ىكم د لما ل/امكام 


دار العلمللملايين 


دار العلم الملاييت 


مؤكسة فتتاينيكة للحأ وَالتَيْجَمَةِوَالنُشئر 
شتارع متاراليسامن ‏ خلف تضكتة الحدلو 
عرب ١١6‏ - تلفورنت : 54440 - 2011314 
بويا : متلابئين - تلكل:29117 محلاييئين 


بجيروت - بلنانك 





جميع الحقوق محفوظة 


الطبعة الأول 
كانونالثاقٍ يناي ) 1184 


9. رب لك لي صَدْرِيه وس 
1 ور وهةهرصض 


سورة طه 


(آية مم - مم) 


الإمتكاء 


أهدي هذه الصحائف إلى شهداء البحرية 
الاإسلامية عبر العصور الذين جاهدوا وصابروا 
لينالوا إحدى الحسنيين» ورفعوا مجد الإسلام عالياً 
فوق البحار عبر العصور. 

وبشر بهم الرسول صلوات الله عليه وسلامه قال: 
«ناس من أمتي عرضوا عل غزاة في سبيل الله» 
يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة.. ». 


صدق رسول الله 


ع مرا انيم 


جزر الباليارء هذه الزمردات الخضراء المنثورة في قلب الحوض الفرب للبحر المتوسط .. من ذا الذي 
يذكرها؟ 

يذكرها اليوم الثماليون الذين يهبطون في الصيف كالطيور المهاجرة على شواطئها للعري والشمس 
وإغراق الذات في الموج الهادىء والصاخب. 

يذكرها اليوم الدولة الاسبانية بوصفها بعض الجزر التابعة للبر الاسباني وللدولة. 

تذكرها اليوم خرائط الطيران والملاحة وهي ترمم الطرق المتصالبة المتقاطعة بين الجزائر وفرنا من 
جهة وبين إيطاليا واسبانيا من جهة أخرى 0 

يذكرها مؤرخو العصور الوسطى والصليبيات في أوروبا نقطة مضيئة في تاريهم. 0 | 

يذكرها المليونيرات أصحاب القصور المزروعة في خضرة الجبال. يذكرها الكثيرون من أهل اللهو 


أما العرب الملمون فيجهلون حتى وجودها . ٠‏ ومع أنبا جزء ضخم من تاريخ الأندلس» ٠‏ فمؤرخو الأنداس 

من العرب لا يكادون يلمون بشيء من أمرها إلا عبوراً ومن بعيد. ... أعينهم المثدودة إلى قرطبة وغرناطة 
وإشبيلية؛ إلى أرض الأندلس الأصلية لا تكاد تلتفت إلى ما وراء البحر ولا تكاد ترى؛ عبر الأمواج 
الممدودة وراء الاحل الشرقي تلك النقاط الاستراتيجية الرائعة جمالاً ومكاناً والتي صنعت مجد الأندلس 
البحري.... أو على الأقل صنعت الجانب الام المشرق منه في البحر المتوسط الفربي وكانت صيطر (خلال 
بعض القرون) على البحر وتجارته وقواه والأشرعة ما بين تونس ومرسية وكورسيكا وجيل القلال... 
أعرفت جبل القلال؟ إنه الثاطىء اللازوردي الذي ترقص فيه وتنام اليوم جنات نيس وكان ومونت 
كارلو.... وما ضمت! 

هذه الدراسة جاءت تلقي الأضواء على هذه الجزر وعلى هذا الجانب المظلم. جاءت تكتشف جزر 
الأندلس المنسية. ومع أن جزر الباليار لم تحظ من مؤرخينا القدامى ولا من مؤرخينا الأواخر إلا بالأسطر 
العابرة وباللمحات الموزعة هنا وك فقد جاءت هذه الدراسة ضخمة ضخمة ولو أطلق صاحبها العنان 
لقلمه ومعلوماته لجاءت أضخم وأضخم ... لأول مرة يقام هذا البناء التاريخي الواسع والمكمل للملحمة 
الأندلسية. 

ولأول مرة يجتمع ذلك الفتات المتفرق بين مئات المصادر العريبة والأجنبية من إنكليزية وفرنسية 
ولاتينية وإسبانية في تكوين تاريخي متكامل يحكي القصة الإسلامية لتلك الزمردات الخضراء المنسية: جزر 
الباليار. إن هذه الدراسة تتند إلى قرابة /.1؟/ مضدرا وَمرجعاً في مختلف اللغات. بالإضافة إلى 
محفوظات ووثائق وأرشيف جزر الباليار نضها وإلى آثارها الإسلامية الباقية. 


١ 


قد أجازفء كل الجازفة» لو حاولت أن أدلك على المواضع الحامة في هذه الدراسة التي رافقتها خطوة 
خطوة؛ ورحلت من أجلهاء بلى من أجل المزيد من المعرفة عنهاء إلى جزر البليار نفها ومكثت فيها شهراً 
وبعض الشهر أرى وأعيش ذلك التاريخ المنسي وأرجع مع المؤلفء إلى الوثائق العربية الخطوطة هناك 
والمصادر الأولى.... 

قد أجازف لو حاولت أن ألخص ما استطاع المؤلف إضافته من جديد إلى تاريخ الأندلس ولقد أضاف 
وأضاف. ولكني مع ذلك لا أمنع نسي أو لا أستطيع منعها من تقدير جهده وقدرته على كشف وتنظيم 
التاريخ الإسلامي لتلكِ الجزراعتباراً من الحاولات الإسلامية الأولى لفتح تلك الجزر إلى غزوها الصليي 
الأخير. من أهم ما جاء به المؤلف كشفه للدور الجهول الذي قامت به هذه الجزر في النضال ضد القوى 
الصليبية» لا في المغرب بل في المشرق أيضاًء وكشفه لدورها الحضاري ولدور رجاها الفكري الهام في تاريخ 
الإسلام.ولقد احتفظ لديه مع ذلك بمئات الصفحات عن هذا الجانب الرائع من ماضي تلك الجزر الإسلامي» 
مخافة الإطالة لكنا نتمنى عليه لو يبعث بها جزءاً ثانياً إلى عجلات المطبعة» فجديدها المدهش اهام ليس أقل 
قيمة (ولعله أكثر جدوى) من جديدها الذي كشفه التاريخ السيامي . 

ولا أضيف بعد هذا كلمة أخرى لأني لا أريد أن أزيد صفحة إضافية على هذا الجلد الضخم الذي أعرف 
مسبقاً أنه سيحتل مكانه الخاص في المكتبة الأندلسية. 

ولقد أعرف سبقاً أيضاً أنه سيكون من الصعب أن يزول عن مكانه الخاص هذا في القريب العاجل» 
نوع من العشق قام بين المؤلف وموضوعه هو الذي سمح هذا الموضوع أن يأخذ هذا الشكل البنائي الضخم. 
صارت جزر الباليار حلم الرجل في منامه وهاجه الملح في أيامه.... وأشك في أن يأتي باحث آخر عن قريب 
فيحمل لتلك الجزرء ولذلك التاريخ الإسلامي فيهاء مثل ذلك العثق العلمي الخلاق.... 

أتوارى الآن ليدلك الكتاب نفه على ذلك العشق ... العشق الذي خلق . وما أحوج تاريخ هذه الأمة إلى 
هؤلاء العثاق. 

الكويت/كانون الأول سنة ٠158م‏ 


د . شاكر مصطفى 


التَسْمالأوّل 


التتارسّخ اليسَمَابِىٌ 


مو بن هى 


استي ممم 


كانت لحات متنائرة هنا وهناك عن تاريخ الملمين في جزر البليار هي التي أثارت في نفسي 
الرغبة في كتابة بحث متكامل عن تاريخ المسلمين السياسي والحضاري في هذه الجزرء خاصة وأن 
الشواهد العديدة التي تمكنت من الاطلاع عليها منذ البداية كانت تكشف الدور الكبير الذي 
أسهم فيه أهل هذه الجزر في حركة الجهاد البحري في الحوض الغربي للبحر المتوسط » وما كان لحم 
من دور متميز في الحضارة الإسلامية. في البدء استشرت الأساتذة المتخصصين في هذا المضار» 
فكانوا بين مشجع لطرافة هذا الموضوع وجدتهء ولضرورة تغطية هذه الفترة الامة والغامضة من 
تاريخ المسلمين في مغرب العالم الإسلامي ؛ وبين مشبط مشفق علي لندرة المصادر التي أشارت إلى 
هذا الموضوع » ولصعوبة كتابة بحث متكامل عن هذه الجزر الجهولة . وكان السؤال الملح علي دائا 
هو: هل عثرت على مصادر كافية لتغطية تاريخ هذه الجزر في عهدها الإسلامي؟ 

في الواقع م يكن لدي آنذاك تصور متكامل لمضمون هذا البحثء» وم يكن ما عثرت عليه 
من المعلومات يتجاوز النزر اليسير الذي لا رابطة بينه ولا شكل إطارا متكاملا سجعني على 
المضي قدماً دون خوف أو تردد. كان بجرد قطع صغيرة من لوحة فسيضاء جميلة. ولكنها تغري 
بالبحث والتنقيب عن البقية حتى تنكامل اللوحة الفريدة. وبين مشاعر التثبيط والتشجيع عشت 
فترة قلق طويلة أتردد حيناً وأندفع حيناً آخر. وقررت حسم الأمر بقراءة ما يمكنني الوصول إليه 
من مصادر التاريخ الإسلامي التي تمت بصلة إلى هذا الموضوع. بالإضافة إلى المراجع الحديئة 
التي أشارت إلى تاريخ هذه الجزر في بضع فتتحات :«وبعد قراءامتواضلة امندت حئة أخهر 
متتابعة عثرت من المعلومات على نواة طيبة أخذت تنمو وتكبر برور الزمن لتحول الإحجام 
والتردد إلى إصرار على استكال هذا البحث. وزادني الإصرار عزيمة. وأمر الجهد والتحدي 
وأصبحت القطرات التي كنت أجمعها بصعوبة بين ركام الجلاميد الصخرية نبعاً سيالا ثم صار بمزيد 
من الجهد سيلا متدفقا. 

حين تكاملت صورة البحث في ذهني كنبت مخططاً له اعتمده أستاذي الدكتور المشرف 
وزودفي بتوجيهاته القيمة. وسجل البحث في جامعة الأزهر. 


0 


وبدأت مرحلة جديدة من العمل صنفت فيها ما جمعته من المعلومات في بطاقات بوبتها وفقاً 
لفصول مخطط البحث . وأخذت أجع المزيد» ولم أترك مصدراً أو مرجعاً تمكنت من التوصل إليه 
إلا قرأته؛ وكنت كالصياد يلقي بشبكته فيخفق أحياناً .ويحصل في أحيان أخرى على صيد وفير. 
حتى اجتمع لي من كل ذلك فيض من العلومات التاريخية كاد يمجزني جمع الا 
وسافرت إلى جزر البثاز :رين عير أمناتنا وجمعت مملومات وفيرة كنت أف قتقر إليها 


المصادر الفرنسية والاليرية :و ويتضح من ا هذا العم وا ًا بذلته من جهد في 
إعداده على الشكل الذي وصل إليهء والذي يكتب لأول مرة بشكل متكامل. فلعله يصلح 
أساساً لدراسات إسلامية لتاريخ المسلمين في حوض البحر المتوسط ‏ وأرضاً طيبة للباحثين من 
بعدي مما يثري المكتبة الإسلامية بفيض جديد من الأبحاث ويلقي الأضواء على حقب غامضة من 
تاريخنا الإسلامي الجيد. وما كان لهذا البحث أن يكمل لولا العون الكريم الذي حصلت عليه 
من أستاذنا الجليل الدكتور محمود علي مكي الذي م يأل هيدا 5 تقد العون والنصح والرإرشاد 
والتوجيه ومن الدكتور أجد مختار العبادي الذي وجدت فيه 06 فياضاً من المعرفة وكان 
لتوجيهاته القيمة وإرشاداته أكبر الأثر في إنجاز هذا البحث ومن الدكتور شاكر مصطفى الذي 
كان بالنسبة إل الموجه والمرشد والعالم الجليل» فمنه كنت أحصل على المعرفة دون حدود » وعلى 
التشجيع كلا عانيت من الإحباط» وعلى التوجيهات القيمة كلا احتجت إليها. أما أستاذي 
الدكتور عبد المقصود مد نصار فقد أشرف على هذا البحث كله معلومات وفصولا وتوجيهاً 
وكسبت من عونه العلمي ونبل رعايته ما لا أنساه. 

فلجميع هؤلاء شكري واحترامي وتقديري ومثل ذلك لكل م أيهم في هذا البحث بأي 
عون. 

وعسى أن أكون قد وفقت بعض الشيء في إعطاء هذا البحث حقه من الجهد. 

والله ولي التوفيق. 

00 عنم باب ناس 


يونيو 1981م 


أقسام البحث ومصادره 

-١‏ أقام البحث وفصوله 

قد يفاجأ أساتذقي ويفاجأ كل قارىء طذه الدراسة بضخامتها بالنسبة لصغر حجم الجزر التي 
تتحدث عنها. ولكن المفاجأة سوف تكون أكبر دون شك إذا ذكرت أني نما جعلتها مختصرة 
وبخاصة في جانبها الحضاري بعد أن اتسع علي البحث وتراكمت المادة أي ترام. 

لقد جعلت البحث قسمين :الأول في التاريخ السياسي لجزر البليار في العهد الإسلامي والثاني 
لمعالم الحضارة الإسلامية فيها. فأما القسم الأول فقد مهدت له ببيان شأن هذه الجزر وتاريخها 
القديم في (لحات جغرافية تاريخية) ثم وجدت أنما ارتبطت بتاريخ الإسلام في بلاد المغرب 
والأندلس برباط وثيق طيلة سّة قرون أحاط الغموض بالقرنين الأولين منهاء وقد حاولت 
جاهداً إلقاء الأضواء على هذه المرحلة الغامضة التي كانت بثابة مقدمات للفتح الذي استغرق 
قرنين من الزمان وأشرت إلى الغزوات البحرية الإسلامية على هذه الجزر في هذه الفترة وقبول 
أهلها بالعهد حيناً ونقضه حيناً آخر وكان هذا هو موضوع الفصل الأول من هذه الرسالة. 

نم استقر الفتح سنة 10 ه - 405 م. وأصبحت الجزر إ قلا إسلامياً تابعاً لحكومة قرطبة 
- .4.0 هج 4.8 -8١٠٠1م.‏ ووضحت دورها في عهدها الإسلامي الأول فكان هذا 
موضوع الفصل الثاني . 

وتبع ذلك في الفصل الثالث تاريخ المملكة الجاهدية العامرية في دانية وجزر البليار 
هم -38: ه - 5-1.16١٠1م.‏ ودور جزر البليار وابرز احداثها في هذه المرحلة في عهد 
كل من مجاهد العامري وابنه علي إقبال الدولة. 

وكان الفصل الرابع عن تاريخ جزر البليار المستقلة في عهد كل من عبد الله المرئضي ومبشر 
ابن سلهان ناصر الدولة +17 -0.8 ه-075.١7-1١1١1م.‏ وما قام به هذان الاميران من 
إنجازات وما قامت به جزر البليار في عهدها من دور بارز في حركة الجهاد البحري والتصدي 
للغارات الصليبية وما كان أيضاً من استيلاء القوات الصليبية على يابسة وميورقة للمرة الأولى 
4 ه -1117م. والدفاع الجيد الذي أظهرته قوات الجزيرتين فى وجه الغزاة. 

وشمل الفصل الخامس تاريخ جزر البليار في عهد المرابطين من لمتونة وأسماء عمالها 


37 


9 - 018 ه-0١1١58-1١١م.ودور‏ هذه الجزر في عهد المرابطين الأول في التصدي 
للأساطيل الصليبية. 

وشمل الفصل الادس تاريخ جزر البليار في عهد المرابطين من مصوفة 
01 - 5.0.0 ه- 11١8-1148‏ م. بني غانية وأسماء أمرائها ودور جزر البليار في عهد كل 
منهم وحملات هذه الجزر على إفريقية حتى استيلاء الموحدين عليها . 

وسمل الفصل السابع والأخير تاريخ جزر البليار في عهد الموحدين والإمارة الحكمية في 
ميورقة 585-7٠6٠‏ ه - 1187-1508 م. فيه توضيح شامل لعهد الموحدين في هذه الجزر 
شاه عاطم ودور أميرهم « أبي يحيى تمد بن علي بن موسى بن أبي عمران التملي » في التصدي 
للحملة الصليبية بقيادة خايمة الفاتح من شوال 777 ه إلى ١4‏ صفر 777 ه -؟ سبتمبر 
م إلى "١‏ ديسمبر 74١1م‏ ووصف كيفية سقوط جزيرة ميورقة ومصير سكانا وإلقاء 
الأضواء على المقاومة الشعبية ضد الغزاة طيلة ثلاثة أعوام بقيادة أي حفص عمر بن سيري 
وأمثاله من كبار المجاهدين كشعيب ء وتقسم الجزيرة بين الغزاة ووثائق التقسم العربية 
واللاتينية وفحوى كل منها . وإلقاء الأضواء على استيلاء القوات الصليبية على جزيرة يابسة 
7 هح 170 م. والظروف التي أحاطت بذلك والثورة الشعبية التي قام بها أهلها على 
الغزاة وكيفية تقس الجزيرة بين الغزاة ونصيب كل منهم . وني خاتمة التاريخ السياسي لهذا 
البحث تناولت « تاريخ جزيرة منورقة في عهد الأسرة الحكمية 
5835-١‏ ه- 88١87-1؟1م.‏ في عهد كل من سعيد بن حك بن عمان في سقوط هذه 
الجزيرة في يد الفونسو الثالث ملك أرغون ومصير أهلها المفجع وزوال الح الإسلامي إلى الأبد 
من جزر البليار. 

ويأتي القسم الثاني من البحث بعد هذا ليعطي بعض اللامح الحضارية الإسلامية لهذه الجزر. 
ولقد تمنيت لو كان ثمة متسع لتناول جوانب حضارتها في شتى الجالات الفكرية والاجتاعية 
والاقنصادية والتنظيمية والعمرانية والفنية ولكني اضطررت للاكتفاء بالتركيز على جانب واحد 
هو الحياة الفكرية وما أسهمت به" هذه الجزر في التراث الإسلامي الفكري خاصة مع إلقاء 
الأضواء على آثارها الإسلامية الباقية حتى اليوم. إن هذا القسم محاولة لاستكبال الصورة 
السياسية بقابلها الحضاري فا كانت جزر البليار للقتال فقط والتجارة ولكن للعلم أيضاً وللحضارة 
الإسلامية الباذخة التي لم تلق عليها الأضواء بعد. 

؟- الجديد في هذه الدراسة 

لقد اتبعت التسلسل الزمني في تقسم البحث فصولا متتالية مترابطة منذ محاولات الفتح الأولى 
حتى السقوط الأخير بيد الفرنجة مغطياً بذلك الفترة الإسلامية كلها من تاريخ هذه الجزر والتي 
امتدت ستة قرون. استعنت بالمصادر المتعددة وبالدراسة الثاملة والمقارنة مع التحليل لكثشف 


4 


الكثير من الجديد في هذا التاريخ ولتوضيح الكثير من غوامض تاريخ الاإسلام في الحوض الغربي 
للبحر الأبيض المتوسط . وأسمح لنفسي أن أذكر بعض ذلك الجديد الغامض الذي وجدت فمن 
ذلك: 
-١‏ تنظم ثبت متكامل بالمحاولات الإسلامية الأولى لفتح هذه الجزر خلال القرون الثلاثة 
الأولى للهحرة . 
؟- كشف تاريخها المجهول في السيطرة الاإسلامية على الحوض الغربي للبحر المتوسط وبخاصة من 
خلال المنطقة الجنوبية من فرنسا (جبل القلال). 
«- تنظ قائمة كاملة بحكام هذه الجزر في العهود الختلفة قتاريخها الإسلامي اليوم متصل 
مترابط . 
4- بيان دورها الجهول في النضال ضد القوى الصليبية لا في الغرب فقط ولكن في معونة 
المشرق الإسلامي ضد الصليبيات أيضاً. 
ه- كشف دورها الفكري والحضاري في تاريخ الإسلام. 
1- كشف دقائق الغزو الأراغوني لميورقة وتفاصيل تقصيمها بين الغزاة الصليبيين سنة 51 ه 
والمقاومة الشعبية اليائسة التي امتدت ثلاثة أعوام بعد ذلك. 
تاريخ الأسرة الحكمية في منورقة حتى انهيارها المفجع أمام الغزو الأراغوني أيضاً سنة 
كم5" هاء. 
هذا بالاضافة إلى إيضاح العديد من النقاط الغامضة وتحقيق العديد من التواريخ وتصحيح 
العديد من أخطاء المصادر والمراجع. وإني أدين بذلك لا إلى جهدي فقط ولكن إلى توجيهات 
كبار أساتذتي أيضاً. 
*- المصادر والمراجع العامة للبحث 
اعتمدت في البحث على /5١5/‏ من المصادر والمراجع العربية وعلى /١١/‏ من المراجع 
المساعدة كدوائر المعارف والموسوعات والجلات والقواميس كا اعتمدت على جملة من المصادر 
الأسبانية والإنكليزية والفرنسية بلفت /7/ مصدراً ومرجعاً ترجتها جميعاً إلى العربية. 
ورجعت إلى محفوظات (أرشيف) جزر البليار نضها في بالما. | زرت تلك الجزر بنفسي مرتين ٠‏ 
وتعرفت إلى ملاحها الإسلامية الباقية وإلى آثارها ونقات صورها وأنفقت ني ذلك كل ما أملك 
من جهد ووقني ومال وأنا بذلك سعيد قرير العين. وأرجو أن يسمح لي ههنا بترك التواضع 
جانباً لأقول إني لم أدع مصدراً أو مرجعاً من كتاب عربي أو أجني إلا قراته وانتفعت به ولا 
من أثر أو نقود أثرية أو معاينة شخصية لأمر يخص تاريخ هذه الجزر إلا قمت به ليأتي بحثي 
كاملا غنياً خديدا :: بعون الله . 


ولو شئت تحليل المصادر التي اعتمدت مصدراً مصدراً لضاق بي الوقت وطال الأمر. إن 
القائمة التي تأتي في نباية الدراسة شاهد عدل. ولكني أكتفي باللمحات اليسيرة السريعة: 

لقد اعتمدت بصورة أساسية المصادر التراثية. ولقد رافقتني بعض هذه المصادر من مطلع 
الدراسة حتى ختامها أو في معظم فصوطا مثل كتاب البيان المغرب لابن عذاري المراكشي حتى 
حفظت صفحاته وورقه؛ وكتاب المغرب ني حلى المغرب لابن سعيد المغربي الذي منحني الكثير من 
المعلومات القيمة الفريدة . وكتاب العبر لابن خلدون الذي كان كنزاً ومعيناً لاينضب , والكامل 
لابن الأثير الذي يحفل بالمعلومات القيمة الوافرة الدقيقة رغم أن صاحبه مشرقي . ومن المصادر 
الأسبانية كتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار للمؤرخ الميورقي البارو كمبانير. 

ورافقتني بعض المصادر في بعض الفصول أو بعض الفترات التاريخية على الدوام تمنحني 
التفاصيل واللمحات وتكامل الصور على السواء كالمقتبس لابن حيان بأجزائه وتفاصيله الدقيقة , 
ونفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب الذي كان فيه المقري المورد العذب الخصيب . وروض 
القرطاس لابن أبي زرع؛ و الروض المعطار في خبر الأقطار الذي ملأ الحميري وصف البلاد فيه 
بأندر المعلومات التاريخية . والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمؤرخ الحصيف عبد الواحد 
المراكثى . 

وكانت المؤلفات الأجنبية أحياناً كثيرة وفي معظم الفصول تسعفني لتكمل الصورة أو لتعكس 
الموقف العدو. وتزيد ف إمكان التحليل والمقارنة. 


؛ - المصادر الخاصة بالفصول 

فإذا تجاوزت هذه النظرة العامة التي غطت مصادر معظم الدراسة وأهملت الكثير الكثير 
من المصادر والمراجع الثانوية والدراسات الحديثة المساعدة وجدت أني اعتمدت أيضاً في الفصل 
الأول على تاريخ خليفة بن خياط وعلى كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة (وهو لأحد 
أحفاد موسى بن نصير من القرن الثالث) وقد تعاملت مع معلوماته بمنتهى الحذرء لتناقض رواياته . 
بالإضافة إلى المصادر الأخرى لضع الصورة المتكاملة للمحاولات الإسلامية الأولى في فتح 
الجزر. 

وأعانني في الفصل الثاني كناب صورة الأرض لابن حوقل والمالك والمالك للأصطخري 
ومعجم البلدان لياقوت والجزء الخامس من المقتبس لابن حيان وذلك في إلقاء أضواء جديدة على 
معقل فرخشنيط . (جبل القلال) وروابطه الإدارية مع الجزر ووضع قائمة ولاتها في عهدها 
الإسلامي الأول. 

وأضفت إلى هذه المصادر الحلة السيراء لابن الأبار وكتب التراجم المختلفة مع المصادر 
الأجنبية وبخاصة كتاب تاريخ غزوات العرب في جزر وسواحل البحر المتوسط . 


٠١ 


وأما في الفصل الثالث فأضفت إلى المصادر الأولى جذوة المقتبس للحميدي وما فيه من 
نصوص مستخرجة من التراجم وكتاب الذخيرة لابن سام الشنتريني وأعبال الأعلام لابن الخطيب 
بالإضافة إلى مصادر أسبانية مثل كناب تخطيط تاريخي للحم الإسلامي في جزر البليار. 

وأعاننني في الفصل الرابع بالإضافة إلى الكتب السابقة بقايا النقود والمعلومات الأثرية مع 
تاريخ الأندلس لابن الكرد بوس . وقلائد العقيان للفتح بن خاقان ووثائق من عهد المرابطين التي 
نشرها الدكتور مود علي مكي وقد سمح لي ذلك كله بتقديم الإيضاح الواني والتفصيلي عن 
الملحمة الهائلة التي أسفرت عن سقوط الجزيرتين يابسة وميورقة بيد الصليبيين ثم عن استعادة 
القوات المراابطية لما . 

واستمر اعتادي في الفصل الخامس على مراجع الفصلين السابقين مع المصادر العامة لتقديم 
التفاصيل الوافية عن تاريخ فترة عهد المرابطين لمتونة في جزر البليار بين سسة 
0158-8 هه -0١18-1١١م‏ واستقلال بي غانية فيها. 

وأضفت في الفصل السادس حول جزر البليار تحت حك بني غانية (*7..0-601ه ع 
1805-4 م) كتاب رسائل موحدية الذي نشره ليفي بروفنسال والمؤنس في أخبار | فريقية 
وتونس والحلل السندسية في الأخبار التونسية ورحلة التجافي . وكتاب (بنو غانية) بالفرنسية 
لألفرد بل. 

وأما الفصل السابع الذي ينهي التاريخ السياسي لجزر البليار في العهد الإسلامي 
(809-1.6؟١)‏ ويغطي سقوط ميورقة والمقاومة الشعبية للغزو وتضم الجزبرة والاستيلاء على 
بابسة ويغطي الأسرة الحكمية في منورقة (..1 -187) فقد أضفت إلى المصادر الابقة والوثائق 
والرسائل نصوصاً من كنب التراجم وخاصة كناب التكملة لابن الأبار والذيل والتكملة لابن عبد 
الملك المراكشي بالإضافة إلى الروض المعطار ونفح الطيب وأعبال الأعلام . وإلى المرجع الأسباني 
اللإسلام في مينورقة لميغيل الكوتير وتقسيم جزيرة مينورقة لخامي بوسكس مع الوثائق المتصلة 
بذلك. 

يبقى أن أق قليلآً عند القسم الثاني الخصص لذكر لحات عن الحضارة الإسلامية في جزر 
البليار منذ الفتح حتى السقوط الصليبي . إن هذا القسم الذي أشهد أفي ظلمته ثم ظلمت باختصاره 
ما وسعنى الاختصار وبالاقتصار على جانب الحياة الفكرية والثقافية فقط دون الجوانب 
الحضارية الأخرى؛ هذا القسم كان من الممكن أن علا الجلدات. إن موارده فياضة ويّتد على 
مجموعة واسعة جداً من المصادر من أبرزها كنب التراجم الأندلسية: تاريخ علماء الأندلس لابن 
الفرضي وجذوة المقتبس للحميدي وبغية الملنس للضي والصلة لابن شكوال والتكملة لابن 
الأبار وصلة الصلة لابن الزبير والذيل والتكملة في الموصول والصلة محمد بن عبد املك الأوسي 
المراكشي بالإضافة إلى طبقات الأمم لصاعد وكتاب الذخيرة بأجزائه الثانية لاين بسام. ومعجم 


1١١ 


الصدني والحلة السيراء لابن الأبار وترتيب المدارك للقاضي عياض وعيون الأنباء في طبقات 
الأطباء لابن أبي أصيبعة ورايات المبرزين لابن الأبار والمغرب في حلى المغرب واختصار القدح 
المعلى والغصون اليانعة والمرقصات والمطربات لابي سعيد المغربي وخريدة القصر وجريدة العصر 
للأصفهاني » ومعجم الأدباء ومعجم البلدان لياقوت الحموي وعلى كتب الطبقات» ومنها طبقات 
الشافعية الكبرى والديباج المذهب لابن فرجون ونبل الابتهاج للتنبكتي وتذكرة الحفاظ وإنباه 
الرواة وبغية الوعاة هذا بالإضافة إلى كتب التراجم الأخرى مثل وفيات الأعيان لابن خلكان 
وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي والواني بالوفيات للصفدي والأساب للسمعافي ومراجع تاريخية 
عديدة منها مخنصر تاريخ ابن عساكر وشذرات الذهب والعبر فيخبرمن غبر والختصر في أخبار 
البشر ومقدمة ابن خلدون وتاريخه وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي ونفح الطيب للمقري. 

وأنظر في النهاية إلى ما قرأت ودرست وقدمت فأحد الله « الذي عم يالقلم علم الإنان ما لا 
يعم » على ما أتاح لي من الوقت والجهد والصبر للإلام بذلك كله. وعلى ما أعانني لتقديم صفحة 
مشرقة رائعة كانت مهملة أو مجهولة من تاريخنا الإسلامي وجلائها بالقدر الذي استطعت وهو 
جهد المقل عسى أن يكون فيها ما ينفع وعسى أن تكون لبنة جديدة تضاف إلى بناء ذلك التاريخ 
الجيد. 

وأسأل الله التوفيق إنه نعم المولي ونعم النصير. 


١ 


التمهليد 


خزرالبَليَار الزإئرالشرقب 


لحات جغرافية وتاريخية 


موقعها وأهميتها الاستراتيجية 

يطلق اسم جزر البليار حالياً على مجموعة من الجزر في غرب البحر المتوسط"" تشكل 
أرخبيلاً يغطي مساحة كبيرة تصل إلى 54٠٠١‏ ؟' » وقد بلغ تعداد سكانها في عام 1974 حوالي 
نصف مليون نسمة وتنكون من خمس جزر رئيسية » هي ميورقة ومنورقة ويابسة وفرمنتيرة 
وقبريرة , هذا بالإضافة إلى حوالي مائة جزيرة صغيرة وكتلة صخرية تتناثر حول الجزر الخمس 
الكبرى وما بينها!'". وتتميز هذه الجزر بموقع استراتيجي خطير بين سواحل شرق أسبانيا 
وجنوب فرنسا وغرب إيطاليا . وجزر سردانية وقرسقة وصقلية ؛ وسواحل بلاد المغرب 
الثمالية . لهذا فهي بمثابة حلقة اتصال بحري ومركز صراع دولي ونقطة التقاء حضاري منذ أقدم 
العصور . فلو رسمنا خطاً مستقيا من مدينة الجزائر في ثمال بلاد المغرب الأوسط وكل من 
برشلونة ومرسيليا فإن هذه الخطوط تلتقي في جزر البليار''' وتقع مدينة الجزائر على بعد 
01 5 إلى الجنوب من هذه الجزر بينا تقع برشلونة إلى الثمال الغربي منها على بعد ١١١‏ م » 
أما مرسيليا فتقع في شمال هذه الجزر على بعد 584 ؟ . وتبعد سواحل إيطالية الغربية التي تقع 
شرق جزر البليار بحوالي ٠ه‏ 0 

لقد كانت هذه الجزر بحم موقعها على علاقة وثيقة بسواحل البحر المتوسط وجزره. خاصة 
الغربية منها منذ فجر التاريخ » لهذا فإنها تمثل بحق حضارة حوض هذا البحر عبر العصور أصدق 
تمثيل. كا تشكل حلقة هامة وخطيرة من تاريخ البحر المتوسط وشعوبهء بل وتاريخ الخضارة 
الإنسانية جمعاء . لأن هذا البحر هو مهد الحضارة الإنسانية» وما زال حتى اليوم من أهم 
مراكز الصراع الدولي!" . 


.9.37 دائرة المعارف الاإسلامية ج 7 ص‎ )١( 

() دليل جزر البليار السياحي لعام +151 ص .1١‏ 

() .4 .م ,وعاممعه عتعط) ممه د أمفعلد8 عط نمتاءعءط سمط علءترعلع:1 
(؛) دليل جزر البليار السياحي لعام 1514 ء ص .1١‏ 

(0) دائرة المعارف البريطانية, ج .١‏ ص «لا١٠‏ لسنة 15596. 


16 


وبحم موقع جزر البليار وبفضل خصوبتها وثروتها وروعة مناخها وجاها الطبيعي الباهر فقد 
جذبت إليها عبر العصور أنظار الغزاة والفاتحين والقوى المسيطرة في حوض البحر المتوسطء لهذا 
كانت مركزاً للصراع البحري ونواة للالتقاء الحضاريء وتعاقب على استعار أرجاء منهاء 
اليونانيون من جزيرة رودسء والكنعانيون « الفنيقيون » من سواحل الشام . واليونانيون 
الفوقيون من فوقية والقرطاجيون «الفنيقيون » من إفريقية « تونس الحالية » واستولى عليها 
بأجمعها على التتابع» الرومان والفندال والبيزنطيون والعرب والإسبان''! وترك كل من هذه 
الشعوب أثراً واضحاً على ملامح سكانها وسماتهم وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم ومختلف نواحي 
حضارتهم''! وبالرغم من حرب الإبادة ضد سكانها المسلمين بعد استيلاء الإسبان عليها والتدمير 
المتعيد لكل ما يعود إلى التاريخ الإسلامي لهذه الجزر , فلقد حافظت « الجزائر الشرقية » (جزر 
البليار) عبر قرون عديدة على الطابع العربي الإسلامي» في العديد من مدنها القديمة. في أساليبها 
العمرانية وفي دروبها وأزقتها التي تعيد إلى الأذهان صدى ذلك التاريخ الإسلامي المشرق وعبيره 
الأخاذ. وتلوح حتى اليوم في وجوه سكانها تلك الملامح العربية المشرقية والسمات المغربية التي 
تعبر أصدق تعبير عن تاريها الإسلامي الجيد الذي استمر عدة قرون9". 

تسميتها القدية 

أطلق اليونانيون ومن بعدهم الرومان اسم بليارس 665ةالة8 على هذه الجزر وهو مشتق من 
كلمة #ذعالة8 (بالين) اليونانية التي تعني « ألقى أو رمى » وذلك لبراعة سكانها القدماء في رمي 
الحجارة بالمقلاع') وينسب البعض هذه التسمية إلى قبيلة كانت تعيش في جزيرة سردانية 
الجاورة تدعى « بلاري »831351 هاجرت إلى جزر البليار في العصر النيولتيكي « العصر الحجري 
الحديث ». وتدل الشواهد التاريخية على وجود قاثل في الآثار التي تعود إلى ذلك العصر في كل 
من سردانية وجزر البليار!* . 

وقد أطلق الفنيقيون على كبرى جزر البليار اسم كولمبا #طصدنااه© أو كلمبا دمادصبا© (5) بينا 
أطلق اليونانيون القدماء على أكبر, جزيرتين من هذه الجزر اسم « جزر العراة » (جيمنيزيا 
أنولا » عقلناكهآ عدزوعصصران نظراً لأن سكانها في ذلك العهد كانوا عراة لا يرتدون سوى 





)١(‏ دائرة المعارف الأمريكية, ج #ءاص 8ل لسنة 3#ود. 

00( دائرة المعارف البريطانية» ج ؟. ص 7 لسنة .1١979‏ 

(؟) روسليو بوردوي: هيكل الكتابات العربية في جزر البليار» ص 7 . 
(؛) دائرة معارف البستافيء ج ه. ص ١69‏ لسنة .1848١‏ 

() .1975 همقهما ,159 .م بمءومصتاة مه هتزط1 بكوم مسطائم 

(5) .4 .م ,وءرمزة10 نأعمهه8 مدبال 2 7 .م رمعروزةل1 تمقدكوط ممم 


15 


قطعة صغيرة من جلد الماعز في فصل الصيف'', وقد أطلق الرومان على كبرى جزر البليار اسم 
يجوريكة 113105168 أو مجوركة 03[060 أي الجزيرة الكبرى .وعلى الجزيرة التي تليها في المساحة 
اسم منوريكا 120:108/! أو « منورقة » 3/1208 أي الجزيرة الصغرى''! وكان اسم البليار 
دناه يطلق في البداية على هاتين الجزيرتين الرئيسيتين بالإضافة إلى ثلاث جزر صغيرة على 
مقربة من سواحل الجزبرة الكبرى مجوركة 843[058. وهي كبريرة 02618 ومعناها جزبرة 
الماعز وكنجيرا 008(68 أي جزيرة الآرانب وتقعان جنوبي جزيرة مجوركة وثالثتها هي جزبرة 
دراجونيرا 612همهه,0 أي «٠‏ التنين » وتقع إلى الغرب منها'"'» ومن الطريف أنه ما زال حتى 
اليوم ماعز بري يعيش على مرتفعات جزيرة الماعز الصخرية « كبريرة »!'! ويمرور الزمن توسع 
مدلول اسم « بليارس » (البليار) فشمل مجموعة أخرى مجاورة من الجزرء تدعى بجزر الصنوبر 
كهدنا )اط كمآ (لاس بتيوساس) وهى بتيوز القديمة عوودالا0ة وتتكون من جزيرتين ها يابسة 
وفرمنتيرة الحالينين بالإضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة الحيطة بها !". 

وتقع جزر الصنوبر ومملط عل كقاوآ جنوب غربي ميورقة وتدعى كبرى هذه المجموعة باسم 
جزيرة أبيئا 28ذط! (يابة) وهو مشتق من اسمها الفنيقي القديم ايبوسوس #ناكنااظ وتليها في 
الباحة جويرة أوكوذا م0 القديمة وتدعى حالياً باسم فر منتيرة 78 امع ه000 , 


تسميتها العريبة الإسلامية 

أطلق العرب على جزر البليار اسم « الجزائر الشرقية » و« جزائر شرق الأندلس «"' نظراً 
لوقوعها شرق الأندلس. وقد كانت عبر تاريها الإسلامي ولعدة قرون السد المنيع والدرع الواقي 
لاحل الأندلس الشرقي » ينطلق من قواعدها غزاة البحر الأندلسيون للجهاد في سواحل غربي 
البحر المتوسط وجزره!*!. وقد عرّب الملمون الأسماء اللاتينية لجزر البليار فأطلقوا على جزيرة 





.8.7 دائرة المعارف الإسلامية, ج *, ص‎ )١( 

.17 © 17 .م بقعرهمنل8 ع معنط! نكومظ عناطامم 

)١(‏ دائرة المعارف الإسلامية, ج *«, ص ١07‏ و17 .م رقعءروصنلة 4 همذ ووه عناطام 

() دائرة المعارف الإسلامية؛ ج *. ص 0.". 

(1) دليل جزر البليار السياحي لعام ١151/4‏ ؛ ص .1١‏ 

)( دائرة المعارف البريطانيةء ج ؟ء ص ٠١*‏ وما بعدها لعام ١979‏ م ودائرة المعارف الاإسلامية؛ ج *ء 
ص 7.” و.17 .م بقععممنل! يت هتزط[ :كوه عننطارم 

(3) دائرة المعارف الإسلامية؛ ج ا ص 7.37. 

(9) دائرة المعارف الإسلامية؛ ج ”. ص 5.0. 

(8) فتحي عمان: الحدود الإسلامية البيزنطية؛ ج ؟ ص 550. 


17/ 


بجوركة 2131058 اسم ميوراقة- أو ميرقة''' وكذلك مابرقة''' وقد وردت في صورَة: الارض 
« ميرقة ٠»‏ وكذلك في المعجب في تلخيص أخبار المغرب'؟! على سبيل المثال لا الحصرء وذكرها 
صاحب تقويم البلدان باسم « مابرقة »'*! وتنوع لفظها في مختلف المصادر الإسلامية» والأكثر 
شيوعاً هو ما ذكره خليفة بن خياط في تاريخه''' وياقوت الحموي في معجمه وهو لفظ « ميورقة » 
وهي التسمية التي استخدمتها في نص هذا البحث لأنها الأقرب إلى اللفظ اللاتيني مجوركة 
ع موزة1/1 المشتقة منها"!, أما الجزيرة الرئيسية الثانية وهي « منوركة » 284100508 فقد أطلق 
عليها العرب امم «مترقة » كا وردت في المعجب في تلخيص أخبار المغرب'*! وفي تقوم 
البلدان''٠‏ وفي المقدمة لابن خلدون'' على سبيل المثال» أما اللفظ الأكثر شيوعاً والأقرب إلى 
اللفظ اللاتيي امود ا اشتقت منه فهو « منورقة » كما ورد في تاريخ خليفة بن 
خياط!'' ومعجم البلدان'' وقد استخدمته في نص البحث لأنه الأكثر شيوعاً والأقرب لفظاً 
إلى اسمها اللاتيني الذي اشتقت منه. 

أما بالنسبة لجزيرة أيبيثا 16128 وهي إيبوسوس الفنيقية #نادناط فقد وردت في جميع المصادر 
الاإسلامية بشكل واحد وهو « بابة » وقد استخدمته في نص البحث'"'وكذلك جزيرة فرمنتيرة 





)00( دائرة المعارف الإسلامية, ج *. ص /ا.*. 

0) أبو الفداء : تقوم البلدانء ص لولد الكل 

(") ابن حوقل: كتاب صورة الأرصء ص 1١١‏ . و186. 

(؛) عبد الواحد المراكثي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص ؟56. 

() أبو الفداء: تقوم البلدان» ص 191-190 

)3( تاريخ خليفة بن خياط . ص 7.". 

(9) ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج هء ص 557 -87؟ « مَيوْرْقة » بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء 
يلتقي فيه ساكنان وهاء . 

(8) المعجب في تلخيص أخبان المغرب» ص 19 . 

(5) أبو الفداء : تقوم البلدان, ص .3154-156٠0‏ 

21١١9 مقدمة ابن خلدون. ص‎ )٠١( 

.”.7 تاريخ خليفة , بن خياط . ص‎ )١١( 

)١(‏ معجمالبلدان؛ ج مءا*ص ٠ ١151‏ « مَمُوْرَقَة » بالقتح ثم الضم وسكون الواو وفتح الراء وقاف. ويضيف 
ياقوت الحموي في معجمه بأن من الأفضل في لفظ « مَنْوْرقة » تسكين الراء للتخفيف وهذا ما اعتمدته في نص 
البحث . ١‏ 
)١1١(‏ يابة: حدد أبو الفداء طريقة نطقها قائلاً : « بفتح المثناة من تحت وألف وباء موحدة مكسورة وسين مهملة 
وهاء ». أما ياقوت الحموي فقد ذكر لفظها في معجمه: «بأما تأنيث الشيء اليابس ضد الندي ». (معجم 
البلدان» ج هءص 156)ء (أبو الفداء : تقوم البلدان. ص .)١91-150‏ وذكر صاحب مراصد الاطلاع 
نفس ما ذكره ياقوت الحموي ف لفظ ياسة (مراصد الاطلاء ع على أسماء الأمكنة والبقاع , ص 15). 


14 


8 التي ترد بنفس لفظها اللاتيني . وقد استخدمتها بنفس اللفظ والشكل'' وجزيرة 
كبربرة مخرطة) الي وردت باسم « قبربرة » وقد اعتمدتما هذا الشكل واللفظ '"2. 


حة جغرافية عن جزر البليار « الجزائر الشرقية » 

تتمتع هذه الجزر بمناخ جميل فلا يتجاوز معدل الحرارة في معظم أرجائها ١0‏ درجة مئوية 
شتاء و0ا؟ درجة صيفاً والمعدل السنوي لدرجة الحرارة هو حوالى ١؟‏ درجة ومعدل 
الرطوبة النسبية *٠7٠6‏ . إن هذا الاعتدال في المناخ وخصوبة التربة والتنوع في التضاريس ما بين 
عيول: خصراء ‏ ووؤياق. زد هه وحبال. شافة تنوه الفايات 'التقيية. والأشجاز المرة: 
وشواطىء رائعة ذات خلجان عميقة هادئة. جعل من هذه الجزر الرائعة فردوساً يخم عليه 
الهمدوء واللام ولوحة طبيعية رائعة تنبض بالحيوية والجمال. ورغم تمائل هذه الجزر في كثير من 
الصفات إلا أنها تنناوت في جمال طبيعتها وخصوبتها وجودة مناخها ولكنها تكوّن معاً عقداً من 
زيرجد أخضر واسطته ميورقة تناثر فوق مياه البحر وطفا على سطحه''': وقد جسدت 
الأساطير منذ أقدم العصور صورة الجال الفائق والسحر الدافق الذي منحه الله تعالى هذه الجزرء 
والأساطير هي ذروة خيال الإنان. ولكنه تخيّل ينبع من الواقع ويسم الحقيقة في أروع 

٠. 14‏ ا «اه 98 َه - -- دعم ا الو ا نْ 

صورها .ورغم تَائل جزر البليار الرئيسية ميورقة ومنورقة وبابسة وفرمنتيرة وقبريرة في كثير 
من الصفات إلا أن لكل جزيرة طابعها ومميزاتها التي سنوجزها فها بلي: 

١‏ - ميورقة 119[05©8-وع131!02/! 

واسطة العقد وكبرى جزر البليار مساحتها ١1.‏ ميل" - .514 5" أي ما يعادل ثلاثة 
أرباع مساحة جزر البليار بأجمعها'*' وتعداد سكانها في إحصائية عام .15 حوالى 18* ألف 


وهي غير منتظمة في شكلها لكثرة الخلجان والفجوات في سواحلها ء ومتجانة إلى حد ما في 


)١(‏ فرمنتيرة: 6عامءصمروط نادراً ما ترد في المصادر الاإسلامية وقد وردت في آثار البلاد وأخبار العباد 
وبلفظها اللاتيني « فرمنتيرة » (القزويي: آثار البلاد وأخبار العباد» ص 49م). 

)١(‏ ورد لفظ قبريرة مشكلا في الذيل والنكملة كا بلي: « بفتح القاف وفتح الراء وسكون وفتح الراء الثانية 
وهاء ثانية (حمد بن مد بن عبد الملك المراكشي: الذيل والتكملة للموصول والصلةء الفر الخامس ؟١.‏ ص 


وة). 
(©) دليل جزر البليار السياحي لعام ١417‏ ؛ ص 1١-١‏ ء مشاهداتي الشخصية هذه الجزر في عامي ١9107‏ 
وؤلاة1. 


() 4 .م روعءممزةلة :025 مككة) .لام 
(0) دائرة المعارف الأمريكية. ج حك ص هذا لعام ١53‏ و .18 8 10 .م يمععمزةا! تمقصناه1! مم 


19 


الجزء الشمالي الشرقي .وتحميها من ناحيتها الشمالية الغربية سللة نثامخة من الجبال من تأثير الرياح 
الشمالية الباردة!' , 

عاصمتها -بالما دي ميورقة - (مدينة ميورقة الإسلامية) وهي العاصمة الاقليمية لجزر البليار» 
وتقع جنوب غربي ميورقة على خليج « بالما » الرائع الذي يصل عرضه إلى عشرة أميال؛ وكان 
عدد سكانها في عام 155٠‏ حوالي ١70‏ ألف نسمة وتنميز بآثارها التاريخية الرائعة» وكأنها سجل 
حافل لتراث حوض البحر المتوسط بأجعه!') 

قد بهر جمال هذه العاصمة الأخاذ الروائي الألماني كليرمان فوصفها « بأنها لوحة شعرية من 
حجارة أسطورية تولدت عبر قرون من حضارة رائعة متفوقة توحي بالعظمة والنبجيل ,'؟ا 

أما الرسام والكاتب القطلاني «روسينول أي براتس » فقد وصف جزبرة ميورقة قائلاً: 
«إنها أرض النيلوفر الذي يبعث أريجه الغامض السحر والخدر العذب في أعاق النفس مما يغري 
بالاستلام لأحلام وردية عذبة» رجالا ليسوا في عجلة من أمرهم ونساؤها يعشن في ربيع دائم ؛ 
حيويتهن دافقة وكأتبن ن لا يكبرن أبداً ل كا وصفتها مدام دوديفان الكاتبة الفرسية الشهيرة 
المعروفة باسم « جورج صاند » في كتابها « شتاء في ميورقة انا المكان الذي يحم فيه الرسام 
والشاعر ويحلق في أجوائه » فلقد خلقت الطبيعة الساحرة اده وال لات وهاه إزيرة 2.6 
وكانت قد زارت جزيرة ميورقة في شتاء عام 184 م بصحبة الموسيقي ي البولندي الشهبر فردريك 
شوبان أثناء مرضه وقضيا مما الثتاء في وادي مومى الذي تصل فيه الطبيعة الصامتة ذروة 
الروعة والبهاء!5! . 

وقد أثار جمال جزيرة ميورقة وخصوبتها وروعة مناخها ولطف أهلها الشعراء والأدباء 
والرحالة والمؤرخين والجغرافيين العرب منذ تمصيرها حتى يومنا هذا ء وأول من وصفها من هؤلاء 
الجغراني الرحالة ابن حوقل النصيبي الذي زار الأندلس في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر 
اع" ها 148وام وميد بلاد الأندلس « بأمها من نفائس جزائر البحر ومن الجلالة في القدر با 
حوته واشتملت عليه 00١‏ وما يضفي أهمية كبرى على وصف ابن حوقل لجزبرة ميورقة هو أنه 
كان في فترة مبكرة من تاريخها الاإسلامي تر لأن فتح الجزيرة شكل نهائي كان في عام 


.1958 لعام‎ ١58 دائرة المعارف الأمريكية. ج 18 ص‎ )١( 
. 1539 دائرة المعارف البريطانية؛ ج /31اء ص 180 لعام‎ )١( 
. 564 ليم دليل جزر البليار السياحي لعام 151/8 ص‎ 

(؛) دائرة المعارف الأمريكية, ج 14؛ ص ١58‏ لعام 1558 . 
(هة) .4 ثم بوعءمزةة1 كلام سفككة الام 

(1) ابن حوقل: كتاب صورة الأرض::ضص م 


.؟ ه-5.8م'"» ويقول في هذا الوصف بعد أن يذكر شيرتها بالبغال الفارهة.. ما بلي 
« ميورقة جزيرة لعبد الرحمن بن مد فيها المسلمون منقطعة على ناحية إفرنجة واسعة الخير كثيرة 
الار رخيصة المواشي لكثرة المراعي » غزيرة النتاج معدومة الحوائج قليلة الافة وليس بها عاهة 
ولا وحن ايودي ف شافتهم ب 1"ار 

ويذكر ابن حوقل في نص آخر عن ميورقة ما بلي « جزيرة خطيرة لصاحب الأندلس »» 
وكذلك جبل القلال « فرخشنيط » مضاف إلى ذلك العمل.. ذات خصب ورخص وسمائمة ونتاج 
وخير.. )'6ا. 

ويصفها أحد أبنائها وهو عمد بن أبي نصر الحميدي الميورقي مع بقية جزر البليار بقوله « . 
جزائر خصب وسعة في شرق الأندلس »''' وقد أجاد أحد الشعراء'*! الذين وفدوا إلى ميورقة 
في وصف مدى جماها ونظافة ساحاتها وعذوبة نبرها بقوله: 

بلد أعارته الحيامة طوقيا وكاه حلة ريشه الطلاووس 

وكأما تلك المياه ‏ مدامة وكأن ساحات الديار كوّوس'“<ا) 

1 أجاد في وصف جمال هذه الجزيرة ومعالم عاصمتها « مدينة ميورقة » وطبيعتها الفتانة 
ومتنزهاتها الساحرة وقصورها الباذخة وعلى رأسها قصر الناصرية؛ الكاتب الأندلسي البارع 
الفتح بن خاقان صاحب كتابي قلائد العقيان والمطمح!") وذلك أثناء زيارته لهذه الجزيرة سنة 





. 6537 مد بن عبد المنعم الحميري: الروص المعطارء تحقيق إحسان عباس» ص‎ )١( 
كناب صورة رض ص رقا‎ )١( 
.186-1١84 ابن حوقل: كتاب صورة الأرض» ص‎ )( 
. "88 الحميدي: جذوة المقتبس في تاريخ علاء الأندلى. ص‎ (1) 
أبو بكر مد بن عيسى الداني ويعرف بابن اللبانة: ولد في بلدة دانية في الأندلس وكانت آنذاك قاعدة‎ )5( 
ملك مجاهد العامري ملك دانية وجزر البليارء وهو من الشعراء المشهورين في عهد ملوك الطوائف », واختص‎ 
بالمعتمد ابن عباد أمير إشبيلية إلى أن انهار ملكه على يد المرابطين؛ وغادر ابن اللبانة على أثر ذلك إشبيلية سنة‎ 
ها ونوجه إلى جزيرة ميورقة الي كانت ملجا الشعراء والأدباء والعللاء ف عهد أميرها مبشر ناصر‎ 46 
الدولة ؛ وأصبح ابن اللبانة شاعر البلاط بقصر الناصرية ومدح مبشر ناصر الدولة بفرائد من قصائده إلى أن‎ 
توفي في عام 4.1 ه - 5١١1م قبل العدوان الصليبي على جزيرة ميورقة بسنة واحدة.‎ 

الضي : بغية اللنس؛ ص ٠ ٠6‏ ترجمة رقم 71» والمعجب في تلخيص أخبار المغرب» ص 51١‏ وما 
بعدهاء ابن الأبار: التكملة.ء ص 1٠١‏ ترجمة رقم ١1١17‏ ابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب» 
ص 178 -1179ء نفح الطيب: ج؛ .ص 555-558 ؛, وج ١1ء‏ ص 119.ء والعاد الأصفهاني: : خريدة القصر 
وجريدة العصرء ج ؟. ص ٠١‏ وما بعدها. 
(3) ابن سعيد المغربي: المغرب في حلى المغرب» ج ؟ . ص 417 . 

المقري: نفح الطيب» ج ١‏ ص 136 . ج, 
0( الفتح بن خاقان: كاتب أندلسي شهير ترجم لأفراد وعلاء وأدباء عصره في كتابي قلائد العقيان والمطمح , - 


"١ 


.ىه - 11٠١6‏ م في عهد أميرها مبثر ناصر الدولة الذي أحسن لقياه وأكرمه ورعاه وعاش في 
رحابه وتحت كنفه في سعادة غامرة(". وقد ذكر محمد الزهري في كتابه الموسوم باسم « كناب 
الجغرافية » ما يلي عن جزيرة ميورقة « طيبة الطواء والماء ولأهلها ظرف وذمة وفيهم حلاوة 
ورقاعة وهم من أهل الحسن والجبال. .. »! ويضيف إلى ذلك قائلاً « وهذه الجزيرة كثيرة الزرع 
والفاكية.. وأكثر كسب أهلها من العم والقليل من الماعز وعندهم كثير من البقر والخيل 
والبغال »!'. ويذكر الزهري!' خلو جزيرة ميورقة من الحيوانات المفترسة بقوله « .. وم يوجد 
قط في هذه الجزبرة ذئب.ء والغنم تسرح عندهم دون حارس يحرسها.. » ثم يصف مدى حصانة 
« مدينة ميورقة » عاصمة الجزيرة قائلاً: « .. وف وسط جزيرة ميورقة جبل يهبط منه نر يق 
هذه الجزيرة ويسقي جميع أراضيها ويئق فضله على مدينة ميورقة» وفي هذه المدينة أعاجيب 
البناء » وفيها برج عظم على حافة البحر يكشف على مصافة بومين في البحر .. وفيها المعقل العظيم 
المشيد الذي ليس في معمور الأرص مثله وهو الحصن الشهير المعروف بحصن الأرون.. وهو حصن 
مرتفع من حجر صلد في رأسه عين سائلة كبيرة.. ٠»‏ ويعتبر بر الزهري جزر البليار أندلسية الطابع 
والسمات بقوله « وهذه الجزائر .. تضاف إلى بلاد الأندلس لأن أخلاق أهلها وطبائعهم كطبائع 
أهل الأندلس وأمزجتهم واحدة.. ,(1) 

أما صاحب المعجب في تلخيص أخبار المغرب فيقول في وصف جزيرة ميورقة ما بلي: « . 
أخصب الجزر أرضاً وأعدها هواء وأصفاها جواً.. اتفق أهلها على أنهم لم يبروا فيها شيئاً من 
الحوام المؤذية قط مذ عمرت. من ذئب أو سبع أو حية أو عقرب إلى غير ذلك مما يخثى 


2.) 0 
. ٠»..ةررض‎ 





وبالرغم من شهرته في الكنابة وما ميز به أسلوبه من البراعة إلا أنه كان يتخذ من الكتابة تجارة» يرتزق من 
مدح رجالات عصره وذمهم.وم يكن صادقاً في مدحه متحاملاً في ذمه من لا جد عنده نوالاً وليس هذا غريياً 
على أمثاله من كتاب عصر ملوك الطوائف من المرتزقة» فقد أشتهر بائحلاله وضقه وتوفي مقتولاً تنيجة لذلك في 
أحد خانات مراكش. 

ابن الأبار: التكملة؛ *. ص" ©2+» ترجمة 586 » وشمد الأوسي المراكشي: الذيل والتكملة 8/؟: ص 
9 ترجمة رقم ٠١٠٠١‏ ء ابن سعيد المغربي : المرقصات والمطربات . ص ١,‏ , وفيات الأعيان؛ ج ؛ » ص "5 ء 
ونفح الطيب» ج لاء ص 59. 
)١(‏ قلائد العقيان.ء ص 77, ونفح الطيب» ج ١‏ ص 5894 -3531. 
)١(‏ عمد الزهري: كتاب الجغرافيةء ص 159 » تحقيق جمد حاج صادق. 
(؟) مد بن أبي بكر الزهري ويكنى بأبي عبد الله» جغراني أندلسي ولد وعاش في مدينة المرية في جنوب شرق 
الأنداس كا يرجح محقق « كناب الجغرا فية » للزهري ؛ »مد حاج صادقء كما يرجح بأنه توفي في أواسط القرن 
السادس للهجرة. (كتاب الجفرافية: دمشق سنة 1538ء التقديم» ص ؟-5). 
(؛) حمد الزهري: كتاب الجغرافية. ص .1١8.-1١١9‏ 
(5) عبد الواحد المراكثى: المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 568 . 


ودرا 


كا وصفها علي بن سعيد المغربي بقوله « .. من أخصب بلاد اللهء وفيها بحيرة دورها سعة 
أميال وفيها حصون. وقاعدتها مدينة ميورقة بالجهة القبلية من الجزيرة وتدخلها ساقية جارية 
على الدوام وواد شتوي يشق المدينة وبا قلعة للملك.. ,''' 


وقد تباهى الشقندي!" في ربالته المثهورة بجال جزبرة ميورقة وحضارتما وبالة أهلها 
وثرواتها الوافرة قائلاً « وأما ميورقة فمنأخصب بلاد الله تعالى أرجاء وأكثرها زرعاً ورزقاً وماشية 
فهي على انقطاعها عن البلاد مستغنية عنها ٠‏ يصل فاضل خيرها إلى غيرها ٠‏ ففيها من الحضارة 
والتمكن والتمصر وعظم البادية ما يغنيها » وفيها من الفوائد ما فيهاء ولا فضلاء وأبطال 
اقتصروا على حمايتها من الأعداء الحدقة با 

من كل من جعل الحام خليله لا ييتفي أبداً سواه معيناً»'"ا 

ويذكر المقري عن جزيرة ميورقة ما بلي :ه 4 وفي البحر الشامي'*' الخارج من المحيط ' 
جزيرة ميورقة.. وجزيرة منورقة.. وجزيرة يابسة » وطول جزيرة ميورقة مسافة يوم وبا 
مدينة حسنة وتدخلها ساقية حسنة على الدوام.. وصفها ابن اللبانة وصفاً شائقاً .. »''' . 

وقد أثار صاحب الروص اللمعطار إلى أهمية جزيرة ميورقة وخطورة موقعها قائلاً: « جزيرة 
في البحر الزقاقي'"' تامتها من القبلة (الجنوب) بجاية من بر العدوة (في بلاد المغرب الأوسط) 
وبينها ثلاثة مجار'*' ومن الجوف (الثمال) برثلونة من بلاد أرغون وبينه) يحرى واحدء ومن 


. 177 علي بن سعيد المغربي: المغرب في حلى المغرب؛ ج ؟. ص‎ )١( 
الشتندي : أبو الوليد إسماعيل بن مد, نسب إلى شقندة وهي بلدة صغيرة على مقربة من قرطبة » »كان أديياً‎ )( 
شاعراً اشتهر برمالته التي يتباهى فيها أمام أدباء المغرب بأهل الأندلس في وقت كانت فيه بلاد الأندلس‎ 
تتهاوى وتنمزق وتسقط إقلماً بعد آخر في يد امالك المسيحية الإسبانية » توفي الشقندي سنة 151 ه- دوككام.‎ 
.)551 23575 185 (نفح الطيب؛ ج 9 ص‎ 
.75١ المقري: نفح الطيب» ج 7 ص‎ )©( 
(؛) البحر الثامي: البحر المتوسط ويرد في المصادر الإسلامية بألفاظ شتى » وقد ذكره المقري صاحب النفح‎ 
والثانية هي: « البحر‎ )١1١١ بئلاث صيغ الأولى منها هي : « البحر المتوسط الثامي » (نفح الطيب: ج ١؛ ص‎ 
ص‎ 1١ ص ؟5١1١) والثالثة هي: : « البحر الثامي » (نفح الطيب: ج‎ .١ الرومي المتوسط » (نفح الطيب: ج‎ 
.)586 ويدعوه القزويني « بالبحر المتوسط الثامي » (آثار البلاد وأخبار العباد ص‎ )4 

أما ابن خلدون فيدعوهٍ بشكل عام « بالبحر الرومي » ويضيف إلى ذلك قائلاً « ويسمى البحر الرومي 
والبحر الثامي نسبة إلى.. أهل عدوته.. » (ابن خلدون: المقدمة. ص 4407). 
(5) الحيط الأطلسي الذي يتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق جبل طارق. 
(5) المقري: نفح الطيب» ج 1١‏ ص 159 
() البحر الزقأقي: هو البحر الذي يفصل جزيرة ميورقة عن منورقة كبا يقول المقري نقلاً عن الإدريسي (نفح 
الطيب» ج لءدص .)١ ١8‏ 
(8) المجرى: هو المافة التي تقطعها السفينة الشراعيةفي البحر في يوم واحد (د. حسين مؤنس: تاريخ الجغرافية» 
صض١١).‏ 


إرذا 


الشرق إحدى جزيرتيها وهي منورقة وبينها مجرى في البحر طوله أربعون ميلا وشرقي ميورقة 
جزيرة سردانية وبينه| في البحر مجريان» وغربيها جزيرة يابسة بينها حرى في البحر طوله سبعون 
ميلا" وغربي بابسة مدينة دانية من بر الأندلس وبينها في البحر سبعون ميلاً وجزيرة ميورقة 
هي أم منورقة ويابة وها بنتاها وإليها مع الأيام خراجها وطول ميورقة من الغرب إلى الشرق 
سبعون ميلاً وعرضها من القبلة (الجنوب) إلى الجوف (الشمال) خمسون ميلاً.. ,0" 

وقد جذبت جزر البليار أنظار مؤرخين وأدياء معاصرين منهم شكيب أرسلان أحد رواد 
الدراسات الأندلسية وقد أعجب بجزيرة ميورقة إعجاباً كبيراً ويذكر ذلك في حلله السندسية 
قائلاً: «أقمت بجزيرة ميورقة عشرين بوماً وجوّلت فيها ولشدة ما استلطفتها أخذت أجع عنها 
معلومات كثيرة واقتنيت كتاباً عن تاريخها الاسبانيولي وجمعت أسماء العلماء والأدباء الذين نبغوا 
من أهلها من عرب واسبانيول وعزمت على أن أفردها بتاريخ هي وشقيقتيها منورقة ويابسة 
وأسميه « الأصول المعرقة والغصون المورقة في محاسن جزيرة ميورقة.. »!'' ولكنه توفي رمه الله 
قبل أن يحقق ما عزم عليه . 

كما زار جزر البليار المؤرخ المعاصر الأستاذ محمد عبد الله عنان ويقول في كتابه الآثار 
الأندلسية الباقبة « بأنه حرص على أن يعبر البحر إلى جزيرة ميورقة كبرى الجزائر الشرقية 
(البليار) وأن يقضي فيها أياماً لتقصي آثار العصر الإسلامي في تلك الجزيرة الكبيرة 
الساحرة.. ». وقد وصف سطح جزيرة ميورقة وذكر منتجاتها الزراعية المتنوعة. كما وصف معام 
عاصمة الجزيرة بالما دي ميورقة « مدينة ميورقة الإسلامية » وصفاً في غاية الدقة والوضوح 
والشمول. كا أثار إلى جزيرتي يابسة ومنورقة ووصف نضاريسه) الجغرافبة وصفاً مقتضباً . وكان 
وصفه للآثار الإسلامية في مدينة « بالمادي ميورقة » وصفاً رائعاً شاملاً'*' يدل دلالة واضحة على ما 
يتمتع به الأستاذ عنان من معرفة واسعة وصبر وجلد وما بذله من جهد فيا كتبه عن الأندلس 
وتاريخها ما يؤهله بحق بأن يعتبر أحد رواد الدراسات الأندلسيةء لا بذله من جهود في خدمة 
التراث الإسلامي. وقد استرعت جزر البليار كذلك انتباه الدكتور فؤّاد جبور مما حفزه على 
البحث عن تاريخ العرب في هذه الجزر على حد قوله» وكانت حصيلة جهوده مقالة في بجلة 
الأديب اللبنانية تحت عنوآن « العرب في ميورقة » وقد استهلها با يلي: « لقد أتيح لي في صيف 
عام 1534 م أن أزور مجموعة من الجزر تقع شرقي إسبانيا اسمها جزر البليار وتتألف من ثلاث 





)١(‏ الميل العربي: يتراوح ما بين كيلومتر واحد وكيلومترين, والروماني حوالى ١1548١‏ مء والبحري حوالن 
...م (د. حسين مؤّنس: تاريخ الجغرافية. ص ١؟).‏ 

. 605737 الحميري: الروض المعطارء ص‎ )١( 

(0) شكيب أرسلان: الحلل السندسية؛ ج ١ء‏ ص ١47‏ وحواشيها. 

(1) مد عبد الله عنان: الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال ص .١88-164‏ 


535 


جزر هي « ميورقة » وهذهالجزبرة الكبرى وتنوسط جزيرتي مسورقة في الشمال وإيبزا « يابة » في 
الجنوب.. ثم يقول « .. وأول ما استرعى انتباهي وأنا في ميورقة عروبة بعض الأسماء "١‏ فهناك 
مدينة اسمها « بني سالم » وأخرى « الباهية » وثالثة الجيدة « الفيضة » ورابعة حمصء وقام 
قاربان بنقلنا من جزيرة إلى أخرى وكان اسم الأول « نزار » والثاني « أمينة ». ولي ذلك مقالة 
من ثلاث صفحات عن تاريخ العرب في هذه الجزرا". 

؟- منورقة 0110018 

ثانية جزر البليار من ناحية المساحة وأهم مدنها ماهون « ماجون الفنيقية » وهي العاصمة 
الحلية للجزيرة التي تبلغ ساحتها 7٠١‏ 5" وتعداد سكانها حوالى *؛ ألف نسمة'" وتفع في 
منتصف المسافة بين ساحل فرنا الجنوبي وساحل الجزائر وعلى نفس خط عرض كل من لشبونة 
وبلنسية ومنتصف جزيرة سردانية والطرف الجنوبي الغربي لاإيطالياء ويصل طوها إلى حوالي ٠‏ 
ميلاً- 14 ؟ ومتوسط عرضها حوالى عشرةأميال- ١١‏ ؟ ومن أكبر مدنا بعد العاصمة ماهون 
مدينة ثيوداديلا 3ا0596:ا© ومعناها باللغة الإسبانية « القصبة والقلعة ». فقد كانت في العهود 
الإسلامية عاصمة جزيرة منورقة وتدعى « بمدينة منورقة ». وتقع في شمال غرب الجزيرة بِيها تقع 
ماهون العاصمة الحالية في الجنوب الشرقي منها!"ا . 

ويتراوح ارتفاع سطح جزيرة منورقة ما بين 5..-16٠.‏ قدم وأعلى جبل فيها هو جبل 
مونت تورو 7050 284024 ويصل ارتفاعه إلى حوالي ١٠١٠١‏ قدم, ويوجد على سواحلها خلجان 
عميقة خاصة في ساحلها الثمالي كخليج البحيرة ##73ناطاخ والضيعة 41088 وهي أقل اعتدالاً 
وامطارا عن بقية جزر البليار بسبب تعرضها للرباح الشمالية الباردة. وتقع على بعد حوالي 61٠١‏ 
م-0؟ ميل إلى الثمال الغربي من جزيرة ميورقة'') ويعود الفضل للفنيقيين في تعمير هذه 
الجزيرة فا زال اسم عاصمتها وفقاً لبعض الآراء يحمل اسم القائد القرطاجي « ماجون » وقد 


)١(‏ إن مما يلفت الاتتباه حقاً في جزر البليار بالإضافة إلى ججاها الباهر والبقية الباقية من معالمها العربية 
الإسلامية مئات القرى والبلدان الصغيرة ة التي ما زالت تحتفظ بأسمائها العربية حت اليوم» وقد حقق المؤرخ 
الاإسباني ميجيل اسين بلاسيوس أسماء المئات من هذه المواقع وذكر أمام أسمائها الإرسبانية المصحفة بعض 
الشيء » الاسم العرني لكل منها في عهودها الإسلامية الغابرة ومنها على سبيل المثال « الضيعة والبركة والقرية 
والخابية والغيضة والغار والطليعة والشط وبني علي وبني عبار وبي سلام وبي نصر وبني عطية وبي خلدون 
وبني عمر وبي فرج وبني طريف والبليدة والبحيرة والجنان ورحل «ضيعة » بني مود ورحل بني مفرج 
والرملة وبلاطة ورحل الشط وبني الأعرج وبي البقاء وبي الفتح وغيرها. 

4 ,112010 300 | بوم ةلهم متكة إعدهذل8 +20 ومدموط ع5 عطوعية دتستدممه16 
)١(‏ د. فؤاد جبور: العرب في ميورقة» ص 8* . مجلة الأديب اللبنانية بيروت؛ العدد الخامس لعام 1574 . 
(؟) الموسوعة العربية الميسرةء» ص .1١8٠05‏ 
(؛) دائرة المعارف البريطانية, ج 16؛ ص 5ؤه لعام 1554 . 


>30 


دعاها الرومان بعد استيلائهم عليها سنة ١١‏ ق.م باسم 5ندمعة81 20:05 وهي ماهون 
الحالية'"' . وهناك رأيآخر في تسمية ماهون بهذا الاسم للمؤرخ الإسباني فرناندو مارتي كامبس 
يقول فيه «كنابة تاريخ ميورقة » بأنه من غير الحتمل بأن يظل اسم هذا المركز الإقليمي الهام 
على اسم عدو خطير من أعداء رومة وهو « ماجون » والأرجح أن هذه التسمية مشتقة من كلمة 
الجن «وطهةكة الكنعانية والتي تعني الدرعء كا يذكر بأن اسم بثيوداديلا « مدينة ميورقة 
الإسلامية » كان « جامة » بالفنيقية ومعناها باللغة الكنعانية على أرجح الأقوال «المدينة 
الغربية ,100 

وأكثر ما يلفت الاتنباه في جزبرة منورقةوخاصة في بنيوداديلا القصبة الإسلامية القديهة ذلك 
التثابه الغريب بينها وبين ثغور سواحل الثام في المباني والطرقات وملامح السكان وقد خيل إل 
وأنا أتجول في أزقتها ودروبا القدية بأنني في بلدة أعرفها اما وتذكرت ذلك القول المأثور 
« الأندلس ثامية في هوائها..». وليس هذا التاثل غريباً فقد كان أهل جزر البليار كأهل 
الأندلس في أصولم التاريخية وثقافتهم وأخلاقهم وطبائعهم في شتى عهودهم الإسلامية كا يقول 
الزهري في نصه التالي « وهذه الجزائر الثلاث (ميورقة ومنورقة ويابسة) تضاف إلى بلاد الأندلس 
لأن أخلاق أهلها وطبائعهم كطبائع أهل الأندلس وأمزجتهم واحدة...0©). 

وتدعى جزيرة منورقة حالياً باسم له دلالته وهو « جزبرة الرياح والحجارة » من شدة الرياح 
التي تهب عليها في فصل الثتاء , كا أن الحجارة تننائر بشكل يلفت النظر في شتى أنحاء الجزيرة 
وخاصة في الأجزاء الغربية والجنوبية منها , ويشاهدها الزائر على أطراف الحقول وحول الأشجار 
وعلى الطرقات غير المعبدة'*'» وبالفعل فإن الزائر لهذه الجزيرة يدهش من ظواهر غريبة فيها. 
ومن أبرزها أن معظم أشجارها وهي قليلة في القسم الغربي الذي مررت به وحتى منتصفها عند 
سفوح جبل « مونت تورو » ذات جذوع معوجة بسبب الرباح الثمالية التي تبب بعنف على جزيرة 
منورقة في فصل الثتاء » والأرض جرداء صخرية في قطاعات واسعة تنخللها سهول ووديان 
خضراء على صافات متباعدة» ولا تلاحظ ظاهرة اعوجاج جذوع الأشجار في ساحلها الجنوني 
لأنه مي من تأثير الرياح الثمالية العاتية لوجود تلال مرتفعة تقيه أضرارهاء ك) أن الخضرة لا 
تغطي هذه الجزبرة كميورقة وبابةء ومعظم ودياما الخصيبة ستغل في زراعة المبوب وترببة 
الخيول والمواشي والأبقار التي تشاهد قطعانها ترعى بقايا سنابل الحبوب بعد حصادها. وأعتقد بأن 
قضاء الا,سبان بصوة على معظم سكانها من المسلمين في نهاية القرن الابع للهجرة - الثالث عثر 





. 1575 دائرة المعارف الأمريكية؛ ج 18: ص 555 لعام‎ )١( 
. .م وعءممستاط ع همنط! تووم عناطمم‎ 111-112 )١( 

(؟) الزهري: كتاب الجغرافية» ص ١.‏ . 

(5) .1( .م مععممناة ع متلطا بكوم مطحم . 


نض 


للميلاد وتعرضها قروناً متواصلة للهجمات البحرية من قبل غزاة البحر المغاربة والأتراك أدى إلى 
القضاء على غاباتها وتدمير حقوها الخضراء بعد أن خلت من سكانا حتى عهد قريبء لهذا 
تراهم اليوم جرداء بعكس ما نجده عنها من وصف في مصادرنا الإسلامية''": وهناك عامل آخر 
أَثَّر على حقول الكرمة التي كانت تغطي أرض جزيرة منورقة في عهودها الإسلامية وكانت لها 
شهرة واسعة!'! وهو إصابتها بحشرة الفيلوكسرا 658<و1الزط2 التي قضت في القرن الماضي على 
معظم حقول الكرمة في منورقة التي اشتهرت في شتى عهودها بإنتاج أجود أنواع النبيذء أما 
شهرتها بتربية المواشي والابقار والخيول والبغال في شُتى عهودها الإسلامية ف| زالت حتى اليوم وما 
زال لدى أهلها خبرة عريقة بصناعة الجلود والألبان يعتزون بها اعتزازاً كبيراً9. 

ونجد في المراجع الجغرافية والتاريخة الإسلامية بعض الارثارات إلى ما اشتهرت به جزيرة 
منورقة من الخصوبة وكثرة الزرع والكروم والأبقار. يقول الزهري بهذا الصدد ما بلي: « تقع 
منورقة إلى الشرق من جزيرة ميورقة. وهي جزيرة صغيرة كثيرة الزرع والكروم وليس في معمور 
الأرض أطيب من لحم بقرها وقد يطبخ فيذوب كا يذوب الشحم ويصير زيتاً ومنها يجلب النبات 
المعروف بعشبة هللت يعمل منه نوع من السحر .. »!4 » ويذكرابن سعيد المغربي عن جزيرة منورقة 
ما بلي: « بينها وبين ميورقة في البحر حون ميلاً. وهي مستطيلة قليلة العرض وفي وسطها حصن 
مائع .016 

وربا يشير ابن سعيد بالحصن المانع إلى القلعة التي ما زالت حتى اليوم في منتصف الجزيرة على 
قمة جبل « مونت تورو » 810811010 الذي ستطيع الناظر من سطحه ان يرى ساحل الجزيرة 
الثمالي وخلجانه بوضوح , ويطلق الإسبان على هذا الحصن اسم « قلعة الملك » به اع لعاهء 
وهو حصن ضخم. يوجد فيه دير للراهبات ومتحف صغير فيه الكثير من الآثار الإسلامية خاصة 
من الفخارء وما يثير الدهشة وجود بئر ماء في وسط الساحة الوسطى «لقلعة الملك » على هذا 
الارتفاع الكبيرء ترفع منه المياه في دلو من جلد بواسطة حبل مثبت في بكرة وهذا البئر عربي 
الطابع .ثاهدت له مثيلاً في ميورقة في قصر المدينة في« بالما دي ميورقة » ويكنفي ياقوت الحموي 
بذكر ما بلي عن منورقة: «« جزبرة عامرة شرقي الأندلس قرب ميورقة 06), ويذكر صاحب 





)١(‏ توجهت إلى جزيرة منورقة بحراً من ميناء الكدية في شمال جزيرة ميورقة وتجولت في أنحائها في صيف عام 


لالاو١ا.‏ 
() أعبال الأعلام: القسم الخاص بالأندلس» ص 778 . وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس » ص 
/ا8؟. 


(6) .95-97 .م بوععمصتلة 4 هداطا :كوم عناطكة . 

(؛) حمد الزهري: كناب الجغرافية» ص .1١١9‏ 

(5) ابن سعيد المغربي: المغرب في حلى المغرب» ج ؟ء ص 136. 
(1) ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج هء ص 515. 


يفنا 


مراصد الاطلاع نفس النص الذي ذكره ياقوت الحموي''' ويحدد الحميري أهمية موقع جزبرة 
منورقة قائلاً: « بأنها جزيرة تقابل برشلونة وبينهها مجرى واحد وبينها وبين سردانية أربعة يجاري 
وهي إحدى بنتي ميورقة وه| منورقة وياسة...,19. 

- جزيرة يابة 28ذ16 

ثالثة جزر البليار مساحة حيث تصل صساحتها إلى 01١‏ 505-58 ميل' وتقع على بعد 53 
م من ساحل إسبانيا الشرقي » أقصى طول لا .؛ م > 56 ميل وأوسع عرض ١١-8. 5١‏ ميل 
وتقع على بعد +٠‏ 8 .0 ميل جنوب غربي جزبرة ميورقة وأعلى قمة فيها قمة الطليعة هلإهلها.4 
الي يصل ارتفاعها إلى ١609«‏ قدم ». 

وتشكل جزبرة بابسة مع جزبرة فرمنتيرة ما يسمى بجزر الصنوبر - ووصفط عك 95او1'"» وما 
زالت جبالها حتى اليوم مغطاة بأشجار الصنوبر التي أعطت لذه الجزيرة شهرة واسعة منذ أقدم 
العصور . وبالرغم من صغر مساحتها التي لا تزيد إلا قليلاً عن ١/7‏ صاحة جزيرة ميورقة إلا أنما 
بحق من أجمل جزر البحر المتوسط وأكثرها رونقاً واخضراراً . وتقع عاصمتها الاوقليمية « يابسة » 
التي تحمل نفس اسم الجزيرة في الزاوية الجنوبية الشرقية وتعتبر من أقدم موانىء الحوض الغربي 
للبحر المتوسط'*' وقد أولى القرطاجيون هذه الجزيرة عناية خاصة وأنثأوا فيها مدناً مزدهرة 
أهمها ايبوسوس 2ناةناطع وهي مدينة بابة الحالية وذلك في عام 1014 ق. م» واعتبروا أرَقها 
مقدسة وأول وصف معروف ذه الجزيرة هو ما ذكره المؤرخ دبودورس الصقلي الذي يقول فيه: 
« تخترق هذه الجزيرة حقول مزدهرة وبوجد فيها مدينة تدعى إيبوسوس وهي مستعمرة قرطاجية 
ذات موانىء وأسوار ضخمة وضازل رائمة ويتكها: البرابرة .«الأجاتب. امن جنيع 
الأجناس.... » ويضيف إلى ذلك قائلا « إن معظم سكان « إيبوسوس » من أصل فنيقي وتقم 
فبها جاليات من الرومان والأيبيريين لخصوبة تربتها وثرواتها الوافرة لكثرة صناعتها وزراعتها 
خاصة الكرمة والزيتون التي تغطي معظم أرجائها .. '20. وما زالت جزيرة باسة حتى اليوم كا 
وصنفها ديودوروس الصقلي. فحقولها مزدهرة تغطيها الخضرة والأسْجار الوارفة. ويضفي 
الاخضرار العجيب والثواطئء الزرقاء والخلجان الصافية على جزيرة بابة جالاً أخاذاً. وما 
يلفت النظر في جزبرة يابسة أن العمران لا ينقطع في شتى أنحائها حتى في أعماق الريف حيث 
يوجد حول كل مسكن حديقة مزدهرة غناء , والمباني الريفية ذات قباب غريبة الشكل, واللون 





188 صفي الدين بن عبد المؤمن البغدادي: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع؛ ص‎ )١( 
. 015 (؟) الحميري: الروض المعطارء ص‎ 

(") دائرة المعارف البريطانية ج .١١‏ ص ٠١١7‏ لعام 1959 . 

() .17 .مارهءءمصتاطة ع هتنه! بكوه؟ .م 

)0( .4 .م برهةتطآ بورعلرء/ا معكتعموظ 


82 


الغالب عليها هو اللون الأييض وهو اللون الشائع في الريف الأندلسي . وأزياء أهل جزيرة يابسة 
وموسيقاهم وملاحهم ذات طابع مغربي وألحانهم شرقية محببة للنفس وما زالت هذه الجزيرة حتى 
اليوم ذات طابع فولكلوري عجيب وأزياء سكانبا من الإيديكينو لاتمت إلى هذا العصر بصلة 
وكأنهم من العصر الوسيط بعثوا أحياء من جديد. 

وتقع مدينة يابة القدية على تلة مرتفعة تحيط بها أسوار حصينة» وتمتد البلدة الحديثة بين 
أسوار البلدة القديمة واطىء البحر وتعج بخليط عجيب من البشر وكأن بابسة ل تنغير رغم مر 
القرون7' . وقد اكتشفت في هذه الجزيرة مؤخراً مقابر ضخمة تعود إلى العصر الفنيقي في هذه 
الجزيرة؛ ورا يرجع وجود هذه الأعداد الكبيرة من القبور والنذور والتاثيل إلى صفة القداسة 
التي كان ينظر بها الفنيقيون إلى هذه الجزيرة باعتبارها أرض الخلود» وربا يكون السبب الذي 
دعاهم إلى هذا الاعتقاد ما تميزت به جزيرة يابسة من ظواهر غريبة وهي خلوها من جميع أنواع 
الحوانات المفترسة والثباتات النامةاء وقد ثنت بأن ثزية هذه الجمزيرة ذات خضائص غير عادية 
وهي المناعة ضد أنواع التعفن والسموم. وقد أضفت هذه الظاهرة عليها شهرة واسعة واعتبرها 
القدماء بناء على اعتقاد راسخ صفات جديرة بإضفاء القداسة عليها'"2. ومن الطريف أن المصادر 
الجغرافية والتاريخية الإسلامية شير إلى هذه الخصائص غير العادية التي تميزت بها جزيرة يايسة ؛ 
ويقول القزويني بهذا الصدد : « ياسة جزيرة طويلة في البحر الثامي طوها خنة وأربمؤن ملا 
وعرضها خمسة عشير ء با مدن وقرى والغالب عليها الجبال , وفيها سجر الصنوبر وليس بها شيء من 
السباع لا صغيرها ولا كبيرها إلا القط البري ولا حية ولا عقرب. وذكر أهلها بأنه إذا حمل إليها 
سبع أو حية أو عقرب فسرعان ما يوت .0. 

وتشتهر هذه الجزيرة منذ أقدم العصور بالفواكه وأخثاب الصنوبر والملح » وما زالت لها هذه 
الثهرة حتى اليوم'"". ْ 

إن جزيرة يابسة مدينة بثهرتها إلى شسها المشرقة التي تنضج الفاكهة وتنمّي الأشجار وتمنح 
الطبيعة خضرة زاهية. وتجفف مياه البحر في الملاحات الواسعة التي تنتشر في مناطق عديدة من 
سواحلهاء مما جعل الملح أهم منتجاتها ء وقد استقر الرواد الأوائل في هذه الجزيرة لشهرتها بالملح 
والأخثات والمعادن!" , 

وقد أثاد المؤرخون القدماء بمنتجات يابسة وثرواتها الطائلة ومنهم المؤرخ الروماني بليني الذي 





. و1914‎ ١910 مشاهدتي الشخصية في جزيرة يابسة في عامي‎ )١( 
8 .هعالطا تممعلع/ا‎ 8. (00 

(") القزوينى : آثار البلاد وأخبار العبادء ص ؟8؟. 

(4) دائرة المعارف البريطانية. ج .1١‏ ص ٠١17‏ لعام 1536. 
)( .55-6 .م رقعرمصللا يي قعتط! :كوه عبسطايم 


اخ 


أعجب بتين يابسة بصفة خاصة!"!, وقد ذكر المؤرخ الروماني ليفي /إلاننآ بأن ثروات جزيرة 
يابسة الوفيرة هي التي مكنت القائد القرطاجي ماجون من الصمود في وجه القوات الرومانية في 
الحرب البونية الثانية سنة م6١٠٠‏ ق .م. وان ما جمعه القائد الروماني سكيبيو 1م50 بعد استيلائه 
على بابسة سنة 5١7‏ ق.م. يفوق كل ما تمكن من الحصول عليه من البر الاءسباني!"2. 

ونجد ني المصادر الإسلامية الكثير من النصوص التي توضح أهمية جزيرة بابة وأشهر 
منتجاتها كالفواكه والملح والأخثابء وكان لأخثاب الصنوبر شهرة واسعة لأهميتها القصوى في 
بناء السفن التي أسهمت بدور خطير في تاريخ البحرية الإسلامية في العصور الوسطى. ويقول 
الزهري عن جزيرة بابسة ما بلي: « يجلب منها الملح والخشب إلى بلاد أفريقية وهي جزيرة كثيرة 
الغار والزرع.. كما يجلب منها الزبيب واللوز والتين إلى جزيرة ميورقة وهي كثيرة الماعز وهو 
أكثر كسبهم.. .)"٠‏ ويصفها ابن سعيد المغربي « بأنها جزيرة خصيبة بعكس اسمها »''اولشهرة 
جزبرة يابسة بشجر الصنوبر وهو « الشبّين » في اللهجة الحلية الدارجة في جزيرة يابة في عهودها 
الإسلامية وهو لفظ مصحف عن اللاتينية» وكان يطلق على المنتسبين إلى هذه الجزيرة من 
الثعراء والأدباء اسم « الشبّيني » كا يقول ابن سام الشنتريني صاحب الذخيرة؛ ويضيف عن 
يابسة ما يلي: « جزيرة في البحر أكثر مُرها الشبّين (الصنوبر) »51). 

ويوضح صاحب المطرب مدى خصوبة بابسة بقوله.. « وقد رأيت جزيرة ياسة وهي ضد 
اسمها لكثرة شجرها وخصوبتها.. !"1 

ومن النصوص التي تبين مدى أهمية ياسة وشهرتها بالملح والفواكه وأشجار الصنوبر ما ذكره 
الحميري الذي يقول فيه ما بلي: « بابسة جزيرة حسنة كثيرة الكروم والأعناب وبا مدينة حسنة 
صغيرة خضرة وأقرب بر إليها مدينة دانية وبينها بحرىء والمجرى مائة ميل وفي شرق يابسة 
جزيرة ميورقة وبينها مجرى» وبجزيرة بابسة عشرة مراسي وبا أنهار جارية وقرى كثيرة وعمائر 
متصلة وأرضها تنبت الصنوبر الجيد العود لإنثاء السفن وعدد المراكب وبا ملاحة لا ينفد 
ديا كزين 

ومن الملفت للنظرٌ هو أن بابسة ما زالت حتى اليوم شهيرة بالملح وتنتشر بها الملاحات الطائلة 





(؛) 14 .م معطا بمعوتك/ 2 

)١(‏ .59 .م بيمعرممتك! ع هماما تعومع عنطارم 

(م) محمد الزهري: كتاب الجغرافية, م١١9-1؟١.‏ 

(1) ابن سعيد المغربي: المغرب في حلى المغرب» ج 7 .؛ ص 507١‏ 

(5) ابن سام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة , القسم الثالث » ج ١‏ . ص 510 . 
(1) أبو الخطاب عمر بن حمن الملقب بابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب. ص ١5.‏ 
(0) الحميري: الروض المعطارء ص 515. 


خاصة في رأس ماليناس كةهذاة5 06 080 » وقد خيل لي من بعيد لدى وصولي إلى هذه الملاحات 
كأن أكداساً من الثلج قد غطت تلك المنطقة وأعتقد بأن هذا المثهد المثير هو الذي أوحى 
للكاتب والرسام القطلاني سنتياجو روسيئنول بتسمية جزبرة باسة « بالجزبرة البيضاء » 158 
دعصا التي اشتهرت في تاريخنا الإسلامي « بالجزيرة الخضراء ,0. 

ويصف باقوت الحموي بابسة با يلي: «كثيرة الزبيب وفيها تنثأ أكثر المراكب لجودة 
خشبها.. "٠١‏ ويذكر صاحب مراصد الاطلاع نصاً عائلاً'؟2 أما القزويني فيذكر عن بابسة ما 
بلي: «وبها حجل كثير تفرخ في جباهاء وفراخ البزاة الجيدة» والنحل بها كثير جداً.. ,9 . 

وقد أسهمت جزبرة يابسة بدور خطير في تاريخ البحرية الإسلامية في الحوص الغربي للبحر 
المتوسط مع بقية جزر البليار وكان لها دورها المتميز لتوفر الأخشاب فيها ولوقعها الاستراتيجي 
الخطيرء وبقدر ما كان الصنوبر مصدراً لقوة يابسة وعزتها وشهرة أساطليها كان وبالاً عليها في نباية 
سهدها الإسلامي'*' ما أدى إلى استيلاء القوات الصليبية عليها تحت عم ملك قطلونية وأرغون 
« خاي الفاتتح » 0+ ه > و١1‏ م واستعباد من بقي حياً من أهلها للعمل في ملاحاتها وحقوها 
ومزارعها'"'. 

- جزيرة فرمنتيرة 658أهعمدمره15 

رابعة جزر البليار ساحتها 58 ميل' 31١<-‏ 5" ولا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف وتقع 
إلى الجنوب من جزيرة يابة١"'‏ وأقرب نقطة بين جزيرقي فرمنتيرة ويابة على بعد/1 5 م 
ومع ذلك فإن طول الطريق الملاحي بينهما ١١‏ ميل - حوالى ١8‏ ؟ ٠‏ وأشهر موانىء فرمنتيرة 
«لا سابينا » 536128 1.8 , وقد دعيت بهذا الاسم لوجود شجر العرعر من الفصيلة الصنوبرية حوها 
بكثرة في الماضي» وتقع في الطرف الشرقي من جزيرة فرمنتيرة مرتفعات مولا'* التي يبلغ 
ارتفاعها 7.٠.‏ قدم ومعنى كلمة « مولا » 74012 باللغة القطلانية « التلة » أو المكان المرتقع"" . 


وقد كان لهذا التل الثاهق أهمية كبرى في الدفاع عن جزبرة فرمنتيرة فيعهودهاالإسلامية!"". 





)00( 8 .م بروععممصتكة غث معنطا بكوه2 عناطكئم 

0( ياقوت الحموي: معجم البلدان» ج 68 ص 4؟4. 

م( صفي الدين بن عبد المؤمن البغدادي: مواصد الاطلاع؛ ص .1١"15‏ 
(؛) القزوبني: آثار البلاد وأخبار العباد. ص 589. 

(0) المقري: نفح الطيب» ج 5 ؛ ص 159 .10١-‏ 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص .501١- 5.٠.‏ 

() دائرة المعارف البريطانية, ج “ص #ل/ا١٠‏ لعام 34هل. 

)م .4 .م روعاممء5 تغط لصة ك5عتعدعلد8 عط تمتاءعط فك بر 

ل( .6 .م روععممتل1آ لمة ددتط[1 :كوه عناطامة 

.55-980 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص‎ )٠١( 


١ 


وجزيرة فرمنتيرة حالياً قليلة الأشجار صخرية جافة تنناثر في تربتها الحجارة بشكل ملفت 
للنظر ء باستثناء بعض غابات الصنوبر على ساحلها الغربي شمال « لاسابينا » ا تغطي غابة كبيرة 
من الصنوبر سفوح تلة « مولا » والمنطقة الجيطة بباء وشكل هذه الجزيرة غير مننظم ويخيل لمن 
يشاهدها عن بعد وكأما تنين بحري ذو أذرع متعددة ورها تعود تسميتها باسم « فرمستيرة » إلى 
شكلها الذي شبه الثعبان البحري ذا الزعانف المتعددة. ويضيق عرضها إلى درجة انني شاهدت 
شاطىء البحر من تلة مولا . والجزيرة قليلة السكان. وتدعى عاصمتها الحالية سان فر سيسكوء 
ومن الملفت للنظر في هذه الجزيرة الأعداد الكبيرة من الهيبيين الذين يعيثون على الفطرة فيهاء 
وأزياء أهلها التقليدية التي تشبه ملابس سكان الريف في تونس. واللملاحات المنتشرة على طول 
شواطتها!". ْ 

وما يدعو للاستغراب أنه نادراً ما برد اسم جزيرة فرمننيرة في المراجع الجغرافية الإسلامية, 
وقد ذكر عنها القزويني ما بلي: « فرمنتيرة.. جزيرة في وسط البحر هواؤها طيب وتربتها كرية 
ومياه آبارها عذبة وبا عمارات ومزارع » ولطيب هوائها وتربتها لا يوجد فيها شيء من الهوام 
أصلاً , لأن الهوام والحشرات تولدها العفونات ولا عفونة فيها.. وهي منبت الزعفران الجيد 


الذي لا يوجد له مثيل في أي موضع آخر »'"". 


ه- جزيرة قبريرة وملأرطدن0) 

جزيرة صغيرة تبعد ٠‏ م عن بالما دي ميورقة »عاصمة ميورقة و0١‏ عن رأس ماليناس 
بجزيرة يابسة وميناؤها مي من الرباح وبوجد في الناحبة الشرقية منه بعض الخرائب التي كانت 
في القرن الماضي قصر الحاك لهذه الجزيرة بالاإضافة إلى إحدى القلاع وبعض الماكن. وبالرغم من 
جو الهدوء الحم على هذه الجزيرة الصخرية فإنها من أكثر الأماكن كآبة في جزر البليار تكتنفها 
الجلاميد باستثناء واد ضيق بين التلال الصخرية الوعرة التي يصل ارتفاعها إلى ١٠/اه‏ قدم0/, 
ويدل اسمها 0251152) 1518 « جزيرة الماعز » على شهرتها القدية بالماعز الذي ما زال حتى اليوم 
يعيش على سفوح تلالها” . وني هذه الجزيرة قاسى أسرى الحروب النابوليونية الذين حشروا في 
معتقلاتما الرهيبة. قوة مروعة من الجوع ودافعوا عن بقائهم بوحشية رهيبة وتحولوا إلى أكلة لحوم 
بشرية وهلك منهم حوالى /:٠‏ قبل أن يكون بالإمكان إنقاذ البقية'*. ا استخدمت من قبل 
السلطات الإسبانية كمنفى للمجرمين ومعتقلاً للمناوئين للسلطة ما يجعلها لا توحي بأي بهجة على 


)١(‏ مشاهدتي الشخصية في عامي /ال91١‏ و15104. 

045 القزويني: آثار البلاد وأخبار العبادء ص‎ )١( 

6( .5 م رععاممع5 عتعطا لصة منتعدعاة8 عط1] بمتارعط سمط 2 

ك4( دائرة المعارف الإسلامية؛ ج *. ص 5.7. ودليل جزر البليار السياحي لعام +151 , ص .3١‏ 
)0( .5 .م روعاممع5 عتعط لمة تمقعله8 ع1 :ستارعط موك .ير 


رذن 


الإطلاق لارتباط تاريخها الحديث بالمعتقلات والسجون من جهة''! ولكونبا جزبرة صخرية قاحلة 
غير مأهولة من جهة أخرى باستثناء القليل من الرعاة وصيادي الأسماك وخفر السواحل . وتهاثلها في 
ذلك جزيرة قنجيرة 8:وزمه0© (جزيرة الأرانب) القريية منها وجزيرة دراجونيرا 18عممهة,0 
٠‏ التنين » في جنوب غربي ميورقة''' وكذلك بقية معظم الجزر الصغيرة التي تنناثر في البحر بين 
جزر البليار الأربع الكبرى. التي يبلغ عددها حوالى المائة جزيرة صغيرة جداً لا تتجاوز في 
معظمها عن كثل صخرية لا أسماء لها تستخدم كمنارات لإرشاد الفن!'' ونادراً ما برد اسم 
قبريرة”'' في المصادر الإسلامية »الجغرافيةمنها والتاريخية . باستشناء بعض هذه المصادر التي أثارت 
إلى جزبرة قبربرة باعتبارها إحدى الحطات على الطريق الملاحي الجنوي بين سبتة في عدوة 
المغرب وعكا ساحل الثام . مما يدل دلالة واضحة على أنها كانت عامرة مأهولة في أواخر عهدها 
الإسلامي . ويتضح ذلك من الترجمة التالية للعالم اللاشبيلي جمد بن عبد الملك والطريق الذي سلكه 
لتأدية فريضة الحج الذي يقول فيه صاحب الذيل والتكملة ما بلي: ٠‏ .. وفصل من إشبيلية في 
ربيع الآخر سنة 78# ه قاصدا سبتة.. ومنها إلى المرية.. إلى قرطاجنة.. إلى لقنت .. وفارق 

بر الأندلس إلى جزيرة بابسة ومنها إلى جزيرة ميورقة.. ثم توجه إلى جزيرة قبريرة. فبات ا 
ليلة الجمعة 0 مرسى سردانية ومنها إلى صقلية.. إلى أقريطش.. إلى 
قبرص ومنها إلى مبناء عكا.. ومنها برا إلى دمشق التي مد نا ارك الثامي متوجياً إلى 
مكة شرفها الله .. /(15, 





)00( دائرة معارف البستاني. ج مء ص ١69‏ لسنة .184١‏ 

(0) دائرة المعارف الإسلامية, ج *, ص 8-8.10.". 

1١ )©(‏ .م بوعممزواآ :ممصطكم ممم 

(4) قبريرة :« بفتح القاف وسكون الباء وفتج الراء وسكون الياء وفتح الراء الثانية وفي آخرها هاء مربوطة » 
(أَبو عبد الله همد بن مد بن عبد الملك الأنصاري الأومى المراكشي/ الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 
ولك ص 050). 

(0) المرجع السابقء ص 86 - .كت ترجة رقم 152 . 


رذن 


لحة تاريخية عن جزر البليار 


عاش الإنان منذ فجر التاريخ في جزر البليار نظراً لاعتدال مناخها ووفرة منتجاتها » وقد 
عرف السكان الأوائل لهذه الجزر ساكني الكهوف . ويذكر ديودوروس الصقلي « بأن سكان جزر 
البليار القدماء كانوا يعيشون في كيوف طبيعية» وأخرى محفورة في الصخر على السفوح المنحدرة 
لتوفر الحصانة والأمان.. ». وقد اكتشفت بقايا أدوات صوانية وفخارية في تلك الكيوف تعود 
إلى بداية العصر البرونزي'". وقد دعيت تلك الحضارة بالتلايوتية 01هزهاة7. وتتمثل في 
المظاهر الحضارية التالية: 

أ- الأبراج 5ه : وهي إنشاءات ضخمة كانت تستخدم لحاية السكان ويقال بأن اسمها 
8 م١‏ التلايا » مشتق من الكلمة العربية الطلائع لأنما كانت تتخدم في العهود الإسلامية 
كمراكز للاستطلاع والمراقبة. وكان يوجد في جزيرة ميورقة وحدها ما يزيد عن ألف برج من 
هذه التلايا 41188 اندثر معظمها وبقيت منها بقية حتى اليوم. 

ب- المعابد 1810195: وهي عبارة عن مبان حجرية على شكل حرف 7 بوجد منها حتى اليوم 
بعض الفاذج بجانب الأبراج في جزيرة منورقة بصفة خاصة, وكانت هذه المعابد تستخدم في 
الاحتفالات الدينية وتقديم القرابين!". 

ج- المدافن: كان سكإن جزر البليار الأوائل يدفنون موتاهم في كهيوف محفورة في الصخور 
بأشكال عديدة ؛وقد اكتشفت منها عدة مدافن تشبه إلى حد بعيد تلك المدافن التي اكتشفت في 
كيوف جنوب فرنا مما يشير إلى وجود نوع من العلاقة بين جزر البليار وجنوب فرضسا في العصر 
البرونزي. كما توجد غاذج مائلة لأبراج ومعابد ومدافن الحضارة التلايوتية في جزيرقي سردانية 
ومالطة مما يدل دلالة واضحة على وجود علاقات وثيقة بين جزر البحر المنوسط مندذ أقدم 
العمتون» 





)١(‏ .5 .م بوعاممعم تغط لصة دعتتفعلة8 ع1 تمتامعطصة2© ع 
(؟) دائرة المعارف البريطانية ج15 ص ٠١17‏ وما بعدها لعام ١575‏ . ...م ,قععوزة81 نتمقطكله]؟ ممم 


تكن 


وظلت هذه الحضارة التلابوتية ©1]هئزةلة7 التي شاعت منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد 
تنطور تطوراً بطيئاً حتى قدوم الرواد الأوائل من البونانيين والفنيقيين في سفنهم التجارية إلى 
جزر البليارء فتسربت عن طريق هؤلاء المستعمرين حضارة شرق البحر المتوسط المنفوقة إلى 
سكان جزر البليار الأوائل الذين اكتسبوا خبرات ومعارف جديدة من اليونانيين والفنيقيين 
الذين استعمروا بعض أقالم هذه الجزر!" . 

الاستعار اليوناني الفنيقي لجزر البليار 

كان اليونانيون الذين قدموا من جزيرة رودس من أوائل الرواد من شرق البحر المتوسط إلى 
جزر البليار”''. وقد استوطن اليونانيون جزيرة رودس منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد؛ وبعد 
تدمير البرابرة لجزبرة كريت حلوا محلهم واكنسبوا الكثير من حضارة كريت الرفيعة واتجهوا من 
كريت غرباً إلى صفلية واتخذوا لهم مستوطنات في سرقوسة ومنها اتجهوا في أساطيلهم غرباً إلى 
سردانية وقرسقة وجزر البليار وساحل اسبانيا الشرقي”".وقد دعا اليونانيون هذه الجزر باسم 
« بليارس » 8311365 وهو مشتق من الفعل اليوناني 83/1168 « بالين » اي القى أو رمى . لبراعة 
سكانها القدماء في رمي الحجارة بالمقلاع ؛ وقد استخدم الرومان نفس هذه التسمية'" كا أطلقوا 
على « جزيرة منورقة الحالية » اسماً آخر هو « ميلوزا » 558ناة!!1046*). وقد نفر البدائيون الأوائل 
من سكان جزر البليار من المستعمرين اليونانيين في بادىء الأمرء وبمرور الزمن اطأنوا إليهم» 
وكان أساس العلاقات الأولى النبادل التجاري!'! وبالاضافة إلى ذلك فقد كان اليونانيون يبحثون 
عن المعادن» ورا يعود عدم استقرارهم بشكل دائم في هذه الجزر إلى عنف أهلها وقلة المعادن 
فيها'"" بالإضافة إلى منافة شعب بحري آخر لم في استعار هذه الجزر وهو الشعب الفنيقي 
« الكنعاني » الذي استقر « بساحل كنعان » (ساحل الثام) منذ القرن الثلاثين ق. م.» واندفع منذ 
القرن الثامن عشر قبل الميلاد في أساطيله البحرية غرباً بحثأ عن الأسواق التجارية والمعادن1*1. 

ويذكر المؤرخ الاسباني شباس بأن الأساطيل الفنيقية وصلت إلى غربي البحر المتوسط حوالي 


.1١١ا“ دائرة المعارف البريطانية» ج ؟. ص‎ )١( 

.١15 دائرة معارف البستاني. ج ه.ء ص‎ )١( 

() دائرة المعارف البريطانيةء ج ١ء‏ ص 789 وما بعدها لسة 1559. 

(4) دائرة معارف البستاني» ج ه. ص .١45‏ 

3 .م ركلمقاذا عتمقعلد8 عط[ نصماكسسط1 اععواط 

)م( .9 .م روعءعرمصتلة لمة ص2أ6! كوه عناط1رم 

(7) دائرة معارف البستاني؛ ج هم ص .١45‏ 

0,0( .59 .م بوععمصتالاآ لصة هعتطا :كوم ممم 

(4) د. عمد السيد غلاب: الاحل الفنيقي وظهيره في الجغرافيا والتاريخ ص 1075-1411 . 


ا 


٠‏ ق.م.وأنهم أسوا بعد عبورهم من « جزر البليار » إلى ساحل اسبانيا الشرقي مدينة 
«دانية » باسم «مرآة الزمان » « هميروسكوبيوم » #تناممء5 ممعصمولط التي أطلق علييا 
اليونانيون اسم « أرتقسيوم » نسبة إلى الإلّهة اليونانية « ارتميس » وسماها الرومان باسم « ديانيوم » 
نسبة إلى الإلهة الرومانية «ديانا » ومن هذا الاسم اشتق العرب اسم «دانية » التي أصبحت في 
أحد العهود الإسلامية عاصمة كبرى تنبع لها جزر البليار'"' . وقد انتشرت المتوطنات الفنيقية 
على طول الساحل الافريقي الثمالي ومن أقدمها أتيكا 41108 « العتيقة »''. ونظراً لتوفر كميات 
هائلة من المعادن في اسبانيا التي كان الفنيقيون يسعون حثيثا لاحتكارها. فقد فتشوا عن موانىء 
طبيعية تأوي إلبها أساطيلهم المنوجهة إلى ساحل اسبانيا الشرقي « طرشيش » (طرسوس) ونادئة1 
(أي أرض المعادن) فوجدوا بغيتهم في جزر البليار التي تتميز بوقعها المتوسط بين ساحل اسبانيا 
الشرقي والمستعمرات الفنيقية في سسردانية وقرسقة وصقلية وشمال افريقية ؛ بالاإضافة إلى خصوبة 
تربتها وصلاحية خلجانما للملاحة وتوفر الموانىء الطبيعية على سواحلهال”». 

وقد أطلق الفنيقيون على كبرى جزر البليار اسم كولبا أو كلمبا واصنااه0-وطصساك!" , 
وتدعم موقفهم في التوسع الاستيطاني في هذه الجزر تنيجة للهجرة الفنيقية الواسعة النطاق في 
مطلع القرن التاسع قبل المبلاد . بعدما هاجم شلمنصر السادس ملك آشور المدن الفنيقية (ساحل 
الثام) وأوقع فيها الخراب والدمار واستخلص ثرواتهاء مما أدى إلى انتثار الفقرء وعم السخط 
واضطرت قطاعات واسعة من السكان إلى الهجرة إلى الستوطنات الفنيقية المنتشرة في جزر 
البحر المتوسط وماحل افريقية الثمالية وساحل اسبانيا الشرقي؛ وقد عززت هذه الهجرة قوة 
الفنيقيين في صراعهم ضد اليونانيين من أجل السيطرة على جزر البليار» كبا ازداد موقفهم رسوخاً 
في الشمال الافريقي بعد تأسيسهم مدينة كبرى على مقربة من « تونس الحالية » أطلقوا عليها اسم 
« قرط هاشت » 18120266 6,دبا0 أي « المدينة الحديثة » بالكنعانية وأصبحت المركز الرئيسي 
للفنيقيين في وسط البحر المتوسط وغربه وكبرى قواعدهم التجارية والعسكرية'”'.كا أسوا 
مدينة أخرى على مقربة من قرطاجنة دعوها باسم « ترشيش » 13:55 التي أصبحت فها بعد 
« مدينة تونس»الإسلامية وفقاً.لرواية البكرى!". 


ويعود تاريخ تأسيس قرطاجنة إلى عام 8١6‏ ق.م حسب رواية المؤرخ الصقلي ثهاوس. أما 





.١ وحاشية‎ 5١١ كليليا سارنللي تشركوا: مجاهد العامري. ص‎ )١( 

(؟) د. مد السيد غلآب: الاحل الفنيقي وظهيره؛ ص 175 . 

م( المرجع السابق: ص 188 . 

1( .7 .م بقع2م6زة11 نمقطكوط! ممم 

)0( الاحل الفنيقي وظهيره» ص 478 . 

(1) أبو عبيد البكرى: المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب. ص 58-8590. 


لضن 


العتيقة « أتيكا » فهي أول مدينة فنيقية في سواحل افريقية. وكان تأسسها حوال ١٠١١١‏ ق.م 
وفقاً لرواية المؤرخ فيليوس باتروكولوس وني نفس العام أسس الشيقيون أيضاً مدينة جادبر 
« قادس » في جنوب غرب اسبانيا0 . 

وقادت قرطاجنة الحرب ضد المتعمرين اليونانيين في الحوض الغربي للبحر المتوسط. 
وتمكنت بقيادة ماجون الأول مؤسس أسرة برقة القرطاجية من فرض هيمنتها على جزر البليار 
وبقية جزر غرب البحر المنوسط وذلك فيمنتصف القرنالسادس قبل الميلاد'"'. وما يلفت النظر 
ذلك التائل الغريب بين المد البحري الفنيقي من شرق البحر المتوسط وبين النشاط البحري 
الإسلامي في القرنين اسابع والثامن للميلاد مع اختلاف الدوافع والظروف التاريخية . فكلاه| بدأ 
بسواحل الثام وامتد عبر الثمال الافريقي إلى غرب البحر المنوسط .كبا تلاحظ نوعاً من النثابه 
بين الدور الذي قامت به قرطاجنة الفنيقية وجارتها تونس التي أسها الملمون وأنثأوا قاعدتها 
البحرية التي بلفت شهرتها في العصور الوسطى ما وصلت إلبه قرطاجنة في العصور القديمة!؟. 


جزر البليار تحت الحك الفنيقي القرطاجي 

تمكن الفنيقيون القرطاجيون من السيطرة بالتدريج على جزر البليار وكانت أولى المستعمرات 
التي أسها القرطاجيون في جزيرة يابة هي «ابوسوس » ودوناط, وذلك حوالي سنة 
0 قام. وقد ملت الجزيرة وعاصمتها نفس الاسم الذي صحف إلى ابيثا 162 باللاتينية 
ويابسة بالعربية!' . 

وبالرغم من تبني معظم المؤرخين لرواية ديودورس الآنفة الذكر. إلا أن الآثار 
الاركيولوجية القرطاجية التى اكتشفت مؤّخراً لا تعود إلى أبعد من القرن السادس قبل الميلاد. 
فلقد أصبح من المؤكد تاريخياً سيطرة الفنيقيين القرطاجيين على جميع جزر البليار بعد هزيتهم 
الاحقة لليونانيين الفوقيين 880265 !*' على مقربة من ألالبا بجزيرة قرسقة م0 ق.م . بقيادة 


319574 دائرة المعارف البريطانية» ج 4 ص ١لاه لعام‎ )١( 

.1954 دائرة المعارف البريطانية» ج 4 . ص 577 لسنة‎ )١( 

(") البكرى: المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب 84-54 والروض المعطار ص 550 -17؟ . ومقدمة ابن 
خلدون. ص 4600 . وجحمد بن أحد التجاني : رحلة التجاني. ص .7١5‏ 

(؛) دائرة المعارف البريطانية؛ ج ؟ . ص 977 آن هوفان: ميورقة. ص 70 وأ . لويس كازانوفا: ميورقة » 
ص 4. 

(0) اليونانيون الفوقيون: من فوقية 880088 في آسيا الصغرى» توجهوا في أساطيلهم غرباً وتمكنوا خلال عدة 
قرون من تثبيت دعام الاستعمار اليوناني في الحوض الغربي للبحر المتوسط بعد أن ضعف يونان رودس وانهارت 
قواهم بعد مجاببة طويلة مع الفنيقيين.: وتمكن الفوقيون .ن تأسيس ستعمرة يونانية في ماسيليا « مارسيليا 
الحالية » حوالي 7.٠‏ ق.م. وفي سنة 01٠0‏ ق.م. أسسوا مستعمرة الاليا في فرسقة وفي سنة 00٠‏ ق.م. أسسواع 


نض 


ماجون الأول مؤسس أسرة برقة القرطاجية بالتحالف مع الاترسكيين في ايطاليا''' وتعقبت 
الأساطيل القرطاجية للأساطيل الفوقية. ودمّرت قواعدها البحرية مائياً في جزر البليار 
0 قام. 

وما عزز من قوات قرطاجنة. الحجرة الفنيقية الواسعة النطاق من فنيقية « بساحل الثام » في 
منتصف القرن السادس قبل الميلاد بعد أن دمر الغزاة الفرس مدنهم واستصفوا ثرواتهم» وننيجة 
للأعداد الحائلة من اللمهاجرين الذين وفدوا إلى قرطاجنة وستعمراتها من «ساحل الثام » 
أصبحت قوة بحرية كبرى في الحوض الغربي للبحر المتوسط مما عرضها إلى منافة روما الغنية التي 
اشتبكت مع قرطاجنة في ثلاثة حروب دامية آلت في ناية المطاف إلى تدمير قرطاجنة 
ق.م.في نماية الحرب البونية الفنيقية الثالثة!"2, وقد جند القرطاجيون في صفوف قواتهم 
فرقاً من البلياريين من حملة المقلاع» الذين أسهموا بسالة في اتتصارات قوات قرطاجنة في 
الحربين البونيتين الأولى والثانية ضد قوات روما!'' .وبعد هزية قرطاجنة تمكن الرومان من طرد 
الفنيقيين من البر الاسباني ووجهوا أنظارهم إلى جزر البليارء وتمكنوا من السبطرة على جزيرة 
بابسة ١45‏ ق.م. التي أصبحت منذ ذلك الحين حليفة لروما وأسهمت قواتمها في حملة كوينتوس 
كيكليوس ميتيلوس 5نااا]206 5ناذازه06) 1005أنا0 على جزيرقٍ ميورقة ومنورقة ١١‏ ق.م. 
الذي أخضع الجزيرتين للحم الروماف9). 


جزر البليار تحت الحم الروماني 

بالرغم من استيلاء الرومان على جزر البليار ١١‏ ق .م .فقد ظل الفنيقيون العنصر الرئيسي 
في هذه الجزرء كا ظلت حضازتهم الراسخة عميقة الجذور إلى عدة قرون» وكانت عملية صبغ 
هذه الجزر بالصبغة الرومانية بطيئة للغاية بالرغم من الأعداد الكبيرة من الرومان الذين 
استقروا فيها”" .ومن أهم المستوطنات الرومانية في جزيرة ميورقة 50168018 (بولنشيا )+ بلانسة » 





-ستعمرة لهم في ثمال ساحل اسبانيا الشرقي وأطلقوا عليها اسم أمبوريون « أنبوريش » واتخذوا في جزر البليار 
محطات تجارية إلى أن طردهم منها القرطاجيون بعد هزاتم متلاحقة بدأت منذ عام 8ه ق.م. 
(55 .م بروععممتلا لسة 22تط[] بكوم عساطة) 
)١(‏ دائرة المعارف البريطانية . ج 6 . ص 17 - وارثر فوس: يابسة ومنورقة. ص 880. 
() هزل ثرستون: جزر البلياره ص ؟١.‏ 
(؟) دائرة معارف البستافي؛ ج هص .١15‏ 
(5) دائرة المعارف البريطانية: ج ؟. ص ٠١70‏ لسنة 1979 ء وهزل ثرستون: جزر البليار ص ؟٠١»‏ وآن 
هوفان: ميورقة.» ص 37 . 
.م رعمرهظ ]ه لإرماكذ!! :بصت .3/1 
(ه) روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص 79-178 . 


يكنا 


في شمال الجزيرة وبالماريا 28518ام في الاحل الجنوبي. التي كان موقعها مكان « البالمر » 
رو لماع التي تدعى حالياً باسم « بورتو دي كامبوس » كنامص عل 0زعناط . وليس مكان بالما 
الحالية « مدينة ميورقة الإسلامية » التي عمرها المسلمون''' . وأخذت جزر البليار تدخل تدريجياً 
تحت الحم الروماني» ففي عام 07 ق.م. أعلن الامبراطور أغسطس تبعية هذه الجزر لإقلم 
طركونة في شمال شرق اسبانيا. وكان حالم هذا الارقلم يولي حكاما على جزر البليار 
« برايفكتوس » 726160105 وفي سنة 5١١‏ م منح كاراكلا سكان هذه الجزر الرعوية الرومانية. 
وفي سنة 10١‏ م أصبحت مستقلة من الناحية الإدارية'''. وبالرغم من سيطرة الرومان السياسية 
على حوض البحر المنوسط . فقد ظل النشاط التجاري في هذا الحوض طيلة العصر الروماني ببد 
التجار االسوريين» فكانت جالياتهم تنتشر في جميع موانى البحر المتوسط ‏ مما مكنهم من النحكم في 
التجارة العالمية» وبالرغم من تغلب الطابع اللاتيي على البلاد المطلة على هذا البحرء فقد ظلت 
الجذور الكنعانية « الفنيقية » القديمة متأصلة في تلك البلاد ‏ لهذا لم يعر التجار السوريون بأي 
تغيير عليهم لدى انتقالهم من شرق المتوسط إلى غربه'". وعندما اتتشرت المسيحية بعد صدور 
مرسوم ميلان في فبرابر سنة ٠‏ م. نقل الدعاة السوريون الدبانة المسيحية إلى جزر البليار. 
وقد اكتشف مؤخراً من قبل الكاردينال رونيو منشور سفيروس الكنسي المؤرخ سنة 4١8‏ م» 
الذي يشير إلى اننثار المسيحية في جزر البليار على يد السوريين''' .لقد جمعت كافة الظروف 
التاريخية بين جزر البليار وسواحل الثام وبلاد المغرب «افريقية » برباط وثيق محك منذ أقدم 
العصور» فأول بذور الحضارة في هذه الجزر بذرها المستوطنون الكنعانيون« الفنييقيون » .وهم 
الذين أسوا الكثير من مدنها الزاهرة وامتزجوا بتعبها البدائي واستقروا فيها قروناً عديدة» كا 
أن الدعاة السوريين هم الذين نقلوا إليها العقيدة المسيحية وكانوا كبار التجار العالميين في موانيها 
حتى قدوم العرب الملمين الذين حملوا إليها الدعوة الإسلامية» التي وجدت في هذه الجزر أرضاً 
مهدة ولغة ساميّة راسخة متأصلة ساعدت على اتنثار اللغة العربية والحضارة الإسلامية التي 
ازدهرت وأينعت وقدمت للإنانية ججعاء أروع الحضارات التي اشتقت تراثها من أعظم 
الرمالات. 

وظلت جزر البليار تتمتع بممميزات الام الروماني إلى أن اجتاح البرابرة الجرمان رومة 
ونببوها بزعامة ألاريك 6ذ,هاه قائد القوط الغربيين 4٠١‏ م» وغزا هؤلاء بلاد الغال « الفرنجة » 
م وعبروا جبال البرانس إلى اسبانياه١‏ 4 م'" . وكان البرابرة الوندال 7/38081 قد اجتاحوا 





)١(‏ آن هوفان: ميورقة. ص 8م9. 

(؟) هزل ثرستون: جزر البليار» ص ١"‏ . 

(؟) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط.ء ص 18-.6. 
(4) أ. لويس كازانوفا: مينورقة» ص 4 . 

)6 دائرة المعارف الامريكيةء ج *؟. ص 305 لعام ١958‏ . 


ل 


بلاد الغال أيضاً وعبروا منها إلى اسبانيا التي أنزلوا بها الدمار واشتبكوا مع القوط الغربيين 
للسيطرة على اسبانيا التي حمل القسم الجنولي منها اسم « فاندالوسيا » 518ا1/20081 ومن هذا الاسم 
اشتق العرب بعد فتح اسبانيا «اسم الأندلس ». وقد اضطر هؤلاء الوندال [2008// للرحيل عن 
اسبانيا والعبور إلى افريقية بقيادة ملكهم جيسريك:5؛ م" . وقبل عبور هؤلاء البرابرة إلى 
«افريقية » أغارت أساطيلهم على جزر البلبار وعاثت فبها فاداً وتخريياً بقبادة ملكهم جندريك 
سنة 471 م" . وبعد اجتياحهم معظم سواحل « افريقية الثمالية » أخذت أساطيلهم في مطاردة 
الأساطيل الرومانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط. واستولوا على جزيرة « منورقة » 
8 سدبسنة #0 م''! ولكنهم اضطروا إلى الاسحاب منها بعد أن اعترف الامبراطور 
الروماني فالننيان بهم حكاماً شرعيين في المناطق التي اجتاحوها في الثمال الإ فريقي!'' .ولكن 
الوندال نقضوا هذا الاتفاق واقتحموا قرطاجنة وأوقعوا با دمارا مروعاً ودارت بينهم وبين 
الرومان حروب بحرية متواصلة تمكن الوندال خلاها من الاستيلاء ثانية على جزيرة منورقة سسة 
لعن وأحكموا سيطرتهم على جميع جزر البليار سنة 70 م'". . 


جزر البليار تحت حم الوندال 

لا نجد في المصادر المتوفرة أي توضيح لدور الوندال في تاريخ جزر البليار باستثناء إبشارات 
عامة إلى مدى قسوة هؤلاء البرابرة الجرمان ووحشيتهم وما أنزلوه بسكان هذه الجزر من إرهاب 
وما أوقعوه بكنيستها الناشئة من اضطهاد لكونهم كانوا يدينون بالعقيدة الاربوسية, مما جعلهم 
هدفاً للكنيية الكاثوليكية التي وصفتهم بشتى النعوت السيئة'" . وفي سنة 486 م دعا الملك 
هونيريك جميع الأساقفة في مملكته إلى اجتاع ديني حضره مكاريوس أسقف منورقة ولكنه لم برجع 
إلى بلده فقد قتل دفاعاً عن عقيدتها*. وم يكن بوسع الامبراطورية الرومانية الغربية التي 
انبارت سنة 477 م على يد البرابرة التصدي لؤلاء « الوندال » فقام ببذا العبء الامبراطورية 
الرومانية الشرقية في عهد الامبراطور جوستنيان الذي أرسل إلى الثمال الافريقي القائد 


)0( دائرة المعارف البريطانية. ج ؟. ص 880 وما بعدها. 

.5١ آرثر فوس: يابسة ومنورقة» ص‎ )١( 

(0) أ. لويس كازانوفا: منورقة» ص 4 . 

(:) دائرة المعارف الامريكية؛ ج *؟. ص 5175. 

(5) أ. لويس كازانوفا: منورقة. ص 4 . 

() دائرة المعارف الإسلامية» ج * , ص 508-07 : والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص ه . 
(9) دائرة المعارف الامريكية؛ ج لااء ص .38٠‏ 

(4) آرثرفوس: بابسة ومنورقة. ص .1١5‏ 


بليزاريوس على رأس حملة بحرية كبرى تمكنت من هزيمة الوندال سنة 06 م . وكانت معظم قواتها 
من شعوب الامبراطوربة الرومانية الشرقية!'' وكانت بعض فرق فرسانا الحقيقية من العرب 
الفاسنةا"' وتمكن أبوليناريوس صاعد بليزاريوس من الاستيلاء على جزر البليار سنة 


دك 0 


الفترة الأولى لتاريخ جزر البليار تحت الح البيزنطي 

بعد استيلاء أبوليناريوس ساعد القائد العام بليزاريوس على جزر البليار سنة مما 
أصبحت هذه الجزر إقليا ييزنطياً يتبع لقرطاجنة عاصمة افريقية « تونس الحالية » وملحقاتها في 
الثمال الافريقي وجزر الحوض الغربي للبحر المتوسط .وكانت جزر البليار تنبع وفقاً للتنظيات 
الإدارية البيزنطية لجزيرة سردانية الإقلم السابع في ولاية « افريقية »البيزنطية!'' .وقد دعيت 
جر ميورقة في الوثائق التاريخية البيزنطية باسم « ميوريكة » 843106168 وهو اسمها الروماني 
مصحفاً بعض الشيء.كما دعيت جزيرة منورقة باسم « منوريكة » وهو نفس اسمها باللاتينية مع 
بعض النحريف في اللفظ'" . وظلت العلاقات بين جزر البليار والامبراطورية البيزنطية طوال 
الفترة التي استقرت خلاها سلطة البيزنطيين في جنوب شبه جزيرة أييريا وجنويا الشرقي ؛ 
وكانت اهمية جزر البليار انذاك باعتبارها محطة على الطرق البحرية بين القسطنطينية واملاكها 
في شبه جزبرة أبيرية من جهةء وبين الأقالم البيزنطية في الثمال الإفريقي وبين شتى أرجاء 
الامبراطورية البيزنطية في الحوض الغربي للمتوسط من جهة ثانية؛ غير أن الوضع تغير منذ أن 
فقدت بيزنطية متلكاتها في إقلم « باطقة » 88/68 في جنوب شبه جزيرة أبيرياء بعد أن استولى 
الملك القوطي سوتنيلا على هذا الاوقلم وضمه إلي مملكته سنة 174م.وم تعد جزر البليار منذ 
ذلك التاريخ محطة في طريق بحري استراتيجي وما أصبحت نراية لهذا الطريق؛ وم يعن ذلك 
فقدها لأهميتها الاستراتيجية ولكن قيمتها تغيرت», فقد تحولت إلى رأس حربة لامبراطورية 
فقدت ما بقي لها من أراض في هذا الطرف القصي' من الغرب'"' . وفي هذه الفترة التي كانت فيها 
جزر البليار تخضع للح البيزنطي ظهر في الجزيرة العربية في مكة المكرمة أكرم بقاعها وأقدسها 


)١(‏ السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية: وأسد رستم: الرومء ص 187 » وأومان: الامبراطورية البيزنطية» 
ص 59". 

(؟) أومان: الامبراطورية البيزنطية . ص87 . 

(؟) تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص و. 

(5) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص .١‏ 

)0( المرجع السابق: ص .15-01١‏ 

(3)د. حسين مؤنس: تاريخ المغربء ص .١6‏ 

(10) روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص .5١‏ 


1 


ني عربي كريم يدعو لرسالة الإسلام وهو مد بن عبدالله بن عبد المطلب صلوات الله عليه وسلامه 
وكان ذلك حوالي سنة 7٠١‏ م وأشرق على الإنسانية جمعاء فجر جديد9 . 

الفترة الثانية لتاريخ جزر البليار تحت الحم البيزنطي 

تنعت جزر البليار في هذه الفترة بشبه استقلال» نظراً لكونا في أقصى الحدود الغربية 
للامبراطورية البيزنطية مما حمل بيزنطية التي اتشغلت في التصدي للزحف الإسلامي في المشرق 
والمغرب على أن تعطي هذه الجزر حرية للتحرك والتصرف إزاء ما كان يتهددها من أخطار ولا 
سها بعد زحف القوات الإسلامية المظفرة براً وبحراً عبر الشمال الإ فريقي ''". وكانت جزر البليار 
وسردانية وقرسقة تشكل في هذه الفترة خطاأً دفاعياً في مواجهة الزحف الإسلامي عبر الحوض 
الغربي للمتوسط تجاه شمال افريقية وشواطىء اسبانيا'' بالتنسيق مع القيادة البحرية العليا في 
صقلية» فقد كان حام صقلية آنذاك هو القائد العام للبحرية البيزنطية في الحوض الغربي 
للمتوسط'“' . وفي هذه الفترة كان زحف القوات الإسلامية المظفر براً وبحرا عبر الشمال الافريقي 
والبحر المتوسط في طريقها إلى جزر البليار. 





)١(‏ حمن ابراهم: تاريخ الاإسلام؛ ج ١‏ .ص 78» وعمر فروخ: العرب والإسلام في الحوض الشرقي من البحر 
الأبيض المتوسط ص 558 وما بعدها. 

. روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص 5ه‎ )١( 

(؟) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص ١6١‏ . 

(:) المرجع السابق: ص .1١1-11١‏ 


132 


الف لالال 


الحاولات الإسلامية الأولى لفتح جزر البليار 


74.018 هنو -8.وم 


القوات الإسلامية في طريقها للبليار 

بينما كانت جزر البليار تخضع للح البيزنطي , أشرق على بطاح مكة فجر الدعوة 
الإسلامية التي جمعت شمل القبائل العربية ونقلتها من الظلمات إلى النورء وجعلت من تلك 
النفوس المؤمنة بالله ورسالة نبيه هداة الدين الحق ولإعلاء كلمة الله بين الأمم وحملة مشاعل 
الويان إلى الإنسانية ججمعاء . 

فبعد أن بِلَعْ الرسول العظ رمالة ربه وأدى الأمانة على أحسن الوجوه وأكملها ووضع 
الأساس الراسخ للدولة الإسلامية العتيدة اختاره الحق إلى جواره وذهب إلى لقاء ربه راضيا 
مرضياً في ١‏ ربيع الأول 1١‏ هدم يونيو 7 م وترك من بعده خير أمة أخرجت للناس جمع 
الإسلام فها بينها ووحد صفوفها وجعل منها قوة هائلة تهاوت أمامها الامبراطورية البيزنطية في 
بضع سنين20, فا إن أهل عام ١١‏ ه - 304 م حتى اندفعت القوات الإسلامية من بلاد الحجاز 
ثملاً إلى سواحل البحر المتوسط مهد الحضارة الإنسانية لنقل رمالة الإسلام إلى كافة الأمم» وبعد 
عامين من الملاحم البطولية انهار الحكم البيزنطي في بلاد الثام وتم القضاء نمائياً على الجيوب 
البيزنطية الساحلية في عام ١8‏ ه - 784 م وارتفعت رايات الإسلام خفاقة على ثغور الحوض 
الشرقي للبحر المتوسط من غزة جنوباً إلى انطاكية شلا" .وم يتوقف هذا المد الجارف عند 


)١(‏ تاريخ خليفة بن خياط » ص 54 , وتاريخ اليعقوبي: ج ؟ .ص 177 . د. عمر فروخ: تاريخ صدر الإإسلام 
والدولة الأموية» ص 7 . 

0( البلاذري: فتوح البلدانء ص ١١0‏ وما بعدها. 

وتاريخ اليعقوبي: ص ٠‏ وما يعدها. 

وتاريخ الطبري: ج © ص 0م" وما بعدها وض 944 وما بعدها. 

ابن الأثير: الكامل؛ ج ؟» ص 5.؛ وما بعدها وص .8619-63١‏ 

وابن خلدون: العبرء ج ؟ءص 56: وما بعدها . 

ود. حمين موّنس: الملمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 30-34. 


؟1 


حدود الثام الجنوبية بل تجاوزها إلى مصر التي استقر فيها الحم الإسلامي خلال عامين 


لول 


18- هع وم- ١ؤام‏ 

وما إن استقرت أقدام الملمين في أرض الكنانة حتى اندفعت طلائعهم المظفرة غرباً عبر 
سواحل افريقية الثمالية ١؟‏ ه - 54١‏ م وكأن هناك قوة تدفعها للسيطرة على سواحل البحر 
المتوسط وتحول بينها وبين التوقف'". وبعد سبعة وخسين عاماً من الملاحم البطولية الخالدة 
والتضحيات الأسطورية الفريدة استقرت أقدام الملمين في برقة وطرابلس وافريقية 
4ه - 9107 م0" ني فترة ولابة القائد حسان بن النعان الغساني الذي حقق انتصارات باهرة 
على البيزنطيين وحلفائهم من البربر ٠‏ تكن على أثرها من قتح قرطاجنة عاصمة افريقية» ونوج 
انتصاراته بهزية آخر حملة بيزنطية لاستعادة افريقية من أيدي المسلمين بقيادة البطريق يوحنا 
8ه - 597 م وزال الحكم البيزنطي من افريقية» واندثرت قرطاجنة وتحولت إلى خرائب!". 
وم تنوقف انجازات ححان بن النعان في « افريقية » على ترسيخ دعائم الحم الإسلامي وتدوين 


)١(‏ البلاذري: توح البلدان. ص 5١54‏ وما بعدها. 

وتاريخ اليعقوبي: ج ؟". ص .١651-1١18‏ 

وتاريخ الطبري: اج 4أوبصكآء ٠‏ وما بعدها. 

ات الأثير: الكامل؛ ج ؟. ص 0156 وما بعدها. 

حسن ابراهم: تاريخ الاإسلام» 6 كءصض #50” وما بعدها. 

0 أبن عبد الحكم: فتوح افريقية والأندلس» ص 0# 

والبلاذري: فتوح البلدان.» ص 550 . وتاريخ اليعقوني: ج ؟' ص .1١65‏ 

وابن الأثير: الكامل, ج “«. ص ١؟‏ . والبيان المغرب: ج ١ص‏ 8. 

() ابن عبد الحم: : فتوح أفريقية والأندلس» ص 51-99. 

والبلاذري: فتوح البلدان. ص 550 -١7؟.‏ 

وتاريخ خليقة بن خياط: ص 5.14 51١‏ .5ك 716577 

والبكري: المغرب في ذكر افريقية والمغربء ص ٠4‏ 58. 

وتاريخ اليعقوبي: ص 0170 755 ء وابن 0 : البيان المغرب ج ١‏ ص م- 8". 

ابن خلدون : العبر ؟". ج5٠‏ ص9١٠٠5-3١٠٠‏ وج ص]؟! وج1ءص 101١-9958‏ » وأبو المحاسن : 
النجوم الزاهرة » ج ١‏ . ص ١65‏ . 

والناصري :الاستقصا ج ١‏ .ص - 98 . ود. حسين موّنس: فتح العرب للمغرب؛ ص ١١5‏ وما بعدها. ود . 
العدوي: الأمويون والبيزنطيون ص 785-5748 . ود . السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية /3178-171. 
وأرشيبالد لويس : القوى النجارية والبحرية» ص اه - . 
(1) المالكي: رياض النفوس. ص 58. وابن عذاري 1 المغرب» ج ١‏ ص 54-8. وأومان: 
الامبراطورية البيزنطية» ص 59. ود. حسين مؤنس: فتح العرب للمغرب. ص 508 - 505 . ود . العدوي: 
الامويون والبيزنطيون. ص 508-7007 . وأرشيبالد لويس: القوى التجارية والبحرية ص 5؟؟ .© 
140-14 .م بعتقاذ عمتاممكز8 عطا أه بممئوناط :لالاورمع ه0500 


غ6 


الدواوين ولكنه تجاوز ذلك إلى تدعم القوات البحرية في افريقية» بإنثاء دار الصناعة في 
ترشيش « تونس » لبناء الأساطيل البحرية7. 

وكانت القوات البرية الإسلامية الزاحفة عبر الثمال الافريقي تعتمد في إسنادها البحري منذ 
عام 8؟ ه - 118 م على اساطيل مصر التي ظلت بالرغم من إنشاء دار صناعة في تونس تقدم 
الدعم والإسناد حتى تم فتح جميع بلاد المغرب'''. ويذكر اليعقوبي بأن حمان بن النعان «.. غزا 
في البحر .. » سنة لالا ه -547 م'"' مما يؤكد وجود نشاط بحري في افريقية في فترة ولايته .خاصة 
بعد إنشاء دار الصناعة في ترشيش. ويعود الفضل إلى هذه القوات البحرية في هزية أسطول 
البطريق بوحنا الذي قام بآخر حملة بيزنطية لاستعادة قرطاجنة من أيدي الملمين سنة 
م ه 597 م'*' .وبالرغم من الإنجازات الكبرى التي حققها حصان بن النعان فقد عزله عبد 
العزيز بن مروان عامل مصر وولى مكانه موسى بن نصير. وقد تضاربت الأقوال في تاريخ تولية 
موسى بن نصير عاملاً على افريقية: فبينا يذكر اليعقوبي بأن تاريخ توليته كان في عام 
بلاه - 13 م!*) تذكر مصادر أخرى بأن ذلك كان في عام 4/اه - 990 م0, إلا أن 
الأرجح في نظرنا هو أن تاريخ استدعاء حمان بن النعان من قبل عامل مصر عبد العزيز بن 
مروان وعزله كان في نماية عام 8 ه - 1907 م" وأن تاريخ تولية موسى بن نصير عاملاً على 
افريقية كان في مطلع عام 79 ه - 148 م لتطابقه مع تسل الأحداث السابقة واللاحقة وإجماع 


نخبة من المؤرخين على صحة هذا التاريخ”!*'. 


)١(‏ المالكي: رياض النفوس ص 47 . والبكري: المغرب في ذكر افريقية والمغرب ص 54-88 . والحميري: 
الروض المعطار ص 511-510 . والتجاني: رحلة التجاني ص /. والوزير السراج: الحلل السندسية في 
الأخبار التونسية ج ؛1. ص .7951-77 . 

() د. أحمد مختار العبادي ود. السيد عبد العزيز سالم: تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلسء ص 
ل - .ص" 

(9) تاريخ اليعقوبي: ج ؟. ص .58١‏ 

(؛) ج. أوستروجورسكي : تاريخ الدولة البيزنطية» ص .1١41١-11٠.‏ 

(0) تاريخ اليعقوبي: ج ؟. ص 57 

(3) أخبار مجموعة, ص »© . وابن الأثير: الكامل؛ ج ؛ ء ص 388 . وأبو الحاسن: النجوم الزاهرة؛ ج ١‏ ص 
اا 

(1) ابن عبد الحكم: فتوح افريقية والأندلس» ص 30 . وتاريخ خليفة بن خياط ص 5987 . 

(8) ابن عبد الحكم: فتوح افريقية والأندلس » ص 18 . وتاريخ خليفة بن خياط ص 848 . والإمامة والسياسة 
النسوب لابن قتيبة: ج 6ء ص 00. 

والحميدي: جذوة المقنبس» ص 08 . والضبي: بغية الملنمس ص “407 . وابن الكردبوس: الاكتفاء في أخبار 
الخلفاء. ص 114. 

وابن الابار: الحلة السيراء » ج ؟ء ص 985. 


10 


البليار في فترة الزحف الإسلامي المظفر 

كانت جزر البليار في هذه الفترة حلقة في سلسلة من القواعد البحرية البيزنطية لمواجهة 
الزحف الاإسلامي عبر الحوض الغربي للبحر المنوسط تجاه ساحل افريقية الثمالي وسواحل اسبانيا 
المطلة على البحر المتوسطء وكانت هذه القواعد البحرية تشمل بالإضافة إلى جزر البليار 
سردانية وقرسقة''' وقاعدة سبتة في مرطانية الطنجية التي كانت تتحك في طريق العبور البحري 
الضيق بين عدوتي المغرب والأندلس» وقد أطلق العرب على هذا المعبر البحري اسم « بحر 
الزقاق » و« مضيق جبل طارق » بعد فتح الاندلس. وكان عامل مرطانية الطنجية انذاك 
الحام البيزنطي « الاكزاركوس 8505 يوليان!”'» . 

وكانت جزر البليار وفقاً للنقسيات الإدارية البيزنطية تابعة مباشرة لجزيرة سردانية الإقلم 
السابع في ولاية افريقية البيزنطية!". وكان يقوم بأعباء السلطة الإدارية والشئون المدنية في جزيرة 
سردانية وملحقاتها حام مدني يدعى بالبرايزيس 126565 ,أما السلطة العسكرية فكان يتولاها 
قائد عسكري يدعى بالدوق «ن0!'؛ وأرجّح أنه كان بوجد لجزر البليار أسوة ببقية الأقالم 
البيزنطية حكام محليون يدعى كل منهم « بالاكساركوس » كناهتةءاظ كرا كان بالنسبة لسبتة في 
مرطانية الطنجية!*! وكانت جميع القواعد البحرية البيزنطية في الحوض الغربي للبحر المتوسط 
تابعة لحام صقلية نائب القائد الأعلى للبحرية البيزنطية'''ء ونظراً لانشغال القيادة العليا 
البيزنطية في التصدي للزحف الإسلامي المظفر في المشرق والمغرب فقد منحت جزر البليار نوعاً 
من الاستقلال من أجل أن تنيح لا حرية التحرك والتصرف إزاء ما كان يتهددها من أخطار 
لصعوبة إمدادها بعون خارجي لكونها في أقصى الحدود الغربية للإمبراطورية البيزنطية » وشيئاً 
فشيكاً تناقص اهتام البيزنطيين بهذه المنطقة القصيّة تاركة إياها لمصيرها المحتوم بعد سقوط 
قرطاجنة في أيدي المسلمين وزوال الحك البيزنطي نبائياً من أفريقية 74 ه -198ع'". ومنذ 
ذلك الحين اعتمدت القيادات البحرية في جزر البليار وبقية الجزر البيزنطية في الحوض الغربي 
للمتوسط على نفسها في مواجهة ألزحف الإسلامي وأصبح لها أساطيلها الخاصة وكذلك دور 





.١4١ص‎ . أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية‎ )١( 

00( ابن الكردبوس: كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء ص 17 وسيديو: تاريخ العرب العامء ص .١68‏ ود. 
حين مؤنس: فجر الأندلس» ص 84. 

(©) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحكم الإسلامي ص ١5-1١١‏ . ود. حسين مؤّنس: فتح 
العرب للمغرب» ص .١6‏ 

(؛) دائرة المعارف البريطانية» ج ١19‏ ص ١٠١/8‏ لسنة 19579 . 

(6) د. حسين موّنس: فجر الأندلس» ص 04 

(1) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص .11١4-1١١‏ 

(0) روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص -.١‏ 55. 


11 


صناعتها وميزانيتها المالية . وكانت نفقات الأساطيل والقوات البرية لهذه الجزر تدفع من قبل 
السكان : كما كان يفرض عليهم العمل كبحارة على سفن الأسطول وتقديم سفن النقل والمؤن 
والهبات العينية لمواجهة احتياجات القوات البرية والبحرية وأعباء الدفاع » ونصّب حكام 
جزر البليار أنفسهم ملوكاً واستقل كل منهم في الجزيرة التي كان يحكمها'''. 


سياسة موسى بن نصير البحرية وعوامل نجاحها : 


وا -عوةه -م؟و5ك-"؟١لا.‏ 


لقد وعى موسى بن نصير منذ وصوله إلى افريقية في جمادى الأولى 79 ه - يونيو +79 م20 


با عرف عنه من خبرة واسعة بشئون البحر المتوسط''' ما تشكله جزر الحوض الغربي للبحر 
المتوسط ومنها جزر البليار من خطر على استقرار دعائم الحم الإسلامي في بلاد المغرب وما تمثله 
من عوائق خطيرة تقف عثرة في سبيل تحقيق أهدافه الكبرى التي كان على رأسها استكال فتح 
بلاد المغرب وفرض اطيمنة الإسلامية على الحوض الغربي للبحر المتوسط ومن ثم فتحالأندلس" ؛ 
ولعن هذا غريباً على من نثأ تحت كنف بني أمية وترّس في بلاد الثام على شئون البحر »فقد كان 
أبوه نصير رئيس حرس معاوية ابن أبي سفيان مؤسس صرح البحر الإسلامية'*".هذا يمكننا القول 
بأن طليعة الحملات البحرية الإسلامية على جزر الحوض الغربي للبحر المتوسط في فترة استكبال 
موسى بن نصير لفتح بلاد المغرب 1- 6م ه - 148 -8./م لم تكن عملاً ارتحالياً أو ببحض 
الصدفة والاتفاق كا كان شائعاً من قبل بل كانت حلقات في خطة محكمة تهدف إلى إحكام 
ألسيطرة على بلاد المغرب والتمهيد لفتح الأندلس . ويقول المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي بهذا 
الصدد «.. ينبغي التخلي اما عن الفكرة التي كانت سائدة من قبل» التي كانت ترد الفتح 
الإسلامي لبلاد المغرب والأندلس لحض الصدفة والاتفاق» ولكن الدراسة الجادة لتلك الفترة 
بالاعتاد على الوثائق المعاصرة والمعتمدة أثبتت بشكل قاطع بأن سياسة الدولة الأموية كانت 
واعية بضرورة إعداد أسطول قوي ومدرب للتغلب على البيزنطيين؛ وأن فتح الأموبين لثمال 
افريقية وشبه جزيرة أييرية لم يكن إلا جزءاً من مخطط طويل المدى يهدف لإضعاف العالم 





.5” روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص‎ )١( 

0( الإمامة والسياسة: ج ٠5ص .6١‏ 

(5) د. أجد مختار العبادي: دراسات في تاريخ المغرب والأندلس» ص 215-1١‏ 

(؛) روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص *.. 

(0) البكري: جغرافية الأندلس وأوروباء تحقيق الحجي ص 104-١8‏ .ابن خلدون: العبرء ج 4 ص 
56375 

ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ خ المغرب والأندلس, ص .15-1١‏ 


/عء 


البيزنطي وحرمانه من موارده الاقتصاديةء. وعلى ضوء هذا يجب تضير الحملات البحرية 
الإسلامية على جزر البليار وبقية جزر الحوض الغربي للبحر المتوسط وفقاً لخطة محكمة مترابطة 


الحلقات مهدت لما عدة عوامل راك ائبسية .. ا 


وكان من أبرز العوامل التي مهدت لنجاح سياسة موسى بن نصير البحرية - مما مكنه من 
استكمال فتح بلاد المغرب والهيمنة على معظم الحوض الغربي للبحر المتوسط وفتح جزر البليار 
مم مهد السبيل لفتح الاندلس - هي ما يلي : 

أ- براعة موسى بن نصير ومواهبه التي أهلته بأن يصبح من أعظم القادة الذين ظهروا في 
صدر الدولة الأموية؛ فقد جمع بين قيادة القوات البرية والبحرية» فكيا كان قائدا برياً عظياً كان 
قائد! ريا جريا خييرا :نتكون: الجر المتويط بعالا .سواخل وجزره: وتجالكة :وطرقة + غارفا 
بأجوائه وتقلباته متمرساً بركوبه بصيراً بأساطيله وأنواع السفن وتسليحها وتجهيزهاء بارعاً في 
إعداد الخطط حازماً في تنفيذها مما حقق على يديه أعظم الفنوحات7". 

: ب- تجنيد موسى بن نصير لمن دخل في الإسلام من الافارقة والبربر والروم. لقد وفرت 
الأعداد المائلة من الأفارقة والبربر الذين دخلوا في الاإسلام لموسى بن نصير مستودعاً رن لا 
ينضب وحشداً هائلاً من القوات المؤهلة للقنال؛ وقام بإدخالهم في جيوشه البرية وإلحاق ذوي 
الخبرة البحرية منهم في أساطيله . كسباً لنصرتهم وتصريفاً لطاقاتهم وإشغالاً لهم عن الفتنة. وتجنب 
بذلك الاعتاد الكامل على الامدادات من مصر والثام التي يتطلب وصوها وقناً طويلاً ونفقات 
باهظة: وهذا مما مكنه من تحقيق أروع الاتتصارات في البر والبحرا"ا. 

ج- إسناد أساطيل مصر المتواصل لقوات موسى بن نصير البرية بالتعاون مع أساطيل 
افريقية الي تم بناؤها في دار الصناعة في ترشيش . وظلت أساطيل مصر تقدم العون والاسناد 
حتى أصبحت افريقية في غنى عن أي عون خارجي بعد استكال فتح المغرب9. 

د- إنشاء الأساطيل في دار الصناعة في ترشيش « تونس ». 

منذ وصول موسى بن«نصير إلى افريقية 79 ه -148م!" أولى عنايته لدار الصناعة في 
تونس « ترشيش » التي أنتأها حسان بن النعان وقام بتوسيعها ما ضاعف من إتناجها في صناعة 


)00( روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص ؟5. 

(0) د. أجد مختار العبادي: : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس؛ ص 215-1١‏ 
(0) أخبار مجموعة: ص 6 . 

والامامة واللياسية: ج ؟. ص 05. 

ود. حسين مؤنس: فجر الأندلس؛ ص 48. 

(4) تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس؛ ص -١8‏ .5. 

)( الاإمامة والسياسة: ج ؟. ص 6.0. 


11 


السفن ومختلف المعدات والتجهيزات العسكرية''' , وعمر مدينة ترشيش التي دعيت باسم « تونس » 
سنة .م ه - 299 ما" وأمر بإنثاء مائة سفينة في دار الصناعة في تونس!"' . وقام خبراء بناء 
السفن من الأقباط الذين أرسلهم عامل مصر عبد العزيز بن مروان إلى افريقية ببنائها ك] أسهم 
البربر بتزويد دار الصناعة بالأخثاب الجيدة اللائمة لصناعة السفن وتجهيزاما!». 

وقد اشتهر الأقباط في بداية العهد الإسلامي في مصر بصناعة السفن, وكانت دار الصناعة 
في الاسكندرية تقوم ببناء مختلف أنواع السفن التجارية والحربية البيزنطية!*) ومن أشهر أنواع 
السفن لحريبة البيزنطية التي انتقلت صناعتها إلى الملمين في المشرق والمغرب « الدرومون » 
و« الاكاتيا » و« القرابيز » و« الغراب »1006, 

وقد تفاعلت التقاليد المصرية العريقة في صناعة الأساطيل البحرية مع الخبرات المكتسبة في 
افريقية جيلاً بعد جيل» وكانت حصيلة ذلك ازدهار صناعة الأساطيل في « افريقية » وكافة بلاد 
المغرب» وتنوعها وابتكار أنواع جديدة ما أضفى على «افريقية » منذ بداية عهدها الإسلامي 
شهرة واسعة في صناعة الأساطيل والنشاط البحري. ويعلل ابن خلدون هذه الطفرة البحرية بقوله 
« .. فلها استقر الملك للعرب وشمخ سلطائهم وصارت أمم العجم خولا هم ؛ وتحت أيدهم وتقرب 
كل ذي صنعة إليهم بمبلغ صناعته واستخدموا النواتية في حاجاتهم البحرية أمأء وتكررت 
مارستهم للبحر وثقاقنه فشرهوا إلى الجهاد وأنثأوا السفن والثواني وشحنوا الأساطيل بالرجال 
والسلاح وأمطوها الساكر والمقاتلة لمن وراء البحر من أمم الكفر.. !"2. 


طليعة الحملات البخرية الإسلامية على البليار 
وجزر الحوض الغربي للبحر المتوسط 


كانت القفزة البحرية الأولى لأسطول افريقية الجديد وأساطيل مصر الماندة في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط بعد وصول موسى بن نصير إلى افريقية!*! فا إن وصل إلى هناك حتى أخذ 





)١(‏ تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس؛ ص *١‏ و6. 
(؟) الحميري: الروض المعطار. ص ١١+‏ و1١1.‏ 

0( الإمامة والسياسة: ج .١‏ ص 807. 

(؛) البكري: المغرب في ذكر افريقية والمغرب؛ ص 89-88 . 
() د. سعاد ماهر: البحرية في مصر الإسلامية. ص 76-16 . 
(7) فتحي عمان: الحدود الإسلامية البيزنطية؛ ج ؟. ص 531. 
(1) مقدمة ابن خلدون: ص 448 -445. 

() روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص *5. 
وارثر فوس: يابسة ومنورقة» ص 51 . 


لح 


في إرسال الحملات البرية الواحدة تلو الأخرى من أجل استكال فتح بلاد المغرب'" .وفي نفس 
الوقت الذي كانت فيه القوات البرية الإسلامية تزحف غربا من افريقية عبر المغرب الأوسط 
تجاه الحيط الأطلسي » كان موسى بن نصير يرسل الحملة البحرية تلو الأخرى للإغارة على جزر 
الحوض الغري 'للبخر المتويط لتأمين تقدم" قواته. وحاية: خطوظ "امداده. الخلفية .وللقضاء عل 
القواعد البحرية البيزنطية التي تهدد جناحه الأيمن» واستنزاف القوات البحرية البيزنطية 
لاستكال فتح بلاد المغرب دون أي عائق والتمهيد لقواته البرية والبحرية للعبور إلى بلاد 
الأندلس!'!: وكان بذلك ينفذ وصية معاوية بن أبي سفيان الذي عاش في كنفه وترّس على 
البحرية في عهده التي يقول فيها: «شدوا على خناق الروم فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من 
الأمم.. ,190 

وقد شد موسى بن نصير على خناق الروم بغارات بحرية متعاقبة على قواعدهم البحرية في 
صقلية وقوصرة وسودانية» وعلى جزر البليار التي كانت آنذاك تابعة اسمياً للبيزنطيين بعد أن 
نصّب حكامها أنفضهم ملوكاً واستقل كل منهم في الجزيرة التي كان يحكمها»! وكانت طليعة 
الغارات والنشاطات البحرية الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط هي ما بلي: 

أ- غارة بحرية على جزيرة باسة إحدى جزر البليار 9/ا- ١م‏ ه > 98 م: 

أغار أحد الأساطيل الإسلامية المساندة لقوات موسى بن نصير الزاحفة عبر المغرب الأوسط 
على جزيرة يابسة!* التي تقع في أقصى جنوب أرخبيل جزر البليار على بعد ١03‏ كم عن ساحل 
المغرب الأوسط''! لتدمير القوى المعادية في هذه الجزيرة وكفٌ أذاها لمنع تعرضها للقوات 
الإسلامية البريةا". 

ب- غارة بحرية على جزبيرة قوصرة ١‏ ه - 99 - ../ام. أغار أحد أساطيل مصر 
المساندة بقيادة عبد الملك بن قطن بأمر من موسى بن نصير على جزيرة قوصرة البيزنطية التي تقع 
بين جزيرة صقلية وساحل « إفريقية » وقام بتدمير القواعد البحرية البيزنطية المتقدمة فيها لمنع 





)١(‏ أخبار بجموعة. ص ؛ وما بعُدها. وابن عبد الحك: فتوح افريقية والأندلس ص 14 وما بعدها. وتاريخ 
خليفة بن خياط . ص 7078 وما بعدها. والإمامة والسياسة» ج ؟ »ص 8ه وما بعدها. والبيان المغرب» ج ١‏ 
ص 1 وما بعدها. 

() روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص 517 . 

ود. السيد الباز العريني: الدولة البيزنطية. ص 11070-159. 

() تاريخ خليفة بن خياط: ص .58 . 

(:) روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص ١5-؟5.‏ 

(0) آرثر فوس: يابسة ومنورقةء ص 71 . 

(3) دليل جزر البليار السياحي لعام 151/8ء ص .1١‏ 

(0) آرثر فوس: ياسة ومنورقة» ص 51 . 


تعرض أساطيلها لقاعدة ترشيش « تونس » البحرية وقطع خطوط إمداد قوات موسى بن نصير 
المنجهة غرباً عبر بلاد المغرب الأوسط!". 

ج- قدوم أسطول مصر الماند بقيادة عبد الله بن موسى بن نصير م ه - 1.1- 7٠١١‏ إلى 
إفريقية لمواكبة القوات الإسلامية البرية وإسنادها في زحفها المظفر « .. نجده في طالعة أهل 
قضكة 11 

د- غارة بحرية على جزبرة صقلية بقيادة عطاء بن رافع على رأس أسطول مصر المساند شوال 
مه ت أكتوبر "١/م‏ ,وكان عبد العزيز بن مروان قد أرسله لغزو جزيرة سردانية» وبعد 
رسوه في ثغر سوسة بساحل إفريقية نصحه موسى بن نصير بتأجيل غارته لحلول فصل الشتاء ولكنه 
م يصغ لنصيحته؛ وأغار على جزبرة صقلية الجاورة. وبالرغم من تحقيقه بعض الانتصارات إلا 
أن أسطوله تعرض إلى عاصفة عاتية أثناء عودته إلى « إفريقية » مما أدى إلى غرق عطاء بن رافع 
معم معظم أسطوله ولأ من نا من السفن والبحارة إلى قاعدة تونس البحرية ودار صناعتها التي 
أصبحت بعد إنثائها الملجأ الأمين للأساطيل الإسلامية عند تعرضها للخطر «ومثق إذا هبت 
الأنواء والأرياح.. »!"2. وكان عبال مصر يتابعون حملات الإسناد البحرية المرسلة إلى إفريقية 
ويستفسرون عن أخبارها وما أنجزته من ميمات وما وقع في صفوفها من خسائر . وعدد من عاد 
منهم سالا إلى مصرء وعدد من تخلف من البحارة في إفريقية» بعد إنجاز الحملة البحرية للمهمة 
المكلفة 21 , 


ه- غارة بحرية على جزر البليار سنة 86 ه - 7١‏ م بقيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير 
عاد مها ظافرا بعد أن أصاب غنائم وافرةاة؟. 

و- غارات بحرية واسعة النطاق على جزر صقلية وسردانية والبليار سنة م ه - 4١/ام‏ 
بقيادة عبد الله ين موسى بن نصيرا' '. وقد ذكر صاحب الإمامة والسياسة بأن عبد الله بن موسى بن 


. 40 البكرى : المغرب في ذكر إفريقية والمغرب» ص‎ )١( 

وفتحي عمان : الحدود الإسلامية البيزنطية . ص .١5١0-1١88‏ 

وأرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص ؟5١.‏ 
)١(‏ الإمامة والسياسة: ج؟ . ص 00. 
(؟) المصدر السابق: ص /اه. 
(:) علي تمد فهمي : البحرية في شرق البحر المتوسط . ص 017-708“ من كتاب تاريخ البحرية 
المصرية - جامعة الاسكندرية . 
(5) ليفي بروفينسال : تاريخ أسبانيا الإسلامية ؛ حاشية ١‏ » ؛ ص 5٠١‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد 
العامري . ص 181-185 . 
(3) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري. ص5١‏ نقلآا عن أماري : المسلمون في صقلية يجلد ١«‏ » . 
ص 584 . 


0١ 


نصير أغار على جزيرة صقلية في سنة 6م ه - 6./ام وعاد منها بغنائم كثيرة"". 

ز- غارة بحرية على سرقوسة كبرى قواعد جزيرة صقلية البحرية في شتاء 45 ه - و.لام 
بقيادة عياش بن أخيل قائد أسطول إفريقية الذي « .. شتا في البحر وأصاب مدينة سرقوسة.. 
فغنمها وجميع ما بها وقفل سالا غافاً.. 1" . 

ح- غارة بحرية على « أولية » إحدى مدن جزيرة صقلية الساحلية سنة م ه- 0.لام 
بقيادة المفيرة بن أي بردة. تمكن خلالها من اقتحام هذه المدينة وفتحها9". 

ط- غارة بحرية على جزر البليار سنة 87 ه - 2.6 م بقيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير 
عاد منها بعدد كبير من الأسرى وكميات وافرة من الغنائم2. 

ي- غارتان بحريتان على جزيرة سردانية لالم هل ,7 . 

الأولى منها بقيادة عبد الله بن موسى بن نصير الذي استولى على بلدة فبها وغنمها وعاد منها 
مالً*". والحملة الثانية بقيادة عبد الله بن حذيفة الأزدي الذي عاد منها غافاً00. 

وفي عام 88 ه -7./م كان موسى بن نصير يقوم بآخر حملاته البرية لاستكال فتح بلاد 
المغرب. وني العام التاللي 85 ه -8./ام تم فتح جميع بلاد المغرب وقام موسى بن نصير بتولية 
طارق بن زياد على طنجة في عدوة المغرب على بحر الزقاق « .. وجعل معه جيثاً كنيفاً جلهم من 
البربر وجعل معهم من يعلمهم القرآن الكريم .. » وعاد إلى إفريقية للإعداد لقفزة كبرى عبر بحر 
الزقاق لفتح بلاد الأندلس'"' ‏ ومهد لهذا الفتح بحملتين بحريتين «الأولى منهاعلى جزيرة سردانية 
سنة 9م ه -708 م بقيادة عبد الله بن مرة على راس أاسطول مصر الماند وعاد منها منتصرا 
غافاً بعد أن أوقع خائر فادحة في صفوف قواتهاء وبصحبته ثلاثة آلاف أسير”". وكانت هذه 
الحملة هي آخر حملات أسطول مصر الماند في الحوض الغربي للبحر المتوسط الذي ظل يواصل 
تقديم العون والإسناد البحري إلى قوات «إفريقية » منذ عام 58 ه-518م وحتى عام 


.08ص٠‎ * الإمامة والسياسة : رج‎ )١( 
. الإمامة والسياسة: ج؟ . ص88 والبيان المغرب: ج١ . ص59‎ )١( 
. 37٠٠١ لي تاريخ خليفة بن خياط : ص‎ 
: وكليليا سارنللي تشركوا‎ ٠٠١ ص‎ . » ١« ليقي بروفينسال : تاريخ أسبانيا الإسلامية . ج١ . حاشية‎ )5( 
. ١807 يجاهد العامري . ص‎ 
تاريخ خليفة بن خياط » ص0.*.‎ )0( 
. "١6 والحميري : الروض المعطارء ص‎ 
. 5.٠0 تاريخ خليفة بن خياط : ص‎ )1( 
. 45- ابن عذاري: البيان المغرب . ج١ . ص45‎ )0( 
.617- 010 وابن الأثير: الكامل ج؛ . ص‎ 
. الإمامة والسياسة . ج” ؛. ص08‎ )( 


ردك 


وم ه -8١/م‏ الذي وصل فيه إنتاج دار الصناعة في ترشيش «٠‏ تونس » من السفن إلى حد كبير 
أصبحت بفضله بحرية « إفريقية » في غنى عن أي عون خارجي"'". أما الحملة البحرية الثانية 
التي مهدت السبيل لعبور القوات الإسلامية بحر الزقاق لفتح الأندلس دون أي عائق أو تدخل 
خارجيء فقد كانت لفتح جزر البليارء ليس من أجل الاستقرار فيها وتمصيرها بل من أجل 
تدمير القوى المعادية فيها ومنع تعرضها للقوات البحرية الإسلامية المساندة في وقت كانت فيه 
القوات البرية الإسلامية المرابطة في طنجة تنهيأ للعبور عبر بحر الزقاق « مضيق جبل طارق » 
لفتح بلاد الأندلس9. 


الفتح الإسلامي الأول للبليار ؤومه -04لام. 


م يكن الفتح الإسلامي لجزر البليار قفزة ني الحواء أو عملا ارتجالياً أو مغامرة عابرة بل كان 
حلقة في سلسلة من الإنجازات المتتابعة مهدت لها عدة عوامل رئيسية سبق ذكرها كانت محصلتها 
النهائية فتح الأندلس”"'. فبعد أن ثلت الأساطيل البحرية في صقلية وسردانية وجزر البليار 
بعد الغارات البحرية التي سبق ذكرها من سنة 5-19م ه-07/.8-398 مغ وبعد زحف 
القوات البرية الإسلامية المظفر ووصول طلائعها خلال نفس الفترة إلى طنجة في عدوة المغرب 
ومرابطتها هناك بقيادة طارق بن زياد استعداداً لعبور بحر الزقاق إلى بلاد الأندلس”'' » قام 
موسى بن نصير بإرسال ابنه عبد الله على رأس حملة بحرية لفتح جزر البليار*' لإزالة آخر عائق 
بحري في وجه أساطيله”" التي كانت تنجمع آنذاك في ثغور المغرب وإفريقية استعداداً لنقل 
القوات البرية إلى بلاد الأندلس وتوفير الحاية لها وصاندتها في زحفها!"'. 

وأقدم مصدرين إسلاميين عن الفتح الإسلامي الأول لجزر البليار ها تاريخ خليفة بن 


)١(‏ تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس. ص8؟-5؟. 

. ١6ص‎ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحكم الإسلامي‎ )١( 
. وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص55‎ 
.,31٠0-159 » ود. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية‎ 
ودائرة المعارف الإسلامية : ج؟ . ص08”.‎ 

(؟) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص58 . 

. 15 - ابن عذاري : البيان المغرب . ج١ . ص45‎ (١ 
.01٠ وابن الأثير: الكامل؛ ج؟ . ص‎ 

(0) تاريخ خليفة بن خياط . ص05". 

(1) القوى البحرية والتجارية. ص55 . 

(10) الإمامة والسياسة . ج؟ . ص١7‏ وأخبار مجموعة . ص7 . 
ونفح الطيب . ج١‏ . ص300 . 


0 


خياط ''! والإمامة والسياسة"ا. 

ويذكر خليفة بن خياط عن هذا الفتح ما بلي في حوادث عام 9م ه -8.لام « .. وفيها 
أغزى مومى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى فأتى ميورقة ومنورقة - جزيرتين بين صقلية 
والأندلس - وافتتحهماووهذه الغزاة تدعى غزوة الأشرافء كان معه أشراف الناس.. »!5. 

وتؤكد الروايات المأخوذة عن مخطوطات الإمامة والسياسة!؛' وطبعاته القديمة!*) ما ذكره 
خليفة بن خياط في روايته الآنفة الذكر عن هذا الفتح» ولكن الطبعات الحديثة المتداولة لكتاب 
الإمامة والسياسة تفتقر إلى الدقة حيث برد فيها الرواية التالية عن الفتح الإسلامي الأول لجزر 
البليار في حوادث عام 9م ه -7.8م. «عقد موسى على بحر إفريقية.. حتى نزل بميورقة 
فافتتحها .. "٠6‏ بوحي ظاهر هذا النص بأن الذي قام بهذه الحملة هو موسى بن نصير وأنه عقدها 
لنفضه وليس لابنه عبد الله | تجمع معظم النصوص السابقة واللاحقة وأرجح بأن النص الأصلي 


(1) خليفة بن خياط : مؤرخ عراقي ولد في البصرة وعاش فيها . توفي على أرجح الروايات في عام 71٠‏ ه 
ويعتبر تأريخه « أقدم تأريخ حولي وصل إلينا حيث فقدت كتب الحوليات التي ألفت قبله.. ». وما يجمل 
تاريخ خليفة بن خياط مصدراً من المصادر المعتمدة الموثوقة «ما أولاه النقاد وعلماء الجرح والتعديل لمؤلفه من 
ثقة ». (مقدمة تاريخ خليفة بن خياط من ص" - .)١5‏ 
)١(‏ يذكر الدكتور مود علي مكي بأن مؤلف « الإمامة والسياسة » المنسوب لابن قتيبة هو معارك بن مروان 
ابن عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير وأنه ألف هذا الكتاب ني القرن الثالث للهجرة للإشادة بالدور 
الذي قام به جده موسى بن نصيرء وقد توصل الدكتور مكي إلى هذه النتيجة في أحد أبحاثه القيمة بعد أن 
عرض آراء الباحثين الحدثين , والحجج التي استند إليها لتدعيم وجهة نظره. (د. مود علي مكي : مصر 
والمصادر الآولى للتاريخ الاندلسي - صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد. مج ه لسنة لاه6و١,‏ 
ص 21١67‏ 148؟. 
(؟) تاريخ خليفة بن خياط . ص؟5.”. 
(؛) يذكر المؤرخ الباروكمبانير في كتابه: « تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحم الإسلامي » المطبوع في 
بالمادي ميورقة سنة 1884 م بأن مرجعه عن الحملة الإسلامية الكبرى على جزر البليار بقيادة عبد الله بن 
موسى بن نصير سنة 84 ه 2,٠8‏ م هو كناب « تاريخ الأسر الإسلامية الحاكمة » للمؤرخ بسكوال جاينجوس 
طبعة لندن سنة 1845م وأن المؤلف ذكر في ملاحق الجزء الأول وني المقدمة « بأنه استقصى معلوماته عن 
حملة 9ه ه -8١/م‏ على جزر البليار بقيادة عبد الله بن موسى بن نصير من مخطوط منسوب لابن قتيبة 
الدنيوري ». 

(الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار: حوائي ص4١6-1١).‏ 
(0) الإمامة والسياسة الملحق بتاريخ ابن القوطية . ص ٠ ١5١‏ طبعة ريبيرا : مدريد لسنة 1577 » وعنه أخذ 
المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي روايته عن هذه الحملة في « مقالة العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . 
ص"؟ » فصله من مجلة ميورقة المجلد العاشر سنة 3١91“‏ ص الا -5ى. 
(1) الإمامة والسياسة: ج؟ . ص ؟؟ تحقيق د . طه عمد الزيني - دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت : 
لبنان . 


05 


كان كبا بلي: «عقد موسى على بحر إفريقية (لابنه عبد الله) حتى نزل بميورقة فافتتحها» وأن 
الناسخ سها في بعض الخطوطات عن فقرة « لابنه عبد الله » وطبعت في بعض الطبعات المتداولة 
حالياً بهذا الشكل المقتضب . وما يؤٌكد هذا القول هو أن المؤرخين من المستشرقين الذين استقوا 
معلوماتهم من النسخ الأصلية الخطوطة لكتاب الإمامة والسياسة ومنهم بسكوال جاينجوس وعنه 
أخذ الباروكمبانير المؤرخ الميورقي ذكروا بأن قائد الحملة البحرية على جزر البليار في عام 
وم ه -08/ام هو عبد الله بن موسى بن نصير ونسبوا هذه الرواية إلى صاحب الارمامة 
والسياسة9", 

وقد أجمعت معظم المصادر والمراجع التي تمكنت من الاطلاع عليها على أن عبد الله ين 
موسى بن نصير هو الفاتح الأول لجزر البليار”'' باستثناء القليل منها التي تسب هذا الفتح لموسى 
ابن ايا »كبا أجمع العديد فنها بأن تاريخ هذا الفتحكان في عام 9م ه - 7١8‏ مء باستثناء ابن 
خلدون ومن لف لقّه من المؤرخين الذين ذكروا بأن تاريخ فتح عبد الله بن موسى بن نصير لجزر 
البليار كان في عام 48 ه - 7١8‏ مم''". وأغفل بعضها ذكر تاريخ هذا الفتح”*' الذي لم يسفر عن 





.١6-1١4ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحم الإسلامي‎ )١( 
. ابن سعيد المغربني : المغرب في حلى المغرب؛ ج؟ . ص455‎ )0( 
. 584 ابن الأثير: الكامل. ج 1 . ص‎ 
. ؟١؟ص ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص5١؛ . الحافظ السيوطي : تاريخ الخلفاء‎ 
.٠١4 الحافظ الذهبي : كتاب دول الإسلام . ج١١ ء ص55 والعبر في خبر من غبر. ج١. ص‎ 
.ه١ص‎ .١ج وابن الماد الحنبلي : شذرات الذهب في أخبار من ذهب؛‎ 
. المقري : نفح الطيب . ج١. ص ه50‎ 
.١35ص‎ . 1١ج‎ . الناصري : الاستقصا‎ 
.١6-1١5ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحم الإسلامي‎ 
. 35١8 دائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج” . ص‎ 
.15-1١ ليفي بروفينسال : تاريخ أسبانيا الإسلاميةة. ص‎ 
. روسليو برودوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص49‎ 
د. السيد عبد العزيز سام و د. أحمد مختار العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والاندلس ء‎ 
. ١50 ص‎ 
. 40 ص‎ ٠ ١ج‎ » (؟) ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة‎ 
. ١١ص وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية.‎ 
ك0 ابن خلدون : العبر. ج؟ . ص105.‎ 
.٠١14ص‎ .١ج والحافظ الذهي : العبر في خبر من غبرء‎ 
. 175 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص‎ )( 
. 578 والمقري : نفح الطيب . ج١ . ص‎ 


06 


حك إسلامي مستقر في هذه الجزر''' . وعاد عبد الله بن موسى بن نصير من حملته على جزر البليار 
إلى « إفريقية » بغنائم وافرة وعدد كبير من الأسرى'"'. وكان من بين الأسرى الذين جلبهم عبد 
الله بن موسى بن نصير من حملته المظفرة على جزر البليار « ملك ميورقة ومنورقة » كما يقول ابن 
عذاري'"' ويرجح بعض المؤرخين الحدثين بأن الملك المثار إليه م يكن سوى الحام البيزنطي هذه 
الجزرا؛' التي كانت تنمتع بشبه استقلال منذ الزحف الإسلامي الكاسح عبر الثمال الإفريقي!8: 
وفي رواية أخرى « ملوك ميورقة ومنورقة.. "٠6‏ ويعلق المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي على 
هذه الرواية بقوله « بأن هؤلاء الملوك لم يكونوا إلا حكاماً بيزنطيين شبه مستقلين , نصّبوا أنفهم 
قلوكاً على جزر البليار في وقت كانت تر فيه الامبراطورية البيزنطية في فترة من الضعف 
والانميار »وقد يكون من بينهم بعض أساقفة جزر البليار أو زعرائها الدينيين الذين كانوا يديرون 
شئون الطوائف, ويدعم هذا الرأي الدراسات التي أجريت عن الطوائف المسيحية في هذه 
الجزر »'"". وكان لهذه الجزر قبيل الفتح الإسلامي الأول ثلاثة أسقفيات أرثوذكسية إحداها في 
ميورقة والأخرى في منورقة والثالثة في يابسة'*' وكانت هذه الأسقفيات تنبع في التشكيلات 
الكنيية الشرقية آنذاك لرئيس الأساقفة في مرطانية الطنجية''! وكان هؤلاء الأساقفة يهيمنون 
على الحياة العامة في جزر البليار ويشرفون على شئون الطوائف مما أوجد تاسكاً قوياً بين السكان 
في مواجهة الزحف الإسلامي'"'. فلم يكن المسيحيون في هذه الجزر يعتبرون أساقفتهم مجرد رمز 
للسلطة الروحية بل كانوا يعتبرونهم كذلك مثلين للسلطة الزمنية'''' ولا كان من المؤكد بأن 
التقسوات الكنسية لجزر البليار ظلت قائمة حتى النصف الثاني من القرن الخنامس 


. ١6ص‎ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الح الإسلامي‎ )١( 
.05٠- 899 ابن الأثير: الكامل؛ ج؛ . ص‎ )0( 
.1٠١؟ وابن خلدون: العبرء ج؟ . ص‎ 
. 40 إليق ابن عذاري : البيان المغرب . ج١ , ص‎ 
. ١58 ك2( د. السيد الباز العريني :»الدولة البيزنطية . ص‎ 
. ٠١١ وأرشيبالد لويس : القوى البحّرية والتجارية. ص‎ 
. 55 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص‎ )0( 
.1١41١ص‎ . 1577 الإمامة والسياسة الملحق بتاريخ ابن القوطية . طبعة ريبيرا مدريد سنة‎ (3 
. روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص59‎ )0( 
. ١ )م( المرجع السابق: ص‎ 
» دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار . ص88 . مجلة الأندلس. العدد «0ا"‎ )( 
لسنة 9/ا191.‎ 
. قلق روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص57‎ 


. روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص56‎ )١١( 


01 


للهجرة - النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد فإن لهذا الرأي وجاهة وحظاأً كبيراً من 
ال 

ويزعم المؤرخ القطلاني جوان بنمليس 818156165 هنال بأن جزر البليار كانت قبيل الفتح 
الإسلامي الأول تحت حك القوط حكام شبه جزيرة أبيرية آنذاك وأنهم أطلقوا على جزيرة 
ميورقة « جزيرة القوط الكبرى »:813[0 0118© وعلى جزبرة منورقة « جزيرة القوط الصغرى » 
عمصنتكط هناه 0 وأنه كان يوجد في تقسم الأسقفيات المسوب إلى الملك القوطي وامبا وطممج/لا 
أسقفية فرعية باسم « جزر البليار » تابعة لأسقفية طركونة 288هةم,750 في ثمال شرق أسبانيا 9. 

ويدحض المؤرخ الميورقي الباروكمبانير هذه الرواية ويؤكد بطلانها وأن هذه الادعاءات 
ليست سوى اختراع من مؤرخين ل بلتزموا الدقة وم ينقيدوا في رواياتهم بالنزاهة والآمانة, 
ويؤكد وجهة النظر الآنفة الذكر للمؤرخ الميورقي روسليو بوردوي التي غيل إلى ترجيحهاء وهي 
أن جزر البليار كانت تنمتع قبل الحملات البحرية الإسلامية عليها بشبه استقلال وتبعية اسمية 
0000 

وكان فتح جزر البليار وفرض نوع من الهيمنة الاإسلامية عليها حلقة في سسلة من الاإنجازات 
المترابطة والمتتابعة كانت محصلتها النهائية فنح بلاد الأندلس''). وقد تعاون القائدان العظيان 
موسى بن نصير وطارق بن زياد في فتح معظم أرجاء هذه البلاد الشاسعة 
اود ؤوهدالا- عاام!6 وكان الاكزاركوس بوليان الحام البيزنطي لمرطانية الطنجية 
يقدم العون والإسناد للمسلمين!' منذ دخوله معهم في عهد .؟ ه - ١١لام‏ أصبح بمقتضاه أهل 
مرطانية من المعاهدين!" وفي سنة 44 ه -5١/م‏ استخلف موسى بن نصير على بلاد الأندلس 
ابنه عبد العزيز!*! الذي قام بفتح إقلم « تدمير » في شرق الأندلس صلحاًء وعقد معاهدة مع 
تدمير الحام القوطي الذي دعي هذا الإقلم باسمه وأصبح أهله بمقتضى هذه المعاهدة من 





.57* المرجع السابق: ص‎ )١( 
.٠١ص‎ .» ١١ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحم الإسلامي حاشية‎ )'( 
.1١- (؟) المرجع السابق: ص5‎ 
. 14 - (؛) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص 9ه‎ 
. د. أحمد مختار العبادي: دراسات في تاريخ المغرب والأندلس. ص١١ وما بعدها‎ )0( 
. أخبار مجموعة: ص7‎ )1( 
. ابن عذاري : البيان المغرب, ج؟ . ص5‎ )0( 
+01 حلين عون :“فحن الأبدلتن .ص‎ 5 
. تاريخ خليفة بن خياط : ص07‎ )4( 
. 5" وابن عذاري: البيان المغرب , ج؟ . ص‎ 


اه 


المعاهدين في شهر رجب 46 ه - أبريل *١1/م‏ وهي من أقدم المعاهدات الإسلامية التي وصلتنا 
نصوصها كاملة'. 

العهد الأول بين الملمين وأهل البليار 

م برد أي ذكر لجزر البليار في المصادر الإسلامية التي بين أيدينا بعد الفتح الإسلامي الأول 
طيلة مائة وأربعين سنةء وفجأة ودون أي مقدمات أو تمهيد ذكرت هذه المصادر بأن أهل جزر 
البليار نقضوا العهد وأغاروا على السفن الإسلامية :8 ه - 868 م(" . ولكن المصادر الفر نجية 
تشير إلى أن هذا النقض للعهد/م يكن الأول من نوعه فقد سبقه نقض آخرفي عام 171 ه - ١/الام‏ 0 , 
وأن أهل هذه الجزر كانوا من المعاهدين منذ الفتح الإسلامي الأول وفق عهد وقعه ممثلون عنهم 
مع الملمين؛ تمتعوا بموجبه بنظام شبه مستقل مقابل دفع جزية محددة وسالمة المسلمين وعدم 
الإضرار بهم »وهو وضع شبيه بوضع إقليم تدمير في شرق الأندلس!') الذي وقع أميره « تدمير » 
عهداً مائلاً مع عبد العزيز بن موسى بن نصير عامل الأندلس في شهر رجب 6 ه - أبريل 
1م0*!, وتضيف المراجع الفرنجية إلى أن أهل هذه الجزر ظلوا على عهدهم مع المسلمين وني 
معزل عن الصراعات في الحوض الغربي للبحر المتوسط محتفظين بكياهم ومتلكاتهم متمتعين بشبه 
استقلال إلى أن نقضوا هذا العهد وأغاروا على الفن الإسلامية بتحريض من الفرنجة 
كدهع ولام" 

وما يدعم الروايات الفرنجية الآنفة الذكر ويجعلها مقبولة لدينا الوقائع والقرائن والأدلة 
النالية: 


أ- وجود تائل في بنود الالنزامات التي تعهد أهل تدمير بتنفيذها بموجب اتفاقية عام 


. 0 - العذري : نصوض عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار ص4‎ )١( 
. ١5؟ص والحميري : الروض المعطارء‎ 
. 1 - ابن حيان : المقتبس . تحقيق.د . مود علي مكي . ص ؟‎ (0 
. 85 وابن عذاري : البيان المغرب . خّ؟ . ص‎ 
شكيب أرسلان : - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ء‎ )6( 
ص ؟8١1- 5م1.‎ 
(؛) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص 4؟.‎ 
.6- العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار ص4‎ )5( 
. ١5ص والحميري : الروض المعطارء‎ 
. دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار» ص8097‎ )3( 
شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط‎ )0( 
185 -1١89ص‎ 


08 


عو م > 1/ام التي وصلتنا نصوصها''' ونصوص العهد الإسلامي الثالث مع أهل جزر البليار 
وم ه - 865 م الذي ذكر ابن عذاري « فصولا منه » وكان بمثابة تجديد للعهد الإسلامي الثاني 
الذي لم تصلنا نصوصه. ونظراً لأن الهدف كان متائلاً في مثل هذه العهود لهذا فإن من المرجّح 
أن العهد الإسلامي الأول بين المسلمين وأهل جزر البليار كان مائلاً في نصه وروحه مع العهود 
اللاحقة"" . 

ب- توقيع الأكزاركوس بوليان حام مرطانية الطنجية عهداً مع المسلمين عن نفسه ورعيته 
سنة ٠.‏ ه - 5./م بعد فتح جزر البليار بعام واحد!'! وتوقيع القائد القوطي تدمير عهداً مائلاً 
بعد خمس سنوات من فتح جزر البليار 4؛ ه - ١٠لام‏ يشير إلى أن الملمين كانوا يوثقون 
علاقاتهم مع أهل البلاد المفتوحة بعهود تحدد حقوقهم والتزاماتهم لضان سلامة الملمين وأمنهم 
وتدعم نفوذهم وما ينطبق على مرطانية الطنجية المواجهة لجزر البليار وإقلم تدمير الحاذي لجزر 
البليار في شرق الأندلس ينطبق على هذه الجزر» التي كانت تشكل خطراً كبيراً على سواحل بلاد 
المغرب والأندلس» إذا ما تركت بعد فتحها دون ضبان بعدم تعرضها بالأذى للسلمين وفقاً لعهد 
يفرض على أهلها التزامات. يضمن سلامة السواحل الإسلامية وتحرك القوات البحرية دون أي 
عائق» مقابل تمتعهم بحريتهم واستقلالحم. وهذا مما يدعم الرأي القائل بأن أهل جزر البليار كانوا 
من المعاهدين منذ فتح هذه الجزر في عام 85 ه -م.لام!". 


)١(‏ الالتزامات التي تعهد بها تدمير عن نفسه ورعيته مقابل تمتعهم بالحرية وشبه استقلال في شهر رجب 
4ه هد أبريل *الام: 
أ. دفع جزية سنوية حددتها الاتفاقية بكل دقة وما يدفعه الحر والعبد من رعايا إقلم تدمير. 
ب . التقيد بتنفيذ الالتزامات والملازمة للطاعة . 
ج . التعهد بحفظ العهد وأن لا يحل ما انعقد. 
د. أن لا يكتموا عن المسلمين خبراً علموه يضر بمصلحتهم . 
ه . عدم التعرض بالأذى للمسلمين (العذري : نصوص عن الأندلس ص ع - 5 . والحميري : الروض 
المعطار. ص .)١9‏ 
() الالتتزامات التي فرضها المسلمون على أهل جزر البليار سنة 7١0‏ ه - 844 م التي هي بمثابة تجديد 
لنصوص العهد الثاني الذي نقضوه سنة 74 ه - 858 م بتعرضهم للسفن الإسلامية ؛ ونرجح بأنها ماثلة روحاً 
ونصاً للعهد الإسلامي الأول : 
أ- دفع الجزية المقررة. ب - اللملازمة للطاعة . ج - الوفاء بالعهد . د - النصيحة للمسلمين . ه - الكف 
عن إيقاع الأذى بالمسلمين. 
ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص85 . 
0 ابن عذاري : البيان المغرب » ج؟ لض ة + وان الأثيره الكامل ج؛ ص١65.‏ 
ود. حسين مؤنس: فجر الأندلس ص 01. 
(؛) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص51 . 


06 


ج- ل برد أي ذكر لجزر البليار في النشاطات البحرية التي قامت بها الأساطيل الإسلامية 
خلال فترة فتح الأندلس 44-5١‏ ه-١0718-1071مط'‏ بالرغم من تعرض جزيرة سردانية 
إلى غارة بحرية عنيفة في تلك الفترة سنة ؟4 ه - ؟١١/ام‏ مما يدل على صسالمة اهل جزر البليار 
للسيلبين 151 

د- لم يتعرض أسطول إفريقية بقيادة عياش بن أخيل لجزر البليار منذ أن «.. دخل 
الأندلس غازياً..» سنة *وه<١١لام‏ وحتى قدومه منها.., بالسفن إلى إفريقية سنة 
٠‏ ه-هالام »ما يشير إلى جنوح أهلها للم 9 

و- ل برد أي ذكر لحملة بحرية وجهت إلى جزر البليار في الحملات البحرية المتعاقبة على 
جزر الحوض الغربي للبحر المتوسط لا في الحملات الموجهة من إفريقية -1٠٠.١‏ و١‏ ه > ىالا- 
«ولام”*' ولا من سواحل الأندلس 94-١111ه<708-‏ «لالام'” ما يثير إلى أن أهل 
البليار ظلوا محافظين على العهد حتى عام ١5١‏ ه ع هلالام!. 


)١1(‏ أخبار مجموعة: ص5 - 7 و10 ء والإمامة والسياسة. ج؟. ص١‏ . 038 77 . والضبّي : بغية 
الملتمس . ص36 . وابن عذاري : البيان المغرب ج؟ . ص0 - 3 . ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في 
تاريخ المغرب والأندلس . ص17 . وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ص8-57". وأرشيبالد 
لويس : القوى البحرية والتجارية. ص؟١١٠.‏ 
)١(‏ ابن عبد الحك : فتوح إفريقية والأندلس . ص 8١‏ . وابن الأثير: الكامل. ج4 ص017 ٠‏ وياقوت 
الحموي: معجم البلدان . ج” . ص 5١5‏ . 
6 الحميدي : جذوة المقتبس . ص 0غ , 555 . 737. والضبّي : بغية الملتمس . ص 4*٠‏ -455 . 
(5) ابن عبد الحم : فتوح إفريقية والأندلس » ص ١‏ . والمالكي : رياض النفوس ص؟ ٠‏ وتاريخ خليفة بن 
خياط . ص "7١‏ غ5" “2 [«لل ومسل وممل لومل ##ع”ل وول 

وابن عذاري : البيان المغرب. ج١.‏ ص49 -”*ه وص608- 56. 

وابن الآثير: الكامل . ج56 ص7١‏ . لال همزا 51ل 2911 9١"‏ 

والحميري : الروض المعطار ء ص ”١6‏ , واين خلدون : العبر ج ؛ . ص507 . 

وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس . ص 1١-58‏ . 
(0) ابن القوطية : تاريخ افتتاح الأندلس ص١5‏ وما بعدها. وأخبار مجموعة ص ؟١‏ . والبيان المغرب: 
ج؟ .ص١5‏ . والروض المعطار. ص 8١-8٠١‏ . شكيب ارسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا 
وسويسرة وايطاليا وجزائر البحر المتوسط ص ١47-1١47‏ . ود. حسين مؤّنس: فجر الأندلس ص ”178 - 
4. والمسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص57 - 18 و ص1١‏ . وأرشيبالد لويس : القوى 
البحرية والتجارية ص ١١9‏ وص .١5١‏ 

وفيليب حتي وآخرون: تاريخ العرب . ص/ا0 . 
(2) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط » 
ص 188-185 


ع5 


نقض أهل البليار للعهد الأول وتحالفهم مع الفرنجة 

ظل أهل البليار منذ الفتح الوسلامي الأول لجزرهم 89 ه - 7١8‏ م يعيشون في أمن وسلام 
متمتعين بحر يتهم محتفظين بكيانهم في ظل نظام شبه مستقل'' وفق عهد وقعه ممثلون عنهم مع 
السلمين تعهدوا فيه بدفع الجزية وعدم الإضرار بالسلمين''' .وبعد انهيار الحكم الأموي في بلاد 
المشرق والمغرب واستيلاء عبد الرحمن الداخل على بلاد الأندلس 188 ه ح 05/اء'" استغل 
أهل جزر البليار تمزْق الجبهة الإسلامية في بلاد المغرب وانشغال الأمير عبد الرحمن الداخل في 
القضاء على العصاة والخارجين في بلاد الأندلس/') وركود النشاط البحري الإسلامي في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط منذ عام ١88‏ هع *#هلام ولدة نصف قرنء بعد أن استولى الخوارج 
الصفرية والإباضية على إ فريقية وعاثوا فيها فساداً ما عطّل قاعدة تونس البحرية ول فعالية 
أساطيل إفريقية''' فقاموا بنقض العهد 1١‏ ه-8/لم وأغاروا على السفن والثغور 
الأندلسية بالتحالف مع الفرنئحجة النين تعاظمت قوتهم آنذاك بزعامة شارلان . ووجد أهل جزر 
البليار في هذه القوة المسيحية الجديدة في الحوض الغربي للبحر المتوسط حليفا قويأ في عدوانهم 
على بلاد الأندلس'' التي كانت تتعرض آنذاك هجوم فرنجي واسع النطاق بالتعاون مع بعض 
الخارجين على الإمارة الأموية وعلى رأسهم سلوان بن يقظان الأعرابي »عامل برشلونة والحسين بن 
يحيى الأنصاري عامل مسرقسطة كبرى قواعد الثغر الأعلى الإسلامي"". وتذكر المصادر 
الفرنجية وجود علاقات واتصالات بين العباسيين والفرنجة تهدف إلى القضاء على عبد الررحمن 
الداخل العدو المشترك للطرفين . وكان نزول عبد الرحمن بن حبيب الفهري الصقلي على رأس 


ع 


قواته في ساحل تدمير في شرق الأندلس بتحريض من عامل العباسيين في ! فريقية إحدى نتائج 


. 897 دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص‎ )١( 
. روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص54‎ )١( 
. 47 - 1١ أخبار مجموعة : ص17 . وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )5( 
وابن عذاري : البيان المغرب » ج؟ ص10‎ 
,5535- 5306 وابن خلدون : العبر. جأء ا ص‎ 
.08-86٠١ ك2( ابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ » ص‎ 
. 1١ص‎ . وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس‎ 
.١١8- 1١1 ارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص‎ )6( 
. 45-5١ وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس . ص‎ 
. شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط‎ )1( 
2188-1895 ص‎ 
ابن خلدون: العيرء ج؛ . ص18 - 515 . وسمد عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس: العصر‎ )( 
وما بعدها.‎ ١١١ الأول : القسم الأول ص‎ 


1١ 


هذه الاتصالات وحصيلة للتنسيق بين الأطراف المعادية للإمارة الأموية'.وإن ما حدث من 
ثورة عبد الرحمن بن حبيب الفهري المرتبطة بالحلافة العباسية في إقلم تدمير في شرق الأندلس 
وما رافق ذلك من محاولة شارلان غزو شمال الأندلس بالتعاون مع بعض الخارجين على 
الإمارة الأموية في الأندلس يجعل من الممكن الظن بأن هناك صلة بين هذه الأحداث ونقض 
أهل جزر البليار للعهد .كما تشير إلى ذلك المصادر الفرنجية'''.وإن عدم وجود أي نصوص عن 
جزر البليار في المصادر العربية الإسلامية في هذه الفترة بالذات هو الذي يلجئنا إلى سد هذه 
الفجوة التاريخية ما يؤّْخذ من كتابات المدونات المسيحية والمؤرخين الأوروبيين واستخدامها 
بحذر شديد بعد توثيقها من المصادر العربية الإسلامية ما أمكننا ذلك. 

وتشير مصادرنا العربية الإسلامية إلى أن نزول قوات عبد الرحمن بن حبيب الفهري في 
إقلم تدمير في شرق الأندلس والحاذي لجزر البليار كان في عام71١‏ ه - 8لالام .وأن أعداداً 
كبيرة من بربر شرق الأندلس ناصرته في دعوته للعباسيين7”.ولكن فشل شارلمان في تحقيق أي 
نصر على القوات الأندلسية في الثغر الأعلى الإسلامي اضطره للانسحاب من ثمال الأندلس في 
شوال ١1١‏ ه - يوليو 778 م!*' مما مكن الأمير عبد الرحمن الداخل من حرق أسطول عبد 
الرحمن بن حبيب الفهري باع ه- والام بساحل تدمير ومطاردة قواته الي اعتصمت ف 
مرتفعات بلنسية والإجهاز عليها بعد مقتل قائدها غيلة على يد مشكار البربري”* وإخضاع 
جميع الثائرين في الثغر الأعلى حتى جبال البرتات « البرانس » على حدود بلاد الفرنجة 
الجنوبية . وبالرغم من اندحار قوات شارلمان وحلفائه في حملته الفاثلة على الثغر الأعلى 
الإسلامي في ثمال بلاد الأندلس'" , فقد واصل أهل جزر البليار عدوانهم على السفن والثغور 
الساحلية الأندلسية بتحريض من الفرنجة كما تذكر المدونات الفرنجية وأنهم حققوا بعض 
الاتتصارات على المسلمين . ويقول المؤرخ الفرنسي رينو يبهذا الصدد نقلا عن النصوص الفرنجية 
المعاصرة في « مجموعة الدون بوكة »: 

« بأن أهل جزر البليار تغلبوا على المسلمين في بعض الوقائع وأخذوا منهم بضع رايات 
)١(‏ شكيب أرسلان - رينو تاريخ غزوات العرب ص ؟18١.‏ وحمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في 
الأندلس : العصر الأول : القسم الأولء ص .15١‏ 
(؟) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص185-*18. 
0( ابن عذاري : البيان المغرب ؛ ج؟ . ص 080 . 

وابن خلدون : العبر. ج؟ . ص538؟. 
(:) عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس : العصر .لأول - القسم الأول ص١١١‏ وما بعدها . 
(0) العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص١١‏ . 

وابن عذاري: البيان المغرب. ج؟ . ص55 . وابن خلدون العبر ج١‏ . ص358؟. 
(7) دولة الإسلام في الأندلس : العصر الأول - القسم الأول ص١1١‏ وما بعدها. 


337 


أرسلوها إلى شارلان أمبراطور الفرنجة كدليل على صدق تحالفهم معه ضد مسلمي الأندلس.. » 
مما حفز الأمير عبد الرحمن الداخل على الاهتام بإنشاء الأساطيل البحرية وتجديد دور الصناعة 
في ثغور الأندلس ومراسيها في طركونة وطرطوشة وقرطاجنة الحلفاء وإشبيلية من أجل تدعيم 
البحرية الأندلسية لمجابهة هؤلاء المعتدين'''.وقد وجد عوناً كبيراً من المرابطين وغزاة البحر 
النين اتخذوا لهم رباطات وقواعد بحرية على طول الساحل الشرقي لبلاد الأندلس .مما أدى إلى 
تعزيز قوة الأساطيل الأندلسية بجاعات من أصلب المقاتلين الذين كرسوا حياتهم للجهاد 
والتصدي للغزاة ببطولة خارقة كانت السمة المميزة لهذه الجماعات الفدائية من المرابطين!"! . 
وكانت أكثر قواعد هؤلاء الغزاة من المرابطين انتشاراً في بداية عهد الأمراء من بني أمية في 
الأندلس ما بين أكيلة 8ن ولقنت عاصوءناه في خرق الأنذلس وكان فخ أهم قواعدهم 
البحرية في جنوب شرق الأندلس جزيرة « اسكميرة » 0:056:0ه85 الحصينة في مدخل خليج 
قرطاجنة الحلفاء!'' ومرمى أشكويز'' : ويدعو الحميري هؤلاء المرابطين من غزاة البحر 
« بالبحريين » ويذكر بأن قوتهم الرئيسية تركزت في مطلع العهد الأموي في الأندلس في المنطقة 
الحيطة بطرطوثة في الثغر الأعلى الإسلامي ومن هناك كانوا ينطلقون في أساطيلهم لغزو 
« سواحل أفرنجة »'*' .وكانت أساطيل الثغر الأعلى في طرطوشة وطركونة تقوم بحماية حدود 
الأندلس الثمالية من هجرات الفرنجة الكارولنجيين وتغير بين الحين والآخر على ثغور الفرنجة 
وتطارد أساطيلهم عبر الحوض الغربي للبحر المتوسط”' . وقد أسهم غزاة البحر من المرابطين 
والمتطوعة بدور خطير في تاريخ البحرية الاندلسية وكانوا عنصرا هاما من عناصر نجاح الحملات 
البحرية الأندلسية على جزر الحوض الغربي للبحر المتوسط وثغوره الساحلية » ويعملون جنباً 
لحسابهم وجنباً آخر يتعاونون مع أمراء الأندلس وينضمون لأساطيل الإمارة'" . وقد صب 
هؤلاء الغزاة من المرابطين بالتعاون مع أساطيل الإمارة الأموية في الأندلس جام غضبهم على 


)١(‏ شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ء 
ص185. 
(1) د . حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص5؟١.‏ 

وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ء ص40 .14١-‏ 

ود. إبراهم العدوي : الأساطيل العربية في البحر الأبيض المتوسط ص64١48-1١.‏ 
(؟) د. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . 

ود. إبراهم العدوي: الأساطيل العربية في البحر الأبيض المتوسط ص44١-48١1.‏ 
(؛) البكري : المغرب في ذكر إفريقية والمغرب . ص١8‏ 
(0) الحميري : الروض المعطار. ص 8١‏ . 
() ارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص٠5١.‏ 
(؟) الحميري : الروض المعطار. ص .41١- 8٠١‏ 

ود. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط » ص1؟1 وما بعدها . 


لذ 


جزر البليار لنقض أهلها للعهد وعدوامم على السفن والثغور الأندلسية « أخذت الأساطيل 
الأندلسية في الإغارة على جزيرة ميورقة ومنورقة ويابسة . فكانوا يغادونها القتال ويراوحونها 
ويسبون من أهلها النساء والأطفال ويقتلون المقاتلين ول يكونوا يعقون إلا عن الشيوخ 
والعاجزين والمرضى والمقعدين »!" . 

وفي نفس الفترة التي كانت تغير فيها سفن غزاة البحر من قواعدها في شرق الأندلس على 
جزر البليار بعد نقض أهلها للعهد 17١‏ ه - 778 م'' كان أسطول الثغر الأعلى الإسلامي 
يغير من قواعده في طرطوشة وطركونة على ثفر مرسيليا في جنوب بلاد الفرنجة وعلى قواعد 
الفرنجة البحرية في إيطاليا منذ عام ١7١ه‏ -8/الام. وفي سنة 7/ا١‏ هات 97م تعرضت 
أربونة في جنوب غرب بلاد الفرنئجة إلى غارة بحرية عنيفة!") في الوقت الذي كانت فيه القوات 
البرية الأندلسية بقيادة عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث تجتاح جنوب بلاد الفرنجة وتحاصر 
معقل أربونة الحصين» مما مكنها ننتيجة للإسناد البحري كما نرجح من الاستيلاء على أربونة 
لالعل ماع سورك 

وننيجة للحملات البحرية الأندلسية المتلاحقة على جزر البليار انهارت قوات هذه الجزر 
خاصة بعد أن تعرضت إلى هجومين بحريين كبيرين الأول منها في عام 14١‏ هد لولاا 
والثاني وكان أشد عنفاً في عام ١87‏ ه -48/م مما دفع أهلها الذين لم يعد في وسعهم التصدي 
هذه الحملات البحرية إلى الاستغاثة بشارلان أمبراطور الفرنجة ووضعوا أنضهم تحت حايته" . 
وم يتمكن شارلمان من إغاثة أهل جزر البليار إلا في عام 187 ه - 44م لانشغاله من سنة 
05--181ه هلالا - لاؤلام في حرب برية واسعة النطاق لدحر السكسون والآفار النين 
أغاروا على بلاده » ولوجود أقوى فرقه العسكرية وأقوى أساطيله البحرية خلال هذه الفترة في 
إيطاليا تحت قيادة ابنه لويس'"لمحاربة البيونطيين من أجل السيطرة على إيطاليا'*'؛ كما 


» شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط‎ )١( 
185 -18١ص‎ 
, 5١85 (؟) المرجع السابق. ص‎ 
. 110 أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية؛ ص‎ )©( 
. ك2( ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ ؛ ص54‎ 
. 3071 وابن خلدون : العبرء اج صض‎ 
. ١6ص‎ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحم الإسلامي‎ )5( 
. ١6ص تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )1( 
. 185 وشكيب أرسلان - رينو - تاريخ غزوات العرب . ص‎ 
.154- 15” وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية» ص‎ 
.١515ص شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب»‎ )0( 
. ٠١ص‎ . أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية‎ )4( 


3 


انشغلت قوات الفرنجة البرية والبحرية من سنة ١87-1١48“5‏ ه - 98 م- 9ؤلام في الإغارة 
على شمال الأندلس من أجل الاستيلاء على الثغر الأعلى الإسلامي . وتمكنت نتيجة لانقسام 
الجبهة الإسلامية من الاستيلاء على جرندة « جيرونة « واوزونة وسلسونة » وكونت من هذه 
المدن ولاية فرنجية دعيت بالمارك الفرنجي « الثغر الفرنجي »'''.وما إن انتهى شارلان من 
عملياته الحربية في الثغر الأعلى الإسلامي حتى سارع إلى إرسال قوات بحرية وبرية كبيرة إلى 
جزر البليار ١817‏ ه - 749 م لمنع المسلمين من اتخاذها قواعد لغاراتهم البحرية على شواطىء 
إيطاليا وثغور جنوب بلاد الفرنجة , وأصبحت جزر البليار منذ عام ماه فكلام تحت 
حاية الفرئجة'". 


البليار تحت حماية الفرنجة 

يحيط الغموض بتاريخ جزر البليار في هذه الفترة وتتناقض الروايات في المصادر الف نجية 
واللاتينية المعاصرة'"'» ولا نجد في المصادر العربية الإسلامية التي بين أيدينا ما يميط اللثام عن 
هذا الفنوض ويتين أماننا اسيل عا يلجلنا العمل فده القخوة عانو عد نى بصومن المذوياتة 
الفرنجية واللاتينية والمؤرخين الأوروبيين والأمريكيين؛ فبينا يذكر ايجنارد في تاريخه عن 
ثارلان بأن الفرنجة استولوا على جزر البليار «18 ه - 7/4 م!'' وأن برنارد بن بين حفيد 
شارلان ولي ملكا على هذه الجزر”* . تشكك مصادر أخرى في وجود حك فرنجي مباشر في هذه 
الجزر « بعد انتهاء الحملة التأديبية التي وجهها الامبراطور الفرنجي لجزر البليار لمعاقبة 
القراصنة المسلمين(على حد قولهم) ». وتنفي الروايات الفرنجية خبر تولي برنارد ابن بيين حفيد 
شارلان ملكاً على جزر البليار وتذكر بأن هذه الجزر كانت تحت حماية الفرنئجة وحليفاً لهم منذ 
عام 187 ه - 744 م وهي السنة التي تمكنت فيها القوات التي أرسلها شارلمان من إبعاد المغيرين 
من غزاة البحر الأندلسيين عنها'"'. ولكنها م تتمكن من وقف غاراتهم عليها. ففي عام 





. 5١ص عنان: دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الأول‎ )١( 
. ١٠6 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ 0 

وارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص57١-154.‏ 

ود. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى » ج١‏ . ص 5١4‏ ». وحاشية «؟ ». 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص5١‏ . 

وكليليا سارنللي : يجاهد العامري . ص 180 . 
(؛) د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١‏ , حاشية «؟ ». ص04١7.‏ 
(5) كليليا سارنللي : مجاهد العامري . ص1807 . 
ل شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص؟8١1.‏ 

وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 1514-1577 . 


3160 


6 ه - .18م الذي سقطت فيه برشلونة أعظم موانىء الثغر الأعلى الإسلامي في يد 
الفرنجة''' أغارت قطع من البحرية الأندلسية على جزر البليار .ويذكر المؤرخ الأسباني خوان 
داميتو هانصصة هداز ما يلي عن هذه الغارة « .. في عام 180 ه - 40١‏ م أغار أسطول 
أندلسي كبير على جزر البليار وقام يتخريبها على نحو خطيرء وكانت نتيجة هذه الغارة وضع 
البذرة الأولى للح الإسلامي البغيض في هذه الجزر . .(على حد قوله) »'''. ويبدو بأن جماعات 
من غزاة البحر من مسلمي الأندلس أخذت في الاستقرار تدريجياً في هذه الجزر'"'.وكانت 
أساطيل هؤلاء الغزاة تغير على « سواحل أفرنجة »''' وقواعد الفرنجة البحرية وفي إيطاليا 
وجزر سردانية وقرسقة , تنتصر حيناً وتهزم حيناً آخرا"'.وكان الصراع بين هؤلاء الغزاة 
والفرنئجة مريراً من أجل الهيمنة على جزر البليار ء وقد تعرض أحد أساطيل هؤلاء الغزاة إلى 
هزية بحرية كبيرة أمام ساحل ميورقة 154 ه - 815 م في مواجهة أسطول فرنجي بقيادة كونت 
انبورش « امبورياس »7 '. وقد انتقم غزاة البحر والمتطوعة لهذه الهزية وقاموا من قاعدتهم 
البحرية في طركونة في الثغر الأعلى الإسلامي بغارة بحرية على جزيرقٍ ميورقة ويابسة 
ه- 8١6‏ م وم توضح المصادر الفرنجية واللاتينية ننيجة هذه الغارة!"' واكتفى أرشيبالد 
لويس بذكر ما يلي عن هذه الغارة : « في عام ٠٠١‏ ه - 6١41م‏ حدثت غزوة على جزر البليار التي 
كانت تحت حماية الفرنجة انذاك »2 .وفي سنة 5٠١‏ ه - 8١1‏ م عقد ولي العهد عبد الرحمن بن 
الحم عقد متاركة مع الفرنجة في أكس لاشابل بالنيابة عن والده مع ملك الفرنجة لويس التَمّ 
وتوقفت الحرب بين البلدين ثم تجددت بعنف سنة 5١0‏ ه - 8٠١‏ م » هزم فيها الفرنجة في البر 
والبحر وعزلوا عن الثغر الفر نجي" . 

الفتح الإسلامي الثاني للبليار 


تشير مصادرنا الإسلامية إلى أن أهل جزر البليار كانوا من المعاهدين في عهد أمير الأندلس 
عبد الرحمن بن الحم ٠‏ وأنهم نقضوا هذا العهد سنة "5 ه-118م مما عرضهم لعقاب رادع 


. ١6ص أبو الفداء : المختصر في أخبار البثر. ج؟ ؛‎ )١( 
. 579 وابن خلدون: العبرء ج4 , ص‎ 
. ١ص (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 
.١؟١ص‎ . د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط‎ )( 
. 80 الحميري : الروض المعطارء ص‎ ):( 
. 115-154 أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية » ص‎ )0( 
. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص37‎ )1( 
. ١8ص المرجع السابق:‎ )0( 
. ١54 أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية» ص‎ )8( 
شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص5-185؟15.‎ )( 


315 


ناشدوه على أثر ذلك أن يجدد لهم عهده . فعطف عليهم ولبّى مطلبهم سنة 588 ه - وىمء'"! ما 
يدل على أن جزر البليار قد فتحت للمرة الثانية قبل دخول أهلها في عهد ثان مع أمير الأندلس 
عبد الرحمن بن الحكم . الذي بويع بالإمارة بعد وفاة والده سنة 5٠5‏ ه -١85م'"".‏ وهنا 
نتساءل» متى كان تاريخ الفتح الإسلامي الثاني لجزر البليار؟ 

من المؤسف أن لا نجد في المصادر الإسلامية التي بين أيدينا إجابة ثافية على هذا التساؤل 
مما يلجئنا إلى الرجوع إلى المراجع الأجنبية التي تفيد بأن الضعف استولى على البحرية 
الفرنجية بعد موت شارئان('! ولم يتمكن ابنه لويس التتقي من مواجهة القوات الأندلسية في 
الحرب التي نشبت في عام 7٠0‏ ه- 4٠.‏ م في شمال الأندلس وأسفرت عن هزية القوات 
الفرنجية وعزل « الثغر الفرنجي » الحاذي للثغر الأعلى الإسلامي وقطع اتصالاته ببلاد الفرنجة , 
ونظراً لضعف عزية امبراطور الفرنجة لويس التقي وسوء إدارته فقد نشبت الحرب الأهلية في 
بلاده وانتشرت ميها الجاعة والأوبئة واجتاح سواحلها القراصنة() وأصبحت جزر البليار التي 
كانت تحت حاية الفرنجة!" معزولة ولم يعد في وسعهم مساندتها في مواجهة الحملات البحرية 
الأندلسية . مما مكن غزاة البحر من أهل الأندلس من فتح هذه الجزر للمرة الثانية والاستقرار 
فيها سنة 5١0‏ ه - ١8م‏ . ونظراً لأن مصادرنا الإسلامية تؤكد بأن أهل جزر البليار 
كانوا من المعاهدين بعد عام 7١1‏ ه- 85١‏ م الذي ولي فيه الأمير عبد الرحمن بن الحم أميراً 
على بلاد الأندلس وحتى نقضهم هذا العهد 554 ه -848م'"'. فإننا غيل إلى الظن بأن 
التاريخ الذي ذكرته المراجع الفرنجية عن الفتح الإسلامي الثاني لجزر البليار على جانب من 
الصحة . 


العهد الثاني بين المسلمين وأهل البليار 
يستخلص من المصادر التي بين أيدينا بأن الأمير عبد الرحمن بن الح هو الذي عقد العهد 


. 4 - ابن حيان: المقنبس تحقيق د. مود علي مكي . ص"‎ )١( 
. 26 وابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص‎ 

. 4١ص‎ , ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟‎ )١( 

(؟) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص 1١55‏ -156. 
وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية ؛ ص 184 . 

(؟) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص١154-15.‏ 

(0) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص ١54‏ . 

(1) سيديو: تاريخ العرب العام ص 516 . 

(9) ابن حيان : المقتبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص؟ - 1 . 
وابن عذاري : البيان المغرب. ج؟ , صه .8‏ 
وابن الخطيب : أعال الأعلام .القسم الخاص بالأندلس . ص 18١‏ . 


3/ 


الثاني مع أهل جزر البليار وعندما نقضوه سنة 554 ه - 88 م جدّده لهم بعهد ثالث سنة 
5 ه - 64 م بعد أن نالوا ما يستحقونه من عقاب رادع!' . وبا أن تاريخ تولية عبد 
الرحمن بن الحم أميراً على بلاد الأندلس كان في عام ٠05‏ ه - 88١‏ م'"' , بعد تاريخ الفتح 
الثاني لجزر البليار بعام واحد'" , فيمكننا القول بأن تاريخ توقيع العهد الثاني كان في عام 
7 ه- 4151م وهي السنة الأولى من ولاية الأمير عبد الرحمن بن الحك. أو بعد هذا 
التاريخ بفترة وجيزة على أبعد تقدير . ونظراً لأن بنود العهد الثالث بين الأمير عبد الرحمن بن 
الحم وأهل جزر البليار هي بثابة تجديد لنصوص العهد الثاني الذي نقضوه سنة 
5 مدووراكل فمعنى ذلك أن البنود التالية التي ذكرها ابن عذاري من العهد الثالث 
الموقع في عام 5١0‏ ه - 884 م مطابقة إلى حد كبير نصاً وروحاً لبنود العهد الثاني : 

أ- دفع الجزية المقررة . 

ب- الملازمة للطاعة . 

ج - الوفاء بالعهد. 

د - النصيحة للمسلمين. 

و- الكف عن إيقاع الأذى بالمسلمين!" . 


البليار خلال فترة العهد الثاني 

ارتبطت جزر البليار خلال هذه الفترة مع بلاد الأندلس بعلاقات ودية وتجارية'" كبا 
حظيت أناطيل' السلين بامثثازات؟ مكنها من اعناذ ثقور هذه الجزر اقواعد لأساطيلها 
ورباطات لفرق الجاهدين البحرية , مما أتاح امجال لغزاة البحر الأندلسيين القيام بحملات بحرية 
واسعة النطاق'"). وما ساعد على حرية تحرك الأساطيل الأندلسية عبر حوض البحر المتوسط 


. 4 - ابن حيان: المقنبس . تحقيق د. ود علي مكي . ص"‎ )١( 
. ابن عذاري : البيان المغرب . أج؟ . ص46‎ 

00( ابن عذاري : البيان المغرب , ج ١‏ . ص١4‏ . 

(؟) سيديو: تاريخ العرب العام . ص56 . 

(5) ابن حيان : المقنبس » تحقيق د. مود علي مكي . ص ؟ - 4 . 
وابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ . ص39 . 

(0) ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص46 . 

(1) ليفي بروفينسال : تاريخ أسبانيا الإسلامية. ص 1١40‏ . 
وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري » ص ١807‏ . 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١8‏ 
وشكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص 150-١54‏ . 
وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص5؟؟ -.7. 


34 


ظهور قوة بحرية إسلامية جديدة في « إفريقية » هي البحرية الأغلبية وذلك بعد تولية الخليفة 
العباسي هارون الرشيد إبراهع بن الأغلب أميراً على إفريقية 186 ه- ١0م‏ ما أعاد 
التوازن الاستراتيجي في حوض البحر المتوسط '' الذي رجحت فيه كفة المسلمين . بعد أن 
تمكن غزاة البحر من أهل الأندلس من فتح جزيرة أقريطش ؟١؟‏ ه- 887 م بقيادة أبي 
حفص عمر البلوطي واتخاذها قاعدة للجهاد البحري في شرق البحر المتوسط ووسطه'"". 

وبالرغم من الخلاف السياسي بين الأغالبة في إفريقية والأمويين في بلاد الأندلس فقد جمع 
الجهاد بين الأفارقة والأندلسيين. ففي عام 7١5‏ ه- 885 م أسهم غزاة البحر من مجاهدي 
الأندلس تحت قيادة القائد البحري أصبغ بن وكيل « فرغلوش » ونائبه سليان بن عافية 
الطرطوشي بساندة قوات الأغالبة في فتح جزيرة صقلية . وكان عدد سفن الأسطول الأندلسي 
المساند ثلامائة سفينة مما يدل دلالة واضحة على ما وصلت إليه أساطيل غزاة البحر الأندلسيين 
من ضخامة في عهد الأمير عبد الرحمن بن الحم » ويعود الفضل في وصول الأساطيل الأندلسية 
إلى وسط البحر المتوسط وشرقه إلى وجود نوع من الهميمنة الإسلامية على جزر البليار نظراً 
لكون أهلها من المعاهدين آنذاك'"' ما مكن غزاة البحر والمتطوعة النين كانوا يحتشدون في تلك 
الفترة في عدد من القواعد البحرية في شرق الأندلس » من اتخاذ هذه الجزر محطات لأساطيلهم في 
رحلاتها الطويلة عبر البحر المتوسط في ذهابها وإيابها » تتزود منها بالؤن وتلجأ إليها عند الخطر 
وتصلح في ثغورها سفنها إذا ما أصابها عطب . ومن رباطاتها كانت تتزود بالفرق المدربة على 
الجهاد في البحرا"! . 

وتشير بعض المصادر والمراجع المسيحية إلى النشاط البحري العارم لغزاة البحر من يجاهدي 
الأندلس في الحوض الغربي للبحر المتوسط بعد دخول أهل جزر البليار في عهد ثان مع 
المسلمين . مما أتاح الجال لؤلاء الغزاة من الاستقرار في هذه الجزر واتخاذ ثغورها وخلجانها 





)00( أبو القداء : امختصر في أخبار العو لجا ص5١.‏ 
وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص57١1.‏ 
0( ابن عذاري: البيان المغرب , ج؟ . ص/ل. 
والحميري : الروض المعطار. ص 50 . 
وابن خلدون: العبرء ج 5 . ص 505 . 
وفاسيليف : العرب والروم . ص65 . 
والسيد الهاز العريني : الدولة البيزنطية . ص 510 . 
0 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص54 . 
4( الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١‏ . 
وشكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص ١١0‏ . 
وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص5؟؟ -.5. 


33 


الصالحة للملاحة قواعد لأساطيلهم , والإغارة منها على ثغور جنوب بلاد الفرنئجة وساحل إ يطاليا 
الغربي وجزيرقٍ سردانية وقرسقة, ويقول المؤرخ الفرنسي رينو بهذا العكد في حوادث عام 
ه - 488 م « .. سار أسطول للمسلمين من طركونة ومعه أساطيل أخرى من جزيرقي 
ميورقة ويابسة إلى مرسيليا وأنزلوا العساكر بنواحيها واستولوا على ضواحيها .. » وعادوا من 
حملتهم بعدد كبير من الأسرى وغناتم وافرة'"' . ويذكر نفس الراوية المؤرخ الميورقي 
الباروكمبانير''' ويضيف المؤرخ الأمريكي أرشيبالد لويس إلى الرواية الآنفة الذكر بأن غزاة 
البحر كانوا ينطلقون في أساطيلهم من ثغور شرق الأندلس ويرسون في جزر البليار من أجل 
التزود بفرق خاصة مدربة على الجهاد البحري من قواعد الغزاة المرابطين في هذه الجزر 
لمساندتهم في حملاتهم على الثغور المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط '"'؛ وتحاول المصادر 
الفرنجية إعطاء صورة غير موضوعية عن هؤّلاء الغزاة مستندة في ذلك على روايات كنسية منها 
على سبيل المثال ما يزعمه المؤرخ رينوء بأنه على أثر الغارة البحرية الأندلسية على مارسيليا 
65؟ ه - 488 م « .. قامت القديسة أوزيبيا رئيسة دير الراهبات في مرسيليا مع أربعين 
راهبة بتشويه أنفسهن حتى يصبحن بأمن من تجاوز الغزاة والاعتداء عليهن.. »1. 

وني عام 7؟؟ ه - 860 م تمكن غزاة البحر بعد غارات بحرية متلاحقة من ! خضاع جزيرة 
قرسقة”''. ويذكر الحميري في هذا الصدد عند حديثه عن جزيرة قرسقة « .. وغنمها المسلمون 
أيام عبد الرحمن بن الحم .. »'أكما خضعت للم جزيرة سردانية سنة 7517 هع 861 م!"' ما 
مكنهم من الإغارة على آرل وما حولما من حوض الرون في جنوب شرق بلاد الفرنجة 
مح 1 

وفي الوقت الذي وصل فيه النشاط البحري للغزاة والجاهدين من أهل الأندلس إلى ذروته 
في الحوض الغربي للبحر المتوسط تعرضت سواحل الأندلس الغربية والجنوبية للمرة الأولى إلى 
غارات بحرية واسعة النطاق من قبل أساطيل النورمان «الفايكنج » 9؟5- 
هح 18م - 445 مء وقد أطلق الأندلسيون على هؤلاء الغزاة البحريين الذين قدموا إلى 





)١(‏ شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ء 
ص6١١.‏ 

.١8ص‎ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الح الإسلامي‎ )١( 

(؟) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص59 - .78 . 

(؛) شكيب أرسلان: رينو- تاريخ غزوات العرب» ص156. 

(0) سيديو: تاريخ العرب العام . ص39؟. 

(3) الحميري: الروض المعطار. ص 166 . 

(0) د. طرخان: المسلمون في أوروبا. ص76 . 

(4) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص9؟5- .58 . 


07 


بلاد الأندلس من اثباك أورويا اسم « الأردمانيين » حيناً « والجوس » حيناً آخر » وقد تمكنت 
قوات الأمير عبد الرحمن بن الحم بالتعاون مع غزاة البحر والمتطوعة الذين جندهم في أساطيله 
من دحر هؤلاء الغزاة بعد معاناة كبيرة وخسائر فادحة'". وكان من أهم نتائج هذه الغزوة 
البحرية الترمندية عناية الأمير عبد الرحمن بن الحكر بدور الصناعة في ثغور الأندلس وإنشاء 
الأساطيل البحرية وتجنيد غزاة البحر والمتطوعة فيها!"' وأصبح للإمارة الأموية في عهده قوة 
بحرية كبيرة وصل عدد قطعها في ثغور شرق الأندلس وحدها ثلامائة قطعة". 

وقد ظهرت نتائج تعاون غزاة البحر مع الإمارة الأموية وتجنيدهم في أساطيلها 7 في 
النشاط البحري الواسع النطاق للأساطيل الأندلسية. ففي عام 778 ه > 8647 م أغار أسطول 
أندلسي على مارسيليا ”* وركز غزاة البحر هجاتهم على مدينة رومة انطلاقاً من جزيرقي قرسقة 
وسردانية'). وقد تعرضت رومة إلى أعنف خلاتهم سنة 587 هع 865 - 4607م وكادت 
تسقط في أيديهم بعد الاستيلاء على ضواحيها لولا حصانة أسوارها”" . 

وفي العام التالي سنة 584 ه - 848 م نقض أهل جزر البليار العهد الثاني نتيجة 
لاعتدائهم على السفن الإسلامية وأسفر ذلك العدوان عن تعرض جزرهم لغارات بحرية عنيفة 
وفتحت عنوة للمرة الثالثة/*). 


. ابن القوطية: تاريخ افتتاح الأندلس . ص 20 - 8م‎ )١( 
والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص19-58.‎ 
وابن عذاري : البيان المغرب » ج؟3ء ص407.‎ 
. 4١5 وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج١ . ص‎ 
. 7١ص‎ . وابن الخطيب : كتاب أعمال الأعلام - القسم الخاص بالأندلس‎ 
والكسندر سيبل: أخبار أمم الجوس. صه.‎ 41١ والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
. ابن القوطية : تاريخ افتتاح الأندلس . ص88‎ )١( 
. 1 - (؟) ابن حيان: المقنبس ؛ تحقيق د. مود علي مكي . ص"‎ 
وابن عذاري : البيان المغرب . ج” . ص825.‎ 
. ابن القوطية : تاريخ افتتاح الأندلس . ص88‎ )5( 
. 97. - أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص 9؟؟‎ )0( 
. د. طرخان: المسلمون في أورويا. ص76‎ )1( 
. أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية ص7١" . وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس‎ )1( 
1# ص‎ 
المقتبس : تحقيق د . مود علي مكي . ص ؟ - ؛ . وابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ » ص86 . وابن‎ )8( 
سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب ج١ . ص ؛ . وابن الخطيب : كتاب أعبال الأعلام : القسم الخاص‎ 
. ١8ص بالأندلس‎ 


الا 


نقض أهل البليار للعهد الثاني 

م توضح مصادرنا الإسلامية سبب نقض أهل جزر البليار للعهد الثاني ومجاهرتهم بالعداء 
للمسلمين . واكتفت بالإشارة إلى « نقضهم العهد وإضرارهم بمن يمر إليهم من مراكب 
المسلمين . . »''' مما يدل على أن هذا العدوان المفاجىء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنشاط البحري 
لغزاة البحر من أهل الأندلس في الحوض الغربي للبحر المتوسط « الذين كانوا يجوبون في تلك 
الفترة مياه أسبانيا الشرقية طلباً للغنيمة والسبي ويثخنون في الثغور النصرانية.. »''' في 
ساحل ! يطاليا الغربي وكادت رومةعاصمةالبابوية أنتسقط في أيديهم 575 ه -27 -607مم !"كما 
تعرضت ثغور بلاد الفرنجة الجنوبية من مرسيليا حتى جنوة إلى غاراتهم الكاسحة من 
+0 - م7 ه - 66م -448م''' .وني نفس الفترة تمكنت القوات الأندلسية من اجتياح 
معظم « الثغر الفرنجي » الحاذي للثغر الأعلى الإسلامي في ثمال الأندلس بعاونة القائد الفرنجي 
غليام بن برناط من غليام الذي انضم مع قواته للمسلمين'''.ونظراً لتبعية أساقفة جزر البليار 
وزعمائها الدينيين الذين كانوا يحكمون هذه الجزر آنذاك'"' لأبرشية جرندة « جيرونة » في 
الثغر الفرنجي التي كانت تخضع سياسياً للفرنجة وتتبع كنسياً للبابوية'"' فإنني أرجح بأن أساقفة 
هذه الجزر وحكامها نقضوا العهد الثاني استجابة لتحريض الفرنجة من جهة والبابوية من جهة 
أخرى . وما يؤكد هذا القول. ظهور حركة ما يسمى « بالاستشهاد المسيحي » في تلك الفترة 
بتحريض من الكنيسة والفرنجة . وهي حركة مريبة تدعو المعاهدين من النصارى إلى التمرد على 
الحم الإسلامي » وقد بلغت حدا كبيرا من التحدي إلى درجة ترد فيها قطاع واسع من غلاة 
المتعصبين من المعاهدين على الإمارة الأموية في عاصمتها قرطبة!". 


. ابن حيان: المقتبس . تحقيق د. ود علي مكي. ص"‎ )١( 
.85 ابن عذاري : البيان المغرب . ص‎ 
. 558 عنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الأول . ص؟57؟-‎ )0( 
. 5١7 أرشيبالد لويس : القوى ,البحرية والتجارية » ص‎ )5( 
. ١8ص وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس.‎ 
.7١”ص شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب.‎ ):( 
وارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص9؟؟-."7؟.‎ 
.1١؟ص‎ » 8« وحاشية‎ 9-١ ابن حيان: المقنبس . تحقيق د. مود علي مكي‎ )( 
وشكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص 507 . وعنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر‎ 
. الأول - القسم الأول . ص555؟‎ 
. 517 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص38 , الا‎ )7( 
.159-١1١١ص‎ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الحكم الإسلامي‎ )١( 
.5١4- 5١5 شكيب ارسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص‎ )4( 
. 5509- 554 عنان : دولة الإسلام في الأندلس , العصر الأول - القسم الأول ص‎ 


07“ 


الفتح الإسلامي الثالث للبليار 


ما إن بلغ إلى مسامع الأمير عبد الرحمن بن الحم نقض أهل البليار للعهد « الثاني » 
وعدوانمم على السفن الإسلامية حتى أمر بتجهيز ثلاممائة سفينة لنقل المقاتلين وغزاة البحر 
والمتطوعة للإغارة على هذه الجزر وقمع ثورة أهلها وإعادتهم إلى حظيرة الطاعة . وقد حققت 
هذه الحملة نجاحاً باهراً . وتمكنت القوات الأندلسية على أثره من فتح جزر البليار عنوة 
«للمرة الثالثة » ١:‏ ه -858م'' تحت قيادة ابن ميمون عامل بلنسية'" . ويقول ابن 
حيان في هذا الصدد « ففتح الله عليهم وأظفرهم بهم فأصابوا سباياهم وفتحواأكثر 
جزائرهم.. »''' وننيجة للخسائر الفادحة التي وقعت في صفوفهم أعلنوا طاعتهم وقبوهم 
الصلح”'': واستجاب ابن ميمون قائد الحملة لمطلبهم وأرسل إلى الأمير عبد الرحمن بن الحم 
ينبئه بها حققه من فتح وما جمعه من غنائم وأسرى ء فسارع أمير الأندلس إلى إرسال أحد فتيانه 
الصقالبة ويدعى شنظير الخصي « .. إلى ابن ميمون ليحضر تحصيل الغناتم ويقبض الخمس » 
وكان قد صالح بعض أهل تلك الحصون على ثلث أموالهم وأنفسهم وأحصيت ريعهم وأموالهم 
وقبض منهم ما عليه صولحوا .. »'' وفي العام التالي ه؟ ه - 55 م دخل أهل جزر البليار 
في عهد ثالث مع المسلمين!"'. 





. ١5ص‎ . ابن حيان: المقنبس . تحقيق د . مود علي مكني ؟ - " . وابن عذاري : البيان المغرب » ج؟‎ )١( 
ص 44 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام - القسم الخاص‎ . ١ ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج‎ 
» ١5 وحاشية‎ ١5 بالأندلس ص8١ . الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار تحت الح الإسلامي . ص‎ 
ف نفس الصفحة ودائرة المعارف الإسلامية زايبولد - ج” . ص07 - 708 وليفي بروفينسال : تاريخ‎ 
ود. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسطا‎ . ٠ أسبانيا الإسلامية ص‎ 
: ود أجد مختار العبادي‎ 2.1١50 ص‎ ٠ وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس‎ ٠ ١1؟-1١١١ص‎ 
. دراسات في تاريخ المغرب والأندلس . ص04 ؟ - 770 . وأرشيبالد لويس: القوى البحرية والتجارية‎ 
. 558-55١ ص ١"؟ . وعنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الأول. ص‎ 

ود .إبراهيم طرخان : المسلمون في أورياء ص 7٠١,‏ - الا, 

ود. عبد الرحمن الحجي : التاريخ خ الأندلسي ء ٠ص‏ 75106. 
)١(‏ ابن حيان “لبان ؛ ٠‏ تحقيق. مود علي مكي » ص" . 
(؟) المصدر السابق نفس الصفحة. 
(5) ابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ . ص45 . 
(0) ابن حيان: المقتبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص" . 
(3) ابن حيان: المقنبس . تحقيق د. ود علي مكي . ص ؛ . 


وابن عذاري : البيان المغرب » ج؟ ص 856. 


0 


العهد الثالث بين المسلمين وأهل البليار 

دفع أهل جزر البليار نآ غالياً لنقضهم العهد « الثاني 4 554 هخ 448 م فقد تعرضوا إلى 
خسائر فادحة وفتحت جزرهم عنوة . وم يجدوا مفرا من الإذعان للطاعة : وأرسلوا للامير عبد 
الرحمن بن الح كتاباً من جزيرة ميورقة يناشدونه فيه الصفح عنهم وتجديد العهد للم . فعطف 
عليهم واستجاب لمطلبهم بعد أن نالوا ما يستحقونه من عقاب رادع. ويشير ابن حيان في 
حوادث عام 580 ه - 865 - .80م إلى هذا الكتاب قائلاً « وفيها ورد كتاب أهل ميورقة 
على الأمير عبد الرحمن بن الحم مستغيثين مما دهمهم من سخطه مستقيلين لعثراتهم لديه راغبين 
في صفحه وإقالته فعطف عليهم وأقالهم ذلتهم وأجابم إلى مسألتهم وأعطاهم ذمته وجدّد لم 
عهده »'' : ويتضح من هذا النص ما بلي : 

أ- إن وصول كتاب استرحام إلى الأمير عبد الرحمن بن الحم من جزيرة ميورقة كبرى 
جزر البليار يدل على وجود سلطة عليا في هذه الجزيرة تنمتع بصلاحيات واسعة تمكنها من 
توقيع العهود بالنيابة عن أهل جزر البليارء مما يدل على أنها كانت تشرف على شئون جميع 
الجزر في أوقات الحرب والسلم. 

ب- يدل مضمون الكتاب المشار إليه إلى ما تعرض له أهل جزر البليار من عقوبة رادعة 
على نقضهم للعهد « الثاني » مما أجبرهم على الاستغاثة بالأمير عبد الرحمن بن الحك طالبين 
الصفح وتجديد العهد الذي نقضوه. 


ج- استجابة أمير الأندلس إلى استرحام أهل جزر البليار وتجديد العهد لهم يدل كما 
ذكرنا على أنه هو الذي عقد معهم العهد الثافي كما يقول ابن حيان « .. وأجايهم إلى مسألتهم 
واعطاهم ذمته وجدد لم عهده..» ويذكر ابن عذاري في حوادث عام 7"0 ه - 
6-.86م فقرات من كتاب الأمير عبد الرحمن بن الحم لأهل جزر البليار جواباً على 
استرحامهم به ومناشدتهم له تجديد عهده لهم يتضح من مضمونها نص كتاب أهل جزر البليار 
لأمير الأندلس وما تعرضوا له من عقوبة رادعة وما تعهدوا بتنفيذه من التزامات كانت كثابة 
تجديد لالتزاماتهم السابقة في العهد الثاني" , 

وفها يلي الفقرات التي ذكرها ابن عذاري من كتاب الأمير عبد الرحمن بن الحم لأهل 
البليار : « أما بعد فقد بلغنا كتابكم تذكرون فيه أمرم وإغارة المسلمين الذين وجهناهم إليم 
لجهادم وإصابتهم ما أصابوه من ذراريم وأموالم والمبلغ الذي بلغوه منكم وما أشفيتم عليه من 





. 4 ابن حيان : المقتبس . تحقيق د.جمود علي مكي . ص‎ )١( 


00( ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص86 . 


”3ع 


الهلاك . وسألتم التدارك لأمرم وقبول الجزية منك وتجديد عهدم على الملازمة للطاعة 
والنصيحة للمسلمين والكف عن مكروههم والوفاء ما تحملونه عن أنفسك . ورجونا أن يكون فيا 
عوقبتم به صلاحم وتمعك عن العود إلى مثل الذي كتتم عليه. وقد أعطينام عهد الله 
وذمته.. كن » ويتضح من هذا النص ما بلي : 

أ- ما أصاب أهل البليار من خسائر في الأموال والأرواح حتى أشرفوا على الملاك , مما 
أجبرهم على التسلم واستجداء الأمير عبد الرحمن بن الحم العفو عنهم وتجديد عهده لهم . 

ب- إن تعهد مرسلي الكتاب لأمير الأندلس بالطاعة نيابة عن الجماعة يدل على وجود 
شخصيات ذات نفوذ تتمتع بسلطات واسعة على جميع سكان جزر البليار وقد يكونون عدداً من 
أساقفة هذه الجزر وزعمائها الدينيين النين كانوا يشرفون على شئون الطوائف”'' ويتمتعون 
بالسلطتين الروحية والزمنية ويبيمنون على الحياة العامة في جزر البليار مما أوجد تقاسكاً 
قوياً بين السكان في مواجهة الحملات البحرية الإسلامية عبر عهود طويلة'"". 

ج- تقائل بنود العهد « الثالث » التي ذكر ابن عذاري بعضاً منها وهي دفع الجزية , 
االملازمة للطاعة والنصيحة للمسلمين والكف عن مكروههم والوفاء بالعهد مع بنود العهد 
« الثاني » لأنها بمثابة تجديد لها '' كما تتائل كذلك نصاً وروحاً مع بنود العهد الذي وقعه عبد 
العزيز بن موسى بن نصير مع أهل تدمير'”' ؛ وإن صحت الفرضية الآنفة الذكر بأن العهد الأول 
بين المسلمين وأهل جزر البليار الذي م تصلنا نصوصه ياثل العهد بين المسلمين وأهل تدمير”"» 
فمعنى ذلك أن جميع نصوص العهود الثلاثة الأولى بين المسلمين وأهل جزر البليار متائلة إلى 


وهكذا جنح أهل جزر البليار للسل ؛ وظلوا على العهد حتى وفاة الأمير عبد الرحمن بن 
الحم وتولية ابنه حمد بن عبد الرحمن 578 ه - 807 م بعد ثلاث سنوات من دخوهم في عهد 
ثالث مع المسلمين'"'. 
)١(‏ المصدر السابق نفس الصفحة. 
(') روسليو بوردوي: العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص57 . 
(5) المرجع السابق؛ 5١‏ . 
(؟) ابن حيان : المقنبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص 4 . 
وابن عذاري : البيان المغفرب. ج؟. ص 46. 
(5) العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص4 -6. 
والحميري : الروض المعطار. ص؟؟١‏ . 
(1) روسليو. بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص 4ه . 
(1) ابن عذاري : البيان المغرب, ج؟ . ص50 . 5ه. 


26 


البليار في عهد الأمير جمد بن عبد الرحمن 


يحيط الغموض بتاريخ جزر البليار في هذه الفترة . ولم يرد لها أي ذكر في جميع المصادر 
والمراجع التي تمكنت من الاطلاع عليها حتى عام 556 ه - 805 م الذي اغار فيه النورمان 
على هذه الجزر وأوقعوا فيها دماراً مروعاً وأخذوا عدداً كبيراً من أهلها أسرى؛ بعد أن 
استصفوا ثرواتها وهم في طريقهم إلى جنوب بلاد الفرنجة وساحل إيطاليا الغربي'" بعد 
إغارتهم على سواحل الأندلس الغربية والجنوبية والشرقية وعلى ثغر نكور في شمال المغرب 
الأقصى » حيث عاثوا 0 وقتلاً ونيا تامزا سنة 510 هاع ووم" .ولا نجد أي إشارة 
لاجتياح النورمان ثانية للبليار أثناء عودتهم من لاتهم البحرية الواسعة النطاق على ثغور 
جنوب بلاد الفرنجة وساحل ايطاليا الغربي » ويقول ابن حيان في هذا الصدد « .. ثم تقدم 
الجوس «النورمان » إلى افرنجة فشتوا فيها وأصابوا الذراري والأموال وتغلبوا على مدينة 
سكنوها حتى انصرفوا إلى ريف الأندلس .وقد ذهب من مراكبهم أكثر من أربعين » فلقيتهم 
المراكب التي كان قد أعدها لهم قرقماشيش بن شكوح وخشخاش ومعهما نم النقط وأصئاف 
العدة البحرية والرماة. . والنشاب.. فأصابوا مركبين من مراكبهم في ريف شذونة فيها أموال 
كثيرة وأنتعة ؛ وصدمهم ابن شكوح وخشخاش صاحبه رئيسا أسطول السلطان « محمد بن عبد 
الرحمن » وقاتلاهم حتى غلباهم على مركبين آخرين فأحرقاهما بجميع ما فيهما . فحمي الجوس 
« النورمان » عند ذلك على خشخاش وأحدقوا به وصادمهم بصدر مركبه حتى استشهد.. » 
وننيخة لهذم القاومة الضازية من الأساطيل الأندلسة تراجعت“ فلول أسطول التورمان عن 
سواحل بلاد الأندلس'"' وعبرت مضيق جبل طارق في طريقها إلى قواعدها في بريتافي في شمال 


. 5١ - ٠١ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )١( 

ود . سعيد عاشور: اوروبا العصور الوسطى. ج١١‏ . ص 544 - 516 . 

وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 55١‏ . 

وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس . ص ١10‏ . 

ودومينك أورفوي : الحياة العقائية والروحية لمسلمي البليار. ص87 . مجلة الأندلس » العدد 307 , سنة 
5 
(؟) ابن القوطية : تاريخ افتتاح الأندلس . ص48. 

وابن حيان: المقتبس . تحقيق د. مود علي مكي ص8١‏ -5"05. 

والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص8١5-1١1.‏ 

وابن عذاري : البيان المغرب. ج؟ . ص51 - 57 . وابن الأثير: الكامل ج/اء ص١5‏ . والحميري : 
الروض المعطار: ص ”55 و5لاه - لالاة. 

وابن خلدون: العبرء ج؟ . ص 584. 
(؟) ابن حيان: المقنبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص08" - 5.”. 


7ع 


غرب بلاد الفرنجة سنة 548 ه - 835م'' .وبعد انسحاب النورمان من الحوض الغربي للبحر 
المتوسط يعود الغموض يخم من جديد على تاريخ جزر البليار. وفجأة ودون أي تمهيد أو 
مقدمات يذكر مد الزهري في كتابه الجغرافية خبرا غريبا يدعو للدهشة وهو فتح البليار 
«للمرة الرابعة » في عهد الأمير سمد بن عبد الرحمن دون أن يذكر تاريخ هذا الفتح والأسباب 
الى أدت إلى حصوله!" . 


الفتح الإسلامي الرابع للبليار 

في عهد الأمير جمد بن عبد الرحمن 

يذكر صاحب كتاب الجغرافية النص الفريد التالي عن فتح جزر البليار « للمرة الرابعة » 
عند حديثه عن مدينة ميورقة يقول فيه « وني هذه المدينة أعاجيب البناء » فيها برج عظم على 
حافة البحر يكشف على مسافة يومين في البحر . وفيها المعقل العظم المشيد الذي ليس في معمور 
الأرض مثله » وهو الحصن المعروف بحصن الأرون . وقد ذكر أهل ميورقة أنه لما فقتحت هذه 
الجزيرة في مدة مد بن (عبد الرحمن) الأمير الخامس من بني أمية في الأندلس أن الروم بقوا في 
هذا الحصن بعد أخذها مُانية أعوام وخمسة أشهر ء لا يقدر عليهم أحد حتى نفد ما كان عندهم 
من الطعام : فعند ذلك عبطوا : وهذا الحصن قد ارتفع في الحواء من حجر صلد في رأسه عين 
ماء سائلة.. »'". يتضح من هذا النص ما بلي : 

أحياق جزيزة 'نورقة #وملحتاتا © قن متحت للثرة الزابعة: فإن ضحت هذه الرؤاية 
فمعنى ذلك أن أهل جزر البليار قد نقضوا العهد للمرة الثالثة في عهد الأمير شمد بن عبد 
الرحمن . فما سبب هذا النقض المفترض: للعهد؟ ومق كان تاريخ الفتح « الرابع »؟ لم يزودنا 
الزهري الذي انفرد بهذه الرواية بأي إجابة على هذه التساؤلات . ونظراً للاضطراب الذي 
يعتري هذا النص فإننا نتساءل ما إذا كان من الممكن أن تكون رواية الزهري تتعلق بالفتح 
« الثالث » هذه الجزر 78 ه - 848 م في عهد الأمير عبد الرحمن بن الحم؟ 

إننا:تتسد ذلك نظرا لآن من الثات .من نصادرنا الإسلامية أن الأمين عبد الزحن ين 
الحم قد ملح أهل هذه الجزر بعد عام واحد من فتحها للمرة الشالثة سنة 
60" ه- 65م - .286 م « العهد الثالث » الذي سبق ذكره بعد أن أشرفوا على الملاك 





(1) د . سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١‏ . ص 740 . 
)١(‏ جمد الزهري : كتاب الجغرافية. ص9؟١.‏ 
(؟) نفس المرجع السابق ونفس الصفحة. 


0ع 


واستجاب لاستفائتهم به''' وهذا مما يتنافى مع ما ذكره الزهري عن مقاومة أحد حصون 
ميورقة ما يزيد عن كانية اعوام. 

ويرجح المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي بأن رواية الزهري تتعلق بأحداث الفتح النهائي 
اللاحق لهذه الجزر في عهد الأمير عبدالله بن مد بقيادة عصام الخولاني 55١‏ ه -8.وم! 
ولكن رواية ابن خلدون الفريدة عن هذا الفتح المشار إليه تؤكد بأن حصار ميورقة لم يستغرق 
من القائد عصام الخولاني سوى فترة وجيزة حيث أنه يقول « فحاصرها أياماً وفتحوها حصناً 
حصناً إلى أن كمل فتحها.. » مما ينفي نفياً قاطعاً أي علاقة لرواية الزهري عن فتح جزر 
البليار بعد مقاومة ضارية بالفتح النهائي اللاحق الذي لم يستغرق سوى أيام معدودات7". 


وبناء على ما سبق ذكره فليس أمامنا إلا أن نقبل رواية الزهري على علاتها بالرغم من أنه 
أمر يدعو للدهشة حقاً أن يقوم أهل البليار بالثورة على الإمارة الأموية في الأندلس بعدما 
تعرضوا له في عهد الأمير عبد الرحمن بن الحم من سبي وقتل حتى أشرفوا على الحلاك لولا 
صفحه عنهم وتجديده عهده لم 584 - 78 ه - 458 - .80 م') وبعدما تعرضوا له من إبادة 
وأسر جماعي من قراصنة النورمان 7460 ه ع 9م" .وأكثر من ذلك كله هو أن يتحدى أهل 
البليار الإمارة الأموية تحدياً صارخاً في وقت كانت فيه الأساطيل الأندلسية في ذروة قوتها 
وتتجول قطعاتها على طول السواحل الأندلسية «ما بين حائط افرنجة في الشرق إلى حائط 
جليقية في الغرب .. »'' . وكان الأمير حمد بن عبد الرحمن « شديد الاستخبار عن الثغور 
والتطلع إلى ما يحدث فيها وإرسال البعئات للبحث عن مصالحها.. »'"' . فكانت لا تجري 
ببحر جارية إلا عن معرفته وتحت إشرافه. . »!*) لاهتامه بشئون البحر والعناية بدور الصناعة 
وبناء الأساطيل وتجنيد غزاة البحر والمتطوعة في أساطيل الإمارة أسوة بما كان يتبعه والده 





. 14 - ابن حيان: المقتبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص؟‎ )١( 
.86 وابن عذاري : البيان المفؤب. ج؟ . ص‎ 

)١(‏ روسليو بوردوي : العصور الأُظلمة في تاريخ ميورقة. ص37؟. 

(؟) ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص87" . 

(5) ابن حيان: المقنبس . تحقيق د. مود علي مكي . ص؟ - 1 . 
وابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص86 . 

(6) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١5-؟5.‏ 

(3) ابن حيان: المقنبس ٠‏ تحقيق د. مود علي مكي . ص 2ه0”. 
وابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ . ص55. 

(1) ابن حيان: المقتبس . تحقيق د. ود علي مكي . ص19 . 


(8) المصدر السابق. ص8١‏ - ١١54‏ وحاشية «؛ ». ص*"١1.‏ 


«ذو,> 


بهذا الثأن'''. خاصة بعد إعلان بجانة كبرى قواعد غزاة البحر ومحارسها في جنوب شرق 
الأندلس عن طاعتها له 07١‏ ه - 886 م ومناشدتهم إياه « أن يسجل لرجل منهم ويعقد له 
بالتأمير عليهم وعقد لهم ما أرادوا .. »''' وولى عليهم والياً منهم هو عمر بن أسود الغساني الذي 
ظل يدين له بالطاعة ويعلمه عن كافة النشاطات البحرية على طول ساحل الأندلس الشرقي '"". 


ب- يتضح من نص الزهري مدى حصانة مدينة ميورقة العاصمة . وأن وجود برج فيها 
يكشف السفن المعادية على مسافة يومين في البحر . وتحصينات هائلة كحصن الأرون يدل على 
وجود سلطة عليا وحكومة مركزية تتمتع بالاستقلال إلى حد كبير مما مكنها أن تبني هذه 
الأبراج والحصون في وقت كانت تعقد فيه باتفاقات مع الإمارة الأموية وفقاً لنصوص العهد 
« الثالث » الآنف الذكر الذي عقده الأمير عبد الرحمن بن الحم مع تمثلي هذه الجزر 
ول مع حكو لقو 


ج- إن وجود تحصينات هائلة في جزيرة ميورقة كحصن الأرون" وبرج الاستطلاع 
الشامخ الذي يكشف السفن على مسافة شاسعة يدل على وجود تنظيات عسكرية وإدارية 
دقيقة . وعلى ما كانت تتمتع به جزر البليار من ثروات وافرة وازدهار اقتصادي مما مكن 
أساقفة هذه الجزر ورؤساء الطوائف الدينية فيها الذين كانوا يشرفون آنذاك على شئون 
الحم”" من بناء مثل هذه الحصون ذات التكاليف الباهظة ودفع نفقات حامياتها العسكرية 
الكبيرة . كما أن وجود مثل هذه المعاقل والحصون والأبراج ومقاومتها ما يزيد عن مانية أعوام 
كما يقول الزهري تدل على أن رواية « مدونة سان سابستيان اللاتينية » عن إخلاء جزيرة 


. 1١5 والعذري : نصوص الأندلس » ص‎ , 5١١ ابن حيان: المقتبس ؛ تحقيق د. مود علي مكي . ص‎ )١( 
.1٠١4- 3١" وابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص‎ 
وص /ا67.‎ 8٠١-94 الحميري: الروض المعطار. ص‎ )١( 
. 19/4 وحاشية‎ ١71 - ١7 تحقيق د. مود علي مكي . ص‎ ١ ابن حيان : المقتبس‎ 6 
. ابن عذاري : البيان المغرب » ج؟ . ص86‎ (0 
(ه) حصن الأرون 0,هاه : كشفت الحفريات في ألارو: هاه عن وجود تحصينات منيعة تقوم على أسس‎ 
رومانية قدية وعن بقايا خزفية تدل دلالة واضحة على أنه كان في هذا الموقع تجمع روماني الأصل , سكنه بعد‎ 
ذلك المسلمون بعد تكييفه حسب ظروفهم الخاصة واحتياجاتهم الدفاعية (روسليو بوردوي : العصور المظلمة في‎ 
تاريخ ميورقة . ص55).‎ 

وظل حصن الأرون 12:0ه من أشد معاقل جزيرة ميورقة حصانة طيلة عهودها الإسلامية وقد صمد 
لحصار كمانية شهور في مواجهة آخر الحملات الصليبية على ميورقة وم يسقط إلا نتيجة لخيانة ابن عابد عامل 
بلانسه لا هد .1158م 

8 .م رهعممم لآ 0هة معممزة11 1ه لإرماك عط1 مقط مك3 .ظ. كامعمعلت 


إل روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص؟5 .2 90 58. 


0/9 


ميورقة من سكانها بالقوة المسلحة من قبل قراصنة النورمان في غارتهم البحرية على البليار 
6 ه - 405 مء رواية مبالغ فيها إلى حد كبيرا'' .وعلى أي حال فإن صحت رواية الزهري 
عن الفتح الإسلامي « الرابع » للبليار في عهد الأمير عمد بن عبد الرحمن فالأرجح أنه كان بعد 
عام 73 ه- 8760 م الذي نشبت فيه الفتن الداخلية في بلاد الأندلن وظلت ستعرة حق 
وفاته في */؟ ه > 483 م'" في وقت كانت فيه الإمارة الأموية في الأندلس تتصدى لعدوان 
الإمارات والممالك الاسبانية المسيحية في شمال شبه جزيرة أيبرية!") 


وربما تكون البابوية التي كانت تتعرض ممتلكاتها في إيطاليا إلى الغارات البحرية 
الأندلسية » قد قامت بتحريض أهل جزر البليار على نقض العهد مع المسلمين والاعتداء على 
سفنهم مما عرضهم إلى نقمة الأمير جمد بن عبد الرحمن وفتح جزرهم عنوة «للمرةالرابعة », 
خاصة وأن رومة كانت تتعرض إلى خطر الاجتياح في سنة 869 ه - 275 م مما اضطر البابا 
يوحنا الثامن أن يدفع لغزاة البحر الأندلسيين مائة ألف مثقال من الذهب مقابل انسحابهم من 
ضواحي روما . وتوقع هذا البابا أن يجد عوناً من شارل الأصلء 0906© 1.6 165ئة8© ملك بلاد 
الفرنئجة لإنقاذه من هذا الخطر الداهم وتخليصه من دفع الجزية لغزاة البحر الأندلسيين فقام 
بنتويجه امبراطورا في روما سنة 5 ه - 220 م ولكنه لم يجد البابوية نفعاً فقد كان معدوم 
الكفاءة يحم بلاداً مزقتها الحروب والمنازعات وتوفي في سنة ١10‏ ه - 4177م دون أن يقدم أي 
عون للبابوية''' نظراً لأنه كان يرتبط بعقد صلح مع الأمير جمد بن عبد الرحمن » وكانت بينهنا 
مراسلات ومهاداة أشارت إليها العديدة من مصادرنا ودعته باسمه الفرنجي مصحفاً« قرولش » * 
علاناهط0) عنآ 00 


ومهما يكن الأمر فقد توفي الأمير مد بن عبد الرحمن 577 ه - 883 م وخلفه ابنه المنذر 
الذي م يطل حكمه فقد توفي سنة 1760؟ ه 888 م وهو يحاصر معاقل عمر بن حفصون كبير 
العصاة في جنوب شرق الأندلس وتولى الإمارة من بعده أخوه الأمير عبد الله بن مد والفتنة 


. 55 - 5١ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )١( 

(؟) ابن عذاري: البيان المغرب. ج؟ ء ص؟١٠‏ وما بعدها. 

(5) ابن الأثير: الكامل: جلاء ص5١ .11١١-‏ 
والمقري : نفح الطيب . ج١‏ . ص 451 . 

(4) د. طرخان: المسلمون في أوروبا. ص 156-١514‏ . 

(6) ابن حيان : المقتبس ١‏ تحقيق د. مود علي مكي . ص 15١-1١.‏ , 
وابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ .: ص 18٠‏ . 


0 


على أشدها في بلاد الأندلس”" . وفي عهده قتحت جزر البليار « للمرة الخامسة » واستقرت فيها 
دعائم الحكم الإسلامي بعد مرور حوالي مائتي عام على فتحها الأول7. 


البليار قبيل الفتح الإسلامي الخامس والأخير 

إن من الظواهر التي تلفت النظر حقاً هو أن الفتح الخامس والأخير للبليار وتوطيد دعام 
الإسلام فيها وضمها نائياً لحظيرة الإمارة الأموية في الأندلس» تم في فترة بلغت فيها هذه 
الإمارة ذروة الضعف والتمزق في عهد الأمير عبد الله بن مد الذي « امتلأت الأندلس في أيامه 
بالفتن وصار في كل جهة متغلب »'".. « وتألب أهل الشرك ومن ضاهاهم من أهل الفتنة على 
أهل الإسلام الذين صاروا بين قتيل ومحروب .. وانقطع الجهاد إلى دار الحرب وصارت بلاد 
الأندلس الثغر الخوف .. »”' . ويمكن تعليل هذه الظاهرة بأن جميع الذين قاموا بفتح جزر 
البليار « للمرة الخامسة » في عام 55٠.‏ ه-5.8 .م الذي بلغت فيه الإمارة الأموية في 
الأندلس ذروة الانهيار . كانوا كما يقول الدكتور حسين مؤنس من المتطوعة والمرابطة 
والجاهدين . . « النين استنفرهم الأمير عبد الله بن مد من ثغور الأندلس الشرقية التي كانت 
تدين له بالولاء'”' .كانت جزر البليار قبيل فتحها النهائي تعيش في ظل نظام شبه مستقل 
وتخضع سياسياً للإمارة الأموية في الأندلس!"' وفق عهد « رابع » م تصلنا نصوصه بعد فتحها 
« للمرة الرابعة » في عهد الأمير جمد بن عبد الرحمن/*' .لهذا كان غزاة البحر من ثغور الأندلس 
الشرقية يجدون في هذه الجزر كافة التسهيلات البحرية ويلجأون إليها عند الخطر ويبقون فيها 
كما يشاؤون بين أهلها من المعاهدين دون أن يعترضهم معترض" . 
* وبالرغم من تبعية البليار السياسية للإمارة الأموية في الأندلس قبيل فتحها «الخامس » 
والأخير إلا أنها كانت من الناحية الكنسية تتبع لأبرشية جرندة «8ده,66» في الثغر الإفرنجي 
« إمارة قطلونية » ؛ويتضح ذلك من مرسوم بابوي صدر في عام ١10‏ ه - 888 م ورد فيه اسم 





)00( ابن عذاري : البيان المغرب . ج” . ص7١1- .315٠١‏ 
)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج؟. ص08" . 
(؟) ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس. ص5 . 
والحميدي: جذوة المقتبس » ص١١‏ . والضبي : بغية الملتسس . ص5١‏ . 
(١‏ ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص ١5١‏ . 
(4) ابن خلدون : العيرء ج؛ . ص 508 . 
(3) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .11١5- 1١6‏ 
00 دومنيك اورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار؛ ص27 - 88 . 
(ه) مد الزهري : كتاب الجغرافية . ص ١١9‏ . 
لق ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص07" . 


م١‎ 


جزيرتٍ ميورقة ومنورقة كأسقفيتين تابعتين لأبرشية جرندة''' .ويعود الفضل الأول في الفتح 
النهائي لجزر البليار لغزاة البحر الاندلسيين الذين غطى نشاطهم البحري العام الحوض الغربي 
للبحر المتوسط في عهد الأمير عبد الله بن مد الذي كانوا يدينون له بالولاء'". 


النشاط البحري الأندلسي 

في عهد الأمير عبد الله بن عمد 

بالرغم من خروج معظم أقالم الأندلس عن طاعة الإمارة الأموية في عهد الأمير عبد الله بن 
عمد'"! إلا أن عهده تميّز بنشاط بحري واسع النطاق نظراً لولاء الثغور الأندلسية التالية 
وقواعد غزاة البحر فيها للإمارة الأموية : 

أ- الثغر الأعلى وقواعدهالبحرية الكبرى 

استغل الأمير عبد الله الصراع على السلطة في الثغر الأعلى بين أسرة تجيب العربية ذات 
النفوذ الواسع وبني فرتون أقوى الأسر المستعربة في فرض هيمنة على الإمارة الأموية على هذا 
الإقلم الاستراتيجي , فما إن أعلن مد بن عبد الرحمن التجيبي خضوعه للإمارة الأموية حتى 
استجاب الأمير عبد الله إلى طلبه وولاه عاملاً على سرقسطة كبرى قواعد الثفر الأعلى وظل 
على الطاعة . إلى ما بعد وفاة عبد الله » كما ولى على تطيلة وطرسونة من قواعد الثغر الأعلى 
لب بن مد بن فرتون ليضمن ولاء كلتا الأسرتين ويضرب إحداهما بالأخرى إن خرجت على 
الطاعة ". 

وفي شعبان سنة ١10‏ ه - ديسمبر 888 م وهي السنة الأولى من ولاية الأمير عبد الله . ناشد 
أهل طرطوشة « قاصية الثغر الأعلى »». وقاعدته البحرية الكبرى الأمير عبد الله أن يولي 
عليهم عاملاً من قبله فاستجاب لمطلبهم وولى عليهم عبد الح بن سعيد بن عبد السلام '”'. وفي 
ذي الحجة 578 ه - 8451 م ولى الأمير عبد الله على مدينة طرطوثة « قاصية أرض الأندلس 
الشرقية » أبا عمان عبد الله بن عمد بن أبي عبده مكان عبد الحك بن سعيد بن عبد السلاء9 


. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص50‎ )١( 
. 27 2 ابن حيان : المقتبس » تحقيق ملشور أنطونيا. ص87‎ )0( 
.11١5-11١6 ود . حسين مؤْنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط , ص‎ 
.58 - ١؟ ابن حيان: المقتبس . تحقيق ملشور أنطونيا . ص‎ )5( 
وما بعدها.‎ ١5١ ابن عذاري: البيان المغرب . ج”؟ . ص‎ 
.5١- ١1ص ابن حيان: المقنبس . تحقيق ملشور أنطونيا.‎ ):( 
. 45 - والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص07"‎ 
. ابن حيان : المقتبس . تحقيق ملشور أنطونيا. ص01‎ )5( 
.٠١5ص المصدر السابق.‎ )5( 


م8 


وظلت طرطوثة كبرى قواعد الثغر الأعلى البحرية على ولائها للإمارة الأموية طيلة عهد 
الأمير عبد الله بن عمد . وكان عاملها في أول مرسوم بعمال الأندلس ذكره ابن حيان» في عهد 
عبد الرحمن الناصر لدين الله . الذي تولى حك الأندلس بعد وفاة جده الأمير عبد الله بن حمدء 


هو عثان بن عبد الله بن مد بن أبي عبده". 


ب - بجانة ومحارسها ورباطاتها في جنوب شرق الأندلس 

في السنة الأولى من ولاية الأمير عبد الله بن حمد سنة 5070 ه- 888 م جدد البحريون في 
بجبانة ولاءهم للإمارة الأموية وناشدوا الأمير عبد الله أن يسمح لهم بالتوسع في العمران في بجانة وما 
حوها وأن يولي عليهم رجلاً منهم اختاروه بأنفسهم'" يدعى عبد الرزاق بنعيسى »اشتهر بحسن 
سيرته وحزمه. ونظرا للدور الام الذي كانت تقوم به بجانة ورباطاتها ومحارسها في النشاط 
البحري الأندلسي وفي الدفاع عن ساحل الأندلس الشرقي فقد استجاب الأمير عبد الله بن عمد 
إلى مطلب البحريين في هذه القاعدة البحرية الكبرى . « وكان ذلك من أعظم أسباب اجتاع 
الناس إلى بجانة من الآفاق واغتباطهم بحلولها وسكونها إلى ضبط أميرها عبد الرزاق لحمايته 
للأموال وسعيه في توسعة العمارة.. »'"'.وفي فترة ولايته ازداد العمران في بجانة وما حولا 
لتكاثر الوافدين إليها من ثتى أنحاء الأندلس . وبلغ عدد حصونها قرابة العثرين حصنا . من 
أهمها وادي بجانة والحامة والخابية ومرثانة وعالية وبني طارق وحصن ناشر.. « حموها 
وأوطنوها ء هم ومن نزل بم »وججساءهم الناس من كل جانب وأمئوا عندهم وكثروا 
ببلدهم .. »!'' .وكانت المرية من أعظم رباطات بجانة ومحارسها . ونظراً لموقعها الحصين فقد 
“أضبحت منذ عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر كبرى تغور الأندلس البحرية ).وما عزز النشاط 
البحري الأندلسي في ثغور الأندلس الشرقية خاصة في بجانة وما حوها لجوء أعداد كبيرة من 
الأندلسيين من ثتى أنحاء الأندلس إلى هذه الثغور . ويقول الحميري بهذا الصدد عند حديثه عن 
بجانة ما يلي : « .. فأمها الناس من كل جهة وانجفلوا إليها من كل ناحية فارين من الفتن التي 
كانت إذ ذاك شاملة » فكانت أمناً لمن قصدها وحرماً لمن لجأ إليها . وكانت الميرة تجلب إليها من 
«عدوة المغرب » وكذلك ضروب المرافق والتجارات . وكان ذلك من الأسباب الداعية إلى 
قصدها واستيطانها.. » .وظلت بجانة على ولائها للأمير عبد الله بن حمد ولحفيده عبد الرحمن 





. 507 ابن حيان : المقنبس «الجزء الخامس » نشثيرة: ب . شلميتا - ف كورينطي م. صبح . ص‎ )١( 
. ابن حيان: المقتبس . تحقيق ملثور أنطونيا. ص87‎ )١( 
. المصدر السابق: ص88‎ )( 
نفس المصدر. ص67.‎ )4( 
. العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص85‎ )0( 
. 078 - 6” والحميري : الروض المعطار. ص‎ 


47م 


الناصر من بعده'''. وم يتوقف نشاط غزاة البحر في ثغور الأندلس الشرقية وعلى رأسها بجانة 
عند حد التجارة بل تجاوز ذلك إلى إنشاء عدد كبير من القواعد البحرية في سواحل الحوض 
الغربي للبحر المتوسط وجزره كان من أشهرها في الال الإفريقي عرمق اتنتن  !:!‏ وفريق 
الدجاح !") ومرسى توية ومردى انرز" ومرئنى :ومراان 1*7 كنا استقر هؤلاء الغزاة في إقلم 
البروفانس في جنوب شرق بلاد الفرنجة واتخذوا من معقل فراكسنت )©مناة:7 على خليج سان 
تروبيز 70562 588 قاعدة كبرى لغزواتهم البحرية لموقعها الحصين في ذروة جبل أطلق عليه 
الفرنجة اسم جبل موروس 00 أي « جبل المسلمين »عوكان ذلك ما بين عامي 
5078-5 ماد حلدود- أحوم! “.وقد أطلق المؤرخون والجغرافيون المسلمون على هذا الجبل 
الحصين اسم « جبل القلال » . وقد وصفه الأصطخري بالمنعة وأنه كان بمثابة معقل للمسلمين في 
« وجوه الإفرنجة لا يقدر عليهم لامتناع مواضعهم »!"'.ويضيف ابن حوقل إلى ذلك قائلاً 
« ولجبل القلال الذي بنواحي إ فرنجة بأيدي الجاهدين دعارة ور وار رامن تعونت من لا 
إليهم فلما وقع إليه امسليون عمروه وصاروا في وجوه الوفر نجة 4 * .ويحدد ياقوت الحموي موقع 
0 0 بأنه بمحاذاة لمبارديا « الإنكبردة » في شمال إيطاليا وهو تحديد صحيح من الناحية 
الجفرافية!؟ '. ويوضح المؤرخ الفرنسي رينو سبب تسمية هذا الجبل باسم « القلال » قائلاً بأ 
ذلك يعود إلى الشكل الهرمي لهذا الجبل ولكونه سلسلة وعرة بعضها أعلى من بعض'". 
وقد صحف المؤرخون المسلمون اسم فراكسنت اللاتيني إلى « فرخشنيط »!" وأصبح هذا 
المعقل الخطير بعد فتح جزر البليار واستقرار دعاتم الإسلام فيها عملاً من أعمال جزيرة ميورقة 
وارتبط بتاريخ البليار””. وقد أثار النشاط البحري الأندلسي في الثغور الأندلسية الشرقية 
قلق الفرنجة في الثغر الأعلى الفرنجي « إمارة قطلونية » , لهذ قام شنيرء قومس « أنبوريش » في 
عام 507 ه - 50 م بالإغارة على ثغر بجانة .وبالرغم من أن بجانة كانت تتعرض آنذاك إلى 





. الحميري: الروض المعطار. ص76‎ )١( 

(') البكري: المغرب في جغرافية إ فريقية والمغرب . ص .3١‏ 

(؟) المصدر السابق. ص56 . 

(4) نفس المصدر ص00. 

(5) نفس المصدر ص .7١‏ 

(1) شكبب أرسلان - تاريخ غزوات العرب - رينو - ص ه١٠‏ - 50٠8‏ . وكيلر : ص7”.07 - 57608 , 
(0) أبو اسحق إبراهم مد الفارسي الاصطخري : المسالك والممالك . ص١0‏ . 
(4) ابن حوقل : كتاب صورة الأرض . ص 1١84‏ -186. 

(9) ياقوت الحموي: معجم البلدان؛ ج١‏ . ص *50 . 

. 518 - شكيب أرسلان - تاريخ غزوات العرب - رينو - ص /ا.؟‎ )٠١( 
. 105 ابن حيان : المقنبس . ج08 . ص‎ )1١( 

.186- 1١84 ابن حوقل: كتاب صورة الأرض ص‎ )١١( 


4م 


هجوم بري من قوات سعيد بن حودى أمير العرب في البيرة ؛ إلا أن غزاة البحر تمكنوا من صد 
المجومين وانسحب شثنير «267ا8» على رسن أسطوله المكون من حمس عشرة سفينة بعد عقد 
متاركة بين الطرفين!'' . وقد انتقم حماة الثغر الأعلى الإسلامي لهذه الغارة على يد لب بن حمد 
عامل تطيلة وطرسونة الذي أغار على برشلونة وأحرق حصن أورة بعد أن هزم غيفريد 
« ويفير يدو » والد شنير قومس الثغر الفرنجي « أمير قطلونية » وأصابه بجراح خطيرة توفي 
على أثرها وخلفه ابنه شئير 584 ه - 07م م'"!؛ وقد وصل نشاط غزاة البحر الأندلسيين إلى 
ذروته في عهد الأمير عبد الله بن حمد في عام 54٠0‏ ه -505 م الذي تحقق فيه أعظم إنجاز في 
عهده على يد غزاة البحر والمتطوعة والمرابطين ‏ وهو الفتح النهائي لجزر البليار وضمها لحظيرة 
الدولة الأموية في الأندلس'"! . 





. 84 ابن حيان : المقتبس ». تحقيق ملشور أنطونيا. ص‎ )١( 

. ١5ص المصدر السابق‎ )١( 

(6) ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص5685 . ود . حسين مؤّنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط 
ص6١15-1١1.‏ 


46 


افع راان 


جزر البليار في عهد الدولة الأموية بالأندلس 


4.6 م 1.82 - واءلام 
الفتح الإسلامي الخامس للبليار 


بعد مرور حوالي مائتي عام على الفتح الأول لجزر البليار 5ه ه-8١/ام‏ على يد عبد الله 
ابن موسى بن نصير كما ذكرنا في حينه!'' وبعد أحداث غطت قرنين من الزمان فصّلناها في 
مواضعها . قام القائد عصام الخولاني بفتح هذه الجزر «للمرة الخامسة والأخيرة » في عام 
ه-5.8مء وأصبحت هذه الجزر منذ ذلك الحين بلداً إسلامياً وإقلياً من أقالم الإمارة 
الأموية في الأندلس''' ؛ ونظراً لأن أوضح النصوص وأكثرها شمولاً عن هذا الفتح في المصادر 
التي بين أيدينا هو النص الذي ذكره ابن خلدون, لهذا سنعتمد عليه ونحلله ونعلق عليه 
لتوضيح ملابسات هذا الفتح مع الإثارة عند الضرورة إلى النصوص الأخرى . يقول ابن 
خلدون في نصه المثار إليه ما بلي: 

«كان فتح ميورقة (وملحقاتها) سنة 0٠5؟‏ ه - 50م على يد عصام الخولاني . وذلك أنه 
خرج حاجاً في سفينة اتخذها لنفسه . فعصفت به الريح فأرسوا بجزيرة ميورقة وطال مقامهم 
هنالك . واختبروا من أحوالهم ما أطمعهم في فتحها . فلما رجع بعد فرضه أخبر الأمير (عبد الله 
ابن جمد) بما رأى فيها » وكان من أهل الغناء عنده في مثلها فبعث معه القطائع في البحر ونفر 
الناس معه إلى الجهاد فحاصرها أياماً وقتحوها حصناً حصنا إلى أن كمل فتحها.. .90 . 


0 


)١(‏ تاريخ خليفة بن خياط . ص05" . تحقيق د. أكرم ضياء العمري. 

)١(‏ الحميري : الروض المعطار . ص 517 . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص”*0" (ويذكر د . حسين مؤنس 
بأنه عثر للبكري على نص يقول فيه بأن فتح الجزائر الشرقية « البليار » كان في عهد الأمير عبد الله بن مد 
سابع أمراء المروانيين بالأندلس على يد رجل أندلسي يدعى عصام الخولاني وكان رجال الأسطول والفاتحون 
جميعاً من المطوعة والمرابطة : د . مؤّنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص ؟؟١).‏ ويشير ليفي 
بروفنسال لرواية البكري (تاريخ أسبانيا الإسلامية) ج١‏ . ص 5160 . 

(؟) ابن خلدون: العبر. ج؟ . ص09 . 


هلد 


يتضح من هذا النص الفريد ما يلي : 
أ- أن تاريخ الفتح النهائي لجزر البليار ودخولها حظيرة الدولة الأموية كان في عام 


)00 
لمعو 


ب- كان عصام الخولاني أحد الرؤساء البحريين الجاهدين . ونرجح بأنه أبحر في سفينته 
لتأدية فريضة الحج من إحدى القواعد البحرية في الثغر الأعلى الإسلامي ومن ثغر طرطوشة 
على وجه الخصوص لوقوع ميورقة على الطريق الملاحي بين موانىء الثفر الأعلى وعلى رأسها 
طرطوشة وبلاد المشرق من جهة''. ولوجود أحفاد لعصام الخولاني في الثغر الأعلى وقاعدته 
الكبرى سرقسطة بعد مضي ما يزيد على القرنين على وفاته كأبي الحسن علي بن مسعود بن علي بن 
مسعود بن إسحق بن إبراهم بن عصام الخولاني السرقسطي المتوفى 01 ه - 1١91‏ م!" وأخيه 
عصام بن مسعود المتوفى 075 ه- 1١4‏ م وكانا من كبار القضاة والفقهاء في الثغر الأعلى 
الإسلامي والبليار!" . 

ج - يدل رسو القائد البحري عصام الخولاني في سفينته المتجهة إلى بلاد الشرق ٠‏ في جزيرة 
ميورقة وإطالة بقائه فيها على وجود علاقات ودية بين أهل هذه الجزيرة والبحارة الأندلسيين , 
وإلآ لا اطمأنوا حتى لجرد الرسو فيها فكيف بإطالة الإقامة مما يؤكد وجود «عهد ما » ينظم 
العلاقات بين مسلمي الأندلس وأهل البليار بعد فتحها « للمرة الرابعة » في عهد الأمير مد بن 
عبد الرحن!* . 

د- يتضح من الفقرة التالية من نص ابن خلدون الآنف الذكر « واختبروا من أحواهم ما 
أطمعهم في فتحها » بأن القائد عصام الخولاني ومن رافقه في سفينته من البحارة . درسوا وضع 
جزيرة ميورقة أثناء ! قامتهم فيها وتبين لهم من خلال اطّلاعهم على أحوال أهلها ما شجعهم على 
النطلّع إلى فتحها وضمها إلى الدولة الأموية التي كانوا يدينون لها بالولاء. ورا يكون ما 
شجعهم على التطلع إلى ذلك هو ضعف حامياتها العسكرية وثرواتها الوافرة . ولأهميتها الكبرى 
كقواعد بحرية دائمة للأساطيل الأندلسية . ولوقعها الاستراتيجي الام في مواجهة سواحل 
الأندلس . ولكونها المقر الرئيسي لأساطيل ثغور الأندلس الشرقية المتجهة شرقاً إلى كافة ثغور 
البحر المتوسط . في وقت بلغ فيه نشاط غزاة البحر الأندلسيين إلى ذروته في عهد الأمير عبد 





)0( الحميري : الروض المعطار . ص057 . وابن خلدون : العبر.ء ج؛ . ص58 . 

(0) د. تقي الدين عارف الدوري : صقلية - علاقاتها بدول البحر المتوسط الإسلامية - ص58١.‏ 

(؟) عمد بن مد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكشي : القسم الأول من السفر الخامس لكتابي الموصول 
والصلة . ص 4١08‏ ء ترجمة رقم 741. 

(4) المصدر السابق. ص68١‏ . ترجة رقم .7 . 

(0) جمد الزهري : كتاب الجغرافية. ص 9؟١‏ . 


اام 


الله بن مد وانتشرت قواعدهم البحرية في سواحل بلاد المغرب وجنوب بلاد الفرنجة كما ذكرنا 
في 00 

ه- يتضح من الفقرة التالية من هذا النص.. « فلما رجع (عصام الخولاني) من تأدية 
فرضه أخبر الأمير (عبد الله بن حمد) بما رأى فيها (في جزيرة ميورقة) وكان من أهل الغناء 
عنده في مثلها فبعث معه القطائع في البحر ونفر الناس معه إلى الجهاد .. » بأن عصام الخولاني 
أعلم الأمير عبد الله بما شاهده في جزيرة ميورقة بعد عودته من تأدية فريضة الحج . وأقنعه 
بذرائع استند إليها بضرورة فتح هذه الجزر وسهولة تحقيق ذلك ؛ وربمايكون من بين هذه الذرائع 
نقض أهل هذه الجزر للعهد أو عزمهم على ذلك . وأنهناك خطراً يتهدد المسلمين من بقاء هذه 
الجزر تحت حك أساقفتهاالذين كانوا يخضعون آنذاك لأبرشية جرندة 8م06 التابعة لإمارة 
قطلونية ''' التي كانت تشتبك في تلك الفترة في حروب برية وبحرية متواصلة مع القوات الموالية 
للإمارة الأموية في الأندلس في بجانة والثغر الأعلى الإسلامي". 

ويدل قول ابن خلدون « .. وكان من أهل الغناء!؟» عنده في مثلها.. » بأن القائد عصام 
الخولاني كان مقرّباً من الأمير عبد الله بن عمد وأهلاً لثقته. لما قدمه للإمارة الأموية من 
خدمات كان فيها مخلصاً ونافعاً , لهذا أذن له بفتح جزر البليار تحت عم الإمارة الأموية.. 
« وبعث معه القطائع في البحر ونفر الناس معه إلى الجهاد .. »'* بعد أن تأكد الأمير الأموي 
بالأدلة القاطعة بشرعية هذا الإجراء . لأن العهود في الإسلام تعتمد في إسنادها على كتاب الله 
وسنة رسوله ولا يجوز نقضها إلا بحجج بينة وأدلة قاطعة تؤكد نقض المعاهدين للعهد . دون أي 
عذر مقنع ييرر عملهم'"' . ونظراً لأن معظم بلاد الأندلس آنذاك كانت خارجة عن طاعة الأمير 


. 7١-800 البكري : المغرب في جغرافية إفريقية والمغرب . ص‎ )١( 

وشكيب أرسلان - رينو - تاريخ غزوات العرب. ص .5١8- 5١6‏ 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص١5‏ . 

وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص 255 597 . 
() ابن حيان : المقتبس . تحقيق ملشور أنطونيا. ص84 و75١1.‏ 
(:) الغناء : بالفتح والمد - النفع - (تمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي : مختار الصحاح » ص 185) . 
(5) ابن خلدون : العبرء ج4 ء ص87 . 
() وضع كبار الفقهاء منذ العهود الإسلامية الأولى أحكاماً تتعلق « بالعهد » استنبطوها من كتاب الله وسنة 
رسوله وكان من بين هؤلاء الفقهاء أمام الشام عبد الرحمن بن عمر .لأوزاعي الذي كان يقول بأن نقض الصلح 
مع المعاهدين . . «لا يستقم إلا بأمر يعرف فيه غدرهم ونكثهم . . » وكان الإمام مالك بن أنس يدعو إلى « .. 
عدم التعجل بنقض العهد ومنابذة المعاهدين حتى تتجه الحجة عليهم .. » مستنداً في ذلك إلى قوله تعالى « . 
فأقوا إليهم عهدهم إلى مدتهم .. » (سورة التوبة/آية *) وإلى ما روي عن رسول الله من أحاديث تتعلق بحفظ 
العهد (البلاذري : فتوح البلدان . ص ١1١‏ - ؟1١‏ . والحميري : الروض المعطار : ص 404 ) . وكان أمراء 
الأندلس منذ عهد الأمير هشام بن عبد الرحمن الداخل يعتمدون في إصدار أحكامهم على مذهب الإمام مالك - 


848 


عبد الله بن مد باستثناء العاصمة قرطبة وما حوها وبعض الثغور الشرقية'' فإننا نرجح بأن 
أمير الأندلس استنفر الجاهدين والمتطوعة والمرابطين لفتح جزر البليار في العاصمة قرطبة 
وأرباضها . ومن الثغور الشرقية الموالية للإمارة الأموية وعلى رأسها بجانة ومحارسها 
ورباطاتا''. والثغر الأعلى الإسلامي ''' وكبرى قواعده البحرية في طرطوثة'"'. لهذا كان 
رجال الأسطول والفاتحون جميعاً من المتطوعة والمرابطة والجاهدين .. كما يقول الدكتور حسين 
مؤنس'* كما كان الرعيل الأول من المسلمين الذين استقروا في جزر البليار بعد فتحها النهائي 
من قرطبة وثغور الأندلس الشرقية" . 

و- يتضح من الفقرة التالية لنص ابن خلدون.. « فحاصرها أياماً وفتحوها حصنا حصنا 
إلى أن كمل فتحها.. » بأن عمليات الفتح لم تستغرق فترة طويلة بعد أيام معدودات من 
الحصار ء ويرجّح الدكتور حسين مؤنس وجود جاليات إسلامية في هذه الجزر استقرت فيها قبل 
فتحها النهائ على مراحل'"". 

ولا شك بأن وجود مثل هذه الجاليات كان عوناً كبيراً للقائد عصام الخولاني في فتح جزر 
البليار خلال فترة وجيزة . 

ز- يذكر ابن خلدون في نصه الآنف الذكر فتح جزيرة ميورقة وم يشر إلى بقية جزر 
البليار فهل اعتبرها تبعاً لميورقة كبرى هذه الجزر ومن ملحقاتها؟ 

إن هذا هو ما نرجحه من قراءة النص الكامل لابن خلدون عن هذا الفتح والنصوص 
اللاحقة التي يتضح منها بأنه يعني « الجزائر الشرقية » (البليار) بأجمعها وليس جزيرة ميورقة 
وحدهاء ويؤكد ذلك العنوان الرئيسي في أعلى النص وذكر ولاة جزر البليار واحداً بعد 
الآخر حتى نهاية العهود الإسلامية في هذه الجزر”*' وقد اشبع نفس الأسلوب ابن سعيد المغربي 





- بشكل عام وعلى مذهب الإمام الاوزاعي في المسائل التي تتعلق بأحكام الحرب والجهاد. (د. أحمد مختار 
العبادي : تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى » ص 151414 , 08). 
)١(‏ ابن حيان : المقتبس ؛ تحقيق ملشور أنطونيا. ص ه وما بعدها. وابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ , 
ص١١‏ وما بعدها. 
(0) ابن حيان: المقتبس . تحقيق ملشور أنطونياء ص07 . 88 والحميري : الروض المعطار ص 8١‏ . 
() ابن حيان : المقتبس ء تحقيق ملشور أنطونيا ص7١‏ , 07٠‏ 51 85, 215503686 
والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء ص50- 88 . 
(4) اين-حيان:«المفتيس + محقيق ملقور أنظوتنا هن 8 0 
(0) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص؟5١.‏ 
(3) دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص87 . 
(1) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص١1‏ . 
(8) ابن خلدون: العبر؛ ج؛ . ص "6" -05" . 


848 


فقد تحت عن ولاة حور (البليار عمد إبثارته لمويرة ميورقة ''" لكرها كبرف هذه الحون وبقية 

الجزر الأخرى تبع لها نظراً لأن جزيرة ميورقة « أمهم وؤليها مع الأيام خراجهم ..» على حد 
زين 

قول الحميري ‏ . 


وهكذا استقر الحم الإسلامي في جزر البليار بعد مائتي عام من الحملات البحرية وتقلّب 
أهلها بين قبول العهد ونقضه » وأصبحت هذه الجزر منذ ذلك الحين معقلاً إسلامياً ف مواجهة 
القوى المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط'"'. 

تمصير البليار وانتشار الإسلام فيها 


استقر الح الإسلامي في جزر البليار بعد فتحها « للمرة الخامسة والأخيرة » على يد القائد 
البحري عصام الخولاني 75٠‏ ه - 508 م وأصبحت إ قلا إسلامياً يتبع مباشرة لحكومة قرطبة , 
وولّى الأمير عبدالله بن عمد . عصاماً الخولاني عاملاً عليها ؛ويقول ابن خلدون بهذا الصدد . . 
«وكتب عصام بالفتح إلى الأمير عبدالله فكتب له بولايتها فوليها عشر سنين وبنى المساجد 
والفنادق والحمامات .. »'' في مدينة اختطها لنفسه واتخذها عاصمة لإمارته على خليج بحري 
واسع في موقع استراتيجي خطيرء على آثار إحدى المدن الرومانية المندثرة » وكان تخطيطها 
يماثل إلى حد كبير تخطيط مدينة بغداد » وقددعيت باسم « مدينة ميورقة » ولا يزال الكثير من 
معاللها حتى اليوم يشكّل الجزء القديم من « بالمادي ميورقة » العاصمة الإ قليمية لجزر البليار'*'. 
وكانت الأغلبية الساحقة من سكان هذه الجزر في بداية الفتح « الخامس » , من النصارى الذين 
كانوا يتبعون كنسيًا أبرشية جرندة « جيرونة » في إقلم قطلونية'''. والى جانب هؤلاء كانت 
هناك جاليات تا يهودية تعيش في هذه الجزر خاصة في جزيرق ميورقة ومنورقة'"' وجماعات 
إسلامية استقرّت فيها على مراحل قبل فتحها الأخير ودخوها في حظيرة الإمارة الأموية'*' 
وازدادت أعداد المسلمين في هذه الجزر . نتيجة لاستقرار المتطوعة والجاهدين النين فتحوا هذه 
الجزر فيها ء ولانتشار الإسلام بين أهلها . ولقدوم جماعات كبيرة من المسلمين إليها بعد فتحها 


3 


. 151 - ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص1735‎ )١( 

(؟) الحميري : الروض المعطار. ص610 . 851 515 . 

(6) دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار؛ ص59 - 54 . 
(:) ابن خلدون: العبرء ج؟ . ص07" . 

(0) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار؛ ص47 . 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص١5‏ . 

(0) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة » ص88 . 

(4) د. حسين مؤّنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط ؛. ص ١5١‏ . 


916 


النهائي من بلاد الأندلس . خاصة من العاصمة قرطبة ومن ثغور شرق الأندلس''' ؛ وقد وصل 
عدد الملممين في جزر البليار بعد عشر سنوات من فتحها وقصيرها « ٠٠١‏ ه - 5١١5م‏ » إلى 
حد مكنهم من القيام بأنفسهم باختيار أميرهم « عبدالله بن عصام » . وقد أقرّهم الأمير عبدالله بن 
عمد على اختتيارهم''' :ونظراً لحاجة المسلمين النين تكاثروا في جزر البليار إلى من يقضي بينهم 
فقد استقضى عليهم عبد الرحمن الناصر الذي تبوأ سدة الإمارة بعد وفاة جده الأمير عبدالله , 
أول القضاة سنة 80" ه - 5موم"". 


وكان للوافدين إلى جزر البليار من الفقهاء والعلماء . خاصة من الثغور الشرقية » الفضل 
الأول في ترسيخ دعام الإسلام وبذر بذور الحضارة الإسلامية في هذه الجزر”' التي أصبحت 
بمثابة خط الدفاع الأمامي عن بلاد الأندلس في مواجهة القوى المسيحية المتريصة في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط”" » ويؤكد هذا القول الرحالة ابن حوقل الذي زار جزيرة ميورقة سنة 


ا" ه - 5518 م في بداية عهدها الإسلامي' *'. حتف يقؤل بن أهل ميورقة يقفون وحدهم في 


وجه الافرنجة 1" 

ويذكر في نص آخر عن جزيرة ميورقة وقاعدتها الأمامية في جبل القلال « فرخشنيط » 
64 ما يلي : « جزيرة خطيرة لصاحب الأندلس وكذلك جبل القلال « فرخشنيط » مضاف 
إلى ذلك العمل.. ذات خصب ونتاج وفير. . وعدة وعتاد وقوة على الجهاد وكثرة في التجارة 
ووفرة في العمارة »!". وبالرغم من انتشار الإسلام الواسع النطاق في جزر البليار فقد ظلت 
التقسيات الكنسية قائمة في هذه الجزر. حتى منتصف القرن الحادي عشر للميلاد - منتصف 
القرن الخامس للهجرة . ومَنّعت الأقليات المسيحية حتى هذا التاريخ برعاية المسلمين 
وحمايتهم '"' .ومع ذلك نجد من بين المؤرخين الاسبان من يعزو انتشار الإسلام في هذه الجزر إلى 


.54- دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار» ص59‎ )١( 
. ابن خلدون : العبرء ج5 . ص07"‎ (0 
. ابن الأبار: التكملة . ج؟ . ص 704 ترججة رقم 18117 طبعة عزت العطار الحسيني‎ )0( 
.3944 وص 566 ترججمة رقم‎ ٠٠١6 (؛) ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس» ص65 ترججمة رقم‎ 
.54- ١9ص دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار.‎ )( 
. ٠١4 ابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص‎ )1( 
.1١١ الصدر السابق. ص‎ )( 
.1١88- 186 ابن حوقله كتاب صورة الأرض . ص‎ )8( 
. 46 - الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص29‎ )9( 
. 7١” وعنان : دول الطوائف . ص‎ 
.319.0- 1١59 وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ 


51 


أساليب القهر والتنكيل التي اتبعها ولاة جزر البليار مع النصارى من أهل هذه الجزرا"! , 
وهي مزاعم لا اساس لا من الصحة ولا تعتمد على أي سند تاريخي معتمد ولكنها كما صرح 
كمبانير جرد « استنتاج لا مفر منه ©" , 


لقد ذهل المؤرخون النصارى من سرعة انتشار الإسلام في جزر البليار وتحول النصارى من 
المعاهدين إلى مجرد أقليات , فم يجدوا تعليلاً لذلك سوى اتهام ولاة جزر البليار باضطهاد 
النصارى وتحويلهم عن دينهم بالقوة . وهي أحكام استنتاجية بنيت على أسس خاطئة دون 
دليل أو برهان . ومن بين هؤلاء المؤرخين المؤرخ الميورقي الباروكمبانير الذي يقول في هذا 
الصدد : « .. لسوء حظ سكان جزر البليار فإن الح الإسلامي ها أتى متأخراً عن حكمهم 
للمناطق الاسبانية الأخرى الذي كان في بدايته حافلاً بمظاهر الروح الإنسانية والتسامح » إلا 
أنه بمرور الزمن أصبح المسلمون يحكمون بطريقة استبدادية وقد أتى فتح البليار في هذه 
المرحلة الثانية التي تحول معها الحم الإسلامي من التسامح إلى التعصب ومن المعاملة الطيبة إلى 
الاضطهاد والتنكيل. لكل 


ويستشهد الباروكمبانير بروايات غير موضوعية للمؤرخ المولندي دوزي عن سوء معاملة 
المسلمين للمعاهدين من النصارى”'' ويتابع اتهامه لولاة جزر البليار باضطهاد النصارى وقسرهم 
على الدخول في الإسلام قائلاً: « وإذا كان علينا أن نعترف بأن حكام جزر البليار الأولين 
كانوا على قدر كبير من المهارة التنظيمية والإدارية وعلى درجة عالية من الثقافة » فإن علينا 
أن نعترف كذلك بأنهم كانوا كبقية حكام الأقالم الاسبانية الأخرى في معاملتهم لأهل جزر 
البليار من النصارى . الذين كانوا يلاقون من الاضطهاد والمعاملة السيئة ما لاقى إخوام في 
شتى أنحاء اسبانيا.. »!*' . ويشعر الباروكمبانير الذي عرف بوضوعيته بأن أحكامه قياسية 
مرتجلة لا ترتكز على أي دليل أو برهان إا بجرّد استنتاجات بناها على روايات غير موضوعية 
عن عهود لاحقة . حيث يقول : « وإن ما ذكرناه عن سوء معاملة المسلمين لأهل جزر البليار في 
عهدها الإسلامي الأول هو بجرد استنتاج لا مفر لنا منه طالا لم تسعفنا الوثائق والبراهين 
الأخرى با ينقض هذا الحكم.. »'". ويبذه الخائمة ينقض الباروكمبانير بنفسه كافة اتهاماته 





.04- الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص45‎ )١( 

)١(‏ المصدر السابق. ص4 ه. 

0( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص ؟؛ . 

(؛) المصدر السابى . حاشية « ٠١‏ » . ص98 , نقلا عن المؤرخ الهولندي دوزي « تاريخ المسلمين في إسبانيا 
حتى الفتح المرابطي » الجلد الثاني . ص45 - 8 لندن: بريل؛ .185١‏ 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص45 . 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص06 . 


١7 


السابقة التي لا ترتكز على أي أساس أو دليل. وكان المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي 
موضوعياً بعض الشيء في تحليله لسرعة انتشار الإسلام في جزر البليار بقوله : « بأن سبب ذلك 
يعود إلى كون سكان جزر البليار كما تدل على ذلك آثارهم شعبأ متهيئأ لتمثل الحضارات 
الآنية من الخارج .. »'' . وإن كنا لسنا بحاجة إلى مثل هذا التعليل لتبرئة ولاة البليار في 
عهدها الإسلامي الأول من هذه الاتهامات ؛ فقد اشتهر هؤلاء الولاة بجهادهم وتمسكهم بالدين مما 
لا يمكن معه أن يخالفوا أمر اللهء بإكراه الذميين على الدخول في الإسلام'. 


ولاة البليار في عهدها الإسلامي الأول 


اعتمد المؤرخون على نص فريد لابن خلدون عن ولاة جزر البليار في عهدها الإسلامي 
الأول ؛ ولكن العثور على نصوص أخرى عن ولاة آخرين لهذه الجزر في مصادر إسلامية أخرى 
معتمدة » جعل من الواجب علينا أن نحاول ما أمكننا التوفيق بين نص ابن خلدون» وما 
ذكرته المصادر الأخرى, والخروج بقائمة متكاملة لولاة البليار في عهد الدولة الأموية في 
الأندلس » وكانت حصيلة جهودنا في حدود النصوص المتوفرة هي ما يلي: 

أ- عصام الخولاني 

يذكر ابن خلدون بأن عصام الخولاني أرسل إلى الأمير عبدالله بن مد كتاباً يعلمه فيه بفتح 
جزر البليار فوّلاه عليها » وظل عاملاً فيها إلى أن توفي سنة "٠١‏ ه - 517 م بعد عشر سنوات 


000 
من توليتة ‏ . 


ب - عبد الله بن عصام الخولاني 

ولآه الأمير عبدالله بن جمد عاملاً على جزر البليار بعد وفاة والده عصام الخولاني تلبية 
لرغبة أهل الحل والعقد في هذه الجزر "٠٠0‏ ه - 115 م ء وفي نفس العام توفي الأمير عبدالله بن 
عمد وبويع بالامارة من بعده حفيده عبد الرحمن بن ممد بن عبدالله » وبقي عبدالله بن عصام 
عاملاً على البليار « .. إلى أن زهد وترهب وركب البحر إلى الشرق حاجاً وانقطع 


2 زفل 
خيره..» 2.0 


. 898 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة » ص‎ )١( 

(5) ابن خلدون: العبرء ج4 ؛ ص07" . 

(") نفس المصدر السابق ونفس الصفحة. 

(؟) يذكر ابن خلدون بأن انقطاع خبر عبد الله بن عصام بعد ذهابه إلى بلاد المشرق لتأدية فريضة الحج كان 
في عام "6٠‏ ه - 45١‏ م وترك فجوة م يحدد فيها ولاة جزر البليار في الفترة ما بين مغادرة عبد الله ابن 
عصام لهذه الجزر لتأدية فريضة الحج وتاريخ انقطاع خبره (ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص«0*). - 


9 


ج - أحمد بن عمد بن الياس 

يذكر ابن حيان في قائمة عمال بلاد الأندلس لعام "١8‏ ه بأن الخليفة عبد الرحمن بن جمد بن 
عبدالله الناصر لدين الله ولَى على جزر البليار « الجزائر الشرقية » أحمد بن جمد بن الياس في 
شعبان 518 ه - أغسطس .98 م''' . وأنه عزله عنها وولى مكانه أحمد بن حمد بن الطليار في 
عام 981 مع #موم, 


د - أحمد بن عمد بن الطليار 
ولآه الخليفة عبد الرحمن الناصر عاملاً على جزر البليار «الجزائر الشرقية » في عام 


. ه - 584 م وولى مكانه أحمد بن عمر""‎ 8١ ه - عم5 م" وعزله عنها في العام التالي‎ ١ 


ه-أحمد بن عمر 

هم له الخليفة الناصر عمل البليار ؟86 ه - 184 م بالإضافة إلى عمل سبتة في عدوة 
المغرب الذي ولاه عليه في عام 8١9‏ ه- ١8م‏ لإرتباط كلا العملين بالنشاط البحري 
الأندلسي وفي التصدي للفاطميين في عدوة المغرب . وعزله الخليفة الناصر عنهما معا في عام 


1 ما م 


و- عمر بن عبد العزيز وعمد بنأحمدمعا 
ولاهما الخليفة عبد الرحمن الناصر معا مكان أحمد بن عمر في عمل سبتة في عدوة المغرب 
ه 8 م ء كما ولآهما على كافة الثغور الأندلسية المواجهة لسواحل الأندلس » ونرجح 





> وكان لنشر الجزء الخامس من المقتبس لابن حيان من قبل المعهد الأسباني الغربي للثقافة في مدريد ١91/9‏ 
فضل كبير في ملء جزء كبير من هذه الفجوة . 

)١(‏ ابن حيان : المقنبس . ج0 » تحقيق : ب شالميتا - ف كورنطي - م صبح المعهد الأسباني الغربي للثقافة في 
مدريد ؛ 1914 م, ص 784 - 580. 

(0) المصدر السايق, 2799 0ى 

(0) نفس المصدر. ص , 99. 

(؛) نفس المصدرء ص2 705. 

(0) ذكر ابن حيان بأن تاريخ تولية أحمد بن عمر عاملا على جزر البليار كان في عام 7؟1* ه - 1514م 
(المقتبس جه . ص01"). وكان الخليفة الناصر قد ولاه على سبتة في عدوة المغرب في عام "١9‏ ه - 91م 
(المقتبس ج ه . ص .)5١0‏ ولا نجد أي ذكر لأحمد بن عمر في قائمة عمال الأندلس في عام 878 ه - 190 م 
(المقتبس , جه . ص 775 -08”) , ويذكر ابن حيان في قائمة عمال 84” ه - 581 م نصاً بعزل أحمد بن 
عمر عن سبتة (المقتبس . ج ه . ص 417”). ونظرا لعزله عن سبتة في عام 584 ه - 487 م وتوليته عامل 
على مجريط « مدريد » (المقتبس , ج0 .ص )142١‏ فإنني أرجح عزله عن جزر البليار في العام لأنه كان يتولى 
كلا العملين (المقتبس . ج0 . ص 55١‏ 05"). 


5 


بأن جزر البليار كانت من بين هذه الثغور بالرغم من أن ابن حيان قد سها عن ذكرها خلال 
هده القتزة! ؟ . 

ز- جمد بن عبد الملك بن عبدوس 

م يذكر ابن حيان تاريخ توليته وإا ذكر تاريخ عزله قائلاً في حوادث عام 
9" ه - 441 م ما يلي : « وعمد بن عبد الملك بن عبدوس عزل عن الجزائر الشرقية (البليار) 
عد ين 0ه 

ونرجح بأن تاريخ توليته كان في عام 717" ه - 454 م الذي عزل فيه كل من عمر بن عبد 
العزيز وشمد بن أحمد عن عمل سبتة الذي كان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجزر البليار'"؛ وكان 
الخليفة الناصر يولي نفس العمال لكلا العملين منذ ازدياد النشاط البحري الفاطمي 
+" ه- 84 م في الحوض الغربي للبحر المتوسط!" . 

ح - جعفر بن عهان المصحفي 

ولاه الخليفة عبد الرحمن الناصر عاملاً على جزر البليار «الجزائر الشرقية » في عام 
هت ١541م"‏ . ونظراً لخبرة جعفر بن عثان المصحفي بشؤون الحوض الغربي للبحر المتوسط 
وسواحله وجزره'') فقد ولاه الخليفة الناصر قائداً لجزر البليار في رمضان 68" ه - إبريل 
0 م" لتنسيق تحركات أساطيلها مع أساطيل ثغور شرق الأندلس» للهاجمة سواحل المغرب 


(1) يذكر ابن حيان عزل أحمد بن عمر عن سبتةفي عام 874 ه - 151 م وتولية عمر بن عبد العزيز وعمد بن 
أمد مكانه (المقنبس . جه ,ص .)55١‏ ونظراً لأن أحمدين عمر كان يتولى عمل البليار مع عمل سبتة وولي 
بعد عزله عاملاً على مجريط (المقتبس , ج ه . ص »)7١‏ فمعنى ذلك أنه عزل عن عمل البليار وتولى مكانه 
عمر بن عبد العزيز ومد بن أحمد . كما توليا عمل سبتة وظلا عاملين على كلا العملين بالإضافة إلى الجزيرة 
الخضراء وكورة ريّة (المقتبس . جه . ص )55١‏ إلى أن عزلا عنهما معا كما نرجح 97" ه - 584 م»؛ وقد 
سها ابن حيان عن ذكر جزر البليار وأثار إلى عزطما عن سبتة 90" ه -85؟ م (المقتبس» جه ء 
ص418). 

(؟) ابن حيان: المقتبس . جه . ص 575 . 

(") المصدر السابق 4548 . 

(5) ابن الأثير: الكامل , ج4 .ص ”٠١‏ وابن عذاري : البيان المغرب ج ١‏ . ص 5١5‏ واين خلدون : الغبرء 
جأءاص 4ق 

)0( ابن حيان : المقتبس. ج86. ص 1079. 

(3) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص 407 . 

00 ابن الأبّار: التكملة . ج١‏ . ص ١١‏ وحمد بن عمد بن عبد الملك الأنصاري الأوسي المراكثي : السفر 
الأول من كتاب الذيل والتكملة للموصول والصلة . ص 1١5‏ . 


530 


وتقديم العون للثائرين على الفاطميين في بلاد المغرب'''؛وولى رشيق الصقلبي عاملاً على هذه 
الجزر للإشراف على شؤونها الداخلية'"'. بالتعاون مع جعفر بن عثان المصحفي الذي ظل قائداً 
عاما لجزر البليار حتى وفاةالخليفة الناصر 70٠‏ ه 57١-‏ م ومبايعة ابنه الحم المستنصر خليفة 


على بلاد الأندلس الذي استدعى جعفر بن عثان من جزر البليار وولاه سدّة الوزارة!5. 


ط - رشيق الصقلي 

ولاه الخليفة الناصرعاملاً على جزر البليار في عام +5" ه - 450 م بعد تولية جعفر بن عمان 
قائداً عاماً لهذه الجزر وظل عاملاً عليها إلى أن توفي غريقاً في البحر في عام 
وا مدوووم. 

ي - الموفق الصقللبي 

من كبار موالي الخليفة عبد الرجن الناصر . وأحد قادة أساطيله . ولاه عاملاً على جزر 
البليار « الجزائر الشرقية » في عام 84 ه800 م بعد غرق رشيق كما نرج" 
سياسة الخليفة الناصر هي إبعاد العرب من ذوي العصبية عن تسلّم مراكز القيادة في بلاد 
الأندلس والاعتاد على مواليه من الصقالبة لكونبم أكثر طوعاً وأقل تطلعاً إلى السلطة'" . وكان 


.وكانت 


. 509 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص‎ )١( 
(؟) م يرد تاريخ تولية رشيق الصقلبي على جزر البليار في المصادر التي بين أيدينا ونرجح بأن تاريخ توليته‎ 
» ١ج كان في عام 75 ه - 0غه م الذي ولي فيه جعفر بن عثان قائداً عاماً لهذه الجزر (ابن الأبار: التكملة‎ 
فقد كان من النظر الإدارية المتبعة في عهد الخليفة الناصر في الفترة التي اشتدٌ فيها التهديد الفاطمي‎ ) ١1١ ص‎ 
لسواحل بلاد الاندلس » تولية عمال من الصقالبة على جزر البليار للإشراف على شئونها الداخلية  بجانب قائد‎ 
عام لمذه الجزر للإشراف على الشئون الخارجية وقيادة الاساطيل (دومنيك أورفوي: الحياة العقلية‎ 
.)88 والروحية لمسلمي البليار ص‎ 
. م188١‎ . نشرة دوزي في لندن‎ - ١5١ (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
.160١ ودوزي: تاريخ مسلمي اسبانيا » ج*ياص‎ 
. 59 والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ 
ابن الآبار: التكملة . ج١ . ص١١ وسمد بن مد بن عبد الملك الانصاري الأوسي المراكشي : السفر‎ ):( 
. ١١5 الأول من كتاب الذيل والتكملة للموصول والصلة  ص‎ 
ذكر ابن خلدون اسم الموفق في قاممته عن عمال جزر البليار؛ بعد أن أثار إلى انقطاع أخبار العامل‎ )0( 
الثاني عبد الله بن عصام بعد ذهابه لتأدية فريضةالحج »وقد تمكنا من تغطية هذه الفجوة في حدود النصوص‎ 
ولم أعثر على اسم لأي‎ .)1١ ص‎ . ١ المتوفرة حتى وفاة العامل رشيق الصقلبي 7" ه - 00 م (التكملة , ج‎ 
عامل هذه الجزر بعد وفاة رشيق » وأرجح بأن الخليفة الناصر ولَى الموفق بعد وفاة رشيق وكان أحد مواليه‎ 
ها 5512م (ابن عذاري : البيان‎ "0٠ (ابن خلدون : العبرء ج4 . ص 7”07). وكانت وفاة الناصر سنة‎ 
.) 86 المغرب . ج كءاص‎ 
.١66 أخبار مجموعة: ص‎ )1( 


كو 


الموفق من بين هؤلاء الموالي الصقالبة» اعتنى منذ توليته عاملاً على جزر البليار ببناء 
الأساطيل » وقام بغزوات عديدة في الحوض الغربي للبحر المتوسط واجتاح ثغور الفرنجة مراراً 
إلى أن توفي سنة 04" ه514 م في عهد الخليفة الحم المستنصر"! . 

ك - كوثر الصلبي 

ولاه الخليفة الح المستنصر عاملاً على جزر البليار بعد وفاة الموفق 84 ه - 554 م وكان 
كوثر أحد موالي الخليفة الحم . اشتهر بجهاده في البحر وعنايته الفائقة بالأساطيل البحرية » وظل 
طيلة فترة ولايته على جزر البليار يقوم بالحملة البحرية تلو الأخرى على الثغور المسيحية في 
سواحل الحوض الغربي للبحر المتوسط وجزره إلى أن توفي سنة 58 ه-558م في عهد 
المنصور مد بن أبي عامر''' الذي استبد بحم بلاد الأندلس . وحجر على الخليفة هشام الؤيد 
وفرض عليه أن يعتزل في قصره'"". 

ل - مقاتل الصقلي 

من موالي المنصور مد بن أبِي عامر ومن كبار قادة أساطيله . ولاه عابلا على جزر البليار 
بعد وفاة كوثر 889 ه -558 م ء وكان يقدم له ما يحتاج إليه من عون وإسناد لتدعم أسطوله 
في جزر البليار ‏ لمواصلة حملاته البحرية على الثغور المسيحية في سواحل الحوض الغربي للبحر 
المتوسط وجزره”''.وقد واصل الحاجب عبد الملك المظفر سياسة والده المنصور في مساندة مقاتل 
عامل البليار في جهاده البحري وتدعيم أسطوله'" نظراً لما قدمه من خدمات جليلة في مساندة 
القوات الأندلسية البرية في غاراتها على إمارة قطلونية وذلك بفرض حصار بحري على سواحلها 
وثغورها””' . ولم يتوقف مقاتل عن جهاده في البحر إلى أن توفي سنة 408 ه - 1١١5‏ م والفتنة 
على أشدها في بلاد الأندلس'"' عقب ثورةٍ عمد بن هشام بن عبد الجبار على العامريين واغتصابه 
الحم من الخليفة هشام المؤيد!*). واستغل مجاهد العامري الفتنة التي نشبت في بلاد الأندلس 


. "09 ابن خلدون: العبر. ج 14. ص‎ )١( 

(0) المصدر السابق. ص 87" . 

(؟) ابن عذاري: البيان المغرب ؛ ج؟ .ص 579 . 

(8) ابن خلدون: العبرء ج 4 , ص 08”. 

(5) يذكر ابن خلدون بأن لقب ابن مد بن أبي عامر الذي تولى الحجابة من بعده هوه المؤيد » (العبر ج ؛ » 
ص 08"). والصحيح أن هذا اللقب كان للخليفة هشام المؤيد (ابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ ء ص 
*0). وكان عبد الملك بن المنصور مد بن أَبي عامر الذي ولي الحجابة بعد موت أبيه المنصور 895ه - 
٠٠١"‏ م يلقب « بالمظفر وسيف الدولة ». (ابن عذاري : البيان المغرب . ج” . ص *, .)١6‏ 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 44 -57. 

(9) ابن خلدون: العبر؛ ج ؟. ص 09" . 

(4) ابن عذاري: البيان المغرب . ج * ص 50٠‏ وما بعدها. 


ع9 


آنذاك واستولى على جزر البليار 404 ه - ٠١١4‏ م واستقل بحكمها بعد انيار الخلافة الأموية 
في بلاد الأندلس!" . 


دور البليار في عهد الدولة الأموية بالأندلس 

أصبحت جزر البليار بعد دخوطا حظيرة الدولة الأموية خط الدفاع الأمامي عن بلاد 
الأندلس وقاعدة كبرى للأساطيل الأندلسية في الحوض الغربي للبحر المتوسط” . 

ورسخت جذور الإسلام بين أهلها واصطبغوا بالصبغة الإسلامية الكاملة!" بفضل الرعيل 
الأول من عماها الذين عرفوا بتمسكهم بالعقيدة الإسلامية وجهادهم لإعلاء كلمة الله بين 
الأمم'*' ومهارتهم التنظيمية والإدارية'*' وعنايتهم بتخطيط المدن الإسلامية وبناء المساجد في 
شى أرجائها''' ونشر المعرفة بين أهلها لما تميزوا به من ثقافة عالية!" . 
٠‏ وبفضل جهودهم في هذا المضار أَثْرت بذور الحضارة الإسلامية في هذه الجزر وأخذ أبناؤها 
بمقاليد العلمء وأسهموا بدور كبير في التراث الإسلامي كما يتضح من القسم الحضاري من هذا 
البحث!*. وم تقتصر المؤثرات الحضارية الإسلامية في جزر البليار على النهضة الفكرية في 
مختلف الجالات . بل شملت كذلك تتى النواحي الاقتصادية . لعناية عمالها بالزراعة والتجارة 
والصناعة"" . 

ونظراً لما قيزت به هذه الجزر من ثروات وافرة وازدهار اقتصادي وتنظم اجتاعي متكامل 





)١(‏ ابن الأثير: الكامل؛ ج كا ص 50؟. 
ابن خلدون: العبر؛ء ج .ص 04". 
)١(‏ دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص 54-5 . 
() روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة ض 507 . 
(1) ابن خلدون: العبر؛ ج 1. ص #098. 
(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 05. 
3( ابن خلدون : العبرء ج 4.. ص 587 . 
ودومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار: ص 807 . 
(0) الباروكمبانئير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 04. 
(4) ظهر عدد من العلماء من أهل جزر البليار في فترة مبكرة من تاريخها الإسلامي منهم على سبيل المثال 
عبد الله الهمذاني الميورقي (ابن بشكوال : الصلة/ ١‏ ص )١١١‏ وعصام بن عمد بن عصام الخولاني (حمد بن جمد 
ابن عبد الملك المراكشي : الذيل والتكملة لكتاني الموصول والصلة : السفر الخامس/ ١‏ . ص )١48‏ وسنوضح 
ما اسهمت به جزر البليار في التراث الإسلامي في القسم الحضاري من هذا البحث. 
() ابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص .188-1١84‏ 
ودائرة المعارف البريطانية ٠‏ ج "'ءص هلا١٠.لسنة‏ 9ة95١.‏ 


58 


منذ بداية عهدها الإسلامي'' . وما احتوت عليه غاباتها من خشب الصنوبر الجيد الصالح لبناء 
مختلف أنواع السفن خاصة في جزيرة يابسة''أ» وما تميزت به من موقع استراتيجي فريد يتحم 
في طرق الملاحة البحرية عبر الحوض الغربي للبحر المتوسط » وما عرف عن أهلها من روح 
المغامرة والخبرة المتوارثة بشؤون البحر”". وما اشتهر به عمالها في عهدها الإسلامي الأول من 
التعلّق بالجهاد والعناية الفائقة ببناء الأساطيل!“ , فقد أسهمت جزر البليار بدور رئيسي في 
النشاط البحري الأندلسي تحت حك الدولة الأموية في الأندلس» وقد تمثّل هذا النشاط في 
الميادين الرئيسية التالية : 

أ- التصدي للتوسع الفاطمي . 

ب- مساندة عمل جبل القلال « فرخشنيط » التابع لميورقة . 

ج- التصدي للفرنجة في إمارة قطلونية. 


إسهام أساطيل البليار في التصدي للتوسع الفاطمي 

تمكن الفاطميون من تأسيس مملكة لهم في الثمال الإفريقي بعد أن أوقع داعيتهم أبو عبد الله 
الشيعي الهزيهة بقوات زيادة الله آخر ملوك الأغالبة واستولى على تونس «إفريقية » 
ه- 5.5م”. وفي نفس العام وصل عبد الله المهدي أول خلفاء الفاطميين إلى مدينة 
رقادة في إفريقية ومعه ابنه أبو القاسم وكبار قادته وأنصاره”'' واجتاح الفاطميون بلاد المغرب 
دون أن تحرك الإمارة الأموية في عهد الأمير عبد الله بن عمد ساكناً . لانشفال قواتها في التصدّي 
للعصاة والخارجين على الإمارة الأموية'"), وفي عام "٠٠‏ ه -؟51م وضع الخليفة الفا 
عبد الله المهدي أساس مدينة المهدية الميناء البحري الحصين بساحل المغرب الأوسط 7" , وأخذ 


. 507 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة» ص‎ )١( 
.515 8510145 الحميري : الروض المعطار. ص‎ )0( 
.15- 41 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )6( 
(؛) ابن خلدون: العير. ج 14. ص 9ه".‎ 
. 107-140 ص‎ .١ )ه( ابن عذاري : البيان المغرب .ج‎ 
. 74 وابن خلدون : العبرء ج 14 . ص‎ 
.١68 ص‎ 1١ ابن عذاري : البيان المغرب . ج‎ )1( 
.4١ وابن خلدون: العبر ج 4 ص‎ 
.1١؟١ ابن عذاري: البيان المغرب, ج ؟. ص‎ )1( 
.588 وابن خلدون : العبر ج ؛ ص‎ 
.159 ص‎ 1١ )م( ابن عذاري : البيان المغرب , ج‎ 
. 768 وابن خلدون : العبر ج 15 . ص‎ 


4 


يتطلع إلى الاستيلاء على بلاد الأندلس وأرسل إليها الدعاة والجواسيس لكسب الأنصار وتنسيق 
التعاون مع الثائرين على حكومة قرطبة!" . 


وفي هذا الجو الحافل بالأخطار تولى حك الأندلس الذي مزقته الفتن الداخلية ؛ الأمير عبد 
الرحمن بن مد حفيد الأمير عبد الله في شهر ربيع الأول "٠٠‏ ه - أكتوبر 51 م'"» وقد أولى 
عنايته منذ توليته لدفع هذا الخطر الداهم عن بلاد الأندلس » بإعداد الأساطيللمنع الفاطميين 
من عبور بحر الزقاق إلى عدوة الأندلس ولقطع أي اتصال بينهم وبين الخارجين على الإمارة 
الأموية في جنوب الأندلس وعلى رأسهم عمر بن حفصون''' واستعان في تحقيق ذلك بأساطيل 
الأقالم التي كانت تدين له بالطاعة ؛ وعلى رأسها جزر البليار تحت حك عاملها عبد الله بن 
عصام الخولاني الذي ظل على ولائه للإمارة الأموية''' ؛ وبجانة ومحارسها التي حافظت على 
طاعتها لأمير الأندلس'*) الذي ولى عليها وعلى أعمالها قاسم ابن علي في شعبان 01" ه - مارس 
5مء وبعد وفاته ولَّى مكانه أخاه مسعود بن علي في ذي القعدة "١١‏ ه- مايو 15م . 
هذا بالإضافة إلى مالقة التي تمسكت بطاعة الأمير عبد الرحمن بن حمد'"' وإشبيلية التي أعلنت 
طاعتها للإمارة الأموية في جمادى الأولى “0١‏ ه ت ديسمبر 51 م!* والجزيرة الخضراء التي 
دخلها أمير الأندلس عبد الرحمن بن عمد على رأس قواته بعد أن قضى على العصاة فيها في ذي 
القعدة ٠0١‏ ه - مايو 514 م واتخذها قاعدة كبرى للأساطيل الأندلسية المؤتلفة من أجل | حكام 


لذ 


سيطرته على المعابر البحرية بين عدوة المغرب وعدوة الأندلس"". 


)١(‏ د. أحمد مختار العبادي : سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس : صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في 
مدريد. ج ماص .5١6‏ 
)١(‏ ابن عذاري: البيان المغرب, ج ؟. ص .١68‏ 
يجهول المؤلف: أوراق من عهد الناصر/ تحقيق ليفي بروفتسال ص 58؟. 
(") ابن حيان : المقتبس . جه . ص /ا2 -848. 
وابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ ص ١56‏ . 
وابن خلدون : العبرء ج؛ . صع*0". 
4( ابن خلدون : العبرء ج؛ » ص8" . 
(5) الحميري : الروض المعطار. ص .8١‏ 
3( ابن حيان : المقتبس. ج60 . ص8ه. 
(0) المصدر السابق. ص85 . 
(8) ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص15 . 
مجهول المؤلف : أوراق من عهد الناصر/ تحقيق ليفي بروفنسال ص١4‏ . 
() ابن حيان: المقتبس . جه . ص87 . وابن عذاري : البيان المغرب ج” . ص ١١6‏ . 
وابن خلدون : العبر. ج1ء ص 7075 


وقد تمكنت الأساطيل الأندلسية المؤتلفة التي قدمت من الأقالم التي أعلنت طاعتها للإمارة 
الأموية » من قطع الاتصالات بين الفاطميين في عدوة المغرب والمتمردين على الحم الأموي في 
عدوة الأندلس وعلى رأسهم عمر بن حفصون كبير العصاة . وأحرقت السفن التي كانت تنقل 
الإمدادات إلى المتمردين . وأحكمت بذلك سيطرتها على المعابر البحرية المحاذية للسواحل 
الأندلسية من الجزيرة الخضراء جنوباً إلى إقليم تدمير المحاذي لجزر البليار شرقاً . ويقول ابن 
حيان بهذا الصدد بأنه «م تعد تجري في البحر جارية إلا لأهل الطاعة . وملك (الأمير عبد 
الرحمن بن حمد) البحر منذ هذا الوقت وأحم شأنه وأمن ضرر السفن الختلفة فيه وغلب بذلك 
على الساحل كله.. »'''. وبهذه السياسة البحرية الحكيمة نجح الأمير عبد الرحمن بن محمد في 
إبعاد الفاطميين عن بلاد الأندلس إلى حين» وانشغل الفاطميون بدورهم بشاكل ! فريقية 
ووجهوا أنظارهم إلى التوسع شرقاً وأرسلوا أولى جلاتهم إلى مصر "0٠‏ هت وعم" 2 وبعد 
عدة حملات برية وبحرية فشلت مساعي عبد الله المهدي في الاستيلاء على مصر'"' وعاد 
الفاطميون ثانية إلى التوسع غرباً "٠‏ ه > 55١‏ م واجتاحوا بلاد المغرب الأوسط”' .وف عام 
6" ه- 9507م اجتاحوا بلاد المغرب الأقصى وأخذوا يتطلعون للاستيلاء على بلاد 
الأندلس”*' . وكان الأمير عبد الرحمن بن عمد قد أعدّ نفسه لمثل هذه الجابية خاصة بعد أن 
تخلص من كبير العصاة في جنوب الأندلس عمر بن حفصون واستولى على معامله في ببشتر بحرم 
ه418" . وفي نفس العام أعلن نفسه خليفة وتسمى « بالناصر لدين الله أمير 
المؤمنين »'"' ء وني العام التالي دانت له جميع ثفور شرق الأندلس بالطاعة 
لضن حورو الل وقام بتولية القائد البحري أحمد بن مد بن الياس عاملًا على إ قلم تدمير 
في شرق الأندلس 5١7‏ م - 559 م''' . وفي شعبان سنة 718 ه - أغسطس .48 م ولآه على 





.88- ابن حيان : المقتبس . ج60 . ص/ل2‎ )١( 
. (؟) ابن خلدون : العبر؛ ج؛ . ص78‎ 
.1١85ص ابن عذاري: البيان المغرب , ج١ . ص 174 . وابن خلدون : العبر ج؛‎ (0 
.3151- 187 (؛) ابن عذاري: البيان المغرب . ج١ . ص‎ 
.85- 2١ص‎ . وابن خلدون: العبر. ج؛‎ 
. ١376 ابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 88 . وابن الأثير: الكامل, ج82 . ص‎ )0( 
ابن حيان: المقتبس . جه . ص0١ ؟ . بجهول المؤلف : أوراق من عهد الناصر: تحقيق ليفي بروفنسال‎ )3( 
. ص ص 7/60 - 4لا‎ 
وما بعدها.‎ ١50 وابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ . ص‎ 
.١58ص‎ . ابن عذاري : البيان المنرب, ج”‎ )( 
.50.- ابن حيان : المقتبس. جه . ص هغ؟‎ )8( 
. المصدر الابق ص 506 . وأوراق من عهد الناصر: ص26‎ )1( 


لل 


جزر البليار وجمع بين العملين لتنسيق تحركات الأساطيل الأندلسية من جزر البليار وثغور 
شرق الأندلس لمواجهة التهديد الفاطمي للثغور الأندلسية!" . وقد حققت الأساطيل الأندلسية 
المؤتلفة أول انتصاراتها على الفاطميين بالاستيلاء على ثغر سبتة المنيع في عدوة المغرب ربيع 
الأول 7١9‏ ه - مارس 57١‏ م'" , وفي نفس العام في جمادى الأولى "١‏ ه - مايو 491 م قاد 
عامل البليار أحمد بن مد بن الياس الأساطيل الأندلسية المؤتلفة بالتعاون مع القائد سعيد بن 
يونس وأغارا على ثغور المغرب لمناصرة « مومى بن أبي العافية » عامل المغرب الأقصى""! الذي 
خلع طاعة الفاطميين وأعلن ولاءه للخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر لدين الله" , 

وكان مومى بن أبي العافية « صاحب المغرب » قد أعلن طاعته للخليفة عبد الرحمن الناصر 
وم ه- ١8و‏ م مما أدى إلى نشوب الحرب بينه وبين الحسن بن أبي العيش الحسني حليف 
الفاطميين!" » وتقبل الناصر طاعة ابن أَبي العافية وأمده بالأموال لمحاربة الفاطميين وأنصارهم 
في عدوة المغرب”' . وأمر قائد أساطيل جزر البليار وإقلم تدمير في شرق الأندلس » القائد 
أحمد بن مد بن الياس ٠‏ الذي جمع بين العملين معاً . بتقديم العون البحري لموسى بن أبي العافية 
بالتعاون مع أساطيل بجانة ومحارسها . وعلى رأسها المرية وأسطول الجزيرة الخضراء . ويروي ابن 
حيان بأسلوبه الرائع خبر هذه الحملة بشكل مفصّل . ضمّنه معلومات قيمة عن أسطول جزر 
البليار » يقول فيه ما يلي تحت عنوان « خبر الأسطول » في حوادث عام 5١9‏ ه - 19١‏ م «.. 
وفيها أغزى الناصر لدين الله الأسطول إلى أرض العدوة في أقم عدّة وعدة وأكمل عتاد وآلة» 
وكان أفخم أسطول أجراه ملك.. وتكاملت قطعه وتواترت عدده وانتهى عدد قطعه إلى مائة 
وعشرين قطعة من الحمّالة والفنّاشة وقوارب الخدمة . وعدّة من ركبه سبعة آلاف . خمسة آلاف 
من البحريين وألف من الحم , وغزا من أهل بجانة والمرية تطوعاً وفي مراكبهم تسعة رجال على 
رأسهم جمد بن رماحس .. وكان القواد عليهم . أحمد بن مد بن الياس وسعيد بن يونس بن 
سعديل . فجاز هذا الأسطول البحر لمرسى الجزيرة الخضراء . . في جمادى الأولى 5١15‏ ه - مايو 
9١‏ م.. واحتل على أبي العيش الحسني في جزيرة أرشقول .. وأتى القتال والتبديد على كثير 
من رجاله. . وحال الشتاء دونهم وانصرف الأسطول عنهم »". وظلت أساطيل جزر البليار 





.788 ابن حيان: المقتبس. ج60 . ص‎ )١( 
. 7١4 ابن عذاري : البيان المغرب . ج١ . ص 505 . والبيان المغرب , ج7 . ص‎ (0 
.818- "١5ص‎ . (؟) ابن حيان : المقتبس . ج68‎ 
.7١6 وابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ ء ص‎ 
ابن خلدون : العبر؛ ج؛ . ص؟87.‎ )4( 
ابن حيان: المقتبس . جه . ص07" . وابن خلدون: العبر ج؟ . ص؟8.‎ )0( 
.5٠0١-1١995ص‎ . ١١ج‎ . ابن عذاري : البيان المغرب‎ )3( 
ابن حيان: المقتبس ,ج60 . ص؟51-81.‎ )٠( 


٠7 


تقدم الدعم والإسناد لحلفاء الأمويين في بلاد المغرب وعلى رأسهم مومى بن أبي العافية 
« صاحب المغرب »''ومد بنخزر أمير مغراوة ورئيس قبيلة زناتة'"' طيلة فترة ولاية أحمد بن 
مد بن النياس لجزر البليار 871-818 هم - .7ه - 88وم!/ .وفي اسنة 877 هك 41514 م توفي 
الخليفة الفاطمي عبد الله المهدي وتولى الخلافة من بعده ابنه أبو القاسم مد بن عبد الله وتلقب 
بالقئم بأمر الله 585 - 585 م ب 8ه - عه م'' , واتسع نطاق النشاط البحري الفاطمي في 
بدايه عهد'' وكان عامل جزر البليار آنذاك أحمد بن عمد بن الطليار 
ورم ممم هعمو مو م'' . وقام الخليفة الناصر بعزل ابن الطليار عن عمل البليار 
وولى عامل سبتة أحمد بن عمرا"' على جزر البليار وجمع بين العسلين معاً 
-084 ه- 988 5853م لتنسيق تحركات الأساطيل الأندلسية بين جزر البليار 
وسبتة”»وأصبحت جزر البليار في فترة ولاية أحمد بن عمر المركز الرئيسي لتجمع الأساطيل 
الأندلسية في الحوض الغربي للبحر المتوسط بحم موقعها المتوسط بين ثغور شرق الأندلس في 
طرطوشة وتدمير وبجانة ومالقة وقواعد البحرية الأندلسية في الجزيرة الخضراء وسبتة!") 
مواجهة تحركات الأساطيل الفاطمية التي وصلت في نشاطها البحري إلى جنوب بلاد 
الفرغجة!" . 

ففي سنة 95 ه > 570 م جهز الخليفة الفاطمي أبو القاسم حمد القاتم بأمر الله أسطولاً 
تحت قيادة يعقوب بن إسحق. وبلغ عدد سفنه الحربية ثلاثين سفينة » ووجّهه إلى الغزو في 
الحوض الغربي للبحر المتوسط . ووصل في نشاطه إلى جنوة في شمال غرب إيطاليا ومكن من 
اقتحامها والاستيلاء عليها. وأغار على ثغور جنوب بلاد الفرنجة وعلى جزيرتي سردانية 


وقرسقة!"' , وأصبحت جزر البليار مهددة بخطر الاجتياح الفاطمي فأمر الخليفة عبد الرحمن 





. 7١8 ابن عذاري : البيان المغرب. ج؟ . ص‎ )١( 
ابن حيان: المقنبس . جه . ص 5610 وما بعدها.‎ )١( 
.”٠05ص‎ » وابن خلدون: العبرء ج؛‎ 
.789 27806 (؟) ابن حيان: المقتبس . جه . ص‎ 
. 5١5 ابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ . ص‎ (1) 
. 1584 وابن الأثير: الكامل ؛ ج82 , ص‎ 
. 44 ابن خلدون : العير؛ء ج؛ . ص‎ )5( 
.#”85 2 589 ابن حيان : المقتبس. ج86 . ص‎ )5( 
.١ج وابن عذاري: البيان المغرب‎ . "١6 ابن حيان : المقنبس . جه . ص‎ )0( 
. 841 0983 ابن حيان: المقتبس . جه . ص‎ )8( 
المصدر اللشابق 2 55" - قسم.‎ )5( 
ابن خلدون : العبر. ج؛ . ص484.‎ )٠١( 
؛ وابن خلدون:‎ 5٠١ وابن الأثير: الكامل . ج2 . ص‎ . 5١5 ابن عذاري : البيان المغرب . ج١ , ص‎ )1١( 
. العبر. ج؛ . ص 86 . وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص78 - م58‎ 


1 


الناصر قائد أسطول المرية عبد الملك بن سعيد بن أبي حمامة بساندة أسطول البليار 
70 ه- 580 م ء فتوجه إلى ميورقة على رأس أسطوله « .. وتفقد جزيرة ميورقة الإسلامية 
وكسر بها لاستقام نظره فيها » على حد قول ابن حيان . ولا اطمأن على عدم وجود أي خطر 
يتهددها توجه على رأس أسطوله ورابط على مقربة منها في ثغر طرطوشة!" . وبينما كان راسياً 
هناك أغارت القوات الفاطمية بقيادة ميسور الصقلبي على بلاد المغرب الأقصى وحاصرت 
موسى بن أَني العافية حليف الناصر لدين الله وقكنت من هزيته بالتعاون مع الأمراء الأدارسة 
بي مد بن القاسم في عدوة المغرب , وهم حسن وقنون (القاسم) وإبراهم م مادومو 0 

فصدرت الأوامر للقائد عبد الملك بن سعيد بن أبي حمامة من الخليفة عبد الرحمن الناصرء 
التوجه إلى عدوة المغرب لمساندة موسى بن أي العافية والدفاع عن طنجة وسبتة في مواجهة 
المجوم الفاطمي ؛ ونقّذ ابن أي حمامة أمر الخليفة الأموي » وتوجه على رأس أسطول المرية 
وأسطول طرطوشة عبر جزيرة ميورقة في شهر رمضان 557 ه - أغسطس 5568 م إلى عدوة 
المغرب » ورست الأساطيل الأندلسية المؤتلفة ما بين سبتة وطنجة في شهر شوال 
508 ه- سبتمبر 978 م وظلت تقدم العون والإسناد للقوات الأموية في القاعدتين ولحلفاء 
الأمويين في عدوة المغرب إلى أن حل فصل الشتاء . حيث عادت إلى قواعدها في شهر صفر 
هت يناير 5ع . وننيجة لنجاح الأدارسة في السيطرة على بلاد المغرب الأقصى تحت 
حم قنون (القاسم) بن مد 64“ ه-555م ولجوء موسى ابن أَبي العافية وأنصاره إلى 
الماك 

ولَى الخليفة عبد الرحمن الناصر القائدين عمر بن عبد العزيز ومد بن أحمد معاً على القواعد 
البحرية الأندلسية في سبتة في عدوة المغرب والجزيرة الخضراء ومالقة في كورة رية والبليار كما 
يتضح من فحوى نصوص ابن حيان سنة 887-885 ه - 981 - 485 مء من أجل حشد 
أساطيل هذه الثفور في عمليات مشتركة تحت قيادة موحدة!* في مواجهة الأدارسة في المغرب 
الأقصى'' ولساندة حركة أبي يزيد مخلد بن كيداد الذي أعلن الثورة على الفاطميين 


.536- ابن حيان : المقتبس. ج08 . ص558‎ )١( 

.5١٠١- 5١9 ابن عذاري: البيان المغرب. ج١ . ص‎ )١( 
. 5١5 والبيان المغرب . ج؟ , ص‎ 
. وابن خلدون : العبر. ج؛ . ص85‎ 

(؟) ابن حيان : المقتبس . ج06 . ص58" - 554 . 

(:) ابن عذاري : البيان المغرب . ج١‏ . ص و١5 .5١٠١-‏ 
وابن خلدون : العبرء ج14 ء ص“487. 

(5) ابن حيان : المقتبس. ج 0 . ص ٠.1444 295١‏ 

(1) ابن خلدون : العبرءج؛ . ص”8. 


ع" ه - 985 م في ! فريقية . وامتدت ثورته إلى كافة أرجاء بلاد المغرب ء مما استنزف القوات 
الفاطمية وشلّ فعالية أساطيلها'' كما ثار أهل صقلية على الفاطميين سنة م8" ه - 175 م 
واستمرت هذه الثورة أربع متؤاة !1" 

وفي سنة 874 ه585 م قامت الأساطيل الأندلسية المؤتلفة بغارات واسعة النطاق على 
ثفور بلاد المغرب الأقصى . بعد أن تجمعت في قاعدة سبتة واندفعت منها كما يقول ابن حيان 
إلى « .. مليلة ونكور فافتتحتهماتم جرى إلى جراوة فافتتحها أيضاً . فاعتز بذلك موسى بن 
أبي العافية . وسارت إليه هذه المدائن . فاستقلٌ من نكبته وقرع هذا الأسطول أعداء الدولة 
قرعاً شديداً واستتم في غزاته هذه ستة أشهر وقفل.. »6 وتلاحقت انتصارات الأمويين 
وحلفائهم في بلاد المغرب الأقصى وانسحبت القوات الفاطمية إلى إفريقية , لجاببة أنصار أبي 
يزيد مخلد بن كيداد في إفريقية والمغرب الأوسط , الذين حققوا انتصارات باهرة على القوات 
الفاطمية » وتوقف النشاط البحري الفاطمي عقب هذه الهزاتم . ورابطت قطعة في المهدية 
لمساندة القوات البرية الفاطمية في التصدي للثائرين من أنصار أب يزيد مخلد بن كيداد!". 
وأعلن الأمراء الأدارسة في بلاد المغرب الاقصى وعلى رأسهم ابراهم بن جمد الحسني بيعتهم 
للخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر ومسالمة حليفه موسى بن أني العافية”” . وبلغ الانهيار 
في القوات الفاطمية إلى حدٌ انضمام عل بن حميد المكناسي . قائد القوات مع عدد كبير من 
رجاله إلى الأمويين ولجوئه إلى مد بن خزر عظم زنانة وحليف الخليفة الناصر 
ه- 11١‏ 0 وكان الأمويون في الأندلس يتابعون ما يجري في بلاد المغرب وينتظرون 
الوقت المناسب لتوجيه ضربة قاصمة للفاطميين: وما إن شعر الخليفة الناصر بتدهور وضع 
الفاطميين في « ! فريقية » حتى قام بإعداد العدة لجابهتهم برا وبحرا وقام بتولية جعفر بن عمان 
المصحفي عاملاً على جزر البليار 89" ه - 15١‏ م وعزل عنها ت د بن عبد الملك بن 
عبدوس'". كما ولَى على جيّانة وقاعدتها الكبرى المرية همد بن رماحس 884 ه-١41و.!‏ 


. وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص86 وما بعدها‎ . 5١5 ابن عذاري: البيان المغرب . ج5 . ص‎ )١( 
. "86 - ابن الأثير: الكامل. ج8 . ص0"‎ )١( 
. 785 ابن حيان : المقتبس . ج0 . ص‎ )( 
.1١ 2985 (؛) ابن حيان : المقتبس. ج86. ص84‎ 
وما بعدها.‎ 75١5 وما بعدهاء وج؟ . ص‎ 7١6 وابن عذاري : البيان المغرب . ج١ . ص‎ 
وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص88 وما بعدها.‎ 
. "6١0 ابن حيان :والمقتبس . ج 0 . ص‎ )5( 
. 46١4 المصدر السابق . ص‎ )1( 
. نفس المصدر. ص2477‎ )9( 
. 2١ص العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء‎ )4( 


6 


قائد الأساطيل الأندلسية في عهد الناصر'''» وأمر جعفر بن عثان المصحفي عامل البليار 
بتنسيق التعاون بين أسطول البليار وأساطيل المرية ويجّانة تحت قيادة مد بن رماحس قائد 
الأساطيل الأندلسية لمهاججمة سواحل « إفريقية » وإنزال قوات لمعاونة الشائرين على 
الفاطميين!'" . وفي سنة .7" ه - 155 م كلف الخليقة الناصر ابنه وولي عهده الحم بالإشراف 
على النشاط البحري في بجّانةا"2: واتخذ مد بن رماحس ثغر المرية قاعدة لأساطيله وتفرغ 
للقيادة البحرية؛'؛ وتمَكّن بالتعاون مع أسطول البليار تحت قيادة جعفر بن عمان المصحفي من 
تحقيق انتصارات باهرة على الفاطميين في إفريقية© مما مكن مخلد بن كيداد من إيقاع هزيمة 
كاسحة بالقوات الفاطمية في معركة وادي الملح 8#" ه- 5180م" تمكّن على أثرها من 
الاستيلاء على القيروان وأرسل سفارة لقرطبة لمبايعة الناصر بالخلافة في شوال 
عم" مح م4 م" . وقام الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر على أثر هذه الأحداث الخطيرة 
في إفريقية بتولية جعفر بن عمان المصحفي قائداً عاماً لجزر البليار في جمادى الثانية سنة 
6" هح 160 م وولّى رشيق أحد مواليه الصقالبة عاملاً على هذه الجزرا*! من أجل أن يتفرغ 
قائد جزر البليار جعفر بن عئان لمساندة حركة ألي يزيد مخلد بن كيداد لمعرفته الكبيرة بسواحل 
الحوض الغربي للبحر المتوسط ولخبرته الواسعة بشئونها"'': وذلك بالتعاون مع قائد الأساطيل 
الأندلسية مد بن رماحس وتحت إشراف ولي العهد الح بن الناصر الذي كلفه والده بتولي عمل 
بجّانة ومحارسها(' كبرى قواعد الأسطول الأندلسي في جنوب شرق الأندلس!". وتنيجة للعلاقات 
الحميمة بين الحم بن الناصر عامل جانة وجعفر بن عمان المصحفي قائد البليار'"" والتعاون 
الوثيق بين المصحفي وحمد بن رماحسء قائد الأساطيل الأندلسية الذي اتخذ المرية فى ججّانة 
قاعدة لأساطيله!" ؛ فقد تمكّنت الأساطيل الأندلسية من تقديم العون والإسناد لأبي مخلد بن 





.46.٠- 49 ابن خلدون : المقدّمةء ص‎ )١( 

. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص17‎ )١( 

(0) ابن حيان: المقتبس ج60 ص 188 . 

(:) ابن خلدون : المقدمة ص ؟4] - .46 . 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص47 . 

3( ابن عذاري : البيان المغرب .ج ١‏ . ص8١5.‏ 

(1) البيان المغرب .ج؟ ص؟5١؟‏ . واين الأثير: الكامل ج2 . ص 454 وما بعدها. 
(م) ابن الأبار: التكملة . ج١.‏ ص١١‏ طبعة عزت العطار الحسني . 
(5) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص47 . 

)0060 ابن حيان : المقتبس . ج 6 . ص 188. 

. 8٠١ - ١ص الحميري : الروض المعطار.‎ )١١( 

. 5007 ص‎ . ١ ابن الأبار: الحلة السيراء . ج‎ )١١( 

.160.- 449 ابن خلدون : المقدمة» ص‎ )١1( 


كيداد وقامت بإنزال قوات أندلسية على سواحل إفريقية 7 ما مكنه من محاصرة الخليفة 
الفاطمي القائم بأمر الله في عاصمته المهدية وتوف محصوراً فيها 814 ه- 445 م وخلفه ابنه 
إسماعيل المنصور”'' . وازدادت العلاقات رسوخاً بين أبي يزيد مخلد بن كيداد والخلافة الأموية 
في الأندلس ٠‏ وتوالت سفارته على قرطبة لتأكيد طاعته للخلافة الأموية ولإعلام الخليفة الناصر 
بأخبار انتصاراته على الفاطميين في عامي 84" ه - 450 م وه78 -117م'" . ولكن 
أحداثاً خطيرة وقعت في أفريقية في محرم سنة 7 ه - يوليو 587 م أدّت إلى مقتل أبي يزيد 
مخلد بن كيداد على يد الخليفة الفاطمي إسماعيل المنصور”' وعلى أثر ذلك كلّف الخليفة الناصر 
جعفر بن عمان المصحفي قائد البليار : الذي كان موضع ثقته وثقة ولي عهده الحم . بإعادة تنظم 
أساطيل البليار وإصلاح ما فسد من حاهاء استعداداً لجولة أخرى من الصراع البحري مع 
الفاطميين 503 ه - 167 م , واستغل البيزنطيون الصراع الدامي بين الأمويين 
والفاطميين , وقام الامبراطور قسطنطين السابع بإرسال سفارة إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر 
00 هت 447 م لعقد معاهدة صداقة وتحالف ضد الفاطميين''". واستقبل الناصر السفارة 
البيزنطية استقبالاً حافلاً. وبعد انصرافهم بعث معهم سفيره هشام بن كليب لتأكيد المودة 
وتوثيق الروابط ورجع السفير من مهمته سنة 594 ه - 160١0‏ م وفي صحبته رسل الامبراطور 
البيزنطي قسطنطين السابع!". 


واستمر الصراع الدامي بين الأمويين والفاطميين واشتدت العلاقات تأزماً في عام 
5" ه- 06م وأدت إلى اشتباكات بجرية وأعمال تدمير وتخريب واسعة النطاق لسواحل 
البلدين , امتدت إلى ما بعد وفاة الخليفة عبد الرحمن الناصر وتولّي ابنه الحم المستنصر من 





. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص47‎ )١( 
. 5١8ص‎ . ١ج‎  برغملا ابن عذاري : البيان‎ 0 
.514-17١؟ص‎ , (؟) المصدر السابق. ج؟‎ 
.5١8ص‎ . ١ج‎ . ك( ابن عذاري : البيان المغرب‎ 
. 48١ وابن الأثير: الكامل؛ ج2 . ص‎ 
. 5١6 ابن عذاري : البيان المغرب, ج؟ . ص‎ )( 
.”.١ ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص‎ (3) 
والمقري : نفح الطيب. ج١. ص54”.‎ 
. 458 - ود. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية . ص10"‎ 
. 3١6 ابن عذاري: البيان المغرب . ج؟ . ص‎ (0 
.9١١ وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ 
والمقري : نفح الطيب . ج١. ص531.‎ 


بعد "6٠‏ ه- ١531م"‏ , وقد استغل البيزنطيون هذا الصراع وحاولوا عدة مرّات استعادة 
جزيرة صقلية من أيدي الفاطميين؛ ولكنهم صدوا عنها بعنف بعد أن تعرضوا طَرائم بحرية 
متعاقبة'''. وبعد أن فشل البيزنطيون في حملاتهم البحرية على صقلية عقدوا هدنة مع الخليفة 
الفاطمي المعز لدين الله للحيلولة دون تدخل الفاطميين في جزيرة اقريطش « كريت » التي كانوا 
يتطلعون إلى الاستيلاء عليها. ولكن هذه السياسة/ تحل دون إرسال الخليفة 
الفاطمي المعز لدين الله حملة لمساندة أقريطش المحاصرة ولكنها م تجد نفعاً في مواجهة الأساطيل 
البيزنطية المتفوقة عدة وعدداً '''. ويقال بأن أمير أقريطش الإسلامية عبد العزيز بن شعيب » 
أرسل سفارة إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر يستنجد به لإنقاذه من الحصار البيزنطي . وأن 
الناصر تأثّر ما سمعه وأرسل وفداً إلى الخندق عاصمة أقريطش لدراسة ما يمكن عمله ؛ لإنقاذ 
الجزيرة من الأساطيل البيزنطية التي أطبقت عليها . وعاد الوفد إلى قرطبة بعد أن وعد أميرها 
بتقديم العون. ولكن الناصر توفي سنة "0٠‏ ه - ١531م‏ قبل أن يتمكن من إغاثة أقريطش » 
واقتحم نقفور فوكاس قائد القوات البحرية البيزنطية مدينة الخندق بعد حصار دام خحمسة 
أعوام ٠‏ وقضى قضاء مبرماً على مسلمي أقريطش ننيجة لتمزق الجبهة الإسلامية في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط”'. وكان القائد المشرف على شؤون البليار والنشاطات البحرية في 
الحوض الغربي للبحر المتوسط حتى نباية عهد الخليفة الناصر , القائد والكاتب الشهير جعفر بن 
عهان المصحفي » ونظراً لا قدّمه من خدمات جليلة للخلافة الأموية في صراعها ضد الفاطميين » 
فقد قام الخليفة الحك المستنصر باستدعائه من جزيرة ميورقة وقلده سدّة الوزارة 
"٠‏ ه - 31 م" : بعد زوال الخطر الفاطمي وتوجيه الفاطميين أنظارهم إلى مصرء التي تم 





. 558-5١6 ابن عذاري: البيان المغرب. ج؟ . ص‎ )١( 

وابن الأثير: الكامل, ج8 . ص01 . 

ود. أجد مختار العبادي : صحيفة معهد الدراسات الإسلامية. مدريد. ج60 , ص 5١8‏ -5١؟.‏ 
)١(‏ ابن الأثير: الكامل؛ ج28 ص "لا - 114 , 487 -1514. 

ود. تقي الدين عارف الدوري : صقلية وعلاقتها بدول البحر المتوسط الإسلامية ص4١١9-1١١1.‏ 
(6) أبو حنيفة بن عذد الإساعيلي : الجالس والمسايرات - أربعة نصوص - الأول من ورقة 564 إلى ورقة 
4 . والثاني من ١١‏ إلى 5١7‏ . والثالث من 7١ - 1١7‏ . والرابع من 5١5 -1415١‏ عن « قضية 
إقريطش في عهد المعز لدين الله الفاطمي . تحقيق فرحات الدشراوي . حوليات الجامعة التونسية , العدد الثاني 
سنة 1956. 
(؛) د. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية ‏ ص48 . وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية » 
ص 784 و0 , 
(5) دوزي : تاريخ مسلمي اسبانياء ج . ص١6١‏ . 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص17 . 


٠١4 


فتحها على يد جوهر الصقلي في شعبان 08" ه - يونيو 558 م" . وفي عام 31" ه - لاقام 
انتقل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله من بلاد المغرب إلى مصر ء واتخذ القاهرة عاصمة للخلافة 
الفاطمية » وولّى على بلاد المغرب يوسف بلكين بن زيري. واتجهت الخلافة الفاطمية منذ ذلك 
الحين في سياستها نحو بلاد المشرق''' كما انشغل يوسف بلكين بن زيري عامل الفاطميين على 
إفريقية وبلاد المغرب الأوسط وأعقابه من بعده ؛ بالمشاكل الداخلية المتلاحقة ؛ وخضعت بلاد 
المغرب الأقصى للخلافة الأموية في الأندلس'", وانتهى بذلك الصراع الدامي بين الفاطميين 
والأمويين في الحوض الغربي للبحر المتوسط الذي أسهمت فيه أساطيل جزر البليار بنصيب 
وافر بحكر موقعها الاستراتيجي وإمكانياتها البحرية الكبيرة . 

مساندة أساطيل البليار لعمل جبل القلال» 

« معقل فرخشنيط » التابع لميورقة 

بالإضافة إلى مساندة أساطيل البليار للخلافة الأموية في بلاد الأندلس في صراعها المصيري 
ضد الفاطميين في عدوة المغرب . فقد قامت بدعم وإسناد معقل فرخشنيط « فراكسنيت » 
أعصناةء" في « جبل القلال » المطل على خليج سان تروبيز 720062 528 في إ قلم البروفانس في 
مكان القرية الحالية المعروفة باسم غارد فرينيه؛ وقد أسس الأندلسيون من غزاة البحر معقل 
فرخشنيط « فراكسنت » سنة 770 ه - 888 م على سفح جبل حصين أطلق عليه الفرنجة اسم 
« جبل المسلمين » وناءناة80!) وقد عرف في المصادر الإسلامية بسم« جبل 
القلال »00ك, وقد دعا ابن حيان هذا المعقل باسم « فرخشنيط » وهو تعريب لاسمه اللاتيني 
« فراكسنت > مم0 


)١(‏ ابن الأثير: الكامل. ج84 . ص 040 . وابن عذاري: البيان المغرب ج١‏ . ص5588 . وابن خلدون: 
العبر. ج1 . ص ٠٠١‏ . 
() د. أحمد مختار العبادي : صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد ج08 ء ص8١7‏ - 7.5 . 
0 ابن حيان: المقتبس . قطعة من عهد الحم المستنصر: تحقيق د. الحجي ص١5١‏ وما بعدها. وابن 
الآثير: الكامل. ج١8‏ . ص58 . 558.35٠‏ . 56 . 316 . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص "5 وما 
بعدها. 
(؛) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط . 
صضص7١٠‏ وما بعدها. 

شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب. ص7١"‏ وما بعدها. 

وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص 55١‏ وما بعدها. 
() الاصطخري : المسالك والممالك. ص١0‏ . 

وابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص 188 . 

وياقوت الحموي: معجم البلدان. ج١‏ . ص50797 . 
(1) ابن حيان: المقتبس؛ ج06 . ص406. 


1١. 


وقد أصبح معقل فرخشنيط في جبل التلال والقواعد التابعة له في جزيرة كامرج 
وماجلون في ! قلم البروفانس في جنوب شرق بلاد الفرنئجة" عملاً من أعمال ميورقة ''' بعد فتح 
جزر البليار علي يد عصام الخولاني 5٠‏ ه 5.8 م( وكان يشرف على عمل جبل القلال 
وكبرى معاقله « فرخشنيط » والأقالم التابعة له في جنوب شرق بلاد الفرنجة عامل يحمل في 
التنظم الإداري الأندلسي اسم « قائد فرخشنيط »”'أوكان يتبع لعامل جزر البليار”*' .وننيجة 
للإمدادات المتواصلة للمجاهدين المسلمين بعد فتح جزر البليار واستقرار دعاتم الحم الوسلامي 
فيها » فقد تمكنوا من اجتياح غربي لمبارديا في شمال إيطاليا بعد عبور إقلم دوفيي سنة 
ه 5.5 مء واجتازوا ممر« مونت سيني » أعظم ممرات جبحال الأب +وقطهوا 
الاتصالات بين بلاد الفرنجة وإيطاليا ورسخت أقدامهم في تلك الأقالم الوعرة منذ ذلك 
الم 


وقد أطلق الدكتور مؤنس على هذه الملحمة الخالدة في تاريخنا الإسلامي التي ظلّ صداها 
يترد في أعماق أوروبا ما يقارب المائة عام اسم”« أوديسة فراكسنت » ]26ده:5 « فرخشنيط » 
لما ميزت به من بطولات باهرة وزحف أسطوري 7" أ. ففي عام 145 ه- ٠١8‏ م في فترة ولاية 
عصام الخولاني لجزر البليار اجتاح أسطول « فرخشنيط » ساحل البروفانس وأغار على مرسيليا 
وانضمت إلى الغزاة جموع من المغامرين الفرنجة طمعاً في الغنائم *2؛ وفي فترة ولاية عبد الله بن 
عصام الخولاني لجزر البليار 0١8- ".٠‏ ه - ١1و‏ -.8وم"! واصل هؤلاء الغزاة حلاتهم 
الكاسحة على ثغور بلاد الفرنجة الجنوبية واجتاحوا فريجوس وطولون”". كما أغاروا على 
ثغور إيطاليا الغربية من جنوة حتى نابولي 0 . وفي عام 814 ه - .5 م وصل نشاط الغزاة 


. "٠ أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص‎ )١( 

(0) ابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص 01١١ 2٠١4‏ 146-184. 

(؟) ابن خلدون: العبرء ج ؛ . ص 7017 . 

)( ابن حيان : المقتبس . ج68 . ص 101 . 

(0) ابن حوقل : كتاب صورة الأرض » ص ١806‏ . 

(1) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 1١59‏ -.31. 

(0) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص ١١9‏ . 

(4) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب » ص55 . 

(9) ابن حيان: المقتبس . جه . ص 586 . 
وابن خلدون:العبرء ج؛ . ص 565 . 

. شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص”55‎ )٠١( 

. 3781-17. د. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ )1١( 
.١59 وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص2184‎ 


ل 


عبر أوروبا إلى ذروته » وسيطروا على منطقة واسعة ممتدة من ممر مونت سيني في ذرى جبال 
الألب إلى جنوب بلاد الفرنجة على ساحل البحر المتوسط''' . وني فترة ولاية أحمد بن مد بن 
الياس القائد البحري الشهير لجزر البليار 88١-814‏ ه- 51 - .8و م''! ازداد النشاط 
البحري لقائد أسطول فرخشنيط . الذي كان يتبع لعامل جزر البليار ويتلقى منه العون”"' مما 
مكنه من القيام بحملات بحرية واسعة شملت ثغور جنوة ولوني وبيزة وأمالفي وجايتا وساليرنو 
ونابولي في غرب إيطاليا ء وفريجوس ومرسيليا وطولون في جنوب بلاد الفرنجة , هذا بالإضافة 
إلى جزيرقي سردانية وقرسقة , مما أصاب المدن الساحلية الإيطالية بصفة خاصة. بالكسادء 
ول نشاطها البحري والتجاري ء فقاموا بالاستنجاد بالبيزنطيين لمواجهة أساطيل فرخشنيط 
إهننة5 ؛ ولبّى البيزنطيون هذا النداء طمعاً في إعادة نفوذهم على إيطاليا . وأرسلوا أسطولاً 
بحرياً ضخماً فرض الحصار على معقل فرخشنيط الإسلامي . ولكنهم عجزواعن تحقيق أي نصرء 
لضراوة مقاومة حامية الحصن مما اضطرهم إلى الانسحاب بعد أن تعرضوا إلى خسائر 
فادحة/' أ وفي فترة ولاية أحمد بن عمد بن الطليار لجزر البليار 887-75١‏ ها ع 98ه- 
عمو" قام الجاهدون من قاعدة فرخشنيط بغارات واسعة على حوض الرون وأعماق 
برغندية » وقد اتبعوا في حروبم أسلوباً عسكرياً يشبه حرب المغاورين في الثغور الإسلامية , 
حيث كان جل اعتادهم على فرق خفيفة التسليح ذات كفاءة عالية تقوم بهجمات سريعة خاطفة 
بينما تكون القوة الضاربة الرئيسية متحصنة في موقع منيع وتتلقى الإسناد والدعم بشكل 
متواصل من القاعدة الرئيسية في فرخشنيط . 


وفي فترة ولاية أحمد بن عمر لجزر البليار 84-585" ه - 585 - 5ه مء ازداد نشاط 
الأسطول الفاطمي في الحوض الغربي للبحر المتوسط . ففي عام 888 هد ه8؟ م قام أحد 
الأساطيل الفاطمية تحت قيادة يعقوب بن إسحق بالوغارة على ثغور إيطاليا الغربية واقتحم 





. 5*0 أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية» ص‎ )١( 
. 555 ابن حيان : المقتبس. جه . ص2588‎ )١( 
. ١186 (؟) ابن حوقل: كتاب صورة الأرض » ص‎ 
. 11-17. (؛) د. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ 
. ١8ص شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب»‎ 
. 554 وارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص‎ 
. ١886-1١84 وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ 
.805 2788 ابن حيان: المقتبس. جه . ص‎ )( 
.*١١ شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب ؛ ص‎ )3( 
. 3181-17. ود. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ 


1١1 


مدينة جنوةء كما أغار على ثغور جنوب شرق بلاد الفرنجة التي كانت آنذاك تحت 
سلطة عامل فرخشنيط ؛ وأثناء عودته إلى قاعدته في المهدية أغار يعقوب بن إسحق على جزيرقي 
سردانية وقرسقة''' . ونظراً لانشغال أساطيل جزر البليار وثغور شرق الأندلس آنذاك في 
مواجهة التهديد الفاطمي''' فقد توقفت غارات أسطول فرخشنيط على ثغور إيطاليا الغربية 
وجزيرق سردانية وقرسقة للتصدي للأساطيل الفاطمية التي وصلت غاراتها إلى جنوب شرق 
بلاد الفرنجة . خط الدفاع الأمامي لجزر البليار في معقل فرخشنيط . ونتيجة لذلك تحسنت 
العلاقات بين إمارات ومالك إيطاليا . وجزيرقي سردانية وقرسقة مع بلاد الأندلس . وعقدت 
هذه الإمارات والممالك المسيحية معاهدات سلام مع الخليفة عبد الرحمن الناصر في فترة لاحقة . 
من أجل مواجهة الفاطميين العدو المشترك للطرفين!". 

ووجّه غزاة فرخشنيط أنظارهم إلى أعماق بلاد الفرنجة , وتوغلوا عبر معابر الألب الجبلية 
إلى إقلم فاليه في سويسرة. وقد شجعهم على ذلك كما يقول المؤرخ الفرني رينوء الهجرة 
الواسعة التي قام بها السكان في لمبارديا والبروفانس وبرغندية وحوض الرون . وفرار أساقفة 
هذه الأقالم إلى فاليه في جنوب سويسرة ومعهم كنوز كنائسهم وأديري؟. 


ويقول المؤرخ السويسري كيلر « بأن العرب شْنّوا الغارة على سويسرة الألمانية بعد اجتياحهم 
فاليه . في عام 80" ه - 587 م وفقاً لوثائق أسقفية كور في سويسرة..». 


ويرجح عبور أولئك الجاهدين عبر جبال الألب من ناحيتين » قسم منهم اجتاز معابر جبال 
الألب الشرقية واتجه إلى بلدة زاسين شرقي سويسرة , والقسم الأخر اجتاز معابر الألب الغربية 
عبر وادي و20 


ويعزو المؤرخ كيلر انتصارات المجاهدين الباهرة إلى ما تميزوا به من شجاعة وما أوقعوه في 
نفوس السكان من رعب , ولانشغال هوجو مركيز البروفانس وملك لمبارديا في حرب طاحنة مع 
)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب . ج١‏ . ص 5١5‏ . وابن خلدون : العير ج؛ ؛ ص 84 . 
() ابن حيان : المقتبس . ج0. ص58" -555. 
(؟) ابن حيان : المقتبس . جه . ص 8"غ ؛ 480 . وابن خلدون : العبر. ج؛ . ص 5٠١‏ 

والمقري: نفح الطيب ج١اء‏ ص0" وحاشية ١١‏ ». 

ود. أحمد مختار العبادي : سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس . صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في 
مدريد ج6 . ص ٠١7‏ وما بعدها. 
ك4( شكيب أرسلان - ربنو - تاريخ غزوات العرب . ص .75١ 5١9‏ 


)0( شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب » ص .#”١6‏ 


١1١17 


صهره « البريك » بطريق روما" . 


وقد توغلت جماعات من هؤلاء الجاهدين ثمال جبال الألب ووصلت إلى سانت جالن ]5 
دعلة0 في سويسرة 808 ه - و"وما' تما دفع هرمان أمير سويسرا الألمانية إلى مناشدة 
الامبراطور أوتو الأول في الجلس الامبراطوري الذي انعقد في عام 89" ه - 41١‏ م بتعويض 
أسقف كور عما لحقه من اجتياح الغزاة العرب'".وكان عامل البليار في هذه الفترة 
مم - 085 م - 85و - 941 م تمد بن عبد الملك بن عبدوس”*' . وكان يرسل العون والإمداد 
إلى عامل فرخشنيط التابع لعمل ميورقة'*' ويرسل إليه التعليات الصادرة عن الخليفة الأموي 
عبد الرحمن الناصر . وكان عامل فرخشنيط آنذاك هو نصر بن أحد القائد بفرخشنيط , كما 
يقول ابن حيان في حوادث عام 88" ه - 984 م تحت عنوان « سم الفرنجة » الذي أرسلت 
التعليات بشأنه إلى « نصر بن أحمد القائد بفرخشنيط وإلى عمال الجزائر الشرقية (البليار) 
والمراسي الساحلية بأرض الأندلس.. من أجل تأمين جميع الختلفين. . من سوم من هذه الأمة 
على دمائهم وأمواهم وكل ما تضمنته سفنهم . يتصرّفون مع تجارتهم حيث شاؤوا فوردت مراكبهم 
إلى الأندلس وعظم الانتفاع م 8 


وم تكن إمارة قطلونية الإمارة المسيحية الوحيدة في الحوض الغربي للبحر المتوسط التي 
وقعت عهود السلام مع الخلافة الأموية في بلاد الأندلس آنذاك » فقد عقدت معاهدات مائلة 
إمارة تسكانة الإيطالية ووفد سفيرها على بلاط الخليفة عبد الرحمن الناصر بتعليات من أميرها 
« جاويدو بن أدلبرت » لتوقيع معاهدة سلام مع الخلافة الأموية في بلاد الأندلس'"'. وعلى أثر 
توقيع هذه المعاهدة وفد تجار أمالفي كبري ثغور إمارة تسكانة بحراً إلى ثغور الأندلس الشرقية , 
عبر جزر البليار كما أرجح لأنها على الطريق الملاحي بين ثغور ايطاليا الغربية وثغور الأندلس 
الشرقية وكان ذلك في عام "٠‏ ه - 15١‏ - 965 م'* .؛ في فترة ولاية جعفر بن عثان المصحفي 





(1) شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرة وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط » 
ص6١"‏ . 
(؟) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 37٠‏ . 
(؟) شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب . ص5١5.‏ 
(؛) ابن حيان: المقتبس . ج08 . ص 4975 . 
(5) ابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص ١860‏ . 
(1) ابن حيان: المقتبس» ج08 . ص 404 . 
(1) ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص .*”٠١‏ 
والمقري : نفح الطيب » ج١‏ . ص/ا” وحاشية ١«‏ ». 
(8) ابن حيان : المقتبس . ج0 . ص 478 . 


1١1 


لجزر البليار 88-59" ه - ١16-114وم".‏ 


ويذكر ابن حيان خبراً طريفاً عن وصول تجار من أمالفي كبرى ثغور إمارة تسكانة 
الإيطالية مع بضائعهم إلى بلاد الأندلس بعد توقيع هذه الإمارة معاهدة سلام مع الخلافة الأموية 
في الأندلس . يقول فيه في حوادث عام 80 ه - 485 م « .. وني عقب ججمادى الآخرة كان 
وصول تجار الملفيين لقرطبة . أتوا. الأندلس في البحر طلب التجارة فيهاء بما عندهم من 
الأمتعة وم يعم لهم قبل الناصر لدين الله دخول . . فعلقوا بأمان السلطان وجاءوا بغريب ما في 
بلدهم من رفيع الديباج وفاخر البرفير وغير ذلك من نفيس المتع.... واتصل اختلافهم إلى 
الأتدلين فنا بس :وعطعت المتقعة بهم ...6" ونما يدل على رسوخ العلاقات التجارية بين أمالفي 
وبلاد الأندلس هو إطلاق اسم « الملف » على قماش الصوف الفاخر الذي كان يجلبه تجار أمالفي 
إلى الأندلس حتى عهود متأخرة '"". وكان للكساد التجاري الذي أصاب ثغر أمالفي في تسكانة 
كبقية ثغور ساحل إيطاليا الغربي بسبب غارات أساطيل فرخشنيط قاعدة ميورقة المتقدمة في 
بلاد الفرنجة على هذه الثغور ء أكبر الأثر على تطلع الإمارات الإيطالية المطلة على الحوض 
الغربي للبحر المتوسط على التطلع إلى عقد معاهدات سلام مع الخلافة الأموية في الأندلس» 
لضان أمنها وسلامتها وتوفير الأسواق التجارية لبضائعها!'' ؛ وقد رحبت الخلافة الأموية بعقد 
معاهدات السلام مع الإمارات الإيطالية وجزر الحوض الغربي للبحر المتوسط » من أجل التفرّغ 
لجابية الخطر الفاطمي في عدوة المغرب .كما وجدت في هذه الإمارات حلفاء لمواجهة الأساطيل 
الفاطمية التي كانت تهدّد ثغور إيطاليا الغربية وتغير عليها بين الحين والآخر”" ؛ ونتيجة 
لنجاح إمارة تسكانة في عقد معاهدة سلام مع الخلافة الأموية في الأندلس''!, قامت جزيرة 
سردانية التي عانت من غارات الأساطيل الفاطمية'" بعقد معاهدة سلام ماثلة مع الخليفة عبد 
الرحمن الناصر ؛ ويذكر ابن حيان ما يلي بهذا الصدد في حوادث عام ”٠‏ ه - 115 م« وني 





)١(‏ ابن حيان: المقتبس2. جه . ص107. 
وابن الأبار: التكملة . ج١.‏ ص"! . طبعة عزت العطار الحسيني. 

)١(‏ ابن حيان: المقتبس . ج0 » ص14078م 

() المصدر السابق». حاشية ١١‏ ». ص480. 

(4) د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .381-18 . 

() ابن عذاري : البيان المغرب. ج١‏ . ص .5١5‏ 
وابن خلدون : العبر. ج؟ » ص44. 

(3) ابن حيان: المقتبس . جه .ء ص 498 . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص 5٠١‏ . 
والمقري : نفح الطيب . ج١.‏ ص07" وحاشية ١١‏ ». 

() ابن الأثير: الكامل. ج8 ص 5٠١‏ . وابن عذاري: البيان المغرب ج١‏ ص5١؟.‏ 
وابن خلدون : العبر. ج؟ . ص86 . 


1١1 


يوم الثلاثاء لثان خلون من ذي الحجة قدم إلى باب الناصر لدين الله رسول لصاحب سردانية 
يخطب الصلح والألفة . وقدم معه تجار أهل ملفظ (أمالفي) بضروب من تجارتهم النفيسة من 
سبائك الفضة والديباج وغير ذلك مما أحرزت منه الفائدة وحسنت به المنفعة »!"! . 

كما عقد هوجو مركيز البروفانس وملك لمبارديا معاهدة صداقة وتحالف مع الخليفة عبد 
الرحمن الناصر لمواجهة الفاطميين العدو المشمرك للطرفين'"'. الذينكان هوجو يتطلع إلى 
الانتقام منهم بعد غارتهم على جنوة واجتياحها ونهبها'"'. ومن أجل ضمان سلامة بلاده من 
. غارات أساطيل فرخشنيط التي كانت تبدد جنوة كبرى ثغور لمبارديا « الإنكبردة » بشكل 
داتم''' لوقوعها بمحاذاة جبل القلال''' ومعقله الحصين فرخشنيط قاعدة ميورقة البحرية 
الأمامية'''» وقد قام الملك هوجو بهذه الخطوة بعد أن فشل في اقتحام فرخشنيط بالتعاون مع 
أسطول بحري بيزنطي 80١‏ ه - 949 م(" ننيجة للمساندة الكبيرة التى قدمتها أساطيل 
الأندلس بقيادة القائد العام للأساطيل الأ ندلسية المٌتلفةمدين رماحس الذي تخذ قاعدة المرية البحرية 
في بجّانة مركزاً لقيادته '", تحت إشراف الحك بن الناصر ولي العهد عامل ججّانة"' » وبالتعاون 
مع عامل البليار جعفر بن عثان المصحفي الذي كان موضع ثقة الخليفة عبد الرحمن وولي 
عهده"' ومستشارهما في الشئون البحرية لمعرفته الواسعة بسواحل الحوض الغربي للبحر 
المتوسط وثغوره وجزره”” . وكانت جزر البليار تساند معقل فرخشنيط في جبل القلال التابع 
ها بالتعاون مع أساطيل الثغور الشرقية . وقد تنبه الدكتور العبادي إلى الدور المساند الذي 
كانت تقوم به أساطيل الأندلس المؤتلفة في مساندة معقل « فرخشنيط » في جبل القلال عند 


.1480 ,ابن حيان : المقتبس » ج50 . ص‎ )١( 
د. أحمد مختار العبادي : سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس : صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في‎ )0( 
ويذكر ابن خلدون وصول سفارة « هوجو » إلى الناصر ويدعوه باسم « أقوه » ملك‎ . 7١7 مدريد ؛ جه . ص‎ 
بينما يدعوه المقري باسم « أوقه » (هوجو مركيز البروفانس)‎ .)"٠١ الفرنجة وراء المغرب (العبرءج ؛ . ص‎ 
.)» كما يقول محقق النفح (نفح الطيب ج١. ص 56" وحاشية «ه‎ 
. وابن خلدون : العبرءج؛ » ص24‎ . ٠١5 ابن عذاري : البيان المغرب ج١ ص‎ )©( 
.1١88 - 1١854 كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ ):( 
. 3077” ياقوت الحموي : معجم البلدان. ج١ . ص‎ (0) 
. 1806 ابن حيان : المقتبس , ج0 ص 06 . وابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص‎ )5( 
.515-51١8ص‎ . شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب‎ )1( 
. ود. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية » ص51‎ 
.140.- 449 مقدمة ابن خلدون . ص‎ )4( 
. 488 ابن حيان : المقتبس .ج 6 .ص‎ )5( 
. 507 ابن الأبار: الحلة السيراء . ج١ ؛ ص‎ )٠١( 
. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص47‎ )1١( 


116 


تعرضه لأي خطر خارجي وقد أثار إلى نص للعذري بهذا الصدد'" يقول فيه في حوادث عام 
8١‏ ها 947 م« وغزا حمد بن رماحس إلى إفرنجة مع غالب بن عبد الرحمن وسهيل بن أسيد 
في ثلاثين مركباً حربية وستة شوافي وفصلوا من المرية.. ولا تخلوا من جزيرة (ميورقة) 
وتوسطوا الغدير وكشفوا إفرنجة دارت عليهم ريح عاصف فرقتهم فتعلق جمد بن رماحس في 
تسعة مراكب إلى شرقي القيطنة!"؛ ودخل مرساها.. وغنم مراكب لأهل أنينوة وساحلها 
وحارب مشينة وتغلب على بعض أرباضها وانصرف عنها وتعلق القائدان غالب وسهيل إلى 
ساحل منبسط فغنم المسلمون وانصرفوا إلى المريّة . . 516 . 

وكان من أبرز نتائج معاهدة الصلح التي وقعها سفراء هوجو مركيز البروفانس وملك لمبارديا 
مع الخليفة عبد الرحمن الناصر , مهادنة مسلمي معقل فرخشنيط للملك هوجو . بناء على تعليات 
الخليفة الناصر . ورسوخ العلاقات الودية بين الطرفين إلى درجة أفضت إلى عقد هوجو تحالفا 
مع المسلمين في معقل فرخشنيط والأقالم التابعة له لمواجهة بيرانجه . منافسه على عرش 
لمبارديا؟؟' » وازدادت جرأة الجاهدين في فرخشنيط بعد الاعتراف بهم كقوة شرعية من قبل 
الملك هوجو ملك لبارديا الذي انتصر على منافسه بيرانجه. بفضل ما قدّموه له من دعم 
عسكري , واستقرت جماعات منهم في نيس (في الريقييرا الفرنسية) وفي حوض الرون''' وعمروا 
تلك النواحي وزرعوا أراضيها واعتمدوا على نتاجها في قوتهم . ولتوفير احتياجات من يفد 
إليهم من الجاهدين"'' من جزر البليار وثغور الأندلس الشرقية وعدوة المغرب , فقد كان الجهاد 
يجذب كل المرابطين من أهل الأندلس والمغرب لمساندة الجاهدين في معقل « فرخشنيط » بجبل 
القلال والأقالم التابعة لهء في جهادهم ضد الفرنجة!" . 

وازداد مركزالجاهدين في فرخشنيط رسوخاً بعد توقيع سفراء امبراطور بيزنطية قسطنطين 
السابع معاهدة صداقة وتحالف مع الخليفة عبد الرحمن الناصر'*' فقد وقّعت بيزنطية معاهدة 





. 50١ص د. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس.‎ )١( 
وكانت سردانية‎ .)5١4 (؟) القيطنة : مدينة عامرة في جزيرة سردانية (الروض المعطار وحاشية 8 .ص‎ 
.)180 ه - 565 م (ابن حيان: المقتبس. جه . ص‎ 50٠ ترتبط بعاهدة سلام مع الدولة الأموية منذ‎ 
. 2١ص (؟) العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار.‎ 
. 716 - شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب . ص818‎ )4( 
. ود. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية » ص51‎ 
-1؟9.‎ 5١* شكيب أرسلان - ريئو- تاريخ غزوات العرب . ص‎ )0( 
. ١186 ابن حوقل: كتاب صورة الأرض . ص‎ )1( 
شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب » ص07”.‎ )1( 
ود. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص170.‎ 
.830١-.و ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ )4( 
. والمقري : نفح الطيب . ج١ . ص 5556 . والدولة البيزنطية ص946” -5؟15‎ 


لملالا 


مائلة مع مسلمي فرخشنيط 60" ه -501 م ء وزال بذلك تهديد الأساطيل البيزنطية لمعقل 
فرخشنيط''' » وبعد عقد هذه المعاهدات اطمأن الجاهدون على سلامة معقلهم الرئيسي في 
فرخشنيط من أي تهديد خارجي ء واندفعوا بقوة عبر سويسرة حتى حدود ألمانيا » وكانوا 
يتجولون في جميع أنحاء سويسرة دون أن تتمكن أي قوة محلية من التصدي طم . ويقول أحد 
المؤرخين الذين عاصروا تلك الأحداث عن أولئك الجاهدين .. « بأنهم صاروا أشبه ما يكون 
بالماعز الجبلي في خفة أقدامهم وسهولة سيرهم على سفوح الجبال.. » كما بنوا في تلك المرتفعات 
أبراجاً وحصوناً ما تزال آثارها موجودة حتى الآن". 

وقد أدَى اجتياح قوات فرخشنيط الإسلامية لسويسرة ووصول طلائعها إلى نهر الراين » 
إلى اشتباك هذه القوات في معركة ضارية مع جحافل الجر « المنغاريين » البربرية'"'الذين 
كانوا يغيرون انذاك على شرق سويسرة بعد اجتياحهم لبفاريا في شرق المانيا 47" ه - 5614 م» 
وبالرغم من المذبحة المروعة التي تعرضت لا القوات الإسلامية المرابطة على الراين في مجابهة 
الحشود اطائلة لقبائل الجر الوثنية المتوحشة . إلا أنها تمكنت في نهاية المطاف من وقف الاجتياح 
الجري لسويسرة وظلت تتحك في مرتفعات الألب الغربية”''. وأرجح بأن هذه الاشتباكات بين 
قوات فرخشنيط وقبائل الجر م تكن الأولى من نوعها فقد كان الاجتياح الجري لبلاد الفرنجة 
في نفس الوقت الذي كانت تجماح فيه القوات الإسلامية بلاد الفرنجة في طريقها إلى 


ل 
موسر .1 


ويشير ابن حيان في أحد نصوصه الفريدة إلى اجتياح الترك «الجر »7 لبلاد الفرنجة 
وإغارتهم على الثغر الأعلى الوسلامي وترأ ‏ جعهم بالرغم من حشودهم المائلة بعد أن جويبهوا 





(1) د. السيد الباز العريني : الدولة البيزنطية . ص155 . 

(1) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص557 . 

(") الجر : المنغاريون من الشعوب التركية الرعوية , عبرت إلى البلقان بعد أن تعرّضت إلى هجوم الشعوب 
التركية الجاورة لحا 58 ه - 445 م واستقرت في حوض الدانيوب وعاشت على السلب والنهب (دائرة 
المعارف الأمريكية. ج4١‏ ء ص 0505 لسنة .)١977‏ اجتاحوا ألمانيا في عهد الأباطرة كونراد الأول 
القدؤلة ؛ وهنري الأول « العياد 9183-6 مءوأوتو الأول الكبير 557 - 57 م ؛ وقد تمكن وتو 
الأول من إنزال هزية ساحقة بالجر « المنفاريين » في موقعة لنخفيلد على مقربة من أوجزبرج 
45 هع ؤوهم) (د. سعيد عاشور : أوروبا العصور الوسطى . ص 594 .)501١-‏ 

(؛) شكيب أرسلان : تاريخ غزوات العرب - رينو- ص5؟؟ , و - كيلر - ص557 . 

)0( المرجع السابق . ص 55١‏ . 

إلى يذكر ابن هيان خبر اجتياح الجر للثغر الأعلى في حوادث عام 57١‏ ه - 44١‏ م تحت عنوان « خبر 
ظهور الترك بالثغر الأعلى ». (ابن حيان: المقتبس , جه . ص١18)‏ ويروي ابن حيان رواية طريفة عن 
هجرة هؤلاء الجر « الترك » من بلاد الشرق الأقصى إلى أوروبا واستقرارهم على هر الطونة .وقد وصفهم 
وصفاً شيّقاً يستحق عناية الباحثين. (ابن حيان : المقتبس» جه . ص 4845). 


1١١/ 


بمقاومة ضارية''' 0 ونتيجة لاستنزاف قوات فرخشنيط الإسلامية للقوات الجرية الغازية 
** ه- 01و 6 فقد تكن الامبراطور أَوْثو الأول « الكبير » من إيقاع هزية ساحقة بهذه 
القوات على مشارف مدينة أوجزبرج في عام 4" ه - 06؛ م في معركة لنخفيلد . ومنذ ذلك 
الحين توقفت قبائل الجر عن الإغارة على ألمانيا واستقروا في حوض الدانوب الأدنى وكوّنوا لهم 
دولة هناك'"". وبعد زوال خطر الاجتياح الجري عن بلاد الجرمان أولى الامبراطور أوتو 
الأول عنايته لوقف التوسع الإسلامي عبر سويسرة !") 


فقد أدّى اجتياح قوات فرخشنيط الإسلامية لسويسرة ووصول طلائعها إلى نهر الراين » إلى 
توجس الامبراطور الألماني أوتو الأول خيفة من هذا الخطر الداهم على ممتلكاته » نظراً لكون 
سويسرة أنذاك تحت حمايته . وقام يإرسال سفراء إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر لمناشدته كبح 
جماح الجاهدين الأندلسيين وثنيهم عن التقدم في ممتلكاته وحثهم على التراجع عنها!*' باعتباره 
« .. الحامي لمستعمرة فراكسنت (فرخشنيط ) العربية .. »2 . وكان من أبرز سفراء الجرمان 
الذين وفدوا على بلاط الخليفة الناصر لتحقيق هذا المطلب في عام 40" ه-5675م يوحنا 
الجورزيني . وقام الخليفة الأموي باستقبال هذا السفير وطلب منه إبلاغ الامبراطور أوتو الأول 
بأن هذه الجماعات من الجاهدين .. «لا تخضع له ولا تأمر بأوامره ونا تعمل مستقلة عن حكومة 
قرطبة.. »'"'. بينا يؤكد المؤرخ الألماني ليتوبرايد الذي كان معاصراً لتلك الأحداث .. « بأن 
حصون المجاهدين الأندلسيين وقواعدهم في بلاد الفرنجة وإيطاليا وسويسرة كانت تحت 
حماية الخليفة نفسه. . »!8 وهذا ما تؤكده المصادر الإسلامية المعاصرة كابن حوقل الذي يذكر 
بأن جبل القلال « فرخشنيط » كان يتبع لعمل ميورقة'" وأن تعليات الخليفة الناصر كانت 





.14417 - 18١ ابن حيان : المقتبس . ج68 ء ص‎ )١( 
. 587 - شكيب أرسلان: تاريخ غزوات العرب - كيلر‎ )١( 
.*0١ص‎ . ١ج‎ . د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى‎ )( 
شكيب أرسلان - تاريخ غزوات العرب - رينو- ص777.‎ )4( 
.7١8ص‎ . ابن عذاري : البيان المغرب, ج؟‎ )0( 
.7”٠١ وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ 
. 5356 والمقري : نفح الطيب , ج١ . ص‎ 
. 554 - وشكيب ارسلان: رينو- تاريخ غزوات العرب . ص9؟؟‎ 
. 17٠ وعنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني ص‎ 
شكيب أرسلان : رينو- تاريخ غزوات العرب » ص8؟7.‎ )3( 
. 17٠ حمد عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني ص‎ )( 
. شكيب أرسلان - رينو - تاريخ غزوات العرب» ص5"8‎ )4( 
. 1860 ابن حوقل : كتاب صورة الأرض » ص‎ )9( 


لملدلا 


تصل إلى « قائد فرخشنيط » لتنفيذها كما يقول ابن حيان'" . 

ومن الفريت أن المؤرخ لتوبرايد أهدقا إل االسفير الأندلسي « رمموندو » 200 لاتاعمع 2 
المعروف بربيع بن زيد كتابه عن تاريخ تلك الفترة . أثناء قدومه إلى بلاط الامبراطور أوتو 
الأول مبعوثاً من قبل الخليفة الناصر . لإقناع أمبراطور الجرمان بعدم تبعية معقل فرخشنيط 
للخلافة الأموية في الأندلس ‏ وعاد من سفارته بعد عامين . ونتيجة لفشل الامبراطور أوتو الأول 
في وقف اجتياح الجاهدين الأندلسيين لبلاده بالطرق الدبلوماسية . فقد اتخذ أولى الخطوات 
العسكرية لجابهة المسلمين في عمل فرخشنيط بالاستيلاء على لمبارديا في ثمال إيطاليا وتعبئة 
السكان في حرب صليبية لحاربة المسلمين'''. وقام البابا يوحنا الثاني عشر بعد فشل مساعيه 
الدبلوماسية لدى الخليفة الناصر في وقف الزحف الإسلامي على أوروبا'"'. بتتويج أوتو الأول 
(الكبير) امبراطوراً . على أمل أن تتزعم الامبراطورية الرومانية المقدسة . قيادة القوى 
المسيحية لمواجهة التوسع الإسلامي في أوروبا ‏ ولكن انشغال امبراطور الجرمان بمشاكل إيطاليا 
ومعارضة الامبراطور البيزنطي نقفور فوكاس للتدخل الجرماني في شئون إيطاليا م يتح له 
الجال لتحقيق تطلعات البابوية '! حتى عام 007" ه - 518 م الذي أعلن فيه الحرب الصليبية 
على المسلمين في معقل فرخشنيط والأقالم التابعة له" . 


سقوط معقل فرخشنيط في جبل القلال بيد الفرنجة 

ما إن أعلن الامبراطور أوتو الأول الكبير الحرب الصليبية على المسلمين في معقل 
فرخشنيط بجبل القلال والأقالم التابعة له في جنوب بلاد الفرنجة , وثمال إيطاليا وسويسرة 
يان ان حتى عمّت موجة من الحماسة العارمة شى أنحاء دروا وقامت البابوية 
لحركة تجميع القوى المسيحية بالتعاون مع الحركات الدينية وعلى رأسها الحركة الكلونية .وقام 
القسس والرهبان بتحريض السكان وحشد القوى لحاربة المسلمين!"". وعمّت الثورة في عهد 


. 404 ابن حيان : المقتبس ؛ ج60 . ص‎ )١( 
. 551- شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص557‎ )١( 
.51٠١ ابن خلدون : العيرء ج؛ ؛ ص‎ )©( 
والمقري : نفح الطيب ؛ ج١1 ص531:‎ 
. 1١9ص‎ . وحمد عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني‎ 
. د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١ ء ص58؟‎ )1( 
. شكيب أرسلان - رينو - تاريخ غزوات العرب . ص5"8‎ )0( 
نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.‎ )1( 
شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب . ص"؟”.‎ 00 
. 5958 ود. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١ . ص‎ 
. ١75ص ود. طرخان: المسلمون في أورويا.‎ 


١19 


الخليفة الأموى الحم المستنصر ثتى أنحاء عمل فرخشنيط من ساحل البحر المتوسط في جنوب 
بلاد الفرنجة إلى نهر الراين على حدود بلاد الجرمان”' .وبالرغم من الحملات البحرية التي قام بها 
الموفق عامل جزر البليار على ثغور الفرنجة 8 - 89" هت ومو - 591 م7 لمساندة جبل 
القلال « فرخشنيط » التابع لعمل ميورقة!". وما قام به العامل كوثر الذي تولى عمل البليار 
بعد الموفق 86-809" ه - 419 - 598 م.. « .. وجرى على سنن الموفق في جهاده . . »(') 
إلا أن الخلافة الأموية في الأندلس لم تلق بثقلها في المعركة ء لهذا تمكنت القوى المسيحية 
المتحالفة التي حشدتها البابوية من استئصال قوات فرخشنيط الإسلامية المنتشرة في سويسرة 
ولبارديا وبرغنديه وحوض الرون والبروفانس ؛ وكانت الضربة القاصمة للقوات الإسلامية 
المدافعة عن معقل فرخشنيط في معركة تورتور 7010:6005 التي فنيت فيها معظم القوات 
الإسلامية أمام الحشود الائلة للجرمان والفرنجة والطليان . وأحدقت القوات المسيحية المتحالفة 
باللعقل الإسلامي وفرضت عليه الحصار بقيادة غليوم كونت البروفانس » وبعد مقاومة ضارية 
ودفاع بطولي سقط معقل فرخشنيط 566دة,/ في جبل القلال 160" ه - هلاو ء!"! والتجأ من 
بقي حياً من حامية المعقل إلى المرتفعات والغابات الحيطة « بجبل القلال » وواصلوا المقاومة 
هناك . ويقول بعض مؤرخي الفرنجة بأن أعداداً كبيرة من هؤلاء الجاهدين اعتصمت في جبال 
الأاب وظلت تتصدى للفرنجة إلى ما بعد عام "١‏ ه > ٠٠٠١‏ م'"!. وقد تولى مطاردتهم قائد 
يدعى جيرو لدوس » وهكذا انهار هذا السد المنيع في وجه الفرنئجة دون أن تحرك الخلافة 
الأموية ساكتاً '"أ. 


أثر سقوط معقل فرخشنيط على مصير البليار 
إن مما يثير الحيرة والدهشة حقاً هو تجاهل مصادرنا الإسلامية للمصير المفجع لمعقل فر خشنيط 





.54١ص‎ » شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب‎ )١( 
. ابن خلدون : العبرء ج15 . ص”09”‎ 
. 887 ابن خلدون : العبرء ج؛ » ص‎ )١( 
. 188 ابن حوقل: كتاب صورة الأرض » ص‎ )( 
. (؛) ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص "9ه"‎ 
. 547-561١ شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص‎ )5( 
. 555-98 شكيب أرسلان - كيلر - تاريخ غزوات العرب . ص‎ 
. 1١ص‎ . د. حسين مؤْنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط‎ 
. 199 - 49١ وحمد عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني ص‎ 
شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب. ص45؟.‎ )( 
. جمد عبد الله عنان : دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني ص؟1”9‎ )0( 


١٠ 


الذي ظلّ سداً منيعاً في وجه الفرنجة والبابوية والإمارات الإيطالية ما يقارب المائة عام'"" , 
ويبدو بأن الخلافة الأموية في الأندلس لم تول هذا المعقل الخطير جل اهتامها وم تقدر مدى ما 
يشكل سقوطه في يد الفرنجة من خطر على بلاد الأندلس عامّة وعلى جزر البليار بصفة خاصة » 
فبالرغم من اشتراك الجرمان في الحرب الصليبية التي أعلنتها البابوية على معقل فرخشنيط 
الإسلامي في عهد أوتو الأول الكبير وحتى وفاته في عام 18” هم - 578 م" واعتلاء ابنه أوتو 
الثاني 51 - 187 م الذي سار على سياسة والده في محاربة المسلمين في إيطاليا « وشن حرب 
دينية عليهم .. تعتبر أساساً للحروب الصليبية في ناية القرن التالي .. »''' , فقد كان الحم 
المستنصر على علاقة وديّة مع هؤلاء الجرمان واستقبل سفير أوتو الثاني استقبالا ودياً 
+5" ه ح 177 م في الوقت الذي كان يتعرض فيه معقل فرخشنيط الإسلامي لهجوم كاسح من 
قوات جرمانية وفرنجية وإيطالية. ويقول ابن حيان عن هذه السفارة في حوادث عام 
عدم م - 478 م ما بلي : « أوصل السفير كتاب هوتو (أوتو الثاني) إلى الحم المستنصر بجدداً 
لعهده مؤكداً لقو ا 0 

لقد كان الشغل الشاغل للحم المستنصر هو محاربة الفاطميين في عدوة المغرب , وبعد انتقال 
مركز الخلافة الفاطمية إلى مصر انهمكت الأساطيل الأندلسية في مساندة القوات البرية 
الأندلسية في حربها ضد الأمراء الأدارسة في عدوة المغرب الأقصى . وني التصدي لأساطيل 
النورمان (المجوس ) الذين أغاروا على ثغور الأندلس في عهده'* . وهكذا سقط معقل فرخشنيط 
0م ه- 00و م دون أن يلقى من الخلافة الأموية في الأندلس ما يستحقه من اهتاه!" . 

لقد كان لهذه السياسة التي أدت إلى سقوط معقل فرخشنيط نتائج خطيرة تركت آثاراً 
عميقة على تاريخ البحرية في الحوض الغربي للبحر المتوسط لعدة قرون» وكان من أبرزها 
وأكثرها تأثيراً على مصير جزر البليار وسواحل الأندلس الشرقية وسواحل المغرب بصفة 


. 1*١ د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ )١( 
. ١86 - 1١84 وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ 
. شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص8*؟5‎ )1( 
. 15١ ود. حسين مؤّنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ 
.5.05- (؟) د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١ . ص3."‎ 
.159-1١58ص (؛) ابن حيان: قطعة من عهد الحك المستنصر/ تحقيق د. الحجي‎ 
ابن عذاري : البيان المغرب. ج؟ . ص5761 -545؟.‎ )5( 
. "١4ص‎ . وابن خلدون: العبر. ج؟‎ 
. والمقري : نفح الطيب . ج١ . ص585‎ 
. 747-51١ شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص‎ )1( 
., 35١-17. ود. حسين مؤّنس : المسلمون في حوض البحر الآبيض المتوسط . ص‎ 


١ 


خاصة , النهوض البحري للجمهوريات الايطالية وخاصة في جنوة وبيزة وما صحبه من نشاط 
بحري عارم شمل سواحل بلاد الفرنجة الجنوبية والغربية'" . 


فبعد سقوط معقل فرخشنيط وزوال الرعب الذي خلّفه في نفوس سكان ثغور غرب إيطاليا 
وجنوب فرنسا ء عادت دور الصناعة في هذه الثفور إلى العمل بنشاط في بناء الأساطيل 
بتشجيع من البابوية » وقام الأمراء المسيحيون في غرب إيطاليا وجنوب بلاد الفرنجة بإنشاء 
القناطر والأبراج والاستحكامات العسكرية'' » وقد تنبه المؤرخون المسلمون إلى هذه النهضة 
البحرية التي عمّت ثغور إيطاليا الغربية وخاصة جنوه وبيزة « بيجه » بعد انهيار المعاقل 
الإسلامية التي كانت تتصدى لي" . 


وأصبحت القوة البحرية لبيزة وجنوة في عام "5١‏ ه - ٠٠٠١‏ م قوية إلى درجة أنها تزعمتا 
حملات بحرية صليبية كان هدفها الاستيلاء على جزر البليار ومهاجمة السواحل الإسلامية في 
شرق الأندلس وثمال المغرب ٠‏ لوقف حركة الانتشار الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط 
وللحصول على الغنائم . وكان لحركة الإصلاح الكلوني والحركات المسيحية الأخرى التي عمّت 
أنحاء أوروبا بتشجيع من البابوبية أثر كبير على تعبئة القوى المسيحية في حرب صليبية 
لمناهضة المسلمين''' , ولكن عوامل أخرى أعاقت التحرك البحري لبيزة وجنوة وثغور الفرنجة 
حيناً من الزمن؛ وكان من أبرزها قوة البحرية الإسلامية في صقلية» فقد كان الأمراء 
الكلبيون قادة هذه الجزر . يملكون أساطيل قوية استخدموها ببراعة وبسالة في التصدي لبحرية 
بيزة وجنوة بالتعاون مع البحرية الزيرية في | فريقية « تونس »!*' ؛ كبا خفف من حدة اندفاع 
الأساطيل الإيطالية والفرنجية في غاراتها على جزر البليار بعد سقوط قاعدتها البحرية المتقدمة 
في معقل فرخشنيط , قوة أساطيل هذه الجزر تحت قيادة عباهها الذين تصدوا بشجاعة للأساطيل 
المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط وهم كوثر 509 - 889 ه - 559 - 198 م ومقاتل 
ومع- ".1 ه- موه - 1١١5‏ م. وبعد انيار الخلافة الأموية في قرطبة استوى على جزر 
البليار مجاهد العامري 5١0‏ ه,- 5١١٠م‏ وظهرت في عهده وعهود أعقابه من بعده في هذه 
الجزر وفي ثغور شرق الأندلس قوة بحرية هائلة تصدت للأساطيل الإيطالية والفرنجية فترة من 


)١(‏ أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 764 وما بعدها. 
وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 3١88-1١84‏ . 

. 1880-١184 كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ )١( 

(؟) عمد الزهري : كتاب الجفرافية. ص/الا -378. 

(؟) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص64" وما بعدها. 

(6) المرجع السابق. ص 500-705 . 


1١77 


الزمن قبل سقوط جزر البليار في يد القوات الصليبية المتحالفة للمرة الأولى'" . 


وم تقتصر نتائج سقوط معقل فرخشنيط على النتائج الآنفة الذكر بل تجاوزتها إلى نتائج 
أشد خطورة ؛ فقد تمكنت الحركات الدينية المسيحية تحت إشراف البابوية وعلى رأسها الحركة 
الكلونية من تعبئة الشعوب المسيحية في أوروبا لحرب المسلمين في بلاد المشرق والمغرب , وهذا 
فليس من باب الصدفة أن تتزعم بلاد الفرنئجة بالتعاون مع الجمهوريات البحرية الإيطالية 
الحروب الصليبية بعد إعلان البابا أوربان الثاني الحرب على المسلمين في مجمع كليرمون 
ه - ٠١90‏ م وأن تكون نهاية القرن الخامس للهجرة هي بداية انطلاق تلك الحملات 
المدمرة على بلاد المسلمين ني مشارق الأرض ومغاربها وأن تكون جزر البليار من أولى 
ضحاياها”''. 


دور مسلمي البليار في التصدي للفرنجة في إمارة قطلونية 

ظل الثغر الفرنجي في شمال شبه جزيرة إيبرية يشكل خطراً على الإمارة الأموية منذ أن 
استولى الفرنجة في عهد شارلمان على برشلونة وما حولحا 180 ه - 8١١‏ م» وأطلقوا على هذا 
الإقلم الذي انتزعوه من الثفر الأعلى الإسلامي اسم «الثغر الفرنجي »'". ولم يأل أمراء 
الأندلس جهداً في الإغارة على برشلونة كبرى قواعد الثغر الفرنجي ولكنهم أخفقوا في الاستيلاء 
عليها . وظل هذا الثغر شوكة في خاصرة الثغر الأعلى الإسلامي''' , وازداد خطره منذ أن 
نشبت الفتنة في بلاد الأندلس في نهاية عهد الأمير جمد بن عبد الرحمن وانشغل أمراء الأندلس 
بالتصدي للعصاة والخارجين على الإمارة'" . 

وف هذه الفترة بالذات استقل القومس « الكونت» غيفريد « ويفريدو »7/18600 الملقب ب 
(فلوسو) 650لا6 بالثفر الفرنجي 784-57١‏ ه-1لم - 8910 م, ودعيت هذه الإمارة 





)00( ابن خلدون : العبرء ج1. ص*ه" - 014" . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص؟١١.‏ 
وارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية ؛ ص5.5 - 7017 , 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص54 - 0ه . 
د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ص 744 وما بعدها. 
(0) أبو القداج : الختصر في أخبار البشر. ج؟. ص6١‏ . الثفر الأعلى الإسلامي ص35؟. 
(4) ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص 74 وما بعدها . 
وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص77 وما بعدها. 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ . ص 1٠١4‏ . 
وابن الأثير: الكامل, جلاء ص 95١‏ , 0959 2511 2476 190. 


1١ 


الفرنجية منذ ذلك الحين بامم « إمارة قطلونية » قنصولهنه'" . 

واستغل غيفريد أمير قطلونية الأوضاع المتردية في عهد الأمير عبد الله بن مد وانشغاله في 
ردع العصاة وإعادتهم إلى حظيرة الطاعة . وأخذ في إرسال الحملات البحرية للإغارة على ثغور 
الأندلس الشرقية وقاعدتها الكبرى بيّانة!'' .وقام غزاة البحر في هذه الثغور بدورهم في الإغارة 
على ثغور إمارة قطلونية''' وقاموا بأعظم إنجاز في تاريخهم باستيلائهم على جزر البليار 
هم - م. وم''' .وأصبحت إمارة قطلونية مطوقة من ناحية البحر بمال الثغر الأعلى الذين 
ظلوا يغيرون على هذه الإمارة» إلى أن أعلنت خضوعها للخليفة عبد الرحمن الناصر 
4 ه- .54 :كا كانت محاصرة بحراً من جزر البليار لوقوعها على مقربة منها وإحداقها 
بئغورها الساحلية. وقد أسهم المسلمون في جزر البليار بنصيب وافر في إخضاع هذه الإمارة 
العاتية لما تميزوا به دائًاً من روح المغامرة والقوة ووفرة العتاد والجلد على الجهاد"". 

ففي عام “8١‏ ه - 551 م تمكن الخليفة عبد الرحمن الناصر من تثبيت دعاتم الحم الأموي 
في معظم أرجاء بلاد الأندلس وزال خطر الاجتياح الفاطمي لثغور الأندلس نهائياً » بعد تدعيم 
القواعد البحرية الأندلسية في عدوق الأندلس والمغرب”"': وكان الخليفة الأموي يتحين الفرصة 
لإخضاع إمارة قطلونية التي كانت تتحرش بالثغر الأعلى الإسلامي , لهذا أصدر أوامره إلى 
عامل بيّانة أحمد بن عيسى بن أبي عبده.. « بإصلاح الأسطول المستقر بدار الصناعة في المرية 
وإصلاحه والزيادة فيه وإعداد آلاته وجميع ما يحتاجإليه »للإغارة على سواحل إمارة قطلونية 
بالتنسيق مع أساطيل جزر البليار وطرطوثة . وبعد أن أعد عامل يجّانة أسطول المرية خير 
إعداد ء أمر الخليفة عبد الرحمن الناصر القائد البحري سعيدين يونس في عام 
١‏ هت 4188 م بقيادة أحد أساطيل المريّة » وكان مكوناً من عشرة مراكب حربية وخمسة 
شواني والتوجه إلى جزيرة ميورقة للانضام إلى أسطوها والتوجه من هذه الجزيرة إلى طرطوشة 
الحاذية لإمارة قطلونية والإغارة على ثغورها الساحلية بالتعاون مع أسطول طرطوثة. ونفذ 


(1) د. السامرائي : الثفر الأعلى الإسلامي . ص35؟ . 
(؟) ابن حيان : المقنبس ؛ تحقيق ملشور أنطونيا. ص11 . 
(؟) الحميري : الروض المعطارء ص 8١‏ 
(:) ابن خلدون: العبرء ج؟ . ص*58. 
(5) ابن حيان : المقتبس . ج08 . ص 4064 . 
والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص 1864 . 
وابن عذاري : البيان المغرب . ج”؟ . ص 151-١47”‏ . 
ود . السامرائي : الثفر الأعلى الإسلامي . صل/الا١ .١98-‏ 
(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص 135-44 . 
() ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص0١‏ - ٠١0‏ . وابن خلدون : العبر؛ ج ؛ . ص ”.5 505 , 


١ 


القائد سعيد بن يونس أمر الخليفة . وتوجه على رأس أسطوله من المرية إلى ميورقة .وبعد انضام 
أسطول البليار إلى أسطوله أبحر من ميورقة « .. يريد بلد أفرنجة (إمارة قطلونية) فأصابه.. 
مخرجه من جزيرة ميورقة هول ارتج به البحر فعطب من مراكبه شيني واحد وقارب . واتجهت 
سائر المراكب إلى طرطوئة .. »!' . كما أمر الخليفة عبد الرحمن الناصر أسطول المرية المتحرك 
الذي كان يتولى حراسة ساحل الأندلس الشرقي بالتوجه إلى ميورقة لمساندة الأسطول المهاجم 
وتأمين سلامة جزر البليار من أي تهديد خارجي » في فترة وجود أسطوها في ثغر طرطوشة 
للإغارة على سواحل قطلونية . وقام القائد البحري عمرو بن مسلمة الباجي قائد أسطول المريّة 
المتحرك بالتوجه إلى جزر البليار على رأس عشرة مراكب حربية وثلاثة شواني ... « .. فصار 
إلى الجزائر الشرقية (البليار) ميورقة وما يليها . فتجول هنالك محترساً إلى أن ضاق الوقت 
وعاد قافلا إلى المرية.. » ولم تحقق أساطيل المرية والبليار وطرطوشة أي نصر يذكر في حملة 
عام 88١‏ ه - 188 م وعاد كل منها إلى قاعدته استعداداً لجولة أخرى من الصراع(). 
وني عام 88 ه - 180 م تمرد آل تجيب أمراء الثغر الأعلى وقاعدته الكبرى سرقسطة 
الحاذية لإمارة قطلونية » وقام الخليفة عبد الرحمن الناصر بنفسة بقيادة حملة كبرى لإخضاع 
هؤلاء العصاة . وبعد جهود مضنية تمكن من ! خضاع جميع معاقلهم باستثناء سرقسطة التي استعان 
عاملها جمد بن هاثم التجيبي بالنصارى السشكنس والقطلان في الدفاع عن حصونها الفائقة المنعة 
ما أعجز الخليفة الناصر عن اقتحامها'"'. ولحرص الناصر على منع القطلان من استغلال فتنة 
الثفر الأعلى وإمداد مد بن هاثم التجيبي المتحصّن في سرقسطة بأي عون عسكري!') . فقد 
امر قائد اسطول المرية عبد الملك بن سعيد بن الي حمامة سنة *5” ه - 580 م بالوغارة على 
. تغور قطلونية بالتعاون مع أسطول البليار وأسطول طرطوشة””. وكان عامل البليار في عام 
58 ه - 580 م القائد أحمد بن عمر .ولاه الخليفة عبد الرحمن الناصر عابلا على هذه الجزر 
بعد أن عزل عنها أحمد بن مد الطليار ؟8” ه - 184 م27؛ وكان عامل مدينة طرطوشة 
وثغرها آنذاك القائد البحري أحمد بن عمد بن الياس عامل جزر البليار الأسبق'"' . ويذكر ابن 
حيان النص الفريد التالي الذي ينضح منه مدى التعاون بين أساطيل المرية والبليار وطرطوشة 





)0( اين حيان : المقتبس. ج60 . ص 958 . 
0( ابن حيان : المقتبس » ج60 .ء ص 751 . 
() ابن حيان : المقتبس ج60 . ص07" وما بعدها. 
وابن خلدون : العبر. ج؛ . ص7”014. 
43 ابن حيان : المقتبس . ج68 . ص06 . 
(5) المصدر السابق. ص555-مة؟. 
(1) نفس المصدر. ص765. 
(1) العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص5107- 7١‏ . 


1١6 


في الإغارة على ثغور قطلونية حيث يقول في حوادث 81 ه - 80 م « وفيها غزا الأسطول 
إلى بلد الفرنجة (إمارة قطلونية) وقائده عبد الملك بن سعيد بن أبي حمامة . وكانت عدة مراكبه 
أربعين مركباً عشرين منها حرّاقات.وفيها النفط وآلات البحريةء وعشرين فيها الرجالة 
والمقاتلة؛ وكانت عدة ركابه من الجند ألف رجل » ومن البحريين ألفين » وكان ركوببم من مدينة 
المريّة في رجب 68" ه - يونيو 450 م » فبدأ القائد ابن أبي حمامة يتفقد ميورقة الإسلامية 
فكسر بها لاستتام نظره فيها. . » .ويتابع ابن حيان نصّه الآنف الذكر ويصف اندفاع أساطيل 
المرية والبليار وطرطوشة وغاراتها على ثغور قطلونية الساحلية ويقول « .. ثم اندفع القائد عبد 
الملك بن سعيد بن أبي حمامة من آخر مراسي ميورقة يوم الجمعة لأربع بقين من رجب وأوفى على 
بالش.. ودارت معركة عظيمة انهزم الإفرنج على أثرها.. وتقدم الأسطول إلى بلدة أنيش 
وهي دار صناعتهم ومرفاً مراكبهم » فأحدق المسلمون بها برأ وبحرا وأحرقوا مرساها.. ». ويتابع 
ابن حيان وصف الغارات على ثغور قطلونية إلى أن وصلت طلائع الأسطول المظفر إلى برشلونة 
عاصمة إمارة قطلونية قائلا « .ثم تقدم الأسطول إلى برشلونة .. ودارت بينهم وبين المسلمين 
حرب عظيمة انهزم فيها الإفرنج.. وعاد الأسطول قافلا إلى طرطوثة قاصية بلد الإسلام 
غاهاً 206 

وبالرغم مما أوقعته الأساطيل الأندلسية من دمار وخسائر فادحة في ثغور قطلونية في حملة 
عام 57" ه - 480 م البحرية الواسعة النطاق . إلا أن أمير قطلونية شنيرين ويفريدو لم يرتدع 
عن التحرش بالثغر الأعلى الإسلامي مستغلا انشغال القوات الأندلسية في حصار مد بن هاشم 
التجيبي في سرقسطة . تحت قيادة أحمد بن ممد بن الياس » ويقول ابن حيان في هذا الصدد في 
حوادث عام 85" ه - 553 م « وجاشت الفرنجة بالثغر الأعلى راجين انتهاز فرصة يصيبونها 
فخرجوا على المسلمين مع صاحب برشلونة في جمع كثيرء فجرّد إليهم القائد أحمد بن مد بن 
الياس المرابط على حصار مدينة سرقسطة فيمن كان معه من جند السلطان ورجال الثغر.. » 
وأوقع بالفرنئجة هزية كاسحة ولّوا على أثرها الأدبار في شوال 94" ه- 555 مغ وقد مدحه 
الشاعر الأندلسي أحمد بن عبد ربه صاحب العقد الفريد بقصيدة طويلة يقول في أحد أبياتها : 

ونا أحاط ابن الياسُ بم يئسوا من الحياة وعيضوا الحتف واطبلا 


واستكان الفرنجة بعد هذه الهزية الساحقة!'' وانشفلت الأساطيل الأندلسية المؤتلفة في 
مساندة ثورة أبي يزيد مخلد بن كيداد على الفاطميين التي نشبت في ! فريقية 84 ه - وم" . 





.558- ابن حيان : المقتبس . ج68 . ص515‎ )١( 

(؟) المصدر السابق. ص 4ا*. 

6( ابن عذاري : البيان المغرب , ج؟ . ص 5١5‏ . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص27 . 


لهالا 


وأولى الناصر عنايته لإخضاع سرقسطة آخر المعاقل الإسلامية العاصية في الثغر الأعلى 
الإسلامي . و:ّمكن من إخضاعها بعد استسلام عاملها د بن هائم التجيبي في بحرم 
895 ه 2 نوفمبر 5107م'' , وبعد هزيمة الخندق المفجعة 87“ ه -188 م التي هزم فيها 
جيش الخلافة الأموية بقيادة الخليفة عبد الرحمن شر هزية على يد ملك ليون وجليقيه رذميربن 
أردون" ١‏ عادت إمارة قطلونية إلى التحرش بالثغر الأعلى الإسلامي فقامت الأساطيل 
الأندلسية المؤتلفة بحملات متعاقبة على ثغور قطلونية تحت قيادة عمد بن رماحس عامل بجانة 
وقائد الأساطيل الأندلسية ني عهد الخليفة عبد الرحمنالناصر .وكان آخر حلاته على برشلونة في 
عام 588 ه - "45٠‏ ونتيجة للهزائم المتلاحقة والحسائر الفادحة التي تعرضت لا إمارة 
قطلونية اضطرٌ أميرها شنير بن غيفريد (سونير بن وفريدو) إلى توقيع معاهدة سلام مع مثلي 
الحلافة الأموية وعلى رأسهم حسداي بن اسحق الإسرائيلي الكاتب وفقاً للشروط التي فرضها 
الخليفة الناصر في شوال 58" ه - يوليو 41٠0‏ .( 0 وتراجع قائد الأساطيل الأندلسية مد بن 
رماحس ء وقائد أسطول المرية المتحرّك إبراهم بن عبد الرحمن البِجَّانٍ عن مهاجة برشلونة » 
بعد أن علما من حسداي بن إسحق الإسرائيلي بتوقيع الفرنجة على معاهدة سلام مع سفراء 
الخليفة عبد الرحمن الناصر" . 

كنا وقع عقد الصلح مع ممثلي الخلافة الأموية بالاضافة إلى شنير 02165ا5 أمير قطلونية » 
وولداه ميرون وبوريل وكبار الاقطاعيين في إمارته7" .وأرسل شنير ابنه ميرون إلى بلاط الخليفة 
عبد الرحمن الناصر لتوثيق عقد الصلح'''. وقد ناشد أنجه فيكونت آرلس أحد كبار 
الاقطاعيين في إمارة قطلونية وأحد الموقعين على عقد السلام. الخليفة الأموي عبد الرحمن 
,الناصر » بتأمين | قليمه الساحلي من عدوان أساطيل جزر البليار وقاعدتها المتقدمة فرخشنيط 





.14١5ص‎ . ابن حيان : المقتبس . ج06‎ )١( 
ابن خلدون : العبرء ج؟ . ص08".‎ 
.58- والمسعودي : مروج الذهب ج؟ . ص0"‎ . ١01-1060 أخبار مجموعة:‎ )0( 
ابن حيان : المقتبس » ج80 ء ص 1"5 وما يعدها.‎ 
. 5007 ابن الأثير : الكامل» ج82 . ص‎ 
. 4١ص (؟) العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء‎ 
. 1064 ابن حيان : المقتبس » ج 6 . ص‎ (4 
.80 ١8١ العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص‎ )0( 
كان من كبار الإإقطاعيين في إمارة قطلونية الذين وقعوا عقد السلام مع الخلافة الأموية أنجة فيكونت‎ )1( 
آرلس وماري ويكيلا أرملة أودون فيكونت أربونة « التي أرسلت إلى بلاط الخليفة الناصر سفارة على رأسها‎ 
برناط الإسرائيلي ثقنها بغرائب من طرائف بلدها المستحستة فقبلها الناصر وكافأها بأنفس منها وأكرم‎ 
رسلها.. » (ابن حيان : المقتبس. ج 0 ء ص 466 - 450 والحواثئي).‎ 
.8١١ص‎ . ابن خلدون: العبرء ج؛‎ )( 


١7 7/ 


« فراكسنيت » ]56026 في جنوب شرق بلاد الفرنجة ٠‏ فأنفذ الخليفة الناصر عهد السلام الذي 
تم توقيعه مع ممثلي إمارة قطلونية. . « .٠‏ إلى نصر بن احمد القائد بفرخشنيط « فراكسنيت » 
وإلى عمال الجزائر الشرقية (البليار) والمراسي الساحلية بأرض الأندلس بتأمين ججميع اختلفين 
من بلد أنجه وغيره ممن سوم من هذه الأمةء على دمائهم وأمواهم وكل ما تضمنته سفنهم » 
يتصرّفون في تجارتهم حيث شاؤوا » فوردت مراكبهم إلى الأندلس من هذا الوقت وعظم الانتفاع 
مم 0 لع 

وكان عامل جزر البليار آنذاك (558 ه - .45 م) همد بن عبد الملك بن عبدوس وعزل 
عنها 588 ه - 54١‏ م وولي مكانه جعفر بن عثان المصحفي!"' . 

وجنح الفرنئجة في إمارة قطلونية إلى السلم بعد توقيع معاهدة السلام مع الخلافة الأموية في 
الأندلس 858 ه- 55٠‏ مء وم تشر مصادرنا الإسلامية إلى نقضهم للعهد حتى بداية عهد 
الخليفة الحم المستنصر , الذي استخلف بعد وفاة والده الناصر في شهر صفر "0٠‏ ه - أكتوبر 
لحو" 

وكان هذا النقض للعهد في شهر رجب *0” ه - يوليو 454 م . حيث أغارت قوات إمارة 
قطلونية على الثغر الأعلى الإسلامي وعاثت فيه فساداً وتدميرة. 

وما إن بلغت الأنباء إلى الخليفة الحم المستنصر بعدوان إمارة قطلونية على الثغر الأعلى 
الإسلامي . حتى توجه بنفسه إلى المريّة , كبرى قواعد البحرية الأندلسية في جنوب شرق 
الأندلس » للإشراف على تنسيق تحركات أساطيل الثغور الشرقية . لمساندة قوات أحمد بن يعلى » 
عامل الثغر الأعلى في مواجهة قوات إمارة قطلونية . وقد انضم أسطول المريّة الذي جدده الحم 
المستنصر وزاد في عدده واستكثر من عدده حتى بلغ عدد قطعه ثلاثائة'” إلى أسطول جزر 
البليار بقيادة الموفق الصقلبي"'. واتجه الأسطولان إلى طرطوثشة حيث انظم إليها أسطوها 





.100 - 1064 ابن حيان: المقتبس. ج6'. ص‎ )١( 
م الذي عقدت فيه معاهدة السلام بين سفراء الخليفة‎ 51٠١ - المصدر السابق . ص 5"؛ . وفي عام +75 ه‎ )١( 
عبد الرحمن الناصر والفرنجة في إمارة قطلونية (المقتبس جه . ص 4064) أهدى غرماز أسقف جرندة للحم‎ 
١5ج‎ . ابن عبد الرحمن الناصر ولي العهد كتاباً عن « تاريخ ملوك الفرنجة ». (المسعودي: مروج الذهب‎ 
ص5").‎ 
. 00- عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص08‎ )©( 
. 5075- ابن الخطيب : الإحاطة ج١ . ص78؛‎ )( 

والمقري : نفح الطيب. ج١١‏ . ص 85”. 
)0( ابن الخطيب : الإحاطة . ج ١‏ . ص 1978 - 1794 . 

والمقري : نفح الطيب » ج ١‏ ص 3877 . 
() ابن خلدون : العبر. ج؛ . ص507. 


بقيادة عامل الثغر الأعلى القائد البحري أحمد بن يعلى. وقد تمكنت الأساطيل الأندلسية 
اللمؤتلفة بالتعاون مع القوات البرية الأندلسية المرابطة في الثغر الأعلى بقيادة يحيى بن عمد 
التجيبي من دحر الفرنجة في إمارة قطلونية 501 ه - 554 م « “«ووره كتانب عد بن يمل 
إلى الحم المستنصر في طرطوشة بنصر الله وصنعه الكريم .. 06" . واستكان الفرنجة في إمارة 
قطلونية بعد الهزائم المتلاحقة التي أوقعتها في صفوفهم القوات البرية والبحرية الأندلسية » 
وأرسلوا إلى الخليفة الحم المستنصر سفارة لمناشدته تجديد العهد. ويقول ابن حيان في هذا 
الصدد في حوادث عام 04” ه - 550 م « .. وبعث قوامس (كونتات) الفرنجة بريل(بوريل 
اء:2ه80)وميرون 8/1102 أبناء شونير #ع1منا5 ملك «أمير » برشلونة وطركونة وغيرها يسالاق 
تجديد العهد وإقرارها على ما كانا عليه وبعثا بهدية قيمة.. فقبل هديتهم وعقد لهم على أن 
يهدموا الحصون التي بقرب الثغور وعلى أن لا يظاهروا عليه أهل ملتهم .. »!''. وقد أسهمت 
أساطيل جزر البليار بدور كبير في هزيمة قوات إمارة قطلونية في عهد الخليفة الحم المستنصر 
تحت قيادة عاملها الموفق الصقلبي 7157 - 805 ه - هوه - 14م الذي أنشاً « الأساطيل وغزا 
بلاد الإفرنج »''' في إمارة قطلونية وفي الثغور الجنوبية لبلاد الفرنجة . ويذكر المؤرخ الميورقي 
الباروكمبانير « بأن الموفق عامل جزر البليار أنشأ أسطولاً كبيراً استخدمه في مهاجة البلاد 
امسيحية كإمارة قطلونية . بل إنه وصل في حملاته البحرية إلى الشواطىء الفرنسية.. » 
ويضيف إلى ذلك قائلآ ... « إن من الطبيعي أن يسهم المسلمون الميورقيون في مثل هذه الأعمال 
العسكرية بحم قربهم من شواطىء قطلونية وبحم ما تميزوا به دائًاً من روح المغامرة ومن الرغبة 
في المشاركة في الجهاد .. 0 

وظلت إمارة قطلونية تسم الخلافة الأموية في الأندلس حتى نهاية عهد الحم المستنصر وترسل 
السفارة تلو السفارة لإعلان طاعتها . وكان من أبرز السفارات التي ذكرها ابن حيان بالتفصيل 
السفارة التي أرسلها الكونت بريل « بوريل » ا80:56 ابن شئير 165هنا5 إلى العاصمة قرطبة في 
عام هع الاقم لإعلان طاعته وولائه'”' وسفارة عام *53 ه - 78و م التي أرسلها 
الكونت بوريل 805560 إلى بلاط الحم المستنصر لنفس الغرض”'. وبعد وفاة الحم المستنصر 


7 ه - 477 م بويع من بعده لابنه المعتوه هشام المؤيد!"'؛ وأصبح مصير الخلافة الأموية بل 





. 75 ابن الخطيب : الإحاطة. ج١ . ص‎ )١( 

. 51١6 ابن خلدون: العبر. ج ؛ . ص‎ )١( 

(0) المصدر السابق. ص 88" . 

(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار: ص44 -45. 

)0( ابن حيان : قطعة من عهد الحم المستنصر . ص ٠١‏ , تحقيق د. الحجي ص١٠‏ وحاشية ١«‏ ». 
(1) المصدر السابق. ص8١‏ 3159 185. 

(0) ابن عذاري: البيان المغرب. ج؟ . ص507 . 


١ 


مصير بلاد الأندلس بأسرها في يد الصقالبة حرّاس القصر وعلى رأسهم فائق وجؤذر. وفي يد 
الطامعين في السلطة وعلى رأسهم مد بن أبي عامر . وجعفر بن عان المصحفي والقائد الأعلى 
غالب بن عبد الرحمن . وصبح البشكنسية أم الخليفة القاصر هشام المؤيد . واستطاع عمد بن أبي 
عامر بذكائه وجرأته وطموحه أن يصل إلى أعلى المراتب وأن يقضي على كل القوى المناوئة » 
وحجز على الخليفة هام المؤيد ؛ وتلقب بالمنصور ودعي باسمه على منابر الأندلس'" . 

ونفي فائق كبير الصقالبة بقصر الخلافة بالزهراء إلى جزيرة ميورقة''' وكان كبير فتيانه 
ورئيس حراسه «الميورقي » من هذه الجزيرة!" . وقام المنصور مد بن أبي عامر باثنتين 
وخسين ملة على مالك وإمارات أسبانيا المسيحية ومن بينها إمارة قطلونية وانتصر في جميع 
هذه الجيلات 9 , 

وقد أسهمت أساطيل جزر البليار بدور كبيرني مساندة قوات المنصور بن أبي عامر البرية في 
جلانها على إمارة قطلونية'*'. وكان يحم هذه الجزر في فترة استبداد المنصور بن أبي عامر بحم 
الأندلس » العامل كوثر 05" - 86" ه - 519 - 458 مء ويذكر عنه ابن خلدون ما يلي « . 
وى الحك المستنصر بعد وفاة الموفق عامل الجزائر الشرقية (البليار) الذي أنشاً الأساطيل وغزا 
بلاد الفرنجة . . كوثر من مواليه , فجرى على سنن الموفق في جهاده . وهلك 86" ه - 198 م » 
وبعد وفاته ولَّى مكانه مقاتل أحد كبار مواليه . . ويذكر عنه ابن خلدون ما يلي « .. كان كثير 
الغزو والجهاد وكان المنصور وابنه المظفر يهدانهفي جهاده إلى أن هلك مقاتل 
ل وام أزَعَان الفتنة19, 

ويذكر المؤرخ الأسباني دياخو 85ها2 . بأن أسطول جزر البليار ضرب حصاراً بحرياً على 
برشلونة وأسهم في اقتحامها مرتين في عهد الخليفة هشام المؤيد 75- 45" ه-1لاو- 





2» عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . وابن عذاري: البيان المغفرب, ج؟‎ )١( 
٠. وما بعدها.‎ 5 6١ص‎ 

وابن سعيد المفرني : المغرب في تحلى المغرب. ج١‏ . ص154. 

وابن خلدون : العبر؛ء ج 4 ص 751١-8‏ 

ود . خالد الصوني : تاريخ العرب في اسبانيا - عصر المنصور - ص هو" - 151١‏ 59-55 , 
(؟) ابن عذاري : البيان المغرب. ج؟ , ص75 . 
() ابن عذاري : البيان المغرب . ج” ؛ ص 84؟ . 

والمقري : نفح الطيب» ج١‏ . ص 4٠١‏ . 
0 ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص "٠١‏ . والمقري : نفح الطيب ج١.‏ ص98" 105. 
(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص 11 -17. 

ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص88. 
)3( ابن . خلدون : العبر. ج؛ . ص "0" . 


1١. 


٠١‏ مء ويؤكد نفس الرواية المؤرخ الأسباني ثوريتا هاذئنا2 '''. وتنفق مصادرنا الإ سلامية مع 
ما ورد في المصدرين الآنفي الذكر ء فمن المعروف بأن المنصور جمد بن أبي عامر أغار على 
برشلونة ثلاث مرات وم يقتحمها إلا في المرة الثالثة ؛وكانت غارته الأولى في شهر شوال 
97" ه > مايو 578 م « صائفة جمع بها بين بنبلونة وبسيط برشلونة .. » »كما كانت غارته الثانية 
أيضاً على « بسيط برشلونة » في حرم 74" ه - يونيو 584 م”'' , وقد تمكن في غارته الثالثة في 
ذي الحجة 04” ه - مايو 986 م من اقتحام مدينة برشلونة وفتحها , بمساندة القوات البحرية 
فى منتصف شهر صفر 500 ه ت يوليو 186 م ء» بعد سحق كل مقاومة وقلب المدينة رأساً على 
5 وتدميرها تدميراً شديداً . وقد أدى الحريق الذي شب فيها بفعل القذائف الملتهبة إلى 
إخلائها من سكانها الذين فروا منها وتركتها القوات الأندلسية قاعاً صفصفاً”” .وقد أسهم أسطول 
جزر البليار في هذه الحملة بالتعاون مع أسطول طرطوشة بفرض حصار بحري على مدينة 
برشلونة '. وكان قائد أسطول البليار كوثر الصقلبي الذي اشتهر بجهاده ضد الفرنجة'*". 


ففى الوقت الذي اقتنحم فيه المنصور المدينة بقواته البرية . اقتحمت القوات البحرية التي 
ل أساطيل طرطوئة إلى الساحل ؛ مدينة برشلونة من ناحية البحر ؛ وتذكر بعض المدونات 
الفرنجية بأن أسطول البليار عاد بعد هذه الحملة المظفرة إلى جزيرة ميورقة عملا بعدد كبير من 
الأسرى والسبايا » وتزعم بأنه كان من السبايا راعية دير سان بيدرو دي لا بويلاس 5070 مه5 
85 اول مع راهبات الدير » كما أسر الفيكونت أدلر قائد حامية برشلونة وقضى في الأسر 
8" . وقد أحاط الغموض بصير بوريل الثاني أمير قطلونية » وزعمت بعض المصادر 
“أنه توفي في المعركة”"). ولكن الرواية التي تأكدت صحتها هي أنه فر من المعركة وتوفي سنة 


أعواماً عديدة 


. 45-10 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
. 78 العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص76‎ )١( 
وابن‎ . 508 -568١ص‎ ٠. ١ ء وابن الأبّار : الحلة السيراء ؛ ج‎ 8٠6٠ص‎ ٠ . العذري : نصوص عن الأندلس‎ (0 
وأعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص١5 . وعنان:‎ ٠١5-1١6 ص‎ ٠ الخطيب : الإحاطة . ج ؟‎ 
دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني . ص١5 . ود . خالد الصوفي : تاريخ العرب في‎ 
211757 صض‎ ٠ أسبانيا/ عصر المنصور الأندلسي‎ 
. (؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص40‎ 

ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص88 . 
(5) ابن خلدون: العبر. ج؛ . ص 9ه”. 
03 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص40 . 
(1) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . تحقيق د . العبادي صحيفة معهد الدراسات 
الإسلامية في مدريد مج ١١‏ لسنة 1956 -1933. ص37. 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص46 . 


لصيل 


87" ه - 555 مء بعد الفتح الأول لبرشلونة في عهد المنصور بن أبي عامر بسبع سنين!" . وكان 
الفتح الثاني لبرشلونة الذي أسهم فيه أسطول البليار بدور بارز على يد الحاجب عبد الملك 
المظفر وابن المنصور”'' الذي استبد بحم بلاد الأندلس بعد وفاة والده المنصور في رمضان 
+ ه- أغسطس ؟١٠٠مء‏ وقلده الخليفة هشام المؤيد الوزارة والحجابة وتلقب بالمظفر 
وسيف الدولة . وغزا سبع غزوات كانت الأولى منها إلى برشلونة كبرى قواعد إمارة قطلونية في 
شعبان 97" ه - يونيو 2000308. 

ويعود سبب قيام الحاجب عبد الملك المظفر بحملة كبرى إلى إمارة قطلونية , إلى !هال 
والده المنصور لشأن برشلونة بعد اقتحامها وتدميرها . فم يترك فيها أي حامية عسكرية » مما 
مكن قوات قطلونية من تجميع صفوفها واستعادتها والتحصن فيها بمساعدة قوات بحرية فرنجيةا") 
والتحرش بالثغر الأعلى الإسلامي بعد وفاة المنصور مد بن أبي عامر مما اضطر عبد الملك المظفر 
إلى إعداد حملة كبيرة للإغارة على برشلونة في شهر رجب 548 ه - مايو ٠٠١‏ م واستطاع بعد 
معركة عنيفة من اقتحام أسوار برشلونة والاستيلاء على حصي ممقصّر ومدنيش في شهر شعبان 
4" هع يونيو ٠٠١‏ مء وعاثت قواته في بسيط برشلونة » وشْتّى أرجاء إمارة قطلونية , 
وقكنت على أثر ذلك من فتح ستة حصون وتدمير خمسة ومانين حصناً . وعادت مكللة بالنصر 
في شهر شوال 55 ه - أغسطس ٠٠١”‏ م وقد ترك عبد الملك المظفر في الحصون المفتوحة 
حاميات إسلامية لإحكام سيطرته على إمارة قطلونية!”'؛ وكان أسطول ميورقة بقيادة مقاتل , 
عامل جزر البليار يياند الحاجب المظفر في حملته المظفرة على الفرنجة في إمارة قطلونية'' . 
وأسهم الميورقيون في اقتحام مدينة برشلونة كما أسهموا من قبل في حملة المنصور مد بن أبي عامر 
بالتعاون مع أسطول طرطوثة . ويعلّق المؤرخ الميورقي الباروكمبانير على هذه الرواية بقوله : 
«إن من الطبيعي أن يسهم المسلمون الميورقيون بمثل هذه الأعمال العسكرية بحم قربهم من 
شواطىء إمارة قطلونية وما تميزوا به دائًاً من روح المغامرة والرغبة في المشاركة في الجهاد ضد 


)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . حاشية ١«‏ » ص*5. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 43-10 . 
(؟) الحميدي: جذوة المقتبس. ص7١‏ . والضبي : بغية الملتسس. ص١5‏ . 
وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 5١١‏ -505. 
وابن عذاري: البيان المغرب . ج*. ص6 -8. 
(؛) عمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس - العصر الأول - القسم الثاني .ص 450 . 
(0) ابن عذاريي: البيان المغرب. ج” . ص - 8 . وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج١١‏ 
ص١ 5١‏ - 505 . وابن الأثير: الكامل. جه ء ص7728. وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص 
بالأندلس . ص 86 . 
(7) ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص05" . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 11-18 . 


1١7 


. "!» ٠. المسيحيين‎ 


وما كاد أن يصل الحاجب عبد الملك المظفر إلى بلاطه بالزاهرة عائداً من حملته المظفرة على 
إمارة قطلونية » حتى وفد عليه رسل الكونت رامون بوريل الثالث يطلبون عقد الصلح وتجديد 
العهد . وكانت آخر سفارة من نوعها استقبلت فيها رسل النصارى من إمارة قطلونية بالآبية 
والفخامة المعتادة في قصر الزاهرة27. 

فقد نشبت ف بلاد الأندلس قتنة داهمة عقب وفاة الحاجب عبد الملك المظفر وتولية أخيه الأمق 
شنجول من بعدهء أدت إلى تَزق بلاد الأندلس ما كان له أفدح الآثار على مصير جزر البليارا؟ . 

تمزق الأندلس إلى مالك طوائف وأثر ذلك على البليار 

بعد وفاة الحاجب عبد الملك المظفر بن المنصور في شهر صفر 555 ه - اكتوير ٠٠١8‏ م 
تولى أخوه عبد الرحمن الحجابة من بعده وتلقب بالناصر وبالمأمون وكان يدعى « بالحاجب 
الأعلى المأمون ناصر الدولة . . »!*) وقد غلب عليه لقب شنجول داعداطءم 752 .وكان وبالاً على 
الإسلام والمسلمين في بلاد الأندلس . فقد دفعه حمقه وطيشه إلى التطلع إلى الخلافة ‏ وهدّد 
الخليفة هشام المؤيد بالفتك به. إن لم ينصبه ولياً لعهده وخليفة من بعده”"). وسرعان ما 
استجاب الخليفة الأموي الضعيف إلى طلبه وولاه عهده في يوم مشهود حضره أهل الحل والعقد 


(2 





.153- الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص16‎ )١( 
. ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة الجلد الأول - القسم الرابع» ص54‎ )١( 
(؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص77 وما بعدها . تحقيق د. أحمد مختار‎ 
.1535-1976 لسنة‎ ١١ العبادي . صحيفة معهد الدراسات الإسلامية في مدريد مج‎ 
"ابن الأثير: الكامل. جه . ص 584 وما بعدها.‎ 
والمقري : نفح الطيب » ج١.ء ص58 وما بعدها.‎ 
. 309 وابن الأثير: الكامل جم ص‎ . ١1 - ١0ص (؛) ابن عذاري : البيان المغرب ج*‎ 
. 456 والمقري : نفح الطيب ج١ ص‎ 
.10- ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القنم الخاص بالأتدلس . ص هم‎ )5( 
سنجول : واعناطء5ة5 - تصغير لاسم سانشو « شانئجة » . وقد أطلقت هذا الاسم على عبد الرحمن بن‎ (3) 
» النصور أمه عبده « بنت شانجة النصرافي لكونه أشبه الناس بجده شائجة » سانشو غرسية ملك نفارا « نبرة‎ 
. اا وعه,ة0 معمة5 (ابن عذاري : البيان المغرب. ج” . ص58‎ 
وابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . تحقيق د. أجد مختار العبادي حاشية‎ 
«6ة»ءص55).‎ 
. ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص7 ؛ تحقيق د . أحمد مختار العبادي‎ )0( 
. وابن عذاري : البيان المغرب. ج”. ص ة"‎ 
. وابن الآثير: الكامل. ج82 . ص 4ل"‎ 
والمقري : نفح الطيب . ج١. ص156.‎ 


نهدا 


في قرطبة عاصمة الخلافة”' . وبعد أن ارتكب شنجول هذه الحاقة ل يطل به الأمر ؛ فقد كانت 
النفوس معبأة بالحقد والنقمة على بني عامر وشيعتهم . لاستبدادهم بالحك في الأندلس وحجرهم 
على الخليفة هشام المؤيد وإبعادهم العرب عن مناصب الدولة واستعانتهم بالصقالبة والبربر في 
توطيد دعائم حكمهم'" . ولاحت الفرصة المواتية للانقضاض عليهم بينا كان شنجول بعيداً عن 
العاصمة قرطبة على رأس حملة عسكرية في جليقية؛ وتزعم حركة الثورة المناهضة للعامريين 
أمير أموي من القتال يدعى مد بن هشام بن عبد الجبار. أغتال العامريون والده في حركة 
ماثلة . أجهضت في مهدها. ونجح ابن عبد الجبار في الإطاحة بشنجول بعد أن تخلّى عنه 
أنصاره » وقتله وصلبه في جمادى الآخرة 555 ه - فبراير 5١٠٠م‏ عوخلع هشام المؤيد وأخفاه , 
وادعى أنه مات . وأعلن نفسه خليفة باسم المهدي”").ونشبت منذ ذلك الحين فتنة داهمة في 
قرطبة عاصمة الخلافة سرعان ما عمّت شتى أرجاء الأندلس وأسفرت عن زوال الحم الأموي في 
بلاد الأندلس بعد خلع هشام بن عمد المعتد بالله آخر الخلفاء الأمويين في الأندلس في ذي الحجة 
7 هت ديسمبر ٠١7١‏ مء وعن ترّق بلاد الأندلس إلى دويلات متصارعة عرفت باسم « دول 
ملوك الطوائف »''أوتشتت بنو أمية في شتى الأقطار ومنهم من لجا إلى جزر البليار وطال 
مقامهم فيها . ذكر ابن حزم أسماء بعض أعقابهم في هذه الجزر”" . وكان يحم جزر البليار عند 
نشوب الفتنة الداهمة في الأندلس . مقاتل الصقلي حتى سنة «.؛ هح"١001.1,‏ التي قتل 
فيها الخليفة هشام المؤيد"2. 

وما إن انتثر عقد الخلافة الأموية في بلاد الأندلس . حتى استولى على كل ناحية منها متغلب 
من ملوك الطوائف النين تلقبوا بألقاب الخلافة'*). وكان من بين هؤلاء الملوك مجاهد العامري 





. 308 - 37١ص‎ . ابن خلدون : العبرء ج؛‎ )١( 
.5514 0 (؟) ابن عذاري: البيان المغرب, ج؟ . ص578‎ 
.”5١ص‎ . وابن خلدون : العبرء ج4‎ 
. 5١ص الحميدي : جذوة المقتبس, ص17 . والضبّي : بغية الملتسس.‎ (0 
» وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب ء ص85 . وابن عذاري : البيان المغرب‎ 
. 5514 - "58 ج؟ . ص ”8 . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ 
. والمقري : نفح الطيب . ج١ ء ص15‎ 
وابن الأثير: الكامل , ج؟ . ص 5864 وما‎ . 587 . ١68 - ١0١ ابن عذاري : البيان المغرب . ج” . ص‎ )4( 
بعدها. والمقري : نفح الطيب . ج١ . ص158.‎ 
ابن حزم : ججمهرة أنساب العرب. صهةة.‎ )5( 
. "61-67 ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ )1( 
. ١١١ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص‎ )0( 
< ابن الكردبوس : قطعة من الاكتفاء في أخبار الخلفاء . تحقيق د. أحمد مختار العبادي . ص8"‎ )8( 


١غ‎ 


أحد كبار موالي بني عامر , الذي نجح بما عرف عنه من ذكاء وشجاعة وطموح , في تأسيس مملكة 

-55 7 1 رب ال“ 0 75 2 03 6«( 
له ولأعقابه في ثغر دانية بشرق الاندلس وفي جزر البليار . وتلقب بالموفق وأبي الجبقن 7 . 
وأصبحت مملكة دانية وجزر البليار تحت حك الأسرة الجاهدية العامرية » من أعظم دول ملوك 


كل 


الطوائف في الأندلس » وكبرى قواعد الجهاد البحري في الحوض الغربي للبحر المتوسط'"". 


- وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - القسم الثالث - الجلد الأول. ص ١١‏ وما 

بعدها . وابن عذاري : البيان المغرب. ج5. ص لاجم ااا 1 

وابن الأثير: الكامل. جه. ص 584 وما بعدها. وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص 
بالأندلس . ص ١6‏ . وابن خلدون: العبر. ج؛. ص585 وما بعدها. وأبي العباس أحمد بن علي 
القلقثندي: صبح الأعثى في صناعة الإنشاء جه . ص48؟. 
)١(‏ الحميدي: جذوة المقتبس. ص888 . ترجمة رقم 858 . وابن بسام الشنتريني : الناخيرة في محاسن 
أهل الجزيرة - القسم الثالث - ج١.‏ ص55 - 56 . 

والضبّي : بغية الملتمس . ص97"؛ . ترجمة رقم 158٠‏ . وابن عذاري : البيان المغرب. ج” . ص ١64‏ 
وما بعدها. وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ى”. ص١١‏ . وابن الأثير: الكامل. ج5 » 
ص 950؟. 

وابن خلدون: العبر. ج؛ . ص64" وما بعدها. 

وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص7١5‏ وما بعدها. 

والقلقشندي : صبح الأعشى في صناعة الإنثاء جه. ص05؟ وما بعدها. 
)١(‏ شكيب أرسلان - تاريخ غزوات العرب - ريئو - ص 567 . 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١7‏ . 

وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص5١"‏ . 


١6 


الفصيث ل الثااث 


المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار 


الفترة الأولى 
عهد مجاهد العامري 
٠‏ -""5 ه -ؤو.١٠‏ 50١٠م‏ 
جاهد العامري -أصله ونشاته 


يحيط الغموض بأصل مجاهد فحيناً يدعى بالصقلبي'" . وحيناً آخر يدعى بالرومي!" , 
وحيث أن مدلول كلمة صقلب «85561876» بعنى الرقيق كان يشمل الأرقاء الذين كانوا يجلبون 
إلى البلاد الإسلامية . من شتى أنحاء أوروبا المسيحية بما فيهاأسبانيا'"' .ونظراً لأن كلمة رومي 
كانت تطلق في المصطلح الأندلسي على من تعود أصوهم إلى جذور أسبانية!' » لهذا فإني أرجح 
ما ذكره المستشرق أماري 3:1:ى من أن مجاهد العامري من أصل أسباني* . ويؤكد هذا الرأي 
المؤرخ الإيطالي سفورزا 51026" . كما تؤكده رسالة الكاتب الشعوبي أحمد بن غرسية الأسباني 





)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب. ج” . ص ١لا‏ و717. 
ود. احمد مختار العبادي : الصقالبة في اسبانيا. ص١5‏ . 
وشمد عبد الله عنان : دول الطوائفٌ . ص88١1.‏ 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص7١١‏ . 
وياقوت الحموي : معجم الأدياء . ج/307 , ص 80 . 
(؟) ابن حوقل : كتاب صورة الأرض . ص5١٠‏ . وشكيب أرسلان : الحلل السندسية في الأخبار والآثار 
الأندلسية ج١.‏ ص41 - 57 . وحاشية .1451/١‏ 
ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في اسبانيا. ض8 - 5 . 
(4) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص4؟١.‏ 
(5) حمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص88١.‏ 
(7) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ١١6‏ . 


لضن 


الأصل الذي عاش في كنف مجاهد'' . حيث يقول في إحدى فقرات رسالته مدافعاً عن الأصل 
الرومي « الأسباني »لآل جاهه «أروئة رومية. وجرتوية أصفرية 1 وقد دعي مجاهد 
بالعامري لأنه كان أحد موالي بني عامر'"'؛ نشأ في قرطبة 0) تحت رعاية المنصور بن أبي عامر 
الذي اعتنى بتربيته وتعليمه””' . وبرع مجاهد في علوم القرآن والحديث واللغة العربية''' » فقد 
انشغل بالدراسة من صباه مع أعرق فتيان قرطبة أصالة ومكانة . ويدلنا على ذلك رسالة أني 
عامر عبد الملك بن شهيد من أعرق الأسر القرطبية ومن الأدباء البلغاء'"' . التي يقول فيها 
مخاطباً مجاهد العامري «كنا تربي صحبة وحليفي صبوة قد تخلينا عن الأنساب وانتسبنا إلى 


5 )0 
الاداب » 


كما برع مجاهد العامري بالفروسية فجمع بين السيف والقل ء مما حفز كاتباً أديباً هو أحمد ين 
برد «من أهل بيت عم ورياسة » في قرطبة أن يكتب رسالة في السيف والقم والمفاخرة 
بينها ''؛ باسم مجاهد الذي جمع بين رفعة العلم ومجد الفروسية7". وما يدعو للتساؤل هو أن اسم 
والد مجاهد العامري « عبد الله » في إحدى الروايات!"'/ وفي رواية أخرى يوسف بن علي'", 
فهل كان والد مجاهد قبل اعتناقه الإسلام واتخاذه اسم « عبد الله » أو« يوسف » من النصارى 
الإسبان » الذين أعلنوا ولاءهم للمنصور بن أبي عامر قبل أن يعتقه عبد الرحمن بن المنصور كما 


. 107-1١7 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج” , ص‎ )١( 
(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة , القسم الثالث ء الجلد الثاني ص7١7. ود. أحمد‎ 
. 9١ص مختار العبادي : الصقالبة في اسبانيا.‎ 
» (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص7١ . وابن عذاري: البيان المغرب‎ 
وابن خلدون: العبرء ج؟ . ص504.‎ . ١068 ج؟ . ص‎ 
. (؛) الحميدي: جذوة المقتبس. ص67" . بغية الملتمس. ص177‎ 
(ه) ابن خلدون : العيرء ج؛ . ص04”.‎ 
ابن بسام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - القسم الثالث - الجلد الأول ص"” . واين‎ )1( 
. خلدون : العبر ج؛ ص84"‎ 
. 587 الحميدي: جذوة المقتبس ص١١ ترجة رقم‎ )0( 
ابن بسام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - القسم الأول/الجلد الأول ص"15.‎ )4( 
197 ترجة رقم‎ ١١6 الحميدي : جذوة المقتبس, ص‎ )5( 
.9014 ترجمة رقم‎ ١10 -١14ص‎ » والضبّي : بغية الملتمس‎ 

1 ياقوت إلحموي : معجم الأدباء . جه‎ )٠١( 
.10١ ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب. ج؟. ص‎ )1١( 

والحميري : الروض المعطار.ء ص687”5 . 
)0 ابن خلدون: العبرء ج4 . ص84" . 

وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف ,» ص ١88‏ . 


يفن 


يقول الأستاذ عنان”''. إن هناك شواهد عديدة ماثلة في التاريخ الأندلسي منها على سبيل 
المثال والد « نصر الفتى » أحد موالي بني أمية في الأندلس . الذي ظلّ « أعجمي اللسان » 
(أسباني ) بيها وصل ابنه «أبوالفتح نصر الخصي » إلى أرفع مكانة في عهد الأمير عبد الرحمن بن 
الحك'". أم أن مجاهد العامري أحد الأرقاء نسب نفسه لأب مسلم لرفع مكانته بين رعاياه 
المسلمين عندما أصبح من كبار ملوك الطوائف كما تقول كليليا سارنللي 7" . . . ولو فرضنا ماقالته 
المؤرخة الإيطالية كليليا صحيحاً » فكيف نفسّر وجود أم له تدعى جود وكانت نصرانية وظلّت 
على دينها مع أخت لهاء كما كان له أخ وأخوات عاشوا تحت رعايته وكانوا مسلمين!' . كبا كان 
له ابن أخ يدعى عبد الله ولاه عاملا على البليار”" . 

فإن صحّت هذه الروايات فمعنى ذلك أن مجاهد العامري نشأ في أسرة مسلمة تحت رعاية 
أب مس . وإن ظلّت والدته جود على دينها . وأن ولاءه لبني عامر كان نتيجة لكون والده قبل 
عتقه من مواليهم كا يقول الأستاذ عنان'" . 

ومها يكن الأمر فقد تمكن مجاهد العامري بما عرف عنه من من همة وصلابة » وما تميز به من 
طموح وشجاعة وفروسية , أن يؤسس له ولأعقابه من بعده مملكة في «دانية والبليار » وأن 
5 إلى مكانة عظمى في تاريخ الأندلس , بل وفي تاريخ الحوض الغربي للبحر المتوسط 





.١88ص حمد عبد الله عنان: دول الطوائف.‎ )١( 
الخشني : قضاة قرطبة. ص54.‎ )١( 
.11١ - "9 وابن حيان: المقتبس . تحقيق د. ود علي مكي . ص١ وحاشية 15 ص‎ 
.1١؟0/١ وحاشية‎ ١؟6-‎ ١55 كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ )©( 
(؛) ابن الأثير: الكامل. جه ص0507.‎ 
.5؟١ص‎ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس‎ 
ابن خلدون: العبر؛ ج؛ . ص504.‎ )6( 
.١88ص‎ . حمد عبد الله عنان : دول الطوائف‎ )1( 
.259 الحميدي: جذوة المقتبس. ص95" - 014" ترجة رقم‎ )0( 
.71- 7١ص وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث , الجلد الأول.‎ 
. 358٠0 والضبّي : بغية الملتمس, ص؟597 -*7 ترجة رقم‎ 
. ١57 وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
. 550 وابن الأثير: الكامل ج4 ص‎ . ١01-١05 وابن عذاري: البيان المغرب. ج ص‎ 
. "١4ص والحميري : الروض المعطار.‎ 
. 4١0١ وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ ص‎ 
.581-5١7ص وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس‎ 
- وابن خلدون: العبرء ج؛. ص04”.‎ 


١8 


استيلاء مجاهد العامري على دانية ١٠؛‏ ه -١٠١٠م‏ 

كان مجاهد العامري قبل نشوب الفتنة في بلاد الأندلس 569 ه- 8١٠٠م‏ أحد كبار فتيان 
الحاجب عبد الملك المظفر''' . وبعد وفاته أصبح كبير فتيان أخيه الحاجب عبد الرحمن الناصر 
الملقب بشنجول ”''» وقد تخلّى مجاهد العامري كبقية كبار قادة الجيش الأندلسى عن شنجول » 
عند نشوب الفتنة في قرطبة بقيادة >مد بن هشام عبد الجبار المهدي , لسوء تصرفات شنجول 
وجاقته'". وظلٌ في قرطبة يتابع الأحداث الدامية في عاصمة الخلافة ويتحين الفرص لتحقيق 
طموحه إلى الجد والسؤدد . ولاحت الفرصة المواتية بعد مقتل الخليفة مد بن هشام بن عبد 
الجبار المهدي على يد المواللي العامرية . وعودة الخليفة هشام المؤيد إلى سدة الخلافة » وفي نفس 
اليوم الذي قتل فيه الخليفة المهدي . غادر مجاهد العامري قرطبة على رأس جماعة من أتباعه 
إلى شرق الأندلس لتحقيق طموحاته في إرساء صرح ملكة له ولأعقابه'''» وكان ذلك في الثمن 
من ذي الحجة 1٠١‏ ه - 76 يوليو اا وبعد جهود مضنية نجح بجاهد العامري في 
الاستيلاء على ثغر دانية وما حولها في شرق الأندلس. وكوّن نواة مملكة في هذا الإقليم 
الاستراتيجي المطل على الحوض الغربي للبحر المتوسط وامحاذي لجزر البليار'': وأعلن بيعته 
للخليفة هشام المؤيد الذي أقرّه على ولايته وسكّ عملة في ألوطة'"! تحمل اسمه واسم الخليفة 
هشام المؤيد في عامي 1.5 ه -١١١٠م‏ و#.1ه ٠١١5-2‏ قر وقد جذبت شهرة عاهد 
العلمية أعداداً كبيرة من الأندلسيين إلى دانية خاصة من العاصمة قرطبة , التي كان يعاني أهلها 
من الحرب الأهلية آنذاك. كبا جذبت فروسيته فرسان الأندلس النين وفدوا على دانية 





> والقلقشندي : صبح الأعثى في صناعة الانشا . جه . ص505 . 
وشكيب. ارسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب » ص5607 . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر الباليار. ص 07١-59‏ . 
)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص ٠١4‏ . 
)١(‏ الحميدي: جذوة المقتبس ص؟105- 788 . والضبّي : بغية الملتمس . ص477 . 
(5) ابن عذاري : البيان المغرب ج” .ص18 وما بعدها . 
(؛) ابن خلدون: العبر ج4؛ ص 04" . 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب . ج؟ . ص ٠٠١‏ . 
() ابن الأثير: الكامل ج 4 ء ص١4‏ . وابن عذاري : البيان المغرب . ج" . ص5١1,‏ 166. 
وابن خلدون : العبرء ج؛ .ء ص7654. 
(1) ألوطة : بلوة شمال دانية على الطريق بينها وبين سرقسطة. (ياقوت الحموي: معجم الأدباء, ج١1‏ , 
ص97١١).‏ 
(8) أنطونيو بريتوفيفس: ملوك الطوائف. ص14 . 
وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ١17-١40‏ والحواشي .١17/9 0١‏ 


كرا 


زرافات ووحداناً » وكان مجاهد يختار منهم من اشتهروا بالفروسية والشجاعة ويضمهم إلى جيشه 
الذي أصبح تفضل براعقة العسكرية من أعظم و الأندلس في عهد ملوك الطوائف" , 

كا دفعته همته إلى إنشاء أسطول بحري في دار الصناعة في دانية. يعتبر من أقوى 
الأساطيل الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط في مطلع القرن الخامس للهجرة ؛ ويعود 
الفضل في ذلك إلى عراقة سكان ساحل الأندلس الشرقي في البحرية وتوفر غابات الصنوبر 
الجيد في المناطق المحيطة بدانية . خاصة في الجبال الحيطة بحصن قلصة . وما كانت تدره 
الزراعة والتجارة عليه من ثروات وافرة . وأصبح مرمى السمان المنيع في دانية الفائقة الحصانة 
قاعدة أسطول مجاهد العامري الذي كان يتطلع إلى تأسيس ملكة مترامية الأطراف تشمل شرق 
الأندلس وجزر الحوض الغربي للبحر المتوسط (''. ومن أجل تحقيق تطلعاته وإضفاء الشرعية 
على حكمه بعد مقتل الخليفة هثام المؤيد ذا القعدة 40# ه < مايو 1١1م!‏ واستشراء 
الفئنة في قرطبة بعد اقتحامها من قبل البربر واعتلاء.سلهان بن حكم المستعين بالله سدة الخلافة 
على يد البربر'“' , قام مجاهد العامري بجبايعة أمير أموي يدعى عبد الله المعيطي خليفة في 
مملكته "1 , 


مبايعة مجاهد العامري لعبد الله المعيطي خليفة في مملكته 
سبق مجاهد العامري غيره من ملوك الطوائف في استغلال عواطف أهل الأندلس الذين 
كانوا يتطلعون إلى خليفة أموي قوي يلتفون تحت رايته لما كان للخلافة الأموية في الأندلس 
من ذكريات عزيزة على نفوسهم وأبجاد يعترّون بها ء فبالرغم من مقتل الخليفة هشام على يد جمد 
ابن سلوان بن المستعين بالله في ذي القعدة 1١٠‏ ه - مايو ٠١١‏ م فقد ظل أهل الاندلس يلهجون 
بذكره بعد أن أخفى قاتلوه أثره مما أحاط الغموض بمصيره". وظل اسمه يتردد على المنابر 





. 54 - 5١ص ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة, القسم الثالث/الجلد الأول.‎ )١( 
. 7١8ص‎ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس‎ 

. ١١ص العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء‎ )١( 
. 5٠٠ وابن سعيد المغربي : المغرب في “حلى المغرب , ج؟ , ص‎ 
.١١0 الاودريسي : صفة المغرب والسودان ومصر والأندلسء ص‎ 
. والحميري : الروض المعطار. ص؟"”؟‎ 
. 171 وياقوت الحموي : معجم البلدان . ج37 . ص‎ 

(") ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص ١١١‏ . 

(:) ابن عذاري : البيان المغرب. ج” . ص؟١1-١1,‏ 

(ه) ابن بشكوال : الصلة/القسم الأول . ص 559 - .30 . 

(1) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص١١‏ . 


ل 


قرابة الخمسين سنة بعد وفاته » وظهر عدد من الأدعياء الذين استغلهم ملوك الطوائف وأعلنوا 
البيعة لم''' . وقد أطلق الأوربيون على هذه الظاهرة اسم «سراب الخلافة » ههذ»5 18 
وزوؤذلة0'"! وقد استغل مجاهد العامري هذا التطلع إلى خليفة أموي وأعلن بيعته لأمير أموي 
يدعى عبد الله بن عبد الله المعيطي قدم إلى دانية من قرطبة ومعه« خلق كثير. . » وكان فقيها 
لامعاً من « أهل النبل والشرف والذكاء.. »'"'. وأسقط في يد سليان بن حك المستعين بلله » 
الذي نصّبه البربر خليفة في قرطبة عندما بلغه مبايعة مجاهد العامري للمعيطي خليفة في شرق 
الأندلس » وم يحرّك ساكناً لعبور علي بن حمود الإدريسي أمير سبتة على رأس قواته إلى مالقة في 
جنوب شرق الأندلس وادعائه أن الخليفة هشام المؤيد ولاه عهده وأنه المطالب بدمه وبالخلافة 
من بعده''' » وهذا مما مكّن مجاهد العامري من مبايعة أبي عبد الرحمن عبد الله بن عبد الله 
المعيطي خليفة في دانية وملحقاتها في شرق الأندلس ولقبه بالمنتصر بالله « وأثبت اسمه في سكته 
وإعلامه.. ». وأطلق الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله على مجاهد العامري لقب «ذي 
الوزارتين »'" . وكان ذلك في شهر جمادي الثاني 500 ه - نوفمبر 14١1م"‏ . وقد عثر على 
نقود سكت في ألوطة شمال دانية في عام 505 ه - ٠١١5‏ م تحمل اسم الخليفة المعيطي ومجاهد 
العامري . مما يؤُكد دقة المعلومات التاريخية في المصادر الإسلامية عن تاريخ بيعة المعيطي!" . 
وبعد خمسة أشهر من مبايعة عبد الله المعيطي المنتصر بالله خليفة في دانية ‏ أبحر مع بجاهد 
العامري على رأس أسطول بحري كبير للاستيلاء على جزر البليارا*. 


.318 198 0350 ابن عذاري : البيان المغرب. ج” . ص‎ )١(“ 
. 1١ كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري » ص‎ )١( 
. 1١ص (؟) ابن بسام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة , القمم الأول/ الجلد الأول‎ 
. 300-559 وابن بشكوال : الصلة/القسم الأول ص‎ 
115-1١6 وابن عذاري : البيان المغرب . ج” ء ص‎ 
. 550 وابن الأثير: الكامل؛ جه . ص‎ 
. 77١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ 
وابن خلدون: العبرء ج؛ . ص06”.‎ 
.3١١7ص‎ ,)17517 والصفدي : مخطوط الوافي بالوفيات . ج١١ (رقم‎ 
.1١5ص‎ , (؛) ابن عذاري: البيان المغرب. ج”‎ 
. 598٠0 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القمم الخاص بالأندلس» ص‎ )0( 
. 550 ابن الأثير: الكامل. جىء ص‎ )3( 
. ١8١ أنطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف . ص‎ )9( 
.1١5ص‎ . ابن عذاري : البيان المغرب. ج”‎ )4( 


1١1١ 


استيلاء مجاهد العامري على جزر البليار 


أجمعت جميع المصادر التي بين أيدينا على أن مجاهد العامري استولى على جزر البليار 
« الجزائر الشرقية »''' واختلفت في التفاصيل , وأقدم النصوص التي عثرنا عليها بهذا الصدد 
هو ما ذكره الحميدي الميورقي وكان معاصراً لجاهد العامري ونقل عنه الضبّي . يقول فيه بأن 
مجاهد العامري استولى على جزر البليار بعد نشوب الفتنة في بلاد الأندلس » وبعد استيلائه 
عليها توجه منها على رأس أسطوله في حملة بحرية على جزيرة سردانية 101 هت 015١1م!,‏ 
بينما يذكر ابن عذاري النص المتناقض التالي الذي كان سبباً في البلبلة التي وقع فيها بعض 
المؤرخين المعاصرين ٠‏ يقول في الفقرة الأولى . من هذا النصّ بأن مجاهد العامري استولى على 
مدينة دانية في بداية الفتنة التي نشبت في الأندلس . وهذا ما أجمعت عليه المصادر والمراجع 
واعتمدناه ولا خلاف عليه . ولكنه يضيف في فقرة أخرى بأن المنصور بن أبِي عامر ولَى مجاهد 
العامري عاملاً على دانية'" ؛ وإذا ما علمنا بأن المنصور بن أبي عامر توفي في عام 
وم ه - ١.10م''‏ ء لتبين لنا مدى تناقض هذا النص. ويزيد ابن عذاري نصه تعقيداً في 
فقرة لاحقة يقول فيها بأن مجاهد العامري كان عاملاً على جزر البليار عندما نشبت الفتنة في 
الأندلس . فقام بتدعيم مركزه في هذه الجزرء وتوجّه منها إلى دانية واستولى عليها ولقب نفسه 
بالموفق بالله. وهنا نقع في الحيرة من هذا التناقض الواضح في هذا النص» ونتساءل أي 
الروايات هي الأصح . استيلاء مجاهد على دانية في بداية الفتنة , أم أن المنصور بن أبي عامر 
هو الذي ولاه على دانية . أم أنه كان عند نشوب الفتنة في بلاد الأندلس عاملاً على جزر 
البليار؟ ويزيد ابن عذاري نصّه هذا تعقيداً في الفقرة الأخيرة . وهي الأصح في نظرنا » حيث 
يقول بأن مجاهداً العامري توجه من دانية إلى جزر البليار واستولى عليها”'. ويؤكد ابن 


)١(‏ الحميدي : جذوة المقنبس , صن 07" . وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة القسم الثالث/ 
الجلد الأول ص ؟؟ . والضبّي : بغيةٌ الملتس . ص *47 . وابن عذاري : البيان المغرب , ج ” , ص ١1١5‏ 
و65١٠‏ . وابن الأثير: الكامل. جه. ص 55١‏ . وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج 9 . 
ص 4116501١‏ . وياقوت الحموي : معجم البلدان , ج ه . ص 561 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم 
الخاص بالأندلس. ص 7١88‏ . وابن خلدون: المقدمة. ص *78. وابن خلدون: العبرء ج؟ » ص 78" 
و64". والقلقشندي: صبح الأعثى . ج ه. ص 04". ومآثر الإنافة في معام الخلافة. ج .١‏ ص 0ه”. 
ورينو- تاريخ غزوات العرب . ص 587 . وأماري : المكتبة الصقلية ؛ ص 5 , والباروكمبانير: تخطيط 
تاريخي لجزر البليار. ص 37١‏ . 

. 507 الحميدي: جذوة المقتبس . ص 867" . والضي : بغية الملتمس . ص‎ )١( 

(7) ابن عذاري : البيان المغرب , ج” . ص 1١68‏ . 

(5) المقري: نفح الطيب » ج ١‏ ؛ ص 105. 

(6) ابن عذاري : البيان المغرب . ج * . ص ١00‏ . 


1١17 


عذاري نفسه وجهة نظرنا حيث يقول في نص آخر في حوادث عام 400 ه - ٠١١6‏ م بأن عبد 
الله المعيطي الذي بايعه مجاهد العامري خليفة في مملكته أقام خمسة أشهر في دانية بعد مبايعته 
بالخلافة »ثم صحب مجاهد العامري في حملة بحرية للاستيلاء على جزر البليار"" , وهذا ما يؤكده 
ابن الأثير وما نرجحه'". أما ابن خلدون فل يحدد بدقة تاريخ استيلاء مجاهد العامري على 
جزر البليارء واكتفى بالقول في أحد نصوصه بأن مجاهد العامري استولى على دانية والجزائر 
الشرقية « البليار » في بداية الفتنة الأندلسية!" . كما ذكر ابن خلدون نصاً آخر يذكر فيه خبر 
استيلاء مجاهد العامري على دانية واستقلاله . ومن ثم استيلائه على جزر البليار؛ واستبداده 
بحكمها في عام 4١‏ ه-055٠01').‏ وقد أدى سوء فهم هذا النص عند بعض المؤرخين 
القدامى ومنهم القلقشندي على سبيل المثال» إلى تقديرات خاطئة . فقد ذكر في مآثر الأنافة 
بأن بجاهد المامري استولى على جزر البليار « ميورقة ومنورقة ويابسة » في عام 
41 ه - 8١١1م‏ /*. ولكنه تنبه إلى خطأه في صبح الأعشى . حيث ذكر بأن مجاهد العامري 
استولى على جزر البليار دون أن يحدد التاريخ . وأضاف إلى ذلك قائلاً « .. واستقل بملكها في 
سنة 41 ه- 78١٠م"‏ ». ونظراً لإجاع معظم المصادر القدية والمراجع الحديثة التي تمكنا 
من الاطلاع عليها ء على أن مجاهد العامري استولى على جزر البليار في شهر ذي القعدة 
0 ه- مايو ٠١١0‏ م فقد اعتمدنا هذا التاريخ'"' , الذي ارتبطت فيه جزر البليار ارتباطاً 
مباشراً بمجاهد العامري إلى أن أخذ في تولية ولاة عليها كان أوهم ابن أخيه عبد الله » وكان 
ذلك في عام 4١#‏ ه .)*/1١١١-‏ واتخذ مجاهد العامري من هذه الجزر بعد استيلائه عليها 
قواعد بحرية لأساطيله للإغارة منها على سردانية وقرسقة وثغور ساحل إيطاليا الغرني وجنوب 
بلاد الفرئجة وإمارة قطلونية”''. وكانت أولى حملاته البحرية من البليار على جزيرة سردانية » 
)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب . ج ” . ص“ .1١5‏ 

() ابن الأثير: الكامل؛ ج 5. ص 550 . 

(9) ابن خلدون : العبرء ج 5 . ص 558. 

(؛) المصدر السابق. ص 804”. 

(0) القلقشندي : مآثر الإنافة في معام الخلافة. ج .١‏ ص هه"#. 

3( القلقشندي : صبح الأعشى في صناعة الإنشا. ج وه . ص 801*. 

(1) ابن عذاري: البيان المغرب. ج *. ص7١١‏ . وابن الأثير: الكامل. جه ص ١٠؟.‏ وأمادي: 
المكتبة الصقلية. ص" . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص39 .7١-‏ ود. حسين 
مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .1١1‏ ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في 
إسبانيا . ص ”7 . وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص .*١*‏ ومحمد عبد الله عنان : دول 
الطوائف . ص 185 . وكليليا سارنلي تشركوا : مجاهد العامري . ص 1١88‏ . 

(4) ابن خلدون: العبرء ج 4 ص 04”. 

(9) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .7١‏ وكليليا سارنللي تشركوا: مجاهد العامري» 
ص 199-1١95‏ 


1١17 


وقد استفرق إعداد الحملة خمسة أشهر. وانطلق الأسطول الإسلامي العتيد إلى سردانية في 
ربيع الأول 107 ه- أغسطس ٠١٠١‏ م ليسجل ملحمة من ملاحم البطولة في الحوض الغرني 
للبحر المتوسط ؛ في وقت تغيّرت فيه موازين القوى البحرية ورجحت كفة الأساطيل المسيحية 
تحت علم البابوية 7" . 


حملة أسطول دانية والبليار على جزيرة مردانية 
أبحر مجاهد العامري على رأس أسطوله من جزر البليار إلى سردانية في شهر ربيع الأول 
5نف 2 أعيطان 10 وكان يطمح إلى جعل الحوض الغربي للبحر المتوسط بحرا 
إسلامياً”". وقد أثار أبو طالب عبد الجبار المعروف بالمتنبي الأندلسي في أرجوزته الشهيرة عن 
ملوك الطوائف إلى هذه الحملة بقوله : 
ومنهم مجاهد اللبيب سلطانه رسى مرسى دانية 0 ثم غزا حتى سردانية') 
وكان الأسطول الذي قاده مجاهد العامري لفتح سردانية من أكبر الأساطيل البحرية في 
الحوض الغرني للبحر المتوسط آنذاك , فقد كان يتكون من مائة وعشرين قطعة بحرية » وبلغ 
عدد الفرسان الذين اشتركوا في هذه الحملة قرابة الألف فارس ء بالإضافة إلى عدد كبير من 
الغزاة والمتطوعة والبحارة الأشداء الذين تمرسوا في البحر وخبروا مسالكه وخاضوا حروبه!* 





)١(‏ الحميدي : جذوة المقنبس . ص 585 . وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في حاسن أهل الجزيرة . القسم الرابع 
الجلد الأول . ص ٠ ٠50‏ والضبي : بغية الملنسس . ص 75 . وابن عذاري : البيان المغرب . ج ” . ص ١١5‏ . 
وابن الأثير: الكامل. ج ٠‏ . ص 54١‏ . وابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 10١‏ . 
والحميري : الروض المعطار. ص ."١54‏ وابن خلدون: المقدمة. ص .. وابن خلدون: العبر؛ ج 4 ء» 
ص 04". وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القيم الخاص بالأندلس . ص ٠ 5١5‏ والباروكمبانير: تخطيط 
تاريخي لجزر البليارء ص .7١-١‏ ود. حسين مؤّنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط ء 
ص 117-117 . ود . السيد عبد العزيز سام ود . العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس » 
ص 505-707 . وتمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 151-١60‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : بجاهد 
العامري . ص 1١91‏ -9.؟. . 

(؟) ابن الأثير: الكامل ؛ ج ه . ص ١٠١‏ . وابن عذاري : البيان المغرب , ج ” . ص ١١5‏ . والباروكمبانير. 
تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص 7١‏ . 

(؟) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ١507‏ ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في إسبانيا . 
ص76. 

(4) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة , القسم الأول/ الجلد الثاني .ص 4١15‏ . وص 185 . وأبو الفداء : الختصر 
في أخبار البشر, عج ؟ءص ١45-1١48‏ . وزين الدين بن عمر بن مظفر (ابن الوردي) : تاريخ ابن الوردي » 
جا ص 409 . 

(ه) ابن الأثير: الكامل؛ ج ه . ص 565١‏ . وابن عذاري : البيان المغرب . ج ” . ص ١١7‏ وابن الخنطيب: 
أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 5١9‏ وأ شالك لويس : القوى البحرية والتجارية . ص7١7.‏ 


1١1غ‎ 


وكان يقود سفينة القيادة أبو خرّوب كبير القادة البحريين'' . وتحققت الخطوة الأولى من 
طموحات مجاهد بنزول قواته في سردانية واستيلائه على معظم أرجائها بعد معارك عنيفة قتل 
فيها وأسر عدد كبير من سكانها مما سيكون له أثر كبير على مصير هذه الحملة. وم تغفل 
مصادرنا الإسلامية هذه النقطة الحامة » ويقول ابن الأثير في هذا الصدد عند حديثه عن فتح 
جزيرة سردانية « وقتل مجاهد بها خلقاً كبيراً من النصارى وسبى مثلهم .. »”'2. ويقول ابن 
الخطيب «وغنم مجاهد من سردانية وسبى ما لا يأخذه الحصر إلى أن كسد في زمانه السبي 
وخسّت فيه الأثمان »'"). كما تجمع المصادر الفرنجية واللاتينية على عنف المعارك التي خاضها 
السردانيون بقيادة « مالوت » 8431006 دفاعا عن حريتهم والخسائر الفادحة التي وقعت في 
صفوفهم . وكانت أعنف المعارك التي خاضها السردانيون في مواجهة قوات مجاهد العامري على 
مقربة من كلياري 51هذاع0 عاصمة سردانية التي قتل فيها مالوت قائد القوات السردانية 
وفنيت معظم قواته وأسرت البقية . وبعد هذا النصر الحاسم الذي حققه مجاهد العامري . عبرت 
قواته إلى المعاقل الجبلية واستولت على معظمها. ودعم انتصاره ببناء سلسلة من القواعد 
والحصون لمواجهة أي ترد من السكان”''. النين اشتهروا بشجاعتهم وتعلقهم بالحرية!" . 
واستكان سكان جزيرة سردانية بعد مقاومة ضارية . وأعلن بعض حكام الأقالم ولاءهم 
لجاهد العامري . وتعهدوا بدفع الجزية مما شجع مجاهد على أن يختط مدينة إسلامية اتخذها 
مركزاً لحكمه واستقر فيها مع أسرته ؛ ولكنه أساء الاختيار » فقد كان موقع المدينة في منطقة 
موبوءة جرداء قليلة الإنتاج » في مكان إحدى المدن القدية التي اندثرت وهجرها أهلها . كما 
يتضح من النص التالي للحميري الذي يقول فيه : « وكان أبو الجيش مجاهد العامري قد دخل 
سكدانية وافتتح أكثرها وجدّد إحدى مدا فأصاب المسلمين فيها جوع وا 00 نْظرا 
لوجود المستنقعات على شاطئها مما جعلها مرتعاً خصيباً لشتى أنواع الأوبئة!". ودون تبصر 
للعواقب قام مجاهد العامري بإرسال حلات بحرية من جزيرة سردانية للإغارة على ساحل 
إيطاليا الغربي من جنوة حتى بيزة في وقت تغيّرت فيه موازين القوى البحرية بعد سقوط معقل 
فرخشنيط #4«فندهم! الإسلامي وأصبحت ثغور إيطاليا الغربية المنضوية تحت علم البابوية 





)0 الحميدي: جذوة المقتبس . ص 505 - 05" . والضبّي : بفية الملتمس ,» ص 475 . 

. 550 ابن الأثير: الكامل. جهىء ص‎ )١( 

(؟) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص 56١؟.‏ 

(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص 7١‏ وما بعدها. وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد 
العامري . ص ١57‏ . وما بعدها. 

(5) الحميري : الروض المعطارء ص 5١4‏ . 

(1) الحميري : الروض المعطارء ص 514 . 

() كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص *15. 


1١16 


تشكل قوة بحرية كبرى"". فما إن عم البابا بندكت الثامن باستيلاء أحد أساطيل مجاهد 
العامري على ثغر لوني في شمال غرب إيطاليا ء حتى قرر العزم على حشد القوى المسيحية في 
الحوض الغربي للمتوسط لجاببة أساطيل دانية والبليار . وأعلن الحرب الصليبية على المسلمين , 
ولبّت الجمهوريات البحرية الإيطالية وعلى رأسها بيزة وجنوة نداء البابا بندكت الثامن » الذي 
نجح في عقد تحالف بينها . وقد نجح هذا الحلف البحري المسيحي في طرد القوات الإسلامية من 
ثغر لوني وعادت فلوها إلى جزيرة سردانية. وم يكتف البابا بندكت بهذا النجاح » وقام 
بإصدار مرسوم كنسي إلى الجمهوريات البحرية الإيطالية والفرنجة في ثغور البروفانس وإمارة 
قطلونية بحشد قواها لطرد قوات مجاهد العامري من جزيرة سردانية''! . وفي الوقت الذي كانت 
تحتشد فيه الأساطيل المسيحية لمهاجمة القوات الإسلامية في سردانية ؛ كان عملاء البابا بندكت 
الثامن يحثون أهل سردانية على مقاومة الغزاة ويعدونهم بالعون العاجل . فقام السردانيون 
بثورة جامحة لم تنكمن قوات مجاهد العامري من قمعها'"', وزاد من صعوبة موقفه وقوع تمرّد 
غامض في صفوف قواته كما يقول الحميدي... « واختلفت عليه أهواء الجند . . »27 ء لما 
عانوه من الخسائر ومن الجوع والوباء''. وبينما كان مجاهد العامري يحاول جاهداً قمع مقاومة 
أهل سردانية ومعالجة التمرد الذي وقع في صفوفه وصلت إليه أنباء الحشود البحرية المسيحية 
النتي كانت في طريقها إلى جزيرة سردانية من إيطاليا وبلاد الفرنجة » ويقول ابن الأثير ني هذا 
الصدد : « فسار إليه الفرنج والروم.. ». ويذكر ابن الخطيب بأن « ملوك الأرض الكبيرة » 
(إيطاليا) « تداعوا على مجاهد العامري واستجاثوا وبلغه من أمرهم مالا يطيقه.. » , فوقع في 


من أمرة :: وقرن بعد تردد._مغادرة جزيرة 'ميزنو نيا" 
حيرة امن امرة + وقرر .بغد. بردة. معادرة. جزيزة تزدائيةه 3 


تدمير أسطول دانية والبليار وانسحاب فلوله لميورقة 

نتيجة لصعوبة موقف مجاهد في جزيرة سسردانية والتهديد الذي كانت تتعرض له قواته من 
ثوار الجزيرة من جهة . ومن الأساطيل المسيحية التي كانت في طريقها إلى جزيرة سردانية من 
)١(‏ أرشيبالد لويس : القوى التجارية والبحرية . ص .5١4‏ ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ 
المغرب والاندلس . ص١1 .5١5-‏ وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ١99‏ . 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ”7 . وعمد عبد الله عنان : دول الطوائف , ص ؟5١1.‏ 
ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس. ص ؟١5.‏ 
(؟) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ”50 . 
(5) الحميدي: جذوة المقتبس. ص 708 . والضبّي : بغية الملتمس . ص47 . 
(65) الحميري : الروض المعطار. ص ١4‏ . 
(7) ابن الأثير: الكامل. ج ه. ص 5٠١‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» 
ص ؤا؟. 





15 


جهة ثانية » فقد قرر الانسحاب على رأس قواته إلى جزر البليار'"' . على أمل أن يعود ثانية 
إلى جزيرة سردانية ؛ « بعد تفرق من يشغْب عليه.. »!'' : وبعد تغيّر الأوضاع في الجزيرة 
وزوال الوباء الذي تفشي في المديئة التي اختطّها فيها''". وكان إبحار أسطول مجاهد من 
سردانية في ظروف غير مواتية في شهر ابريل الذي تهب فيه على شواطىء جزيرة سردانية 
رياح المسترال الثمالية الغربية العنيفة!''. وفي الوقت الذي كان فيه « أبو خرٌوب » قائد 
الأسطول يحاول جاهداً الانسحاب إلى جزر البليار رغم معاكسة الرياح . فوجىء بالأساطيل 
امسيحية المتحالفة تقطع عليه الطريق. « ..وجاءت أمداد الروم وقد عزم على الخروج » كما 
يقول الحميدي ٠‏ ويؤكد نفس الرواية ابن الخطيب نقلاً عن ابن حيان , حيث يقول « فأعجله 
العدو عن القفول واللحاق بدار ملكه في ميورقة وقطع به...وحاول مجاهد العامري جنب 
الاشتباك مع الأساطيل المسيحية المتحالفة . ولكن رياح المسترال الثمالية الغربية المعاكسة 
أعاقت أسطوله المنقل بالحمولة » فقد كان فيه من أسرى سردانية وحدهم مانية آلاف!". لهذا 
أمر مجاهد العامري باللجوء إلى أحد المراسي الساحلية حتى تخف حدّة الرياح التي كانت 
تعصف بسفن أسطوله . وبالرغم من معارضة أَبِي خرٌوب قائد الأسطول وتحذيره مجاهد من مغبة 
الرسوفي ذلك المرسى المكشوف . ومع ذلك فقد أصرّ مجاهد العامري على رأيه ‏ مما أدى إلى تحطيم 
عدد كبير من سفن الأسطول , دفعت بها الرياح العنيفة إلى جزيرة على مقربة من ذلك المرسى . 
حيث تحطمت هناك وغرق من فيهاء وقد أطلق المسلمون على هذه الجزيرة اسم « جزيرة 
الشهداء »''. وأرجح بأن هذه الجزيرة تقع في مضيق بونيفاشيو الذي يفصل سردانية عن 
قرسقة نظراً لكثرة الجزر الصغيرة في هذا المضيق على مقربة من ساحل سردانية الثالي وساحل 
قرسقة الجنوبي . وما يؤكد هذا القول ما ذكره المؤرخ الفرنسي ماس لاتري 6ئهآ 8155 بأن 
يجاهد العامري كان يتحك في مضيق بونيفاشيو وأنه قام بالاستيلاء على الأجزاء الجنوبية من 
جزيرة قرسقة لتأمين عبور قواته البحرية ذهاباً وإياباً إلى قواعدها الخلفية في جزر البليار". 
كما أن تدمير أسطول مجاهد في منطقة ضيقة أعاقت تحركه ؛ في وقت كانت تهب فيه الرياح 





. 7١5 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص‎ )١( 

. 4977 الحميدي: جذوة المقتبس. ص 707. والضبّي : بغية الملتسس . ص‎ )١( 

(6) الحميري : الروض المعطار. ص ."١4‏ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» 
ص 5١9‏ . وحمد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص ١9١‏ . 

(؛) دائرة المعارف البريطانية . ج ١9‏ . ص ؟١؟‏ لعام 1537 م. 

(5) الحميدي: جذوة المقتبس . ص 687" . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» 
ص 9١؟.‏ 

(1) الضبّي : بغية الملتسس . ص 175 . والحميري : الروض المعطارء ص 7١4‏ . 

(1) كليليا سارئللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 1515-1١58‏ . ودائرة المعارف البريطانية , ج ٠١١‏ 
ص 0680 لعام 1936. 


1١ / 


الثمالية الغربية المعاكسة بعنف ء ما دفع سفنه إلى جزيرة صغيرة على مقربة من أحد المراسي 
الساحلية وفقاً للروايات الإسلامية : يؤكد بأن المعركة .لبحرية بين أسطول مجاهد العامري 
والأساطيل المسيحية المتحالفة كانت في مضيق بونيفاشيو الضيّق. فهو طريق الإياب بين 
سردانية إلى البليار كما أنه أنسب مكان للأساطيل المسيحية لقطع الطريق على أسطول مجاهد 
الذي وقع بين نارين ؛ معاكسة الرياح الغربية لتحركه غرباً » وقطع الأساطيل المسيحية الطريق 
عليه وهي قابعة في مراسيها المحمية من الرياح. 


ويصف أبو الفتوح الجرجاني الذي صحب مجاهد العامري في حملته إلى سردانية!") تدمير 
أسطول مجاهد قائلاً : « كنت مع.أبي الجيش مجاهد أيام غزاته في سردانية فدخل في المراكب في 
مرسى نهاه عنه أبو خرٌوب رئيس البحريين فل يقبل منه .فلما حصل في ذلك المرسى هبّت ريح 
جعلت تقذف مراكب المسلمين مركباً مركباً إلى الريف » والروم وقوف لا شغل لهم إلا الأسر 
والقتل للمسلمين.. »'"). وهكذا تعاونت الطبيعة القاسية والقوات المسيحية المتحالفة من 
الإيطاليين والفرنجة والسردانيين في تدمير أسطول دانية والبليار» وقتل وأسر معظم بحارته 
ومقاتليه . في ذلك المعبر البحري الضيق ء وم يكن في وسع قادة الأسطول الخروج من هذا 
المأزق » فقد كانت الرياح الثمالية الغربية تعيق تحرك السفن غرباً , والأساطيل المسيحية 
المتربصة تقطع عليه الطريق من مكامنها وتدمر السفينة تلو الأخرى » والبعض الآخر تدفعها 
الرياح إلى سواحل المضيق حيث كانت ترابط قوات سردانية وقرسقية على الساحلين المتقابلين 
على طول مضيق بونيفاشيو كما نرجح . وكلما جنحت سفينة إلى الشاطىء سارعوا إلى أسر 
بحارتها أو قتلهه“) ٠‏ ويصف أبو الفتوح الحرجاني حرج موقف مجاهد قائلاً:« .. وكلما سقط 
مركب في أيديهم جعل مجاهد يبكي من القهر حسرة على أسطوله وأسفاً على جنوده . وكان أبو 
خروب رئيس البحريين ينشد متشفياً بمجاهد لأنه م يصغ لتحذيراته ورسا في ذلك المرسى 
المشكوم : 


بكى دوب ل لا أرقاًالله دمعه ألا إنمايبكي منالذلٌ دوبل 


: وكليليا سارنللي تشركوا‎ . 5١5 الحميدي : جذوة المقتبس . ص 587 . والحميري : الروض المعطار . ص‎ )١( 
.١569- 1١98 مجاهد العامري . ص‎ 

(١؟)‏ الحميدي: جذوة المقتبس . ص ١186‏ ترججمة رقم 185 . والضبّي : بغية الملتمس . ص 707 . ترجمة رقم 
"0 . وابن الخطيب : الإحاطة . ج ١‏ . ص 104. 

0( الحميدي : جذوة المقنبس . ص 07" . والضبّي : بغية املتمس . ص 5077 . 

() الحسيري : الروض المعطار . ص 5١4‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» 
ص "١9‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص .١59- 1١١8‏ 


١4 


ويردد قائلاً : « قد كنت حذرته من الدخول هنا فم 50 

وقد ورد في العديد من مصادرنا الإسلامية وصف مثير لهذه الفاجعة التي حلّت بأسطول 
مجاهد وتدمير معظم سفنه والاستيلاء على عدد منها وأسر وقتل العديد من بحارته ومقاتليه . 
وكان من بين الأسرى بعض زوجات مجاهد العامري وبناته وأمه جود وكانت نصرانية ؛ وولده 


على وكان وحيده آنذاك , وأحد و 

وتذكر بعض المصادر اللاتينية والفرنجية على أن الأساطيل المسيحية المؤتلفة تحت عم 
البابوية هي التي أسرت نساء مجاهد وبناته وأمه جود النصرانية وابنه الوحيد علي في | حدى 
سفن الأسطول التي وقعت في أ ويذكر البعض الآخر بأن جود هي إحدى زوجات 
مجاهد العامري ووالدة ابنه علي" . وينفرد المؤرخ الميورقي الباروكمبانير بالرواية التالية التي 
يقول فيها بأن علي بن مجاهد أسر في اهجوم الذي شُنّه أهل سردانية على قوات مجاهد في ثورتهم 
المفاجئة التي أجبروه فيها على اللجوء إلى أسطوله ومغادرة الجزيرة'" ؛ بينما يذكر المؤرخ 
البيزي ازنك معسمع اغتراراً منه ببلده بيزة بن البيزيين هم الذين أشروا علي بن مجاهد 
وأنهم أهدوه إلى حليفهم هنري الثاني امبراطور ألمانيا'' , وهذا ما ذكره ابن الخطيب تقلاً عن 
نص لابن حيان يقول فيه: « بأن علي بن مجاهد وقع في سهم صاحب الألمانيين وهم أمة من 
الفرئجة تلي الصقالبة . . »!") كما وقع في الأسر أحد إخوة مجاهدل". 

ويذكر الشاعر المؤرخ البيزي « أنريكو » في ملحمته عن هزيمة أسطول مجاهد العامري ما يلي 
«في كتابه الشهير باسم ميوليكينوس ولاطلطء011 2/91 » : 

وبعد أن احتل البيزيُون السهل والوعر . 

يحكى بأن الملك موجيتو م15اءهنا]3 (مجاهد) . 

فر بعد موت أكثر أتباعه من المعركة . 


. 1075 الحميدي : جذوة المقتبس , ص 507 . والضبّي : بغية الملتس , ص‎ )١( 

)١(‏ ابن الأثير: الكامل؛ ج 5 » ص 017 وج ه ص 540 . والحميري : الروض المعطارء ص 5١5‏ . وابن 
الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 5١5‏ . وابن خلدون : العبرءج ؟ .ص 05" و٠100‏ . 
(6) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص15 5٠5‏ , 587 . 

(؛) د. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في إسبانيا. ص 50 - 558 . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد 
العامري . ص1١‏ . 

(0) الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 78-077 . 

(1) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 708 » وحاشية «1 ». ص 1١5١‏ . 

(1) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القم الخاص بالأندلس. ص .5١9‏ 

(0) ابن الأثير: الكامل. ج ؛ ء ص 517 . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامريء ص 3١1‏ , حاشية 


,»1١« 


1١65 


وانصرف الملك الهمجي بعد أسر ابنه وزوجته. 

ويقال بأن بيزة المنتصرة . 

أهدت ابنه إلى ملك الجرمان" , 

وقد تمكن مجاهد العامري من « افتكاك من أسر له من بناته ونسائه واخواته في مدة قريبة . 
إلا والدته فقد اختارت أهل ملتها وتبعتها أختها فأعرض عنهما. . ». أما ابنه علي الذي كان 
في السابعة من عمره عند أسره وكان ابن مجاهد الوحيد آنذاك » فقد بقي في الأسر سبعة عثر 
عام" 

وعاد القائد المنكوب والأب المفجوع مجاهد العامري إلى ميورقة ير أذيال الهزية » ويروي 
أبو الفتوح الجرجاني خاتة تلك الملحمة الدامية قائلاً « فبجريعة الدّفّ ما تخلصنا في يسير من 
المراكب.. »'"' . ولم يبق من ذلك الأسطول العتيد سوى خسة مراكب وأربعة قوارب , 
انسحب بها مجاهد من دوامة المعركة في مواجهة الرياح.العاصفة بكل صعوبة إلى ميورقة التي 
وصلها في شهر ذي الحجة 1١01‏ ه - إبريل 051015 . 


عزل الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله 

وصل مجاهد العامري بفلول قواته إلى جزيرة ميورقة في نهاية شهر ذي الحجة 
هد إبريل - مايو 1015م بعد مانية أيام من انسحابه من المعركة البحرية الدامية , في 
مواجهة الأساطيل المسيحية المتحالفة في مضيق بونيفاشيو بين سردانية وقرسقة'" » وما إن 
اقترب من ساحل ميورقة حتى واجه مشكلة كبرى تتطلب حلا عاجلاً . فقد استغل الخليفة عبد 
الله المعيطي غياب مجاهد العامري خلال فترة حملته على سردانية التي استغرقت عشرة أشهر, 
وجمع الأنصار حوله وأعلن عزل مجاهد واستبدَ بالحكم في مملكة دانية والبليارء واتفق مع 
أنصاره على قتل مجاهد إذا ما عاد سالماً من حملته على سردانية'"'. وسك دراهم في عام 





.١١١ كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامْري ؛ ص 5067 حاشية « ؟ » وحاشية «؛ » ص‎ )١( 
.58١- 5١9 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )١( 
. 4977 م( الحميدي: جذوة المقتبس . ص 67" . والضبي : بغية الملتمس . ص‎ 
. 59١ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )5( 
. 550 ابن الأثير: الكامل؛ ج 5 . ص‎ )( 
٠ د. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في إسبانيا . ص 6؟ - 0؟ . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري‎ )1( 
ص 6كذا- فكل.‎ 
. 5. ابن الخطيب: أعبال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص‎ )0( 
وابن خلدون: العبرء ج14؛ ص014”.‎ 


1١6 


5. ه 5١١1م‏ أثناء غياب مجاهد في سردانية تحمل اسمه فقط «الإمام عبد الله أمير 
المؤمنين » خلافاً للدراهم التي سكت في عام 106 ه - ٠١٠١0‏ م قبل مغادرة مجاهد لميورقة في 
طريقه لسردانية التي تحمل اسم الخليفة المعيطي ومجاهد العامري مع" . 

وبالرغم مما أصاب مجاهد من كوارث في حملته على سردانية فقد تمكن من التغلّب على 
الخليفة المعيطي وأنصاره بمن بقي معه من المقاتلين والبحارة في حمس سفن وأربعة قوارب!", 
وبساندة أهل جزيرة ميورقة النين وقفوا إلى جانبه'"' وآزروه في استعادة عرشه واعتقال 
الخليفة المعيطي في عملية مفاجئة لم يكن يتوقعها. ويصف ابن الخطيب كيفية اعتقاله نقلاً عن 
ابن حيان قائلاً : « بأن مجاهد العامري بادر المعيطي عند وصوله إلى الساحل وهو ذاهل عنه 
وهجم عليه وأقامه من مجلسه وقبض عليه وعلى من شايعه من أنصاره » وتسلّم منه سلطاته 
وعاقبه على سوء ما كافأه به وعدّد عليه يده.. » . ولكن المعيطي لم يتخاذل بالرغم من عنف 
المفاجأة وتصدى مجاهد بشجاعة قائلاً « لقد بلغي ما أحدثته بعدي من العبث بالناس والاستئثار 
بالفيء والجاهرة بالمعاصي فم يسعني انتظارك وأردت قبض يدك عن ظم العباد وعلى ذلك 
بايعتني ولا هوادة لك..!'). ولكن ذلك م يجده نفعاً بعد أن تخلّى عنه أنصاره وقام مجاهد 
بإعلان خلعه ونفاه في سفينة إلى ثغر بجاية في المغرب الأوسط . وعاش بقية عمره هناك مغموراً 


يتقوّت من تعلم صبيان قبيلة كتامة البربرية إلى أن توفي 195 ه-.1.4م/". 


استبداد يجاهد العامري بحم البليار 


اختفى اسم الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله بعد خلعه ونفيه في نماية ذي الحجة 
1 ه- إبريل- مايو 1015م ؛ واستبد مجاهد العامري بحم البليار وم يشر أي مصدر أو 
مرجع مكنا من الاطلاع عليه إلى ذكر ولاة لهذه الجزر منذ عودة مجاهد من حملته على سردانية 
في مطلع عام 0 ه - مايو ٠١17‏ م وحتى عام 4١‏ ه - 1٠١١5‏ م. فهل كان ذلك سهواً أو 
إغفالاً لأسماء هؤلاء الولاة أم أن هناك مصادر فقدناها أو أنها ما زالت في طيّ الغيب » أشارت 
إلى هذا الموضوع؟ 


.1١8١ انطونيو بريتوفيفضس: ملوك الطوائف. ص‎ )١( 
ابن الخطيب: أعبال الاعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص.59:‎ )( 
ابن خلدون: العبرء ج1» ص014”.‎ )©( 
(؛) ابن الخطيب: أعبال الاعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص.55.‎ 
. ترجة رقم 9ه‎ 57١-19 ابن بشكوال: الصلة/ القسم الأول» ص‎ )0( 
. 55. وابن الخطيب: أعبال الاعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص‎ 
. 54١ ابن الأثير: الكامل» جةء ص‎ )1( 
. 59. وابن الخطيب: أعبال الاعلام/ القسم الخاص بالأندلس» ص‎ 


60 


وتنتابنا الحيرة من هذا التساؤل . ولا نجد ما يعيننا على الإجابة عليه سوى نصين غامضين 
أحدهما لابن خلدون يتضح من فحواه بأن مجاهد العامري ظل يحك هذه الجزر بعد عودته من 
بشزدانية: حكما تامزا ع 41 مد والنص الآخر لابن الخطيب الذي يقول 
«وكان مجاهد العامري شديد الوطأة على رعيته سام أهل الجزائر (الشرقية) « البليار » 
الخسف. فسطا بوجوههم ورؤسائهم وألزم قلوبهم الرهب» لا عات على دولته . بغريب من 
السياسة حتى لقد حظر عليهم رماكهم السامية » وكانت عمدة أمواطهم . فكتبها منعوتة . فلا 
تكاد الرمكة تنتج مهراً . حتى يكتب على ربّه تبعته ويلزمه بتربيته . والقيام عليه إلى أن 
يصلح للرياضة » فيقبض منه عند ذلك : ويعطي خسة دنانير دراهم ولا تزاد عليها ولا يبرأ منه 
إن نفق» فلقد قطع دن رجل لقطعه أذن مهر :06" 

يتضح من النصين الآنفي الذكر ما يلي : 

أ- حك مجاهد العامري المباشر لجزر البليار ومدى قسوته على أهلها بعد عودته من سردا نية 
وحتى عام 5١‏ ه - ٠١55‏ م ء وهذا أمر يدعو للحيرة والتساؤل . فقد وقف أهل هذه الجزر إلى 
جانبه وناصروه ضد المعيطي عندما تآمر عليه!" ؛ فما الذي دعا مجاهد إلى مثل هذه التصرفات 
التي تخلو من الرحمة؟ وهو المشهور بعلمه وأدبه وشجاعته وفروسيته ودهائه وذكائه!'' . ترى هل 
كان سبب ذلك يعود إلى حاجته الماسّة للأموال لإعادة بناء أسطوله الذي دمر أمام شواطىء 
سردانية؟ أم أن حاجته إلى الخيول لتزويد فرسانه بها هي السبب في هذا التعسف؟ نظراً 
لاشتباكه في حروب متواصلة , بعد عودته من سردانية وحتى وفاته!* . تصعب الإجابة على هذه 
التساؤلات لعدم توفر المصادر التي يمكن الاستناد إليها . 

ب- يذكر ابن الخطيب في نصه الآنف الذكر بأن مجاهد العامري فرض حكماً إرهابياً على 
جزر البليار وظم رعيتها وعسف برؤسائها لخوفه منهم على دولته » فهل كان سبب ذلك يعود إلى 
قيامهم بثورة عليه لم تصلنا أخبارها . لسبب نجهله أغفلته مصادرنا الإسلامية؟ وهل كان حم 
بجاهد العامري المباشر لجزر البليار حتى عام 11 ه 5١١٠م‏ كما يقول ابن خلدون!”', 


. 


.5804 ابن خلدون : العبرء ج 5 ؛ ص‎ )١( 

.5١8ص ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس»‎ )١( 

(؟) ابن خلدون: العبرء ج 4 . ص 04”. 

(5) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة , القسم الثالث/الجلد الأول . ص 74-5١‏ . وابن 
عذاري : البيان المغرب , ج ” . ص 31١5‏ . 

(5) ابن عذاري: البيان المغرب , ج. ص ١140105‏ 174 ء ابن خلدون : العبرء ج14 ء ص ؟4", 
ل 0 

(1) اين خلدون : العبرء ج ؟ . ص 84*. 


يعود إلى محاولته تنبيت دعائم حكمه في هذه الجزر؟ بجرد تساؤلات تصعب الإجابة عليها , ولا 
غجد بين أيدينا ما يمكننا من إماطة اللثام عن هذا الغموض الذي خَيّم على جزر البليار في قترة 
حّ مجاهد المباثر لهذه الجزر. 

ج- يستهجن ابن الخطيب السياسة التي اتبعها مجاهد العامري مع أهل جزر البليار, 
ويصفها بالغرابة'' » وربما يعود سبب هذه السياسة الغريبة إلى طبيعة مجاهد المتقلبة من جهة 
وإلى هزهته المروعة في سردانية من جهة ثانية ؛ نظراً لما تركته في نفسه من مرارة وعدم ثقة يمن 
حوله » والشك في كل حركة واعتبارها عصياناً عليه وانتقاضاً لطاعته وقرداً على سلطته ؛ لما 
عاناه من رد جنوده في سردانية وخروجهم على طاعته . ورا تكون هذه الأسباب مجتمعة هي 
السبب الرئيسي في غرابة تصرفات مجاهد وتناقضها ‏ بالرغم مما فطر عليه من ذكاء وألمعية 
وشجاعة وفروسية » ويؤكد هذا التناقض في طبيعة مجاهد العامري ما ذكره ابن بسّام نقلاً عن 
ابن حيان حيث يقول : « أكثر مجاهد التخليط في أمره فطوراً ناسكاً معتكفاً متبرئاً من الباطل 
يعكف على دفاتر يقرؤها . وتارة يعود خليعاً فاتكاً لا يساتر بلهو ولا لذّة ولا يستفيق من شراب 
وبطالة , ولا يأنس بشيء من الجد والحقيقة . وله ولغيره من ملوك الطوائف في هذا الباب أخبار 


مأتوراة 6 506 


وبالرغم من هذه السياسة الغريبة التي اتبعها مجاهد العامري مع سكان جزر البليار: فقد 
أولى هذه الجزر عنايته وأعاد بناء أسطوطا الذي دمرته العواصف والأساطيل البحرية المسيحية 
المتحالفة أمام ساحل سردانية في فترة وجيزة . وظلّت جزر البليار في عهده . تقف كالطود 
الشامخ دفاعاً عن ساحل الأندلس الشرقي وتقوم أساطيلها دون انقطاع بغارات متواصلة على 
ثفور إمارة قطلونية وجنوب بلاد الفرنجة وساحل إيطاليا الغربي وجزر الحوض الغربي للبحر 
التوسط . وظل اسم مجاهد العامري أسطورة من أساطير الحوض الغربي للبحر المتوسط لعدة 
قرون ؛ وأحاطته هالة من البطولة مما جعل مؤرخي الفرنجة والطليان ينسبون إليه جميع المعارك 
البحرية التي خاضتها أساطيل جزر البليار في الحوض الغربي للبحر المتوسط حتى بعد وفاته , 
وقد ذكرت المصادر الفرنجية واللاتينية عدة حملات قامت بها أساطيل البليار من عام 
18-8 ه- 1١.14‏ 5١١1م‏ ونسبتها إلى مجاهد العامزي'”". وبالرغم من أن جزر 
البليار كانت آنذاك تحت الحم المباشر لجاهد العامري إن صحّت رواية ابن خلدون» إلا أننا 





. 5١8 ابن الخطيب: أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )١( 

. ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص 58 -6؟‎ )١( 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 76-78 و86 - 86 . وأرشيبالد لويس: القوى‎ 
: وكليليا سارنللي تشيركوا‎ . ١45 وسمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص‎ . "١5 البحرية والتجارية . ص‎ 
. 508-5017 مجاه العامري . ص‎ 


1١0 


نرجح أن الذي قاد هذه الأساطيل هم قادة البليار البحريون , نظراً لانشفال مجاهد العامري 
آنذاك في حروب برية متواصلة في شرق الأندلس!". 


حملات أساطيل البليار في الحوض الغربي للبحر المتوسط 

أ- تذكر المصادر الفرنجية واللاتينية بأن أسطول البليار أغار على ثغر برشْلونة عاصمة 
إمارة قطلونية سنة 9١؛‏ ه -8١١1م''؛‏ ويعود سبب هذه الغارة إلى النزاع الذي نشب بين 
مجاهد العامري ملك دانية والبليار . ولبيب العامري أمير طرطوشة على ثغر بلنسية بعد موت 
أميرها مبارك العامري 41١5‏ ه-8١١٠م.‏ ولجوء لبيب العامري إلى حماية إمارة قطلونية 
واستعانته بقواتها لمواجهة قوات مجاهد العامري. مما أدى إلى توتر العلاقات بين مجاهدا" 
والكونتيسة سيدا 8 الوصية على ابنها الكونت رامون الأول من آل برنجار 
«رينده » 1 ©8305 . ووقوع اشتباكات بحرية بين أماطيلق يجاهد العامري واساطيل إمارة 
قطلونية » وبالرغم من حدة هجوم أحد أساطيل مجاهد على ثغر برشلونة 105 ه-8١١٠م,‏ 
إلا أن حامية الثغر تمكنت من دحر اهجوم بمساندة فرقة من المرتزقة الفرنجة والنورمان بقيادة 
روجر دي تويني 51ءه7 1ك م,عهواظ مما أضطر مجاهد العامري إلى عقد هدنة مع إمارة 
قطلونية''': من أجل التفرغ لجاببة الأساطيل البيزية والجنوية والفرنجية التي كانت تغير 
آنذاك على الثغور الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط !*. 

ب- أغار أحد أساطيل البليار ودانية على ثغر أربونة في جنوب غرب بلاد الفرنجة 
٠‏ ه- 1١16‏ - ١٠١1م‏ لحماية جزر البليار وثغور ساحل الأندلس من عدوان الفرنجة!'. 


ج- تنسب المدونة البيزية إلى مجاهد العامري غزوات بحرية واسعة النطاق في غربي البحر 


)000( ابن عذاري : البيان المغرب ..ج “. ص ١603‏ . وص ١14‏ . وابن خلدون: العبرء ج 4 . ص 147" ؛ 
اه . 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 0814-87 وأرشيبالد لويس: القوى البحرية 
والتجارية . ص "١4‏ . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ص ٠١‏ . وابن عذاري: 
البيان المغرب . ج ”* . ص 177 - 114 . وذيل البيان المغرب/ بجهول المؤلف . ص 5١”‏ . والباروكمبانير: 
تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 85-85 . 

(:) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 159- 319.0 . 

() د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 1١7‏ . 

(1) شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص 507 . وأرشيبالد لويس : القوى البحرية 
والتجارية ؛ ص "١4‏ . 


1605 


التوسط على رأس أساطيل البليار”'' . ومنها حملة بحرية قام بها أحد أساطيل البليار بقيادة 
يجاهد على قلعة كستروم خوانيس 1082215 2312ناما085) سنة 4١١‏ ه- ١١١٠م‏ وتمكن من 
الاستيلاء عليها . وكانت هذه القلعة إحدى ممتلكات أسقف ميلان”". 

د- تذكر المدونة البيزية بأن أساطيل البليار أغارت على سردانية مرتين بعد حملة 
ه 5١١1م‏ الفاشلةء إحداهما في عام 4١١‏ ه ٠١١١‏ م.ء والثانية في عام 
41١‏ ه- ١5١٠م‏ بقيادة مجاهد العامري!" والأرجح أن الذي قام بهذه الحملات من جزر 
البليار - - إن صحت روايات المدونة البيزية - - قادة أساطيل هذه الجزر , لأن مجاهد العامري ظل 
مشتبكاً في حروب برية متواصلة في شرق الأندلس' بعد عودتة كن شه فل دزدانية 
.؛ ه-15١1م‏ وحتى وفاته» وم تشر مراجعنا الإسلامية التي أسهبت بذكر حلاته البرية 
بأي إشارة إلى قيامه بحملة بحرية بعد حملة سردانية الفاشلة (2. 

لقد أضفت المصادر الفرنجية واللاتينية هالة من البطولة على مجاهد العامري ونسبت إليه 
كل ما قامت به أساطيل البليار من حملات بحرية حتى بعد وفاته”'' , ويعود سبب ترسيخ هذه 
الروايات الخيالية في عقول المؤرخين الأوروبيين إلى ما قامت به أساطيل البليار تحت قيادة 


عمالها في عهد مجاهد العامري منذ عام 4١‏ ه - ٠١١5‏ م وحتى وفاته سنة 45 ه- 16١٠م‏ 
من بطولات » وما حققته من أبجاد بحرية!” 


ولاة البليار في عهد مجاهد العامري 

إن نص ابن خلدون عن ولاة البليار في عهد مجاهد العامري هو النص الوحيد الذي تمكنت 
من العثور عليه . ولهذا سنضطر إلى الاعتاد عليه بالرغم مما يشوبه من غموض وما يفتقر إليه من 
دقة» وسنحاول ما أمكننا مناقشته قشته وتفسيره بكل حذر ء ونفي أو تأكيد ما ورد فيه بالاستناد 
إلى نصوص أخرى . وكما ذكرنا في حينه , أغفل ابن خلدون أي ذكر لولاة جزر البليار منذ 
استيلاء مجاهد العامري عليها وبصحبته عبد الله المعيطي المنتصر بالله في ذي القعدة 





. 178-10 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(؟) المصدر السابقء ص 74 . 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص76-178. وجمد عبد الله عنان: دول الطوائف , 
ص ١44‏ . وكليليا سارنلي تشركوا : مجاهد العامري . ص 5١8‏ . 

(؟) ابن عذاريي: البيان المغرب. ج ” . ص 161-1١68‏ . 114-175 . وذيل البيان المغرب/ بجهول 
الؤلف . ص ؟ "٠‏ . وابن خلدون : العبرء ج ؟. ص45" . 580١‏ 814"#. 

(0) جمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص ١4‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري .ص 508 . 
(1) ابن خلدون: العبر» ج 5 . ص 8060-64 . 


1١66 


٠5‏ هح مايو 01016" : وحتى عام 417 ه - 5١١٠م‏ الذي ولَّى فيه مجاهد أول عامل هذه 
الجزر ‏ باستثناء الإشارة إلى استبداد الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بلله بحك البليار في فترة 
غياب مجاهد العامري في حملته البحرية على سردانية!"' من ربيع الأول وحتى ذي الحجة من عام 
5 ه > من أغسطس ٠١١6‏ إلى إبريل 1015(" » وم نجد مخرجاً لتعليل هذا الإغفال 
لأسماء عمال جزر البليار خلال هذه الفترة » سوى الترجيح بأن مجاهد العامري ظل يحم هذه 
الجزر حكما مباشرا منذ عودته إلى جزر البليار من سعردانية وحتى عام 4١١‏ ه55١٠‏ م, 
كما يتضح من فحوى نص ابن خلدون المشار إليه. ويذكر في الفقرة التالية من هذا النص بأن 
مجاهد العامري ولَّى على «الجزائر الشرقية » (جزر البليار) في عام 4١‏ هع-؟5١٠‏ م« . 
عبد الله ابن أخيه ء فولي خمس عشرة سنة ثم هلك.. وولّى عليها بعد ابن أخيه مولاه الأعلى 
8 ه - 07١1م....‏ وكان صاحب غزو وجهاد في البحر . ولا هلك مجاهد استأذن ابنه 
علياً في الزيارة فأذن له... » . وبعد هذه الفقرة يذكر ابن خلدون عاملين آخرين للبليار تولّى 
كل منهما الح في هذه الجزر خمس سنوات قبل سقوط دانية!'' . في يد المقتدر بن هود في عام 
8 ه-71١1'".‏ يتضح من نص ابن خلدون الآنف الذكر ما يلي: 

أ- ولَى مجاهد العامري عبد الله ابن أخيه عاملاً على جزر البليار في عام 
41 ه - 55١1م‏ وكان أول عماله على هذه الجزر وظلٌ في عمله مس عشرة سنة إلى أن توفي 
عام 154 001.02 , 

ب- بعد وفاة عبد الله ولّى مجاهد العامري على جزر البليار مولاه الأغلب في عام 
4 ه١٠‏ م. وبعد هذه الفقرة يصبح النص مشوشا حيث يقول فيه « ولا هلك مجاهد 
العامري ... » . وكان ذلك في عام 4*5 ه- ٠١56‏ م ء استأذن الأغلب ابن مجاهد وخليفته 
علي | قبال الدولة في تأدية فريضة الحج « واستعفاه من عمله » فأذن له'", ولو أخذنا هذا النص 
على حرفيته » فمعنى ذلك أن تاريخ مغادرة الأغلب لجزر البليار لتأدية فريضة الحج واستعفاءه 
من عمله . كان بعد وفاة مجاهد العامري بفترة وجيزة كما توهم البعض ء ومنهم الأستاذ عنان 
)١(‏ ابن عذاري: البيان المغرب . ج”, صنّ7١1‏ . وابن الأثير: الكامل؛ ج 5 . ص 550 . 
(؟) ابن خلدون : العبر» ج 4 . ص 04”. 
() ابن الأثير: الكامل؛ ج ؛ . ص017 , وج ه ء ص 565١‏ . وابن عذاري : البيان المغرب , ج* ١‏ 
ص5١١1.‏ 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج 4 . ص06" -508. 

(5) الضبّي : بغية الملتسس . ص 15 . والعذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار . ص5١‏ . 
وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس ص ؟؟؟ . وابن خلدون : العبر» ج ؛ »ص 500 . 
(5) ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص 04”. 

(0) ابن خلدون: العبر؛ ج ؛ . ص 06-04" . 


١65 


الذي ذكر بأن ذهاب الأغلب لتأدية فريضة الحج كان في عام 4517 ه - ٠١47‏ م أي بعد وفاة 
يجاهد العامري بسنة واحدة!"' وهو ما يتناقض مع الفقرة التالية لنص ابن خلدون التي يتضح 
منها بأن الأغلب استعفى من عمله وتوجه إلى المشرق لتأدية فريضة الحج قبل سقوط دانية في 
يد المقندر بن هود بعشر سنوات . فقد ولى علي | قبال الدولة بن مجاهد عاملين على هذه الجزر 
بعد الأغلب وقبل سقوط دانية » حم كل منهما مس سنوات!''. ونظراً لأن من الثابت بأن 
سقوط دانية في يد المقتدر بن هود كان في عام 478 ه - ٠١75‏ م(" فمعنى ذلك . إن صحّت 
رواية ابن خلدون » أن الأغلب بقي عاملاً على جزر البليار حتى عام 408 ه.- ٠١55‏ م ؛ وفيه 
استعفى من عمله وغادر البليار لتأدية فريضة الحج » وهو ما أميل لترجيحه نظرا لعثوري على 
نص لابن بسام الشنتريني يدل بشكل قاطع على أن الأغلب غادر جزر البليار بعد بوت محاهد 
العامري بفترة طويلة » وهذا النص هو عبارة عن فقرة من رسالة للوزير الكاتب أبي عبد الله 
عمد بن مسم أحد وزراء علي إقبال الدولة بن مجاهد موجهة إلى الأغلب عامل البليار“ا 
يذكر كاتبها في إحدى فقراتها بأنه عم أثناء وجوده في غرناطة بوفاة المنصور عبد العزيز بن 
أبي عامر ملك بلنسية وملحقاتهاء وحيث أن وفاة المنصور عبد العزيز بن أبي عامر كانت في 
ذي الحجة 46 ه> ديسمير ٠١10‏ !"1+ فمعنى ذلك أن الأغلب كان ما زال على رأس عمله 
في جزر البليار في العام المذكور . مما يجعلنا نميل إلى ترجيح الفقرة التفسيرية من نص ابن 
خلدون التي يتضح من فحواها بأن الأغلب اعتزل الحم وتوجه للحج قبل عشر سنوات من 
استيلاء المقندر بن هود على دانية. أي أنه ظل عاملا على جزر البليار حتى عام 
ه-51١٠مء‏ وعبلى فترتين. الأولى منهما في عهد مجاهد العامري في عام 
4 ه- 1٠١07‏ م وحتى وفاة مجاهد العامري 187 ه - ٠١40‏ م0('., والفترة الثانية في عهد 
علي إقبال الدولة بن مجاهد من 108-5477 ه - 95-1١40‏ ١٠1م.‏ 

نستخلص مما سبق ذكره بأن عمال جزر البليار في عهد مجاهد العامري وفقاً لرواية ابن 


. 5١9 مد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص‎ )١( 

0( ابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 00" . 

() ابن عذاري : البيان المغرب . ج * ء ص 558 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس » 
ص 755 . وابن خلدون : العبر؛ ج ؛ » ص 500 . والقلقشندي : صبح الأعشى في صناعة الإنشا . ج ه» 
ص65؟. 

(؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول. ص 448-1507 . 
وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 408 . 

(0) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول . ص 155 . ابن عذاري : البيان المغرب , 
ج؟راص 3560. 

(1) ابن خلدون: العبر. ج ؛ . ص 84" - 00" . 


١6ا/‎ 


خلدون هم التالية أسماؤهم 

أ- عبد الله بن أخي جاهد العامري 

م يذكر ابن خلدون شيئاً عن جهاد عبد الله العامري ضد الفرنجة والجمهوريات البحرية 
الإيطالية خلال فترة ولايته لجزر البليار؛ بالرغم من أن المصادر الفرنجية واللاتينية أشارت 
بشكل عام إلى غارات أساطيل البليار خلال هذه الفترة على الثغور الفرنجية والقطلانية 
والإيطالية وجزيرتي سردانية وقرسقة . ولكن هذه المصادر ذكرت بأن قائد هذه الحملات هو 
مجاهد العامري الذي كان اسمه على حد قوطا يثير الرعب في كافة الثغور المسيحية في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط”" , وحتى مصادرنا الإسلامية ظلّت تنسب نشاطات جزر البليار البحرية 
لجاهد العامري « صاحب الجزائر الشرقية » وليس اعمال هذه الجزر وقادتها البحريين »ويتضح 
ذلك من الحرب البرية والبحرية التي نشبت بين مجاهد العامري ملك دانية والبليار وخيران 
العامري ملك المرية ومرسية . نتيجة لتعمق الخلاف بينهما بعد أن عادا يخذولين من حملتهما 
المشتركة على قرطبة في ربيع الثاني 4١17‏ ه- يونيو ٠١55‏ م''' , فبالرغم من أن مجاهد العامري 
كان في هذه الحرب قائد القوات البرية'"“. إلا أنه باعتباره « صاحب الجزائر الشرقية 
(البليار) . فقد نسبت إليه نشاطات أساطيل جزر البليار التي كانت تساند وال البرية في 
حربها ضد خيران العامري ملك المرية ومرسية , ويقول ابن حزم في هذا الصدد « وجيش ش الموفق 
أبو الحسن مجاهد صاحب الجزائر « البليار » الجيوش وقرّب العساكر وتحوشيت البيل واحترس 
البحر بالأساطيل »'") 

ومهما يكن الأمر فقد أغفلت مصادرنا الإسلامية دور عبد الله العامري الذي تولّى عمل 
البليار وقت جمحت فيه الأساطيل المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط . وما خفف من 
حدة الحجمة الشرسة على جزر البليار خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخها قوتها البحرية من 

جهة . والخلاف الحاد الذي نشب بين بيزة وجنوة من أجل السيطرة على سردانية من جهة 
ثانية'*'. ومساندة أساطيل بني زيري أمراء افريقية وأساطيل الكلبيين في صقلية الإسلامية , 





)١(‏ شكيب أرسلان - رينو- تاريخ غزوات العرب . ص 5651 - 5807 . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر 
البليار. ص77 - هلا , وص "241-81 

00( ابن عذاري : البيان المغرب » ج .١160-11“# ص٠ ١‏ 

(") ابن الأبار : الحلة السيراء . ج؟ . ص 1١7-1١١7‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص 
بالأندلس ١‏ . ص ١١7‏ وما بعدها. وعمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص .1١5١‏ 

(:) ابن حزم: طوق الحمامة. ص7١7.‏ 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار . ص 45 - 86 . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري » 
ص (2...) ودائرة المعارف البريطانية . ج ١9‏ . ص ”5ه - 156 لعام ؟95١3.‏ 


1١4 


لجزر البليار في التصدي للأساطيل المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط من جهة ثالثة . ما 
خمّف العبء عن هذه الجزر في صراعها البحري المصيري”'' ؛ ومكن عاملها عبد الله العامري 
من الدفاع عنها حتى وفاته وتولية الأغلب عاملاً على جزر البليار من بعده 


ا 


ب - الأغلب مولى تجاهد العامري (الفترة الأولى) 

ولَى مجاهد العامري على جزر البليار بعد وفاة عبد الله بن أخيه 458 ه- ٠١5‏ م مولاه 
الأغلب , ويذكر ابن خلدون بأنه « كان صاحب غزو وجهاد في البحر »7 » وكانت توليته في 
وقت عاثت فيه الأساطيل المسيحية في الثفور الإسلامية المطلّة على الحوض الغربي للبحر 
المتوسط . تدميراً وحرقاً ونهباً وقتلاً وأسراً . وتعرضت جزر البليار إلى عدة «غارات 
قرصنية »!' تصدى لها الأغلب بكل عزم وبسالة » ورد الغزاة على أعقابهم مدحورين » فقد كان 
جندياً شجاعاً وبحاراً متمرساً . وم يكتف وجابية الفزاة ودحرهم بل تجاوز ذلك إلى « . 
الإغارة بسفنه على الشواطىء النصرانية في قطلونية والبروفانس »”". وفي نهاية فترة ولاية 
الأغلب الأولى أصبحت البحرية الإيطالية خطراً داهماً على جزر البليار نتيجة لتدهور قوة 
البحرية الزيرية في افريقية''', واستنزاف البحرية الإسلامية في صقلية . مما شجع أساطيل بيزة 
وجنوة على احتراف القرصنة ونيب التجارة » ووقف حركة الملاحة . وتعرضت سواحل جزر 
البليان إن اغارات عنيفة ان أبناطيل نر وسيرة "1 توي لما الأغب زدجرد القزاء 
وطاردهم إلى عقر دارهم'”. وني هذه الفترة التي كانت تخوض فيها أساطيل البليار تحت قيادة 
الاغلب معارك بحرية ضارية في مواجهة الغزاة . توفي يجاهد العامري وذهب إلى لقاء ربه 
1 ه-7 1٠١5‏ مء بعد أن قضى معظم حياته في حروب متواصلة مع بعض جيرانه من ملوك 
الطوائف في شرق الأندلس بعد عودته من حملته الفاشلة على سردانية"' ٠‏ وبالرغم من نزعته 


.51١؟-‎ ".8 أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص‎ )١( 

. 508-5014 ابن خلدون: العبر؛ ج 4 . ص‎ )١( 

() المصدر السابق: ص 06" . 

(؛) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية ؛ ص 09" - 58 , 

(5) جمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 7١5‏ . 

(1) ابن الأثير: الكامل ؛ ج ؟ . ص 55-555" . وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية ؛ ص 567 » 
5١‏ -590. ود. حسين مؤّنس: المسلمون في حوض البحر الابيض المتوسط . ص19١9-1١1.‏ 

(1) أرشيبالد لويس : القوى البحريةوالتجارية. ص07 - 509 . 

(4) د. السيد عبد العزيز سام ود. أحمد مختار العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ١‏ 
ص 5.١”‏ -7614, 

(5) ابن خلدون : العبر ج ؛ . ص 504. 


العسكرية فقد ارتبط مع البعض الآخر من ملوك الطوائف في عهده برباط وثيق من المودة 
والمصاهرة'' , وبالرغم مما اتسمت به سياسته الداخلية من عنف وقسوة في بعض الأحيان!" , 
إلا أن سياسته الخارجية اتسمت بالحكمة والبراعة في الدبلوماسية . فقد ارتبط بعلاقات وطيدة 
مع بي زيري في افريقية (', ومع بي حماد في المغرب الأوسط ©) ٠»‏ ومع الفاطميين في مصر”* , 
وعمّت شهرته في بلاد المغرب والمشرق. 

وفاة مجاهد العامري وتولية ابنه علي إقبال الدولة 


لقد عاش مجاهد العامري حياة حافلة جمع فيها بين السيف والقم؛ وكانت جزر البليار 
ودانية في عهده من المراكز العلمية الحامة في غرب العام الإسلامي . وأسهمت بنصيب وافر في 
التراث الإسلامي بفضل تشجيعه". 

ولقد استحق عن جدارة الرسالة التي أهداها إليهالكاتب الأديب أحمد بن برد في « السيف 
والقم والمفاخرة بينهما » .. « اللذان جمعهما الله لجاهد الكريم . الموفق أبي الجيش مولى المعالي 
ومسترقها ومستوجب المكارم ومستحقها . . » , لقد كان فريداً في عصره في كل ناحية . في شكله 
وشجاعته وفروسيته وخبرته العسكرية الواسعة , وفي علمه وأدبه ‏ في ميزاته وسلبياته . فقد جمع 
شى التناقضات بشكل متكامل , لهذا كان عظيا رغم سلبياته . عالاً جليلاً رغم هفواته . قائداً 
باسلاً رغم نزواته » لقد كان بحق صورة صادقة عن العصر الذي عاش فيه , ودخل التاريخ من 
أوسع أبوابه!"). وأضفى الخيال على اسمه هالة من البطولة » وتناقل سكان الثغور المسيحية في 





."١ 5974 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثاني /الجلد الأول ص‎ )١( 
.7817 وديوان ابن زيدون: ص‎ . 55 . 17١.115 وص 57-535 . والقسم الثالث/ الجلد الأول . ص‎ 
نشرة‎ ١١0/7 وابن الأبار: التكملة . ص 708 ترجمة رقم‎ . 5١8 وابن عذاري : البيان المغرب . ج7 . ص‎ 
. 15 وابن دحية : المطرب من أشعار أهل المغرب » ص‎ . 47٠ 57. 4١ قديرة . والحلة السيراء . ج ؟ . ص‎ 
.» ١١ والمقري : نفح الطيب » جك ص 546 وحاشية‎ 

.7١8 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس والمغرب . ص‎ )١( 

(0) ابن الأبار: التكملة ج ١‏ ص 45 طبعة عزت العطار الحسيني وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم 
الخاص بالأندلس. ص .2*7١‏ 0 5 

(؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع الجلد الأول . ص 550 . 

(6) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ء ص 918”. 

(1) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/الجلد الأول ص١7‏ - 6؟ . وابن 
عذاري : البيان المغرب , ج؟ ص ١95‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس» 
ص7١57‏ -١51؟,‏ 

0( الحميدي: جذوة المقتبس . ص ١١5‏ . ترجمة رقم 197 . والضبّي : بغية الملتمس . ص .١56-1١514‏ 
ترجمة رقم 014" . وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الأول/ الجلد الأول .ص ١158‏ 
وص 855 والقسم الرابع ج ١‏ .ص "73 . وياقوت الحموي : معجم البلدان , ج 0 . ص ١غ‏ . وابن الخطيب: > 


للملا 


الحوض الغرني للبحر المتوسط أخبار حملاته جيلاً بعد جيل ؛ وظل اسمه أسطورة من الأساطير 
فى الحوض الغربي للبحر المتوسط لعدة قرون بعد وفاته2"0. وخلفه على عرش ملكة دانية والبليار 
دم ه - م4١٠‏ م ابنه على إقبال الدولة؛ فكان خير خلف لخير سلف9. 


الفترة الثانية 
عهد علي إقبال الدولة 


ك2 -8م5": ها دوع ٠١‏ -6ا ١٠م‏ 


نشأته الأولى 

عاش علي بن مجاهد منذ نشأته الأولى وحتى وفاته حياة حافلة بأغرب الأحداث . فقد ولد 
في عام 5٠٠‏ هح 4١٠٠م"‏ , وفي الثامن من ذي الحجة ٠٠‏ ه - 76 يوليو ١٠١٠م‏ غادر 
والده قرطبة إلى شرق الأندلس لتأسيس دعام مملكة له هناك . وقد نجح في الاستيلاء على دانية 
في مطلع عام 40١‏ ه - ١٠10م‏ . وعاش علي بن مجاهد طفولته الأولى في دانية كما كان 


- أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص8١؟.‏ وابن خلدون: المقدمةء ص *78. والعبر؛ ج 4 » 
ص 506 . والمقري : نفح الطيب » ج؛ . ص 584 وحاشية ١١‏ ». 
)00( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص*70-107. وجمد عبد الله عنان: دول الطوائف , 
ص ١4‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 5١8-5١7‏ . 
(0) ابن خلدون: العبرء ج ؛ . ص 84". ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في إسبانيا. ص72 . 
(؟) كان علي بن مجاهد في السابعة من عمره في ذي الحجة 4.5 ه - ابريل ٠١١7‏ م عندما أسره البيزيون في 
حملة والده مجاهد على سردانية . 
(ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص .)55١‏ 
(؛) غادر مجاهد العامري قرطبة على رأس قواته إلى شرق الأندلس في يوم مقتل الخليفة مد بن هشام بن عيبد 
الجبار المهدي (ابن خلدون : العبر. ج 4 ص 05”) . وكان مقتل الخليفة المهدي على يد الموالي العامرية وعودة 
الخليفة هشام المؤيد إلى سدة الخلافة في 8 ذي الحجة - 56 يوليو ١٠٠٠م‏ (ابن عذاري : البيان المغرب ج ” » 
ص ,.)٠٠١‏ وبعد مغادرة مجاهد العامري لقرطبة توجه إلى طرطوثة , وعندما أخفق في الاستيلاء عليها 
غادرها إلى دانية في مطلع عام 4١٠‏ ه - ١٠١1م‏ كما نرجح . (ابن خلدون : العبرء ج ؛ .ص 81”). 


دسل 


يعيش بقية الآمراء في عصر ملوك الطوائف المغرق في الترف والبنخ والمفالاة 
في كل شيء»ء وبرز اسم هذا الطفل على مسررح التاريخ بعد حملة والده مجاهد العامري على 
جزيرة سردانية في شهر ربيع الأول 101 ه - أغسطس 6١١٠م‏ . حيث أقام هناك مع 
والدته في المدينة التي أنشأها والده مجاهد في جزيرة سردانية!''. وعندما تعرض أسطول البليار 
ودانية إلى هزيمة ساحقة في مواجهة حلف بحري مسيحي بعد انسحابه من سردانية في ذي الحجة 
هب ابريل 01١11‏ » وقع علي بن مجاهد في الأسر. وكان في السابعة من عمره'" مع 
أمه وأخواته وعماته وعمه وجدته لأبيه جود النصرانية وإحدى أخواتها”. وقد فرح البيزيون 
عندما علموا أن من بين حشود الأسرى الذين وقعوا في أيديهم « علي بن مجاهد العامري » 
وأرسلوه إلى حليفهم امبراطور المانيا هنري الثاني لينالوا حظوة لديه”". وقد تمكن بجاهد 
العامري بعد عودته إلى جزر البليار من حملته الفاشلة على سردانية من إطلاق سراح « نسائه 
ونتائه وأغواته مق الأشن+ يه قترة وجيزة : أن والدته جود التقرانية فقن انارت أعل 
ملتها وتبعتها أختها فأعرض عنهما.. . أما ابنه علي . . « فقد أعياه فداؤه.. » بالرغم من 
أنه تعهد للوسطاء بدفع عشرة الآف دينار مقابل إطلاق سراحه ء وظل في الأسر رهينة ستة 
عثر عاما "1 


وفي سنة 45 ه - 1٠١5١‏ م نجحت مساعي القائد بن حماد أمير المغرب الأوسط في تخليص 
علي بن مجاهد من الأسر'*. نظراً لما كان لبني حماد من علاقة وثيقة بالبابوية والجمهوريات 
البحرية الإيطالية » وصلت إلى ذروتها في عهد الناصر بن علناس '''. وكان الوسيط الذي سعى 
جاهداً في تخليص علي بن مجاهد من الأسر هو أحد كبار البيزيين في بلاط الامبراطور الألماني 
هنري الثاني . وقام ابنه ويدعى ب « البتزوني » 2086]اطاه بإعادته إلى أبيه في دانية ونال 
بذلك حظوة كبرى لدى مجاهد العامري وأصبح من أقرب المقربين إليه ‏ كما ارتبط علي بن 


. 550 ص‎ ١ وابن الأثير: الكامل؛ ج‎ . ١17 ابن عذاري: البيان المغرب, مج م ص‎ )١( 

(؟) الحميري : الروض المعطارء ص "١1‏ . 

(©) بن الأثير: الكامل. ج 4 . ص 558 وج هء ص 750. 

(؛) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 981١‏ . 

(0) ابن الأثير: الكامل ؛ ج 4 ص 518 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس ص 5١6‏ . 

() كليليا سارنلي تشركوا : مجاهد العامري. ص 56١‏ . 

(0) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 9١5-١؟5.‏ 

(8) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة, القسم الرابع/ المجلد الأول. ص 550 . 
وأبو الفداء : الختصر في أخبار البشر. ج ؟. ص ؟5١3.‏ 
وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 98١‏ . 

(5) د . حسين مؤنس : اللمسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .1١8‏ 


1517 


مجاهد برباط وثيق مع بطرس بن البتزوني 1650 الذي أصبح أسقفاً لبيزة كبرى جمهوريات 
ايطاليا البحرية” . 


وكان علي بن مجاهد عند وصوله إلى دانية في سفينة بيزية عبر جزيرة ميورقة شابا في الثالئة 
والعشرين من عمره يرتدي ملابس الجرمان الذين عاش بينهم ستة عثير عاماً ؛ ويتحدث بلغتهم » 
ويصفه ابن الخطيب عند وصوله من الأسر بقوله وكان « فى كاهلا يتكلم بلسان الروم النين رس 
بينهم ويتزيا ني ويقول بقوهم »''!., ويتحامل عليه ابن بسام قائلاً «ونثأ علجاً متجهماً 
وأعجم طمطما »7 


وسرعان ما استجاب هذا « الأعجم #لؤدبية وأظهر 'نباهة أثارت إعجات أبيه! ول تخف 
على مجاهد اللبيب ألمعية هذا القى ل د ع رساج اه 


0000 


وكانت دانية وجزر البليار في عهد مجاهد من المراكز الأدبية والعلمية ذات الشهرة 
الواسعة » تزخر بالمكتبات وتحفل بالعلماء والأدباء والفقهاء . مما وفر لعلي بن مجاهد إمكانيات 
كبيرة للتزود من منابع التراث الإسلامي في رحاب والده مجاهد « أديب ملوك عصره » على يد 
الفقيه المحدّث المقرىء ابن عبد البر النمري والعام اللغوي المؤرخ ابن معمّر اللغوي واين سيده 
النحوي وأمثالهم من كبار العلماء الذين توافدوا على بلاط مجاهد العامري من كافة أرجاء 
الأندلس”*. وتعلّق هذا القتى بالإسلام وآمن به عن اقتناع . فما إن عرض عليه والده الدخول 
في الإسلام حتى استجاب إليه ‏ « وحسن إسلامه وختنه فأصابه من ذلك مرض شديد . . »90 , 
وازدادت ثقة والده به وأرسله في سفارة إلى المعز بن باديس آم افريقية بصحبة القاضي أحمد 





. 506 -701 كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري. ص‎ )١( 

. 57١ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )١( 

(0) ابن يسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول. ص 518 . 
(؛) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلتن :صن 1 

(5) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص 78 . 
وبن عذاري : البيان المغرب. ج 'ا.ء ص ١656‏ . 

وإن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 58١-5١8‏ . 

(3) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 78١‏ . 


1 


ابن الحسن الغساني كبير قضاة البليار ودانية''. ومن شدة إعجاب والده به قرر أن يجعله ولياً 
. لعهده بدلا من أخيه حسن سعد الدولة". 


تولية علي بن مجاهد العهد واعتلاؤه العرش 

نظراً لوقوع علي بن بجاهد في الأسر واخفاق والدهفي إطلاق سراحه حتى عام 
45 ه - 0001١81‏ ؛ فقد ولّى مجاهد العامري ابنه الأصغر حسن سعد الدولة ولياً لعهده, 
وسك النقود باسمه . وقد عثر على نقود تعود إلى عهد مجاهد تحمل اسم سعد الدولة سكت في 
دانية سنة 47 ه - 1١١‏ م وهي السنة التي أطلق فيها سراح أخيه الأكبر علي . كما عثر على 
نقود تحمل اسم سعد الدولة حتى عام 44 ه - ٠١47‏ م. وما يدعو للدهشة والتساؤل أن جميع 
النقود التي سكت في دانية وميورقة منذ عام 1٠5‏ ه 5١١٠م‏ وحتى عام 484 هع "4١٠1م‏ 
لا تحمل اسم مجاهد ملك دانية والبليار'''؛ ويمكن تعليل عدم وجود اسم مجاهد في سكة عام 
7 ه- 6١١1م‏ بتمرد الخليفة عبدالله المعيطي المنتصر بالله وعزله لمجاهد العامري وإغفاله 
لاسمه على السكة'* . ولكن من الصعب تعليل عدم وجود اسم مجاهد على النقود التي سكت في 
دانية بعد هذا التاريخ وحتى عام 84: ه - ٠١4"‏ م»ء وكذلك تعليل وجود أسماء شخصيات 
مجهولة لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن وهي أسماء أحمد'") ويحيى وعبدالله وجهور مع اسم حسمن 
سعد الدولة ولي العهد . مما يدل على أن حسن سعد الدولة ظل ولياً للعهد حتى عام 
"4 ه - 48١1م7".‏ وفي نفس العام جعل مجاهد العامري ابنه علي إ قبال الدولة ممنزلة أخيه 
حسن سعد الدولة7*). وقد عثر على دينار من عهد مجاهد العامري يحمل اسمه . واسم ولي العهد 





.1١5-1١6 العذري. نضوض !عن الا ندلين. من كتاب ترصيع الأخبار. ص‎ )١( 

وابن الأبار: التكملة . ج .١‏ ص 45 طبعة عزت العطار الحسني . 

وجمد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/ القسم الأول/ السفر الأول. ص 4ه . 
وأعمال الأعلام/ القسم الخاص بالألدلس. ص 7١١‏ . 1 
() ابن عذاري: البيان المغرب ج * ص 107 . وأعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس ص 55١‏ . 
() ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 55١‏ . 
(:) انطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف. ص 5-14" و55١8-1؟١‏ وص (8١1-؟5١.‏ 
(0) ابن خلدون: العبر» ج 4 ص 04" . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 
6 وانطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف . ص 6” و١8١.‏ 
() رها يكون « أحجد » المشار إليه هو« أحمد بن رشيق » الذي يذكر عنه الحميدي الميورقي ما يلي : « وبلغ 
من رياسة الدنيا أرفع منزلة وقدمه الأمير الموفق أبو الجيش مجاهد العامري على كل من في دولته » 
(الحميدي : جذوة المقتبس. ص ؟١١2158-1‏ ترججة رقم 7508). 
(0) انطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف. ص ؟١١‏ وص ١9١1-؟595١.‏ 
(4) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص 55١‏ . 


تلد 


حمسن سعد الدولة واسم أخيه علي إقبال الدولة » من سكة عام 14 ه - ٠١57”‏ م كما عثر على 
درهم سك في ميورقة في عام 0" ه - ٠١55‏ م ء ودراهم سكت في دانية في نفس العام تحمل 
أسماء مجاهد وولديه حسن وعلي من جهة . واسم الخليفة المزعوم هشام المؤيد . وآخر الدراهم التي 
عثر عليها من عهد مجاهد العامري سكت في دانية في عام 197 ه - ٠١40‏ م وتاثل دراهم عام 


0 ااا 


وني نفس هذا العام توفي مجاهد العامري'''. وتدل هذه النقود على أن مجاهد العامري اعتبر 
ولديه حسن وعلي بمنزلة واحدة اعتبارا من عام 1“"4 ه-"4١٠م‏ وحتى عام 
05 هع ٠١46‏ م الذي توف فيه مجاهد . وقبل وفاته ببضعة شهور « قلد مجاهد ابنه علي ! قبال 
الدولة الأمر من بعده صارفاً إياه عن ولده حسن »("ا. 

كما تدل هذه النقود على أن مجاهد العامري كان يعترف بالدعي المشبّه بيشام المؤيد خليفته , 
وم يكن سوى مؤذن من إحدى قرى اشبيلية يدعى « خلف الحصري » » ادعى أمير اشبيلية 
عمد بن اسماعيل بن عياد على أنه الخليفة هشام المؤيد وتبارى ملوك الطوائف في بيعته'*' 

وقد أدى ترشيح مجاهد العامري لابنه علي إقبال الدولة ولياً لعهده وملكاً على دانية 
والبليار من بعده » إلى تأريج العداء بينه وبين أخيه حسن سعد الدولة الذي بيّت الغدر بأخيه 
علي ؛ وصمُم على الوصول إلى الملك الذي حرم منه على جثته. وفي سنة ا؛ ه - 55١٠م‏ 
وقبل مضي سنة واحدة على وفاة مجاهد العامري واعتلاء ابنه علي ! قبال الدولة عرش مملكة 
دانية والبليار”. تآمر سعد الدولة مع زوج أخته المعتضد بن عبّاد أمير اشبيلية على قتل أخيه 
علي'؛ بالرغم من كل المحاولات التي بذها لاسترضائه وأرسل معه المعتضد قاتلاً محترفاً يدعى 
« سلمة » ؛ وحاول حسن سعد الدولة اغتيال أخيه بالتعاون مع « سلمة » أثناء مروره في زقاق 
ضيق بعد خروجه من صلاة الجمعة من جامع دانية وفشلت المحاولة » وأسفرت عن مقتل 
« سلمة » وهروب حسن سعد الدولة إلى بلنسية من أحد أبواب دانية وهو يصرخ «غدرنا يا 





21١97 وص‎ ١١8-١85 انطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف. ص 5-84 وص‎ )١( 
.04 ابن خلدون: العبرء ج ؟. ص‎ )١( 
. ١607 ابن عذاري : البيان المغرب. ج ”. ص‎ (0 
. 78١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ 
,54 -١5؟ (؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الأول/ الجلد الثاني ص‎ 
. 78-507 والقسم الثاني/ الجلد الأول ص‎ 
هوا 544 و815؟.‎ ,15١ وابن عذاري : البيان المغرب. ج “. ص‎ 
.1١68-1697 (ه) إن عذاري: البيان المغرب, ج *. ص‎ 
. 98١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام . القسم الخاص بالأندلس. ص‎ 


160 


مسلمين »! والتجأ الغادر إلى زوج أخته الثانية'') السيدة أسماء بنت مجاهد العامري » زوجة 
ملك بلنسية وملحقاتها عبد العزيزين عبد الرحمن بن عمد المنصور بن أبي عامر”"'. حيث عاش 
هناك بقية عمره محتقراً . ونجا علي إقبال الدولة بالرغم من إصابته بطعنتين من خنجر أخيه. 
وحمل إلى قصره وهو في حالة غيبوبة من كثرة ما نزفت جراحه.ء وتعافى في اليوم الال 
واستعاد قونه وسرعان ما التأمت جراحه . واستقر له الملك دون يقارع 47: وبالرغم من نشأته 
الأولى في بيئة مسيحية وما تعرّض له من أحداث ء فقد كان أنبل ملوك عصره المغرق في الغدر 
والقسوة وسفك الدماء . وأكثرهم تعلقاً بالإسلام وتطبيق تعاليمه » وليس أدل على ذلك من 
وصف عبد الواحد المراكشي له بقوله «لا أعلم في المتغلبين على جهات الأندلس أصون منه نفساً 
ولا أطهر عرضاً ولا أنقى ساحة . كان لا يشرب الخمر ولا يقرب من يشربها وكان مؤثراً للعلوم 
الشرعية مكرماً لأهلها »''' . وكان علي !قبال الدولة يختلف عن والده مجاهد اختلافاً بيّناً في 
سياسته الداخلية » فبينما كان جل اهتام مجاهد في الحروب وتحقيق الانتصارات والتطلع إلى 
الجد العسكري وتوسيع نطاق مملكته!”؛ انصبٌ اهام أبنه علي إقبال الدولة بالدرجة الأولى 
على تنشيط حركة التجارة وتدعم الازدهار الاقتصادي في مملكته وجمع الأموال وتكديسها " . 
وقد تمائلا في الذكاء وتكريم العم وأهله وتشجيع العلماء والأدباء في دانية والبليار؛ وفي 
الارتباط بعلاقات داخلية وخارجية واسعة؛ء والاهتام بتدعم تملكة دانية والبليارء وإن 
اختلفا في الأسلوب وتباينا في الفضائل”" . وكان لسياسة علي ! قبال الدولة السلمية في الداخل 


55.55 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثافي/ الجلد الأول ص‎ )١( 
.37170-159 والقسم الثالث/ الجلد الأول ص 17 ١٠لا وص‎ 
.1١68 -1607 وابن عذاري: البيان المغرب. ج ”. ص‎ 
. 75١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس, ص‎ 
نشرة قديرة.‎ ١١6 /7 ابن الأبار: التكملة . ص 308 .» ترججمة رقم‎ )0( 
.١68 ابن عذاري : البيان المغرب؛ ج *, ص‎ )©( 
. 837١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس » ص‎ 
(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المفرب. ص 1597 . ش‎ 
. 55 ابن بسام الشنتريتي : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص‎ )0( 
.١65-١1606 وابن عذاري : البيان المغرب, ج "'. ص‎ 
."84 وابن خلدون: العبرء ج 14. ص‎ 
. 516 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص‎ )1( 
. 78 - ومذكرات الأمير عبدالله المعروفة بكتاب التبيان. ص 7لا‎ 
.1١١ وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج ؟. ص‎ 
.95؟-59١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص‎ 
> . 10# - #90 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص‎ )( 


كك 


أكبر الأثر على مصيره ؤمصير أبنائه وضياع ملكه”" . أما سياسته الخارجية فكانت ناجحة جداً 
ما دعم جزر البليار أحبُ أرجاء مملكته إلى نفسه في صراعها المصيري تحت حك عمالها في 


َك 
3 


ولاة البليار في عهد علي إقبال الدولة 


كن علي إقبال الدولة بما عرف عنه من ذكاء وألمعية وبراعة في الدبلوماسية من تدعيم 
مكانته في الداخل والخارج وجعل من المملكة الجاهدية بجناحيها في البر الاسباني وفي جزر 
البليار مملكة مزدهرة قوية راسخة الدعاتم » وبالرغم من عنايته الفائقة بدانية وملحقاتها في شرق 
الأندلس» إلا أنه كان يعتبر جزر البليار أفضل أجزاء مملكته, لهذا أولاها عنايته واه 
بتعزيز أساطيلها وتقوية دفاعاتها وأوكل إدارة شكونها لعمال مهرة . عرفوا بشجاعتهم ‏ وقرسوا 
على شئون البحر مما مكنهم من الدفاع عنها والإسهام بدور بارز في الجهاد البحري في الحوض 
الغربي للبحر المتوسط , وتحقيق أروع الانتصارات في وقت اختلت فيه موازين القوى البحرية 
ورجحت كفة الأساطيل المسيحية". 

وكان آخر ولاة جزر البليار في عهد مجاهد العامري « مولاه الأغلب » الذي ولي عاملاً على 
هذه الجزر 578 ه-- ٠١07‏ م وظل عاملا عليها حتى وفاة يجاهد 177 ه ح ٠١16‏ م. وعندما 
تبوأ علي إقبال الدولة أقرّ الأغلب في عمله إلى أن استأذنه بتأدية فريضة الحج في عام 
4 ه- 1١7‏ مء كما يتضح من فحوى نص ابن خلدون. وتعاقب من بعد الأغلب الولاة 
على هذه الجزر في عهد علي إقبال الدولة حتى استيلاء المقتدر بن هود على دانية 
8 ه- 75١1م"‏ وزوال ملك علي إقبال الدولة'*' . واستقلال عبدالله المرتضى أغلب بجزر 
البليار”' . وكان ولاة البليار على التعاقب في عهد علي إقبال الدولة هم ما يلي: 





> وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب ج ؟. ص 1١١‏ وابن عذاري: البيان الغرب ج ٠.“‏ ص 

.778 وص‎ ١68-16 
. 5١” وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف. ص‎ 

. 538-556 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص‎ )١( 
.؟٠١و-؟١8 وجمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص‎ 
. 3٠١ - 7١5 ابن خلدون : العبرء ج ؛ , ص 04" - 566 . وجمد عبدالله عنان : دول الطوائف , ص‎ )١( 
» (؟) ابن خلدون: العبرء ج ؛ . ص 7804- 880 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس‎ 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ”8 - 88 , وارشيبالدلويس : القوى‎ . 555-15١8 ص‎ 
. 7١” وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف. ص‎ 077-57١ البحرية والتجارية ص‎ 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج 1. ص 4ه"- 6ه".‎ 
. 85-2١ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول .ص‎ )5( 
- ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب, ج ؟ . ص 411 ؛ والباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر‎ )1( 


1/ 


أ- الأغلب (الفترة الثانية) 

ترس على شئون البحر في فترة توليته عاملاً على البليار في عهد مجاهد العامري 
+401-4 ه -40-1053١٠1م‏ وأسهم بدور كبير في الدفاع عن جزر البليار والتصدي 
للغارات البحرية التي كانت تشنها أساطيل بيزة وجنوة والبروفانس على سواحل هذه الجزرء 
وطارد الغزاة على راس أسطوله إلى عقر داري" , 


وتشيد الرواية الإسلامية « بالأغلب مولى مجاهد وصاحب ميورقة » وتبرز دوره في الجهاد 
البحري والتصدي للأساطيل المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط وفي الإغارة على 
قواعدها البحرية ؛ ويقول ابن خلدون في هذا الصدد : « وكان الأغلب صاحب غزو وجهاد في 
البحر »'"'. وقد عزرٌ علي إقبال الدولة موقف الأغلب في جهاده لما أجراه من اتصالات 
دبلوماسية مع أمير افريقية المعز بن باديس 410 - 485 ه - 9١.1038-1م!'‏ لتوحيد 
الجبهة الإسلامية في مواجهة عدوان الأساطيل المسيحية . ويتضح ذلك من رسائل علي إقبال 
الدولة للمعز بن باديس » وقد ذكر ابن بسام الشنتريني رسالتين من هذه الرسائل إحداهما من 
إنشاء الكاتب مد بن سعيد التاكرني!' , والثانية من ترسيل الوزير الكاتب عبد العزيز مد بن 
ارقم موري / 


وبالرغم من الأعباء الملقاة على بحرية « بني زيري » في افريقية في الدفاع عن صقلية 
الإسلامية . فقد أسهمت بدور هام في تعزيز أساطيل جزر البليار ومساندتها بشكل مباثر وغير 
مباشر في التصدي للأساطيل المسيحية . خاصة أساطيل بيزة وجنوة التي احترفت القرصنة منذ 
عام 4*4 ه ح ٠١5‏ م ء ووصلت بها الجرأة إلى حد تطاولت فيه على ثغر بونة بساحل افريقية 
وعلى ثغور ساحل الأندلس الشرقي . وجمع البيزيون والجنويون ثروات طائلة من عمليات 





> البليار. ص 8١‏ » ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ص 5.7 - 08" وعمد عبدالله عنان : دول 
الطوائف . ص 5٠07‏ . . 
)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج 1 . ص مؤه"- وه”. 
ود . حسين مؤّنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص ١١7‏ . وأرشيبالدلويس : القوى 
البحرية والتجارية . ص 5" , ا" . 
وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف 2 ص *١؟.‏ 
(0) ابن خلدون: العبرء ج ؟. ص 060". 
(؟) بن الأبار: الحلة السيراء» ج ؟. ص 5١‏ . 
وأبو الفداء : الختصر في أخبار البثر ؛ ج ؟. ص .1١45‏ 
(4) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص 565-518 . 
(6) المصدر السابق. ص 57 50م . 


لملسلا 


القرصنة ونهب الثغور الإسلامية!". كما قامت الأساطيل المسيحية في الحوض الغربي للبحر 
المتوسط بغارات ماثلة على جزر البليار ‏ ولكن أساطيل الأغلب كانت لا بالمرصاد”'" ؛ وم 
يكتف الأغلب بالدفاع عن جزر البليار . ولكنه تجاوز ذلك إلى مطاردة الأساطيل المعتدية 
والإغارة على قواعدها في سواحل قطلونية والبروفانس!". ففي سنة 4 ه > ٠١407‏ م أغار 
على جزر لارين 1.6135 في جنوب شرق البروفانس في بلاد الفرنجة وتمكن من الاستيلاء عليها , 
واتخذ من جزيرتي سانت اونورا وسانت مرجريت قواعد لأسطول البليار لقطع الطريق على 
الأساطيل الفرنجية والبيزية والجنوية!'2. وقام الأغلب بعدة غارات على جزيرة سردانية وتقكن 
من الاستيلاء عليها 14١‏ هد .16م 6, 


استيلاء الأغلب على جزيرة سردانية 

حقق الأغلب عامل البليار نصراً باهراً على أساطيل بيزة 45١‏ ه - ١6١٠م‏ تمكن على 
أثره من استعادة جزيرة سردانية من أيدي البيزيين'"' » وتذكر المدونة البيزية ما يلي في حوادث 
عام 4١‏ ه ١٠١6.2‏ م:«غزا بجاهد (والأصح الأغلب) جزيرة سردانية بجيش كبير ومقكن 
من الاستيلاء عليها وأنشأ فيها عدداً من المدن وقام البابا ليو التاسع بتكوين حلف بحري 
مسيحي بزعامة بيزة لطرد المسلمين من جزيرة سردانية . وهاجم البيزيون القوات الإ سلامية في 
الجزيرة بعد أن أذن م المقر البابوي , الذي منحهم شرف حمل راية القديس بطرس « سان 
بيدرو » . ونجحوا في هزية القوات الإسلامية التي انسحبت من سردانية » وننيجة لما بذلته 
أساطيل بيزة من جهود في تحقيق هذا النصر . فقد منح المقر البابوي لبيزة السيادة على جزيرة 
سردانية » وقامت بيزة بدورها بإعلان سيادة الامبراطورية الرومانية المقدسة على سردانية 
تكرياً لامبراطور الجرمان على ما قدمه من عون كان له أكبر الأثر على ما حققته الأساطيل 
السيحية من نصر على المسلمين في هذه الجزيرة »" , 


.515 174 278 "06 71١14 أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص‎ )١( 

0( المرجع السابق . ص 397 . 

(؟) مد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص ١5‏ . 

(؛) شكيب أرسلان- رينو- تاريخ غزوات العرب. ص 505 وحاشية ١«‏ »؛ وينسب رينو قيادة هذه 
الحملات البحرية لمجاهد العامري الذي توفي 451 ه - 40١٠م‏ قبل إغارة أسطول البليار على جزر لارين 
بعامين (بن إخلدون : العبر. اج ٠ص‏ 01”). 

)0( الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 76-104 . 

وأرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص 59١‏ . 

() كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري. ص 5٠١7‏ . 

(1) الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 78-14 . 


احلمسل 


ويعلل أرشيبالدلويس استعادة أساطيل البليار لسردانية بالمنازعات التي نشبت بين الجنويين 
والبيزيين . مما مكن الأمير علي بن مجاهد” صاحب دانية والبليار من استعادة هذه الجزيرة . 
ويضيف إلى ذلك بأن بيزة وجنوة اتفقتا في عام 45١‏ ه - ١6١٠م‏ ننيجة لمساعي البابا ليو 
التاسم على « طرد القراصنة الأندلسيين من جزيرة سردانية » على حد قوله20. 


وتذكر كليليا سارنللي بأن المصادر اللاتينية تنسب فتح سردانية في عام 414١‏ ه ح ١6١٠م‏ 
إلى مجاهد العامري , بالرغم من أن مجاهد توفي قبل هذا الفتح بخمس سنوات . وتعلل إ خفاق 
القوات الإسلامية في إخضاع جزيرة سردانية في حملة عام 45١‏ ه - ١0١٠م‏ بثورة سكان 
الجزيرة من جهة واشتباك هذه القوات مع حلف بحري مسيحي بزعامة بيزة كبرى جمهوريات 
ايطاليا البحرية تحت عم البابوية . وقد نجح هذا الحلف بساندة ثوار جزيرة سردانية في « طرد 
العرب من سردانية إلى الأبد » على حد قولا . واستولت بيزة على الجزيرة » وكانت نتيجة ذلك 
نشوب حروب بحرية بينها وبين جنوة التي كانت تتطلع إلى الاستحواذ على سردانية » وانتهت 
في نهاية المطاف بهزية بيزة'”". ويعتبر الدكتور موّنس بأن ضياع جزيرة سردانية من أيدي 
المسلمين كان الخطوة الأولى لضياع سيادتهم على غرب البحر المتوسط7'). وما زاد من ضعف 
الجبهة الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط بعد سقوط سردانية في قبضة بيزة هو ضعف 
البحرية الزيرية نتيجة لاكتساح أعراب بني هلال وسلم أرجاء افريقية . بتحريض من الحسن 
ابن علي اليازوري وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله 4517 -80غ ه - 98١54-1١٠ام‏ 
انتقاماً من أمير افريقية المعز بن باديس لخروجه على الفاطميين. وإعلان طاعته للخليفة 
العباسي القاتم بأمر الله *8؛ ه١4١٠‏ م. ووقف الدعاء للخليفة الفاطمي في عام 
٠‏ ه- 48١٠م‏ والدعاء على منابر افريقية للعباسيين'). وكانت نتيجة هجوم هؤلاء 
الأعراب على « افريقية » وعيثهم فيها فساداً 4؛ ه - ١6١1م‏ واقتحامهم للقيروان 


(١)/م‏ أعثرفي أي مصدر تمكنت من الاطلاع عليه بأن علي بن ن مجاهد قام بحملات بحرية والأرجح أن الذي قام 
بالحملة البحرية على سردانية هو الأغلب عامل البليار في مطلع عهد علي بن مجاهد . وكان الأغلب كما يقول 
ابن خلدون «صاحب غزو وجهاد في البحر » (العبر؛ ج 4 . ص 80”). 
00( أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص ١ا”*.‏ 
)١(‏ كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري. ص 709-765 . 
(:) د . حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 21١8-1١97‏ 
() ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص 2107 - 5ه. 
وبن عذاري : البيان المغرب. ج .١‏ ص 50-5760 . 
وابن الأبار : التكملة . ج .١‏ ص 15 طبعة عزت العطار الحسيني . 
7 التجاني : ص 16" . والناصري : الاستقصا . ج ؟'. ص .١50‏ 
٠‏ أحد مختار العبادي : : في التاريخ العباسي والفاطمي . ص 4؟*-96". 


اويل 


وع؛ ه - ٠١08‏ مء اختلال موازين القوى البحرية في الحوض الغربي للبحر المتوسط ورجوح 
كفة الأساطيل المسيحية إلى حد خطير نتيجة لانهيار البحرية الزيرية بعد سقوط جميع قواعدها 
البحرية في يد الأعراب ٠‏ باستثناء ثغر المهدية الذي اعتصم فيه أمير افريقية المعز بن باديس 
بعد تعرضه لزائم مدمرة أمام جحافل الأعراب الخربة"" ؛ مما اضطر بني زيري إلى توقيع 
معاهدات سلام مع الجمهوريات البحرية الإيطالية والبابوية'". وكان بنو حماد في المغرب 
الأوسط يتبعون نفس السياسة في مهادنة الجمهوريات البحرية الإيطالية والبابوية"' . 

ونتيجة لتخاذل بني زيري في افريقية وبني حماد ني المغرب الأوسط وانشغال جزيرة صقلية 
الإسلامية وثغور الأندلس الشرقية بالتصدي لغارات الأساطيل المسيحية , فقد وقع عبء الدفاع 
عن السيادة الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط على جزر البليارالتي أصبحت وحدهاني 
يجابية الأساطيل الإيطالية والفرنجية والقطلانية ئما عرضها لأخطار داهمة'/. وتعرضت البليار 
إلى غارات بحرية متلاحقة'" . بعد استعادة بيزة لجزيرة سردانية 44١‏ ه-.001.6, 
ومساللة بي زيري للنورمان الذين كانوا يجتاحون جزيرة صقلية ؛ وتخليهم عن نصرة هذه الجزيرة 
الإسلامية التي كانت تشكل الدرع الواقي لسواحل افريقية والجناح الأن لجزر البليار. ويشير 
أرشيبالدلويس إلى أهمية جزيرتي صقلية وسردانية وجزر البليار في الدفاع عن الثغور 
الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط با يلي : « طالما بقيت صقلية وجزر البليار في أيدي 
المسلمين ‏ وطالما بقيت جزيرة سردانية على حيادهاء فقد توافرت للأندلس وافريقية 
الحماية كزين 

أما جزيرة صقلية فقد كانت تواجه آنذاك غارات بحرية كاسحة من الأساطيل الإيطالية 
“وتتعرض إلى الاجتياح النورمندي . ما ضعضع قواها ودمر أساطيلها البحرية . وأصبحت 
سردانية بعد أن استعادتها بيزة 54١‏ ه - ٠١50١‏ م من قواعد العدوان على الثغور الإسلامية في 
غرب البحر المتوسط » و يبق في الميدان سوى جزر البليار الي جاببت وحدها « عدة غارات 





.554 ص 588 وص‎ .١ ابن عذاري : البيان المغرب. ج‎ )١( 
. 639-6318 وابن الأثير: الكامل, ج 5 ص‎ 
أرشيبالدلويس : القوى‎ . ١١58-11١7 (1)د . حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ 
. "97 البحرية والتجارية . ص‎ 
.119-1١8 د. حسين مؤنس : المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ )( 
.1١9-11١19 (؛) الصدر السابق. ص‎ 
, أرشيبالدلهيس : القوى البحرية والتجارية . ص 07م - 08م‎ )0( 
. 70-104 الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )5( 
. 5.7-5.5 وكليليا سارنللي تثركوا : مجاهد العامري. ص‎ 
. 50١ 288+ أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص‎ )1( 


ااا 


قرصنية » من الأساطيل المسيحية التي هيمنت على مياه الحوض الغربي للبحر المتوسط ء 
وأخذت تفرض الأتاوات الضخمة على الثغور الإسلامية في ساحل الأندلس الشرقي. وقد 
خضعت بلنسية والمرية لهذا الابتزازء ودفعت للجمهوريات الإيطالية مبالغ طائلة لحماية سكانها 
من القتل والأسر والسلب والنهب''. وإن صمود جزر البليار في وجه هذه الهجمة الشرسة 
مفخرة للأغلب الذي دافع بشموخ عن هذه الجزر إلى أن استعفى من عمله'" . وأرجح بأن علي 
إقبال الدولة اضطر لتوقيع معاهدة صداقة مع إمارة قطلونية في شوال 48١‏ ه- ديسمبر 
٠١07‏ مء اعترف بموجبها بحق أسقف برشلونة في الإشراف الكنسي على الرعايا المسيحيين في 
جزر البليار ودانية ليتجنب خطر الحصار من قطلونية غرباً والبروفانس في بلاد الفرنجة شملاً , 
والجمهوريات الإيطالية شرقاً'"' . وبالإضافة إلى الدور البطولي الذي قام به الأغلب في الدفاع 
عن ثغور المملكة الجاهدية العامرية في مواجهة الأساطيل المسيحية المتفوقة . فقد أسهم كذلك في 
تأمين سلامة الخط الملاحي بين هذه الثغور وميناء الاسكندرية ء مما وفر الازدهار الاقتصادي 


دور أساطيل البليار في تأمين سلامة السفن التجارية 


إن من الظواهر التي تسترعي النظر في فترة ولاية الأغلب الثانية للبليار هي وجود خط 
ملاحي بين ثغور المملكة الجاهدية العامرية في « البليار ودانية » وميناء الاسكندرية في عهد 
الخليفة الفاطمي المستنصر الله" . وكانت الشحنات التجارية والهدايا والتحف ترسل في سفن 
حربية « حربيات » خوفاً من تعرض الأساطيل الإيطالية لها عبر طريقها إلى الاسكندرية" . 


. 300-5١ أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص‎ )١( 
.#"08 04 م( ابن خلدون : العبرء ج 14. ص‎ 
. 57٠١7” وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص‎ 
. 87 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )( 
. 7٠# 2 وجمد عبدالله عنان: دول الطؤائف‎ 
.1١ا.-1١59 وكليليا سارنللى تشركوا : مجاهد العامري : ص‎ 
. 5517-50 (؛) إن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص‎ 
. 558 وابن عذاري : البيان المغرب. ج *'. ص‎ 

والحلل الموشية في الأخبار المراكشية : مجهول المؤلفٌ . ص هه . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم 
الخاص بالاندلس . ص 55١‏ - 755 . وابن خلدون : العبرء ج 4 . ص 5504 - 06" . ومد عبدالله عنان: 
دول الطوائف 2 ص .7١7‏ 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب , ج * , ص 558 . والحلل الموشية في الأخبار المراكشية : مجهول المؤلف . ص 
0ه . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس ص ١57-؟؟؟.‏ 
(1) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول . ص 5417-90 . 


1١ 


وكان الأغلب عامل جزر البليار وقائد أساطيلها''' ينفذ أوامر علي إقبال الدولة « ملك البليار 
ودانية » في تأمين وصول هذه السفن إلى مصر وتوفير الحماية اللازمة لها عبر طريقها الطويل من 
شرق الأندلس إلى الاسكندرية. فقد كانت التجارة وجمع الأموال وتنمية موارد المملكة 
الجاهدية العامرية الاقتصادية هي أكثر الاهتامات التي أولاها علي قبال الدولة منتهى عنايته , 
وكانت من أبرز صفاته . ويصفه ابن بسام الشنتريني في تحامل ظاهر قائلاً : « كانت همته في 
خراج يجبيه لا في معقل يجبتبيه » وهمّه المتجر ينّميه لا المفخر يحميه » أصعب خلق الله بلبوس 
ومطعم واصباه إلى دينار ودرهم .. !"ا . 

ويذكر عنه الأمير عبدالله الصنهاجي أمير غرناطة في مذكراته وكان معاصراً له « بأنه كان 
يحب المال ويغالي في جمعه »6 . ويصفه ابن سعيد المغرني قائلاً : « كانت همته في التجارة وجمع 
الأموال''' . ويؤكد ابن الخطيب براعة علي إقبال في جمع المال ويذكر بأنه «« كان ناجحاً في 
أبواب الجباية والاكتساب 06*©. لهذا استغل حاجة مصر للغلال في وقت عمّت فيه الجاعة في 
مصر في السنة الأولى من « الجوع العظيم » 57 هت ٠١504‏ مء التي ارتفعت فيها الأسعار في 
مصر وتبع « الغلاء وباء وكانت بداية ما يسمى بالشدة الكبرى » . وعم الجوع تجا ع تمي 
40 ه - 04١1م‏ وانعدمت الغلال') وزادت حدة الوباء وهبط النيل في العام التالي 
واستشرى القحط وأكل الناس الميتة من الجوع!"' . وما إن وصلت هذه الأنباء المروعة من مصر 
إلى علي إ قبال الدولة حتى قام في عام 441 ه - ٠١60‏ م بإرسال سفن مشحونة بالغلال من ثغور 
ملكته في البليار وشرق الأندلس إلى ميناء الاسكندرية وعادت من هناك « مملوءة ياقوتاً 
وجوهراً وذهباً »!" ! 

وغطَّى علي ! قبال الدولة تطلّعه إلى الأرباح الطائلة والمغام الوافرة التي كان يجنيها من 


)١(‏ ابن خلدون : العبر.ء ج 1. ص #806 -86ه0". 
)١(‏ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول. ص 510 . 
(م) مذكرات الأمير عبدالله المسماة بالتبيان. ص /ال- 78 . 
(:) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب, ج ؟. ص .1٠0١‏ 
(ه) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص ١؟5؟-998.‏ 
(1) اللقريزي : المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. ج .١‏ ص 0" . 
(1) أبو بكر بن عبدالله بن أيبك الدّواداري : كنز الدرر وجامع الغرر ج 5/ الدرة الضيّة في أخبار الدولة 
الفاطمية . ص 59" . 
() ابن عذاري : البيان المغرب, ج ". ص 998 . 
وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس, ص ١؟5-؟؟5.‏ 
ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في اسبانيا. ص 55 . 
وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص ”١٠؟.‏ 


ايفن 


إرسال شحنات الغلال إلى مصر'' بالتظاهر موالاة الخلافة الفاطمية والإعلان عن عزمه الدعاء 
للخليفة الفاطمي المستنصر بالله على منابر مملكتها''. ويعلق الدكتور مود علي مكي على ذلك 
قائلاً : « بأن هذه إشارة عظيمة القيمة يفهم منها بأن علي بن مجاهد قد دعا للفاطميين »!"'؛ وهو 
ما يفهم في الواقع من رسالة على ! قبال الدولة للخليفة الفاطمي المستنصر بالله') . ونظراً لرسوخ 
المذهب المالكي في دانية والبليار أسوة ببقية بلاد الأندلس التي « كانت المالكية فيها عصب 
الحياة » كما يقول الدكتور مكي!", وحيث أن الدوافع الرئيسية من وراء إرسال علي إقبال 
الدولة الغلال إلى مصر هو جني الارباح الطائلة لا عرف عنه من براعة في التجارة . وحب لجمع 
الأموال وتكديسها'". لهذا فإنني أرجح بأن وعد علي ! قبال الدولة بالدعاء للخليفة الفاطمي 
على منابر مملكته كان بجرد كلمات معسولة . ووعدا يصعب عليه تنفيذه . حتى لو أخلص النية 
في ذلك : فقد تغلفل المذهب المالكي في نفوس أهل البليار ودانية إلى درجة يصعب فيها إن م 
يكن يستحيل الدعوة إلى المذهب الشيعي والدعاء للخليفة الفاطمي , من قبل علي ! قبال الدولة 
بالذات الذي عرف عنه تعلقه بالمذهب المالكي وتكريه لعلماء المالكية!" أ منذ أن أرسله والده 
في سفارة إلى المعز بن باديس أمير افريقية بصحبة كبير قضاة البليار ودانية « أحمد بن الحسن 
الفساني » . وكان هذه السفارة أكبر الأثر على تحول المعز بن باديس إلى المذهب المالكي!*, 
وإعلان طاعته للخليفة العباسي القاتم بأمر الله *" ه - ١5١٠م‏ ووقف الدعاء للخليفة 
المستنصر بالله الفاطمي 5٠‏ ه -48١٠م!')‏ بعد وصول معتمد الخليفة العباسي « أبي الفضل 


. 558 ابن عذاري: البيان المغرب. ج "ا. ص‎ )١( 
.998-58١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ 
. 8417-58 (؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص‎ 
. 538 (؟) د . مود علي مكي : العلاقات بين مصر الفاطمية والأندلس خلال القرن الحادي عشر للميلاد . ص‎ 
. "10 - (؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص 0ه"‎ 
(ه) يحيى بن عمر : كتتاب أحكام الشوق/ نص جديد في الحسبة : تحقيق د . مود علي مكي - صحيفة المعهد‎ 
.65 المصري للدراسات الإسلامية في مدريد الجلد الرابع , العدد ١1-؟. ص‎ 
.40١ ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج ؟. ص‎ )3( 
.95؟-158١ واين الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص‎ 
. ١١7 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص‎ )1( 
. 781 - 65 (م) القاضي عياض : ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة اعلام مذهب مالك , ج ؛ . ص‎ 
. ص 45 طبعة عزت العطار الحسيني‎ .١ وابن الأبار: التكملة . ج‎ 
.54 وحمد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/ القسم الأول السفر الأول. ص‎ 
. 585١ وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس , ص‎ 
. 5990-5978 ص‎ .١ ابن عذاري: البيان المغرب, ج‎ )5( 


174 


عمد بن عبد الواحد البغدادي الدارمي » إلى القيروان بعام واحدا"'. 

وما يؤكد بأن علي إقبال الدولة لم يعترف فعلاً بالمستنصر بالله الفاطمي خليفة في مملكة 
دانية والبليار وم يدع له على منابرها بالرغم من أنه وعد بذلك في رمالته الأولى للخليفة 
الفاطمي'"2؛ النقود التي سكت في دانية وميورقة في عهد علي إقبال الدولة . حيث أنها تحمل 
اسمه واسم ولديه مد معز الدولة والفتح (ولي العهد) وعبد الملك (سراج الدولة) . بالإضافة إلى 
اسم الخليفة المزيف «هشامالمؤيد »!" وبعد إعلان المعتضد بن عبّاد » أمير ! شبيلية ‏ موت الخليفة 
المزعوم « هشام المؤيد »!؟. نجد على النقود التي سكت في دانية وميورقة حتى نهاية عهد علي 
إقبال الدولة 474 ه ٠١77‏ مء بالإضافة إلى اسم على إقبال الدولة واسم ولديه مد وعبد 
الملك اسم « الزمام عبد الله » الذي يشير بشكل عام إلى الخليفة العباسي مكان الإمام الوهمي 
«هشام المي 0(6), بعد أن أعلن عن موته للمرة الثالثة!'!, كما يؤكد ذلك أيضاً أنه بمجرد 
توقف شحنات الغلال إلى مصر وانقطاع الاتصالات والمراسلات بين علي | قبال الدولة والخليفة 
الفاطمي المستنصر بالله ووزرائه'" أ زال نهائياً أي تأثير فاطمي من « دانية والبليار » هذا وإن 





.86 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص‎ )١( 

وما يلفت النظر حقاً النص التالي لابن بسام الذي يقول فيه « وفي عام 445 ه - 04١٠م‏ صرف المعز بن 
باديس خطبته إلى صاحب مصر (المستنصر بالله) ونبذ العباسية » مما أدى إلى توجه أي الفضل عمد بن عبد 
الواحد البغدادي الدارمي معتمد الخليفة العباسي القثم بأمر الله في افريقية . إلى بلدة سوسة بساحل افريقية 
وإيقاع الفتنة بين القيسية واليمنية من أهلها والتوجه بعد ذلك إلى المغرب الأوسط ومنه إلى دانية حيث 
بعث له بن مجاهد « علي إقبال الدولة » عند نزوله إلى البرفي ثغر دانية « بلحم وأرباع دقيق فصرفها في وجه 
رسوله وتعجل الارتحال إلى بلنسية فلقي برا ». 

(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص 85). 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/ الجلد الأول. ص 0ه"- 910" . 
(؟) انطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف . ص ١١"‏ . 

(؛) ابن عذاري: البيان المغرب. ج ”'. ص 45؟. 

(0) انطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف . ص .3١١7”‏ 

(3) ابن عذاري: البيان المغرب, ج . ص 305 . 

0 أرسل علي إقبال الدولة ست رسائل للخليفة الفاطمي ووزرائه ذكر ابن بسام في الذخيرة فقرات منها 
(الذخيرة : القسم الثالث/ الجلد الأول ص 50" - ١”‏ ) يراجع بالنسبة لوزراء الخليفة الفاطمي المستنصر 
بلله الشار إليهم في رسائل علي اقبال الدولة كتاب « كنز الدرر وجامع الغرر ج 5 » الدرة الضيّة في أخبار 
الدولة الفاطمية , تأليف أي بكر بن عبدالله بن أيبك الدوّاداري من ص .548-77 . وهذه الرسائل المشار 
إليها هي من ترسيل وزير علي إقبال الدولة وكاتبه « أني الأصبغ عبد العزيز بن عمد ين أرقم النمري ». يمدح 
في الرسالة الأولى منها الخليفة القاطمي اللستنصر بلله ويدعي انجذابه إلى الدعوة الفاطمية وعزمه على الدعاء 
لهاء ويشير في ختامها إلى أنه أرسل شحنة من الهدايا والطرائف في حربي من أسطوله بقيادة « أبي الحسن 
كوثر » (الذخيرة/ القسم الثالث مج ١‏ . ص 50 - 437"). ويذكر ابن الأبار بأن تاريخ هذه الرسالة كان في 


نفدلا 


وجد أصلاً. وظل سكان المملكة الجاهدية العامرية على تسكهم بالمذهب المالكي كبقية بلاد 
5 )0( 
الاندلس 2. 


الخاتمة المشرفة للأغلب 

نجح الأغلب في فترة ولايته الثانية بها عرف عنه من جرأة وشجاعة وخبرة واسعة بشئون 
البحر والحروب البحرية!"! في تأمين سلامة أساطيل البليار ودانية التجارية على الطرق 
الملاحية المعرّضة للعدوان عبر البحر المتوسط . وفي حماية ثغور المملكة الجاهدية العامرية من 
غارات الأساطيل المسيحية المتربصة التي كانت تكيل الضربات لجزر البليار حيناً!"!. ولجزيرة 
صقلية الإسلامية المهددة بالاجتياح حيناً آخر . وكان من أعنف الغارات التي تعرّضت لا هذه 
الجزيرة الغارة العنيفة التي شنتها أساطيل بيزة على بلرم 0:ئءلةم العاصمة في عام 
0 ه - ٠١78‏ م» وقد تيمن البيزيون بما حصلوا عليه من مغائم وقاموا بتأسيس كاتدرائية 
بلدهم الشهيرة ذات البرج المائل والباقية حتى اليوم , بالثروات الطائلة التي حصلوا عليها من 
غازي كا 

وما لا شك فيه هو أن الأغلب خاض معارك بحرية عديدة دفاعاً عن جزر البليار وحقق 
النصر فيها على الأساطيل الإيطالية التي أغارت عدة مرات على البليار في فترة ولايته 


- عام 105 ه - ١١٠1م‏ (التكملة . ص ؟55 ترجمة رقم .)١700‏ ما الرسالة الثانية فلأحد وزراء الخليفة 
المستنصر بالله الفاطمي م يذكره كاتب هذه الرسائل بالاسم , وتتضمن مدحاً وتزلفاً لهذا الوزير . وعلى وعد 
ببدية قيمة في « حربي » للخليفة الفاطمي ووزيره الخاطب (الذخيرة القسم الثالث مج ١‏ ص 947) . وتتضمن 
الرسالة الثالئة مدحاً « بالخلافة العظمى » وإثارة إلى إرسال مركب إلى مصر يحمل هدية حافلة للخليفة 
الفاطمي (الذخيرة/ القسم الثالث مج .١‏ ص 898- 1.١‏ ). وفي الرسالة الرابعة يعلن علي إقبال الدولة 
ولاءه وطاعته للخلافة الفاطمية (الدُخيرة/ القسم الثالث مج ١‏ ص .)1١١- 40١‏ أما الرسالة الخامسة فقد 
حملها أبو مروان بن نجية لأحد وزراء الخليفة الفاطمي لا تختلف في أسلوها عن الرسائل السابقة وتتضمن 
مدحاً زائفاً وتزلفاً للخلافة الفاطمية (الذخيرة/ القسم الثالث مج ١‏ ص 05+ - 05 5). والرسالة السادسة 
إى وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله على نفس منوال الرسائل السابقة من المدح المبالغ فيه والتزلف 
(الذخيرة/ القسم الثالث مج ١‏ ص *1.0). 
)١(‏ يحيى بن عمر : كتتاب أحكام السوق/ نص جديد في الحسبة/ تحقيق د . مود علي مكي - صحيفة المعهد 
المصري للدراسات الإسلامية/ مدريد. ج ؛ ص .0١6‏ 
(؟) ابن خلدون: العبرء ج 4. ص 06". 
(©) ارشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية ص ؟ا”#- 0#8ا”. 

وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف , ص 7١‏ . 

(؛) د. حسين مؤنس : السلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص 1١9‏ . 


1 


الثانية » وطارد الغزاة إلى عقر دارهم''. وإن بقاء هذه الجزر تحت الراية الإسلامية حتى 
استعفاء الأغلب من عمله وتولية صهره سليان بن مشكيان عاملاً على البليار مكانه . لأكبر دليل 
على ما قام به الأغلب من دور بطولي في الدفاع عن البليار"!؛ في الوقت الذي تخاذل فيه بنو 
حمّاد أمراء المغرب الأوسط . خاصة في عهد خاس أمرائهم التاصرين علناس 
.ن؛ -١8؛‏ ه -88-1031١٠مء‏ الذي ارتبط بعلاقات حميمة مع الجمهوريات البحرية 
الإيطالية » وبعلاقات ودية وصداقة مع البابا جريجوري السابع وصلت إلى حد السماح بإقامة 
أسقف لقرطاجنة في بلاده » ومعاملة المسيحيين في مملكته في المغرب الأوسط معاملة مميزة تتسم 
بمنتهى التخاذل والاستسلام ؛ ففي الوقت الذي كانت فيه الأساطيل الإيطالية تغير على ثغور 
صقلية والبليار تحت عم البابوية . قام الناصر بن علناس بإطلاق جميع الأسرى المسيحيين في 
ملكته . وقد كتب له البابا جريجوري السابع رسالة استهلها بقوله « من الأسقف جريجوري 
السابع خادم خدام الله إلى الناصر ملك مرطانية من الولاية السطيفية في افريقية؛ السلام 
والبركة الرسولية.. » وتدل بقية الرسالة على دهاء هذا البابا وحنكته وتطلعاته الصليبية 
وسعيه الحثيث لتمزيق الجبهة الإسلامية في الحوض الغربي للبحر المتوسط !". 

وما يزيدنا قناعة بالدور المشرف الذي قام به الأغلب في التصدي للأساطيل المسيحية في 
غرب البحر المتوسط أنه ظلّ يجاهد حتى ناية فترة ولايته الثانية 404 هك 55 مكل, 
وحيداً معزولاً عن أي سند خارجي . فلم يكن الناصر بن علناس أمير المغرب الأوسط المتخاذل 
الوحيد!*)؛ عن نصرة أهل جزيرة صقلية التى اجتاحها النورمان منذ عام 407 ه > 21١51‏ 
وعاثوا فيها تدميراً وقتلاً وأسراً!”» وعن نصرة البليار المهددة بالاجتياح'"2: فقد تخلى بنو 
زيري أمراء افريقية عن صقلية وانسحبت قواتهم منها وتركوها تواجه العدوان النورمندي 





(1) د . السيد عبد العزيز سام ود . أحمد مختار العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في امغرب والأندلس . ص 
لال 4لل, 
وشهمد عبدالله عنان : دول الطوائف. ص ؟١٠؟.‏ 
وأرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية » ص 08-8509" . 
(0) ابن خلدون: العبرء ج 14 . ص 6ه”. 
(6) د. حسين مؤنس : السلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .١١9-١1١8‏ 
() ابن خلدون: العبر؛ ج 4. ص 014". 
وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص 7٠١‏ . 
(0) د. حسين مؤنس : السلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص .1١9-1١١8‏ 
(د) د. عبد العزيز سام ود . أحمد مختار العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس . ص 
9 . وأرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص */ا#- 8ل" . 
(0) أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص 507-507 . 


١ا/ا/‎ 


وحدها , وتعهدوا بعدم التدخل بشئون صقلية وعدم التعرض للأساطيل الايطالية وتوقفوا عن 
الجهاد في البحر . وتفرغوا لمواجهة هجمات الأعراب النين اجتاحوا جميع افريقية باستثناء 
المهدية التي تحصّن بها الزيريون0" , 

كما توقف النشاط البحري في ثغور الأندلس الشرقية باستثناء دانية بعد أن انهارت بحرية 
المرية وبلنسية ؛ مما اضطرهما إلى دفع اتاوات ضخمة للجمهوريات الايطالية مقابل عدم 
التعرض لما(" : وم يبق في ميدان الجهاد البحري الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط 
في منتصف القرن الخامس للهجرة سوى ثغور المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار. ومما 
يؤسف له أن المصادر الإسلامية التي بين أيدينا لا تذكر أي تفاصيل عن جهاد الأغلب بالرغم 
من أنها تشيد بدوره البطولي في الجهاد البحري حتى نهاية فترة ولايته الثانية 
0 ه-117١٠‏ م» ومغادرته البليار لتأدية فريضة الحج في إحدى سفن أسطوله العتيد عبر 
الطريق الملاحي إلى الاسكندرية ومنها عبر البر إلى الحجاز. وهكذا اختمم الأغلب الفترة 
الثانية من جهاده في البليار هذه الخاتمة المشرفة بعد أن سجل صحائف مجد خالدة في تاريخ 
البحرية الإسلامية ؛ وبعد عودته من تأدية فرضه استدعاه علي | قبال الدولة وألحّ عليه أن يتولى 
عمل البليار: ولكنه استعفاه فقبل عذره وأعفاه. ووى مكانه صهره سليان بن مشكيان 
08 ه- 57١1م‏ الذي كان نائباً عنه أثناء غيابه لتأدية فريضة الحجا"2. وما يضفي على 
الأغلب هالة أخرى من الجد والرفعة ‏ أنهم يكن مجاهداً وبحاراً جريئاً واقتصادياً بارعاً ومؤمناً 
متمسكاً بتعالم الإسلام فحسب , ولكنه كان بالإضافة إلى جميع مواهبه وصفاته الآنفة الذكر 
أديباً لامعاً يشجع العلماء والأدباء . فتوافدوا على ساحته ورفعوا من مكانته » وليس أدل على 
ما وصل إليه من رفعة ومكانة من الرسالة التي خاطب بها « أبو عبدالله حمدبن مسام » وزير علي 
إقبال الدولة وكاتبه « الأغلب صاحب ميورقة »!4 

ب - سليان بن مشكيان 

ثاني عمال جزر البليار في عهد علي إقبال الدولة . ويقول ابن خلدون في خبر توليته .. 
«بأن الأغلب استأذن علي 'إقيال الدولة في الزيارة فأذن لهء وقدّم على الجزيرة (ميورقة 





)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب. ج .١‏ ص 586 وما بعدها. 
وين الأثير: الكامل. ج 5ء ص 511 وما بعدها . 
وتاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس. ص 7.4-7.7 . 
والقوى البحرية التجارية . ص *9” . 
(0) أرشيبالدلويس : القوى البحرية والتجارية . ص 51977 . 
(؟) ابن خلدون: العبرء ج 4 . ص 5056 . وعمد عبدالله عنان: دول الطوائف . ص 505 . 
(؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأول ص 157 - 118 . 
ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغفرب ج '. ص .1٠00‏ 


ليكننا 


وملحقاتها) صهره سلهان بن مشكيان نائباً عنه. . » , وبعد عودة الأغلب من تأدية فريضة الحج 
كلّفه علي إقبال الدولة بالعودة إلى تولي عمل البليار ولكن الأغلب استعفاه فاستجاب علي 
إقبال الدولة لمطلبه وأعفاه وولى مكانه صهره سليان بن مشكيان عاملاً أصيلاً على جزر البليار 
هه هني- 17١1م‏ » واستمر في عمله حمس سنوات”". إن تولية سليان بن مشكيان صهر 
الأغلب نائباً عنه ثم عاملاً للبليار يدل على أهليته لهذا المنصب . وعلى ترّسه في الجهاد البحري » 
ما مكنه من الدفاع عن البليار وحمايتها في وقت سيطرت فيه الأساطيل البحرية المسيحية على 
الحوض الغربي للبحر المتوسط . وم يبق صامداً في مواجهتها سوى جزر البليار التي وقفت 
وحدها تدافع بشموخ عن حياضها وعن أمن وسلامة ساحل الأندلس الشرقي''"'. وبالرغم من 
افتقارنا إلى معلومات تفصيلية عن الدور البطولي الذي قام به سلوان بن مشكيان في الدفاع عن 
جزر البليار في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخها . إلا أن صمود هذه الجزر في مواجهة الأساطيل 
المسيحية المتفوقة هو أصدق دليل على البطولات الأسطورية التي قامت بها أساطيل السليار 
تحت قيادة عاملها سلهان بن مشكيان حتى وفاته 538 ه - "717١‏ . وقام علي | قبال الدولة 
بتولية عبد الله المرتضي عاملاً على البليار مكانها'' . 


ج - عبد الله المرتضى أغلب (عاملاً على البليار) 

تولى عمل جزر البليار في وقت اشتدت فيه غارات الأساطيل المسيحية على هذه الجز را" , 
وظل عبد الله المرتضى يدافع ببسالة عن البليار حتى سقوط دانية في يد المقتدر بن هود 
للق ه7١٠‏ م. وقد أحاط الغموض بتاريخ عبد الله المرتضى بالرغم من أنه حم جزر البليار 
خس سنوات كعامل عليها ء وبعد سقوط دانية بيد المقتدر بن هود وانهيار المملكة الجاهدية 
العائرية 'استقل هذه الزن عق أن موْرخاً كبيراً كاين" خلدون: أغفل وكرءط". 





. "060 ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص‎ )١( 

(1) عمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص ٠١5”‏ . أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية» 
ص 5لا لولاا 

() ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص 700. وحمد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص 509 . 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١8‏ . ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد -ج 9 , 
ص 08-707" . وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 5١”‏ . 

(4) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 08-07" . 

[3) يذكر ابن خلدون اسم مبشر الدولة مكان عبد الله المرتضى (العبر . ج 4 . ص 804 - 500). بالرغم من 
أن الثابت أن مبشر بن سليان تولى ملكاً على جزر البليار بعد عبد الله المرتضى (الفتح بن خاقان : قلائد 
العقيان . ص 586). فبعد أن تولى عبد الله المرتضى عاملاً على جزر البليار بخمس سئوات اهارت المملكة 
ا جاهدية العامرية واستقل المرتضى حك البليار 474 ه-71١٠م‏ 3 


١/4 


وأرجح بات عبد الله المرتضى هو أحد أبناء « الأغلب » عامل البليار الأ ويدعونى 
إلى هذا الترجيح الأدلة التالية : 

١‏ - رواية السلفي التالية التي يقول فيها « سمعت الفقيه أبا الحسن عدل بن عمد بن عدل 
الغافقي الأندلسي في الاسكندرية يقول ء كت ابن الأغلف صاحب ميورقة إلى ابن .رشيق 
القيروافي يستدعيه في البحر فأجابه بهنين البيتين: 


أمرتني بركوب البحر مفترراً 2 عليك غيري فآمره بذا الراء 

ماأنت نوح فتنجيني سفينه 20 وست عيسى أنا أمشبي على الماء!') 
ونظراً لأن ابن رشيق القيرواني توفي في إحدى الروايات في عام 45 ه- ٠١١‏ ماني 
صقلية , فمعنى ذلك » إن صحّت رواية السلفي أن عبد الله المرتضى هو« ابن الأغلب » » الذي 
أرسل إلى ابن رشيق القيرواني يستدعيه من صقلية في السنة الأولى من ولايته لجزر البليار, 
لكن ابن رشيق اعتذر عن تلبية دعوته بسبب خوفه من ركوب البحر نظراً لسيطرة الأساطيل 
المسيحية على الطرق الملاحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط آنذاك("). وبالرغم من الأخطار 
التي كانت تتعرض لا السفن الإسلامية التي تبحر من صقلية إلى البليار وبالعكس ., فإننا نجد 
إشارات عديدة إلى وجود علاقات بين صقلية وميورقة في عهد علي ! قبال الدولة وانتقال بعض 
المجاهدين بين الجزيرتين للإسهام في حركة الجهاد . هذا بالإضافة إلى العلاقات الثقافية بين 
صقلية والبليار» ويذكر ابن بشكوال روايات عن لجوء بعض علماء وأدباء صقلية إلى جزر 
البليار والبر الأندلي!؟). 

؟- يدعو ابن سعيد المغربي عبد الله المرتضى باسم (المرتضى «أغلب ») ويذكر أنه كان 
والياً على ميورقة « وملحقاتها » ثم « غلب عليها » واستقل بها وتولى الملك من بعده على هذه 
الجزر مبشر ناصر الدولة!". 





- (ابن سعيد المغربي : المغرب في "حلى المغرب . ج ؟ . ص 557 -517 . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي 
لجزر البليار. ص١8‏ » ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج” . ص 5١8- 5٠7‏ , وعمد عبد الله عنان: 
دول الطوائف . ص ؟١؟).‏ 

(1) د. إحسان عباس : أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السفر للسلفي ص8١‏ . 

(5) أبو علي الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني , أديب شاعر انتقل من المهدية في افريقية إلى صقلية 
ه- ٠١007‏ م وتوفي في جزيرة صقلية ؛ في سنة 571 ه - 1٠١71‏ مء ومن أشهر مؤلفاته العمدة في النقد 
وقراضة الذهب في الشعر. (ابن خلكان: وفيات الأعيان, ج ” . ص 80 . ود . عبد الرحمن ياغي : ديوان 
ابن رشي : التعريف بالشاعر » ص7 وما بعدها) . 

() ارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 5168-١‏ . 

(؛) ابن بشكوال: الصلة. ج ١‏ . ص 074. 507011 . وج 5ء اص 337. 

(5) ابن سعيد المفرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 415 -4517 . 


18 


- وجود قطعة من النقود سكت في جزيرة ميورقة 18٠‏ ه- 1١87‏ م في فترة استقلال 
«عبد الله المرتضى » بجزر البليار تؤكد بأنه «ابن الأغلب ». 

على الوجه : 

المرتضى لا إله إلا الله وحده لا شريك له. 

الدرهم بمدينة ميورقة سنة انين وأربعمائة . 
وعلى الظهر : ابن أغلب!' . 

وكان استقلال عبد الله المرتضى بن أغلب بجزر البليار بعد انهيار المملكة الجاهدية العامرية 
8 ه-71١٠‏ نتتيجة لسياسة علي إ قبال الدولة السلمية!"). 


سياسة على إقبال الدولة السلمية وأثرها على انهيار مملكته 

ارتبطت المملكة الجاهدية العامرية بعلاقات ودية مع الممالك والإمارات المسيحية في شبه 
جزيرة إيبرية منذ نهاية عهد مجاهد العامري , وكان بين علي إقبال الدولة ومملكة قشتالة90), 
علاقات تتسم بالمودة دون أي خضوع أو تنازل من جانبه » نظراً لحصانة دانية وبعد البليار عن 
متناول قشتالة!؟): كما كان بين المملكة الجاهدية العامرية وإمارة قطلونية النصرانية علاقات 
سلمية منذ عهد مجاهد العامري . ومما يدل على مدى عمق هذه العلاقات اعتراف مجاهد العامري 
وابنه علي ! قبال الدولة من بعده بالسلطة الروحية لأسقف برشلونة « غلبرت » (جيزلابرتو 
ممءهلوز0)!*) على جميع الرعايا المسيحيين من المستعربين في البليار ودانية!". ومن المرجح 
أن سياسة علي إقبال الدولة الودية للغاية مع رعاياه النصارى تعود إلى تأئره بنشأته الأولى في 
بيئة مسيحية طيلة ستة عشر عاماً » بعد أسره في سردانية من قبل البيزيين الذين قدموه إلى حليفهم 
إمبراطور ألمانيا هنري الثاني . وعاش علي إقبال الدولة في بلاطه حتى عام 


.1١94 0317 انطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف . ص‎ )١( 

)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء . ص ١١5‏ . تحقيق د. أحمد مختار العبادي. وابن سعيد 
المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج ” » ص5 ١.‏ ؛ . ودائر ة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج ” . ص 3708 . 

)١(‏ كان معاصراً لعلي إقبال الدولة من ملوك قشتالة فرناندو الأول وابنه ألفونسو السادس , وكان لما دور 
خطير ني إخضاع ملوك الطوائف المتخاذلين. ولولا نصرة القوات المرابطية لانهار الأندلس نبائياً في نهاية 
القرن الخامس للهجرة (عمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 2778 2785 7914 95" ,)1١1-‏ 
(؛) مد عبد الله عنان : دول الطوائف, ص50 . 

(0) غلبرت : جيزلا برتو 015120610 أحد أبناء كونت برشلونة أودالارت 3882ا003] عين استفا لبرشلونة 
عاصمة إمارة قطلونية في عام 4*7 ه- ٠١5‏ م (كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري. ص 2,١59‏ 
وحاشية «؛ »). 1 

3) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص88 . 


حل 


+5 م - ٠١8.‏ م" , الذي استطاع فيه أحد مستشاري هنري الثاني من وضعه تحت رعايته 
وأهداه إلى ابنه الذي يدعى بالبتزوني عصم للها" , ونتيجة لمساعي بني حماد أهَواء المغرب 
الأوسط أنقذ علي إقبال الدولة في الأسرا"!. وأعاده البتزوني إلى والده مجاهد العامري!؛ في 
سفينة إلى دانية عبر جزيرة ميورقة!*) ونشأت صداقة حميمة بين علي إقبال الدولة وبطرس 
هماه ابن البتزوني الذي أصبح أسقفاً لبيزة كبرى جمهوريات إيطاليا البحرية''). وقد أدى 
تعاطف علي إقبال الدولة مع النصارى إلى إقدامه على إصدار وثيقة خطيرة في 57 شوال 
9 ه552 ديسمبر ٠١04‏ م وهي عبارة عن خطاب مرسل إلى غلبرت 0151366260 أسقف 
برشلونة يعترف فيها علي قبال الدولة بالإشراف الروحي « الذي كان أبوه بجاهد قد منحه 
للأسقف » على مسيحي البليار ودانية وأعمالها شريطة الاعتراف بسلطته الزمنية والخطبة 
باسمه في الكنائسس!". 


وما زالت هذه الوثيقة الخطيرة محفوظة في أرشيف الفاتيكان برومة حتى اليوم » ويوجد 
منها نسخة في مجموعة وثائق كاتدرائية برشلونة عثر عليها المؤرخ الإسباني دياخو 2980 » وقام 
المؤرخان الإسبانيان لاماركا 043:68 1.2[ وفلوريث 510:62 بنشرها . وهي من قسمين أحدهما 
باللاتينية وترجمتهما بلي : « إن كاتدرائية القديسة أيولاليا 8ذاهانا قد نالت السيطرة الروحية 
على جزر البليار من مجاهد بواسطة الأسقف جيزلا برتو 6151866560 (غلبرت ) . كما نالت فيا بعد 
نفس السيطرة على دانية وأعمالها من علي إقبال الدولة : وإن علياً قد قبل هذه السيطرة كما 
وافق عليها أبناؤه وكبار رجالدولته » .وفي نهاية النص اللاتيني توقيعات الأساقفة الذين قدموا 
من أماكن متعددة إلى إمارة قطلونية بناسبة تقديس كاتدرائية برشلونة!*. 


أما القسم الآخر من هذه الوثيقة المحفوظ في أرشيف مكتبة الفاتيكان في رومة فهو ما يلي 


)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 55١١‏ . وكليليا سارنللي تشركوا : جاهد 
العامري . ص 507 -504 . 5 

(؟) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 506-581 . 

(©) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/الجلد الأول ء ص 756 . 

(؛) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 508-504 . 

(0) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص 55١‏ . 

(1) كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 700 . 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار . ص ”8 . وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف , ص 5١0*‏ . 

(8) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص85 . وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري» 
ص 5510-1555 , 


فيلا 


بالحرف الواحد : « أشهده إ قبال الدولة أيدّه الله على أنه أجاب غلبرت الأسقف ببرشلونة إلى أن 
يكون مذكوراً في خطب النصارى في بيعهم بجميع أعماله وهو ما انعقد بالخط الأعلى في 51 
شوال 449 ه - 55 ديسمبر 00١٠م‏ » وما بلي أسماء الشهود''. وهكذا أدخل علي إقبال 
الدولة بسياسته السلمية النفوذ الأجني إلى مملكته وأصبحت كنيسة برشلونة وأسقفيتها تشرف 
على جميع المسيحيين من المستعربين في البليار ودانية ما يدل على مدى تعاطف علي إقبال 
الدولة مع المسيحيين من جهة ومدى عمق علاقته بكونت برشلونة!"! رامون برنجار الأول 
دم -438 هه 77-1000١1م‏ الذي كان يسعى جاهدا إلى توسيع نطاق إمارته على 
حساب جيرانه من ملوك الطوائف المتخاذلين بعد أن اتسعت إمارة قطلونية في عهده بضم أرقلة 
86لا وشرطانية 0610388 وولاية قرقشونة الفرنجية ©507كهه,03 إلى إمارته . وكان لضم هذه 
الولاية الفرنئجية نتائج خطيرة . فقد أعادت الصلات الوثيقة من جديد بين إمارة قطلونية 
(المارك الإسباني القديم ) « الثغر الفرنجي » وجنوب بلاد الفرنجة حيث اندفع من هناك إلى 
إمارة. قطلونية حشود المثاة والفرسان الفرنجة . تؤرجهم الأحقاد والروح الصليبية . ما كان له 
أخطر النتائج على مصير الأندلس عامة!"؛ وعلى جزر البليار بصفة خاصة » فقد تزعمت إمارة 
قطلونية بعد فترة وجيزة من انهيار المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار قيادة الحملات 
الصليبية على جزر البليار » وكان النصارى من المستعربين في هذه الجزر عيوناً وأرصاداً لإمارة 
قطلونية التي كانوا يخضعون لها روحياً نتيجة لسياسة علي ! قبال الدولة السلمية ‏ مما كان له أكبر 


الأثر على المصير المفجع للبليار بعد فترة وجيزة من اهيار المملكة الجاهدية العامريةا"). 


وم تتوقف سياسة علي إقبال الدولة السلمية عند حد التأثير على مصير جزر البليار 
فحسب . ولكنها كانت بالإضافة إلى ذلك سبباً في ضياع ملكه وسقوط عاصمته دانية في يد 
المقتدر بن هود أمير سرقسطة!؟. فقد كان جل اهتام علي قبال الدولة كما ذكرنا في التجارة 





)00 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 86-8 . وشمد عبد الله عنان: دول الطوائف , 
ص ٠١"‏ وأنطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف . ص 5". وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري » 
ص 550-55521١1. -1١546‏ 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص85 - 85 . وأنطونيو بريتوفيفس: ملوك الطوائف . 
ص5م. 

(؟) شمد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص 207 . 

(؛) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١١7‏ - 155 . وابن خلدون . العبرء 
جكء ص 306" . 

(5) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القمم الرابع/الجلد الأول. ص 5150 . وابن 
خلدون : العبر؛ ج 4 ص 13066. 


اللذذا 


وجمع المال!'! . وتكدست في قصر الحبور في دانية!''ثروات طائلة أطمعت فيه ملوك الطوائف 
في عهده ء النين م يكن يردعهم رادع ولا يرعون حرمة ولا يتقيدون بأي عهد أوميثاق . وبالرغم 
من ذلك فقد سعى علي إقبال الدولة جاهدا لكسبهم إلى جانبه بالطرق السلمية . وقد عاب عليه 
ابن بسّام هذه السياسة قائلاً : « فلما خفق علمه وتمكن في مكان أبيه قدمه اهم السلم وأغمد 
السيف وشام القلم ». وحاول تجنب الاشتباك مع ملوك الطوائف في عصره بثتى الوسائل, 
ومنها المصاهرة. ويقول ابن بسام بهذا الصدد « ورزق علي إقبال الدولة بنات أحسن من 
الشموس وأفتن من الطواويس فتبارى ملوك الطوائف في الأندلس الزواج منهن.. واغتنم هو 
ذلك وأذكاهن عليهم عيوناً... فقل ملك منهم إلا وقد علق له حبل له واتصل بينه وبينه 
نسل »!25. وقد زوّج إحداهن للمعتمد بن عباد أمير إشبيلية!*؛ وزويمٌ الثانية لأجد معز 
الدولة بن صمادح ولي عهد المرية'*! » وزوّج الثالثة للناصر عبيد الله بن المنصور عبد العزيز بن 
أبي عامر أحد أبناء أمير بلنسية!'. وهكذا دواليك حتى السابعة منهن, وكان علي إقبال 
الدولة قد تزوج من إحدى بنات المقتدر بن هود أمير سرقسطة كبرى قواعد الثغر الأعلى 
الإسلامي . وكان هذا الزواج وبالاً عليه ؤعلى مملكته . فلم يرع ابن هود حرمة المصاهرة وطمع 
في مملكة صهره وفي ثرواته الطائلة . واستغل خلافاً نشب بسبب أحد حصون الحدود وأغار على 
دانية واستوى عليها 454 ه-75١٠١‏ ا وم يجد علي ! قبال الدولة من إصهاره العديدين 
النين اصطنعهم لنكبات الدهر عدّة , نصيراً له في ممنتها*)! 





)0( أبن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 4١١‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القم 
الخاص بالأندلس . ص 5١١‏ -؟؟5. 

)١(‏ قصر الحبور: أعظم قصور دانية وأجملها في عهد مجاهد العامري وابنه علي | قبال الدولة » وظلت شهرته 
حتى العصر المرابطي . وقد وصفه مد الزهري « بالقصر العظم الذي لم ير مثله ». (عمد الزهري : كتاب 
الجغرافية. ص .)١١*‏ 

(©) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في 'محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول . ص 5106 -533. 
(:) المصدر السابق : القسم الثاني/*الجلد الأول . ص 67١‏ . 

)0( الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول. ص ١58-157‏ وص .199-17 
585.05 . وابن الأبار: : الحلة السيراء .ج ؟ .ص 8 - ٠١‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص 
بالأندلس » ص ؟؟5١‏ . والصفدي : الوافي بالوفيات ج ه. ص15 . 

30( ابن بسام الشنتريني : الذخيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأولء ص ١6‏ وحاشية«؟ ». 

(0) المذري : نصوص عن الأندلس من كتساب ترصيع الأخبار. ص5٠.‏ والذخيرة في محاسن أهل 
الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول » ص 5717-1516 . وابن عذاري : البيان المغرب . ج ”.ء ص ١608‏ » 
8 . وابن خلدون : العبرء يجكء ص 00". 

(8) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص58 . 


181 


استيلاء المقتدر بن هود على دانية 

أجمعت جميع المصادر التي تمكنت من الاطلاع عليها بأن المقتدربن هود استولى على دانية في 
عام 4 ه 77١1م(‏ . باستثناء ابن بسام صاحب الذخيرة الذي يذكر بأن ذلك كان في 
عام 5!7؛ ه-ه107(", ولا خلاف على هذه النقطة الفرعية, إنما الخلاف في النقطتين 
الرئيسيتين التاليتين وهما: 

-١‏ كيفية الاستيلاء على دانية ؛ وهل كان ذلك بالخديعة والمكر , أم نتتيجة للغلبة والقهر؟ 

١‏ - مصير علي ! قبال الدولة وأولاده وأهله. 

كيفية الاستيلاء على دانية 

يذكر ابن بسام بأن المقتدر بن هود أمير سرقسطة لم يتورع عن التحرّش بالملكة الجاهدية 
بالرغم من حرمة المصاهرة بينه وبين زوج ابنته علي | قبال الدولة » وطالب صهره ببعض القلاع 
من أجل إلحاقها بطرطوثة!"'؛ التي ضمها المقتدر بن هود إلى مملكته بعد أن تنازل له عنها نبيل 
العامري 407 ه - ٠١70‏ م(). وتحاشياً لتوسيع شقة الخلاف تنازل علي | قبال الدولة عن هذه 
القلاع وكتب إلى عمالها بإخلائها » ولكن علي | قبال الدولة كما يذكر ابن بسام م يتقيد بالاتفاق 
«وأرسل إلى عمال تلك البلاد يحثهم على القتال  »‏ فلما علم المقتدر بن هود بذلك زحف على 
رأس قواته إلى دانية قاعدة ملك علي إقبال الدولة » واحتاط جميع ملوك الطوائف في شرق 
الأندلس لهذا الزحف المفاجىء باستثناء علي إ قبال الدولة الذي م يكن يتصور أن يصل الخلاف 
بينه وبين المقتدر بن هود إلى حد محاصرة دانية واللإطباق عليها من جميع الجهات :لما بينهما من 
صهر ونسب من جهة » ولاطمئنانه إلى حصانة دانية!*). وقد أدت تصورات علي ! قبال الدولة 
الخاطئة إلى نتائج خطيرة: فقد فرض المقتدر بن هود الحصار على دانية وضيق عليها 
الخناق'''. ويصف ابن بسام وصفاً شيقاً تلك الملابسات الغريبة التي أدت إلى زوال ملك علي 
إقبال الدولة بشكل مفاجىء في يوم واحد! قائلاً : «م يرع أهل دانية إلا تصهال الخيل » وقد 


)١(‏ الضبي : بغية الملتمس . ص ١517‏ . ابن عذاري : البيان المغرب .ج ” .ص ١608‏ . 518 . وابن خلدون: 
العبر. ج ؛ . ص 05" وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 555 . والقلقشندي: 
صبح الأعثى . ج 5 . ص 750-555 . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول. ص555 . 

0( المصدر السابق. ص 5519-5135 . 

(؛) ابن عذاري : البيان المغرب , ج” , ص 700 . 

(0) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص 550-555 . 
0 ابن عذاري : البيان المغرب , ج * . ص ١08‏ و58 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص 
بالأندلس . ص 508 . 


186 


انصب عليها انصباب السيل »» فاستولى الجزع على أهل المدينة لهذا الهجوم المفاجىء ٠‏ فقام 
علي إ قبال الدولة على الفور بإرسال ابنه وولي عهده معز الدولة لمقابلة جده المقندر بن هود لعله 
يثنيه عن هذا العدوان غير المتوقع 5 


ويصف ابن بسام بأسلوبه الشيق المفاوضات التي أجراها معز الدولة بن علي إقبال الدولة مع 
جده المقتدر بن هود . وما الت إليه نتيجة جبنه وجهله قائلا : « فجاء معز الدولة إلى ابن هود 
مدلاً بقبم صهره عائراً في إدبار أمره وانقطاع ذكره : ثقيل السمع ضيق الذرع , قد عُدّي 
بالترف واللين.. فطفق ابن هود يقرع عصا الوعيد... ومعز الدولة يقول: أي عم تبلغ 
رضاك! ومتى اختلفنا عليك أو خالفناك! وقال له ابن هود فيا قال : والله لا أريم العرصة حتى 
يسهل مرامها ويخلى في يدي زمامها.. يعني تلك المعاقل.. فقال له معز الدولة الجبان الجاهل 
وظنه يريد دانية : أي عم! وأين تنقلنا وإلى من تكلنا! » وكانت نتيجة تصرف الأحمق معز 
الدولة مدمرة ومفجعة . فبالرغم من أن كل ما كان يطمح إليه ابن هود هو الاستيلاء على 
الحصون والمعاقل الجاورة لطرطوشة الختلف عليها ؛ إلا أن الجبن والتخاذل والجهل صوّر لمعز 
الدولة أن ابن هود يطمع في دانية!"). ومع أن أحمد بن هود المقتدر بالله كان من أكثر ملوك 
الطوائف في عهده سفكاً للدماء وأشدهم عنفاً وأكثرهم طمعاً(". إلا أنه م يكن يطمح في 
الاستيلاء على دانية » وكان كل ما يسعى إليه في بداية الأمر ضم بعض معاقل الحدود الجاورة 
لطرطوشة , ولكن وزيره الخبيث أبا المطرّف عبد الرحمن بن أحجد بن مثنى تنبه إلى ما وقع فيه 
معز الدولة من سوء فهم .. « فغمز يد المقتدر بن هود وقال له : غرة فاهتبلها وعثرة فلا تقلها , 
قد ألقى الرجل بيده وخلى بينك وبين بلده » فعمل ابن هود على ذلك وأخذ في إ حكام ما هنالك 
فما متع النهار إلا وأشرقت آيانها واهتزت في يمنى يديه قناتها ورجع بين مجاهد غنيمة 


باردة للد 


وتجمع معظم المصادر والمراجع على أن المقتدر بن هود تمكن من الاستيلاء على دانية وأخذ 
عليا وأهله معه إلى سرقسطة حيث أقطعهم ما يونه, ويكفي حاجاتهم وذلك في شعبان 
6 هد إبريل 1١77‏ مء وانه اختلفت بعض الثيء في التفاصيل!" . 





.7519- 555 ابن بسام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص‎ )١( 
» 05« المرجع السابق. ص 5717 وحاشية‎ )0( 

(©) ابن عذاري: البيان المغرب » ج29 ص*5-1757؟؟. 

(:) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول ص 55107 -558. 
(0) العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار . ص7١‏ . والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم 
الرابع/ الجلد الأول , ص 718-577 . والضبّي : بغية الملتمسس . ص ١77‏ ؛ ومذكرات الأمير عبد الله المسماة 
بكتاب التبيان. ص /ال١1-‏ 78 . وابن عذاري: البيان المغرب. ج” . ص ١68‏ و5658 , وابن خلدون:*> 


كما 


وإن ثما يدعو للدهشة والتساوؤل هو كيفية استيلاء المقتدر بن هود على دانية التي اشتهر 
بحصانتها الفائقة''! في يوم واحدا")! فهل كان ذلك ا 

باستعراض النصوص التالية يمكننا الإجابة على هذا التسلول. يقول العذري بهذا الصدد 
وكان معاصراً لعلي إقبال الدولة , بأن المقتدر بن هود «غلب على دانية وأعمالها وأخرج علي 
ابن مجاهد منها.. »(). ويؤكد الضبّي الرواية الآنفة الذكر”", أما ابن عذاري فيذكر بأن 
المقتدر بن هود حاصر دانية حصاراً شديداً وضيق عليها الخناق مما اضطر علي قبال الدولة إلى 
مفاوضته . والتعهد بتسليمه دانية والتنازل عن قصره وما فيه من رياش فاخر , وثروات طائلة 
مقابل ضمان سلامته وسلامة أولاده وأهله . فقبل المقتدر بذلك . وله معه إلى سرقسطة مع 
أسرته وأقطعه هناك إقطاعاً يكفي احتياجاته!*. 

ويذكر نفس الرواية ابن الخطيب!", بينما يذكر ابن خلدون روايتين يقول في الأولى 
بأن ابن هود استولى على دانية بالقوة وأسر علي إ قبال الدولة ونقله معه إلى سرقسطة » ويقول في 
الرواية الثانية بأن علي إقبال الدولة » تمكن من الفرار ولجأ إلى بني حاد أمراء المغرب الأوسط 
وعاش في كنفهم في ثغر مجاية إلى أن توفي 4لاء ه - 1089م(" 

يتضح من النصوص الآنفة الذكر بأن استيلاء المقتدر بن هود على دانية كان بالغلبة 
والقهر . وهذا ما يتعارض مع نص ابن بسام الآنف الذكر الذي يتضح من فحواه بأن الاستيلاء 
على دانية كان نتيجة للخديعة والغدرا* . ويؤكد رواية ابن بسام النص التالي للأمير عبد الله 
الصنهاجي أمير غرناطة » وكان معاصراً لعلي إقبال الدولة . حيث يقول في مذكراته « بأن 
المقتدر بن هود حصل على مدينة دانية بغفلة من صاحبها عن الرجال وحبه في الأموال» 


> العبر؛ ج ؛ . ص 704 - 506 ء وابن الخطيب : أعمال الأعلام القسم الخاص بالأندلس. ص ؟؟؟. 
والقلقشندي : صبح الأعثشى عج 6 ء ص 5655 » ودائرة المعارف الاإسلامية - زايبولد - ج ” . ص "١8‏ , وحمد 
عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 5١8‏ . 

)١(‏ العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص ١١‏ . والحميري : الروض المعطار. 
ص 773-55١‏ . وياقوت الحموي : معجم البلدان» ج؟ . ص 14 . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة القسم الرابع/الجلد الأول ص 5378 -14؟ وص 
مالف 

(؟) العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء ص5١‏ . 

(؛) الضبّي : بغية الملتمس . ص 158 . 

(0) ابن عذاري : البيان المغرب » ح * ء ص ١98‏ وص 558. 

(3) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس. ص ؟55. 

0 ابن خلدون : العبر. ج؛ . ص 04" -06". 

(8) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول. ص558-551. 


/ام1 


ونتيجة لمداخلات من قبل وزيره ابن الريولة الخارج عليه إلى مرقسطة» فعمل ابن هود حتى 
أتاه على غفلة ودخل المدينة بلا مشقة وحصل منها على عظاتم الأموال.. » ؛ ويضيف إلى ذلك 
قائلاً.. « بأن المقتدر بن هود أسر علياً بعد استيلائه على دانية وأخذه معه إلى سرقسطة حيث 
عاش هناك مكرماً حى وفاته20». 

ونظراً للتناقض الواضح بين النصوص الآنفة الذكر فسنحاول ما أمكننا ذلك التوفيق بينها 
والخروج بنتائج منطقية مقنعة : 

-١‏ تؤكد جميع المصادر الآنفة الذكر بأن دانية سقطت في يد المقتدر بن هود وإن اختلفت 
في كيفية سقوطها. 

؟ - يذكر ابن بسام بأن الخديعة والغدر وعنصر المفاجأة والمكر كانت العامل الرئيسي في 
سقوط دانية في يد ابن هود . ويؤكد روأيته الأمير عبد الله.الصنهاجي في مذكراته . وهو ما فيل 
إلى ترجيحه, وأن المقاومة التي أبدتها حامية المدينة كما أشارت بعض المصادر كانت قصيرة 
الأمد. كما يتضح من نص ابن بسام « فما متع النهار إلا وأشرقت آياتها واهتزت في يمنى يديه 
قناتها »!'). ويؤكد رواية ابن بسام مقطوعة شعرية أنشدها أبو الحسن علي بن عبد الغني الكفيف 
المعروف بالحصري للمقتدر بن هود بعد استيلائه على دانية » يتضح منها بأن اهجوم الحاسم على 
دانية كان في الليل فما أصبح الصباح . حتى استسلمت المدينة للمقتدر بن هود . حيث يقول من 
جملة أبيات : 


فحتزنت السكر: المزان لبحلا فأهديت الظبدة إلى الموادي 
ملأت الفضاء فضاء ليل 020 محت فيه الظبا شكل السواد 
وكان مرام دانيةعزيزاً ‏ فهان على المسوّمة الجيارا؟) 


ولا يمكن تفسير سقوط دانية إلحصينة بهذه السرعة إلا بأحد أمرين , الأول منهما هو وجود 
تواطوٌ بين المقتدر بن هود وأنصار له في دانية « لغفلة علي إقبال الدولة عن الرجال وحبه في 
الأموال »!*'. ولتعلقه بالسلم وإهماله حماية الحصون/*). والأمر الثاني هو وجود مؤامرات 


() مذكرات الأمير عبد الله المسماة بكتاب التبيان. ص 78-7 . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص 558 . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول, ص 554-559 ؛ 
تراجع ترجمة الحصري في نفس المصدر. ص 548-5107 . 

(؛) مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان. ص 7لا -78. 

(5) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن الجزيرة/ القسم الرابع/ الجلد الأول. ص 550 . 


184 


حيكت في الظلام م يتيقظ لا علي إقبال الدولة!' ؛ واعتمد على حصانة عاصمته دانية!"), 
وعلى إسناد قواته البرية في دانية وملحقاتها في شرق الأندلس وعلى دعم قواته البحرية الكبيرة 
في ثغر دانية والبليارا"! ؛ بالإضافة إلى اعتاده على نصرة أصهاره وحلفائه من ملوك 
الطوائف!؟) , واطمئنانه إلى أن المقتدر بن هود بالرغم من قسوته المعروفة وطمعه المتأصل!15, 
سوف يرعى حرمة المصاهرة وأنه لن يصل إلى حد التطلع إلى الاستيلاء على عاصمة ملك « زوج 
ابنته » » مما دفعه إلى إرسال ابنه وولي عهده معز الدولة لمفاوضة جده . فتوجه إليه مطمئنا 
«مدلاً بقديم صهرو!2, 

ومع اقتناعنا بأهمية الفرضيات السابقة التي كانت ولا شك مجتمعة ؛ من العوامل الرئيسية 
التي مهدت لاستيلاء ابن هود على دانية . ولكنها وحدها لا تكفي لتعليل استيلاء ابن هود على 
عاصمة مملكة من كبريات ممالك الطوائف عرفت بحصانتها الفائقة في يوم وليلة » فلا بد أن هناك 
عوامل أخرى غامضة وخطيرة أدت إلى انهيار دانية بهذه السرعة الغريبة . ورها يكون أحدها 
هو احتجاز ابن هود لمعز الدولة بن علي وولي عهده عندما توجه إليه لمفاوضته!"). محرد فرضية 
يشجعنا على طرحها ما عرف عن ابن هود من غدر ووحشية , فلم يكن يتورع عن ارتكاب أحط 
الجرائم وأكثرها قسوة وعنفاً في سبيل تحقيق طموحاته!*!. ولكن اعتقال أي شخص مهما بلغت 
مكانته لا تؤدي إلى سقوط مدينة حصينة كدانية بهذه السرعة الأسطورية. 

وتظل الأسئلة الملحة التالية دون جواب مقنع وهي . لماذا لم تصمد دانية للحصار بما عرف 
عنها من حصانة؟ لماذا لم تتحرك القوات البرية في حصون الملكة الجاهدية العامرية في شرق 
الأندلس لفك الحصار عن عاصمة المملكة؟ لاذا شلّت فعالية أسطول ثغر دانية وأساطيل 
البليار؟ لماذا توقف القتال بعد ليلة واحدة من هجوم ساحق وفي الصباح استسلمت المدينة؟ لا 
شك أن هناك حلقة مفقودة في سلسلة الأحداث والوقائع لو عثرنا عليها لاتضحت لنا الصورة 
وزال الغموض الذي غلّف الأحداث التي أحاطت بسقوط دانية بغطاء كثيف. ونجد طرفاً من 
هذه الحلقة فيا ذكره الأمير عبد الله في مذكراته » حيث يقول بأن ابن الريولة وزير علي ! قبال 


. 78-17 مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان؛ ص‎ )١( 

(؟) الإدريسي : صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس . ص 155 . والحميري : الروض المعطار, 
ا 

(؟) ابن خلدون : العبرء ج 5 .ص 04" - 808 . وعمد عبد الله عنان : دول الطوائف , ص 508-5١١‏ . 
(؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/الجلد الأول. ص51 . 

(0) ابن عذاري: البيان المغرب . ج" . ص 770-579 . 

() ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص 55107 . 

(0) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص 538-5507 . 
)م ابن عذاري : البيان المغرب . ج ”*. ص 57-575 وص 9؟5. 


18 


الدولة قام بدور خطير في سقوط دانية بعد هروبه إلى سرقسطة وتعاونه مع المقتدر بن هود" , 


ولا بد أن يكون لرجل بمثل هذا المركز الخطير أنصار وأعوان في دانية أسهموا بدور ما في تحطيم 
دفاعات المدينة واستسلامها بهذه السرعة ‏ كما أنه وهو المطلع على دخائل الأمور في المدينة 
ونقاط الضعف في تحصيناتها وقواتها المدافعة, لا بد أن يكون قد نصح المقتدر بن هود في 
اقتحام المدينة في هجوم مفاجىء من ثغرات حدّدها وأن يكون قد دبّر الأمر مع أنصاره في 
الداخل . وإلا لما سقطت دانية الحصينة بهذا الشكل . وما دخلها ابن هود « بلا مشقة » كما 
يقول الأمير عبد الله الصنهاجي في مذكراته!"). وقد اتضح لنا بأنه بالإضافة إلى العوامل الآنفة 
الذكر فإن العامل الرئيسي « والحلقة المفقودة » في سقوط دانية بهذه السرعة هي مقتل علي 
إقبال الدولة في الساعات الأولى من الحصار خلافاً لما أجمعت عليه المصادر الآنفة الذكر عن 


0( 
مصيره . 


مصير على إقبال الدولة 


تجمع معظم المصادر والمراجع التي بين أيدينا مع اختلاف طفيف في التفاصيل على أن علي 
إقبال الدولة استسم للمقتدر بن هود في شهر شعبان 478 ه-71١٠‏ م شريطة تأمينه في نفسه 
وأهله وولده » وتعهد بأن يترك له مقابل ذلك أمواله وقصره بفرشه وأثاثه , وقبل المقتدر بن هود 
بهذا الشرط . ودخل دانية الحصينة دون مشقة وحصل منها على ثروات طائلة كان من بينها 
التحف والجوهرات التي حصل عليها علي إقبال الدولة من مصر مقابل شحنات الفلال التي 
أرسلها في « سنة الجوع العظم ». وبعد أن وطد المقتدر بن هود دعاتم حكمه في دانية , عاد إلى 
قاعدة ملكه وبصحبته صهره علي إقبال الدولة مع أهله وولده واقطعه في سرقسطة ما يكفيه 
لتغطية احتياجاته وعاش بقية عمره في سرقسطة إلى أن توفي 05؛ ه - ١8١1ء!؟).‏ ول 
يجد علي إقبال الدولة من حلفائه وأصهاره أي عون يذكر") ؛ واكتفى المعتصم بن صمادح أمير 


.78- مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان» ص17‎ )١( 

(0) المصدر السابق. ص78 . 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول. ص .4١‏ 

(؛) العذري : نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبارء ص١٠‏ . وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في 
محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/ الجلد الأول . ص 515 -558 , ومذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب 
التبيان . ص /الا - 78 » والضبي : بغية الملتمس . ص 177 , وابن عذاري : البيان المغرب . ج ”* . ص ١08‏ 
و4؟؟ » وابن خلدون: ج؛ . ص 804 - 68 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. 
ص 755 , والقلقشندي: صبح الأعثى ؛ ج 6 . ص705. 

(5) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأولء ص555 . 


١و٠‎ 


المرية وأغالها بإ رسال ربيول الل المصدر تن هون وناشدة مسجب قواته من كانه وتوققت جهودة 
عند هذا الحدء أما بقية حلفاء علي إقبال الدولة وأصهاره من ملوك الطوائف , فقد وقفوا على 
الحياد . وم يحركوا ساكناً('. وهذه الرواية معتمدة في جميع المراجع الحديثة التي تمكنت من 
الاطلاع عليها''. 


ويذكر ابن خلدون رواية أخرى عن مصير علي إقبال الدولة يقول فيهاء بأنه تكن من 
الفرار من دانية ولجأ إلى بجاية في المغرب الأوسط حيث عاش هناك في كنف أمرائها بني حماد 
حتى وفاته 114 ه - ٠١87‏ م ء وهذه الرواية غير منطقية ولا يسندها الواقع فلو صح فرار علي 
إقبال الدولة لكان لجأ إلى جزر البليار التي ظلت على ولائها له ولأهله من بعد" وهي 
أقرب إلى دانية من ججّاية في المغرب الأوسط إلى درجة يمكن فيها مشاهدة جزيرة يابسة من 
جبل قاعون 310880 المحاذي لدانية بالعين الجردة”2). ويويد هذا القول ما ذكره ابن خلدون 
نسه في فقرة لاحقة . يقول فيها بأن عامل جزر البليار آنذاك!*) بعث رسله إلى دانية لإحضار 
عائلة سيّده علي ! قبال الدولة لتعيش في كنفه وتحت رعايته في جزيرة ميورقة » وقد وصلت إلى 
هناك بالفعل وعاشت في رحابه معززة مكرّمة!"). 


وهنا نتساءل كيف يكننا أن نوفق بين هذه الروايات المتناقضة ونزيل الغموض الذي خيّم 
على مصير علي ! قبال الدولة وأهله وولده . حيث أن من غير المنطقي أن يعيش علي إقبال 
الدولة وحده تحت رعاية بني حماد في بجاية بالمغرب الأوسط . في الوقت الذي كانت فيه أسرته 
وفقاً لرواية ابن خلدون تعيش في كنف عاملها الذي ظل على ولائه لعلي قبال الدولة"). بينما 
كان سعراج الدولة بن علي إقبال الدولة يتصدى لابن هود حتى مقتله بحصن شقورة في شرق 


. ١55 كليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص‎ )١( 

(') الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١‏ . ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج” . 
ص08 . ود. أحمد مختار العبادي : الصقالبة في أسبانيا. ص71 . وعمد عبد الله عنان : دول الطوائف » 
ص 8١؟. ١‏ 

(0) ابن خلدون : العبرء ج ؟ . ص 080". 

(؛) الحميري : الروض المعطار . ص *؟ وحاشية ١«‏ ». 

(0) يذكر ابن خلدون بأن الوالي الذي استقل بجزر البليار بعد سقوط دانية وأعمالها في يد المقتدر بن هود 
ه/ ٠١71‏ , وجلب عائلة سيّده علي إقبال الدولة إلى البليار لتعيش تحت رعايته معززة مكرمة هو 
« مبشر ناصر الدولة » (العبرء ج ؛ »ص 05؟) , والصحيح أن الذي استقل بهذه الجزر هو عبد الله المرتضى 
ابن أغلب (ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص ١1‏ 5). وأن مبشر ناصر الدولة تولّى ملكاً 
على جزر البليار المستقلة بعد وفاة عبد الله المرتضى (الفتح ابن خاقان: قلائد العقيان: ص 5864). 
(1) ابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 5880. 

(0) المصدر السابق. ص 4و" -806 . 


الأندلس 439 0 ا مسموماً بمؤامرة دبرها له المقتدر بن هودا"؟. وفي رواية أخرى 
أنه توفي حتف أنفدا"2. أما الابن الثاني لعلي إقبال الدولة وولي عهده « معز الدولة » فقد 
أحاط الغموض 0 ا 

وإن عثورنا على النص الفريد التالي الذي يحدد مصير علي إ قبال الدولة وابنه معز الدولة 
تحديداً واضحاً يتناقض كل التناقض مع الروايات الآنفة الذكر ٠‏ سيكون عونا لنا على التوفيق 

بين الروايات المتناقضة وإزالة الغموض الذي أحاط بصير علي إ قبال الدولة وأهله وأبنائه, 
والنون المشار إليه هو عبارة عن فقرة من رسالة كتبها أمير مرسية وأعماها أبو عبد الرحمن عمد 
ابن أحمد ابن طاهرا'! ؛ أعتقد أنها تنشر لأول مرة ‏ يقول فيها مخاطباً أحد ملوك الطوائف في 
عهده « كتابي عن ورود الخبر الصحيح بالتغلب على دانية وتثقيف قصبتها وتملك معز الدولة 
استنقذه الله »! يتتضح من هذه الفقرة بأن معز الدولة بن علي | قبال الدولة أصبح من الناحية 
الرسمية ملكاً ولكنه كان أسيراً لا حول له ولا توا ما يذل عل عضول أمر عطي لوالوةتعلي 
إقبال الدولة » يوضحه لنا أبو عبد الرحمن بن طاهر في بقية النص الآنف الذكر حيث يقول : 

0 المنيّة على علي إ قبال الدولة - رحمه الله - فأعجب يا سيدي من انتفاض الحال 

... وذهاب دولة السؤّدد والسرور على بعد مرامها وشدة أركانها وعرٌ سلطانها أعاذنا الله 
من سوء القضاء , وجعلنا في حيّز الاحتاء . ولا ورد هذا الخبر الذي يورد المنون ويسهرٌ العيون , 
طيّرت به إليك على شرط ما بيننا من التساهم في الأمور في القليل والكثير » والله يقي جانبك 
ويكفيه ويذب عن قطرك ويحميه بقدرته. . »(. 

إن لهذا النص أهمية كبرى , فلو تأكدّت صحته من مصادر أخرى لزال الغموض الذي 
يكتنف سقوط مدينة دانية ‏ لأنه يزيل الغشاوة عن عامل رئيسي من عوامل سقوط هذه المدينة 
الحصينة بسرعة مذهلة . وهو موت علي ! قبال الدولة في ظروف غامضة م يوضحها ابن طاهر, 
وأي حادث أكثر مأساوية من مقتل الملك أثناء حصار عاصمة ملكه مما أوقع البلبلة في 
الصفوف . ومكن الغزاة من استغلال تلك الفرصة المواتية » واجتياح أسوار المدينة ليلاًء 


.١45 ابن الأبار: الحلة السيراء » ج ؟ .ص‎ )١( 

00( ابن خلدون: العبرء ج؛ . ص01”. 

(؟) ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج ؟ , ص ١55‏ . 

4( ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الرابع/الجلد الأول. ص31؟ -558. 

(0) أبو عبد الرجن عمد بن أحمد بن طاهر: تراجع ترجمته في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة /القم 
الثالث/الجلد الأول . ص 74 وما بعدها . والضبّي : بغية الملتمس » ص 8١-00‏ ترجة رقم 7" . وابن سعيد 
المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج؟ . ص 557 - 588 . وأبن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص 
بالأندلس » ص .5١7‏ 

(1) ابن بسام الشنتريني الذخيرة ني محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول. ص 85-2١‏ . 


١97 


وتثقيف قصبتها المنيعة!') بالتعاون مع عناصر متآمرة داخل المدينة!"). وإن ما يجمل لهذا 
النص قيمة خاصة هو أن كاتبه حمد بن أحمد بن طاهر أحد ملوك الطوائف النين عاصروا تلك 
الأحداث . وكان يحم عند كتابته هذا النص في شعبان 418 ه - أبريل ٠١77‏ م مدينة مرسية 
وأعمالها قبل أن يستولي عليها على التعاقب أبو بكر ابن عمّار وعبد الرحمن بن رشيق!"). 
ويتضح من فحوى هذا النص بأنه عبارة عن فقرة من رسالة كتبها أبو عبد الرحمن مد بن أحمد 
ابن طاهر أمير مرسية لأحد ملوك الطوائف في عصره م يذكر ابن بسام!'), وم أجد أي نص 
مباشر آخر يؤكد رواية ابن بسّام عن مقتل علي | قبال الدولة » ولكن هناك بعض النصوص التي 
تؤكد هذه الرواية بشكل غير مباشر . وتضيف مزيداً من التفاصيل عن معز الدولة ومصيره . 


مصير معز الدولة بن علي إقبال الدولة وو عهده 

يتضح من دراسة النقود التي سكت في ميورقة ودانية في عهد علي ! قبال الدولة بأن من بين 
الأسماء التي يحملها درهم سك في ميورقة في عام 598 ه - ٠١47‏ م اسم علي إقبال الدولة 
وبجانبه اسم ابنه مد . وعلى درهم آخر سك في دانية 1147 ه-08١٠م‏ اسم إقبال الدولة 
واسم ابنه معز الدولة » ودرهم ثالث سك في دانية في عام 471 هت ٠١70‏ م قبل سنة واحدة 
من سقوط دانية في يد المقتدر بن هود يحمل اسم علي ! قبال الدولة واسم ابنه معز الدولة الفتح . 
يتضح من الدراهم التي سبق ذكرها بان اسم أحد أبناء علي إقبال الدولة هو «حمد معز 
الدولة » » الملقّب بالفتح7*). وقد أكّد ابن بسام في ذخيرته بأن ولي عهد إ قبال الدولة هو « معز 
الدولة » » ووصفه بأنه « قليل الطبع ثقيل السمع , ضيّق الذرع قد غذي بالترف واللين.. ». 
كما وصفه « بالجاهل الجبان » وكان جهله وجبنه سبباً من أسباب ضياع ملك أبيه كما ذكرنا في 
حينها"': بينما نجد في « معز الدولة » مدحاً زائفاً في الرسالة الشعوبية التي كتبها أحمد بن 
غرسية كاتب علي إقبال الدولة إلى أبي جعفر أحمد بن مد الجزار الشاعرا"؛ يلومه فيها على 
امتناعه عن مدح « معز الدولة » ولي العهد . ويهجو ابن الجزار وهجو العرب قاطبة . ويتباهى 


. 5382514 57# المصدر السابق نفس الصفحة, والقم الرابع/ الجلد الأول ص‎ )١( 

. 78-117 مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان . ص‎ )١( 

() ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول .ص 56 وما بعدها . 
وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص ١79‏ وما بعدها. 

(4) ابن بام الشنتريني: الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/ الجلد الأولء ص١8‏ -85. 
(0) أنطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف . ص 197 . 

(3) ابن بسّام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الرابع/الجلد الأول ص 7517 . 

(1) الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الثاني . ص 7١4‏ وحاشية «؛ ». وابن سعيد 
المغرني : المغرب في حلى المغرب , ج ” . ص 105 . 


1١91 


بأصله الرومي « البشكنسي » وأصل أولياء نعمته آل مجاهد الإسباني » كما ذكرنا في موضعه , 
ويدح سيده معز الدولة بن علي إقبال الدولة مدحاً زائفاً يقول فيه « سهمنا النفيس وشهمنا 
الرئيس معز الدولة المولى الأعظم والموئل الأعصم »(. 

ويتضح من عدة مصادر بأن «يمد معز الدولة الفتح » ابن علي إقبال الدولة وولي عهده كان 
يكنى « بأبي عامر » . ويذكر ابن سام قصيدة لأبي عبد الله مد بن خلصة الشذوني أحد كبار 
شعراء علي قبال الدولة وكتّابه » في رثاء «أم معز الدولة » يقول في أحد أبياتها مخاطباً معز 
الدولة : 


ياأبا عابر عزاء جميلاً| فإليع يعر العزاء الجمييلا) 


ويذكر ابن الأثير بأنه بعد موت علي بن مجاهد « ولي بعده ابنه أبو عامر وم يكن مثل أبيه 
وجده »(), كما يذكر ميخائيل أماري نفس الرواية الآنفة الذكر نقلاً عن ذيل اللباب!؟, 
ويؤكد النويري هذه الرواية ويضيف إليها فقرة هامة يقول فيها « بأن المقتدر بن هود تغلّب على 
أبي عامر وطرده »(*). فإن صحّت هذه الرواية فمعنى ذلك أنه تبين للمقتدر بن هود بعد وقوع 
معز الدولة في أسرء!'', بأنه ليس على شاكلة أبيه وجده في الشجاعة والذكاء ‏ معدوم المواهب » 
لا يشكل أي خطورة فقام بطردء!")؛ ونظراً لعدم وجود أي مصدر بين أيدينا يؤكد مصير عمد 
معز الدولة الفتح . لهذا فليس أمامنا سوى طرح الفرضيات التالية » وترجيح إحداها على 
الأخرى دون أي إمكانية للجزم بأي منها لعدم وجود مصدر يوٌكد ذلك ؛ أما الفرضية الأولى 
فهي أن يكون المقتدر بن هود قد صحب « تمد معز الدولة الفتح » معه بعد أسره إلى سرقسطة » 
وأقطعه هناك واختلط الأمر على الموؤرخين النين ذكروا بأن الأسير هو علي إقبال الدولة!". 
والأرجح أن الأسير المشار إليه هو معز الدولة كما يؤكد ذلك ابن بسام حيث يقول : « فملك معز 
الدولة استنقذه الله بعد هجوم المنية على | قبال الدولة رحمه الله »7 . والفرضية الثانية أن يكون 


3 





. 3717 الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الثاني . ص‎ )١( 

. المصدر السابق , الجلد الأول ص 95" 5و"‎ )١( 

(") ابن الأثير: الكامل يج ة. ص 55.0 -١551؟.‏ 

(1) ميخائيل أمادي : المكتبة الصقلية . ص ] . 

(0) شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري : نهاية الأرب في فنون الأدب (مخطوطة دار الكتب المصرية 
رقم 6407 « معارف عامة » ورقة .)5٠‏ 

(1) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ص 85 . 

() ابن الأثير: الكامل, ج 5 ء ص 501-590 . 

(4) العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار. ص١١‏ . 

() ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول, ص ؟8. 


154 


المقندر بن هود قد طرد معز الدولة من سرقسطة فتوجّه منها إلى بجاية في المغرب الأوسط حيث 
عاش هناك تحت رعاية بني حماد , ونسب هذا اللجوء لوالده علي إقبال الدولة('2. والفرضية 
الثالثة أن يكون معز الدولة قد لجأ إلى ميورقة ليعيش هناك في كنف عاملها الذي « بعث إلى 
دانية في تسلم أهل سيّده فبعثوا إليه بهم وأولادهم جميلاً »('). والفرضية الرابعة والأخيرة 
وهي الأرجح في نظرنا أن يكون مد معز الدولة الفتح قد لجأ إلى إحدى أخواته السبع من 
زوجات ملوك الطوائف في الأندلس . وما يشجعنا على هذا الترجيح رواية للفتح بن خاقان 
يذكر فيها بأنه التقى بأحد أبناء علي إقبال الدولة في بلاط المعتمد بن عباد أثناء زيارته 
لإشيلية » وكانت زيارة الفتح بن خاقان لعاصمة بني عبّاد بعد سقوط دانية في يد المقتدر بن 
هود لعدة سنوات"". ومها يكن الأمر فقد اختفى اسم « مد معز الدولة » من التاريخ بعد 
سقوط دانية وانهيار ملك أبيه . وقام أخوه سراج الدولة بالتصدي لابن هود بساعدة الفرنجة في 
إمارة قطلونيةك! , 


مقتل سراج الدولة بن علي إقبال الدولة 
واستقلال عبد الله المرتضى أغلب بجزر البليار 


يوجد على النقود التي سكت في عهد علي إقبال الدولة اسم آخر غير اسمه واسم الخليفة 
المزيف « هشام المؤيد » , واسم ابنه وولي عهده « جمد معز الدولة الفتح » . وهذا الاسم المجهول 
هو «عبد الملك 6!*, ورا يكون اسم ثاني أبناء علي إقبال الدولة الذي عرف باسم سراج 
الدولة!”. ويذكر الأمير عبد الله الصنهاجي أمير غرناطة في مذكراته بأن سراج الدولة كان في 
حياة أبيه علي إقبال الدولة والياً على مدينة بيّاسة » ولكنه طرد منها بعد أن استولى عليها 
جده باديس بن حبّوس المظفر بالله(").أمير غرناطة وعظم ملوك البربر في عصر ملوك 
الطوائف!*). كما يذكر بأن أحد عبيد سراج الدولة تمكن من الاستيلاء على مدينة شقورة 
وكانت من ممتلكات المعتمد بن عبّاد أمير إشبيلية وقدّمها لسيده سراج الدولة!'). بينما يقول 
ابن الأبار بأن علي ! قبال الدولة هو الذي ولَى ابنه سراج الدولة عاملاً على شقورة ‏ وأنه ظلّ 
)00( ابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 806 . 
)١(‏ المصدر السابق نفس الصفحة. 
(؟) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان» ص7 . 
() ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج ١‏ ص ١55‏ . وابن خلدون : العبرء ج ؛ .ص 014 . 
(5) أنطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف , ص 194-1١5‏ . 
(1) ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج ؟ ص ١5‏ . وان خلدون :العبر» ج ؟ .ص 504 . 
(1) مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان . ص 508 . 
(0) جمد عبد الله عنان: ص 7١707‏ . 
(4) مذكرات الأمير عبد الله المسمّاة بكتاب التبيان. ص 88" . 


١و6‎ 


معتصماً فيها بعد زوال ملك أبيه!') واستعان بالفرنجة في إمارة قطلونية » وتمكن بالمساعدات التى 
قدّمها له كونت برشلونة رامون برنجار الأول من استعادة بعض حصون أعمال دانية . مما جمل 
المقتدر بين هود يتوجّس منه خيفة , وكلّف بعض أعوانه بتديير مؤامرة لقتله؛ ونجح المتآمرون 
0 طعامه 39: هح /الا. ٠‏ م بعد حوالي سنة واحدة من وفاة 

بيهل" . بينما يقول ابن الأبار بأن سراج الدولة توفي حتف أنفه وتولّى شؤون شقورة من بعده 
0 على أهله عبدان من عبيد أبيه من سبي سردانية هما إبراهم وعبد الجبار ابنا 
شهلا 

وهكذا زالت المملكة الجاهدية من البر الإسباني في شرق الأندلس وبقي جناحها الثاني في 
جزر البليار تحت حك عاملها عبد الله المرتضى بن أغلب الذي أعلن استقلاله بهذه الجزرط؛! , 
وأحضر عائلة سيّده علي إقبال الدولة إلى ميورقة حيث عاشت هناك معززة مكرّمة تحت 
رعايته!*) . وبدأت جزر البليار منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من تاريخها تحت حك ملك جزر 
البليار المستقلة عبد الله المرتضى أغلب. 


. 155 ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج ؟ . ص‎ )١( 

.”.5 ابن خلدون: العبرءج؛ .ص 504. وعمد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص‎ )١( 

() ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج ؟ . ص ١45‏ . 

(؛) ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب , ج ؟ , ص ١5‏ ؛ . ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج *» 
ص 7.08 . 

(0) ابن خلدون: العبرء ج ؛ . ص 5ه" . 


١95 


الفعيت لايع 


جرر البليار المستقلة 


المرحلة الأول 
عهد عبد الله المرتفى أغلب 
4ك -5ق8: ه "ا ١١‏ -619١٠ام‏ 


استقلال عبد الله المرتفى أغلب بحم جزر البليار 


بعد سقوط دانية في يدر المقتدر بن هود 418 ه - 75١1م"‏ , ووفاة علي إقبال الدولة 
ملك « دانية والبليار » : وأسر ابنه وولي عهده مد معز الدولة الفتح 7" ٠»‏ ووفاة ابنه الثاني 
سراج الدولة!" ؛ استقلٌ عامل جزر البليار عبد الله المرتضى أغلب بحم هذه الجزرا*). وم 
يتخل عن « أهل سيّده » علي | قبال الدولة في محنتهم « وبعث إلى دانية في تسلمهم فبعثوا إليه 
000 

ومن المؤسف أن مصادرنا الإسلامية لا تزودنا بمعلومات وافية عن عبد الله المرتضى ؛ ولا 
نجد إلا النزر اليسير من الإشارات العابرة عن فترة حكمه'"' . وبالرغم من إشادة المصادر اللاتينية 


)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب ج. ص688١‏ . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص4ه*. 
(1) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ء ص١4‏ . 
(؟) ابن الأبار: الحلة السيراء » ج؟ . ص ١65‏ . وابن خلدون : العبرءج ؛ » ص 04" . 
(؛) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج” , ص 475 - 4717 . 

ودائرة المعارف الإ سلامية - زايبولد - ص8١”‏ . 
(0) ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص 800" . « وينسب ابن خلدون ذلك إلى مبشر بن سلهان ناصر الدولة وهو 
خطأ واضح 33 
(1) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء / تحقيق د . أحمد مختار العبادي . ص؟؟١‏ . 
ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص477 - 437 . والفتح بن خاقان : قلائد العقيان » 
ص 215١‏ 1م58؟. 


1١/ 


والفرنجية ببطولته وصلابته في الدفاع عن استقلال جزر البليار في مواجهة الهجمات المتلاحقة 
للأساطيل الإيطالية والفرنجية والقطلانية!' . ومع ذلك فقد تجاهله مؤرخونا حتى إن مؤرخاً 
كبيراً كابن خلدون أغفل ذكره كلي]("" . 

وم يقف الأمر عند هذا الحدء بل تجاوز ذلك إلى غموض بعض النصوص النادرة عن عبد 
الله المرتضى ٠‏ واشتال البعض الآخر على أخطاء تاريخية , مما يقتضي دراستها بإمعان والاعتاد 
عليها بحذر. ومن أبرز هذه النصوص النصّان التاليان: الأول منهما لابن الكردبوس الذي 
يقول عنه ما يلي عند حديثه عن الحملة الصليبية المؤتلفة على جزر البليار « وكان والي جزر 
البليار قبل حلول العدو بنواحيها المرتضى من أهل الأندلس » ثار فيها عند انقطاع دولة بني 
أمية بالأندلس ‏ حين ثار سواه . ثم توفي وقام بالأمر من بعده خصي من خصيانه اسمه مبشر 
تلقّب بناصر الدولة!"» » أما بالنسبة لقوله بأن عبد الله المرتضى قد تولى حم جزر البليار منذ 
زوال الح الأموي من بلاد الأندلس « 455 ه - ١8١٠م‏ 476 فهو خطأ واضح , فقد سبق أن 
ذكرنا أسماء ولاة هذه الجزر في عهد مجاهد العامري وعهد ابنه على إ قبال الدولة حتى تولية عبد 
الله المرتضى في عام 47 ه - ٠١775‏ م عاملاً على هذه الجزرء وكان استقلاله بحكمها ني عام 
4 ه - 1١3‏ مء بعد سقوط دانية في يد المقتدر بن هود(" » ووفاة علي إقبال الدولة وأسر 
ابنه معز الدولة0"). 

أما بالنسبة لبقية نص ابن الكردبوس الآنف الذكر عن تولية مبشر ناصر الدولة بعد عبد 
الله المرتضى فقد ثبتت صحته من بعض النصوص العربية واللاتينية التي تَكّنا من الاطلاع 
عليها!". 

والنص الثاني عن المرتضى هو لابن سعيد المغرني الذي يقول فيه : « وملك ميورقة في مدة 
ملوك الطوائف مجاهد العامري , الذي كان يحم أيضاً مدينة دانية » وا مات غلب عليها مولاه 
المرتضى أغلب ٠‏ وكان واليه عليها . ثم مات فوليها مبشر ناصر الدولة .. »(*). لقد أغفل ابن 


. الباروكمبانير: تخطيط تازيخي لجزر البليارء ص26‎ )١( 

(؟) ابن خلدون : العبر؛ ج4 »ص 600" « وينسب ابن خلدون ما قام به عبد الله المرتضى إلى مبشر بن سليان 
ناصر الدولة . ويخلط بين الاسمين ». 

(؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د . أحجمد مختار العبادي . ص؟؟١‏ . 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب ج” ص ١46‏ وص١0١605-1١1.‏ 

() ابن خلدون: العبرء ج14 . ص04" - 500 . 1 

(1) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأولء ص١8‏ . 

(؟) الفتح بن خاقان: قلائد العقيان.ء ص586., وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب» ج؟ » 
ص57 -177 ء, والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر اليليار. ص27 -57. 

(3) ان سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب ج؟ . ص1575 - 451 . 


١548 


سعيد ذكر علي إقبال الدولة في نصّه الآنف الذكر ء ولو أنه أضاف اسم علي إقبال الدولة إلى 
هذا النص قائلا: « ولا مات علي إقبال الدولة غلب عليها مولاه المرتضى أغلب . وكان واليه 
عليها ... » ؛ لكن نصه شاملا وصحيحاً » وقد ذكر ابن سعيد نفسه في نص آخر بأن علي إقبال 
الدولة ابن مجاهد العامري تولى الملك بعد « أبيه مجاهد بن عبد الله ملك الجزر 4( , 


الأهمية التاريخية للنقود البليارية المسكوكة 
في عهد عبد الله المرتضى أغلب 
كان من الممكن أن يظل اسم عبد الله المرتضى مجهولا إلى حد كبير لولا العثور على بجموعة 
من النقود تعود إلى عهده. وعهد مبشر بن سليان الذي تولى الملك على البليار من بعده!". 
ويعود تاريخ النقود التي سكت في ميورقة في عهد عبد اله المرتضى إلى الفترة من 
٠‏ ه - 485 ه - 10م١٠ 1٠١94-‏ م وججميعها دراهم ذات شكل موحد , وتحمل إلى جانب 
اسم « عبد الله » ولقبه « المرتضى » تسمية « ابن أغلب ». وما يستوقف النظر أن جميع هذه 
النقود تتميز بأناقة نادرة المثال , إزاء الخشونة والبداوة التي تسم بها النقود المضروبة في جزيرة 
ميورقة في عهد مجاهد العامري!"). 
ويتضح من هذه النقود بأن عبد الله المرتضى أغلب ظلّ يحم جزر البليار حكماً مستقلا 
حتى وفاته عام 487 ه - ٠١55‏ م ء وكان آخر درهم سك باسمه في هذا العام يحمل ما يلي : 
على الوجه: المرتضى 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له 
0 
على الإطار الدائري : بسم الله ضرب هذا الدرهم بمدينة ميورقة سنة ست 
ومافي وأربع ماية. 
على الظهر : ابن أغلب؟؟. 





.1١0١ص المصدر السابق.‎ )١( 

00( .ع 2ع000 معؤلعمومظ صم عهظواممومكع-موتطهمذ.-هء0هصوتصنل1 عم ملمام1 
.174 .م ,1879 ,7 لقالا فاقعلم عل عاله-ماعنن)8 ع0 قلمعرط أ[ :5-8513010 22101 

.3 .م ركةانة1 ع8 دعنزعه 05[ نوعتلزلا ,لا أعلوط متدمامم 
(؟) فرنسيسكو قديرة زييين : ملف في عل النسيات العربية- الأسبانية. 
مدريد - مكتبةم - موريلو - شارع القلعة رقم لا - طبعة سنة 4ا4١‏ , ص1لا١.‏ 
وأنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف. ص ١١”‏ , مدريد . طبعة سنة .1١975‏ 
(:) المرجمان السابقان (الأول) ص7١‏ . 18١‏ (الثافي) ص ١54‏ - 156. 


١59 


وما يلفت النظر أن أول نقود وصلتنا من عهد المرتضى سكت في عام 1٠١81/- 48١‏ م0 , 
بالرغم من أنه استبد بحم جزر البليار بعد سقوط دانية 418 ه - ٠١77‏ م»ء كما ذكرنا في 
حينه(". مما يجعلنا فيل إلى ترجيح أنه/ يعلن استقلاله بهذه الجزر حتى عام 
ه - ٠١47‏ مء بعد الزحف المرابطي على بلاد الأندلس وانتصار أمير المسلمين يوسف بن 
تاشفين الحاسم في معركة الزلاقة على قوات أسبانيا المسيحية بقيادة ألفونسو السادس » بعام 
واحدا"). كما يتضح من وجود نقود سكت في ميورقة في عام 85 ه ١5١1م‏ تحمل اسم 
مبشر ناصر الدولة!؟, بالاضافة إلى نقود أخرى سكت في نفس العام تحمل اسم عبد الله 
المرتضى!*2. بأن عبد الله المرتضى ولَى مبشر ناصر الدولة عهده . وليس كما تخيل بعض الباحثين 
ومنهم على سبيل المثال الباروكمبانير الميورقي » بأن مبشر ناصر الدولة استغل الثقة التي أولاه 
إياها عبد الله المرتضى . وتجاوز حدود سلطاته . وأعلن الثورة على سيّده المرتضى وانتزع منه 
السلطة وأعلن نفسه ملكا على ميورقة وملحقاتها . ويعلل الباروكمبانير رأيه الآنف الذكر قائلاً 
«إن م يكن الأمر كذلك. فكيف نضر وجود نقود تحمل اسم الأميرين في عامين متتالين 
4 هوه4؛هء بينما لا نجد في عام 487 ه سوى نقود تحمل اسم عبد الله المرتضى 


٠. 3 وحده‎ 


وأعتقد بأن الباروكمبانير المؤرخ الميورقي قد بالغ إلى حد كبير في تفسير هذه الظاهرة , 
فلقد كان من المتعارف عليه في عهد ملوك الطوائف أن تسك العملات باسم ولي العهد وبعض 
الشخصيات ذات النفوذ . ومنها على سبيل المثال مجموعة النقود التي تعود لعهد مجاهد العامري , 
فإنها تحمل إلى جانب ولي العهد « سعد الدولة » أسماء بعض الشخصيات مثل أحمد ويحيى وجهور 
وعبد الله , ولا نجد عليها اسم « مجاهد 6(" بالرغم أنه من المؤكد والثابت بأن مجاهد العامري 
كان صاحب السلطة العليا في جزر البليار ودانية وملحقاتهما حتى وفاته 





. (الثاني) ص8؟1‎ ١76 نفس المرجعين السابقين (الأول) ص‎ )١( 
. 651-455 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص‎ )١( 
.؟١7؟ص وحمد عبد الله عنان : دول الطوائفي.‎ 
70# ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس» ص‎ 
. 16١ ابن الأثير: الكامل؛ ج١٠ , ص‎ )"( 
. وابن أبي زرع : روض القرطاس . ج١ . ص 85 - 70 (طبعة الفلالي)‎ 
.58- الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص55‎ (4 
٠ فرنسيسكو قديرة زيدين : مؤلف في عم النميّات العربية الإسبانية » ص /ا39‎ )0( 
. 156 وأنطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف, ص‎ 
الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص55 -8؟.‎ )1( 
21١59017 أنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف . ص‎ )0( 


"٠. 


+م: م - .)'1١1٠١50‏ كما عثر على نقود من عهد مجاهد العامري سكت في دانية في عام 


مم ه تحمل اسم ابنه وولي عهده « سعد الدولة » بجانب اسم « جهور » . بينما نجد على النقود 
النني سكت في ميورقة في عام ه"؛ ه وفي دانية 17 ه أمماء مجاهد وولديه حسن سعد الدولة 
وعلي إقبال الدولة , بالإضافة إلى اسم الخليقة المزعوم هشام المؤيد!"). 


وقياساً على ما سبق ذكره فليس غريباً أن نجد نقوداً من عهد عبد الله المرتضى تحمل اسم 
مبشر ناصر الدولة لكونه أقرب المقربين إليه وأعظم رجال دولته!")؛ ورا يكون قد اصطفاه 
ولياً لعهده منذ عام 485 ه - ٠١5١‏ مء ولهذا قامت دار السكة في ميورقة بسك نقود يحمل 
بعضها اسم عبد الله المرتضى والبعض الآخر مبشر ناصر الدولة في عامي 484 ه و6880 ه. 
أما بالنسبة لوجود نقود سكت في ميورقة في عام 487 ه تحمل اسم عبد الله المرتضى وحدهء 
فليس أمراً غريباً أن تسك النقود باسم أمير البلاد . بل إن وجودها ينفي نفياً قاطعاً قيام مبشر 
ابن سلان بالثورة على سيّده المرتضى . كما أنها تؤكد بقاء عبد الله المرتضى أغلب ملكا على جزر 
البليار المستقلة حتى عام 187 ه > ٠١5"‏ م فلو حصلت ثورة من هذا القبيل على حد ادعاء 
الباروكمبانير » لا اكتفى عبد الله المرتضي بقمعها فحسب » بل لكان قضى نهائياً على القائم بباء 
ولو كان الأمر كذلك لما خلف مبشر بن سلهان ناصر الدولة سيده المرتضى على عرش البليار بعد 
وفاته عام 447 ه - ٠١58‏ مء حيث إن من الثابت قطعاً تولي مبشر ناصر الدولة الملك في 
البليار بعد وفاة عبد الله المرتضى!2). والباروكمبانير نفسه يؤكد ذلك» ما ينفي نفياً قاطعاً 
تقديراته الخاطئة عن قيام مبشر بن سليان بالثورة على سيده عبد الله المرتضى!*). 


وتؤكد مصادرنا الإسلامية إخلاص مبشر بن سلوان ناصر الدولة لسيده عبد الله المرتضى في 


. ابن خلدون: العبر. ج؟ ء ص05"‎ )١( 
.157 1١ص‎ , أنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف‎ )١( 
وحاشية « 4 » » تحقيق د. أحمد‎ ١١5 (؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص‎ 
. مختار العبادي‎ 
. الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص86؟‎ ):( 
.١١-1ص وابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء.‎ 
. 401-551 وابن سعيد المفرني : المغرب في حلى المغرب . ج؟ » ص‎ 
.181 31/9 , ١9/4 وفرنسيسكو قديرة زيدين : مؤلف في علم النميات العربية - الأسبانية . ص‎ 
. ١١ص والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛‎ 
.1١95- 1١64 وأنطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف . ص١١ وص‎ 
. ١8ص‎ - ودائرة المعارف الإسلامية : ج" - زايبولد‎ 
. 5١5 وجحمد عبد الله عنان : دول الطوائف. ص‎ 
. 5١ص (ه) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 


امب 


حياته''' » ووفاءه لذكراه بعد وفاته » وتكريه لأهله » ورعايته لهم , ويقول الفتح بن خاقان يهذا 
الصدد : « وكان المرتضى رحمه الله هو الذي أورث ناصر الدولة الملك ونظم بلبته ذلك السلك , 
فم يكفر يده وم ينئن عن مجازاة ما قلده» وم يزل يتعهد سافتته ويعتقدها . ويبر من كان 
يوالي دولته ويعتقدها ء إلى أن ماتت أخت المرتضى . فاحتفل في جنازتها احتفالاً شكر فيه 
فعله . ومشى إلى لحدها وما ركب إلا نعله . وندب الشعراء إلى رثائها وتأبينها وإيضاح فضائلها 
وتبيينها » وقام أبو بكر (عمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة) على قبرها وقال: 


أبنت الهدى جدّدت منعى على منعى 2 مطى المرتضى أصلا واتبشّه فرعا 
جرى الموت جري الريح في منبتيكما ١‏ فأذواك ريحاناً وكشّره نبعا 
عحل تسق جاء: الصتاب وإفنا. “تسمدم وترا واتبشسه شقتت2؟) 
يتضح من النص الآنف الذكر مدى عمق العلاقة ورسوخ المودة بين مبشير ناصر الدولة 
وسيده عبد الله المرتضى وولائه له وإخلاصه لذكراه إلى حدم ينس فيه واجبه تجاه أهل سيده 
حتى بعد وفاته. ويقول ابن سعيد المغربي « وما مات المرتضى وليها (أي ميورقة وذواتها) مبشر 
ناصر الدولة فدام بها ملكه وأحسن التدبيرء وقصده الفضلاء منهم ابن اللبانة » وله فيه مدائح 
كثيرة »!"), ويقول في بيت من إحدى قصائده هدح المرتضى وخليفته مبشر ناصر الدولة: 


والبحر يسكن خيفة من ناصر أرضى الرياسة بعد موت ريض 

وكان ابن اللبانة يتطلع منذ زوال ملك بني عباد في إشبيلية إلى اللجوء لميورقة عند عبد 
الله المرتضى بن أغلب نصير الشعراء والأدباء » ويتضح ذلك من إحدى قصائده في رثاء بني 
عبّاد » التي يقول في جملة أبيات منها : 


رغد من العيش مالي أرتقيه ولي عندابن أغلب أكناف بسيطات 
إن / يكن عنده كوني فلا سعمة ‏ للرزق عندي ولا للأنس ساعات 
عاك آوي من التغى إلى كنف فيية لآل وأمواة وجنات 
بين الحصار وبين المرتضى عمر ذاك الحصار من المحظور منجاة!*) 


. ١87-1١ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص‎ )١( 
. 451 - 155” وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص0‎ 

(؟) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان: ص584. 

(م) ابن سعيد المفرني : المغرب في حلى المغرب . ج؟ , ص 1517-1431 . 

. 584 الفتح بن خاقان : قلائد العقيان.ء ص‎ (١ 

(5) المصدر السابق: ص"#”- 6” . 


وم يتح لابن اللبانة فرصة التوجه إلى ميورقة إلا بعد وفاة المرتضى بثلاث سنوات 
وم هاء وأصبح من كبار شعراء مبشر بن سلهان ناصر الدولة » وعاش بقية عمره في جزيرة 
ميورقة يمدح أميرها إلى أن توفي (0097 ه) قبيل الاجتياح الصليبي لجزر البليار9"؟. 


دفاع عبد الله المرتضى البطولي عن البليار 
00( 


استقل عبد الله المرتضى بحم جزر البليار 474 -185 ه-05ا١98-1١٠1م‏ كأ في 
وقت سيطرت فيه الأساطيل الويطالية والفرنجية والقطلانية على الحوض الغربي للبحر 
التوسط ء وم تعد هناك أي قوة بحرية إسلامية بوسعها التصدي لهذه القوات البحرية المتفوقة 
سوى أساطيل جزر البليار'"). فقد كانت جزيرة صقلية الإسلامية آنذاك تتعرض لغزو 
نرمندي كاسح . وتتساقط مدنها الواحدة بعد الأخرى في أيدي الغزاة» إلى أن انجارت كلياً 
خلال ثلاثين عاماً 40 - 588 ه - 1١5. - 1١1١‏ م!4) . وكانت بحرية بني زيري في ! فريقية 
تعاني من الضعف بعد تدمير الأعراب لثغورها ونشر الخراب والدمار في شتى أرجائها ؛ ما 
اضطر تم بن المعز بن باديس إلى التخلي نهائياً عن نصرة صقلية وتركها تواجه مصيرها المفجع 
وحدها . وقام بتوقيع معاهدة صلح مع روجر جسكارد النورمندي الذي كان يجتاح جزيرة 
صقلية آنذاك 46 ه 52١٠م‏ من أجل عدم التعرض للمهدية الثغر الوحيد في ساحل 
إفريقية الذي بقي في يد بني زرا" 0 


. 7١7-555 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/الجلد الثاني ص‎ )١( 
.7”..- والفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص58‎ 
.7١؟ص‎ » ١« وحاشية‎ 719-5١١ ,وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
1155 وابن الأبار: التكملة . ص١0؟ ترججمة رقم‎ 
. ٠١١ وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص 1.5 - 415 . ورايات المبرزين : ص‎ 
والعماد الأصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر. ج7 , ص3186-1097.‎ 
. 715 - وابن الخطيب : جيش التوشيح . ص ؟1؟‎ 
. 4317 - 415 ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج” ,. ص‎ (0 
. 181 - ١5ص وفرنسيسكو قديرة زيدين : مؤلف في علم النميات العربية - الأسبانية.‎ 
.55- 5١ص والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 
.155-154و١١"ص‎ . وأنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف‎ 
. "08 ودائرة المعارف الإسلامية : ج" - زايبولد - ص‎ 
.7١؟ص‎ . وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف‎ 
ود . أجمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس » ص1757.‎ 
. 508 - أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية » ص55‎ )5( 
(؟) ميخائيل أماري : المكتبة الصقلية/عن نزهة المشتاق للإدريسي . ص15؟.‎ 
. أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص85"‎ )0( 


7” 


وبالرغم من كل مساعي بني زيري السلمية . فقد كادت المهدية أن تسقط نائياً في يد حلف 
صليبي من بيزة وجنوة وأمالفي بزعامة البابا فكتور الثالث . مما اضطر تم بن المعز أمير 
إفريقية أن يدفع للقراصنة الايطاليين مائة ألف دينار مقابل انسحابهم من المهدية 
ه- 1١87‏ مء وعادوا بغنائمهم وسبيهم دون أن يعترضهم معترض'("). كما وقّع الناصر بن 
علناس الحمّادي أمير المغرب الأوسط معاهدات صلح مع الجمهوريات البحرية الإيطالية ؛ ومع 
النورمان في صقلية » ومع البابوية في رومة» ومنح النصارى امتيازات كبيرة في مملكته!"ا. 
وهذا مما مكن الأساطيل الإيطالية أن تعيث فساداً في الحوض الغربي للبحر المتوسط وتفرض 
الأتاوى الضخمة على ثغور ساحل الأندلس الشرقي , التي انهارت قواتها البحرية ولم يعد في 
وسعها التصدي للفزاة. وقد اضطرت مدينة المرية في جنوب شرق الأندلس إلى دفع إتاوة 
مقدارها ١١*«‏ » ألف دينار للقراصنة الطليان لوقف اجتياحهم للمدينة . كما حمت مدينة 
بلنسية نفسها من السلب والنهب بدفع ثلاثين ألف دينارا"ا. 

وكانت القوة البحرية الإسلامية الوحيدة في الحوض الغربي للبحر المتوسط التي تصدت 
ببسالة لغارات الأساطيل الإيطالية والقطلانية والفرنجية وردتها مدحورة . هي أساطيل جزر 
البليار » ونتيجة لهذا الصمود حافظت جزر البليار على استقلالها طيلة عهد المرتضى وم تسقط 
في يد الغزاة للمرة الأولى إلا في نهاية عهد مبشر بن سليان ناصر الدولة. 

وهذا مما يضفي هالة من الجد والفخار على هذا القائد الباسل الذي تمكن من الصمود وحده 
في مواجهة أعتى الهجمات , ولقد أشادت المصادر الفرنجية واللاتينية ببطولة عبد الله المرتضى 
وصلابته في الدفاع عن البليار في مواجهة الحجمات المتلاحقة للأساطيل الإيطالية والفرنجية 
والقطلانية!*)؛ في وقت سيطرت فيه الأساطيل المسيحية على الحوض الغربي للبحر المتوسط » 





. ابن عذاري: البيان المغرب . ج١ء ص01"‎ )١( 
. 8١ص‎ . ورحلة التجّاني‎ . ١60 ص‎ . ٠١ وابن الأثير: الكامل, ج‎ 
. 4517 والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص‎ 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي 'لجزر البليار. ص45 . ود. السيد عبد العزيز سام ود. أحمد مختار‎ 
. 7٠0 العبادي : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ص‎ 
.1١9-1١١8ص‎ . د. حسين مؤّنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط‎ )١( 
. "08 - (؟) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص 9لا"‎ 
. "08 ابن عذاري : البيان المغرب . ج١ ؛ ص‎ ):( 
. "04 وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص‎ 
. والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص86 . وص؟!١ والملحق «؛ ». ص50‎ 
. 3319 - وارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص 1لا‎ 
. 5١8 ودائرة المعارف الإسلامية , ج” - زايبولد - ص‎ 
. الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص85‎ )6( 


"5 


وكادت بلاد الأندلس أن تنهار نهائياً أمام زحف قوات أسبانيا المسيحية . لولا عون المرابطين 
البواسل بقيادة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين , النين أعادوا للإسلام عزته في غرب العام 
الإسلامي". 

علاقة عبد الله المرتضى بالمرابطين 

في الوقت الذي كانت فيه الأساطيل المسيحية تجتاح الثغور الإسلامية المطلة على الحوض 
الفرني للبحر المتوسط . كانت قوات مالك وإمارات أسبانيا المسيحية وعلى رأسها مملكة ليون 
وقشتالة تجتاح مالك الطوائف المنهارة في بلاد الأندلس ٠‏ وقد توج الفونسو السادس ملك ليون 
وقشتالة انتصاراته بالاستيلاء على طليطلة معقل الأندلس الحصين . من القادر بالله بن ذي 
النون 074 ه - ٠١80‏ م وفرض الجزية على ملوك الطوائف المتخاذلين . وأخذ يتطلع إلى 
الاستيلاء على جميع بلاد الأندلس''. واستنجد ملوك الطوائف وعلى رأسهم المعتمد بن عبّاد 
أمير إشبيلية بالرابطين تحت قيادة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين , الذي استطاع ترسيخ دعام 
دولة إسلامية مجاهدة في المغربين الأقصى والأوسط . واستجاب أمير المسلمين لاستغاثة ملوك 
الطوائف . وعبرت القوات المرابطية بحر الزقاق « مضيق جبل طارق » إلى عدوة الأندلس في 
ربيع الأول 495 ه ٠١81-‏ مء وتمكنت هذه القوات الإسلامية الفتية من تحقيق نصر ساحق 
على قوات أسبانيا المسيحية في معركة الزلاقة الحاسمة في شهر رجب 48 ه - سبتمبر 
تم 


وم يستثمر القائد العظيم يوسف بن تاشفين نصره الباهر في معركة الزلاقة باستعادة طليطلة 
قلب الأندلس وحصنها الحصين , وعاد إلى بلاد المغرب . ونتتيجة لذلك تمكن ألفونسو السادس 
ملك ليون وقشتالة من إعادة تنظم قواته والتحرش مالك الطوائف المنهارة , مما اضطر أمير 
السلمين يوسف بن تاشفين إلى الجواز ثانية لبلاد الأندلس على رأس قواته من المرابطين البواسل 
0١‏ ه- 88١1م‏ لنصرة المسلمين في الثغور الأندلسية المهددة بالاجتياح . وقد اتضح لأمير 
المسلمين بعد جوازه الثاني مدى تخاذل ملوك الطوائف واتهيارهم عندما عجزوا جميعاً عن 
اقتحام « حصن لييط » الذي اعتصمت فيه قوات من ليون وقشتالة وأخذت في الإغارة على 
غور جنوب شرق الأندلس . وما إن شعر يوسف بن تاشفين بالموؤامرات التي كان يحيكها ملوك 
الطوائف لطعن المرابطين في الظهر حتى فضل الانسحاب على الاشتباك في معركة غير مأمونة 





)١(‏ ابن الأثير: الكامل , ج ٠١‏ . ص ١0١١‏ . وابن أبي زرع : روض القرطاس ج١‏ ص88 - 70 . وأرشيبالد 
لويس : القوى البحرية والتجارية . ص05 . 

(؟) ابن الأثير: الكامل. ج ٠١‏ . ص ١15‏ »؛ وابن خلدون: العبر ج؛ . ص48" . 

(؟) ابن أبي زرع : روض القرطاس . ج١‏ . ص88 - 70 طبعة الفلالي . 


٠١م‎ 


العواقب . وترك حامية مرابطة من أربعة آلاف مقاتل تحت قيادة داود بن عائثة ؛ لحماية ثغور 
شرق الأندلس » وعاد على رأس قواته الضاربة ثانية لبلاد المغرب بعد أن تيقن بأن لا جدوى 
من التعاون مع ملوك الطوائف!" . 


وفي جواز أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الثالث لبلاد الأندلس 489 ه - ٠١5١‏ مء قرر 
التخلص من ملوك الطوائف المتخاذلين , وقام بإنجاز هذه المهمة الخطيرة عامله على بلاد 
الأندلس القائد الباسل سيري بن أبي بكر اللمتوني . الذي استطاع إنقاذ الأندلس من خطر 
اجتياح قوات أسبانيا المسيحية . ومن ملوك الطوائف النين وضحت خيانتهم وتآمرهم 
كع مد موا 


وم يتعرض المرابطون لجزر البليار وأميرها الجاهد عبد الله المرتضى أغلب ولخليفته من 
بعده مبشر بن سليان ناصر الدولة . ووجدوا في هذه الجزر وني قادتها الجاهدين المخلصين السد 
المنيع لثغور شرق الأندلس من أي عدوان بحري مسيحي(". ولم يلتفتوا لتحريض يوسف بن مد بن 
الجداء) على انتزاع جزر البليار من عبد الله المرتضى . الذي عرّض به ابن الجد في مقطوعة 
شعرية من ثلاثة أبيات ذكرها صاحب الذخيرة!*) . كما ذكر له رسالة يخاطب فيها عمه بإشبيلية 
مرسلة من جزيرة ميورقة التي كان يق فيها . ويتباكى في هذه الرسالة على ملوك الطوائف 
المتخاذلين « عند تنائر عقد رؤساء الجزيرة » على يد المرابطين!. بينما يعرّض بالمجاهد الباسل 
عبد الله المرتضى أغلب الذي شهد له الأعداء بالبسالة والشجاعة والحميّة وأشادوا بدفاعه 
البطولي عن جزر البليارا"). وظل عبد الله المرتضى على علاقة ودية بالرابطين حتى وفاته 





)١(‏ ابن الأثير: الكامل؛ ج ٠١‏ . ص ١0١‏ وما بعدها. 
وابن ابي زرع : روض القرطاس . ج١‏ . ص55 وما بعدها. 
والحلل الموشية : مجهول المؤلف . ص47 . 
وجحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 55” وما بعدها. 
)١(‏ ابن أبي زرع : روض القرطاس . ج١‏ . ص54 وما بعدها . 
وابن خلدون : العبرء ج 5 » ص68" وما بعدها. ودول الطوائف ص07" وما بعدها. 


(0) د. ممود علي مكي : وثائق جديدة من عصر المرابطين . ص ١08‏ . 
ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس. ص8" . 
(؛) تراجع ترجمته في : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثاني/الجلد الثاني ص01ه والحواشي ٠15‏ 
وفي المغرب في حلى المغرب , ج١‏ . ص "1١‏ . 
(0) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ص54. 
() المصدر السابق: القسم الثافي/الجلد الثاني/ . صمهه- 885 . 
(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص87 . 


7 


م4 ه- 97١1م‏ وتولية مبشر بن سليان ملكا على البليار من بعده » وفي عهد مبشر ازدادت 
علاقة البليار بالرابطين رسوخاً وتنوعت أوجه التعاون في مواجهة العدو المشترك (©, 


وفاة عبد الله المرتضى وتولية ولي عهده مبشر 

ابن سليان ملكا على البليار من بعده 

يبدو بأن عبد الله المرتضى لم يعقب ذكوراً , وإلا لكان خلفه أحدهم في الحم بعد وفاتهء 
وقد أشارت المصادر التي بين أيدينا إلى أختين من أخواته وإلى صهر من أصهاره » وقد رثى ابن 
اللبانة إحدى هاتين الأختين بعد وفاتها في عهد مبشر بن سليان الذي أكرمها حيّة ورعى 
ذكراها بعد ماتها . واحتفل مجنازتها احتفالاً كبيراً . عرفاناً منه بأيادي أخيها البيضاء عليه , مما 
يوضح مكانة المرتضى الكبرى لديه(". أما الأخت الثانية فقد أشادت بذكرها المدونة البيزية » 
ولكنها في نفس الوقت تروي عنها روايات ملفقة). وقد أثار الفتح بن خاقان إشارة عابرة 
إلى أحد أصهار المرتضى ٠‏ وتحدث عن لقاءاته في مرسية بشرق الأندلس مع « ابن جمال الخلافة » 
صاحب صقلية وذي الوزارتين أبي بكر مد بن أحمد بن رحم أحد عظماء مرسية!؟). 


وكان عبد الله المرتضى أغلب قد أولى ثقته لمبشر بن سليان وولاه عهده. ويحدثنا ابن 
الكردبوس عن أصل مبشر بن سليان قائلا : « وكان أصل مبشر بن سلهان ناصر الدولة من قلعة 


. 4517 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص‎ )١( 
. 108 'ود. مود علي مكي : وثائق جديدة من عصر المرابطين » ص‎ 

ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس. ص79 . 
)١(‏ الفتح بن خاقان : قلائد العقيانء ص 84؟. : 
(0) تتحدث المدونة البيزية عن | حدى أخوات المرتضى عند ذكرها لاقتحام القوات الصليبية المؤتلفة لأسوار 
القصبة في ميورقة 5.4 ه -5١١١مء‏ وتذكر عنها النص التالي الذي يتضح من فحواه مدى التلفيق في 
محتواه : 

« .. وتقدم البيزيون إلى ميورقة الثالثة التي كانت فيا مضى للملك المرتضى واستولوا على المدينة (بضم 
الم وفتح الدال) وأسروا أخت المرتضى ومعها عدد من أبنائها وبناتها وأحفادها ء ولا كانت تلك السيدة 
بشهادة الأسرى المسيحيين في ميورقة امرأة عاقلة رحيمة . وطالما عاملت الأسرى برفق وخففت الآلام عنهم » 
فقد أطلق البيزيون سراحها هي وأفراد أسرتها وم يبق من هذه الأسرة في ميورقة إلا إحدى بنات هذه 
السيدة التي أصبحت ملكة ميورقة بعد ذلك. أما أخت المرتضى فقد آثرت الحجرة من ميورقة ورافقت 
الجيش البيزي إلى بيزة مع بقية أفراد أسرتها ». 

(الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار ؛ الملحق «ه » ؛ ص 585). 
(؛) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص١١‏ . 


ا" 


الحميرا' من نظر لاردة (في الثغر الأعلى الإسلامي) سباه العدو صغيراً وخصاه فوجّه المرتضى 
رسولاً إلى الروم!"' في بعض مآربه ؛ فاستحسن الرسول عقل القتى مبشر ونبل ذاته » فداه وقدم 
به على المرتضى , فسرٌ به وقرّبه ووجد عنده حسن خدمة الملوك ما تمناه »20 

ويذكر المؤرخ الميورقي الباروكمبانير نصاً مائلا لنص ابن الكردبوس عن مبشر بن سليان 
اضر الدولةء يذكز فيه أن أصلة من قلعة الحمير 03561025685 في منطقة لاردة 1,148 فى 
الثغر الأعلى الإسلامي ؛ وأنه أسر في طفولته بأيدي المسيحيين. وظل في برشلونة إلى أن 
أتيحت له الفرصة في لقاء سفير المرتضى الذي كان قد توجه إلى بلاط كونت برشلونة ليسوي 
أموراً خاصة بالعلاقات بين البلدين . ويبدو بأن سفير المرتضى قد أعجب بثقافة مبشر وذكائه , 
فقام بفدائه وحمله معه إلى ميورقة وقدمه إلى المرتضى , الذي أعجب به إعجاباً كبيراً ومنحه 
ثقته . وقد قابل ذلك مبشر بالامتنان والعرفان بالجميل . فأخلص في خدمة سيده المرتضى , 
الذي أولاه بمرور الزمن مزيداً من عنايته ومنحه أقصى درجات ثقته وجعله ولياً لعهده وأجاز 
له سك النقود باسمه 486 ه- ١1.5م!4).‏ 

وبعد وفاة عبد الله المرتضى أغلب 485 ه - 58١1م‏ تولى مبشر بن سلهان ناصر الدولة 
الملك في جزر البليار من بعده!". 


)١(‏ قلعة الحمير: 35]61035625© ومعناها بالقطلانية نفس المعنى بالعربية « قلعة الحمير » وهي مركز قضائ في 
مقاطعة لاردة . (ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي , 
حاشية «5 ». ص؟؟١١).‏ 
(؟) الروم : كانت تطلق هذه التسمية على النصارى الإسبان وتشير هنا إلى القطلان في برشلونة (قطعة من 
كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي . حاشية ١«‏ ». ص8؟١).‏ 
(؟) ابن الكردبوس : قطمة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/تحقيق د. أحمد مختار العباديء 
ص17 - 158ل 1 5 
(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ض؟5 - 55 . 
(5) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص 584 . 

وابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/تحقيق د. أحمد مختار العبادي؛ 
ص 21١0-1١‏ 

وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ , ص4575 -/151. 

وفرنسيسكو قديرة زيد ‏ : مؤلف في عل النميّات العربية - 'لأسبانية .ص ١74‏ .و ص17 0181 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص١5‏ . 

وأنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف . ص”7؟١١‏ وص94١55-1١1.‏ 

ودائرة المعارف الإسلامية . ج" - زايبولد - ص 508 . 

وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف. ص 5١”‏ . 


م4 


المرحلة الثانية 
عهد مبشر بن سلبان ناصر الدولة 
45 -و.وه -؟١١٠‏ -0١١اام‏ 


تولية مبشر بن سليان ناصر الدولة 
ملكا على جزر البليار 


اعتلى مبشر بن سليان ناصر الدولة عرش جزر البليار 187 ه - ٠١57‏ م بعد موت سيده 
عبد الله المرتضى أغلب'" في وقت سيطرت فيه القوات المرابطية على معظم بلاد الأندلس'" , 
وخاصة على شرق الأندلس المحاذي لجزر البليارء باستثناء ثغر بلنسبة» حيث تمكن أحد 
المغامرين القشتاليين من العتاة وقطاع الطرق » ويدعى في المصادر الإسلامية بالقنبيطور" من 
الاستيلاء عليها 480 ه - ٠١5‏ م» وأعادها المرابطون البواسل لحظيرة الإسلام بقيادة القائد 
المرابطي الجاهد مزدلي 40؛ ه - ٠١١١‏ مء وأصبحت منذ ذلك الحين خط الدفاع الخلفي عن 
جزر البليار"! . 

وم تعترض القوات المرابطية لثغرين من ثغور الأندلس . الأول منهما الثغر الأعلى الإسلامي 
تحت حك بني هود لصلابتهم في الدفاع عن هذه المنطقة الاستراتيجية , ولتظاهرهم بالولاء لأمير 





. 4507 ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب , ج” , ص‎ )١( 

ودائرة المعارف الإسلامية . ج” . ص08 . 

وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص١7‏ . 
)١(‏ ابن أبي زرع : روض القرطاس . ج١‏ . ص 75 وما بعدها. 
(") القنبيطور: فارس قشتالي مغامر يدعى « رودريجو دياث بيبار 1086/ا 512 200180 وقد أطلق عليه 
المسلمون في مصادرهم اسم القنبيطور من لقبه بالقشتالية :56200 513:0 أي المحارب الباسل أو « المبارز » 
لجرأته وقسوته وعنفه. فقد تجرد من كل مبدأ . فكان يؤجر نفسه حيناً لملوك النصارى وحيناً آخر لملوك 
الطوائف دون أي اعتبار ديني أو قومي . وكان المرتزقة من المسلمين الذين يعملون تحت رايته يلقبونه بالسيد 
4 . وقد تمكن هذا المغامر من استغلال الفوضى في بلنسية في نهاية عهد ملوك الطوائف واستولى عليها . 
وظلت تحت حك هذه الطاغية وزوجته حمينا من بعده ثمانية أعوام يسومان أهلها الذل وال هوان. حتى تمكن 
القائد المرابطي مزدلي من تحرير بلنسية , وأعادها إلى حظيرة الإسلام في شعبان 450 ه ‏ مايو 1١١5‏ م: 
وأصبح خط الدفاع الخلفي لجزر البليار مؤمناً وعمياً بحلفائهم المرابطين . (ابن عذاري : البيان المغرب » ج 4 
« قطعة من تاريخ المرابطين . ص 45 وما بعدها ». وشمد عبد الله عنان: دول الطوائف . ص 77١‏ , وما 
بعدها . 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب . ج؛ . « قطعة من تاريخ المرابطين » . ص58 - 47 . 


8.؟ 


المسلمين يوسف بن تاشفين » وإتحافه ببداياهم . لهذا تركهم وشأنهم طيلة فترة حياته , وم يتدخل 
في شئونهم . وأوصى أعقابه بأن لا يتعرضوا لبني هود ما داموا يدافعون عن الثغر الأعلى 
الإسلامي بكل إخلاص وولاء ء با عرف عنهم من بسالة وخبرة في الحروب'". وم يتعرض أمير 
المسلمين يوسف بن تاشفين كذلك لجزر البليار تحت حم عبد الله المرتضى بن أغلب وخليفته 
مبشر بن سلهان ناصر الدولة ولم يتدخل في سئونهما ووطد علاقته ,هما لبطولتهما في الدفاع عن 
جزر البليار التي كانت بمثابة السد المنيع والدرع الواقي لثغور ساحل الأندلس الشرقي في 
مواجهة الأساطيل المسيحية المتربصة'"" . 

وكانت أساطيل بيزة وجنوة دائمّة الإغارة على ثغور أسبانيا الشرقية بالتحالف مع ملوك 
وأمراء أسبانيا المسيحية'"' . وقامت بعدة غارات على جزر البليار وردت عنها مدحورة'"" . 
فقد كانت أساطيل البليار لما بالمرصاد , مما حمى ثغور ساحل الأندلس الشرقي الخاضع 
للمرابطين من أي عدوان خارجي », نتيجة للتعاون المشترك بين مبشر بن سليان ناصر الدولة 
« ملك البليار » وقادة الثغور المرابطية في شرق الأندلس”'" . وقد أشادت الرواية الإسلامية 
ببطولة مبشر وجهاده في البحر ٠‏ ويقول ابن خلدون بهذا الصدد : « وم يزل مبشر يردد الغزو 
إلى أرض العدو إلى أن جمع طاغية برشلونة الجموع ونازل ميورقة ". ولم تغفل الرواية 
الإسلامية الإإشادة كذلك بخصال مبشر الحميدة وسمو همته وعدله وحسن تدبيره ونبله وكرمه , 
ويصفه ابن الكردبوس بقوله « وكان سامي امم حميد الشم كثير الفضائل والكرم '"2. ويذكر 
ابن سعيد المغربي بأن مبشر بن سليان ناصر الدولة اعتلى عرش جزر البليار بعد عبد الله 
المرتضى « وأقرَّ العدل وأحسن الحكومة وأرضى الرعية.. »» لهذا « دام بها ملكه . وأحسن 
التدبيرء وقصده الفضلاء . وم يخلعه الملثمون (المرابطون) منها ا*2. ولم تقف مواهبه عند حد 


)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب . ج ؛ « قطعة من تاريخ المرابطين ». ص55 وما بعدها. وسمد عبد الله 

عنان : دول الطوائف . ص١9؟5.‏ 

00( ابن سعيد المغرني 0 : المغرب في حلى المغرب » ج؟ صضص1717. 
ود مود علي 5 : وثائق جدئيدة من عصر المرابطين. ص68١1.‏ 
ود. أحمد مختار العبادي : دراسات في تاريخ المغرب والأندلس» فيه 

م( حمد عبد الله عئان : دول الطوائف , ص 71٠١‏ . 

(؟) ارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 09م - 5/8 . 

(5) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص؟17-"؟1. 
ود. مود علي مكي : وثائق جديدة من عصر المرابطين . ص ١86‏ . 

(3) ابن خلدون “امير ٠ج‏ ص00". 

(؛) ابن الكردبوس قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص١1‏ -"18, 
تحقيق د . أجد يي العبادي . 

0( أبن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج١‏ عن 1 


"5٠ 


العدالة والشجاعة والبسالة » فقد تميز كذلك بتشجيع العم والأدب » وتكرم العلماء والأدباء, 
لهذا ازدهر العم في جزر البليار في عهده حتى فشا بين مماليكه وأصبحت جزيرة ميورقة في 
عهده حرماً آمناً لكل قاصد نزيه ء ولكل عام رشيد وفقيه سديدء وأديب لامع ؛ يقصدها 
الشعراء والأدباء والعلماء والفقهاء » فيلقاهم بحسن برّه ويضفي عليهم من كرمه وطيب لقياه مما 
خلّد على الدهر ذكراه؛ فقد عبأوا الجاهدين والمقاتلة والمتطوعة تحت رايته وأسهموا في 
رن : 

وكان بلاطه في قصر الناصرية بدينة ميورقة أشبه ببلاط عظماء الملوك . صرحاً آمناً لكل 
وافد ولكل عام رائد » لهذا ازدهر العم في رحابه ووقف الشعراء والأدباء على أبوابه » فكان 
يلقاهم أحسن لقاء ويجيزهم خير الجزاء!'. ومن كبار الشعراء النين وفدوا إلى حماه مد بن 
عيسى الداني المعروف « باين اللبانة » وكان قدومه إلى ميورقة في أواخر شعبان 
8 ه- أغسطس ٠١57‏ م » فأحسن لقاءه ورعاه وقرّبه إليه وجعله من رجال حاشيته 
وأصفيائه . وقد أثمرت هذه المودة في قلب ابن اللبانة وأزهرت فرائد من شعره في مدح مبشر بن 
سليان ناصر الدولة'"' » ويصف في بيت من إحدى مدائحه في مبشر وفود الشعراء في رحاب 
قصر الناصرية قائلا : 


ولا حللت الناصرية أقبلت إليك وفود الشعر وفداً على وفد!") 


' وقد أبرز الشعراء النين وفدوا إلى بلاطه مدى عنايته بقوات جزر البليار البحرية 
والبرية , في الوقت الذي كانت تتعرض فيه هذه الجزر إلى غارات الأساطيل الصليبية وتقوم 
أساطيلها بالتصدي للغزاة والإغارة على ثغوري " . 


. 71-5107 الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص‎ )١( 
. 43517 ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج؟ , ص‎ )'( 
والعماد الأصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر. ج7. ص99" -0و".‎ 
.7١؟ص‎ , » وحاشية «؟‎ 5١17 - 5١١ (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
(؛) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الثاني ص385.‎ 
.1١7ص العماد الأصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصرء ج؟ ؛‎ )0( 
. 7١5-5١6 وعبد الواحد المراكثي : المعجب تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
. ١178 وابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص‎ 
.١؟ص والتمهيد‎ "5٠١٠ وديوان أبن حمديس الصقلي / تصحيح وتقدم د. إحسان عباس . ص‎ 


إدلضن 


عناية مبشر بن سليان ناصر الدولة 

بقوات البليار البحرية والبرية 

منذ أن اعتلى مبشر بن سليان ناصر الدولة عرش جزر البليار 427 هع 2.1.5 , 
وحتى نهاية عهده والحرب البحرية بين أساطيل البليار وأساطيل البيزيين والجنويين والفرنجة , 
والنورمان في صقلية » وإمارة قطلونية متواصلة دون هوادة . وكانت سجالاً بين الطرفين فحيناً 
كانت الأساطيل المسيحية تغير على جزر البليار وتعيث فيها تدميراً وتخريباً . وحيناً آخر كانت 
أساطيل البليار تغير على ثغور الغزاة بالثل!'؛ وتعود من حملاتها البحرية ظافرة بغنئم وافرة 
وعدد كبير من الأسرى . وكانت عودة الأساطيل في مواسم الغزو البحري سالمة غاغة » مناسبة 
هامة في ثغور البليارء يحتفل بها السكان احتفالا كبيراً , ويصف ابن اللبانة مراكب الغزو بعد 
عودتها غافة في يوم عيد إلى ثغر ميورقة في إحدى مدائحه لمبشر ناصر الدولة : 

لك المنشآت الجاريات كأنها ضواري شواهين على الماء حوم 

هي الغيد وافت منك في العيد عيدها ‏ فمن موسم في موسم طي وي 

وكانت عناية أمير البليار ببناء الأساطيل فائقة فهي عماد حياة جزر البليار ودرعها 
الواقي ومصدر رزق لسكانها بما تجلبه من غناتم » ويقول ابن اللبانة بهذا الصدد من جملة أبيات في 
مدح مبشر ناصر الدولة : 

كأن علاك أفلاك وفلك بارزاق البرية جاريات 

ومهساهتز جيثك نحو جيش ١‏ فأنت سنانهوهوالقناة!') 

كما يصف ابن اللبانة عناية مبشر بالأسطول واحتفاله به في يوم المهرجان!*) قائلا: 


.؟١؟ص محمد عبد الله عنان : دول الطوائف.‎ )١( 

ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ج؟ د ص 2508 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١١1-؟١7.‏ 

وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف , ص .5١١- 15١١‏ 
(؟) العماد الأصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصرء ج؟ . ص7؟١.‏ 
(:) ابن دحية : المطرب من أشعار أهل المغرب . ص ١756‏ . 
(5) يوم المهرجان : من الأعياد الشهيرة في جزر البليار وكافة أنحاء بلاد الأندلس وهو اليوم الذي ينتصف 
فيه العام ؛ وكان يحتفل به في الرابع والعثرين من شهر يونيو من كل عام . وبالرغم من أنه من الأعياد 
المسيحية . إلا أن الاحتفال به شاع لدى المسلمين » فمن المعروف أن هذا العيد هو عيد القديس يحيى المعمدان 
« سان خوان » . ولكن الاسم الذي اشتهر به هو « العنصرة ». وكان الناس على اختلاف عقائدهم الدينية 
يحتفلون بهذا العيد في كل بيت في جزر البليار والبر الأندلسي ؛ معدّّن أطعمة خاصة تصحبها طقوس معيئة ؛ 
وكانوا يتناولون بهذه المناسبة من الأطعمة والأشرية ما م يعتادوا تناوله طيلة العام ويلبسون اللابس - 


517 


بشرى بيوم الممرجان فإنه 
طارت بنات الماء وريشه ا 
وعلى الخليج كتيبية جرارة 
وبنو الحروب على الجواري التي 


يوم عليه من احتفائك رونق 
ريش الغراب وغفير ذلك شوذق 
تجري كما تجري الجيادالسبق 


ملا الكماة ظهورها وبطونها فآتت كما يأتي السحاب المفدق 
عجباً لها !ما خلت قبل عيانها أن يحمسل الأسد الضواري زورق!")! 
يتضح من هذه القصيدة مدى عناية مبشر ناصر الدولة بالأسطول واهتامه بتدريب أفراده , 
ومدى ما وصلوا إليه من براعة في مناوراتهم البحرية عبر خليج مدينة ميورقة , بالتنسيق مع 
فرق المقاتلين المحمولة استعداداً للجهاد . فهم حماة البلاد ودرعها في وجه الأساطيل الغازية . 
كما كان أسطول البليار مصدر رزق للسكان ومورداً لا ينضب معينه لخزينة البلاد » وقد 
أناحت الثروات: الوافرة التي كانت متجلبها الأساطيل من غزواتها لمبشر ناصر الدولة إمكانيات 
كبرى للاهتام بالعمران وتشييد القلاع والحصون وبناء القصور الزاهرة , وقد مدحه ابن اللبانة 
قائلا : 

وعّرت بالإحسان أفق ميورقة 2 وبنيت فيها ما بنى الإسكندر 

فكأنها بفدادأتت رشيدها ووزيرها وله اللسلامة جعف 9) 

وبقدر ما اهم مبشر ببناء الأساطيل وتشييد القلاع والحصون , فقد أولى عناية كبرى لقواته 
البرية وجهّز فرقاً من الفرسان زودها بخيول كان يحلبها من بلاد المغرب والأندلس ٠‏ وكانت 
أفضل المدايا التي يعتز بقبوها الخيول الأصيلة لفرسانه » وقد وصف الشاعر الصقلي عبد الجبار 
إن جديس الذي وفد على بلاط مبشر ناصر الدولة . خيلا أهديت لأمير البليار وصفاً شيّقاً 
يتضح من فحواه مدى عنايت بفرق فرسانه وإعدادها إعداداً جيداً مجاببة ما يمكن أن تتعرض 
له جزر البليار من أخطار'"'. كما أولى مبشر ناصر الدولة عنايته الفائقة لرباطات الجاهدين في 
تغور البليار الساحلية ؛ وكان يعاقب من تسول له نفسه الوساءة إلى سمعة تلك الرباطات وإشاعة 





الجديدة. وكان الاحتفال بهذا العيد فرصة للطبقات الفقيرة للشعور بالبهجة لما كان يصحبه من احتفالات 
صاخبة وعروض خاصة وعامة في شتى مجالات الحياة مما حمل الفقهاء على شن حملة على هذه التقاليد. 

(ليفي بروفنسال : تاريخ أسبانيا الإسلامية . ج7. ص0" -ه”). 

ود. ود على مكي/حواشي المقتبس لابن حنان/القسم الثالث (تحت الطبع) . 

.1-3 م ,1959 ,5نالة20 ش-اخ -5ناا2ل2 هخ 2!١‏ دع كقم3أ)كأرقط© كماوعء1 بقزمد 0 13 عل ملمقمععر 

. 71١5-17١6 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 
. 304 ابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص‎ )'( 
. ١١ص ديوان ابن حمديس الصقلي : تصحيح وتقديم د. إحسان عباس . ص١5" والتمهيد.‎ )'( 


يلض 


الفوضى في الثغور, لحرصه الشديد على توفير الأمن والاستقرار في ثغور البليارء حتى تقوم 
حشود المرابطة والمتطوعة في رباطات الثغور الساحلية بواجبها خير قيام .في التصدي لآي غزو 
محتمل , فبالرغم من تقديره للعلماء والأدباء . فقد قام بنفي الشاعر أحمد بن مد بن البئي من 
إحدى رباطات الساحل بجزيرة ميورقة لتطرفه في هجائه وعدم تحفظه في سلوكه » لحرص أمير 

البليار الشديد على أمن البلاد وسلامتها وتلاحم قواهال" . خاصة بعد أن أعلن البابا أوربان 
الشاني الحرب الصليبية على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في بمجمع كليرمون 


44 مد وو لم0 


دور البليار في كبح جماح الزحف الصليي 

بينما كانت جزر البليار تنعم بالاستقرار والازدهار والقوة والمنعة تحت حك أميرها مبشر 
ابن سلهان ناصر الدولة!" » وقعت في بلاد المشرق الإسلامي أحداث خطيرة قدّر لها أن تكون 
المفجّر للحروب الصليبية التي عمّت بلاد المشرق والمغرب الإسلاميين. فقد استغلٌ البابا أوربان 
الثاني 11 10595 استغاثة الامبراطور البيزنطي اليكسوس كومنين بالبابوية » لمساندته في وقف 
اجتياح سلطنة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى للأقالم الشرقية للامبراطورية البيزنطية ‏ وقام 
بدعوة ممثلين عن كافة القوى المسيحية في أوروبا بمساعدة الحركات الدينية وعلى رأسها الحركة 
الكلونية إلى مجمع ديني عقد في كليرمون في بلاد الفرنجة . أعلن فيه الحرب الصليبية على 
المسلمين في مشارق الأرض ومفغاربها 488 ه - ١٠١50‏ م!'. وانطلقت الجحافل البربرية المضلّلة 
المعبأة بالحقد . في حملات برية وبحرية متتابعة على بلاد المشرق والمغرب الإسلاميين تلبية لنداء 





."”140 - الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص77 2 و ص64"‎ )١( 

وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص "75-5 . 

والعماد الأصفهاني : : خريدة القصر وجريدة العصرء ج”. ص 5309-5351 وج7. ص005 . وابن 
دحية : المطرب من أشعار أهل المغرب . ص ١54‏ . 

والسمعاني : الأنساب :ج١1‏ ص8 وحاشية رقم ١١‏ ». 

وأخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السلفي . ص87 . 

والمقري : نفح الطيب » عج”"'ء ص87 . وج؛ ء. ص ١50؟‏ وحاشية ١١‏ » ص758”. 
(1) مجهول المؤلف : أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس/ترجمة وتقديم د . حسن حبشي : المقدمة . ص١‏ وما 
بعدها. وص7١.‏ 
(؟) الفتح , بن خاقان : قلائد العقيان. ص"/ا. 

وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ” . ص 175 . 

والمقري : نفح الطيب ٠ج١اءصفه”.‏ 
(4) مجهول المؤلف : أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس . ترجمة وتقديم د. حسن حبشي ص7١‏ وحاشية 
«؛». ود. سعيد عاسُور : أوروبا العصور الوسطى . ج ١‏ . ص 17"8 . 


"1 


البابوية('. واصطلت جزر البليار بنار هذه الحجمة الشرسة وجاببتها ببطولة خارقة وطاردت 
أساطيلها المدربة» الغزاة إلى عقر دارهم في غارات متلاحقة على ثغور بيزة وجنوة في إقلم 
ليجوريا بساحل إيطاليا الغربي . وعلى ثغور جنوب بلاد الفرنجة » وعلى جزيرة سردانية التابعة 
لبيزة » وعلى جزيرة صقلية النورمندية » ووصلت في غاراتها ومطاردتها للأساطيل الصليبية 
المنجهة إلى المشرق وقطع الطريق عليها حتى بلاد اليونان!"). وكان يساند أساطيل البليار في 
التصدي للأساطيل الصليبية » البحرية الزيرية في ثغر المهدية في إفريقية, التي نشطت فيها 
حركة الجهاد البحري في عهد يحيى بن تم 0.5-0.١‏ هد للك وللوم", يَفْغَلَ 
الأعداد الكبيرة من مسلمي صقلية النين لجأوا إلى إفريقية بعد اجتياح النورمان لصقلية 
الإسلامية واستيلائهم عليها''). وكان لهذا التعاون الوثيق بين البحريتين الإسلاميتين بمساندة 
المرابطين . أكبر الأثر على دعم كل منهما للأخرى في مواجهة الأساطيل الصليبية ودحرها 
وإشغالها في الجبهة الغربية0*). والحيلولة دون تقديم هذه الأساطيل لأي عون بحري فعّال 
للقوات الصليبية المتجهة إلى بلاد الشاء("2. مما اضطر هذه القوات إلى تجنب المسالك البحرية في 
حملتها الأولى على بلاد المشرق . والزحف على الطريق البري الطويل من بلاد الفرنجة وإيطاليا 
عبر البلقان إلى القسطنطينية ومنها إلى بلاد الشام عبر آسيا الصغرى , مما كان يعرّض هذه 
القوات إلى خسائر كبيرة واشتباكات عديدة مع مختلف الشعوب على طول الطريق قبل أن تصل 
منهكة إلى ساحل الشام . ودون أي سند بحري فعال!"), مما حدّ من قدراتها وضيّق من نطاق 
عملياتها ومكّن معظم ثغور الشام الساحلية من الصمود فترة طويلة واستنزاف القوات المفيرة [8) 
في وقت كانت فيه الجبهة المشرقية أحوج ما تكون فيه إلى التاسك والصمود". 
(1) أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس . المقدمة , ص 0 . وأوروبا العصور الوسطى ج ١‏ . ص 158 - 458 . 
() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص؟١31-*١31.‏ 

وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص .51١- 15١١‏ 
(؟) ابن عذاري : البيان المغرب, ج١.‏ ص5.-080.”. 

وابن خلدون : العبرء ج5 . ص 9596-7257 . 
(؛) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس » ص 8١‏ . 
(5) ابن الأثير: الكامل؛ ج١٠‏ . ص .08 51١.‏ . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار, 
ص لاه - ١١١‏ والملحق « ه » . ص 786 . 

ود. مود علي مكي : وثائق جديدة عن عصر المرابطين . صا١١1‏ -0179 2 164. 
(3) بجهول المؤلف : أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس . ص .1١6 , 8١-19‏ 
(0؟) المصدر السابق: ص8١‏ , 195 .1١6,28٠-‏ 
(م) ابن الأثير: الكامل, ج١37‏ صن .2*0 11ل 1#" 23505 .41١‏ 
(ه) مجهول امؤلف : أعمال الفرنئجة وحجاج بيت المقدس. ص75 وحاشية «؟ ». 

وابن الأثير: الكامل. ج١٠‏ . ص50 - 5078 . 


3310 


لقد كان للجهاد البطولي لأساطيل البليار ضد الأساطيل الصليبية ومطاردتها وقطع الطريق 
عليها والإغارة على ثغورها"' ببساندة أساطيل بني زيري في إفريقية!") وبدعم من المرابطين في 
ثغور شرق الأندلس وثمال بلاد المغرب الأقصى !؟) .أثر كبير على كبح جماح الزحف الصليي » 
وإشفال معظم الأساطيل الإيطالية والفرنجية في الجبهة الغربية , لهذا لم تتمكن من الوصول إلى 
ثغور الشام المحاصرة , لمساندة القوات البرية الصليبية في اجتياحها . سوى أعداد قليلة من 
السفن الصليبية ؛ وكانت تولي الأدبار عند تعرضها لأي خطر ء وسرعان ما تنهار لدى مجابهتها 
لأي اشتباك/؛). وكانت من القلة وضعف الإمكانيات إلى حد كانت فيه بحاجة دائّة إلى قوات 
برية لحمايتها في مرامي الشام!*!. ما ساعد على صمود معظم ثغور الشام الساحلية واستنزاف 
القوات الصليبية التي ظلت حبيسة في الشريط الساحلي الضيق فترة من الزمن!" تماسكت فيها 
الجبهة الإسلامية في بلاد المشرق قبل أن تتسلل القوات الصليبية إلى داخل بلاد الشام وترسّخ 
أقدامهم فيها , لهذا ما إن عمّت الصحوة الإسلامية أرجاء المشرق حتى كان من السهل التصدّي 
للغزاةل") والقضاء على الإمارة الصليبية في الرها(*) وثغر عسقلان ما زال صامداً!'). 

ونظراً للا أسهمت فيه أساطيل البليار وبني زيري في ! فريقية بمساندة المرابطين من دور كبير 
في كبح جماح الغزو الصليبي على بلاد المغرب والمشرق الإسلاميين؛ لتحم هذه الأساطيل 
بالسالك البحرية عبر البحر المتوسط ٠‏ فقد أصبحت الهدف الرئيسي للحملات الصليبية تحت عم 





- وابن خلدون: العبرء ج1ء ص١145-15.‏ 
وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص 75-551١‏ 558 781. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص؟١5-1١37.‏ 
وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص .5١١-5١١‏ 
(؟) ابن عذاري: البيان المغرب . ج١.‏ ص7٠"‏ - 308 . 
وابن خلدون : العبرء ج35 , ص50" -9596. 
(") ابن الأثير: الكامل. ج١٠‏ . ص 57.0 .11١٠‏ والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ 
ص40 - ١١١‏ وملحق « 0 » .ص 886 . ود . مود علي مكي : وثائق جديدة عن عصر المرابطين » 
ص/؟١59-1١801ه6١.‏ 
(؛) مجهول المؤلف : أعمال الفرنئجة وحجاج بيت المقدس . ص 9 - .4٠0‏ 
(ه) المصدر السابق: ص .١١6‏ 
(د) ابن الأثير: الكامل, ج١37‏ ص ...”ل رسن #وس 09و لك 
() بجهول المؤلف : أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس . ص 1860-1١‏ . 
وابن الأثير : الكامل؛ ج ٠١‏ ص5..01786 95230734" همك 2001457 5ءق0 
والكامل ج١١.‏ ص٠2:1‏ 58. 
وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص .١15- 1١14”‏ 
(م) ابن الأثير: الكامل, ج١1‏ . ص8؟ة. 
(و) المصدر السابق. ص ١88‏ . 


البابوية » وأصاب القراصنة الطليان والفرنجة والقطلان والنورمان غضب وحشي من إغارة 
أساطيل البليار والمهدية على ثغورهم والتعرض لأساطيلهم وشل عمليات إسنادهم للقوات 
الصليبية بساحل الثام'' التي كانوا يحصلون مقابلها على ثلث الغنتم بالإضافة إلى امتنيازات 
تجارية كبيرة من أي ثغر يتم الاستيلاء عليه بمساندتهم البحرية!"). وقاموا بالإغارة على المهدية في 
إفريقية وفشلوا في الاستيلاء عليها("). وظلت المهدية صامدة في وجه الغزاة حتى نهاية عهد 
المرابطين » النين ظلوا يقدمون الدعم والإسناد لبني زيري حتى انهارواء وانهارت معهم 
اللهديةأ*). ووجه الصليبيون الحملة تلو الحملة على جزر البليار إلى أن سقطت في أيديهم بعد 
دفاع بطولٍ مجيد وملحمة أسطورية من أروع ملاحم التاريخ الإسلامي ني الحوض الغربي للبحر 
الوا 

الحملات الصليبية على البليار 

تعرّضت جزر البليار طيلة عهد مبشر بن سليان ناصر الدولة لعدة حملات صليبية تمكن 
أهلها البواسل من التصدي لها ودحرها ومطاردة الغزاة إلى عقر دارهم , مما أثار نقمة البابوية 
على هذه الجزر الإسلامية التي كانت تقف كالطور الشامخ في وجه أساطيل أوروبا المسيحية 
مجتمعة وتطارد الأساطيل الصليبية عبر البحر المتوسط وتقطع عليها الطريق وتدمرها , وتغير 
على الثغور والجزر المسيحية في غرب البحر المتوسط ووسطه بجرأة منقطعة النظير» مما أعاق المد 
الصليبي في بلاد المغرب والمشرق الإسلاميين!", بعد إعلان البابا أوربان الثاني الحرب 





. 5.06 - 5.7 ابن عذاري: البيان المغرب. ج١ . ص‎ )١( 
. "86 - وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص 566 والعبر ج". ص5"‎ 
.1١8-1١5؟ص والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 
.51١١- 5١١ وحمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص‎ 
» ود. أجد مختار العبادي ود . السيد عبد العزيز سام : تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس‎ 
.,56860-؟15و7١١ ص‎ 
. (؟) ارشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص85"‎ 
.”.8- ابن عذاري : البيان المغرب. ج١ . ص05"‎ )( 
.١؟0ص‎ . ١1١ج والكامل‎ 31١ . 5*٠ ص‎ . ٠١ ابن الأثير: الكامل؛ ج‎ )1( 
ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ؟154-1.‎ )5( 
. 7١ ابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص‎ 
7+9 ض١ وابن عذاري:: .البيان: لغرب + ج‎ 
. 651 والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
.6086 , وابن خلدون : العبر. ج؛ . ص 06" وج”. ص87"‎ 
. 60 - الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص؟؟‎ (1) 
2 . "078 وأرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية. ص07-‎ 


"17 


الصليبية على المسلمين في شرق العام الإسلامي ومغربه'. وعندما أخفقت الحملات الصليبية 
الأولى على جزر البليار ء قام البابا باسكال الثاني !"' بإصدار نداء إلى القوى البحرية المسيحية 
في الحوض الغربي للبحر المتوسط بالتجمع تحت راية البابوية لحرب المسلمين في جزر البليار 
والاستيلاء على هذه الجزر العاصية 4.0 ه -1118/("). وما يدعو للدهشة عدم وجود أي 
ذكر للحملات الصليبيبة الأولى على البليار التي ردت عنها مدحورة حتى عام 
.٠ه‏ ه - 1115 في المصادر الإسلامية التي بين أيدينا مما يلجئنا إلى سد هذه الفجوة من 
المصادر اللاتينية والفرنجية والقطلانية والأسبانية التي لم تذكر عن هذه الحملات الفاشلة سوى 
النصوص المقتضية التالية : 


أ - حملة الكونت أرمنجول أمممعسعرم 

أنثارت المصادر القطلانية إلى حملة صليبية غامضة قام بها أرمنجول كونت أورجل 
« ورجله » !86:آ من إمارة قطلونية على جزر البليار » وكانت حملة فاشلة كما يتضح من النص 
التالي للمؤرخ الميورقي الباروكمبانير الذي يقول فيه : « بأن أحداثاً غامضة وخطيرة وقعت في 
جزر البليار أثناء حم مبشر بن سليان ناصر الدولة » ومن بين هذه الأحداث , حملة بحرية قام 
بها الكونت أرمنجول الذي يطلق عليه بعض المؤرخين اسم الميورقي 08م8]»1!0 8146 ؛ وقد 
توفي هذا الكونت أثناء قيامه بهذه الحملة ». ول يوضح كمبانير تاريخ هذه الحملة والضروف التي 
أحاطت بها ومصيرها. وأرجح بأن مسلمي البليار قضوا.عليها قضاء مبرماً . لهذا صمتت 
المصادر المسيحية عن ذكر أي تفاصيل عنها!"ا. 

ب -حملة الكونت رامون برنجار الثالث 


على البليار بالتحالف مع البيزيين 

تدّعي بعض المصادر الاسبانية اعتاداً على نصوص لاتينية بأن البيزيين استطاعوا بالتعاون 
مع قوات قطلونية بقيادة 0 قطلونية الكونت رامون برنجار الثالث 111 تعناقمءئء8 ممصمة8 
الاستيلاء على جزيرة ميورقة ؟0.0 ه - 8١١١م‏ وأن أمير قطلونية هو الذي تولّى قيادة هذه 
- وحمد عبد الله عنان: دول الطوائف. ص١١« .5١١-‏ 
)١(‏ مجهول المؤلف : أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس . ص١١‏ وحاشية «؛ ». 

ود. سعيد عاشور : أوروبا العصور الوسطى . ج١‏ . ص 17١‏ -14556. 
() البابا باسكال الثاني : تولى السدة البابوية ١١58-1١49‏ م (د. سعيد عاشور: أورويا العصور 
الوسطى . ج ١‏ . ص 551). 
(©) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص؟١1- 1١"‏ . 
(:) أرشيبالد لويس : القوى البحرية والتجارية . ص 308-195 . 
() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص *14-5. 


"14 


القوات التي كانت تتألف في معظمها من البيزيين . وتزعم بأن هذه الحملة أسفرت عن قتل أمير 
جزر البليار وأسر عائلته. وما لا شك فيه هو أن الرواية الآنفة الذكر ملفقة . وقد فتدها 
المؤرخ الميورقي الباروكمبانير وأثبت بطلاهال'2. وأرجح بأنا لم تكن أكثر من غزوة بحرية 
فاشلة قام بها البيزيون بالتعاون مع القطلان ‏ وبعد نجاحهم في الحملة الصليبية المؤتلفة الكبزى 
على البليار 504 ه - 11١١6‏ -11١1١1م‏ خلطوا بين أحداث الحملتين بشكل سافر لا يخفى على 
الباحث المدقق. نظراً للتقارب الزمني بين الحملتين؛ وسيتضح من سرد أحداث الحملة 
الصليبية المؤتلفة الكبرى اللاحق بطلان ما تدعيه المصادر الاسبانية عن هذه الحملة من 
اتتصارات وهمية!"). 

كما تؤكد مصادرنا الإسلامية التي أشارت إلى هذه الفترة بطلان هذه الادعاءات . ونجد في 
قلائد العقيان وصفاً لمعم جزيرة ميورقة والأمن والسلام احم على ربوعها تحت حك أميرها 
الشهم الشجاع مبشر ناصر الدولة في سنة 0.0 ه - ٠٠١5‏ م وهي السنة التي زار فيها الفتح بن 
خاقان صاحب قلائد العقيان جزيرة ميورقة ومدح أميرها مبشر ناصر الدولة الذي أحسن لقياه 
وأكرمه وآواه وعاش في رحابه وتحت كنفه في قصر الناصرية في سعادة غامرة . بعد هذه الحملة 
الفاشلة بعام واحدا"). 

وتجمع جميع المصادر التي تمكنا من الاطلاع عليها بأن جميع الحملات الصليبية على جزيرة 
ميورقة ردت عنها مدحورة حتى عام 008 ه - 0١١١1-1١1١1م,ء‏ الذي تمكنت فيه الحملة 
الصليبية المؤتلفة الكبرى من اجتياح ميورقة والاستيلاء على عاصمتها . وأن مبشر ناصر الدولة 
توفي أثناء فترة الحصار الذي فرضه الغزاة على « مدينة ميورقة » العاصمة قبل اجتياحها 
بحوالي أربعة شهورا»! . 


)١(‏ المصدر السابيق: ص 9و. 
() ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 4-15#؟1. 
وابن خلدون: العبرء ج 14. ص 0060". 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص ١١9‏ . والملحق «؛ ». ص ؟70. 
(©) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص 375 
والمقري: نفح الطيب . ج 1١‏ ص .3551١-5801‏ 
(؛) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاءء ص 14-17 . 
وابن القطان: جزء من نظم الجمان, تحقيق د. مود علي مكي. ص ١؟.‏ 
وابن عذاري : البيان المغرب , ج .١‏ ص 8.". 
والحميري : الروض المعطارء ص 0517 . 
وابن أني زرع: روض القرطاس . ص 75 . وص 87 طبعة الفلالي. 
وابن خلدون: العبرء ج 14. ص 868”. وج 53 ص 8807. 
والقلقشندي : صبح الأعثى . ج 68. ص 505 . 


لحلض 


ج - الحملة الصليبية النورمندية على البليار 

بقيادة سيجارد الأول ملك النرويج 

بينما كانت بلاد الشام تتعرض لعدوان الحملة الصليبية الأولى ٠‏ التي نت حتى عام 
7 ه- 6١٠1م‏ في اجتياح معظم الثفور الساحلية الحصينة!'!, أبحر في نفس العام من 
سواحل النرويج على رأس أسطول بحري كبير الملك سيجارد الأول 1 54هنهة5 ابن ماجنوس 
الثالث 111 ناههة84 في طريقه إلى ساحل الشام لمساندة القوات الصليبية!" 2 تلبية لنداء البايا 
أوربان الثاني 11 2هطنا في محاربة المسلمين في مغرب العام الإسلامي ومشرق!"). 

وبعد أن قضى الملك النورمندي فصل الشتاء في ا نجلترا ء توجه على رأس أسطوله جنوباً نحو 
ساحل جليقية 6811618 في شمال غرب شبه جزيرة ايبرية » وبالرغم من تظاهره بمظهر الفارس 
الصليي الذي نذر نفسه لمحاربة المسلمين » إلا أنه كشف عن خبيئة نفسه , واتخاذه المظهر الديني 
الكاذب ستاراً للنهب والسلب » فقد اختلق ذريعة لتبرير مهاجمته لقصر حام مقاطعة جليقية 
المسيحية التابعة لمملكة ليون وقشتالة الاسبانية » ونهب القصر والمنطقة المحيطة به على رأس 
قوة بحرية مولة في ستين سفينة » وبعد أن جمع ما أمكنه من الغناتم توجه نحو ساحل الأندلس 
الغربي المطل على المحيط الأطلسي . وهاجم مدن شنترة 018458 ولشبونة « أشبونة » «مطكذآ 
وقصر أبي دانس لهدمك مومعو لوا . 

و نكن هذه القواعد قد خضعت بعد للحك المرابطي » فبالرغم من قضاء المرابطين على بني 
الأفظس حكام غرب الأندلس في عصر ملوك الطوائف!*! واستيلائهم, على بطليوس عاصمة 
مملكتهم منذ عام 88 ه - ٠١55‏ م., إلا أمم لم يتمكنوا من الاستيلاء على شنترة وأشبونة 
وقصر أَبِي دانس وبقية القواعد الإسلامية في غرب الأندلس حتى عام 504 ه - ١١١1م‏ على 
يد القائد سير بن أبي بكر اللمتوضى!". 

.وكان لعزلة قواعد غرب الأندلس قبل الفتح المرابطي أكبر الأثر على إقدام سيجارد الأول 


> والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١١5‏ . والملحق «؛ » ص 5075 -*572 , والملحق 
«ه»ءاص هم؟. 

)١(‏ ابن الأثير: الكامل, ج ٠١‏ . ص 5350 وما بعدها. 

.54 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص‎ )١( 

() مجهول المؤلف : أعمال الفرنئجة وحجاج بيت المقدس . ص ١7‏ وحاشية 4 » ود . سعيد عاشور : اوروبا 
العصور الوسطى » ج عدص 7#8؛ع-15"6. 

(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 56-1514. 

(ه) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص ١١8‏ . 

() مد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الأول. ص .37١‏ 


؟٠‎ 


على مهاجمتها ونهبها . وبعد أن عاث على رأس أسطوله في ساحل الأندلس الغربي عبر مضيق 
جبل طارق في طريقه إلى البحر المتوسط . وأثناء عبوره المضيق اشتبك في معركة بحرية مع 
أسطول إسلامي اضطر على أثرها إلى الابتعاد عن سواحل الأندلسسا" . 

وما إن ابتعد الأسطول الورمندي عن سواحل الأندلس حتى تراءت له جزيرة فرمنتيرة 
وونمعطمه5 إحدى جزر البليار الصغيرة » وبالرغم من أن مساحة هذه الجزيرة «ا” » ميلاً 
مربعا''' إلا أنها كانت فائقة الحصانة محاطة بسور منيع , وقد أعاقت تضاريسها الوعرة القوات 
البحرية النورمندية عن الرسو على شواطئها . بالإضافة إلى أن حامية الجزيرة المتحصنة في 
مرتفعات مولا الصخرية كانت تمطر سفن النورمان المغيرة بوابل من السهام والنبال والحجارة » 
وعندما يئس الملك سيجار الأول من اقتحام أسوار فرمنتيرة المنيعة بالقوة عمد إلى الحيلة وأمر 
مجبوعات من جنوده بالصعود إلى الصخور المطلة على أسوار الجزيرة وإطلاق الأسهم النارية 
وكتل الصخور علٍ, الحامية الإسلامية المدافعة عن السور الأول. 

وبعد جهود مضنية تمكن الرماة من فتح ثغرة في الأسوار الخارجية . عبرت منها القوات 
النورمندية بقيادة الملك سيجارد الأول إلى داخل الجزيرة . والتجأت حامية السور الأول بعد 
قتال عنيف إلى أحد الكهوف ء وقام البرابرة النورمان بوضع أكداس من الحطب على باب ذلك 
الكهف وأشعلوا فيها النار وقضوا على من فيه » وتقدمت القوات النورمندية نحو السور الثاني 
للجزيرة » وبعد هجمات متلاحقة وخسائر فادحة في الجانبين تمكنت من اقتحامه . وانطلق 
الغزاة كالوحوش الضارية يقتلون وينهبون ويحرقون » وتمكن الملك سيجارد الأول من الحصول 
على غناتم وافرة من جزيرة فرمنتيرة م يتمكن خلال حياته الطويلة من الحصول على ما ياثلها 
في ركميتها وقيمتها. وبعد أن استصفى هذا القائد البربري أموال جزيرة فرمنتيرة وأوقع 
بسكانها مجزرة وحشيةء أغار على أطراف جزيرة يابسة الجاورة وغادرها مسرعاً إلى جزيرة 
منورقة . وما إن جوبه بمقاومة ضارية حتى ابتعد عنها واتجه إلى جزيرة صقلية!" التي كانت 
تخضع للحك النورمندي منذ أن استولى عليها المرتزقة النورمان في جنوب ايطاليا في عام 
4 ه- ٠١6١‏ مء بعد قتال دام حوالي ثلاثين سنة(). وكان يحكمها آنذاك روجر الثاني من 
أسرة هوتفيل النورمندية!*2. التي أسهمت بدور كبير في الحملة صليبية الأولى , مما مكن 


. 55 الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
.488 لعام 1977. ص‎ ١١ دائرة المعارف الامريكية: ج‎ )'( 
57 (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
وما بعدها.‎ ١95 ص‎ .٠١ (؛) ابن الأثير: الكامل؛ ج‎ 
.720 ص‎ .١ (ه) ابن عذاري : البيان المغرب؛ ج‎ 
. 454 والوزير السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج 5 . ص‎ 


لخوض 


بوهمند أحد أمراء هذه الأسرة من تأسيس أول إمارة صليبية بساحل الشام ء له ولأعقابه في 
انطاكية 459 ه - 1١48‏ '. وفي جزيرة صقلية اصطنع الملك سيجارد ملك النرويج » لقب 
المحارب الصليي نفاقاً وتقورهاء وبعد أن استراحت قواته في هذه الجزيرة توجه على رأس 
أسطوله إلى ساحل الشام ليشترك في الجزرة الدامية مع قوات الحملة الصليبية الأولى 
.0 ه- 5١٠1م‏ . وكان لوصول هذه القوات البحرية النورمندية!"', بالإضافة إلى أسطول 
كبير من بلاد الفرئجة بقيادة « برتراند بن ريوند الصنجيلي » أكبر الأثر على سقوط ثغور 
طراباس وبيروت وجبيل وبانياس بساحل الشام في يد القوات الصليبية .4 هخ ١١١59‏ م, 


وسقوط ثغر صيدا 504 ه 2 .)(.111١‏ 


د - الحملة الصليبية المؤتلفة الكبرى على البليار 


أخفقت جميع الأساطيل المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط في تحقيق أي نصر حامم 
على أساطيل جزر البليار طيلة عهد مبشر ناصر الدولة وحتى عام 501 ه - ١١١4‏ م. وبالرغم 
من الغارات المتواصلة التي قامت بها الأساطيل الايطالية والفرنجية والقطلانية والنورمندية على 
ثغور جزر البليار وما أحدثته فيها من نبب وقتل وأسر ودمار» فقد ظلت هذه الجزر صامدة في 
وجه الغزاة ولم تتوقف أساطيلها عن الإغارة على ثغور ايطاليا الغربية وجزيرة صقلية 
النورمندية وجنوب بلاد الفرنجة وجزيرة سردانية وإمارة قطلونية, مما أعاق حركة المد 
الصليبي في بلاد شرق العام الإسلامي ومغربه!*. ولمذا قام البابا باسكال الثاني 
"1158-٠9‏ يإصدار نداء إلى جهورية بيزة كبرى ججمهوريات ايطاليا البحرية في عام 
7 ه - 1118 مء بقيادة حملة بحرية كبرى للاستيلاء على جزر البليار تحت إشراف رئيس 
أساقفة بيزة بيترومورسيني 5158 06 26010 « للقضاء على مسلمي البليار وتطهير البحر المتوسط 
منهم »لما كانوا يقومون به من أعمال نبب وتخريب على سواحل ايطاليا وبلاد الفرنجة وسردانية 
وصقلية واليونان الى 


٠ 


. 545 ص‎ .١ د. سعيد عاشور: اوروبا العصور الوسطى , ج‎ )١( 

.55 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(؟) ابن الأثير: الكامل, ج ٠١‏ . ص 508 - 495 . د . عاشور : تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب .ص 
ةا 

(:) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١-5٠١5‏ . وارشيبالدلويس: القوى البحرية 
والتجارية. ص 707-5075 . وشمد عبدالله عنان : دول الطوائف. ص .71١- 15١١‏ 

(5) د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج .١‏ ص .531١‏ 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١5 - ٠١١‏ . ودائرة المعارف البريطانية ج .ص 
وة؟ لعام 1555. 


أرقي 


وم تكن جمهورية بيزة بحاجة إلى مثل هذا النداء حتى تقوم أساطيلها بالإغارة على جزر 
البليار» فقد كانت مصالحها التجارية والأمنية تحتم عليها القضاء مائياً على هذا المعقل 
الإسلامي الخطير في غرب البحر المتوسط . الذي كان يحول دون إلقاء ثقلها في الحرب الصليبية 
فى بلاد المشرق» التي كانت تجني من الإسهام فيها مغانم وفيرة نظرا لحاجة القوات البرية 
الصليبية في جبهة المشرق إلى الاسناد البحري . وقد أصاب حكام هذه الجمهورية الإيطالية من 
الارستقراطيين والتجار والكهنة :هم جنوني وجشع رهيب للاستحواذ على ثروات بلاد المشرق 
الإسلامي'' . بعد أن وصلتهم الأنباء من جبهة المشرق ٠‏ بأن الجمهوريات الإيطالية التي تمكنت 
من الإسهام في الاستيلاء على بعض ثغور الشام . حصلت مقابل ذلك على ثلث الغنائم » بالإضافة 
إلى امتيازات تجارية عديدة!"ا. 


الاستعدادات الأولى 

للحملة.الصليبية المؤتلفة الكبرى: على البليار 

بعد أن أصدر باسكال الثاني نداءه إلى جمهورية بيزة البحرية بإعداد حملة كبرى على جزر 
البليار /0.1 ه - ١1١1م‏ دب النشاط في دور صناعتها مما مكنها من حشد ثلامائة سفينة في 
تغورها استعداداً للإغارة على البليارا"2. وتوالت عليها حشود المقاتلين من ثتى أنحاء ايطاليا 
للإسهام في هذه الحملة المرتقبة تلبية لنداء البابوية » وتتابعت الامدادات من رومه ومن 
لوكال") : وانهالت التبرعات على ججمهورية بيزة » وتعهدت البابوية بتغطية نفقات الحملة » واشترك 
مندوب من المقر البابوي في إعداد التجهيزات اللازمة يدعى برسون 80501 ؛, واستغلت 
جمهورية بيزة هذه الفرصة لفرض زعامتها على كافة الجمهوريات البحرية الإيطالية » وقامت 
بتوجيه دعوة إلى أهل جنوة للاشتراك في هذه الحملة » ولكن دعوتهم لم تلق استجابة!* » نظراً 
للمنافسة الحادة والعداء بين الجمهوريتين البحريتين الإيطاليتين!"2. ويذكر المؤرخ الاسباني 
خوان داميتو بأن أهل جنوة لم يردوا على هذه الدعوة بغير التمنيات الطيبة » وحرصاً منهم 
على رضاء البابوية تظاهروا بالرغبة في الاشتراك في هذه الحملة . وطلبوا مهلة سنة كاملة ٠»‏ حتى 





.1579 لعام‎ 1١١7 ص‎ ١١ دائرة المعارف البريطانية : ج‎ )١( 

(') د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى ج .١‏ ص 445. 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ؟١1-#١١.‏ 

(؛) قطعة من القصيدة الملحمية للشاعر لورنثو الفيروني - ملحق « 0 » من كتاب تخطيط تاريخي 
لجزر البليار. ص 5714 . 

(ه) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار ص ٠١”‏ . 

(1) دائرة المعارف البريطانية . ج ٠١‏ . ص ١١7‏ لعام 1535. 


ابضض 


يتمكنوا من تجهيز قواتهم » وظلوا يسوفون وم يشتركوا قط في هذه الحملة'" , وبالرغم من ذلك 
نجد أن بعض المؤرخين الاسبان يطلقون اسم « الجنويين » على الغزاة الايطاليين الذين اشتركوا 
في هذه الحملة!" . ومن الطريف أن يقع في نفس الخطأ بعض المؤرخين المسلمين ومن بينهم ابن 
الكردبوس الذي يذكر في أحد نصوصه ما يلي عام 504 هح 1١١0-1١١4‏ م:«اجتمع أهل 
بيشة (بيزة 0 وجنوة 08208 وعمّروا ثلائمائة مركب . وخرجوا إلى جزيرة يابسة من عمل 
ميورقة!"2.. ». أما ابن خلدون فقد ذكر روايتين أثار في الأولى منهما إلى اشتراك الجنويين 
في هذه الحملة!' » وذكر في الثانية « بأن طاغية برشلونة (رامون برنجار الثالث) هو الذي جمع 
الجموع ونازل ميورقة يل 

بينما يطلق ابن القطان اسم «الروم » على قوات الحملة الصليبية المؤتلفة على جزر 
البليار"' . ويشاركه في هذه التسمية ابن عذاري!") 0 الجغرا فيون المسلمون المعاصرون 
يطلقون على ثغور شمال غرب ايطاليا اسم « بلاد الرمانية »!*). وكانوا يميزون بين أهل جنوة 
وممعن 1" وأهل « بيجة » بيشة - بيزة » ا 1 ٠‏ وقد أصبح من المؤكد من المصادر الفر نجية 





)00( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.ء ص ٠١”‏ والملحق (6). ص 5714 . 

(؟) من بين هؤلاء المؤأرخين الاسبان خوان داميتو 238:60 1030 وديسكلوت 12650016 ونياريتي 
]36 , ويعلل الباروكمبانير: المؤرخ الميورقي ذلك . بأن أهل جزر البليار النين سبقوا عهده , كانوا 
يطلقون اسم الجنويين على جميع البحارة الإيطاليين ؛ دون أن يفرقوا بين أهل جنوة أو بيزة أو البندقية , كما 

يطلق المؤرخون الاسبان على جميع المسلمين اسم « موروس : 810505 » ( تخطيط تاريخي لجزر البليار: حاشية 

غلا ص .)٠١”‏ 

(؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ١١9‏ . 

(؛) ابن خلدون : العبرء ج 5 ص 5807 . 

)( المصدر السابق: ج 15 . ص 00". 

(1) ابن القطان: جزء من كتاب نظم الجمان / تحقيق د. مود علي مكي . ص 

(؟) ابن عذاري ي : البيان المغرب , ج 1١‏ ص 9008. 

(4) الزهري : كتاب الجغرافية. ص 20 ءوحاشية ١«‏ ». وص .١5868‏ 

(1) يذكر الزهري عن جنوة بأنها « من أعظم مدن الروم والافرنج .. »ثم يصف ملامح أهلها ويذكر انهم دلا 
يشبهون الروم في خلقتهم ». ومن شدة تائل ملاحهم مع العرب يزعم بأن أصلهم من العرب المتنصّرة من أحفاد 
جبلة بن الأيهم الغساني . ويدعوهم « بقريش الروم » لعراقتهم وبراعتهم في التجارة ؛ عبر البحر المتوسط بين 
سواحل الشام والاندلس : ويصفهم « بالشدة في البحر ». 

(الزهري : كتاب الجغرافية. ص لط -78). 

)٠١(‏ يدعو الزهري : بيزة باسم « بيجة » » ويصف تحصيناتها البحرية الحائلة وحصانة ثغرها ء ويعزو ذلك إلى 
خوفهم من غارات الأساطيل البحرية الإسلامية . ويصف براعة أهلها ني البحر وصناعة الأسلحة والمعدّات 
البحرية قائلاً: « وأهلها أشدّ الناس بأساً في الحرب وأكثرهم هندسة وحيلاً. وهم أقدر الناس على عمل 
المنجنيقات والأبراج... وفي قتال المراكب والرمي بالنفط . وهم قوم فيهم خيانة وسُوم وحدّة وشْدّة - 


54 


واللاتينية والقطلانية المعتمدة بأن قوات الحملة الصليبية المؤتلفة كانت تتتكون في معظمها من 
البيزيين » النين اشتركوا في هذه الحملة البحرية الكبرى بثلائمائة سفينة من أحجام مختلفة . كما 
أسهمت البروفانس في جنوب بلاد الفرنجة وجزيرة سعردانية التابعة لبيزة » وإمارة قطلونية 
والثغور والقواعد التابعة لما في انبوريش « امبورياس » ومونبلييه وأربونة « ناربون » » بقوات 
برية وبحرية في هذه الحملة , مما رفع عدد السفن التي اشتركت فيها إلى خسمائة سفينة!'. 

و/ أعثر على أي نص في مصدر إسلامي يحدد عدد السفن التي اشتركت في الحملة الصليبية 
الكبرى على البليار . باستثناء نص ابن الكردبوس الفريد الذي ذكر فيه بأن عدد السفن 
الإيطالية التي اشتركت في هذه الحملة . بلغ ثلاثمائة سفينة » وهو الرقم الذي أكدته المصادر 
اللاتينية والفرنجية والقطلانية » ولو أنه قصر هذا العدد من السفن على بيزة وحدها لكانت 
روايته في غاية الدقّة » ولكنه نسب هذا العدد من السفن إلى بيزة وجنوة!". وبالرغم من عدم 
اشتراك جنوة في هذه الحملة وما قامت به من جهود لتعويقها وإفساد استعداداتها. فقد نجح 
البيزيون في إعداد ثلامائة سفينة , وأصبحت جاهزة للإبجار ني مطلع ربيع الأول 
هد أوائل شهر أغسطس 1١86‏ .!"ا. 

خط سير الحملة من ثغر بيزة 

إلى ميناء بلانس في ساحل قطلونية 

بعد أن قت جميع الاستعدادات اللازمة لإبحار الأسطول البيزي المكوّن من ثلامائة سفينة 
إلى جزر البليار. منح البابا باسكال الثاني لواء البابوية (لواء روما الكاثوليكية) لقائد الحملة 
والمشرف على اعدادها بيترو مورسيني « بدرو بيزة »2158 06 56020 مصرّحا له باستخدامه ومنح 
« بركاته الرسولية » لقادة الحملة وجنودهاء وأذن لهم بالإبحار «لمحاربة أبناء هاجر الكقار 
القاطنين بجزر البليار »!*'! وفي مطلع ربيع الأول 508 ه الموافق السادس من شهر أغسطس 


وبأس ... » . ثم يذكر أنواع الأسلحة التي كانوا يستخدمونها في حروبهم لوفرة الحديد عندهم ؛ ودح سيوفهم 
بصفة خاصة التي كانت تفوق السيوف الهندية في جودتها ٠‏ ويصف فرسانهم المدرعين قائلاً : « وان الفارس منهم 
يتدرّع هو وحصانه حتى لا يظهر منه شيء ». ثم يذكر مدى براعتهم في التجارة بين بلاد الشام ومصر 
وا مغرب والأندلس . وما كان لديهم من سفن كبيرة شديدة الحصانة والقوة » خاصة الشياطي التي فاقت كافة 
أنواع السفن التي عرفت باسم « الغربان ». (الزهري : كتاب الجغرافية. ص 78). 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص .٠١*‏ 
)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ؟5١.‏ 
() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص 3٠١‏ . 
(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١5-٠١١‏ . والملحق « 5 » « قطعة من القصيدة 
اللحمية للشاعر لورنثو الفيروني » . ص 5074 

ودائرة المعارف البريطانية . ج /ا. ص 106 لعام ؟555١3.‏ 


56 


5مءأبحر الأسطول البيزي من خليج أرنوء واتجه غرباً نحو جزيرة سردانية , وأثناء رسوه 
في جزيرة سردانية التي كانت تتبع آنذاك لجمهورية بيزة» انضمت إليه قوات بريّة وبحرية من 
سردانية » وبعد أن استراح بحارة الأسطول في هذه الجزيرة » واصل الأسطول البيزي مسيرته 
غرباً تجاه جزر البليار» ويذكر الباروكمبانير « بأن بعض الأحداث التي وقعت أثناء مسيرة 
الأسطول البيزي عبر البحر المتوسط ؛ أدّت إل تعظيل هذه المسبرة والتوقف في الطريق إلى 
البليار عدة مرّات.. » دون أن يوضح هذه الأحداث التي يشير إليها . كما م يحدد الأماكن 
التي توقف فيها الأسطول البيزي(). ونجد بعض التوضيح للأحداث المثار إليها في إحدى 
المدونات اللاتينية تحت عنوان « حول غزو البيزيين لجزيرتي ميورقة ويابسة » حيث نجد ما يلي : 

« وفي يوم عيد القديس سكستو 510 535 (7 أغسطس ١١١5‏ م) أبحر أسطول بيزة المؤلف 
من ثلاثمائة قطعة بحرية من خليج أرنوء بهدف تخليص الأسرى المسيحيين من أيدي الكفار! 
ولدى وصوله إلى سواحل سردانية ألقى مراسيه في ميناء :طلهمه0 (الرأس الأبيض) , وهناك 
ديت الخلافات بين قادة الحملة وظهر تفرق أهواك ٠‏ فيذل أهل الخير والصلاح جهودهم من 
أجل القضاء على الفتنة وتوحيد الصفوف , واستقر الرأي على أن يعهد بقيادة الحملة إلى بعض 
القباطنة المهرة » وأن يتوجهوا فوراً إلى جزيرة ميورقة 16" . 

وفي أواخر ربيع الأول 508 ه ‏ الأول من شهر سبتمبر عام 1115 م رسا الأسطول البيزي 
على ساحل ظنه القباطنة البيزيون بأنه من سواحل جزيرة ميورقة » فنزلوا قواتهم وانطلقوا 
يقتلون ويخربون , ثم تنبهوا بعد ذلك ما ارتكبوه من خطأ حينما علموا بأنهم كانوا في أرض 
مسيحية تتبع لإمارة « قومسية » برشلونة ؛ التي كان يحكمها آنذاك رامون برنجار الثالث» 
وبعثوا بسفارة إلى قومس «كونت » برشلونة يعتذرون ويطلبون منه أن يشترك في الحملة 
الصليبية المؤتلفة ؛ ويضيف الباروكمبانير إلى ذلك . النص التالي . معللاً انضام الكونت رامون 
برنجار الثالث للحملة الصليبية المؤتلفة » الذي يقول فيه, ولا كان أمير برشلونة هو الضحية 
الأوى لما كان يقوم به المسلمون البلياريون من غارات وأعمال قرصنية فإنه لم يترد لحظة في 
قبول هذه الدعوة وأسرع إلى ميناء سان فيليودي جيشولز 5اه:ذنا© ع4ناناء8 ه58 : وهو الميناء 
الذي كان قد توجه إليه الأسظول البيزي بعد نزوله في بلانس 8120265» ومعه عدد كبير من 
الأساقفة ورجال الدين المسيحيين . والأمراء الإقطاعيين . وفرسان البلاطا©ا). 





)00( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١#‏ . 

(؟) فرديناند أوجيلي : ايطاليا المقدسة . الجلد العاشر - - طبعة البندقية سنة 177 - الملحق الرابع لكتاب 
تخطيط تاريخي لجزر البليار الذي يحمل عنوان « حكايات حول المآثر الرفيعة التي 211 
فتحوا مدينة ميورقة والمدن الأخرى المعادية ». ص 554 -8/ا؟. 

(؟) تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .١١6-1١4‏ 


لض 


اتفاقية سان فيليو دي جيشولز 

وانضمام قوات فرنجية وقطلانية للحملة المؤتلفة 

في أوائل ربيع الثاني 508 ه - التاسع من شهر سبتمبر 4١١1م‏ ء عقد اجتاع موسّم بين 
رامون برنجار الثالث كونت برشلونة وكبار رجال دولته مع كبار قادة الحملة البحرية البيزية . 
وفيه وصل الجتمعون إلى اتفاق مكتوب يقوم بمقتضاه البيزيون وحلفاؤهم أهل شبه الجزيرة 
الإيطالية بإسناد الرياسة الشرفية: وحمل الراية البابوية الكبرى (باللاتينية 
:عاناافاء17) إلى قومس برشلونة 28واءه83 06 00846 في كل العمليات العسكرية التي تقوم بها 
الحملة المؤتلفة ضد المسلمين البلياريين؛ ومقابل الشرف الكبير الذي أضفاه البيزيون على 
الكونت رامون برنجار الثالث , قام بتقديم وعد لقادة الحملة الصليبية المؤتلفة بأن يضمن لهم 
الحماية والأمن في جميع الأراضي التابعة لإمارته . بالنسبة لأنفسهم وأموالهم براً وبحراً . كما 
وعد بإعفائهم من أي رسوم أو مكوس » كما أعفى سفنهم من قانون الغرق » إذا ما تعرضت لأي 
عطب في سواحل بلاده('). وقد ألهب وصول الأسطول البيزي الحماسة في شتى أرجاء إمارة 
قطلونية والإمارات الفرنجية ما وراء جبال البرتات , وانضم إلى هذه الحملة جيوم دي مونبلييه 
ععلاءماهه84 عل دمن13لأنا0 واميركو دي نربونة ع«وطعدةل< عل معزرعمم وَالا مير رامون دي 
باس كه8 عل 0مصة8 وقومس أنبوريش كةأتنامط ة عل 00206 وراعوندو دي بالتيو 000 ناضدنة 8 
هنالة8 06 وعدد آخر من أمراء وكبراء بيزييه 8621615 ونيم 7111065 ومع هؤلاء عدد كبير من 
فرسانيم وأتباعم وحشود من المتطوعين من كل أنحاء البروفانس ٠‏ وتوجهوا جميعاً إلى ميناء سالو 
بحلدوا " . 


)١(‏ المصدر السابق. ص ٠١6١‏ - نشر هذا المستند بيفرير :816 تحت عنوان ذكريات وآثار اسبانيا 
الجملية - الجلد الخاص بميورقة. ص ١١١‏ رقم (؟). 

)١(‏ ملحق (؛) لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 511 نقلاً عن نص لاتيني من كتاب فرديناندو 
اوجيلي / ايطاليا المقدسة - الجلد العاشرت البندقية سئة ١777‏ / وعن قطعة من القصيدة الملحمية اللانينية 
للشاعر لورينثو الفيروني حول فتح البيزيين لجزيرقٍ يابسة وميورقة ونص القصيدة في كتاب 2]011:ة80 1ه 
الجلد السادس ص ١١5‏ , طبعة ميلانو بين سنتي 1707 - ١701١‏ (ني 50 بجلد) ‏ كما وردت في كتاب ايطاليا 
المقدسة / ملاح الجلد العاشر 177-١119‏ ). ويعتبر الشاعر لورنثو الفيروني صاحب القصيدة الملحمية حول 
فتح البيزيين لجزيرتي يابسة وميورقة من شعراء ومؤرخي بيزة المشهورين وقد أتم الكتاب اللاتيني الشهير الذي 
يعرف بامم ميوليشنيوس هداه1ط*11زة84 ءنان1ء ولهذا الكتاب بالإضافة إلى شهرته الأدبية قيمة تاريخية كبيرة 
لأنه من المصادر النادرة عن الحروب بين قوات قطلونية وبيزة وملوك وأمراء جزر البليار منذ عهد بجاهد 
العامري حتى بداية الفتح المرابطي لهذه الجزر . ويعتقد بأن مؤلف هذا الكتاب اللاتيني المشهور شخص يدعى 
«انريكو 50:10 » اشترك في الحملة الصليبية الكبرى على جزر البليار وكتب الروايات الأولى عنها . وتابع 
كتابتها من بعده لورنثو الفيروني (تجاهد العامري حاشية «؛ » ص .)١٠5١١‏ 


يغض 


سفارة مبشر بن سليان ناصر الدولة 

إلى قادة الحملة الصليبية المؤتلفة في ميناء سالو 

م يكن ناصر الدولة « السامي الحمم الحميد الشمم الكثير الفضائل والكرم » الذي اشتهر 
بيقظته وحذره'" : بغافل عن الأخطار الداهمة المحدقة بجزر البليار. فقد كانت سفن 
الاستطلاع في أسطوله البحري توافيه بأخبار تحرك الأسطول البيزي . كما أن عيونه وأرصاده 
في إمارة قطلونية كانت تبلغه بمعلومات وافية عن الحشود الصليبية الضخمة التي كانت تتجمع 
في ميناء سالو 0ا58!0 لمهاجمة جزر البليار. ويذكر المؤرخ البيزي ترونشي 78020 بهذا الصدد ما 
يلي : « ولا سمع الملك ناثاراي دي يولو و0601 2/328:8 (وهو تحريف لاسم ناصر الدولة مبشر بن 
سليان أمير جزر البليار) باقتراب الأسطول البيزي عقد اجتاعاً مع مستشاريه وقواده , وانتهى 
المجتمعون في هذا المؤتمر ء إلى التصمم والعزم على قتال المسيحيين بكل ما لديهم من طاقة . على 
أن ناصر الدولة أراد أن يصرف نظر قادة الحملة عن مهاجة بلاده » باتباع سياسة مهادنة بعض 
الشيء : فأرسل إليهم سفراء التقوا بقائد الحملة المؤتلفة ووعدوه بتسلم ما لديهم من أسرى 
المسيحيين , وكانوا يتجاوزون في ذلك الوقت ثلاثين ألفاً! كما أنهم عرضوا تعويضاً لقادة الحملة 
عما تكلفوه من نفقات . ووعدوا بإمدادهم بالمؤّن اللازمة لهم . حتى يعودوا إلى بلادهم » وذلك 
نظير الانصراف عن مواصلة الحملة » ولكن الزعماء المسيحيين رفضوا هذا العرض.. »0 , 
نلاحظ من النص الآنف الذكر المبالغة الواضحة في عدد الأسرى المسيحيين في جزر البليار ‏ فلا 
يعقل إطلاقاً أن يصل عدد الأسرى في جزر محدودة الإمكانيات إلى ثلاثين ألف أسير من سي 
الغزوات البحرية » ومن المؤسف أن مراجع حديئة يفترض فيها تحرّي الحقيقة . تذكر بأن عدد 
الأسرى المسيحيين النين وجدهم البيزيون في مطامير جزيرقي يابسة وميورقة بلغ عشرين ألف 
أسيرا"!! وهو رقم مبالغ فيه جداً اتخذه البيزيون ذريعة لتبرير هجومهم على جزر البليار . ونجد 
ذلك واضحا في إحدى المدونات اللاتينية التي تبرر الحملة البيزية على جزر البليار بما يلي : « في 
سنة 1114م فيا كانت بلاد المسيحية تستظل بظل البابا الأكبر باسكال الثاني 11 لدناوكةمء 
اشتعلت الحماسة المقدسة في نفوس أهلء بيزا وغيرها من مدن توسكانا 70568588 للقيام بعمل 
رادع ضد الخصي المدعو 7/222,20601 ناثاراي دي يولو (ناصر الدولة) ملك ميورقة . وكان 
طاغية . خبيثاً قاسي القلب ؛ يعامل الأسرى المسيحيين بقسوة بالغة ؛ حتى أن عدداً كبيراً منهم 


كانوا مودعين في مطامير سجونه يرسفون في الأغلال ويتعرضون لأشد ضروب التعذيب ملكا 


. ١5" ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء / تحقيق د . أحمد مختار العبادي . ص‎ )١( 
.37١7-5105 تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(؟) دائرة المعارف البريطانية . ج ١٠‏ . ص 400 لسنة 1١531‏ . 

(؛) ملحق «؛ » من كتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 554 . 


لض 


كما نجد نفس الذرائع والحجج الواهية التي اتخذها البيزيون ستاراً لتبرير عدوامم على جزر 
البليار في القصيدة الملحمية للشاعر لورنثو الفيروني التي يقول ني مطلعها ما يلي : « كان المسلمون 
الميورقيون قد كرروا غاراتهم من قواعدهم البحرية في جزر البليارء ضد سواحل ايطاليا 
وصقلية واليونان . محرقين في تلك الغارات ما يصلون إليه من مدن وقرى وحصون ومعابد, 
وكانوا يحملون معهم إلى بلادهم بعد كل غارة ؛ أعداداً كبيرة من الأسرى المسيحيين » ويسيئون 
معاملتهم إلى أبعد حد وبقسوة هائلة » وإزاء ذلك قام رئيس أساقفة بيزة بمناشدة البابا بأن يهب 
لحماية هؤلاء المسيحيين » وأن يسمح بتنظم حملة صليبية ضد أولئك الكقار! وأصغى البابا 
المقدّس هذا النداء واستجاب له » ومنح لواءه الخاص » لواء رومة الكاثوليكية , لمنظمي الحملة 
مصرحا هم باستخدامه , وشرع البيزيون في الاستعداد للحملة الكبيرة » ووصلت إليهم امدادات 
من شتّى أنحاء ايطالياء باستثناء جنوة التي وعدت بالإسهام في الحملة » ولكنها طلبت تأجيلها 
سنةء إلا أن أهل جنوة أصبحوا بعد ذلك من أكبر عناصر تعويق الحملة وإفساد 
استعداداتها »9 , 

والواقع أن الدوافع الرئيسية لحملة بيزة البحرية الكبرى على البليار كانت من أجل القضاء 
على منافس تجاري خطير وعدو رهيب » طاما أغار على ثغورها ء وتعرّض لأساطيلها . وأوقع 
الخسائر الفادحة في صفوفها'' . وكانت بيزة تتطلع إلى الهيمنة على البحر المتوسط واحتكاره 
لنفسها والتح في النشاط التجاري ؛ عبر سواحله من مغربه إلى مشرقه"". 


ومهما تكن الحجج التي تذرّعت بها جمهورية بيزة للاستيلاء على جزر البليارء فقد حرّكت 
أساطيئها لمهاجمة هذه الجزر » ولكن خطأ قباطنة الأسطول . وجهلهم بالطرق البحرية » جعلهم لا 
بيزون بين سواحل جزر البليار وساحل إمارة قطلونية المسيحية الجاورة! وهو خطأ لا يشرف 
المعلومات البحرية والخرائطية لملاحيهم ‏ النين م يتنبّهوا إلى أنهم على ساحل إمارة مسيحية » 
إل بعد أن ارتكبوا أعمال قتل ونبب واسعة النطاق في المنطقة المحيطة بميناء بلانس 818065 
القطلاني. ولكن هذا الخطأ الذي نشأ عن جهل قادة الأأسطول البيزي بالمسالك البحرية أدّى إلى 
نتيجة خطيرة! فقد انضمت إلى الأسطول الصليبي مائتا سفينة من إمارة قطلونية . ومن 
البروفانس في جنوب بلاد الفرنجة , بالإضافة إلى عدد كبير من الأمراء الإقطاعيين من القطلان 
والفرنجة مع فرسانهم واتباعهم ‏ كما وفر للصليبيين قواعد إسناد قريبة من ساحل إمارة 


)١(‏ قطعة من القصيدة الملحمية للشاعر لورنئو الفيروني - ملحق « 0 » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. 
ص 0/14. 
(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .7١7- 01١١‏ 
وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص .,5١١- 55١١‏ 
(؟) مجهول المؤلف : أعمال الفرنئجة وحجاج بيت المقدس / ترجمة وتقديم د . حسن حبشي / المقدمة . ص 5 . 


؟ 


قطلونية الجاورة لجزر البليارء ووقتاً كافياً لإعداد قواتهم وإصلاح سفنهم,. ووضع خطة 
الهجوم . واختيار الوقت المناسب لتنفيذهال" . 

وتجمعت تلك الحشود التي لم تكن تربطها رابطة سوى التطلع لنهب جزر البليار الإسلامية 
والاستحواذ على ثرواتها تحت ستار من الادعاءات الكاذبة , بحجة انقاذ الأسرى النصارى من 
مطامير سجون جزر البليار . والدفاع عن الكنيسة وتلبية نداء البابوية » بمحاربتها أعداءها من 
المسلمين . وكانت نقطة التجمع كما ذكرنا في ثغر سالو على ساحل قطلونية دا0!ة5: وم تكن 
هناك ثمّة قيادة حازمة تفرض سلطتها على ذلك اللفيف المتنافر من القوى العسكرية . وساعد 
اضظراية الحر وسو الأجوال الحوية عق إعاقة ترك القوات الحريةة وهل" الأساطيل 
المتجمعة في ميناء سالو فترة من الزمن!'. ولعدم توفر التسهيلات الكافية لتلك الحشود الكبيرة 
في ميناء سالو ناه/58: فقد قرر القادة العسكريون مغادرة ذلك الثغر والتوجه إلى برشلونة . 
وما إن استقر الجو المضطرب بعض الشيء . بعد وصول القوات المؤتلفة إلى برشلونة » حتى دبت 
الحماسة في صفوفها . مما حفز قادتها على إصدار الأوامر لقباطنة الأساطيل المؤتلفة بالتوجه إلى 
ثغر سان ماتيو 48160 ه58 في ربيع الثاني 504 ه - 74 سبتمبر 1١١14‏ م ء بعد أن قضوا ثلاثة 
أيام فقط في ثغر برشلونة , ثم غادرت الأساطيل ثغر سان ماتيو في طريقها إلى جزر البليار, 
ولكن ظروف الجو السيئة ردتها من جديد هذه المرة إلى مياه دانية التي كانت تسيطر عليها 
القوات المرابطية , مما اضطر قادة الحملة إلى إصدار أوامرهم بالعودة ثانية إلى ثغر سالو 
ناداة5 . ونزل الجنود طلباً للمن والماء » وأخيراً قررت قيادة القوات المؤتلفة العودة إلى 
برشلونة وقضاء فصل الشتاء هناك (؟). وقد أدت هذه التحركات التي سادتها الفوضى وعدم 
الضبط والربط .. لصعوبة السيطرة على أسطول ضخم مؤلف من عناصر متنافرة » إلى عودة 
عدد من سفن البيزيين إلى بيزة . كما فقدوا على الطريق بين سالو وبرشلونة عدداً كبيراً من 
السفن والرجال راحوا ضحية اضطراب البحر وعلو الأمواج . وفي برشلونة استقر سائر رجال 
الحملة . طيلة فصل الشتاء مشتغلين بإصلاح ما تشعّث من سفنهم . وقد أدى وجود عدد كبير من 
الجنود والبحارة في ثغر برشلونة إلى حصول مجاعة عمت أرجاء قطلونية » وقد قدم البيزيون 
مقادير كبيرة من الزاد والأطعمة من مخزون أسطولم لأهل المنطقة لتخفيف حدة الجاعة. 
بائعين إياها بالثمن أو مقايضة على بعض السلع والمتاجر!؟). وأثناء تجمع حشود القوات المؤتلفة 





.٠١6- 1١4 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
. ٠١ تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ )0( 
.5537-575 (؟) ملحق «؛ » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص‎ 
(نص لاتيني حول غزو البيزيين لجزيرقٍ ميورقة ويابسة) - وملحق « 0 » قطعة من القصيدة الملحمية‎ 
. 537١ اللاتينية للثاعر لورنئو الفيروني حول فتح البيزيين لجزيرتي يابسة وميورقةء ص‎ 
.55١ وملحق «ه ». ص‎ . ٠١7 (؛) تخطيط تاريخى لجزر البليار. ص‎ 


رض 


في ثفر برشلونة لقضاء فصل الشتاء » كانت هناك عشرون مركباً تقوم بمراقبة مياه جزر 
البليار» كما وصلت سفن من مونبلييه :16!»م]21082 لتعزيز قوات الحملة. وحاولت جنوة 
التدخل لإعاقة الحملة البحرية المؤتلفة بالتنسيق مع مبشر بن سليان ناصر الدولة أمير جزر 
البليار » وقامت بارسال البرتو الجنوي كسفير للأمير مبشر بن سليان » الذي قام بزيارة لجزيرق 
ميورقة ومنورقة بصفته عدواً لأهل بيزة وصديقاً للمسلمين! ولكن هؤّلاء ارتابوا فيه على الرغم 
من تودده إليهم فردوه عنهم بغلظة وجفاءء وحينئذ انضم إلى الحملة الراسية في مياه 
قطلونية!'' . وكان موقف القوات المرابطية في ثغور الأندلس الثمالية الشرقية مشرفاً كعادتها 
دائًاً » فقد بذلت كل الجهود الممكنة وقدّمت أفدح التضحيات لإجهاض الحملة الصليبية في 
مهدها بساحل قطلونية للحيلولة دون إغارتها على البليار”'" . 


موقف القوات المرابطية في ثغور الأندلس 

من الحشود الصليبية 

كان المرابطون البواسل ذروة في التضحية والفداء . ومثلاً أعلى يحتذى في الدفاع عن 
الإسلام . فقد بذلوا كل الجهود وقدموا كل التضحيات دفاعا عن الإسلام والمسلمين في مواجهة 
الهجمة الصليبية العاتية على غرب العام الإسلامي . وكانوا يعتبرون جزر البليار خط الدفاع 
الأمامي عن شرق الأندلس . وسدًا منيعاً في وجه الأساطيل الصليبية ‏ لهذا م يتعرضوا لأميرها 
مبشر بن سلهان ناصر الدولة لبسالته في الدفاع عن عمله , مما كان يحول دون إقدام جمهوريات 
ايطاليا البحرية على الاقتراب من ثغور الأندلس الشرقية!"". ولم يكن أمير المسلمين علي بن 
يوسف بن تاشفين بغافل عن الدور الهام والخطير لجزر البليار» وما يشكّله سقوطها في أيدي 
القوات الصليبية من خطر داهم على شرق الأندلس"'' . لهذا ما إن نزلت قوات الحملة الصليبية 
المؤتلفة الكبرى بساحل إمارة قطلونية في أواخر ربيع الأول 508 ه - سبتمبر 11١4‏ مء حتى 
انطلقت الحملات المرابطية من ثغور الأندلس الشرقية ومن الثغر الأعلى الإسلامي لتشتيت هذه 


. 55١ ملحق «ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
.04 .ص‎ 5٠ ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصني / ترجة رقم‎ )١( 
وجمد بن مد الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة لكتاني الموصول والصلة/ السفر الأول/ القسم الأول ؛ ترجمة‎ 
.78- رقم ثلاء ص 7لا‎ 
. 88-15 وابن أبي زرع : روض القرطاس , طبعة الفلالي . ص‎ 
.581-58٠0 وملحق « 0 » ص‎ ١٠١ - 4! والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
وأمبروسيو هويني ميرندة : : تاريخ بلنسية الإسلامية . ص 58 . 5 - طبعة بلنسية 15390 م.‎ 
. 1080178 1597 9)اد. . مود علي مكي : وثائق جديدة عن عصر المرابطين. ص‎ 
. 77 (؛) مد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس / القم الأول . ص‎ 


تغرض 


القوات وتدميرها والحيلولة دون إبحارها إلى جزر البليار''' ؛ وكان من أبرز قواد هذه الحملات 
على إمارة برشلونة القائد المرابطي الباسل مد بن الحاج الذي ولآه أمير المسلمين علي بن يوسف 
ابن تاشفين عاملا على الثغر الإسلامي . بعد استيلاء المرابطين عليه في ذي القعدة 
*00 هح يونيو 011٠١‏ ): وأصبح منذ ذلك الحين من أعظم المعاقل الإسلامية في بلاد 
الأندلس في التصدي لإمارة قطلونية . وما فيها من حشود صليبية . وليس من باب الصدفة أن 
يستنهن عامل برقسطة محمد بن الحاج . أثناء حملة قام بها على إمارة برشلونة في شهر ربيع الأول 
هد سبتمير 4١١1م‏ 5 
الكبرى بساحل إمارة قطلونية'2. وتؤكد المصادر التي بين أيدينا بأن كبار ولاة الأندلس 
وقادتها من المرابطين الأساوس ف 3 الأعلى وقاعدته سرقسطة . وكافة ثغور شمال شرق 
الأندلس م يكونوا غافلين عن تلك الحشود الصليبية الي تجمعت في ساحل قطلونية استعداداً 
مهاجمة جزر البليارء ويقول ابن أبي زرع بهذا الصدد : « وكان مد بن الحاج من كبار قواد 
متونة » سار من بلنسية إلى سرقسطة , ودخلها وأخرج عنها بني هود وملكها , وكتب بالفتح إلى 
أمير المسلمين . وم يزل بها إلى أن خرج غازياً إلى برشلونة واستشهدء في سنة 
ه- 4١11م‏ وتخلّص القائد جمد ين عائثة في نفر بالحيلة .. وولّى أمير المسلمين مكانه أبا 
بكر بن ابراه بن تافلويت!*) 

ويدعو المؤرخون الاسبان المعركة التي استشهد فيها ابن الحاج عامل سرقسطة مع جماعة من 
كبار المجاهدين أثناء عودتهم من غارة على برشلونة باسم كونجيست دي مارتوريل 06 0805© 
061 بينما يدعوها المؤرخون المسلمون باسم « وقيعة البورت » (أي الباب) ‏ ويقول 
الأوسي المراكثي في ترجمة أحمد بن ثابت بن عبدالله العوفي ما يؤكد ما سبق أن ذكرناه عن 
اشتباك القوات المرابطية بالقوات القطلانية أثناء احتشاد القوات الصليبية في برشلونة في شهر 
ربيع الأول 504 ه - سبتمبر 1115ع!". حيث يذكر ما بلي : « واستشهد أحمد بن ثابت في 


.04 ابن الأبار : المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدفي , ترجمة رقم (10) ص‎ )١( 
وتمسد بن عمد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة لكتاني الموصول والصلة / السفر الأول /القسم‎ 
.48- 1/56 الأول / ترجمة رقم 075 . ص /الا -8ل. وابن أي زرع : روض القرطاس طبعة الفلالي . ص‎ 
.58٠0 وملحق (0). ص‎ ١٠٠١ - 507 والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
. 808 (؟) ابن عذاري : البيان المغرب , ج ؛ (قطعة من تاريخ المرابطين) تحقيق د . احسان عباس . ص‎ 
حمسدين مد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة لكتالي الموصولوالصلة / السفر الأول /القسم‎ )9( 
الأول شرجة ترق :43 عل 0 سوا‎ 
.1٠١8-1١ (؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
. 88 ابن أبي زرع : روض القرطاس » طبعة الفلالي . ص‎ )0( 
.1١؟9 د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين. ص‎ )1( 
.1١5-1١7 الباروكمبانير: تخطيط تاريخى لجزر البليار. ص‎ )0( 


فض 


وقيعة البورت . منصرف العساكر من غزو برشلونة مع أني عبدالله بن الحاج وابن عائشة وابن 
تافلويت ٠‏ وقتل ابن الحاج منهم . وذو الوزارتين أبو ا الحاج الطرطوثي دليل المسلمين 
في تلك الغزو.. » » بالإضافة إلى عدد آخر من القادة والتطومة سن يناي الأسلنى والقرمان 
المرابطين » وذلك في شهر ربيع الأول 508 ه - سبتمبر 01114" . ويؤكد هذه الرواية ابن 
الأبار في ترجمة ابراهم بن يوسف بن تاشفين » حيث يقول فيها ما يلي : « ولىّ مرسية لأخيه علي 
ابن يوسف أمير المسلمين , وكان عليها قبله أبو عبدالله المعروف بابن عائشة . ولاه أبوهما يوسف 
ابن تاشفين لأول ما تملكها . وم يك في قواده مثله بأساً وشدة في نصرة الدين .. وله على الروم 
وقائع جمّة إلى أن اعتل بصره في صدوره عن غزوه برشلونة »!"). 

و تتوقف الحملات المرابطية بعد وقيعة البورت (كونجيست دي مارتوريل 6ك 56ه028© 
إاه:دضة] في ربيع الأول 508 ه > سبتمبر 1115 م ء فقد واصل أبو بكر ابراهم بن تافلويت 
عامل الثغر الأعلى بعد ابن الحاج الحملات العسكرية على برشلونة ‏ في الوقت الذي كانت فيه 
الحشود الصليبية تحتشد في ساحل إمارة قطلونية بانتظار حلول فصل الربيع لتحريك أساطيلها 
نحو جزر البليار للإغارة عليها ء ويقول ابن أبي زرع في هذا الصدد : « بأنه بعد استشهاد حمد بن 
الحاج عامل الثغر الأعلى في معركة البورت التي سبق ذكرها . ولّى أمير المسلمين علي بن تاشفين 
مكانه أبا بكر ابراهم بن تافلويت . .وكان عاملاً على مرسية . فأجمع إليه من كان بها من الجند 
إلى جند سرقسطة ء وسار بها إلى برشلونة .فنازها وأقام عليها عشرين يوماً حتى هتكها وقطع 
مارها . وانجادها وقراها » فأتاه ابن رزمير (الفونسو المقاتل ملك ارغون) في جيوش كثيرة » ومن 
بسيط برشلونة وبلاد أربونة » فكانت بينهم حروب عظيمة مات بها خلق كثيرة من الروم 
واستشهد من المسلمين نحو سبعمائة »!" . 

يتضح من النص الآنف الذكر مدى الجهود التي بذها أبو بكر ابراهم بن تافلويت!'' عامل 


. جمد بن عمد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة / السفر الأول / القسم الأول‎ )١( 
ترجمة رقم 41 , دض 7 -8/ا.‎ 
.84 ابن الأبار: : المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدني . ٠ترجة رقم 10 .اص‎ )0( 
.84 ابن أبي زرع: روض القرطاس- طبعة الفلالي : ص‎ )( 
» (؛) أبو بكر ابراهم بن تافلويت « أبو يحيى المسوفي الصحراوي » من كبار أمراء المرابطين وعظماء قادتهم‎ 
تزوج من إحدى أخوات أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين. وكان أبو بكر مثلاً أعلى في الشجاعة‎ 
وتوي مناصب رفيعة في عهد المرابطين . وكان آخرها توليته عاملاً على سر قسطة كبرى قواعد الثغر‎ ٠ والكرم م‎ 
الأعلى ؛ وظل يدافع عن الثغور الإسلامية في مال شرق الأندلس» يغير حيناً على برشلونة ويتصدى حيئاً‎ 
.ماا١١-ه8٠ آخر لمملكة أرغون . إلى أن توفي‎ 

(ابن عذاري : البيان المغرب . ج 1 . ص 75-7١‏ وحاشية «؟ ». ص .3١‏ 

وابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 86 . وابن الخطيب : الإحاطة. ج .١‏ ص 1404 -4060). 


نفف 


الثغر الأعلى في الإغارة على إمارة قطلونية لتشتيت الحشود الصليبية التي كانت تتجمّع في 
ساحلها استعداداً للإغارة على البليار : ولإشغال أميرها «رامون برنجار الثالث » في الدفاع عن 
إمارته » لاجباره عن التخلّي عن الحملة الصليبية الكبرى . كما يتضح من هذا النص أيضاً , 
مدى التعاون بين الفرنجة القادمين من أربونة والقطلان وقوات مملكة أرغون تحت قيادة ملكها 
الفونسو المقاتل في التصدي للمرابطين!" . وبالرغم من الأخطار المحدقة بالثغر الأعلى الإسلامي 
وثغور شمال شرق الأندلس من مملكة أرغون التي م تتوقف عن الإغارة على هذه الثغور 
الإسلامية'"'. فقد ظل المرابطون يواصلون إسنادهم لجزر البليار المهددة بالاجتياح ؛ ول 
يتوقف هذا الإسناد عند حد الإغارة على إمارة قطلونية أثناء احتشاد القوات الصليبية في 
ساحلها . ولكنهم ظلوا يغيرون على إمارة قطلونية بعد توجه طلائع الأسطول الصليي إلى 
جزيرة يابسة في شوال 508 ه > مارس 6١١1م‏ وذلك لإجبار أميرها رامون برنار برنجار 
الثالث على الانسحاب من المعركة للدفاع عن إمارته . لتخفيف حدة الحجوم الصليي على جزر 
البليار!") 0 00 الإسبافي أمبروسيو هويثي ميرندة بأن المرابطين انتهزوا فرصة انشغال 


القطلان بالاشترا مع أساطيل بيزة في غزو جزر البليار » وقاموا با هجوم على برشلونة بدلاً من 

أرغون التي 1 أقرب إليهم وأشد خطراً عليهم . لإجهاض الحملة الصليبية على جزر 
4( 

البليار 7 . 

ا 


وقد بذل ابن أبي السداد عامل دانية وقائد أسطوها كل الجهود الممكنة في مطاردة الأساطيل 
الصليبية ومساندة حامية مدينة ميورقة المحاصرة”” . وبالرغم من الجهود الكثيرة والتضحيات 
ال هائلة التي بذلها المرابطون لوقف الاجتياح الصليبي على جزر البليار واجهاض الحملة 
الصليبية في مهدهاء فقد أبحرت طلائع الأسطول الصليبي من ساحل قطلونية للإغارة على هذه 
الجزر في شوال 408 ه - مارس 1116م" , وارتكب الصليبيون أبشع الجازر قبل وصول 
الأساطيل المرابطة إليها . بقيادة ابن تافر طاس الذي أعادها ثانية إلى حظيرة الإسلام!" . 


. ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 864 », طبعة الفلالي‎ )١( 
.100 ابن الخطيب : الإحاطة؛ ج ١ل ص‎ )١( 
.7581١-1580 وملحق «60 ». ص‎ .١١١ - 51 (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
م.‎ 190١ (؛) امبروسيو هويثي ميرندة : : ناريخ بلنسية الإسلامية ؛ ص 58 - طبعة بلنسية‎ 
ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 4؟1.‎ )5( 
والملحق «ه ». ص “م؟84-5؟.‎ 
الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ملحق «ه ». ص لالا؟ - 708 . (القصيدة الملحمية‎ (3 
. للشاعر لورنثو الفيروني)‎ 
.1١؟6-1١59 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفا,. ص‎ )0( 
- وابن القطان: جزء من نظم الجمان / تحقيق د. مود‎ . "١00 ص‎ . ١ وابن عذاري : البيان المغرب . ج‎ 


نارق 


تحرك طلائع الآساطيل الصليبية 

المحتشدة في برشلونة إلى جزر البليار 

لا يوجد أي ذكر للمعارك البحرية والبرية الأولى التي تصدى فيها أهل جزر البليار ببسالة 
للفزاة الصليبيين في المصادر الإسلامية التي بين أيدينا ء ولهذا سنعتمد بكل حذر على المصادر 
اللاتينية ‏ التي بالرغم من تحاملها وتزييفها للوقائع في أغلب الأحيان » فقد اعترفت بعنف 
مقاومة القوات البرية والبحرية الإسلامية في جزر البليارء مما لم يكن القوات الصليبية 
اللؤتلفة من إحراز أي نصر يذكر - إلا بعد مضي حوالي خمسة أشهر من شوال 008 ه - مطلع 
مارس 11١06‏ م إلى " ربيع الأول 605 ه - 58 يوليو ١118‏ مء مما يدل دلالة قاطعة على عنف 
وضراوة مقاومة مسلمي جزر البليار''. ويذكر الشاعر الإيطالي لورنثو الفيروني المناوشات 
البرية والبحرية الأولى من شوال إلى ذي القعدة 0508 ه - مطلع مارس إلى منتصف أبريل 
١م‏ قائلا : « .. ولم يكد شهر مارس يقترب حتى خرجت مراكب البيزيين متجهة إلى 
جزيرة يابسة 16128 : ولكن مسلمي الجزيرة هاجموا أول طلائع الجنود البيزيين النين نزلوا في 
سواحل جزيرتهم وقتلوهم عن آخرهم . ويشتبك الفريقان في قتال عنيف . ويهاجم البيزيون 
جزيرة فرمنتيرة 5071362]62 ويعملون فيها السلب والنهب ,ء ثم يعودون إلى يابسة ويتجدد 
القتال ويتمكن الإيطاليون من الاستحواذ على عدد كبير من الأسرى ومن الغناتم . . »7 . ثم 
يذكر نصاً آخر يشير إلى وصول مركبين بيزيين في مهمة غامضة لئغر بورتوني الصغير, الذي يقع 
جنوب غرب مدينة ميورقة الإسلامية عاصمة جزر البليار » دون أن يوضح دوافع ونتائج هذه 
المهمة فيقول : « .. وفي منتصف أبريل يصل مركبان بيزيان إلى بورتوبي 0.0086 في ميورقة 
ولكن خبر إنزال هؤلاء الجنود لا يغيب عن ملك الجزيرة الذي يبثُ سرايا الحراسة على كل 
سواحل جزيرته » ويدعو الملك هؤلاء الجنود إلى القدوم لحضرته باسطاً لهم الأمان.. » .وهنا 
يتجاوز الشاعر الإإيطال حدود المنطق ويقول متبجحا « .. ولكن القائد البيزي يرفض الدعوة 
ويبعث إلى الملك مهيباً به أن يقدم للقائه على ظهر مركبه! ويعرض عليه الملك أن يتفاوضا عن 
طريق رسائل مكتوبة » ويقبل القائد البيزي هذا العرض.. »! ولم يشر الشاعر الإيطالي إلى 
نوع المفاوضات التي جرت بين القائد البحري البيزي . وملك جزر البليار على حد زعمه. 





> علي مكي . ص ٠١‏ . والحميري : الروض المعطار ص 017 . وابن أبي زرع : روض القرطاس ؛ طبعة الفلالي . 
ص كلا /ام. 
وابن الخطيب : أعمال الأعلام / القسم الخاص بالمغرب . ص 5١68‏ . 
وابن خلدون: العبرء ج 1. ص 0060". وج 5 ص 80”. 
)١(‏ ملحق «ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار « القصيدة الملحمية للشاعر لورنثو الفيروني ». 
ص 308-5017 , 
(') المصدر السابق. ص57 . 


نايف 


ويعود ثانية إلى ذكر حملات القرصنة على أطراف جزر البليار الصفيرة!"" . 

يبدا ذلك بإشارة غامضة إلى تحرك القائد البحري البيزي من بورتوني 6م8010 بجزيرة 
ميورقة إلى جزيرة قبريرة 0305158 الصخرية الصغيرة , التي تقع على مقربة من ميورقة كبرى 
جزر البليار. ثم يذكر توجّه قائد الحملة البحرية البيزية من جزيرة قبريرة إلى ميناء بلانسة 
كاه في شمال جزيرة ميورقة » ويضيف إلى ذلك قائلا ‏ بأن سكان الساحل الثمالٍ لجزيرة 
ميورقة هربوا إلى داخل الجزيرة عند قدوم الأسطول البيزي إلى ثغر بلانسة 20116058 ومعهم 
قطعان مواشيهم . ويتجنب ذكر المناوشات البرية والبحرية التي دارت في شمال جزيرة ميورقة 
وأجبرت الأسطول البيزي على التراجع والتوجه إلى جزيرة منورقة حيث أنزل قواته إلى 
الساحل ؛ ويعترف الشاعر الإيطالي بتراجع القوات البيزية قائلا : « .. ثم يتوجّه القائد البيزي 
إلى جزيرة منورقة وينزل بعض الجنود إلى الساحل . ولكن فرسان المسلمين ومشاتهم يهاجمونم 
ويرغمونهم على الارتداد لسفنهم.. »!'' ثم ييرّر تراجع الحملة البحرية البيزية إلى ساحل قطلونية 
بتناقص مون الأسطول ثم يذكر ما يلي :« .. ويصل مركبان بيزيان إلى ساحل قطلونية ومعهما 
البشرى بقرب ورود إمدادات الرجال والمؤن من بيزة» ثم يصل بوسون المندوب البابوي , 
وينتهي أثناء ذلك فصل البرد . ويتوجه انون مركباً مشحونة بالرجال والزاد من بيزة إلى 
قطلونية إمداداً للحملة » وتمر أمام أنظار الجنويين الذين كان ينازعهم شعور بالحسد والإعجاب , 
كذلك يصل القنصلان دودون 80001 وآتو 440 ومعهما توصية من البابا بأن يعملا على !طلاق 
سراح الرعايا المسيحيين الأسرى في سجون جزر البليار . وهي المهمة التي سلّم البابا من أجلها 
لقادة الحملة رايته وشعاره »'"!! وانتهت بذلك مرحلة المناوشات الأولى للحملة الاستطلاعية 
البحرية البيزية التي م تحرز أي نصر يذكر ننيجة للمقاومة العنيفة التي جوببت بها برا وبجراً . 
ويشير الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني ضمناً إلى دور أساطيل جزر البليار في التصدي للغزاة 
الصليبيين قائلا : « .. وتسير دوريات من سفن الأسطول البيزي بحذاء شواطىء ميورقة . . وتقع 
اشتباكات بينها وبين المراكب الميورقية » يتبادل فيها الجانبان الطزية والنصر. . »'"" . 

ومهما يكن الأمر فقد اتتي مراحلة المناوقات الأول وأخذت القوات الصليبية الرئيسية 
تحتشد في ثغر برشلونة استعداداً لمهاجة جزيرة يابسة بجميع قواتها البرية والبحرية في خسمائة 
سفينة من مختلف الأحجام والأنواع!* . 





(1) تفن المصدرء ص 5907 . 

(؟) ملحق « 0 » (القصيدة الملحمية للشاعر لورنثو الفيروني ) . ص /اا؟ . 

(؟) المصدر السابق . ص /الا؟ - 308 . 

(:) نفس المصدر. ص ”78 . 

(0) ملحق «؛ » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار « حول غزو البيزيين لجزيرتي ميورقة ويابسة »: 
ص١0"‏ . وملحق « 0 ». ص58 . 


رض 


استيلاء القوات الصليبية على جزيرة يابسة 

انفرد ابن الكردبوس من بين المصادر الإسلامية التى بين أيدينا بإشارة عابرة عن استيلاء 
القوات الصليبية المؤتلفة على جزيرة يابسة يقول فيها : « اجتمع أهل بيشة « بيزة » وجنوة!!) 
وعمروا ثلامائة مركب وخرجوا إلى جزيرة يابسة من عمل ميورقة فغلبوها وسبوها وانتهبوها ثم 
انتقلوا إلى جزيرة ميورقة!'). بيئما تذكر المصادر اللاتينية والأسبانية تفصيلات وافية عن 
استيلاء القوات الصليبية على يابسة. ولكن بشكل غير موضوعي يثوبه التحامل الواضح 
والمبالغة السافرة في أغلب الأحيان , ومنها على سبيل المثال ما تذكره المدونة اللاتينية « حول 
غزو البيزيين لجزيرة يابسة » الي يرد فيها ما يلي : « في يوم القديس يوحنا المعمدان ١6‏ صفر 
و.ن ه - ٠١‏ يوليو ١١١6‏ م 1508)ن831 38[ 52 عادت القوات المؤٌتلفة إلى التجمع ف ميناء 
سالو ناماة5 بساحل إمارة قطلونية » ومن هناك بدأوا في التحرك في ظروف جوية مواتية » 
وكان على رأ الحملة بدرو رئيس أساقفة بيزة 2158 ناكل 26070 وبوسون 80507 مندوب 
الكرسي البابوي , وكبار الأمراء والقادة ؛ وتوجهت الحملة إلى جزيرة يابسة 16828 ورست 
مراكب الأسطول أمام عاصمتها التي تحمل نفس الامم , وهي مدينة مبنئية على جبل عال تحميها 
أسوار شائفة من كل ناحية . وأبراج مراقبة مشحونة بالرجال؛ وتحيط بها خنادق سحيقة 
فضلًا عن مياه البحر نفسها . 

واضطرب أهل المدينة عند نزول البيزيين إلى الشاطىء ‏ ولكنهم كانوا واثقين من قدرة 
مدينتهم الحصينة على الصمود . وتجمّع عدد كبير من محاربيهم مدججين بالسلاح . ودب اليأس في 
نفوس القوات الصليبية لما رأوه من قوة أهل يابسة وقدرتهم الفائقة على القتال. ولكن 
البيزيين صبروا على القتال وفرضوا الحصار على مدينة يابسة لمدة شهر كامل . وبالرغم من بلاء 
أهل يابسة ٠»‏ فقد اقتحم البيزيون المدينة في يوم عيد القديس لورنثو 1.0162720 588 في ١‏ ربيع 
الأول 005 ه - ٠١‏ أغسطس ١١١0‏ م »ء وأوقعوا بأهل مدينة يابسة مذبحة هائلة . واتبعوا ذلك 
بهدم أسوارها ودك حصونها وتخريب قصر الإمارة » وقذفوا بواليها الخبيث في قرارة السجن 
مكبلا بالأغلال جزاء وفاقاً من الرب القديس على ما ارتكب في حق المسيحيين !؟)! 

والنص الآنف الذكر موضوعي إلى حد كبير . لولا الفقرة الأخيرة ‏ التي يحاول فيها المؤرخ 





(1) سبق أن فندنا مزاعم اشتراك جنوة في الحملة الصليبية المؤتلفة الكبرى على جزر البليار لإجماع معظم 
المصادر المسيحية على ذلك . 

(الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١٠١).‏ 
(') ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د . أحمد مختار العبّادي . ص؟؟1 . 
(؟) ملحق « ؛ » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار/المدونة اللاتينية « حول غزو البيزيين لجزيرقي ميورقة 
ويابسة » . ص 50١‏ . 


يض 


البيزي تصوير جمهورية بيزة كمدافعة عن المسيحية » وأن العناية الإلهية تقود خطاها تدليساً 
ونفاقاً وتموباً لتغطية مآربها الدنيئة في الاستحواذ على ثروات جزيرة يابسة . أما لورنثو الفيروني 
المؤرخ الشاعر فيقول ما يلي عن الحملة الصليبية المؤتلفة على جزيرة يابسة : « وبعد انتهاء فصل 
البرد.. يخرج الأسطول (من ساحل قطلونية) بقيادة المركب الذي يستقله بدرو 560:0 كبير 
أساقفة بيزة » ويتزوّد في طريقه بالماء المستقى من نهر الأييرو 560 81 . وم يمض قليل حتى 
وصل الأسطول إلى يابسة وقد حمل الجنود معهم على ظهور السفن تسعمائة فرس . وجزيرة يابسة 
من أجمل جزر البحر وهي غنية بالموارد وافرة العمران ؛ أما عساكرهم ففي النهاية من القوة 
والبأس : وتحمي معهم الجزيرة زهرة فرسان بجاية وخيرة مقاتلي الأندلس » وقائد جيوش يابسة 
رجل ذو بأس شديد يدعى أبا المنذر ©8002 اناطى وكان نصراني الأصل من مدينة جرندة 
ددهةن'" . لم يأت الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني بجديد في نصه الآنف الذكر , الذي هائل ما 
سبق وأن ذكره المؤرخ البيزي عن الخطوات التمهيدية الأولى للاستيلاء على يابسة ووصفها 
ووصف حصونها ء باستثناء ما ذكره عن اشتراك فرسان من مجاية في المغرب الأوسط ومن 
الأندلس في الدفاع عن يابسة » فإن صحت هذه الرواية فمعنى ذلك هو وجود تعاون بين بني 
حماد في المغرب الأوسط ومبشر ناصر الدولة ؛ بالإضافة إلى وجود تعاون بين أمير البليار 
والمرابطين في الأندلس. وهو ما سبق أن أشرنا إليه'". ثم يواصل الشاعر المؤرخ لورنثو 
الفيروني وصف كيفية الاستيلاء على جزيرة يابسة يقول فيه ما يلي : «كان الظلام مخها على 
ميناء يابسة » بينما وصلت مراكب بيزة وكان مسلمو يابسة على استعداد للمواجهة . فم تكد 
المراكب تلوح لهم حتى قذفوها من أعلى أسوارهم بسهامهم التي كانت تحمل شعلا من القذائف , 
وفي اليوم التالي استخدم البيزيون آلات حصارهم ضد أسوار المدينة.. 206 . 

ويواصل الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني وصف العمليات العسكرية التي قامت بها القوات 
الصليبية لاا قتحام أسوار يابسة وحصونا قائلا : « واستطاعت إحدى الدبايات 26650000 نا أن 
تقترب من الأسوار . وني يوم القديس 7/1606 538 ” ربيع الأول 6505 ه- 58 يوليو 1١١6‏ م, 
)١(‏ ملحق «ه » لكتاب تخطيط تازيخي لجزر البليار. « قصيدة لورنثو الفيروني الملحمية » ص778. 
)١(‏ ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدني . ترجمة رقم 50 . ص04. 

وحمد بن مد الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة/السفر الأول/القسم الأول 
ترجمة رقم 5لا. ص 7 -08. 

وابن أبي زرع : روض القرطاس . طبعة الفلالٍ . ص هلا - 88. 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص17 - ١٠١١‏ وملحق « ه » ص 141١-78٠0‏ 
وص “581-8. 

وامبروسيو هويثي ميرندة : تاريخ بلنسية الإسلامية . ص28 17. 


(؟) ملحق «هة ». ص08؟. 


ايف 


اهار أحد الأبراج ونفذ البيزيون إلى داخل مدينة يابسة» وكان معهم رجل قطلاني من 
أصحاب الخبرة في استخدام أدوات القتال. وبدأت مذبحة هائلة في المسلمين. وم يكد البيزيون 
يستولون على الصف الأول من قلاع المدينة حتى شرعوا في الاستيلاء على الصف الثاني , وبالفعل 
تكنوا من اقتحام الأبراج وحاولوا تدمير الأسوار ء وني اليوم الثامن دكت آلات الحصار جانباً 
من السور ودمرت الأبراج الأمامية ؛ وف صباح اليوم التَالي نفذ الجنود من الثغرات المفتوحة 
في الأسوارء وهرب المسلمون إلى القلاع العليا » . 

وفي 4 ربيع الأول 004 ه - ه أغسطس ١١١56‏ م استولى الجيش المحاصر على الصف الثاني 
من القلاع » وتقدم المهاجمون وقتل أبو المنذر م26هن20 اناطه' بحربة اخترقت حنجرته, 
وعرض الوالي المسل!"! على الغزاة الاستسلام. فقبل البيزيون عرضه. وفي يوم عيد القديس 
لورنثو 05720.آ 592 ١7‏ ربيع الأول ه د١٠‏ أغسطس ١١١6‏ متم تسلم المدينة على أن 
يؤْمّن سكانها من المسلمين على أرواحهم . ورفعت أعلام بيزة المنتصرة على بقايا الأسوار. 
وشرعوا في سحق قلاع المدينة الباقية وتسويتها بالأرض . وحينما بدأ الغزاة في توزيع الغنئم 
ثارت خلافات شديدة نظرا لآن جمهور المقاتلين طالبوا بنصيب في الغناتٌ .. » . وبعد الاستيلاء 
على يابسة . ترك الصليبيون فيها حامية كبيرة وتوجهوا بقواتهم الرئيسية الضاربة في حسمائة 
سفينة إلى جزيرة ميورقة في 0؟ ربيع الأول 505 - ؟؟ أغسطس .02111١6‏ 

حصار مدينة ميورقة ومقاومتها الأسطورية 

أبحرت القوات الصليبية بعد استيلائها على يابسة إلى جزيرة ميورقة . وبعد يومين وصلت 
إلى سواحلها في يوم عيد القديس سان بارتولي #تهادامة8 ص5 (7؟ ربيع الأول 0.05 ه - ١4‏ 
أغسطس 6١١1م‏ . ورست سفن الأسطول على بعد ستة أميال غربي مدينة ميورقة عاصمة 
كبرى جزر البليار ؛ ونزلت القوات الصليبية المؤتلفة إلى البر وعسكرت في سهل على شاطىء 
البحر تغطيه أسْجار الصنوير". 


)١(‏ أبو المنذر :26 نال9 اناطى : قائد حامية مدينة يابسة . وقد سبق أن ذكره المؤرخ الشاعر لورنثو الفيروني 
ووصفه بأنه كان رجلا ذا بأس شديد (ملحق «ه » ص78؟). 
(1) تدعو المدونات النتيخية:قائد:خامية خزيرة يابسة الذي تصدى للحملة الصليبية المؤتلفة الكبرى بام 
وله وربا كان تحريفا لآبي نصر أو أبي ناصر. 
(الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص7١١).‏ 
(؟) ملحق «ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 304-578 . 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١٠.‏ وملحق «؛ » ص537. 
وملحق «هة ». ص ولا؟. 
(0) ملح « 0 » . ص 574 « القصيدة الملحمية للشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني ». 


ا" 


بينما يقول الباروكمبانير الميورقي بأن القوات الصليبية « نزلت إلى مرج فسيح تكسوه 
غابات الصنوبر على بعد ستة أميال شرقي مدينة ميورقة عاصمة جزر البليار وكبرى مدنها ». 
ويضيف إلى ذلك قائلاً : بأن كثيراً من التفاصيل التي وردت في المصادر اللاتينية عن هذه الحملة 
مت هما 1 وأضفى عليها الخيال والبعد عن الموضوعية هالة من العظمة لا نظنها 
تستحقهاء مما يقتضي الباحث التعامل بحذر مع هذه الروايات » التي تسم بالمبالغة والتحيّز 
واليعد عن الواقع في أغلب الأحيان!'). وهذه شهادة تستحق التقدير من مؤّرخ أسباني 
ميورقي . ومن المؤسف أن النصوص الوحيدة التي ذكرت هذه التفاصيل عن حصار مدينة 
ميورقة حتى سقوطها في أيدي القوات الصليبية هي المصادر اللاتينية . ونظراً لأن النصوص 
الإسلامية عن هذه الفترة مقتضبة إلى حد كبير ‏ واكتفت بالؤشارة إلى إغارة القوات الصليبية 
على جزيرة ميورقة ومحاصرة عاصمتها « مدينة ميورقة » حصاراً شديداً . حتى سقوطها النهائي 
وإبادة سكانها بعد مقاومة ضاريةا'). . . لهذا لا نجد أمامنا سوى المصادر اللاتينية لمعرفة أدق 
التفاصيل عن هذه الفترة الغامضة من تاريخ البليار. وسنحاول ما أمكننا استقصاء الحقائق 
الموضوعية من هذه المصادر ء ومن بينها القصيدة الملحمية للشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني الذي 
يصف الحشود الإسلامية المدافعة عن مدينة ميورقة . والاشتباكات الأولى مع القوات الصليبية 
بعد نزوها إلى الشاطىء مباشرة بشكل مقتضب . دون أن يشير إلى الخسائر التي أوقعتها 
القوات الإسلامية البحرية والبرية بالغزاة قبل أن يتمكنوا من النزول إلى البر والاقتراب من 
أسوار المدينة حيث يقول : « وبعد نزول القوات إلى شواطىء ميورقة أمر ملك الجزيرة بأن 
يحتشد أهل المدينة في السهل الذي نزل الغزاة بساحله لمنع القوات الصليبية من الاقتراب من 
وا مدينة ميورقة »6 

بينما تذكر المدونة اللاتينية البيزية ما يلي عن المناوشات الأولى في جزيرة ميورقة « وبعون 
الله توجهت الحملة بعد أن أعَت فتح 0 إلى ميورقة . فوصلت إلى سواحلها في (0” ربيع 
الأول ه هه 1 الط ا ٠‏ وفي اليوم التالي عقد القادة مجلس حرب ٠‏ تباحثوا 
فيه خطة القتال واستقر الرأئي على أن يشرعوا في هجوم مركز قوي على الساحل الشرقي » 


. ٠١8 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أعينان الخلفاء/ تحقيق د أجد مختار العبادي»‎ 0 
ص؟1551-15.‎ 

ابن القطان: جزء من نظم الجمان تحقيق د. مود علي مكي . ض 7١‏ . 

وابن عذاري : البيان المغرب . ج ١‏ . ص 00" . والحميري : الروض المعطار ص 6517 . 

وابن أبي زرع : روض القرطاس . طبعة الفلالي . ص 76 . 87 . وابن خلدون: العبرء ج1» 
ص 66" وج ص80" . والقلقشندي : صبح الأعى ج0 ص5ه؟. 
(؟) ملحق «ه ». ص7560؟. 


31 


وكانت مدينة ميورقة حصينة منيعة الأسوار والاستحكامات . ذات خنادق عميقة كثيرة تحيط 
بأسوارها , وفي اليوم الثالث اقترب البيزيون من أسوار المدينة والتحموا بقتال عنيف مع 
المسلمين . وألحقوا بهم خسائر فادحة والجأوهم إلى الفرار والاختباء وراء أسوار مدينتهم 
وإغلاق ابوابها و0 


يتضح من النص الآنف الذكر المبالغة والبعد عن الموضوعية وتجاهل قوة الخصم ومقاومته . 
وكأنّ الطريق نحو أسوار مدينة ميورقة كان ممهداً بالورود أمام قوات بيزة! التي يحاول المؤرخ 
البيزي أن يضفي عليها هالة من الجد الزائف والبطولة الخارقة التي لا تستحقها وكأنها القوة 
الوحيدة في ميدان المعركة . بينما نجد المصادر الإسلامية موضوعية إلى حد كبيرء فهي تشير إلى 
ضراوة المقاومة وحدة الاشتباكات قبل فرض الحصار على مدينة ميورقة, وما أبداه ملك 
البليار مبشر بن سليان ناصر الدولة من بطولة . وما قدمه من تضحيات قبل أن يتمكن الغزاة 


من الاقتراب من أسوار مدينة ميورقةا؟ا. 


أما الشاعر لورنثو الفيروني فلا يكتفي بإبراز بطولات قوات بيزة ‏ بل يشرك معها بقية 
القوات المؤتلفة في أمجاد وهمية , ويتضح ذلك من وصفه التالي للعمليات العسكرية الأولى « بعد 
نزول القوات الصليبية المؤتلفة لساحل ميورقة.. يعمل الفرسان على تفتيش الأرض خوفاً من 
وجود كمين متربص ثم يطاردون عدداً من فرسان المسلمين إلى نبع ماء عذب يدعى « لويدو 
وفننالآ .. وتقدم الجيش المؤتلف ونصب معسكره على مقربة من المدينة .. وشرع في مهاجمة 
السلمين المنتشرين في البسائط والسهول خارج أسوار المدينة » وقد اشترك في هذا القتال القائد 
القطلانٍ الذي كان يحمل أعلام فريقه وشعارهم . وكذلك قومس انبوريش 46 0806© 
كةذةنام18م الذي كان من قبل صديقاً وحليفاً للك جزر البليار المسام! وكان يحمل شعار برشلونة 
الفارس جيرارد ليانو 1,6708820 06,3506 . وبدت بطولة المهاجمين في كثير من المبارزات . فقد 
استطاع قومس برشلونة (رامون برنجار الثالث) أن يطعن أحد فرسان المسلمين برمحه المذهب 
فيخترق جسده بطعنة واحدة » وانسحب المسلمون ليحتموا وراء أسوار مدينتهم وأبوابيا 
الحديدية.. 5(6), 


)0 ملحق «0 » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار ص 517 « القصيدة الملحمية للشاعر المؤرخ لورنثو 
الفيروني ». 

(0) ابن الكردبوس : قطمة من كتاب الاكتفاء في أخبار الحلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي. 
ص55١1- ١١51‏ . وابن عذاري : البيان المغرب . ج١.‏ ص 080" . 7 
(؟) ملحق «ه». ص ١لا؟‏ - 51٠.‏ . 


لد 


المقاومة الأسطورية لحامية مدينة ميورقة الإسلامية في النصوص اللاتينية 

بالرغم من تحامل المصادر اللاتينية وتزييفها للوقائع » إلا أنها أمام البطولات الأسطورية 
التي أبدتها الحامية الإسلامية المدافعة عن مدينة ميورقة » اضطرت للاعتراف بضراوة المقاومة 
الإسلامية وبررت هزاءٌها بتآمر بعض القادة القطلان مع المسلمين من وراء ظهر قادة بيزة ‏ 
ونجد ذلك واضحا في المدونة اللاتينية . التي يقول فيها المؤرخ البيزي ما يلي : « .. ونصب 
البيزيون معسكرهم تحت أقدام الأسوار . إلا أن الوثنيين (المسلمين)! كانوا يناوشونهم القتال من 
حين لآخرء ولكن شجاعة أهل بيزة كانت تلقنهم في كل مرة درساً قاسياً موقعة بهم مقتلة 
عديفة . وتجلت براعة البيزيين في إقامة أبراج من الخشب ونصب مجانيق ثقيلة كانوا يمطرون 
منها الأسوار بوابل من القذائف » حتى ألحقوا أضراراً جسيمة بحصون المدينة وأسوارها , ومع 
ذلك م يتمكنوا من النفاذ إلى المدينة » إذ أن مقاومة أهلها المحاصرين كانت ضارية وكانوا 
يقاتلون باستبال فائق . وما أكثر ما استطاع المسلمون إحراق ما نصب من أبراج خشبية 
وتخريب مجانيق البيزيين , مما جعل حدّة القتال تزداد يوماً بعد يوم ولكن الله ما كان ليسمح 
بفشل أهل ملته (النصارى) إزاء أولئك الكفار! فقد سْدّ عزيمتهم وشحذ من بصيرتهم وأطمهم 
مواصلة القتال بمزيد من القوة والتصم على النصر.. 06" 

ويقول المؤرخ الشاعر لورنثو الفيروني في وصف الاشتباكات العسكرية أمام أسوار مدينة 
ميورقة ومقاومة حامية المدينة ما بلي : « بالرغم من الحصار الذي فرضته القوات المؤتلفة على 
مدينة ميورقة ء إلا أهم كانوا يخرجون بين الحين والآخر عدداً من فرسانهم ليهاجموا القوات 
المؤتلفة »ثم تشجع المسلمون فأخرجوا جيشاً كبير العدد . وكان على ميمنة الجيش القائد المسلم 
«الني عاضوا » وعلى المبسرة القائد قريش 0076 بقيادة ملكهم « أبي الربيع » ضوعن . 
والتقى الجيشان في معركة حامية الوطيس وأبلى المسيحيون بلاء حسناً. فقد مزق قومس 
برشلونة جيوش الأعداء المسلمين بعد أن ألقى في جنوده خطبة ملتهبة . كذلك كان لفرسان 
أنتؤريئن كة نم80 وروسيون «وزاء8055 » دور كبير في هزية الملمين, مما أدَى بم إلى 
اللجوء مرة أخرى للاحتاء وراء الأسوار .. »'". ويحاول الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني تبرير 


.518- ملحق «؛ ». ص737؟‎ )١( 

)١(‏ كان أمير جزر البليار آنذاك هو مبشر بن سليان ناصر الدولة ‏ وبعد وفاته خلفه أبو الربيع سلهان بن 
لبون (تاريخ الأندلس لابن الكردبوس . ص5؟١١).‏ على أنه يمكن أن يفترض أن أبا الربيع كان في ذلك 
الوقت قائداً للقوات العسكرية . أما بالنسبة للقائدين الآخرين اللذين يدعوهما الشاعر المؤرخ باسم قريش 
006 والنتي 12316 فلا يوجد في مصادرنا الإسلامية أي ذكر لما والراجح أنهما من القادة صحف الشاعر 
نهنا 

ع( ملحق « 6 ». ص ١578؟.‏ 


51 


هزائم القوات المؤتلفة بعدم تلاحم هذه القوات والتعريض بإخلاص القادة القطلان وعلى رأسهم 
أميرهم رامون برنجار الثالث » وإيهامهم بالاتصال سراً بالمسلمين لعقده معاهدة صلح » ويقول في 
هذا الصدد ما بلي : « .... ويحدث أن واحداً من قواد المسيحيين أدى به الضلال والخيانة إلى 
الكتابة سراً إلى ملك المسلمين , ويتلقى منه ردوده سراً . وكان ملك الأعداء يحاول أن يعقد 
حلفاً ومعاهدة صلح . غير أن الشرط الذي أجمع على فرضه قواد الحملة كان تسلم كل أسرى 
النصارى . وكان ذلك الملك المسلم الذي يدعونه ناصر الدولة 75222,206016 يعامل هؤلاء 
الأسرى بقسوة بشعة. وكان يقتل الكثيرين منهم , ولهذا فإنه م يكن مستعداً لقبول ذلك 
الشرط للعلا 

يتضح من النص السابى , تعريض الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني بالقادة القطلان واتصاطم 
سراً بأمير جزر البليار » ويعلق المؤرخ الميورقي الباروكمبانير على ذلك قائلا : « بأن قومس 
برشلونة (رامون برنجار الثالث)أقدم على الاشتراك في الحملة بقدر كبير من التجرد والوطنية » 
ولكنه لم تكد تبدأ عمليات الحصارء حتى وصلته رسائل من بلاده تذكر بأن الأمراء المسلمين 
الذين كانوا يحكمون المقاطعات الجاورة لبلاده في الأندلس قد انتهزوا فرصة غيابه . فقاموا 
بعمليات غزو لأراضي إمارته , وأنهم استولوا على مدينة تماريت ةمد » بل إنهم اقتربوا من 
العاصمة برشلونة!'!. وهكذا لم يعد أمام أمير قطلونية ومعه قومس أمبورياس #25ناوصة إلا 
أن يعود كل منهما لبلده لحمايته من هجوم القوات الإسلامية؛ ولكن البيزيين طلبوا إلى 
الأميرين أن يوجلا عودتبهما إلى بلادهما . ووعدوا بمساعدتهما.. »!"). أما بقية النص الآنف 
الذكر الذي ذكره الشاعر لورنثو الفيروني » فهو تكرار للادعاءات الزائفة بأن دافع بيزة لقتال 
مسلمي البليار هو إنقاذ الأسرى المسيحيين » وهو ادعاء كاذب ؛ فم يطلق البيزيون سراح هؤلاء 
الأسرى بعد تخليصهم من الأسر. وفرضوا على كل أسير منهم أن يدفع فدية مقابل إطلاق 
سراحه(؛)! 

وبعد أن يشيد الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني بالبطولات الزائفة للقوات الصليبية المؤتلفة » 
يصيبه الإحباط وييرّر تخاذل القوات الصليبية باستعدادات مدينة ميورقة الإسلامية. 
وضخامة معداتها العسكرية . حيث يقول : « .. وتمضي الأيام ويقرّب المسيحيون معسكرهم من 
أسوار المدينة » ويدخل إلى نفوسهم شيء من اليأس . حينما يرون عن كثب مناعة حصون 
المسلمين ومدى استعدادهم للقتال؛ ولتحمل أهوال الحصار . فقد تبين أن لديهم )3.0,٠٠0(‏ 





.581١- 58٠١ المصدر السابق: ص‎ )١( 

(؟) سبق أن ذكرنا قيام القوات المرابطية بهاجمة إمارة برشلونة . 
(؟) تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص5١٠.‏ 

(؛) دائرة المعارف البريطانية . جل ؛. ص 00؟ لعام 31935 . 


*1؟ 


مقاتل و )٠٠٠١(‏ فرسء ومائة آلة من العدد القوية لرمي القذائف الملتهبة لحرق أبراج 
الحصارء و )1٠٠١0(‏ من رماة النبل إلى عدد كبير من قاذفي الجانيق: ومئات الجانيق 
والقذائف المحرقة. . 16 . وتنكرر الهجمات على أسوار مدينة ميورقة وحصونها . ولكنها ظلت 
شاعفة تتحدى الغزاة ‏ النين يرسلون قوة عسكرية كبيرة لتعيث في جزيرة ميورقة فساداً , 
« بحثاً عن الغلال وقطعان الماشية حتى يستعين بها جنود الحملة الصليبية لطعامهم » »ثم تعود 
القوات المؤتلفة إلى تجميع صفوفها الممزقة من جديد.. «٠‏ ويقيمون أبراجاً من الخشب لكي 
يلقوا بقذائفهم منها . ولكن المسلمين استطاعوا أن يرفعوا على أسوارهم برجا صغيراً أدق حجماً 
وأطول قامة من أبراجنا مشدوداً بالحبال؛ ويصف فيه أحد رماة المسلمين . وأخذ يلقي بنبله 
على رماتنا الختبئين في الأبراج الخشبية » فأصاب منهم عدداً كبيراً ‏ غير أن بعض رماة الحملة 
الصليبية تمكنوا من قطع اثنين من الحبال التي كان يستند إليها برج الرامي المسم ء وخشي هذا 
على نفسه فتعلق بالحبل الثالث حتى نجا . وأخذت آلات الحصار تدك سور المدينة . حتى فتحت 
فيه ثغرة , وتقدم الجنود محاولين النفاذ من هذه الثغرة . ولكن دون جدوى , وحينئذ عمل 
القاذفون على توسيع الثغرة وتكرر اهجوم للنفاذ منها ء ولكنهم أصيبوا ببزيمة جديدة » وساء 
أمر المحاصرين المسيحيين بعد أن تفشت فيهم الأمراض ؛ ومات بعضهم من جراء ذلك كما 
جرح أحد كبار القواد البيزيين.. »!". واقترب فصل الشتاء ومدينة ميورقة تتحدى الغزاة, 
« .. ومضى المسيحيون وقد خافوا اقتراب فصل الشتاء يعملون دائبين على ترم آلات 
الحصار . وتشديد الهجوم برا وبحراً . وانتساف بسائط المدينة » وتدمير كل ما فيها من زروع » 
والحيلولة دون وصول المون إلى المدينة . وزادت ضراوة القتال. . » . ويحاول مبشر ناصر الدولة 
إنقاذ مدينة ميورقة التي أرهقها الحصار والقتال المتواصل.. ويبعث باقتراحات جديدة 
للتفاوض وإقرار السل؛ ولكنها لا تجد آذاناً صاغية.. مما زاد في عنف الهجمات 
الإسلامية ».. ففي إحدى الليالي تخرج فرقة من الميورقيين تحت ستار الظلام ٠‏ وتفاجىء 
الرماة البيزيين الذين كانوا يحرسون دبابة الحصار ‏ وهم نائمون بعد أن شربوا الخمر حتى الثالة » 
وقذفت هذه الفرقة بكتل من المواد المشتعلة في أركان الدبابة الخشبية . فإذا بالنار تلتهمها 
وتحيلها إلى رماد ء ويثير الحادث حفيظة المعسكر البيزي ؛ فيعمل البيزيون على بناء برجين 
جديدين من الخشب!"ا. 


.؟م١ص‎ .» ملحق «ه‎ )١( 


() المصدر السابق. ص١785-58.‏ 
(©) ملحق «5 ». ص551-518. 


دق 


مهاجمة القوات المرابطية لإمارة برشلونة 
لإجبار أميرها على سحب قواته 
قامت القوات المرابطية بحملات برية متلاحقة اجتاحت فيها إمارة برشلونة التي كانت 
معظم قواتها البرية والبحرية مشتبكة في قتال عنيف مع الحامية الإسلامية المدافعة عن مدينة 
ميورقة الإسلامية . وكانت قوات هذه الإمارة الإسبانية بقيادة أميرها رامون برنجار الثالث 
إحدى القوى الرئيسية في الحملة الصليبية المؤتلفة على جزر البليارء وقد لبّت القوات 
المرابطية في الثغر الأعلى وثغور شرق الأندلس نداء أمير البليار في مهاجة إمارة برشلونة 
(قطلونية) . حتى تتشنّت جهود المهاجمين ويجبر أمير برشلونة على سحب أسطوله وقواته المحاصرة 
لمدينة ميورقة للدفاع عن إمارته. وكادت هذه الخطة تنجح ء لولا ضغط بقية قادة القوات 
اللؤتلفة على أمير برشلونة واتهامه بالتخاذل والتفاوض مراً مع أمير البليار لعقد معاهدة صلح! 
ما اضطره لمواصلة القتال. والاشتراك في الاستيلاء على مدينة ميورقة!" . 
وكانت أساطيل البليار التي وجدت في ثغور هذه الجزر قواعد بحرية تلجأ إليها » تنقضٌ على 
الأساطيل الصليبية لتخفف ضغط الحصار على مدينة ميورقة. وتغفل مصادرنا الإسلامية 
المعارك البحرية التي اشتبكت فيها أساطيل جزر البليار مع الأساطيل الصليبية ‏ بينما 
تتجاهلها المصادر المسيحية ؛ وتشير إليها إشارات عابرة نستشف منها أن أساطيل جزر البليار 
تتوقف عن التصدي للغزاة منذ بداية الغزو الصليي . وحتى انسحاب القوات الغازية , ونجد 
إشارة واضحة إلى ذلك في النص التالي الذي ذكره الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني في ملحمته 
والذي يقول فيه ما بلي : 
« .. ويرسل الميورقيون عشرين مركباً حربياً إلى يابسة.. » ؛ وكان ذلك قبيل عيد الميلاد 
في وقت اشتدت فيه الحجمات الصليبية على أسوار وحصون مدينة ميورقة . وم يوضح لورنثو 
الفيرونى سبب توجه هذه السفن الحربية إلى يابسة . ثم يستطرد قائلا « .. ويعود مركبان من 
هذه المراكب إلى شواطىء ميورقة .. » , ويدّعي بأن سفن الحراسة البيزية تمكنت من الاستيلاء 
عليهما”"". ومهما يكن الأمر فإننا نستدل من النص الآنف الذكر بأن أساطيل جزر البليار 
الحربية كانت تتصدى للأساطيل الصليبية وتطاردها عبر البحر من ساحل جزيرة من هذه 
الجزر إلى أخرى . 
ويؤكد هذا القول ما ذكره لورنثو الفيرونيٍ في نص لاحى يقول فيه « .. وتسير دوريات 
من سفن الأسطول البيزي بحذاء شواطىء ميورقة متربصة بكل سفينة تقترب , وتقع اشتباكات 





)١(‏ تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص لاة -8و. .١١١ -1١١‏ وملحق «6 » ص؟787. 
0( الملحق «ه » . ص ”58 . 


بينها وبين المراكب الميورقة » يتبادل فيها الجانبان الهزية والنصر 76'. كما يذكر نصاً يقول 
فيه: « .. وتخرج من ساحل يابسة سفينة إسلامية متوجهة إلى بعض سواحل الأندلس وهي 
تحمل إحدى السيدات العربيات إلى بلدها ومعها ابن لها صغير السن فيهاججها البيزيون.. 
ويقتلون كل من عليها من بحارة مسلمين بعد أن حاولوا المقاومة » إلا أن البيزيين يرعون حرمة 
السيدة وابنها الصغير »(")! 

يتضح من النصوص القليلة التي ذكرها لورنئو الفيروني عن تحركات السفن الإسلامية في 
جزر البليار بأن أسطول جزر البليار ظلّ طيلة فترة الحصار الرهيب الذي فرضته القوات 
الصليبية على مدينة ميورقة يقاوم الغزاة ببطولة خارقة , بالرغم من تفوق القوات المعادية في 
عددها واستعداداتها » ما اضطرّ مبشر ناصر الدولة أمير البليار أن يرسل رسولاً إلى أمير دانية 
المرابطي يناشده إرسال عون بحري ممكّن حامية مدينة ميورقة من التصدي للغزاة » وتدعيم قوة 
أسطول جزر البليار الإسلامي . وقد تنبه البيزيون إلى هذه السفارة . وعلموا بنتائجها » بعد أن 
تمكنوا من أسر المركب الذي أرسله أمير البليار إلى دانية أثناء عودته بعد أداء مهمته . ويقول 
لورنثو الفيروني في هذا الصدد : « ويرسل الملك الميورقي مركباً خفيفاً إلى دانية وفيه مبعوث له 
يحمل رسائل إلى الأمير الداني مستصرخاً إياه وطالباً إليه إمداده بما يعينه على التصدي 
للحصار , ويجيبه أمير دانية بأنه قد جهرٌ له أسطولاً مزوداً بالرجال والعدة ومستعداً للإبحار في 
أقرب وقت.. » . ويضيف إلى ذلك ما يلي : « وتساق إلى المعسكر الصليي السفن الإسلامية , 
ومن بينها مركب دانية الذي حمل جواب أميرها 811816 (أبو طلحة) ء وفيه يعلن إليه أنه قبل 
أن ينتهي الشهر فإن الإمدادات سوف تصل إليه.. »(). ويذكر ابن الكردبوس بأن أبا 
السداد عامل دانية المرابطي وقائد أسطوها أسهم بدور كبير في مطاردة الأساطيل الصليبية , 
ومكن من أسر وإغراق عدد منها!'). 

إخفاق المساعي لعقد معاهدة صلح مع الغزاة 

ووفاة أمير البليار مبشر بن سليان ناصر الدولة 

بالرغم من وصول بعض القطعاث البحرية المرابطية من ثغر دانية لمساندة مسلمي جزر 
البليار ‏ إلا أنها لم تستطع كسر حدة الحصار الذي أطبق على مدينة ميورقة التي انتشرت فيها 


. 78* نفس المصدر السابق. ص‎ )١( 

(0) المصدر السابق. ص 586 . 

٠‏ م يوضح لنا الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني هوية هذه السيدة العربية التي أخلى سبيلها القراصنة 
البيزيون , النين عرف عنهم القسوة والوحشية . وم يعهد منهم مراعاة أي قم إنسانية . فمن هي هذه السيدة؟ 
(") الملحق «ه ». ص87 -581؟. 

(؛) ابن الكردبوس : الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ١54‏ . 


مني 


الجاعةا' . مما اضطر أمير البليار إلى إرسال سفارة إلى المعسكر الصليي يعرض فيها الهدنة بعد 
أن شق الحصار على المحاصرين » ويتهم الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني « القوامس القطلانيين » 
بالتخاذل » وتحريض قادة المعسكر الصليبي على قبول الهدنة والاكتفاء بتخليص الأسرى 
النصارى من سجون جزيرة ميورقة » حيث يقول « وتظهر أصوات من داخل المعسكر المسيحي 
من جانب القوامس القطلانيي! "' تشير على البيزيين بأن يكتفوا بتخليص الأسرى النصارى من سجوتهم » 
وبألا يطمعوا بأكثر من ذلك. بل بدت مظاهر الثورة والتمرد ضد القيادة العسكرية التي كان 
يضطلع بها آباء الكنيسة . فقد كانوا هم النين يديرون العمليات العسكرية بأنفسهم! ولكن 
المتمردين يتلقون جواباً حاسماً » فيسكت على مضض أولئك القوامس (الكونتات) النين ما كانوا 
يكفون عن طلب مبالغ باهظة من المال من آباء الكنيسة » فإذا حصلوا عليها أنفقوها في مآرهم 
الخاصة بالرغم من أنها مرصودة لحرب المسلمين . . اليل 

وبعد أن علم البيزيون بعزم أمير دانية على إرسال أسطول مرابطي لمساندة مسلمي جزر 
البليار تناسوا اتهاماتهم للقوامس القطلان بالتخاذل والسعي لعقد هدنة مع أمير البليار ؛ فقاموا 
هم أنفسهم بإرسال « سفارة » إلى الملك الميورقي . فيحسن هذا تلقيها ويعد السفراء « بأن يحمل 
إلى قادة الحملة قدراً كبيراً من ماله الخاص ومن خراج الجزيرة . . » ويدعي لورنثو الفيروني بأن 
أمير البليار عرض على السفراء بالإضافة إلى وعده الآنف الذكر « .. بأن تكون بلاده بمثابة 
إقطاع بابوي .. »(2): وهو ما لا يمكن أن يعرضه أمير مسم كمبشر ناصر الدولة الذي شهدت 
المدونات الإيطالية نفسها بصلابته واستبساله في الدفاع عن بلاده بإمان صادق وعقيدة 
). ويؤكد هذا القول ما ذكره الشاعر المؤرخ في تبرير نقض الاتفاق حيث يقول في فقرة 
لاحقة: « .. غير أن السفراء (النين قبلوا بعرض أمير جزر البليار). م يكادوا يذهبون 
للبحث عن الأسرى في سجون ميورقة من نبلاء المسيحيين حتى بدا للملك الميورقي تغيير 


1ت) . 


راسخة 


رأيه 


ويعلل لورنثو الفيروني بأن تراجع أمير البليار بما ذكره في رسالته التي أرسلها إلى القادة 





)١(‏ الملحق «ده ». ص”8؟. 

)١(‏ لم يذكر لورنثو الفيروني السبب في اتهامه للقوامس القطلان بالتخاذل والمطالبة بعقد الهدنة مع أمير 
البليار . ويعلل المؤرخ الميورقي الباروكمبانير سبب هذه الاتهامات بأنه يعود إلى جشع البيزيين ونقضهم للمواثيق 
وترويجهم للإشاعات في المعسكر الصليبي للنيل من شجاعة القطلان. (تخطيط تاريخي لجزر البليار» 
ص؟١١18-1١).‏ 

(0) المصدر السابى, ص *8؟ -5814. 

(4) الملحق «ه ». ص84؟. 

(0) تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١١‏ 

(1) الملحق «دة ». ص١70.‏ 


البيزيين التي يقول فيها : « بأنه بعد أن استشار شيوخ مملكته ورجال الرأي تبين أن شريعته لا 
تبيح له أن تكون مملكته إقطاعاً للنصارى . وأنه لا يجوز أن يدفع الجزية لهم ». وانقطعت 
المفاوضات وعاد القتال من جديد بصورة أشد عنفاً . ويصف لورنثو الفيروني هذا القتال 
الوحشي والدمار المروع الذي أشرف على تنفيذه رجال الكنيسة قائلا : « وتصدر أؤَاهن القواد 
من رجال الكنيسة بأن يعمل الجنود على إحراق منازل المدينة » وقتل كل من يستطيعون من 
سكانها ء ويعرضون خمس قطع فضة لكل من يقتل واحداً من المشاة » وقطعتين ذهبيتين لكل من 
يقتل أحد الفرسان! ويحمل البيزيون على المدينة حملة ضارية يشعلون فيها الحرائق . ويقتلون كل 
من تصل إليه أيديهم . وترتفع خسائر المسلمين بصورة ملحوظة . وفي منتصف ديسمبر تزداد حدة 
العمليات العسكرية ويرسل الآباء القواد سفناً إلى الحامية الباقية في يابسة تحمل إليها مدداً من 
الرجال والأقوات والعدد .'١»‏ ويصف صاحب المدونة اللاتينية أعمال التدمير والقتل والحرق 
وانتساف البسائط وتدمير الزروع لتحطم معنوية حامية مدينة ميورقة الإسلامية با يلي: 
« ومضى المسيحيون وقد خافوا من اقتراب فصل الشتاء يعملون دائبين على ترمم آلات الحصار 
وتشديد اهجوم برا وبحرا وانتساف بسائط المدينة. وتزداد ضراوة القتال إلى حد 
مخيف .. »!"). ويحاول أمير البليار وضع حد لهذا القتال الرهيب والدمار المروع ويقوم بإرسال 
سفارة إلى المعسكر الصليي للتفاوض من جديد من أجل عقد هدنة بين الطرفين »« ويدعو الملك 
الميورقي بدرو رئيس أساقفة بيزة للتشاور معهء ويتم بين الزعيمين اجتاع طويل» إلا أنه لا 
يفضي إلى أي نتنيجة » ويعرض الملك المسلم على قائد البيزيين أن يسم إليه كل الأسرى النصارى 
في أرضه ولكنه لا يعرض أكثر من ذلك » . وانقطعت المفاوضات . وعاد بدرو رئيس أساقفة 
بيزة إلى المعسكر الصليبي . ويقوم بإلهاب مشاعر المقاتلين ويحثهم على القتال ويبشرهم بقرب 
سقوط مدينة ميورقة.. « وتستمر عمليات الحصار ومهعها الغارات الهحجومية على داخل 
الجزيرة التي ينتشر فيها الموت والخراب.. 5(6). وحصد القتل والجوع والمرض أهل مدينة 
ميورقة الإسلامية . وأصاب المرض أمير البليار الذي أرهقه وآلمه ما تعرض له شعبه من أهوال 
الحرب ؛ وتفشي الجاعة » وانتشار المرض بين السكان النين أرهقهم الحصار الطويل , وويلات 
الحرب . وانعدام الأقوات والدمار الشامل الذي أصاب المدينة . وتوفي الأمير الباسل مبشر بن 
سلهان ناصر الدولة في شهر رجب 0505 ه- ديسمبر 1١١6‏ م وهو يشاهد عاصمة مملكته وقد 
غشيها الدمار والعدو يحاول جاهداً اقتحام الأسوار وقذائف الجانيق والرعادات تقصف المدينة 
ليل نهار ء وشبح الموت يخم على مدينة ميورقة عروس البليار!'). ويذكر ابن الكردبوس بأن 
)١(‏ المصدر السابق. ص 584 . 

)١(‏ الملحق «؛ ». ص*ه؟. 


(©) الملحق «ه ». ص 5860؟. 
(؛) تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص١٠٠‏ . والملحق «6 » . ص 780 . 


"4 


ميشر بن سلهان ناصر الدولة استنجد بالمرابطين قبل وفاته . ولكن الأسطول المرابطي لم يصل 
إلى ميورقة . إلا بعد سقوط المدينة في أيدي الغزاة''. بينما تذكر المصادر اللاتينية بأن الذي 
أرسل إلى المرابطين رسالة يطلب فيها مدداً عاجلًا لإنقاذ مدينة ميورقة هو (أبو الربيع سليان 
ابن لبون) ©8585 الذي خلف ناصر الدولة بعد وفاته في هر رجب: هت أواخر ديسير 


وحكاكا 0 


المرحلة الثالثة 
عهد أبي الربيع سليان بن لبون 


4ه -6١١١6-1١١1ام‏ 


لفك الحصار عن مدينة ميورقة 

يزكر ابن الكردبوس ما بلي : « وني خلال الحصار كان ناصر الدولة قد كتب إلى أمير 
السلمين (علي بن يوسف بن تاشفين) يستصرخه ويستنصره , ووجه كتابه مع القائد أبي عبد الله 
ابن ميمون("أ. وكان إذ ذاك عنده قائد غراب!* بين يديه ؛ فم يشعر العدو حتى خرج الغراب 
)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص184-1. 
(0) الملحق «ه » . ص 586. 
(؟) أبو عبد الله بن ميمون : « قائد بحري شهير من أهل مدينة دانية (المعجب في تلخيص أخبار المغرب » 
ص 5/6؟). وينتسب إلى أسرة ذات تاريخ عريق في البحرية » فقد كان أحد أبناء هذه الأسرة الماجدة عامل 
على بلنسية في عهد الأمير عبد الرحمن الثاني . وأشرف على تحصيل غناتئم جزر البليار عند فتحها الثالث في 
سنة 556 هت 8688 م (المقنبس/القسم الثاني تحقيق د . مود علي مكي . ص”). وأصبح أبو عبد الله ابن 
ميمون سليل هذه الأسرة العريقة في أمجادها البحرية قائداً في البحرية المرابطية وكان في ميورقة أثناء 
الحصار الصليي .. » (وثائق تاريخية جديدة في عهد المرابطين ص69١)‏ وأرجح أن اسمه حمد بن ميمون 
(البيان المغرب . ج4؛ . ص 55 57 , والعبرء ج75 ؛ ص١5981).‏ 
[1)« غراب والجمع أغربة وغربان ؛ من المراكب الحربية الشديدة البأس التي استخدمها المسلمون والفرنج في 
العصور الوسطى . وقد دعيت بهذا الاسم لرقتها وطوها وسوادها لطلائها بالأطلية المانعة للماء كالزفت ؛ - 


امقس 


معمراً ليلا من دار الصناعة عليه . فانطلق في الحين يقفو أثره واتبعه نحو عشرة أميال والظلام 
قد ستره , فلما قطع يأسه في الظفر به رجع خاسئاً على عقبه فوصل ابن ميمون بالكتاب إلى أمير 
المسلمين فأمر في الحين بتعمير ثلائمائة قطعة وأن تلقى بعد شهر دفعة.. »16 . بينما يذكر ابن 
القطان بأن عدد القطع التي أعدت وجهزت في دور الصناعة المرابطية بأمر من أمير المسلمين 
علي بن يوسف بن تاشفين كانت « مائة وعشرين مركباً .. »!"ا. 


وتذكر المصادر اللاتينية خبر السفينة التي أرسلها أمير البليار ولكنها تدعي بأن الذي 
أرسلها هو أبو الربيع سليان بن لبون 06همدا8 لأن مبشر بن سليان ناصر الدولة توفي في شهر 
رجب 005 هت ديسمبر 1١١0‏ م . وأن إرسال السفينة كان في 1١9‏ شعبان 005 ه - 8 يناير 
7 م. ويقول لورنثو الفيروني عن السفينة التي أرسلها أمير البليار (بقيادة ابن ميمون) والتي 
سبق ذكرها ما يلي : « وفي اليوم ا ل ا 0 
دانية وتحاول سفن البيزيين اللحاق بها ولكنها تفشل في ذلك . . '. وإن صحت رواية الشاعر 
المؤرخ لورنثو الفيروني بأن تاريخ إرسال أمير البليار سفينة إلى دانية في ١4‏ شعبان 
9م ه- 8 يناير ١1١71‏ م( التي ذكر ابن الكردبوس بأن قائدها كان ابن ميمون . وانه كان 
يحمل كتاباً من أمير البليار إلى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين يستصرخه فيه 
ويستنصره!” . فمعنى ذلك أن أسطول المرابطين م يصل إلى جزر البليار إلا بعد مضي ما 
يزيد عن أربعة شهورء فقد ظلت حامية ميورقة تقاوم ببسالة حتى اليوم الثامن عشر من ذي 
القعدة 504 ه د الثالث من إبريل 00.1115 





- فصارت تشبه بسوادها الغربان من الطيرء وكان مقدم هيكلها على شكل رأس غراب وهي تسير بالقلع 
والجاذيف » , (السفن الإسلامية علي حروف المعجم ٠ص‏ 1). ويقول الدكتور العبادي بهذا الصدد : « الغراب 
سفينة شراعية صغيرة من طبقة واحدة وذات صار أو صارين » وتستخدم عادة في الأغراض العاجلة 
لسرعتها ء وقد انتقلت إلى الأوروبية باسم 0070686 (ابن الكردبوس : الاكتفاء في أخبار الخلفاء , حاشية 
«14» ب ص 1838م ). 
)١(‏ ابن الكردبوس : الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص8١‏ . 
)١(‏ ابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص١7‏ . 
زفق الملحق (0)ء ص 586؟. 
(:) المصدر السابق نفس الصفحة. 
(ه) ابن الكردبوس : الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ١35"‏ . 
(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .١١5‏ 


350 


اشتداد حدة القتال وانتشار الحرائق في مدينة ميورقة. 

اقتحام الغزاة للأسوار. 

بالرغم من الهجمات الكاسحة والحملات العسكرية المتلاحقة على أسوار مدينة ميورقة فقد 
أخفق الغزاة في فتح أي ثغرة في أسوارها من منتصف شهر شعبان إلى ١5‏ رمضان 
. ه - طيلة شهر يناير 1117 م. وني أواخر شهر شعبان من العام المذكور قامت حامية 
ميورقة الإسلامية ,هجوم معاكس . ويصف المؤْرخ الشاعر ذلك الحجوم با يلي : «في فجر ذلك 
اليوم تخرج فرقة من باب ساركولا وانه:ة9('' . ولكن القائد القطلاني الذي كان كامناً لم في 
الوادي فاجأهم واشتبك معهم في قتال عنيف . واشتدت حدة المعركة قريباً من الباب الناظر 
إلى بورتوبي 206086 . ثم انطلقت حربة من أعلى السور قذف بها أحد الرماة المسلمين!؟! , 
فمزقت ذراع قوسس برشلونة » وتراجعت القوات الؤتلفة وهلل المسلمون فرحين من فوق 
السور ». وبعد أن أخفقت القوات المؤتلفة في فتح أي ثغرة في أسوار مدينة ميورقة المنيعة , 
اتبعت أسلوباً جديداً في القتال وقامت « بإلقاء شعل من النار على بعض الأبراج الخشبية التي 
كان يستخدمها المسلمون من داخل الأسوارء وانتقلت النار من برج إلى برج حى انتشثرت 
الحرائق في كل المدينة » . ويضيف إلى ذلك صاحب المدونة اللاتينية نصاً آخر نستشف منه 
التسح الكاذب بالدين , يقول فيه بأن الحرائق انتشرت في جميع أنحاء مدينة ميورقة . بفضل 
شفاعة العذراء مريم المقدسة التي كانت المسيحية تحتفل في ذلك اليوم بعيد تطهيرها في ١1‏ 
رمضان 505 ه - ؟ فبراير 1117ع(). ولكن النار التي أشعلها البيزيون في أبراج مدينة 
ميورقة سرعان ما انتشرت في قطع الأخشاب المتناثرة حول أسوار المدينة وانتقلت بسرعة 
قائلة إلى المعسكر الصليبي وأحرقت جانباً كبيراً منه . وانشغل الصليبيون بإطفاء الحرائق التي 
التهمت آلات الحصار والرعادات والجانيق التي كانت تقذف مدينة ميورقة بشعل النارء مما لم 
يمكنهم من تجميع صفوفهم والعودة ثانية إلى مهاججة الأسوار إلا بعد ثلاثة أيام ؛ أي في ١5‏ 
رمضان 505 ه - الموافق الخامس من شهر فبراير 17١1م‏ في يوم عيد القديسة أجيدا 5ه5 
8 . واستطاعت القوات الصليبية بعد عدة هجمات كاسحة متلاحقة استخدمت فيها 
الجانيق والرعادات والدبابات » فتح ثلاث ثغرات في سور المدينة على مقربة من باب البحر 
تمكنوا عن طريقها من التسلل إلى داخل المدينة!4). 





)١(‏ كان الباب الغربي لسور مدينة ميورقة يدعى في العهود الإسلامية باسم باب « بورتوني » لمواجهته لثفر 
« بورتويي » (ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص 58). 

(0) الملحق (ه). ص 586؟. 

(©) الملحق (4). ص 7559. 

() الملحق (ه). ص 586. 


ويصف لورنئو الفيروني الخطة التي اتبعها الصليبيون لصدع أسوار المدينة وشلها قائلاً: 
« ويعمل البيزيون على ملء حفر الخنادق بقطع الخشب والحجارة وغصون الشجر حتى تستوي 
أرضها بأرض السهل وتقترب أبراج الحصار ء ويشتد هجوم البيزيين منها على أسوار المدينة حتى 
تمكنوا من صدعها وثلمها . وفي ليلة الثاني من فبراير 17١1م-1١‏ رمضان 505 هء أحرق 
البيزيون معسكرهم بأيدهم , وبعد ذلك بثلاثة أيام في الخامس من شهر فبراير يوم عيد القديسة 
أجيدا 8 533 يقتحم المحاصرون الأسوار من ثلاث ثغرات فتحوها على مقربة من « باب 
البحر »؛ ويمضي فريق منهم إزاء الأسوار حتى يقتلوا من عليها من المدافعين» بينما يمني 
فريق آخر يتقدمهم الفرسان إلى الميادين الواسعة »(3 . 


اندفع الغزاة إلى داخل مدينة ميورقة بعد أن تمكنوا من فتح ثلاث ثغرات في أسوارها , 
وسقطت في أيديهم أول قلعة حصينة مسورة من قلاع مدينة ميورقة الأربع الرئيسية التي كانت 
تدافع عن « باب البلد » أحد أبواب المدينة في ٠٠‏ رمضان 005 >5 فبراير 1115(" ؛ ولكن 
المقاومة الضارية والبطولة الخارقة لحامية مدينة ميورقة أجبرت الغزاة على التراجع بعد أن 
أوقعت في صفوفهم خسائر فادحة . ويصف لورنئو الفيروني المقاومة الإسلامية الأسطورية للقوات 
الصليبية التي اقتحمت أسوار المدينة قائلاً: « ولكن المسلمين يطيرون الغزاة من المنازل 
بالحجارة والحراب القصيرة . وهم يرون أنفسهم عاجزين عن استخدام سيوفهم » فيضطرون إلى 
الانسحاب والتراجع إلى خارج المدينة » ويقوم البرابرة (أي المسلمون)! بإحراق القنطرة التي 
أقامها البيزيون على الخندق . ويحاول هؤلاء عبثا إطفاء النيران » ويصد المسلمون ايض الجنود 
البروفنساليين (من بروفانس جنوب فرنسا) النين دخلوا المدينة من الثغرة الأولى المفتوحة في 
السورء وتقع في صفوف هؤلاء الفرنسيين خسائر جسيمة , ويفقد الجيش المسيحي الأمل في 
العودة لدخول المدينة » ولكن آباء الكنيسة وقواد الجيش يحضون على استمرار القتال » وتتكرر 
محاولات اقتحام الاينة: فين لخدي عشر مرات متوالية. إلا أنها تبوء كلها بالفشل.. »(©). 

فيا لها من ملحمة بطولية أسطورية خالدة سجلت فيها حامية مدينة ميورقة الباسلة صحائف 
مجيدة بدماء شهدائها الأبرار ستظل صفحة مشرقة في تاريخ الكفاح الإسلامي الجيد ضد الغزاة 
عبر العصور . 


.585- 586 الملحق (ه). ص‎ )١( 
. 585 والملحق (0) ص‎ . ١١8 (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
الملحق (ه). ص 585؟.‎ )0( 


"07 


فثل آخر محاولة لعقد الصلح مع الغزاة 

بالرغم من اخفاق القوات المؤٌتلفة في إحراز أي تقدم في حملاتها المتواصلة على أسوار مدينة 
ميورقة منذ أن تراجعت قواتها مدحورة بعد تسللها إلى داخل المدينة من ثلاث ثغرات في 5 
فبراير 17١١1م-١٠‏ رمضان 05.05 هء إلا أنها واصلت خططها بقوة وعنف , « وتتكرر 
محاولات اقتحام المدينة من جديد عشر مرات متوالية , إلا أنها تبوء بالفثل "١6‏ , وقد أدت 
الخسائر الفادحة في صفوف القوات المؤتلفة أن ترتفع أصوات المطالبين بعقد الصلح ووضع حد 
لتلك الحرب الدموية التي لم تسفر عن أي نتيجة , وكان على رأس المطالبين بقبول عقد الصلح 
الذي عرضه على الغزاة أمير البليارء (قومس برشلونة وقومس أنبوريش وقومس البرتات 
وَحيوم الفرنجي )90 , 

وكانت الأنساء قد توالت على قومس (كونت) برشلونة بهجوم القوات المرابطية على إمارته 
ووصوها إلى مشارف برشلونة!"!. مما حفزه على قبول عقد الصلح الذي عرضه أمير البليار في 
وقت كانت تتعرض فيه القوات المؤتلفة إلى خسائر فادحةء كما ذكرناء هذا بالإضافة إلى 
انعدام الثقة بين قيادات القوات الصليبية المؤتلفة » فقد تنبين لكونت برشلونة رامون برنجار 
الثالث بأن البيزيين ليسوا أكثر من حفنة جشعة من « أولئك التجار الإيطاليين الذين يصفهم 
التاريخ بالتعصب والانتهازية والأنانية والتكالب على جمع المال »؛ مجحردون من كل القيم 
الإنسانية بالرغم من ادعاءاتهم الكاذبة بأنهم حماة المسيحية , التي ا تخذوها ستاراً لإخفاء جشعهم 
ونبمهم الوحشي وتعطشهم لسفك الدماء!؛'. وتمكن قومس برشلونة بالتعاون مع القوامس الفرنجة 
من إقناع كبار قادة القوات الصليبية المؤتلفة بعقد مؤمّر لبحث شروط عقد الصلح التي عرضها 
أمير البليار » وكان ذلك في ؟؟ فبراير 1117 م5 شوال 504 ه . ويصف لورنثو الفيروني ما 
دار في ذلك الاجتاع وما أسفر عنه قائلاً ما يلي : « ويحتدم الجدل والخلاف بين من كانوا يرون 
الوصول إلى اتفاق مع العدو . ومن كانوا مصممين على مواصلة القتال . وكان رجال الدين ومعهم 
رئيس أساقفة بيزة من الدعاة إلى الحرب ومعهم معظم أفراد الجيش » بينما كان قومس برشلونة 
وقومس أنبوريش وجيوم الفرنجي يودون الوصول إلى اتفاق سلمي » بل إنهم حاولوا أن يثنوا 
رؤساء الكنيسة عن قرارهم بمواصلة الحرب بمختلف الطرق , بالتوسلات الحارة وبعرض مقادير 
كبيرة من المال ؛ ولكن رجال الكنيسة يرفضون ويصدر القرار باستئناف الحرب » فينسحب 





)١(‏ الملحق (0) نفس الصفحة. 
)١(‏ المصدر السابق. ص 5807 . 
() تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١١‏ 
() المصدر السابق. ص .31١97‏ 


0 


قومس البرتات من ميدان المعركة معبراً عن امتعاضه. . »!1 . 


وتصف المدونة اللاتينية فشل آخر محاولة لعقد الصلح بين أمير البليار وقادة الحملة 
الصليبية المؤتلفة با يلي : « وكان من فضل الله وحسن توفيقه وإطامه أن فشلت المفاوضات التي 
كان أمير برشلونة يحاول إجراءها مع ملك ميورقة المسم من أجل توقيع معاهدة صلح . بينها 
كان كبير أساقفة بيزة والمندوب البابوي ومعهما رجال الكنيسة مشغولين بالإشراف على تنفيذ 
الخطط العسكرية» وإذا بقومس برشلونة يفاوض مندوبي الملك المسم على اتفاق سلام ؛ وحاول 
قومس برشلونة أن يقنع قواد الحملة من رجال الدين بمواصلة التفاوض . وعندما كان يقرأ 
عليهم نصوص الاتفاق المبدي وصل الفارس بدرو دي البيتون دمالا 0 26070 وهو يصيح 
قائلاً :« إن المسيحيين قد فتحوا ثغرات واسعة في أسوار المدينة وأخذوا في اقتحامها . . »! . 


اقتحام القوات الصليبية أسوار مدينة ميورقة وتحصيناتها 

بينما كانت السفارة الأخيرة التي أرسلها أبو الربيع سليان بن لبون اق؟نا8 تفاوض كبار 
القادة في المعسكر الصليبي ؛ استغل البيزيون هذه الفرصة التي توقفت فيها حامية مدينة ميورقة 
الجاهدة عن القتال بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات من نتائج مرجوة ء واندفعوا نحو الأسوار 
مستخدمين كافة أنواع آلات الحصار. واستطاعوا فتح عدة ثفرات في الأسوارء وفشلت 
المفاوضات . وهرع رجال الكنيسة المشتركون فيها إلى الخارج ومعهم القواد البيزيون لكي 
ينضموا إلى المقاتلين!؟) . 

ويصف لورنئو الفيروني اقتحام أسوار مدينة ميورقة با بلي : « ويتوجه البيزيون إلى 
الثغرات المفتوحة في الأسوارء وتنهال عليهم الحجارة مرتطمة بالتروس التي حملها الغزاةء 
وأدت ضراوة المعركة إلى أن بعض الجبناء من جنود المسيحية ولوا الأدبار وجنحوا إلى 
الفرار . غير أن نائب القومس (الفايكونت) أوجون 11808 تمكن من اقتحام المدينة من جديد 
ومعه عدد قليل من الرجال., ثم تبعه سائر الجيش . وقد روى البيزيون بدمائهم طريق الفتح 
قبل أن يزيلوا الميورقيين المسلميّن عن مواقعهم التي كانوا يحمونها ببسالة فائقة . وامتلأت المعابد 
(الجوامع) بجنث القتلى ولجأ الناجون من القتل أو الأسر إلى حصن المدينة (قصبة 
المدينة).. «٠»‏ .. فيدخلونها ويحتمون بها ء وتجري أنهار الدم في المدينة ويستولي الغزاة على 
الأسوار والبيوت والمعابد (الجوامع) ويستخدمون وسائل جديدة للهجوم على الأحياء التي لا 
تزال تواصل المقاومة » ويقرب البيزيون برجين من أبراج الحصار إلى جوار الباب المعروف 





.580/ الملحق (ه). ص‎ )١( 
الملحق (؛). ص 59؟.‎ )0( 
(؟) المصدر السابق نفس الصفحة.‎ 


باسم « الباب الجديد » 82603186066 وبرجين آخرين إلى جوار أسوار المدينة 8هنةل سام 
«قصبة المدينة » فضلاً عن منجنيق أقبلوا يدكون به أسوار القصبة التي تعلوها الأبراج ويتلىء 
الخندق بجثث المحاربين . . » . وفي ذلك اليوم المشئوم في السادس من شوال 009 ه - 5١‏ فبراير 
م تسقط معظم تحصينات مدينة ميورقة الأمامية في أيدي الغزاة النين يستولون على 
الأسوار الخارجية ويستعيدون القلعة المحصنة الأولى التي تراجعوا عنها في ٠١‏ رمضان 
و. ه السادس من شهر فبراير 7١١١م‏ التي كانت تحمي القوات المدافعة عن السور 
الخارجي » ويستولون على القلعة المحصنة الثانية التي كانت تشرف على حاية التحصينات 
الداخلية لمدينة ميورقة ما بين الأسوار الخارجية وأسوار القصبة « المدينة »!" . 

ويصف صاحب المدونة اللاتينية البيزية المذبحة المروعة التى أوقعها الغزاة البرابرة بحامية 
مدينة ميورقة الإسلامية بتبجح وقح وفسح كاذب بالمسيحية . ويكرر الادعاء الباطل يأن 
ادف من هده الخيلة الصليبية حو القاذ الأسرف النضارى هن سحون ميورقة قائلاً :«ولكن 
لله يأبى إلا أن يتم نورهء وما كان يسمح أن تستمر معاناة الأسرى المسيحيين في سجون 
ميورقة , ولهذا فقد قوى عزاتم المسيحيين البيزيين الشجعان . وقوى عزيتهم في المعركة الدائرة 
حى سقطت تحصينات المدينة الأمامية كلها في أيديهم في عيد أمير حوارتي المسيح في + شوال 
ون ه58 فبراير 7١11م‏ ء بعد أن ذبحوا آلافاً عديدة من الملمين رجالا ونساء. 
واستولوا على مقادير كبيرة من الغناتم والكنوز التي كان المسلمون يحتفظون بها في المدينة » وبعد 
أن تم توزيع الغناتم والأسلاب بين المشتركين في القتال. استدل البيزيون على سجون أسرى 
المسبحيين ؛ ففكوا قيودهم وأطلقوا سراحهم , وهم يبكون بدموع غزيرة ابتهاجاً وفرحاً بنصر 
ا اك 

ويصف الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروتي ما قام به الغزاة من أعمال السلب والنهب وم ينس 
بطبيعة الحال أن يغلف الدافع الرئيسي للحملة بذكر إطلاق سراح الأسرى من سجون مدينة 
ميورقة وما قام به قومس البرتات من بسط حمايته على يبود مدينة ميورقة . وما لا شك فيه أن 
دوافع قومس البرتات لم تكن إنسانية . وإنما كان الدافع إلى ذلك هو طمعه في أموالهم » ورها لما 
قدموه من خدمات للقوات الغازية » ويقول ما يلي بهذا الصدد : « .. وبسط قومس البرتات 
حمايته على من كان بميورقة من اليهود . وانطلق الغزاة إلى سجون المدينة مطلقين سراح من كان 
فيها من المسيحيين وناهبين ما وجدوه في بيوت العاصمة وقصورها من ذهب وفضة وأحجار 


اليل 


كرية . وخلع يئة من رفيع النسيج من كتان وأرجوان وديباج.. » 





(١)الملحق‏ (؛). ص ١07؟.‏ 
(0) المصدر السابق نفس الصفحة. 
(0) الملحق (ه) ص 3807 . 


500 


يتضح من النص الآنف الذكر ما سبق وذكرناه. بأن الدافع الرئيسي لهجوم القوات 
الصليبية المؤتلفة على جزر البليار هو بالدرجة الأولى من أجل القضاء على خصم تجاري قوي , 
والاستحواذ على ثروات هذه الجزر الغنية التي اشتهرت هنتجاتها الزراعية بقدر ما اشتهرت 
بمنتوجاتها الصناعية من مختلف أنواع المنسوجات الدقيقة الثمينة والمصنوعات المعدنية الدقيقة 
والتحف العاجية والصناعات الجلدية وصناعة الورق والحلى الذهبية والبلاتينية والفضية'" . 

اقتحام القوات الصليبية لأسوار القصبة 

وارتكاب أبشع الجازر الوحشية 

بعد أن أجهزت القوات الصليبية على جميع من وقع في أيديهم من أهل مدينة ميورقة في 
القسمين الأول والثاني من هذه المدينة الفائقة الحصانة بوحشية غريبة نددت بها حتى المصادر 
المسيحية المعتدلة!' . وقاموا بتوزيع الغنتم والأسلاب بين المشتركين في القتال» تقدموا نحو 
« مدينة ميورقة الثالثة »'"'. وهي قصبة مدينة ميورقة المحصنة والتي كان يطلق عليها اسم 
« حصن المدينة » (بضم المم وفتح الدال) وفرضوا الحصار على هذه القصبة ذات التحصينات 
الهائلة وأخذوا في دك أسوارها بمختلف آلات الحصار عشرة أيام متواصلة!"" . 

وتصف المدونة اللاتينية البيزية اقتحام الغزاة لأسوار القصبة « ميورقة الثالثة » با 
يلي: « .. وبعد أن هدأ انفجار الفرحة بهذا النصر العظم وأطلق سراح جميع الأسرى 
المسيحيين - وكان هذا هو الهدف الرئيسي !. تقدم البيزيون إلى مدينة ميورقة الثالثة التي كانت 
فها مضى مقراً للملك المرتضى . وقد تم فتح ثغرة في السور وكسرت أبوابه الحديدية واستوى 
المحاصرون على معقل المدينة تماما في يوم ١+‏ شوال 505 ه - الرابع من مارس ١١١7‏ م. وني 
المدينة أسرت أخت المرتضى المذكور ومعها عدد من أبنائها وبناتها وأحفادها . كما حصل 
البيزيون على مقادير هائلة من الذهب والفضة وأنواع النسيج الفاخر الغالي الثمن.. » . ويضيف 
صاحب المدونة اللاتينية إلى النص الآنف الذكر الفقرة الغامضة التالية والتي يقول فيها : « على 
أنه لما كانت تلك السيدة (أي أخث المرتضى) بشهادة الأسرى أنفسهم امرأة فاضلة رحيمة طالا 
عاملت الأسرى برفق. وخففت عنهم آلام الأسرء فقد أطلق البيزيون سراحها هي وأفراد 
أسرتها . ولم يبق من هذه الأسرة في ميورقة إلا ابنة لهذه السيدة . أصبحت الملكة بعد ذلك » أما 


)١(‏ سنذكر في الفصول الأخيرة من هذا البحث مختلف نواحي الحضارة في جزر البليار بالتفصيل. 
(؟) خوري انطونيو كوندي - مج؟ . ص 763 . حاشية .1١*‏ ص ١١8‏ من كتاب تخطيط تاريخي لجزر 
البليار. 

يوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموسنين . ص ١47‏ . 
(؟) الملحق (1) ص .57١‏ 
() الملحق (؛) ص 0١‏ . والملحق (0). ص 52 -588. 


"0 


أخت المرتضى فقد آثرت الحجرة من ميورقة ورافقت الجيش البيزي , وانتقلت معهم إلى بلدهم 
بيزة » وهناك تركت ديانتها الوثنية هي وابنها الأصفر . . "٠6‏ . وإن صحت هذه الرواية الآنفة 
الذكر فلا نجد لها تفسيراً سوى أن أخت المرتضى م تجد وسيلة لإنقاذ أبنائها وبناتها وأحفادها 
من القتل على أيدي برابرة القوات الصليبية المؤتلفة . سوى إشباع نهمهم وجشعهم إلى الذهب 
والتحف الثمينة والمنسوجات الفاخرة » وقدمت للم منها مقادير كبيرة وعرضت عليهم تقديم ما 
في قصرها من خبايا . ولا شك أنه كان من بين هؤلاء جماعة من تجار بيزة , الذين كانوا يشرفون 
على حك تلك الجمهورية الإيطالية بالتعاون مع رجال الكنيسة النين وجدوا في الإبقاء على حياة أخت 
أمير البليار الأسبق عبدالله المرتضى استثاراً يضمنون من ورائه الثروات الطائلة . وربا أسهم 
بعض خدم القصر وعبيده » من أسرهم غزاة البحر من بيزة , في عهود سابقة في التوسط لسبدتهم 
لدى هؤلاء التجار البيزيين . فاتخذوا ذلك ذريعة بحسن معاملتها للأسرى. أما حكاية بقاء 
إحدى بنات هذه السيدة في ميورقة . وأنها أصبحت الملكة فهو حديث خرافة .وأما بالنسبة 
لادعاء المؤرخ بأن أخت المرتضى » رافقت الجيش البيزي برغبتها هي وابنها الأصفرء فهي 
رواية مشكوك في صحتها . فلا يمكن لأي مسلمة أن ترافق جيشاً غازياً. دمّر بلدها وقضى على 
أهلها إل مكرهة « مع بقية الأسرى النين أخذهم البيزيون معهم إلى بيزة » . وربما أخذوها مع 
الأسرى للمباهاة بأنهم أسروا أخت المرتضى ؛ بعد أن استولوا على كل ما كان بحيازتها من أموال 
ومقتنيات كميئة » لعرضها في مواكب النصر في شوارع بيزة » مع بقية كبار الأسرى". 
ويصف لورنئو الفيروني اقتحام أسوار القصبة والاستيلاء عليها قائلاً ما يلي : « فرض 
البيزيون الحصار على حصن المدينة » وشرعوا في ثلم أسوارها . فطلب المعتصمون الهدنة ولكن 
الغزاة يقتحمون الحصن من الثغرات التي فتحوها في الأسوار , وم يكادوا يستولون على أحد 
أبراج الحصن , حتى رفعوا عليه رايتهم 'وهرب المسلمون إلى القلعة الرابعة التي تحمي القصر 
الملكي.. »'". وهكذا تمكنت القوات المؤتلفة من الاستيلاء على القصبة « مدينة ميورقة 
الثالثة » وقلعتها الحائلة « حصن المدينة » في ١8‏ شوال 805 ه- الموافق السادس من شهر 
مارس ١١١5‏ م واعتصمت بقية حامية مدينة ميورقة في القلعة الكبرى التي كانت تشرف على 
حماية القصر الملكي . وهي القلعة الكبرى الرابعة في تحصينات مدينة ميورقة الائلة'”*'. 


استيلاء القوات الصليبية على القلعة الرابعة وأبراجها 
بعد ملحمة من الملاحم الخالدة في تاريخ الكفاح الإسلامي المجيد ضد الغزاة » والبطولة 





5076 الملحق «ع »تدص‎ )١( 

.3155717 ص 500 لسنة‎ . ١0 دائرة المعارف البريطانية. ج‎ )١( 

(؟) الملحق «ه » . ص 5807 -588. 

(؛) تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١١5‏ . الملحق «ه». ص 7856-1588. 


507 


الاسطورية النادرة» اضطرت حامية مدينة ميورقة الباسلة التي فقدت معظم مقائليها إلى 
الاعتصام في قلعة القصر الملكي الكبرى وهي القلعة الرابعة في تحصينات مدينة ميورقة 
الإسلامية . ومن هذه القلعة ذات التحصينات الطائلة . ومن أبراجها الشامخة واصل الميورقيون 
الأشداء التصدي بشجاعة خارقة ضد حشود البرابرة الذين أسكرهم النصرء فازدادوا تعطثاً 
لسفك المزيد من الدماء دون أي رادع يردعهم سوى قذائف المقاتلين البواسل التي كانت تنهال 
عليهم من كل جهة من القلعة الملكية وأبراجها . فلقد تجرد أولئك البرابرة من كل شرف ٠‏ ومن 
كل القم الإنسانية » رتحولوا إلى وحوش ضارية مسعورة متعطشة إلى الدماء , ولا يتورعون عن 
الاعتراف بما سبق ذكره! يقول صاحب المدونة اللاتينية البيزية في وصف استيلاء القوات 
الصليبية على القلعة الرابعة ما يلي :« أما القلعة الرابعة التي كانت مبنية على مقربة من السدة 
الملكية المعروفة باسم « القصر » 162288ه . فقد استوى عليها البيزيون في يوم ”7 شوال 
ه. ه١٠‏ مارس ١١١‏ م, وكان قد بقي فيها برجان لا يزال بعض المقاتلين المسلمين 
معتصمين بهما . مواصلين المقاومة بشجاعة نادرة. ولا استعصى عليهم اقتحام البرجين عملوا 
أخيراً على إضرام النار فيهما واستطاعوا أن يستولوا على أحدهما ‏ أما الآخرء فقد صعد إليه 
أحد الأبطال البيزيين على سم من الحبال بمساعدة مسيحي أخرء وقد تمكن من النفاذ إلى 
داخله . واستطاع هذا الرجل الشجاع أن يقتل وحده خمسة من المسلمين تحت أنظار الجيش 
المحاصر وإعجابه. وتم الاستيلاء على هذا البرج الثاني في “ ذي القعدة 509 ه - ١5‏ مارس 
65" . ونلاحظ مدى التناقض العجيب في هذا النص» فبينما يعترف صاحب المدونة 
اللاتينية مرغماً بمقاومة حامية القلعة الرابعة وأبراجها « بشجاعة نادرة » . يعود ثانية إلى 
تلفيق الأكاذيب وادعاء البطولات الوهمية. أما المؤرخ الشاعر لورنثو الفيروني » فإنه يصف 
كيفية استيلاء الغزاة على قلعة مدينة ميورقة الرابعة « قلعة القصر الملكي » با يلي : « بعد 
استيلاء الغزاة على القصبة « حصن المدينة » اعتصم المسلمون في القلعة الكبرى التي تحمي 
القصر الملكي . ويقرب البيزيون برجي الحصار ويشرعون في تدمير الأسوار المحيطة بالقلعة ؛ 
ويعود بعض المسلمين إلى طلب الأمان فلا يلقون جواباً لا بالإيجاب ولا بالنفي » ويسقط جانب 
من السور , فيلجاً البرابرة (المسلمون) إلى داخل القلعة المنيعة التي لا مثيل في حصانتها . والتي 
تحيط بها سبعة أبراج ضخمة , ويتقدم البيزيون بأبراج الحصار وبالدبابة . ويواصلون اهجوم . 
حتى يسقط ركن من القلعة في أيديهم » وينسحب المسلمون المكلفون بحمايته ‏ ثم يسقط ركن آخر 
بعد مصرع من كانوا يحمونه من المسلمين . ويبقى برج حصين يعرف المحاصرون أنه لن يقدّر لهم 
الاستيلاء عليه إلا بسفك دماء كثيرة » فيحيط به الجيش البيزي بأكمله .. 06" 





.؟ا١ الملحق «؛ ».ص‎ )١( 


(١؟)‏ الملحق «ه ». ص م5 -8م؟. 


ويواصل محاصرته وقذفه بشتى آلات الحصارء حتى تفنى حاميته: وتسقط القلعة الرابعة 
بأكملها في أيدي الغزاة في ؟ ذي القعدة .5ه ؟١‏ مارس 011115 


وقوع أبي الربيع سليان بن لبون أمير البليار في الأسر 

ظل أبو الربيع سليان بن لبون أمير البليار الذي خلف مبشر بن سليان ناصر الدولة بعد 
وفاته» يننظر قدوم الأسطول المرابطي لإنقاذ مدينة ميورقة المهددة بالسقوط ولكن دون 
جدوى ؛ وكان مبشر ناصر الدولة!") قد كتب أثناء الحصار إلى أمير المسلمين (عني بن يوسف بن 
تاشفين) يستصرخه ويستنصره كما ذكرناء وأرسل كتابه مع أي عبدالله بن ميمون القائد 
البحري المرابطي الشهيرء الذي تمكن من الإفلات من مطاردة السفن الصليبية . « ووصل 
بالكتاب إلى أمير المسلمين؛ فأمر في الحين بتعمير ثلاممائة قطعة وأن تلقى بعد شهر دفعة. 
فامتثل أمره في “لك واندفعت بجملتها من هنالك.. »!"2. ولكن الأسطول المرابطي تأخر في 
الوصول إلى مدينة ميورقة المهددة بالسقوط بالرغم من صدور الأوامر إلى دور الصناعة 
المرابطية من أمير المسلمين علي بن تاشفين « بتعمير ثلامائة قطعة وأن تلقى بعد شهر دفعة 
واحدة » , كما يذكر ابن الكرد بوس في نصه الآنف الذكر , ولكن الأسطول المرابطي م يصل إلا 
بعد سقوط مدينة ميورقة سقوطاً كاملاً في أيدي الفزاة!؛): لأسباب نجهلها حتى الآن . وقد اضطر 
أبو الربيع سليان بن لبون بسبب تأخر وصول الامدادات المرابطية المنتظرة أن يقدم على 
مغامرة لم تكن مودة العواقب . بعد أن سقطت القلعة الكبرى التي كانت تحمي القصر الملكي 
«القلعة الرابعة ». بعد انهيار أسوارها وعدة أبراج من أبراجها السبعة. في *؟ شوال 
ه١٠‏ مارس 1117م . وتعرض بقية الأبراج إلى رمي متواصل بمختلف آلات 
الحضار ء مما أدى إلى سقوطها في " ذي القعدة 6.9 ه- ١9‏ مارس 5١١١م‏ راى الملك الجديد 
عاديا (أبو الربيع سلهان بن لبون) أنه لم يبق في يده إلا قصر الإمارة » وأنه لن يكون في 





. 1١9 تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
(؟) يدعي الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني بأن الذي أرسل المركب للاستنجاد بالمرابطين هو أبو الربيع بن‎ 
.م1١١5 شعبان 505 ه 8 يناير‎ ١ سليان . وكان ذلك في‎ 
الملحق «ه ». ص 86؟.‎ 
. ١١" ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )©( 
.165 ود. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين. ص‎ 
. ١57 (؛) ابن الكردبوس : جزء من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ 
. 5١ وابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص‎ 
وابين خلدون: العبرء ج 4. ص 886 وج 3. ص 87" وحاشية (؟).‎ 
. 057 والحميري : الروض المعطار.ء ص‎ 


506 


مقدوره مقاومة هذا الاجتياح المسيحي ..'" , ولم يجد أمامه بدا من الإقدام على مغامرة محفوفة 
بالخاطر « وحاول أن يغادر جزيرة ميورقة مع بعض صحبه في مركب صغير ء ليسعى إلى طلب 
النجدة . فأسره النصارى »'' . وتحاول المصادر اللاتينية المغرضة تصوير أبي الربيع بالهارب من 
المعركة . ويقول صاحب المدونة اللاتينية البيزية بهذا الصدد : وبعد سقوط آخر الأبراج في قلعة 
القصر الملكي الكبرى « القلعة الرابعة » في “ ذي القعدة و.ه ه- ١5‏ مارس 5١١١م..‏ 
« كان ملك ميورقة ناصر الدولة 7/228:06010 قد توفي » فانتخب أهل ميورقة ملكا عليهم خلفاً 
له رجلاً يدعى 8145856 (أبا الربيع سليان ابن لبون) . وقد رأى الملك الجديد أنه م يبق في يده 
بعد الفتح البيزي الا قصر الإمارة » وأنه لن يكون في مقدوره مقاومة هذا الاجتياح المسيحي , 
فا ستقر عزمه على اهرب بطريق البحر مع عدد من أعوانه ؛ بعد أن جمع ما خف حمله من كنوز 
وذخائر. إلا أنه لم يكد يضع قدمه في المركب الصغير الذي أراد أن يتخذه مطية للهرب » حتى 
قبض عليه وكبل بالإغلال.. »!5 . 

ويصف الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني محاولة أبي الربيع سليان مغادرة جزيرة ميورقة با 
يلي : « ويحاول الملك الميورقي الجديد الحرب من المدينة . ومعه سبعة من كبار أعوانه » ولكن 
القومس دودون الذي كان يحرس الميناء يقبض عليه ويحمله إلى المعسكر » . ويضيف إلى نصه 
الآنف الذكر نصاً غريباً يقول فيه « وينتخب الشعب الميورقي المسلم بعده القائد « النتي » 
عأصقاة ملكا عليم » غير أن هذا يوفق إلى حيلة غريبة للهرب وهي كر 
واستطاع بعونتهما أن يقفز من السور وهرب من ميورقة عن طريق البحر .. »'' . ولقد أنصف 
ابن الكردبوس أبا الربيع سليان بن لبون مؤكداً بأنه بذل جهده في الدفاع 0 بلاده؛ 
وأنه غامر بحياته وغادر الجزيرة في ظروف قاهرة ليطلب النجدة العاجلة من المرابطين , عندما 
لم يبق سوى قصر الإمارة في يده و وكان مهددا بالتتوطةء ٠‏ فوقع أسيراً مع صحبه في يد الأعداء 
النين كانوا يحدقون إحداقاً تاماً بمدينة ميورقة 05 ورا 


ويقول ابن الكرد بوس خي هذا الصدد . وبعد وفاة مبشر بن سلهان ناصر الدولة : « .٠‏ قام 


.788 الملحق «؛ ». ص ١0"؟ . الملحق «ه ». ص‎ )١( 
.5١؟ عمد عبدالله عنان: دول الطوائف . ص‎ )١( 
.؟0/١ (؟) الملحق «؛ ». ص‎ 
(؛) الملحق «ه ». ص 88؟.‎ 

لا يوجد في النصوص الإسلامية أي إشارة إلى انتخاب أمير لجزر البليار بعد أسر أي الربيع سليان بن 
لبون ٠‏ فبعد أسره بحوالي أسبوعين فقط انهار قصر الإمارة آخر حصون مدينة ميورقة . وربما يكون النتي 
11 اسماً مصحفاً للقائد الذي تولى الدفاع عن قصر الإمارة : أما حكاية هربه الطريفة التي أتبعها فهي من 
تخيلات الشاعر. 


35 


بالأمر من بعده قريبه القائد أبو الربيع سليان بن لبون . فحمى جهده حتى غلب عليه العدو وتملك 
0006 

سقوط قصر الإمارة آخر معاقل مدينة ميورقة 

يقول صاحب المدونة اللاتينية بهذا الصدد ما يلي : « وما إن أعلن خبر أسر ملك ميورقة 
السم حتى خرج أفراد الجيش المسيحي . وقد أسكرهم الفرح متوجهين إلى قصر الإمارة » وكان 
بحيط به خنادق عريضة » وتقوم على أركانه قلاع هائلة ذات أبراج عالية واشتد القتال حول 
القصر , غير أن المسيحيين استطاعوا أن دوا من أبراج الحصار الخشبية قناطر تصل إلى أسوار 
القصر ‏ وعلى هذه القناطر اجتاز الجنود إلى داخل القصر فقتلوا عددا كبيرا من الجنود 
المسلمين الذين كانوا يواصلون المقاومة فيه وألقوا بآخرين من أعلى السور إلى قيعان الخنادق 
السحيقة . ورفعوا في أعلاه راية بيزة المنتصرة وهتفوا شاكرين لله على ما يسّره لهم من فتح كبير» 
وقد تم هذا الانتصار العظم في يوم ١8‏ ذي القعدة 0.5 هع" ابريل 1115م!'! ». 

ويصف الشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني كيفية اقتحام تحصينات قصر الإمارة وخنادقه 
وأبراجه بما يلي : « واصل البيزيون دك أسوار القصر. وقاموا بملء الخنادق بالحجارة 
والأغصان » وبعد جهود مضنية تمكنوا من ثقب الأسوار السميكة» هذا بينما كان المسلمون 
الحاصرون يلقون بشعل النار من فوق الأسوار على الأبراج الخشبية. . »!5 . 

ويتابع لورنثو الفيروني وصفه لاقتحام القوات الصليبية لقصر الإمارة ‏ ويبرز دور قوات 
بيزة كعادته قائلاً ما يلي : « .. وكان البيزيون دائبين في إطفاء النار التي أحرقت الأبراج 
الخشبية عدة مرات . وقاموا بقذف خطاطيف قوية على قمم الأبراج ء ثم عملوا على شدها 
بالحبال حتى هدموا كثيراً منهاء واشتعلت الحرائق بعد ذلك بأيام داخل تحصينات قصر 
الإمارة » ودل على ذلك الدخان الكثيف الذي كان ينبعث منها . واضطر المحاصرون إلى 
الانسحاب حتى تخمد الحرائق .»6 , 


بربرية الغزاة ووحشيتهم 
تدمير مدينة ميورقة والقضاء على معظم سكانما 
لقد أوقع البيزيون البرابرة وحلفاؤٌهم الفرنجة والقطلان بحامية قصر الإمارة » ومن اعتصم 





. ١58 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء / تحقيق د. أحمد مختار العبادي , ص‎ )١( 
.5١؟ وحمد عبدالله عنان : دول الطوائف . ص‎ 

(0) الملحق « 4 »ص 25075 

؟) الملحق ده ». ص 28م؟-5م؟. 

ء) الملحق «ه ». ص هم؟. 


55١ 


به » من بقي حياً من أهل مدينة ميورقة بحزرة وحشية لا تقل عنفاً وضراوة عن مجازرهم السابقة 
في بقية أنحاء المدينة . والتي ستظل وصمة عار في تاريخهم الملطخ بالدماء . وبالرغم من ذلك م 
يتورع صاحب الدونة اللاتينية والشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني عن التباهي بهذه الأعمال 
الإجرامية . وإضفاء هالة الجد الزائف على القتلة واللصوص وقطاع الطرق ٠‏ بأسلوب وقح يثير 
الاشمئزاز ويبعث على الفئيان. ويتجلى ما ذكرناه بوضوح فيا ذكره صاحب المدونة اللاتينية 
عن اقتحام قصر الإمارة . الذي يقول فيه ما بلي : « وفي القصر وجد المنتصرون عدداً من 
الأمراءكوالآ مهزات" + فقتلوا اعدداً متهم ذا , والقوا باغرين من بنوافة"القصر + وأخن 
الباقين أسرى مصفدين بالأغلال . وأما الغنتم والذخائر من الذهب والفضة والتحف الجليلة 
والخلع الفاخرة , فإنها كانت تجل عن الحصر . ولكن كثيراً من هذه التحف والذخائر ذهبت في 
الحرائق نتيجة لوهمال الحراس.. وهكذا تم تدمير القصر الملكي . وسحق كل تحصينات 
ميورقة واستحكاماتها » ونصب البيزيون معسكرهم في بسيط المدينة » واشتغلوا بتوزيع ما 
حازوه من غنثم ينة » بعد أن احتجزوا لكنيسة بيزة قدراً كبيراً من الحدايا من النسيج الرفيع 
والخلع الفاخرة . وأكواب الفضة والعاج والبللور ؛ وغير ذلك من أفخم ضروب الأثاث 
الملكي . . لذ 

ويصف لورنثو الفيروني اقتحام الغزاة لقصر الإمارة بعد أن خمدت الحرائق.« .. وخرج 
سائتق نطعد9'"' بعد ذلك من داخل القصر . ومعه جنديان ء وإلى جواره أطفاله . وحاول أن 
يرشو بعض البيزيين حتى يمكنوه من اهرب . ويخرج المسلمون وقد حملوا معهم كل ذخائرهم , 
وهم يبددون بإلقاء أنفسهم في النيران بكل ما يملكون إذا لم يسمح لم بالخروج آمنين إلى حيث 
شلؤوا. بينم 

ويتابع لورنئو الفيروني وصفه لاقتحام الغزاة لقصر الإمارة قائلاً : « وبنى البيزيون قنطرتين 
كبيرتين . ليجوزوا عليهما إلى داخل القصر الملكي . ويشتد قتال بقية المسلمين في كل مكان. 
ولكن البيزيين يسحقونهم سحقاً . وتمكن الغزاة من اقتحام القلعة عنوة » وييرب بعض المسلمين عن 
طريق سلام من الحبال . ويقاتل آخرون بضراوة قبل أن يسقطوا قتلى ‏ ويعمل البيزيون على 
هدم الأسوار والمبافي بعد نهبها , وتأتي النيران على السقوف والبيوت المصنوعة من الخشب'أ». 

وبعد هذه الأعمال البربرية الموغلة في الوحشية يتبجّح صاحب المدونة البيزية قائلاً: 
« وهكذا تم تدمير القصر الملكي . وسحق كل تحصينات ميورقة واستحكاماتها » ونصب البيزيون 
)١(‏ ملحق «؛ ». ص ؟/70. 
(') لا يوجد في المصادر الإسلامية ما يمكننا من تبيّن حقيقة هذا الاسم أو حقيقة الخبر نفسه. 


(؟) الملحق «ه ». ص 6م؟. 
(:) المصدر السابق. 


قنض 


معسكرهم في بسيط المدينة ‏ واشتغلوا بتوزيع ما حازوه من غناتم مينة: بعد أن احتجزوا 
لكنيسة بيزة قدراً كبيراً من الهدايا من النسيج الرفيع . والخلع الفاخرة . وأكواب الفضة والعاج 
والبللور . وغير ذلك من أفخم ضروب الأثاث الملكي نه 

ولم ينج من القتل والأسر من أهل مدينة ميورقة إل من تمكن من الهرب إلى الجبال المحيطة 
بالديئة!" "وَبِمَنَ أن استصفى: الغذاة 'ثروات مديئة ميورقة:دمروا ما تبقى مئها وأحرقوها» 
وأصبحت هذه المدينة أكواماً من الركام « محخترقة سوداء مظلمة منطبقة »'"2. وعاثوا فساداً في 
بقية أرجاء جزيرة ميورقة . ويصف لورنئو الفيروني الفاجعة التي حلت بأهل هذه الجزر قائلاً : 
«وينتشر القتل في سائر أنحاء جزيرة ميورقة , ويعتبر الغزاة كل ساكنيها من رجال ونساء 
أسرى حرب ٠‏ ويستولون على عدد هائل من قطعان الماشية من أبقار وثيران وضأن إلى جانب 
الغنتم الكثيرة.. »'''. وبعد عودة الغزاة من غاراتهم في شتى أرجاء جزيرة ميورقة إلى 
ممسكرهم في بسيط مدينة ميورقة مع غنائهم وأسراهم حل عيد الفصح . وكان احتفالهم به 
باهرا نظرا «للا حققه الجيش المسيحي المظفر من نصر مؤزر بفضل شفاعة القديسين ؛ وبركات 
الحبر الأعظم البابا باسكال الثاني » كما يقول صاحب المدونة البيزية » وكانت بداية الاحتفالات 
بهذه المناسبة في الحادي والعشرين من ذي القعدة 6.04 ه ‏ الموافق السادس من ابريل 
51م". وحتى هذا التاريخ م يصل الأسطول المرابطي إلى جزر البليار المستباحة بالرغم 
من مضي قرابة الأربعة شهور على استنجاد أمير البليار بالرابطين» منذ أوائل شعبان 
ه- مطلع يناير 1117 م7" . مما عمّق الفاجعة في نفوس المسلمين في بلاد الأندلس والمغرب 
النين كانوا يتابعون الملحمة الدامية في البليارء ونفوسهم تتمزق أسى وحسرة ‏ كما هر ضائر 
الأدباء والشعراء » الذين قاموا بمناشدة كبار المرابطين التوسط لدى أمير المسلمين علي بن يوسف 
ابن تاشفين الإسراع في إنقاذ البليار من براثن الغزاة!"" . 

فاجعة ميورقة في المصادر الإسلامية 

بالرغم من إغفال المصادر الإسلامية للمعارك الدامية التي دارت رحاها في جزيرة ميورقة 





)١(‏ الملحق «؛ ». ص 5070 -079؟. 

. ١54 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 
. 6597 والحميري : الروض المعطارء ص‎ 

(؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 17 -6؟١.‏ 

(؛) الملحق «ه ». ص هم؟. 

(6) الملحق «؛ ». ص ”307 . 

(1) الملحق «ه ». ص 788 . 

(1) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص 544 -80؟. 


ابض 


بين قوات الحملة الصليبية المؤتلفة الكبرى وحاميات الجزيرة » إلا أنها أشارت بوضوح إلى دور 
البيزيين البارز في الاستيلاء على جزيرة ميورقة'" » النين يصفهم الزهري « بالخيانة والشوٌم 
والشدّة والبأس .. . وبأنهم أقدر الناس على عمل المنجنيقات والأبراج وقتال المراكب والرمي 
بالنفط .. »''. كما تنبهت مصادرنا الإسلامية إلى إسناد البيزيين الرياسة الشرفية للحملة 
الصليبية على البليار . وحمل الراية البابوية ‏ إلى أمير قطلونية رامون برنجار الثالث . عقب 
توقيع اتفاقية سان فيلودي جيشولز معه , وانضام قوات قطلونية بمقتضاها للقوات الصليبية منذ 
أوائل ربيع الثاني 504 ه - 4 سبتمبر 1114م50. ويصف الحميري الجزرة الوحشية الدامية 
التي أوقعها الغزاة بأهل مدينة ميورقة بعد اقتحامها بقيادة رامون برنجار الثالث أمير قطلونية 
قائلاً : « وتغلب عليها العدو البرشلوني وخرّبها وهي المرة الأولى » ودخل المدينة فلم يجد سوى 
العيال والأطفال والشيخ الفاني فأحال السيف عليهم »0 . ويذكر ابن خلدون بهذا الصدد ما 
بلي عند حديثه عن مبشر بن سليان ناصر الدولة أمير البليار « ولم يزل يردد الغزو إلى أرض 
العدوء إلى أن جمع طاغية برشلونة (رامون برنجار الثالث) الجموع ونازله بميورقة عشرة شهورء 
ثم افتتحها واستباحها »!*). ويذكر القلقشندي نص ابن خلدون الآنف الذكر بالحرف 
الوانة , ويصف ابن عذاري دخول الغزاة إلى مدينة ميورقة عنوة » والجزرة الدامية التي 
أوقعها الغزاة البرابرة بسكان المدينة بعد اقتحامها قائلاً: « .. وقتلوا رجاها . وسبوا ذراريها 
ونساءها بعد حصار شديد "٠6‏ . ويذكر ابن القطان رواية ماثلة عن دخول القوات الصليبية إلى 
مدينة ميورقة عنوة « .. وقتلهم من فيها وسبيهم أهلهاء واحتواؤهم على جميع ما فيها بعد 
حصار شديد 6(كا, ويصف ابن الكردبوس فاجعة مدينة ميورقة وما تعرض له أهلها من 
نكبات , وما أصابها من دمار بعد دفاع بطولي مجيد . بقيادة أميرها مبشر بن سلان ناصر الدولة 
وخليفته بعد وفاته أثناء الحصار ‏ أبو الربيع سليان بن لبون , ويشير إلى إبادة معظم سكان 
المدينة وأسر البقية . إل من تمكن من الفرار إلى الجبال المحيطة . ثم يذكر حرق الغزاة لعاصمة 
البليارء ويصف ما حاق بها بعد حرقها قائلاً : « فلما وصل الأسطول (المرابطي) وجد المدينة 
خاوية على عروشها محترقة سوذاء مظلمة منطبقة »2 . 

.155-1١؟؟ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 

. 78 الزهري : كتاب الجغرافية. ص‎ )١( 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١6‏ . 

(8) الحميري : الروض المعطار. ص 8517 . 

(5) ابن خلدون: العبر. ج 14. ص 80". 

(1) القلقشندي : صبح الأعثى في صناعة الانشا. ج 5. ص 705 . 

0( ابن عذاري : البيان المغرب. ج ١‏ ص 08”#. 

)0( ابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص 5١‏ . 

(9) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 9١1-1؟1.‏ 


>35 


وقد أثار تأخر وصول الأسطول المرابطي إلى جزر البليار بالرغم من نداءات الاستغاثة 
بالرابطين”' ؛ نقمة عارمة في نفوس المسلمين في بلاد الأندلس والمغرب » وعم الحزن والأسى في 
ثغور الأندلس الشرقية الجاورة لجزر البليار لتواتر الأنباء وتواصلها بما كان يتعرض له أهل 
هذه الجزر من مجازر دموية ء مما حفز الكاتب الأديب أبو جعفر أحمد بن عطية الطرطوشي 
الأصل الداني المنشأة » ومن كبار كتاب الدولة المرابطية!"' بكتابة رسالة إلى «أحد زعماء 
الدولة المرابطية » يناشده فيها التوسط لدى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين من أجل 
الإسراع في انقاذ مسلمي البليار من الجزرة الدامية التي كانوا يتعرضون لا على أيدي الغزاة » 
ويقول الفتح بن خاقان تّهيداً للرسالة المشار إليها ما يلي : « ولا تغلب العدو على ميورقة كبته 
الله وجبرها . وتحققت الكافة خبرها . خاطب الفقيه (أبو جعفر أحمد بن عطية) أحد زعماء 
الدولة (المرابطية) وأدرج طيّ خطابه هذه المدرجة والشعر الموصول بها »!"! ثم يذكر الفتح بن 
خاقان الذي زار ميورقة قبل العدوان الصليبي » ووصف معالمها الجميلة » ومدح أميرها مبشر بن 
سليان ناصر الدولة الذي أحسن لقياه وأكرمه وآواه' . نصّ هذه الرسالة التي يقول فيها: 
«وافي أقرٌ الله عينك لأتردّد وقد قصّر عن تلملي السلم . واتجلّد وفي نضي المقعد المقم » بهذا 
الصادم الهادم . والنبا القاصم ‏ الذي أطفاً نور الحياة وأخباه . وأوجب أن ينادي كل مؤمن 
وأحرَّ قلباه! أمر ميورقة! رأب الله بصرفها صدع الجزيرة . وجبر بجبرها من جناح الإسلام 
كسيرة » وثقف بغوث دمائها اضطراب مناده . وأعاد بتلافيها ما غيض من نصره ومن إجلاده . 
فيلله! لما كان فيها من إعلان توحيده عاد همساً . ويوم إيمان آض أمسا . وبارقة كفر طلعت 
مسا وصباح شرع أظم بداجي الشرك وأسى » ونجوم أصبح حرمها منتهباً؛ وفرقتها يد 
اللغلية أيدي سبا ء وبخفرات , أدال السباء صباها . ولأوجه عفر منهم القتل سواعد وجباها 
ومزقهم السيف كل ممرّق. فللّه أرحام هناك تشقق! رهم الله ماتوا كراماً » ولقاهم نظرة 
وسروراً وسلاماء وخم لنا بعدهم بأجد الخواتم وأسندانا عن امه إلى عاصم » ويختتم هذه 
الرسالة بمقطوعة شعرية مطلعها : 

ونحو أمير المسلمين تطامحت2 ناظر آمال وأيدي رغائب'" 





.١؟"-‎ 1١7 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 
. 588 والملحق « ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
أبو جعفر أحمد بن عطية : تراجع ترجمته في : قلائد العقيان للفتح بن خاقان. ص 4؟ . وابن الأبار:‎ )1( 
ص‎ ٠ اعتاب الكتاب. ص 586 - 758 . وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب‎ 
.991- 55# وابن الخطيب : الإحاطة في أخبار غرناطة. ج ادص‎ . 518-577 
. 514 (؟) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص‎ 
.355.0-5604 ص‎ .١ (؛) المصدر السابق. ص 5". والمقري : نفح الطيب, ج‎ 
قلائد العقيان. ص 544 -0م4؟.‎ )0( 


"56 


وبعد طول انتظار وصل الأسطول المرابطي إلى جزيرة ميورقة « فلما شعر العدو بخروج 
ذلك الأسطول أخلى وصدر عن الجزيرة وعينه بما احتمل من السبي قريرة .. 16" . 


انسحاب القوات الصليبية من البليار 


بعد سقوط آخر معاقل ميورقة في يد القوات الصليبية وتوزيع الغنتم على الغزاة ؛ انسحب 
أمير قطلونية رامون برنجار الثالث على رأس قواته من جزيرة ميورقة في ١8‏ ذي القعدة 
مه هد #ابريل 01115( 

ومن المؤسف أن نجد مؤرخاً ميورقياً كالباروكمبانير. الذي طالما تباكى على سوء معاملة 
عمال جزر البليار للنصارى المعاهدين في هذه الجزر . مستنداً في مزاعمه هذه ؛ على روايات غير 
موضوعية للمؤرخ الهولندي دوزي فندناها في موضعهاا"!؛ لا يجد في إفناء شعب بأكمله ما 
يستحق النقد . وكأنه أمر طبيعي ما دام الضحايا من المسلمين . والأدهى من ذلك أن يعتبر 
الباروكمبانير الذي عرف بوضوعيته! جراتم القوات الصليبية ووحشيتها واجبا مقدسا تفرضه 
الكنيسة على رعاياها الخلصين . أما محال النقد في نظره فهو لنقض قادة بيزة لتعهداتهم إلى أمير 
قطلونية وتخليهم على حد قوله «عن المهمة الصليبية الجليلة »؛ بأن يعملوا على الاحتفاظ 
بجزيرة ميورقة والدفاع عنها حتى يعود إليهم من جديد بعد صد اهجوم المرابطي على برشلونة 
عاصمة إمارته(“). ولكنه م يعد! فقد هرب حلفاؤه البيزيون من ميورقة كما يرب اللصوص 
عندما علموا بقدوم الأسطول المرابطي!*). وما حر في نفس هذا المؤرخ الميورقي هو غباء أمير 
قطلونية وعدم خبرته التي جعلته يثق بالبيزيين الذين ينعتهم « بالتعصب والانتهازية والمادية », 
ويحاول جاهداً تبرئة هذا القومس القطلاني من تهمة الهروب من الميدان قائلاً : « بأن تركه هذه 
الحملة بعد أن نجح في الاستيلاء على ميورقة .م يكن نتيجة جبن أو تخاذل , وإنما كان يرجع 
إلى حسن نيته وطيبته! التي دفعته إلى أن يترك في أيدي هؤلاء الإيطاليين جزيرة ميورقة التي 
كلف الاستيلاء عليها الكثير من الجهود والتضحيات دون أن يأخذ منهم ضانات كافية »على 
حد قوله! حتى لا يبربوا منها ذونٍ إذن من قومس برشلونة الذي هرب قبلهم! ؛ لهذا يعتبر 
كمبانير بأن البيزيين على حد زعمه « نقضوا العهود وخانوا القضية المقدسة »! ولا أدري متى 





. ١514 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 

)١(‏ الملحق «؛ ». ص ”505 . والملحق «ه ». ص 58868؟. 

(©) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 815 -81. 

(:) المصدر السابق. ص .115-1١1‏ 

(0) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء / تحقيق د . أحمد مختار العبّادي . ص 1١74‏ 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١١5‏ حاشية «؟١‏ ». 
ويوسف أشباخ: تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 147 . 


ف 


كان قطاع الطرق واللصوص والقتلة من أهل العهود! وأي قداسة هذه التي يدعيها في قتل شعب 
وإفنائه ونهب ممتلكاته وتدمير مدنه وحرقها. 

ولقد تجاوز الباروكمبانير كل الحدود عتبه على البيزيين النين ينعتهم بالجشع والانتهازية 
واللصوصية أنبهم لم ينشروا نور الاإمان في جزر البليار بعد إفناء معظم سكانها! ولأنهم لم يطهروا 
مياه البحر المتوسط وسواحله من القراصنة , إنه عتاب مبالغ فيه وطلب يستحيل تنفيذه . أن 
يطلب من القراصنة البيزيين أن يطهّروا البحر المتوسط من أنفسهم! ويقول كمبانير في هذا 
النص الغريب الذي لا يمت إلى الموضوعية بأدنى صلة « لقد خان البيزيون أمانة هذه القضية 
المقدسة » و يحاولوا أن يعرّفوا المسلمين البلياريين بنور الإنجيل! وأن ينيروا سبيلهم إلى طريق 
العقيدة المسيحية القوم! كما لم يحاولوا أن يطهروا مياه البحر المتوسط وسواحله من أعمال 
القرصنة الي كان يقوم بها المسلمون! كل هذا أهملوه تماماً وم يوجهوا عنايتهم إلا إلى مصالحهم 
التجارية والمادية المباشرة . وبالرغم من أنهم أطلقوا من مطامير ميورقة عدداً من الأسرى 
المسيحيين؛ غير أن النتيجة التي انتهت إليها هذه الفزوة الصليبية في حملتها كانت قليلة 
الفائدة » فقد هرب البيزيون من جزيرة ميورقة عندما علموا بقدوم الأسطول المرا بطي 7" بقيادة 
ابن تافر طاس « تافر طست » الذي أعاد جزر البليار إلى حظيرة الإسلام تحت حك المرابطين 

من لمتونة9 . 





119-117 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(0) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص .1١51-1١7«‏ 
وابن اه 0 
وابن عذاريٌ : البيان المغرب. ج .١‏ ص 9008. 
وابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 76 . 807 . طبعة الفلالي . 
وابن خلدون : العبرء ج 4 ص 7"800. وج 3 ص 580 وص 0608. 
والقلقثندي : صبح الأعثى . ج 8. ص 501 . 


وهل 


لفن ل أخايسل 


حرو البليار تحت عم المرا بطيق :من لمتوقة 


ما١58-‎ ١١١5- ه‎ 029- 


وصول الأسطول المرابطي إلى ميورقة بقيادة بن تافرطاس 

بعد انسحاب أمير قطلونية رامون برنجار الثالث وأمراء الفرنجة ما وراء جبال البرتات على 
رأس قواتهم من جزيرة ميورقة بثلاثة أيام . حلّ عبد الفصح في (١؟‏ ذي القعدة 0.05 هع ه 
أبريل 1١15‏ م)ء واحتفل الغزاة بهذه المناسبة احتفالاً كبيراً. ويذكر صاحب المدونة البيزية 
بأنه بعد الانتهاء من هذه الاحتفالات « شحن جنود بيزة سفنهم بكل ما غنموه ومضوا عائدين 
إلى بلدهم وقد ملأ السرور قلوهم »!0 ويذكر المؤرخ الشاعر لورنثو الفيروني نفس الرواية 
الآنفة الذكر عن احتفالات الغزاة الباهرة بعيد الفصح في (١؟‏ ذي القعدة 0.9 ه >1 أبريل 
7 م). ويضيف إلى روايته النص الغامض التالي وهو آخر النصوص في ملحمته , يقول 
فيه : « ويخرج الغزاة بطاليس 888165 من سجنه وينصّب البيزيون ابنه على عرش ميورقة »!")! 
« ويعود الغزاة بعد لك . كل فريق إلى وطنه . أما ابو الربيع ©ا58نا8 أمير البليار فقد مل 
أسيراً إلى بيزة حيث ظلوا يعرضونه هناك في شوارع المدينة افتخارا وزهواً بهذه المأثرة 
الخالدة »'". يتضح من النصوص اللاتينية الآنقة الذكر بأن القوات الصليبية انسحبت من 
جزر البليار بعد أيام قليلة من إحتفالات عيد الفصح (أواخر ذي القعدة 004 ه > منتصف 
أبريل ١١١17‏ م) دون أن تشير إلى ' أن انسحابها كان بسبب التخوف من الاشتباك بالأسطول 


.©» «المدونة البيزية‎ 50١ الملحق «؛ » ص‎ )١( 

(؟)لا يوجد في المصادر الإسلامية أي إشارة إلى هذا الاسم ؛ أو إلى ما يدعيه لورنثو الفيروني من اختيار ابن 
بطاليس 65اة)ة8 (أبو طلحة) ملكا على عرش ميورقة . وأغلب الظن أن هذه الأحداث هي اختراع من 
خيالات هذا الشاعر (الملحق « ه » . ص 856؟5). 

(؟) الملحق «ه » ص 8 « القصيدة الملحمية للشاعر المؤرخ لورنثو الفيروني ». 


"574 


المرابطي في معركة غير مأمونة العواقب . وسفن أسطول بيزة وحلفائها مشحونة بالأسرى 
والغنائم » ويذكر المؤرخ الإسباني خوزي أنطونيو كوندي ما يلي بهذا الصدد : « وعندما أحس 
المسيحيون باقتراب السفن الإسلامية قاموا بالفرار خوفاً من أن يطردهم المسلمون بقوة السلاح» 
حاملين معهم كثيراً من الأسرى وكميات هائلة من الغنائم» بعد أن قتلوا عدداً كبيراً من المسلمين 
بوحشية غريبة .)١7»‏ أما الباروكمبانير فيقول: « بأن المدونات الإسلامية تنفق مع ما نستنتجه من 
المدونات المسيحية من أن البيزيين قد آثروا الهروب بعد أن قاموا بتخريب مدينة ميورقة ونبب 
مدن الجزيرة وقراها ,(2). 

ويذكر المؤرخ الألماني جزيف اشباخ ما يلي عن قدوم الأسطول المرابطي » ووحشية القوات 
الصليبية وجبنها : « استولى القطلانيون على جزيرة ميورقة بمعاونة البروفينسيين والبيزيين » 
ولكنهم وصموا نصرهم بقتل أهلها من المسلمين . وسرعان ما حلّت ساعة الانتقام . وذلك أن 
المرابطين خشوا أن تغدو جزيرة ميورقة قاعدة لمهاججمة أملاكهم في بلنسية وفي ‏ فريقية » فسيّروا 
أسطولاً إلى ميورقة واستردوها من البيزيين وحلفائهم النين ولوا هاربين قبل وصول الأسطول 
المرابطي إلى ميورقة!؟). 

وكان وصول الأسطول المرابطي إلى ميورقة (أواخر ذي القعدة 509 ه- منتصف أبريل 
5م) بقيادة تافرطاس (تافرطست) لإنقاذها من براثن الغزاة . بعد حوالي أربعة شهور من 
كتاب الاستغاثة الذي أرسله أمير البليار مبشر بن سلهان ناصر الدولة إلى أمير المسلمين علي بن 
يوسف بن تاشفين ؛ على يد أبي عبد الله مد بن ميمون القائد البحري المرابطي الشهير!؟) في ١9‏ 
شعبان 509 ه- 8 يناير 17١1ع!0).‏ وليس بعد شهر واحد كما أمر أمير المسلمين07). ولا 
ندري سبب تأخر وصول الأسطول المرابطي إلى ميورقة , بالرغم من معرفة المرابطين بالحصار 
الشديد المفروض عليها » وأنها كانت مهددة بالسقوط في أيدي الغزاة. ومهما يكن هذا السبب 
الغامض الذي أدَى إلى أفدح النتائج وأخطرهاء فقد وصل الأسطول المرابطي بعد فوات 
الأوان إلى جزيرة ميورقة. ويذكر ابن القطان بأن عدد قطعه كان مائة وعشرين قطعة!") 
بينما يحدّد ابن الكردبوس عددها بثلاثمائة » وهو الأرجح في نظرنا لأن عدد السفن البيزية 


)00( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. حاشية « ١"‏ ». ص .١١5‏ 

(0) المصدر السابق. ص .1١١5‏ 

(؟) جوزيف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين - ترججة عمد عبد الله عنان , ص ١547‏ . 
(؛) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي . ص5١‏ : 
(0) الملحق «ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 586 . 

(1) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١١"‏ . 

() ابن القطان: جزء من نظم الجمان/تحقيق د. #ود علي مكي . ص 7١‏ . 


لكف 


وحدها في ثغور ميورقة آنذاك كان ثلامائة سفينة!' . ولا يعقل أن يبرب هذا العدد الكبير من 
السفن , بالإضافة إلى السفن الحليفة الأخرى لدى قدوم أسطول مرابطي من مائة وعشرين 
سفينة وفقا لرواية ابن القطان. ولقد تنبهت مصادرنا الإسلامية إلى هروب البيزيين وحلفائهم 
من جزيرة ميورقة لدى سماعهم بقدوم الأسطول المرابطي . ويقول ابن القطان بأنه عندما وصلت 
مراكب المرابطين إلى « ميورقة وجدت العدو قد أخلاها »!"). بينما يذكر ابن الكردبوس بهذا 
الصدد « فلما شعر العدو بخروج الأسطول المرابطي أخلى عن الجزيرة (ميورقة) وعينه بما احتمل 
من السبي والأموال قريرة »!5 . 

أما الحميري فيقول: « فلما قضى العدو وطره من جزيرة ميورقة أسرع بالرجوع إلى 
بلاده 2206 , ويذكر ابن خلدون في أحد نصوصه ما يلي عند حديثه عن مبشر بن سلهان ناصر 
الدولة أمير البليار «« وكان قد بعث بالصريخ إلى علي بن يوسف صاحب المغرب من لمتونة فلم 
يوافهم الأسطول بلمدد إلا بعد استيلاء العدوء فلما وصل الأأسطول دفعوا العدو عنها . . »(, 
ويذكر القلقشندي نفس الرواية7), كما يذكر ابن خلدون في نص آخر بأن وصول الأسطول 
المرابطي كان بعد « أن أخذ العدو ميورقة ‏ وغنم وأحرق وأقلع »!")! ويصف ابن الكردبوس 
مدينة ميورقة بعد وصول الأسطول المرابطي بقيادة ابن تافرطاش (تافرطيست) وهروب 
الأساطيل الصليبية لدى وصوله قائلاً: « فلما وصل الأسطول (المرابطي) وجد المدينة خاوية 
على عروشها محترقة سوداء مظلمة منطبقة . فعمّرها قائد الأسطول ابن تافرطاس بمن معه من 
المرابطين والجاهدين وأصناف الناس , وجلب إليها من كان فر عنها إلى الجبال فاستوطنوها 
وسكنوها للخل 

وهكذا عادت جزالبليار ثانية إلى حظيرة الإسلام تحت راية المرابطين البواسل الذين 
عمروها من جديد('). أما الغزاة البرابرة فولّوا هاربين لدى قدوم الأسطول المرابطي يحملون في 





)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١١"‏ . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي 
لجزر البليار. ص ٠١8‏ والملحق «ه ». ص 504 . 

(0) ابن القطان: جزء من نظمٌ الجمان. ص 5١‏ . 

() ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١54‏ . 

(؛) الحميري : الروض المعطارء ص 6537 . 

(5) ابن خلدون : العبرء ج؛ » ص 08" . 

() القلقشندي : صبح الأعثى ؛ ج 0 ص 505 . 

(0) ابن خلدون : العبرء ج5 ؛ ص 6068 . 

(8) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ١١4‏ . 

() ابن الكردبوس : المصدر السابق نفس الصفحة , وابن عذاري : البيان المغرب ج ١‏ . ص 5١0‏ . وابن أبي 
زرع : روض القرطاس . ص 870174 ١‏ طبعة الفلالٍ وابن خلدون : العبر. ج 5" . ص 40" . 


"7 


سفئهم أعداداً كبيرة من الأسرى وأكداساً هائلة من الغنائم . موكان أبو الربيع سلهان بن لبون أمير 
البليار من بين الأسرى'' . وظلٌ البيزيون يعرضونه في احتفالاتهم إلى أن توفي في الأسر!")! 
وتدّعي بعض المراجع الأوروبية التي يفترض فيها الدقة والموضوعية , بأن البيزيين أنقذوا 
من مطامير سجون ميورقة عشرين ألف أسير مسيحي ! وهو رقم مبالغ فيه إلى حد كبير » فمن المستحيل 
على ثلاثمائة سفينة بيزية أن تحمل هذا العدد الكبير من الأسرى . بالإضافة إلى المقاتلين 
والبحارة البيزيين والكميات الائلة من الغناتم التي نهبوها والأعداد الكبيرة من الأسرى 
السلمين!"). ويذكر الباروكمبانير بأن البيزيين م ينقذوا من مطامير سجون يابسة وميورقة 
سوى عدد قليل من الأسرى المسيحيين: وأن جل اهتامهم كان منصباً على الكسب والمفام 
وتنمية مصالحهم التجارية » ويصمهم « بالتعصب والانتهازية والجشع والمادية والخيانة ونقض 
العهود بي( . ومن الطريف أن الزهري ينعتهم بنفس النعوت « وبالخيانة والشوم لقا 
فبالرغم من ادعائيم بأن الهدف الرئيسي من ملتهم الصليبية على جزر البليار تحت عم البابا 
باسكال كان من أجل إنقاذ الأسرى المسيحيين!'', إلا أنهم م يطلقوا سراح هؤلاء الأسرى إلا 
مقابل فدية!"". وم يسرق قراصنة بيزة ثروات جزر البليار فحسب , ولكنهم سرقوا كذلك خبراتها 
الفنية ومعارفها العلمية . واستخدموا الأسرى المسلمين في صناعاتهم وفي بناء كاتدرائيتهم 
الشهيرة ذات البرج المائل التي بنوها في القرنين الحادي عشر والثانٍ عشر للميلاد بما سلبوه فن 
الثغور الإسلامية . ويتضح ذلك من معام العمران في كاتدرائية بيزة التي يختلط فيها الأسلوب 
الروماني بالإسلامي والبيزنطي!*). كما سلبوا « الخرائط الميورقية » التي تعلّموا منها من 
الخرائط البحرية!'). وكانوا قبل حملتهم الصليبية على جزر البليار لا ييزون بين سواحل هذه 
الجزر وساحل إمارة قطلونية!'! وأهم من ذلك كله فقد سرق البيزيون من جزيرتي يابسة 


1 





. ١564 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 

0( الملحق « ه » لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 789. ودائرة المعارف البريطانية . مج ١0‏ . 
ص وة؟ لعام ؟9531١.‏ 

(؟) دائرة المعارف البريطانية . مج ١7‏ . ص 586 لعام ؟155. 

(4) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص1119-115. 

(0) الزهري: كتاب الجغرافية . ص78 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١7-١٠١5‏ وملحق «4 » ص 5314. 

(1) دائرة المعارف البريطانية , مج ١0‏ . ص 06ه لعام 1555 . 

(ه) المصدر السابق, مج 307 . ص ١١7‏ لعام 1956. 

(1) خوان بيرنيط : الأصل العربي الإسباني لفن الخرائط البحرية/ مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية . 
المدد الأول . ص١7‏ 

.1١6-1١4 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار: ص‎ )٠١[ 


لفض 


وميورقة بالإضافة إلى التحف الذهبية والعاجية والبللورية والمنسوجات الثمينة , عدداً كبيراً 
من الكتب التي عثروا عليها في مكتباتها الحافلة » وزعموا أنهم استردوا ما سرقه المسلمون 
البليارون من تغورى!")! 

كما نقلوا ح- جميع الخبرات البليارية المكتسبة في مختلف أن نواع الصناعات المعدنية والزجاجية 
والخزفية , واستخدموا أسرى المسلمين من جزر البليار في هذه الصناعات . وليس أدل على ذلك 

من اشتهار الخزف البيزي ذي البريق المعدني الذي اشتهرت به ميورقة باسم « الماجوليكة »© نسبة 
إلى ميورقة . وعم هذا الاسم في شتى أنحاء أورويا؟. 

ومهما يكن الأمر فقد استرجع المرابطون يابسة وميورقة من أيدي الغزاة!". النين ولُوا 
هاربين لدى قدوم الأسطول لمرابطي بقيادة ابن تافرطاس (تافرطست). ومن شدة هلعهم 
وارتباكهم بعد ! قلاعهم العاجل من جزيرتي يابسة وميورقة » أخطأت أربع سفن من أسطوهم 
الطريق وتوجهت شرقاً إلى دانية في ساحل الأندلس الشرقي . بدلاً من أن تتجه إلى بيزة » ومكن 
أبو السداد عامل دانية وقائد أسطوها من إغراق واحدة منها وأسر الثلاث الأخرى وضمها 
لأسطوله !19 , 

واستقر الحك المرابطي في جزر البليار بفضل الجهود التي بذلهاءابن تافرطاس 
« تافرطست » قائد الأسطول . الذي عمّر ما تخرب من هذه الجزرا*! وأمّن من فر من سكانها إلى 
الجبال . وأسكن فيها حشود المتطوعة والمرابطين والجاهدين من رجال أسطوله ‏ وبعد أن أعاد 
ابن الرطاي الأمن والاستقرار إلى ربوع البليار عاد على رأس أسطوله إلى « مكانه وموضع 
استيطانه 16" وأصبحت جزر البليار منذ ذلك الحين تحت الحك المرابطي . ويذكر ابن أبي 
زرع بهذا الصدد « وفي سنة تسع وخسمائة ملك أمير المسلمين علي بن يوسف الجزائر البحرية من 
شرق الأندلس »"2. ويحدد ابن القاضي هذه الجزائر بقوله « وملك أمير المسلمين (علي بن يوسف 
ابن تاشفين).. من الجزائر ميورقة ومنورقة ويابسة .. »!*). وكان استرجاعها من أيدي غزاة 





. 5١4 كليليا سارنللي تشيركوا.: مجاهد العامري . ص‎ )١( 

(؟) جوستاف لوبون: حضارة العرب . ص7١0.‏ 

() ابن عذاري : البيان المغرب . ج١‏ . ص 00. وابن أبي زرع : روض القرطاس ص 74 ؛ 817 طبعة 
الفلالي . وابن خلدون : العبر؛ اج 8" عوج اص /5211 828+ 

(4) ابن الكردبوس: قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي» 
ص 2.154 

(و) ابن خلدون : العبر. ج7 . ص87" . 

() ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١56‏ . 

(0) ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 87 طبعة الفلالي . وص ١17‏ طبعة دار المنصور للطباعة والوراقة. 
(4) أحمد بن القاضي المكنامي : جذوة الاقتباس/القسم الثاني ؛ ص 570 . 


رقض 


الحملة الصليبية البرابرة تلبية لصريخ أهل هذه الجزر وقياماً بالواجب المقدس في نصرة مسلمي 
الأندلس('. الذي اتخذه المرابطون بما عرف عنهم من نقاء وحميّة نبراساً لهم وهدفاً سامياً يسعون 
جاهدين لتحقيقه ويضحون من أجله بكل ما لد.هم من إمكانيات بشجاعة منقطعة النظير.. 
« فقد كانوا يختارون الموت على الانبزام» ولا يحفنظ هم فرار من زحف.. وكانوا (في صمودهم) 
أثبت من الهضاب »("). واتخذوا من كتاب الله وسنة رسوله نبراساً يستهدون به بما مما جبلوا 
عليه من فطرة نقية » فقد كانوا كما يقول صاحب الحلل الموشية « أقواماً ربتهم الصحراء ؛ نيتهم 
صالحة ‏ م تفسدها الحاضرة ولا مخالطة الأسافل »0©). 

ومع ذلك فإننا نجد ني « كتابات معظم المؤرخين الأوروبيين حملة ظالمة على المرابطين ؛ كان 
الدافع إليها إما التعصب الديني أو الكراهية التي كادت أن تكون « شخصية © ويقضح ذلك 
ما كتبه الباحث ال هولندي الكبير راينهارت دوزي!) والمؤرخ الألمافي جوزيف أشباخ الذي 
يزعم بأن المرابطين انتقموا للسلمين من أهل جزر البليار. .« بقدل جميع سكانها 
النصارى .. »'*) وقبل أن نناقش هذه المزاعم نود أن نغير إلى أن النصارى المعاهدين في 
الأندلس تمتعوا طيلة العهود الإسلامية بكافة الحقوق التي يوفرها المجتمع الإسلامي للذميين 
المسالمين والتي تمثلت بمختلف « ضروب الرعاية والتسامح »ء ومع ذلك م يخلصوا في تعاملهم 
وكانوا يتحينون أي فرصة لطعن المسلمين وخيانتهم والتعاون مع أعدائهم » وتوجد أمثلة لا 
حصر لها عن خياناتهم المتكررة في عهد ملوك الطوائف وإسهامهم في سقوط المدن الإسلامية في 
يد النصارى الإسبان7"). ووصل التسامح في عهد علي إ قبال الدولة إلى درجة تنذر يمخاطر لا 
حصر للاء فقد منح لرئيس أساقفة برشلونة حق الإشراف الروحي على رعايا جزر البليار 
ودانية من النصارى المعاهدين 54: ه - ٠١007‏ م("!ء, بالرغم من عداء إمارة قطلونية الشرس 
مسلمي الأندلس وتطلعها للتوسع على حسابهم وطمعها في الاستيلاء على جزر البليار. وقد رأينا 
مدى سرعة استجابتها للبيزيين في الاشتراك في الحملة الصليبية المؤتلفة على جزر البليار : وما 
أسهمت به في دور خطير كان من العوامل الرئيسية التي مكنت أولئك البرابرة من الاستيلاء 





)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء ص١١‏ . وابن خلدون: العبرء ج35 ء 
ص الى" ونمة. 

00( ابن عذاري : البيان المغرب . ج 5 . ص١١‏ . 

(؟) مجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص 65 . 

(؛) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين ؛ ص ٠١‏ . د . حسين مونس : سبع وثائق 
جديدة عن دولة المرا بطين/ صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بدريد , مج ؟ ءسنة ١56014‏ .ص اه -08. 
(0) جوزيف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 149-117 . 

(1) حمد عبد الله عنان : دول الطوائف . ص 108 .11١١-‏ 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ملحق «” ». ص 55١‏ -575. 


إرفض 


على يابسة وميورقة وارتكاب الجازر الحمجية التي سبق ذكرها!' . وبناء على ما سبق ذكره 
فإنني أرجح تعاون نصارى البليار من المعاهدين مع الغزاة الصليبيين. إن صحت رواية 
جوزيف اشباخ الآنفة الذكر » ما عرضهم بعد قدوم الأسطول المرابطي إلى جزيرة ميورقة إلى 
الانتقام » وهذا أمر طبيعي تقره كل الشرائع والقوانين » ليس لكونهم نصارى بل لكونهم خونة 
تنكروا لكل العهود والمواثيق . وبالرغم من ذلك فإنني أعتقد قياساً على أحداث لاحقة وقعت 
بعد حوالي عشر سنوات من تاريخ الفتح المرابطي لجزر البليار , قام بها النصارى المعاهدون في 
شرق الأندلس وكورة غرناطة باستدعاء الفونسو المقاتل ملك أرغون وقدموا له العون ؛ وانضم 
الآلاف منهم إلى صفوف قواته وعاثوا فساداً وتدميراً 9١م‏ -١؟ه‏ هده؟١1155-1مء‏ 
وبالرغم من خيانتهم السافرة ونقضهم للعهود وخروجهم على الذمة : فقد اكتفى أمير المسلمين 
علي بن تاشفين بعد استشارة كبار الفقهاء وعلى رأسهم ابن رشد الجد . بنفي من ثبتت خيانته 
إلى مكناسة وسلا في عدوة المغرب!". وقياساً على ما سبق ذكره فإنني أعتقد بأن ما ذكره 
جوزيف اشباخ عن قتل المرابطين نصارى البليار فيه مبالغة كبيرة . 


والأرجح أن ما حصل هو ملاحقة أهل جزر البليار للخونة من المعاهين النصارى النين 
نقضوا العهد وتعاونوا مع الغزاة وأسهموا في جرائٌهم الوحشية بدافع من التعصب الديني . وربا 
يكون بعض هؤلاء قد قتل بدافع الانتقام وليس بناء على سياسة عدائية للنصارى المعاهدين 
خططت لا الدولة المرابطية التي تستهدي بالقرآن الكريم في أحكامها وتبالغ في رعايتها لهؤلاء 
الخونة إلى درجة عرضت فيه أمن الأندلس للخطر في وقت كانت فيه الهمجية الصليبية في 
عنفوان قوتها وشراستها . ولو اتبعت الأسلوب الذي اتبعه النصارى الإسبان في تعاملهم مع 
المسلمين لكان للإسلام في الأندلس تاريخ آخر! فقد دفع المسلمون مُناً غالياً لعدالتهم وإ نسانيتهم . 
ومهما يكن الأمر فقد غادر ابن تافرطاس جزر البليار في مطلع عام 0٠١‏ ه- مايو 7١١1م‏ 
كما نرجح . وترك مسؤولية الإشراف على هذه الجزر وحمايتها لأبي السداد « قائد البحر » في 
قاعدة دانية البحرية كما سيتضح لنا بعد مناقشة الرسالة المرابطية اللاحقة والتي ستكون خير 
عون لنا في توضيح الفترة الغامضة الأولى من تاريخ المرابطين وولاتهم في جزر البليار!؟. 

اختلاف الروايات عن ولاة جزر البليار والمشرفين عليها 


م يمكث ابن تافرطاس قائد الأسطول المرابطي في جزر البليار سوى فترة وجيزة . ولو 
فرضنا أنه بقي فيها شهرا وهي مدة كافية لإنجاز المهام التي سبق ذكرها. وكما ذكرنا فقد 


)١(‏ المصدر السابق: ص ٠١6‏ وما بعدها. 
(؟) مجهول المؤلف : الحلل الموشية . ص55 .0١-‏ 
(0) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص 180 . 


تفف 


وصلها بعد إقلاع الأساطيل الصليبية بفترة وجيزة , أي حوالي منتصف إبريل وغادرها في 
منتصف مايو الذي يوافق مطلع شهر حرم 05٠١‏ هاء وهو مجرد تقدير فيل إلى ترجيحه!" . 
وهنا نقف أمام فترة مضطربة في مصادرنا الإسلامية » وكان من الممكن أن يظل الغموض محيطاً 
3 الفترة لولا العثور على رسالة مرابطية هامة من إنشاء أبي القاسم مد بن عبد الله بن الجد 
الفهري!'! : أرسلت إلى أول ولاة جزر البليار بأمر من أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين 
من مراكش قاعدة ملكه بتاريخ العشرين والحادي والعشرين من ربيع الأول 5٠١‏ ه « لتسع 
بقين من ربيع الأول سنة عشر وخحسمائة » . وقبل أن نذكر امم هذا الوالي الذي أغفل جامع 
الرسائل المرابطية ذكرط" والذي أسعفنا باسمه ابن عذاري في نصه اطام عن ولاة جزر البليار 
من لمتونة ومسوفة!4) » سنناقش الرسالة المرابطية المشار إليها والتي سيتضح من مضمونها معرفة 
أسماء المشرفين على جزر البليار في الفترة من أوائل محرم 5٠١‏ ه - منتصف مايو ”5١١١م‏ وهو 
التاريخ الذي رجعنا أن يكون ابن تافرطاس غادر فيه جزر البليار ‏ وحتى العشرين والحادي 
والعشرين من ربيع الأول - ؟ ؛ " أغسطس ١1١7‏ م» وهو تاريخ هذه الرسالة . 

وفيا يلي نص الرسالة المشار إليها « وكتب أبو القاسم ابن الجد بولاية ميورقة قائلاً : « كتابنا 
أبقاك الله وأعزك بتقواه وأناف بك على ما تتمناه من حضرة مراكش - حرسها الله - لتسع بقين 
من ربيع الأول سنة عشر وخسمائة . عندما ورد علينا الخبر اليقين يموت أبي السداد رحه الله » 
ورأينا - والله الموفق للصواب - أن نوليك جميع ما كان يتولاه على أنا ما كنا أقررنا له 
بميورقة - حرسها الله - إلا إقرار منعه » وفي سبيل قلعه . وغرضنا كان أن نولي عليها من يصلح 
من أعيان الرجال . فإنها بلدة كبيرة تحتاج إلى من يسوس أمرها ويحوط أهلها ء فتول ما وليناك 
منها ومن جميع ما كان تحت يد المذكور مضافاً إليها ؛ بصدر منشرح وأمل منفسح . واستشعر 
تقوى الله سرك وجهرك », واجغلها عماذ امرك فعليها مدار الأعمال؛ وبها صلاح الأحوال» 


)١(‏ الملحق «؛ » ص *"؟ . والملحق «ه » ص ١85‏ لكتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار. 

(؟) من أسرة بني الجد من كبار أعيان أشبيلية ولبلة ؛ التي برز فيها عدد كبير من كبار العلماء والأدباء 
والكتاب والوزراء » ومن بين هؤلاء كان أبو القاسم ابن الجد الذي اشتهر بمعرفته الواسعة بعلم الحديث والفقه 
والأدب , وكان من وزراء بني عباد في أشبيلية » وبعد خلعهم على يد يوسف بن تاشفين , اعتزل ابن الجد 
المناصب فترة من الزمن» إلى أن استدعاه علي بن يوسف بن تاشفين لتولي الكتابة في ديوان رسائله فاستجاب 
إلى ذلك وبقي في هذا المنصب حتى وفاته 1ه ه - ١15١‏ م (ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / 
القسم الثاني /الجلد الأول ص 5886 . وحاشية .»١١«‏ ود. مود علي مكي , وثائق جديدة عن عصر 
المرابطين حواشي ص 185-186. 

(0) د . عمود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين/ تطوان - 117٠‏ .ص ١08-١6‏ . 

(1) ابن عذاري: البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب/ القسم الثالث القسم الموحدي » 
ص 0١؟‏ , عني بنشرة أمبروسي هويسي ميراندة بالتعاون مع مد ابن تاويت وهمد بن إبراهم المكناسي » 


. ١95. - تطوان‎ 


زف 


وحسّن في أهل تلك الجزائر - جبرهم الله - سيرتك , وأخلص في النصح لم - والرفق بم 
سريرتك , وأكّد في إيثار العدل فيهم وسلوك طريق الحق بهم بصيرتك . وسكن بلين الكلمة 
وحسن النصفة أحواهم » وارفع بحزمك وعزمك في ضبط البلد أوصاهم » » واسع بحسن سياستك 
في استرجاع من خرج من جيرانهم ‏ واجتهد في صرفهم إلى أوطا نهم حتى يكثر بفضل الله عددم 
وينجبر بلدهم وانظروا في | مر الأسطول المستخلص بدانية - حرسها الله - واستنب في ذلك من 
ترضاه . وإذا وصل إليك خطابنا هذا فلا تتوقف عن النفوذ نحوهم واللحاق مم فإنم 
بستوتوكون عرلا م ثم لا سيا بما أحدثه السفيه المعتوه ابن أي السداد من إيحاشهم هم 
وبوصولك إليهم ب يستقم أمرهم ٠‏ ويذهب ذعرهم إن شاء الله تعالى والسلام لك 

يتضح من الرسالة الآنفة الذكر ما يلي : 

أ- انها بمثابة كتاب تولية للمرسل إليه (والذي أغفل جامع الرسائل المرابطية اسمه) بعد 
وفاة أبي السداد وتولي ابنه من بعده الإشراف على شؤون جزر البليار ء وإذا ما علمنا بأن أبا 
السداد المذكور كان « قائد البحر » في قاعدة دانية البحرية عند انسحاب القوات الصليبية 
المؤتلفة من جزر البليارء حيث تمكن كما ذكرنا من إغراق سفينة بيزية ضلت السبيل وأسر 
ثلاث سفن وضمها لأسطوله'"' » فمعنى ذلك أن أبا السداد تولى شوون جزر البليار بعد انسحاب 
الأسطول المرابطي إلى قاعدته بشكل موقت لأسباب دفاعية « إقرار منعه » كما ورد في نص 
الرسالة » وتضيف إلى ذلك «وفي سبيل قلعه » أي عزله , عندما يولي أمير المسلمين علي بن 
يوسف بن تاشفين على جزر البليار.. « من يصلح من أعيان الرجال »!". 

ويزيدنا قناعة بذلك تولية المكلف بولاية ميورقة وذواتهاء وبالإضافة إلى ذلك ما كان 
يتولاه أبو السداد » وقد ورد ذلك في نص الرسالة كما يلي « فتول ما وليناك منها ومن جميع ما 
كان تحت يد المذكور مضافاً إليها.. » ويوضح في فقرة لاحقة ما كان يتولاه أبو السداد قائلاً 
« وانظروا في أمر الأسطول المستخلص بدانية.. واستنب في ذلك من ترضاه ». 

ب- بعد وفاة أبي السداد قام أهل ميورقة بتولية ابنه من بعده دون الرجوع إلى أمبر 
المسلمين علي بن يوسف.بن تاشفين ؛ على أمل أن يسوسهم بعدل واستقامة فيقرهم أمير المسلمين 
على اختيارهم . ولكنه قسا في معاملتهم وأساء إليهم بما قام من تصرفات سيئة سببت « إيحاهم 
وترويعهم » مما دعا أمير المسلمين أن يلقبه « بالسفيه المعتوه » وأن يطالب الوالي المكلف في 
« استرجاع من خرج ».. من أهل هذه الجزر بسبب سوء تصرفات ابن أبي السداد « وصرنهم 





.187-180 د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة من عهد المرابطين . ص‎ )١( 
. ١56 (؟) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص‎ 
.187- 180 د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة من عهد المرابطين . ص‎ )( 


إهض 


إلى أوطانهم حتى يكثر عددهم وينجبر بلدهم .. » كما يوصيه بأن يحسن معاملتهم وأن يخلص 
النصح لهم وأن يرفق بهم ويعدل بينهم . 

ج- حدّد أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين لعامله على جزر البليار الطريق الذي يتوجب 
وليه اتباعه ؛ والنهج الذي ينبغي عليه سلوكه , والدستور الذي يتوجب على كل مس التقيد به 
وتطبيق أحكامه ؛ ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله كما يتضحٍ من التوصية التالية . « واستشعر 
تقوى الله سرك وجهرك واجعلها عماد أمرك فعليها مدار الأعمال وبها صلاح الأحوال » هذه 
هي التقاليد المرابطية الأصيلة لمن عرفوا الإسلام على حقيقته وطبقوه بحرفيته . فكان بذلك 
ناريخهم من أكثر صفحات التاريخ الإسلامي إ شراقاً ‏ ومع ذلك م يتورع مؤرخ عرف بوضوعيته 
وهو المؤرخ دوزي أن يظلمهم بتحامله الواضح وعدائه المستهجن وتحقيره الذي لا مبرر له حيث 
يدعوهم دامًا بالأفارقة القساة وبالبدو الرحل النين اعتادوا على السلب والنهب(' . لقد أعمى 
التعصب هذا العام الكبير وم ير في النور إلا ظلاماً! 

د- كما يتضح من نص الرسالة الآنفة الذكر مدى عناية أمير المسلمين علي بن يوسف بن 
تاشفين بجبزر البليار وتقديره لأهميتها ورغبته في اختيار من يصلح لولايتها كما يتضح من 
الفقرة التالية من هذه الرسالة : « وغرضنا كان أن نولي عليها من يصلح من أعيان الرجال فإنها 
بلدة كبيرة تحتاج إلى من يسوس أمرها ويحوط أهلها » . وهنا نتساءل : من هو الذي وقع عليه 
اختيار أمير المسلمين ولتوليته عاملاً على جزر البليار؟ في العشرين والحادي والعشرين من ربيع 
الأول سنة 01١‏ ه - ” . " أغسطس 15 11 م؛ بعد رحيل الأسطول المرابطي بقيادة ابن أبي 
تافرطاس » وموت أي السداد وسوء سيرة ابنه الذي تولى من بعده ء وبالرجوع إلى ما ذكره ابن 
عذاري يتضح لنا بأن أول الولاة النين ولاهم أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين على جزر 


البليار كان وانودين بن سير الذي بقي عاملاً على هذه الجزر ثلاثة شهورا". 


وقبل أن نذكر الولاة من لمتونة إلى مسّوفة!"! النين تعاقبوا على حك جزر البليار في 


.١؟14ص الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليار»‎ )١( 
. 5١6 ابن عذاري: البيان المغرب , القسم الثالث/ القسم الموحدي . ص‎ )'( 
(؟) لتونة ومسوفة : من القبائل الصنهاجية الصحراوية وأكثرها قوة وعزة ومنعة ونقاء فطرةكانت صنهاجة‎ 
وكانت الزعامة على قبائل صنهاجة‎ .)١ تضم سبعين قبيلة (بجهول المؤلف: الحلل الموشيةء ص‎ 
الصحراوية في جنوب غرب بلاد المغرب الأقصى لقبيلة لمتونة . (ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص‎ 
بالغرب , ص 10 ) . وانتشرت الدعوة المرابطية بين قبائل صنهاجة على يد الفقيه الجاهد عبد الله بن ياسين‎ 
.)١6- ١4 إن أبي زرع : روض القرطاس . ص‎ 

وتوى زعامة القبائل الصنهاجية وقيادة المرابطين 470 ه - ٠١7”‏ م يوسف بن تاشفين الذي أرمى دعام 
حم المرابطين من لمتونة (بجهول المؤلف: مفاخر البربر. ص 558 » وابن عذاري: البيان المغرب “ج 4 ١‏ 
ص6195. 2 


فضا 


السنوات العشر الأولى من الح المرابطي , سنذكر بعض نصوص ابن خلدون غير الدقيقة عن 
ولاة هذه الجزر في عهد المرابطين من لمتونة » وما ذكره المؤرخ الإسباني الكبير قديرة في هذا 
الصدد , محاولاً التوفيق بين نصوص ابن خلدون المثار إليها وما ذكره ابن الكردبوس وابن 
عذاري بهذا الصدد . ويمكن إيجاز ما ذكره ابن خلدون ني نقطتين» الأولى منهما أن أول ولاة 
جزر البليار في العهد المرابطي هو أنور (وانور) ابن أبي بكر اللمتوني , وأنه ظل والياً على هذه 
الجزر حتى عام 0٠١‏ ه-5١١١م,2‏ وهي رواية غير صحيحة وسيتضح ذلك من الفقرات 
اللاحقة . ويضيف ابن خلدون إلى روايته الآنفة الذكر بأن أهل هذه الجزر أعلنوا الثورة على 
عاملهم «أنور بن أبي بكر اللمتوني » عندما عسف بهم وفرض عليهم بناء مدينة أخرى غير 
مدينة ميورقة بعيدة عن البحر ؛ وتمكئوا من اعتقاله وتصفيده » وطلبوا مر من أمير المسلمين علي 
ابن يوسف بن تاشفين عزله وتولية عامل آخر عليهم فأعفاهم منه , وهذه الرواية تفتقر إلى الدقة 
وسنحاول مناقشتها في فقرة لاحقة!'. أما النقطة الثانية فهي تولية مد ين علي بن يحيى المسوفي 
(ابن غانية )عاملاً على جزر البليار 07٠١‏ هع ا . وبالرغم من أن معظم الموؤرخين النين 
كتتبوا عن هذه الفترة أو أشاروا إليها ذكروا نفس الرواية!""؛ إلا أنني أعتقد بأما بحاجة إلى 
مناقشة دقيقة نظراً للتناقض الواضح بين هذه الرواية وما ذكره عبد الواحد المراكشي بهذا 
الصددك), 

وقد تنبه المؤرخ الإسباني الكبير قديرة إلى الأخطاء التاريخية في نصوص ابن خلدون الآنفة 
الذكر والتناقض الواضح بين هذه النصوص وما ذكره بهذا الصدد ابن الكردبوس وابن عذاري 
وحاول التوفيق بينها » وخرج بالنتيجة التالية : 

«تم فتح ميورقة بعد جلاء الجنويين!* والبيزيين والقطلانيين عنها في سنة 


- وكانت قبيلة مسوفة الصنهاجية تلي قبيلة لمتونة في القوة والمنعة » وكان من كبار رجالات يوسف بن 
تاشفين من هذه القبيلة الباسلة يحيى المسوفي » وقد تربى ابنه علي تحت رعاية أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ؛ 
وقام بتزويجه فتاة من أهل بيته تدعى «غانية » وأنجبت منه ولدين هما يحيى وعمد . وقد ولَى أمير المسلمين 
علي بن يوسف بن تاشفين مد بن علي المسوفي (ابن غانية) عاملاً على جزر البليار وقد حمل أبناء 
عمد المذكور وأحفاده الراية المرابطية في جزر البليار بعد اجيار المرابطين من لمتونة (ابن خلدون : العبر؛ 
ج14ء ص 907-506 وج 3. ض 7807 و١6"‏ وما بعدها). 

)00( ابن خلدون : العبر ج 1 . ص 86" -05” . 

0( ابن خلدون : العبرء ج” . ص87" , و١59.‏ وص5-860.06.ه. 

0( أبن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 7١0‏ . ويوسف اشباخ : عصر المرابطين والموحدين في 
المغرب والأندلس » ص ١45‏ . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص7١‏ . وألفريد بل: بنو 
غانية. ص 4 . 

(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 8-67" . 

(5) م يشترك الجنويون في الحملة الصليبية المؤتلفة (تخطيط تاريخي لجزر البليار الملحق ص .)١89‏ 


ريض 


و.ه ه-1115م على يد ابن تافرطاس (تافرطست) قائد الأسطول المرابطي الذي توجه 
لاستنقاذ الجزر الشرقية . وكان أول ما فعله هذا القائد هو تأمين الجزر وإصلاح مدنها وبناؤها 
من جديد ء وقد رغب ابن تافرطاس (تافرطست) جنوده وبحارته في الإقامة بالجزيرة 
والاستقرار بها وأعاد إليها أهلها النين لاذوا بالجبال عند وقوع الغزو المسيحي . ويبدو أن 
إقامة ابن تافرطاس على حك الجزيرة كانت مؤقتة ريثا يتم تعيين عامل عليها.. »('). وقد 
اعتمد قديرة في نصه الآنف الذكر على ابن الكردبوس . وقد سبق وأن ذكرنا ذلك 
واعتمدناء!'' ؛ ولكن قديرة يتجاهل الفترة الممتدة من مغادرة ابن تافرطاس لجزر البليار في 
مطلع عام 5٠١‏ ه - منتصف مايو 1١17‏ م على وجه التقريب ٠‏ وتولية أول ولاة جزر البليار 
بأمر من أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين , في كتاب التولية الذي كتبه أبو القاسم ابن الجد 
والمؤرخ «في العشرين أو الحادي والعشرين من ربيع الأول «لتسع بقين من ربيع الأول » 
٠‏ هح؟ أو" أغسطس 5١١1م‏ ء وكان يتولى شؤون جزر البليار في هذه الفترة أبو السداد 
وابنه من بعده ‏ كما يتضح من مضمون الرسالة الآنفة الذكر »!"). وبعد أن تجاهل حوالي 
الثلاثة الأشهر من تاريخ جزر البليار وولاتها انتقل فجأة إلى ذكر ولاة جزر البليار وفقاً لرواية 
بن عذاري!* : وحاول أن يوفق بين ما ذكره ابن عذاري ونص ابن خلدون الآنف الذكر عن 
وانور « أنور » ابن أبي بكر اللمتوني!*) قائلاً في تئمة نصه السابق ما يلي : « .. وقد وصل هذا 
العامل بالفعل خلال نفس السنة وكان قائداً مرابطياً هو وانودين بن سير الذي ظل حاكماً لا 
فترة قصيرة لا تزيد على ثلاثة أشهر »(0). وكان وصول هذا العامل كما يتضح من الرسالة 
المرابطية الآنفة الذكر بعد فترة وجيزة من تسلّمه هذه الرسالة » التي كانت بثابة كتاب تولية 
مؤرخ في 7١ - ٠٠١‏ من ربيع الأول/ ؟ "٠‏ أغسطس 1١١7‏ ع!"). وقد ذكر ابن عذاري ما بلي 
بهذا الصدد عند ذكره لغزو النصارى لميورقة وذواتها.. « .ثم استفتحها المرابطون ودخلها 
وانودين بن سير من قبل أمير المسلمين علي بن يوسف ابن تاشفين فبقي بها ثلاثة أشهر . . »!*ا. 


)١(‏ د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين, ص .11١‏ (عن قديرة: انحلال 
المرابطين . ص .)١91- 1107١‏ 

. ١74 ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص‎ )١( 

() د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين. ص 185-180. 

ك4( ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 5١6‏ . 

(5) ابن خلدون : العبر. ج 4 . ص 6ه"-5ه5. 

[1) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص ١1١‏ (عن قديرة - انحلال 
المرابطين . ص ١٠7١‏ -191). 

() المصدر السابق. ص 186 -185. 

(8) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي ص 7١0‏ . 


خض 


ويتابع ابن عذاري ذكره لولاة جزر البليار من لمتونة ومسوفة بعد وانودين بن سير قائلاً « . 
ثم وليها من بعده أبو بكر بن تكراطات ثم وليها من بعده يانور بن مد فقامت عليه الرعية 
فقتلوه , ثم وليها أبو بكر علي بن ورقاء فمات بها ثم وليها مد ابن غانية المسوفي حتى مات 
مقتولاً .. »0). وقد حاول قديرة التوفيق بين النص الآنف الذكر لابن عذاري وما ادّعاه ابن 
خلدون عن تولية أمير المسملين علي بن يوسف بن تاشفين لأنور « وانور » ابن أُبي بكر اللمتوني 
لجزر البليارء منذ فتحها وحتى قيام أهل جزر البليار بالثورة عليه!") وتولية مد بن علي 
المسوفي مكانه 07٠6‏ ه- "(01١155‏ قائلاً ما يلي في ختام نصه الآنف الذكر بعد أن أشار إلى 
تولية وانودين بن سير أول ولاة جزر البليار.. «ثم خلفه أبو بكر تاكرانت!': وأعقب هذا 
وانور بن عمد" الذي ثار عليه أهل الجزيرة لأنه أمرهم ببناء مدينة أخرى بعيدة عن البحر 
فتمكن الثوار من القبض عليه وصفدوه وبعثوا إلى أمير المسلمين مبيّنين ما وقع » فقبل علي بن 
يوسف عذرهم''' ؛ وولّى عليهم في هذه الأثناء أبا بكر علي بن ورقاء الذي توفي على الأرجح في 
سنة 0٠٠‏ ه-؟١١1"61.‏ وحينئذ عهد أمير المسلمين إلى مد بن غانية!*'؛ وبالرغم من تناقض 
النصوص التي ذكرها عبد الواحد المراكشي ببذا الصددا"! والتي سنذكرها في موضعها مع 
النصوص الآنفة الذكر لابن خلدونء ومع ما ذكره ابن عذاري عن ولاة جزر البليار في السنوات 


)١(‏ المصدر السابق نفس الصفحة. 

.#”85- "80 ابن خلدون : العبر. مج ؛ . ص‎ )١( 

(") المصدر السابق. مج 3 . ص 807" 3916 . 

(؛) في نص ابن عذاري/القسم الموحدي . ص 0١؟‏ «أبو بكر بن تاكراطات ». 

(5) في نص ابن عذاري/القسم الموحدي يانور بن مد وأنه مات مقتولاً . 

() يبدو بأن قديرة حاول أن يجد في ولاة جزر البليار النين ذكرهم ابن عذاري من تنطبق عليه الرواية 
التي ذكرها ابن خلدون عن وانور « أنور » ابن أبي بكر اللمتوني الذي ثار عليه أهل ميورقة . (العبر؛ مج ؛ . 
ص 00" -551)» فوجد في يانور ابن عمد بعض التائل في الاسم والخبرء فاعتبر أنه هو نفس الشخص الذي 
ذكره ابن خلدون. 

(0) ذكر ابن عذاري اسم"أني بكر علي بن ورقاء في قائمة ولاة جزر البليار قن لمتونة بعد يانور بن عمد 
وأضاف إلى ذلك أنه مات في جر البليار وم يحدد تاريخ ذلك ؛ (اين عذاري : القسم الموحدي . ص .)5١6‏ 
ونظراً لأن تاريخ تولية مد بن علي المسوني وثورة أهل جزر البليار على وانور بن أُبِي بكر اللمتوني في سنة 
ه 1151م فقد استنتج قديرة بأن وفاة ابن ورقاء كانت في نفس العام (العبرء مج ؛ . ص 5ه”). 
(م) وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص ١15-١15١‏ (عن قديرة/ انحلال المرابطين » 
ص 7١‏ -171). وقد ذكر ابن عذاري نفس الرواية دون أن يحدد تاريخ تولية مد بن علي المسوفي ولكنه 
أثار إلى نقطة هامة . وهو أنه ظل والياً على جزر البليار حتى مقتله. (البيان المغرب/القسم الموحدي» 
ص .)7١0‏ أما ابن خلدون فقد ذكر تاريخ توليته ووفاته . (العبر.مج 5 .ص 59١‏ وما بعدها) . 

(9) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 19" - 48" . 


3846 


العثر الأولى من الحك المرابطي'': لا أجد أمامي وسيلة للتوذيق بين النصوص التي ذكرها ابن 
خلدون وابن عذاري وابن الكرد بوس» أفضل من الأسلوب المنهجي السلم الذي اتبعه المؤرخ 
الكبير قديرة باستثناء الفجوات التي أشرنا إليهاء وبناء على ذلك ستكون القائمة التالية لولاة جزر 
البليار » وف للنصوص المتوفرة ومحاولة التوفيق بينها. 


قائمة المشرفين 
على جزر البليار وولاتها الأوائل 


المشرفون عل جزر البليار في بداية الفتح المرابطي 

أ- قائد الأسطول البحري المرابطي ابن تافرطاس « تافرطست » من أواخر ذي القعدة أو 
أوائل ذي الحجة 505 ه إلى مطلع عام 5٠١‏ ه على وجه التقريب!"). 

ب- أبو السداد وابنه من أوائل محرم 0٠١‏ ه إلى تلم وانودين بن سير أول ولاة جزر 
البليار كتاب التولية المؤرخ ٠١‏ أو 5١‏ من ربيع الأول « لتسع بقينمن ربيع الأول » 
0٠‏ ه- 5-5 أغسطس 1115م!"!. أي في بداية ربيع الثاني 5٠١‏ ه - حوالي منتصف 
أغسطس 17١١م‏ إذا أخذنا بعين الاعتبار الفترة الزمنية التي استغرقها وصول كتاب التولية 
إلى العامل المكلف من جهة . ومن جهة أخرى المدة التي قضاها للوصول إلى مركز عمله في 
جزر البليار سواء كان ذلك من بلاد المغرب أو الأندلس. 

ولاة جزر البليار في السنوات العشر الأولى من الحك المرابطي 

أ- وانودين بن سير من مطلع ربيع الثاني 5٠١‏ ه إلى مطلع شهر رجب 0٠١‏ ه - من 
حوالي منتصف شهر أغسطس إلى حوالي منتصف شهر نوفمبر ١١١7‏ م» فقد تولى حم جزر 
البليار ثلاثة شهور كما يقول ابن عذاري في نصه التالي : « ودخلها (أي جزر البليار) وانودين 





. 5١6 ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ )١( 

(') الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١١8‏ ., والملحق «؛ » . ص 798 , والملحق «0 », 
ص 6م؟. 

(؟) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة من عصر المرابطين . ص 180 . وابن الكردبوس : قطعة من 
كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص ١56‏ . وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 9١6‏ . 


لكا 


أبن سير فبقي بها ثلاثة أشهر ٠»‏ , وكان أول ولاة جزر البليار النين ولاهم عليها أمير المسلمين 
علي بن يوسف بن تاشفين بشكل رسمي وكان له دوره العسكري الام في التاريخ المرابطي بعد 
عزله عن ولاية جزر البليار وتوليته على سجلماسة في مرحلة لاحقة. فقد اشترك في معركة 
البحيرة ضد الموحدين الثاني من جادى الأولى 554 ه ١١‏ أبريل .0211 . 

ب - أبو بكر بن تكرطات'" . ول يذكر ابن عذاري مدة ولايته ولم أجد ذلك في أي نص 
آخر تمكنت من الاطلاع عليه ؛ ويدعوه قديرة ما بلي : « أبو بكر تاكرانت » وأعتقد أن قديرة 
اعتمد على ابن عذاري في أسماء الولاة الأوائل لجزر البليار في العهد المرابطي وأن سبب 
الاختلاف في التسمية ربا يعود إلى التصحيف في اسم هذا العامل في النسخة التي اطلع عليها 
0 

ج - يانور بن عمد ء « .. قامت عليه الرعية وقتلوه »'* ٠‏ بينما يذكر قديرة بأن اسه 
وانور بن عمد" » ونظراً لأنه الوالي الوحيد من ولاة جزر البليار - الأوائل- في العهد 
المرابطي النين تعرضوا للقتل حسب رواية ابن عذاري وللقبض عليه ونصفيده حسب رواية ابن 
خلدون الآنفة الذكر"' , فقد اعتبر قديرة بأن العامل الذي ذكره ابن خلدون باسم أنور (وانور) 
ابن أبي بكر اللمتوني هو وانورين مد وفقاً لتسميته له ء أو يانورين عمد كما ذكره ابن عذاري , 
وأعتقد أن قديرة اعتمد على نص ابن خلدون التالي , الذي لا يختلف عن نصه الآنف الذكر عن 
أنور بن أبي بكر اللمتوني'' , ولكنه يتميز بأنه أكثر تفصيلاً والذي يقول فيه :« . . وبعث علي بن 
يوسف والياً عليها (أي جزر البليار) وانورين أبي بكر من رجالات لمتونة ومعه خمسمائة فارس 
في عسكره فأرهف لمم حدة . وأرادهم في بناء مدينة أخرى بعيدة عن البحر فامتنعوا وقتل 
مقدمهم فثاروا به وحبسوه ومضوا إلى علي بن يوسف فأعفاهم منه وولى عليهم مد بن علي بن 
يحيى المسوني المعروف بابن غانية » وكان أخوه يحيى على غرب الأندلس » وكان نزله بإشبيلية 
واستعمل مد أخاه على قرطبة ؛ فكتب إليه علي بن يوسف يأمره بصرف أخيه مد إلى ولاية 
ميورقة فارتحل إليها من قرطبة.. »7 . ولا أجد مفراً من الترجيح بأن يانور بن عمد الذي 





. 516 ابن عذاري : البيان المغربٌ ..القسم الموحدي . ص‎ )١( 

(0) ابن القطان: جزء من نظم الجمان.ء ص ١١8‏ وحاشية «؟ ». 

(") ابن عذاري : البيان المغرب . القسم الموحدي . ص 5١80‏ . 

(؛) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة من عصر المرابطين . ص 15١‏ . 
(5) ابن عذاري : البيان المغرب , القسم الموحدي . ص 7١6‏ . 

(1) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة من عصر المرابطين . ص .15١‏ 
(0) ابن خلدون : العبرء مج ؛. ص 00" -787, وج . ص 8608 -0.05. 
(8) ابن خلدون: مج ؛ . ص 05-060" . 

(9) المصدر السابق . مج" . ص 6.6 .6١05-‏ 


يلكا 


ذكره ابن عذاري هو نفس الشخص الذي ذكره ابن خلدون باسم آخر ربما بسبب تصحيف 
الرواة وهو« وانور بن أبي بكر » . كما اعتبره قديرة » حتى نعثر على نصوص أخرى تؤكد ذلك 
أو تنفيه » ولو أخذنا هذا الترجيح على علاته فكيف نفسر وجود عامل آخر لجزر البليار بعد 
« يانور بن مد » هو أبو بكر علي بن ورقاء « الذي مات بجزر البليار » كما يقول ابن عذاري!" , 
بينما نص ابن خلدون الآنف الذكر واضح وصريح بأن مد بن علي المسوفي المعروف بابن غانية 
هو الذي تولى حك جزر البليار بعد (وانور بن أبي بكر) الذي رجّحنا بأنه هو نفس العامل 
الذي ذكره ابن عذاري باسم « يانور بن مد »7 . لا نجد أمامنا ثمة وسيلة لتفسير ذلك ان 
صحت رواية ابن خلدون» إِلَا أن نقول بأن ابن خلدون أغفل اسم أبي بكر علي بن ورقاء . 
والذي يبدو بأن فترة ولايته كانت قصيرة وأنه توفي عقب توليتها"!, وكانت ما تزال المشاكل 
التي سببها سوء تصرف وانور بن أي بكر (وانور بن حمد) قائّة بحاجة إلى حلول عاجلة ؛ مما 
جعل أمير المسلمين ينتار عاملاً موثوقاً لحلّها . وهو مد بن علي المسوفي المعروف بابن غانية » وهذا 
ما دعا ابن خلدون أن يربط ما بين اسمه واسم وانور بن أَبِي بكر. 

د - أبو بكر علي بن ورقاء . / يذكر ابن عذاري عن هذا العامل سوى فقرة موجزة يقول 
فيها بأنه توفي في جزر البليار ونظراً لأن تاريخ تولية مد بن علي المسوني المعروف باين غانية 
كان بعد وفاة أبي بكر علي بن ورقاء كما يقول ابن عذاري!'' , وفي عام 07٠‏ ه 55١1م‏ كما 
يذكر ابن خلدون في نصه الآنف الذكر” . فمعنى ذلك أن ولاية ابن ورقاء لجزر البليار كانت 
في فترة حرجة من تاريخ المرابطين في شرق الأندلس بصفة خاصة. ففي تلك الفترة 
0708-6 ه - 1١1١50‏ -1155م كان شرق الأندلس يتعرض طجمة شرسة من قوات ابن 
ردمير (الفونسو المقاتل) ملك أرغون بالتعاون مع النصارى المعاهدين من كورة غرناطة » الذين 
انضم إلى صفوف قواته منهم اثنا عثر ألف مقاتل» مما سجّعه على الزحف على رأس أربعة 
آلاف من فرسانه وقام بمهاجمة بلنسية في شعبان 015 ه - سبتمبر 1١70‏ م وكان والياً عليها كما 
يقول صاحب الحلل الموشية « .. الشيخ أبو مد يدر بن ورقاء بجماعة من المرابطين » وقام بها 
يقاتلها مدة وفي أثناء ذلك وصله عدد وافر من النصارى المعاهدين . . واجتاز على جزيرة شقر. . 
ثم رحل منها إلى دانية.. وشق بلاد المشرق مرحلة مرحلة.. وم يصل ابن ردمير (الفونسو 
المقاتل) إلى غرناطة حتى كان معه خمسون ألفاً.. في يوم عيد الأضحى ٠١(‏ ذي الحجة 
ه -/ يناير 1177 م »» .. وعاث الفونسو المقاتل في كورة غرناطة فساداً وتدميراً وأسراً 





. 5١6 ابن عذاري: البيان المغرب , القسم الموحدي . ص‎ )١( 
.6005- 608 ابن خلدون: العبر. مج . ص‎ )١( 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب , القسم الموحدي . ص 5١6‏ . 
(؛) المصدر السابق . نفس الصفحة. 

(0) ابن خلدون : العبرء مج . ص ."9١‏ 


يننا 


وقتلاً"': وعاد إلى قاعدة ملكه في سرقسطة. التي كان قد استولى عليها سنة 
0 ه-8١11(",‏ والقوات المرابطية تطارده « .. حتى وصل إلى بلاده وهو يفخر با ناله 
في سفره من هزية المسلمين وفتكه في بلادهم وكثرة ما أسر وغنم . وكان مقامه في بلاد الأندلس 
صادراً ووارداً سنة وثلاثة أشهر . . » وكان هذا هو السبب الذي توجّه من أجله أبو الوليد ابن 
رشد الجد إلى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين ؛ لمناشدته بترحيل من تثبت خيانته من 
النصارى المعاهدين إلى عدوة المغرب فأخذ بقوله وأمر ولاته بالأندلس بتنفيزه©). 

يتضح مما سبق ذكره مدى ما كانت تتعرض له بلاد شرق الأندلس من بلنسبة شملا إلى 
أعماق كورة غرناطة جنوباً من تدمير وقتل وأسر على يد الفونسو المقاتل بالتعاون مع النصارى 
المعاهدين : وما أوقعته في صفوف القوات المرابطية من خسائرء وما عم شرق الأندلس من 
فوضى واضطراب طيلة سنة وثلاثة أشهر ‏ في الوقت الذي كانت فيه ثورة داهمة في جزر 
البليار سنة 0ه 55١1م‏ بسبب سوء « تصرفات » وانور بن حمدء الذي يدعوه ابن 
خلدون « بأنوربن أبي بكر » كما ذكرنا!) مما يجعلني أميل إلى ترجيح أن تولية أبي بكر علي بن 
ورقاء كانت من قبل الشيخ « أبي مد يدر بن ورقاء » الذي كان آنذاك عاملاً على بلنسية 
وذواتها في شرق الأندلس » كما يتضح من نص الحلل الموشية الآنف الذكرا) . 

ويبدو أن يدر ين ورقاء استناب قريبه أبا بكر بن ورقاء على جزر البليار لمعالجة ذيول 
الثورة الفاشية» فيهاء بانتظار تعليات أمير المسلمين علي بن تاشفين؛ وقبل أن ينجز 
ابن ورقاء المهمة المكلّف بها توفي فجأة في جزر البليار في عام ٠ه‏ ه-5؟١1م,‏ 
كما يرجح قديرة('). وهي بجرد فرضيات تحتمل الصواب والخطأ ومحاولة من جانبنا 
لتفسير إغفال ابن خلدون لأبي بكر علي بن ورقاء. ومهما يكن الأمر فقد أصدر أمير 
المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين أمره بتولية مد بن علي المسوفي المعروف باين 
غانية . عاملا على جزر البليار 07١‏ ه-7؟١١م‏ لثقته في مقدرته على معالجة ذيول 


ثورة أهل جزر البليار على العامل أنور (وانور) بن أي بكر اللمتوني كما يدعوه ابن 


خلدون!"', (ويانور بن عمد) كما يسميه ابن عذاري!*). 


. 58-51 مجهول المؤلف : الحلل الموشية ؛ ص‎ )١( 

. 510-55 الناصري : الاستقصا . ج 5 . ص‎ )١( 

(0) مجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص 7١-59‏ ا. 

(:) ابن خلدون : العبرء مج ؛ . ص05" . 

(5) مجهول المؤلف : الحلل الموشية . ص57 . 

(3) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص ١١5‏ . (عن قديرة/انحلال 
المرابطين . ص 117١‏ -191). 

(0) ابن خلدون: العبرء ج ؛ . ص 7866 -807". وج 5. ص لام" - 91" , 6.0 -0.05. 

(م) ابن عذاري : البيان المغرب , القسم الموحدي ؛ ص 5١6‏ . 


>”4 


جزر البليار في مطلع العهد المرابطي 

ارتبطت جزر البليار في هذه الفترة الحرجة من تاريخها ببلاد الأندلس والمغرب وبالنشاط 
البحري للأساطيل المرابطية في الحوض الغربي للبحر المتوسط , لهذا كان للأحداث الهامة في كلا 
البلدين وللنشاط البحري المرابطي أثر كبير على هذه الجزر كما يتضح من الفترات التالية : 

أ- الأحداث اهامة في البر الأندلسي وأثرها على البليار 

استقرت الأوضاع في جزر البليار بعد عزل أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين « للسفيه 
المعتوه » ابن أبي السداد , الذي روّع أهل هذه الجزر وقسا عليهم وظلمهم في فترة حسّاسة من 
تاريخهم » كانت فيه جراحهم ما زالت تنزف وم تلتتم بعد من آثار الحملة الصليبية البربرية , 
وكانوا يعانون من آثار التخريب والدمار والقلق وعدم الاستقرار . ولكن رعاية أمير المسلمين 
علي بن يوسف بن تاشفين لهم واهتامه بتحسين أوضاعهم واعادة الاطمئنان إلى نفوسههم"" , 
وتوليته وانودين بن سير أحد كبار القادة المرابطين عاملا عليهم أعادت الطمانينة إلى نفوسهم » 
والأمن والاستقرار إلى ربوعه”) » وأخذت جزر البليار تستعيد بالتدريج ما كانت عليه من 
قوة ومنعة تحت حك ولاتها من المرابطين البواسل. ونظراً لارتباط جزر البليار الوثيق ببلاد 
الأندلس وتبعية ثغر دانية وأسطوها البحري لوانودين بن سير عامل البليار المكلف بالدفاع عن 
جزر البليار؛ فقد تأثرت بما كان يقع من أحداث في الثغر الأعلى الاسلامي وشرق بلاد الأندلس 
على وجه الخصوص9" . 

وكان المرابطون آنذاك يجاببون في البر الأندلسي عدوان مالك وامارات اسبانيا المسيحية , 
التي حركتها الأحقاد الصليبية والحوافز العدوانية . والتطلع للاستيلاء على بلاد الأندلس » وقد 
جاهدت الدولة المرابطية في سبيل الدفاع عن الأندلس أعظم الجهاد وقدّمت في سبيل نصرته 
َعم التضحيات ببسالة منقطعة النظيرء وم يقصّر أولئك البواسل قط في الدفاع عن عزة 
الاسلام في بلاد الأندلس.. .« وم يكلُوا عن الكفاح أبداً على الرغم من تجمّع قوى النصرانية 
عليهم من جهة ‏ وكراهية بعض طبقات الشعب الأندلسي لحكمهم من جهة أخرى . وهي كراهية 
ليس لا ما يبررها ولا تفسّر الا بعاطفة قومية متعصبة ضيقة التفكير قصيرة النظر . . »© , 

وكانت أكثر أحداث الأندلس أثراً على جزر البليار على المدى القريب والبعيدء هي ما 
كان يتعرض له الثغر الأعلى الاسلامي وقاعدته الكبرى سرقسطة وميناؤه العظم طرطوثة » 





.١85-180 د. عهود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين. ص‎ )١( 
. 5١86 )ابن عذاري : البيان المغرب » القسم الموحدي. ص‎ 0( 

(؟) د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص .185-1١88‏ 
(؛)المصدر السايق. ص ١١7‏ وما بعدها. 


>32160 


وساحل الأندلس الشرقي من عدوان من مملكة أرغون وامارة قطلونية » بالتعاون مع قوات 
صليبية حشدتها الكنيسة وعبأنها بالحقد ؛ وتمكّن ابن رذمير (الفونسو المقاتل) ملك أرغون من 
الاستيلاء على سرقسطة في رمضان 0815 ه - ديسمبر 8١١1م‏ ومعظم قواعد الثغر الأعلى 
بالتعاون مع حشود من الفرنجة . ويقول ابن أبي زرع في هذا الصدد بأن ابن رذمير (الفونسو 
المقاتل ملك أرغون) .« .. بعث الى طوائف الافرنج يستنصر بهم على سرقسطة فأتوا في أمم 
كالنمل والجراد » فنزلوا بها وشرعوا في قتالها . ووضعوا أبراجاً من خشب تجري على بكارات 
وقرّبوها منها » ونصبوا فيها الرعادات ونصبوا عليها عشرين منجنيقاً .. » حتى استسلمت بعد 
أن فني معظم أهلها من الجوع والمقاومة الضارية » وغادرها من بقي حياً من أهلها إلى بلنسية 
ومرسية"" بعد اتفاق مع الفونسو المقاتل ملك أرغون تقيّد به وحافظ عليهه .. ووجه معهم من 
رجاله من يشيعهم الى آخر أعماله.. » . كما سمح لمن رغب منهم في البقاء بالاقامة في ربض 
الدباغين شريطة أن يدفع الجزية'" , وهو موقف يلفت النظرء ولا شك . وأعتقد بأنّه وليد 
التعايش الطويل بين مالك اسبانيا المسيحية ومسلمي اسبانيا » وما نتج عنه من تقدير للخصم 
ومعاملته بالمثل. بعكس الموقف الذي كانت تتخذه الحشود الصليبية الوافدة من بلاد الفرنجة 
والجمهوريات الايطالية من قتل جماعي وابادة شاملة وما كانت ترتكبه من جرائم وحشية وسفك 
للدماء بصورة همجية» وقد ذكرنا ماذج من تلك التصرفات البربرية بما قامت به الحملة 
الصليبية المؤتلفة على جزر البليار خاصة من البيزيين والفرنجة . بينما كان موقف أمير قطلونية 
أكثر اعتدالا وأقل عدواناً وأكثر ميلاً إلى المهادنة كما ذكرنا بالتفصيل في موضعه. ومما لا شك 
فيه أن الفونسو المقاتل أرسل بعض قواته لمرافقة الراحلين من مسلمي سرقسطة لحمايتهم من 
الفرنجة النين اشتركوا في صفوف قواته من أهل بيارن بقيادة جاستون دي بيارن وأخيه 
سانتولوء اللذين اشتركا في الحملة الصليبية الأولى على بلاد الشام , كما أسهم في حصار مرقسطة 
والاستيلاء عليها حملة صليبية بقيادة الكونت دي طولوز ضمت عدداً كبيراً من المقاتلين 
والأساقفة ورجال الدين . كما اشتركت قوات قطلونية والبشكنس" . 

وكانت امارة قطلونية النصرانية في شمال شرق شبه جزيرة إيبرية » تتطلع إلى الاستيلاء 
على ثفر طرطوشة!*! الاسلامي المنيع على مصب نهر الإييرو في الثغر الأعلى الاسلامي , 


.456-88 ابن أبي زرع: روض القرطاس » ص‎ )١( 

الناصري : الاستقصا. ج ؟'. ص 58-55. 

(؟ )ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . ص .115-1١١8‏ 

(؟)يوسف اشباخ : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس, ص .5١‏ 

(؛) طرطوثة : كبرى موانئّ الثغر الأعلى الإسلامي على نبر الاييرو الذي يصب في البحر المتوسط . وكانت 
في العهد المرابطي كما كانت في كافة عهودها الإسلامية قاعدة كبرى لجاهدي البحر وسنداً قوياً لجزر البليار 
في مواجهة تهديد أساطيل امارة قطلونية المحاذية لثغر طرطوئة . وفي مجابية اساطيل بيزة وجنوة والبروفانس - 


كنا 


واستفآت سقوط سرقسطة القاعدة الكبرى لهذا الثغر 017 هت 8١١1م‏ في يد حلف صليبي 
بقيادة الفونسو المقاتل ملك أرغون , وقامت بالاغارة على ثغر طرطوشة ومحاصرتها بالتعاون مع 
الفونسو المقاتل وحشوده الصليبية 01١‏ ه - ١١١8‏ م» وتمكنت تلك القوات الطائلة من اقتحام 
قسم من ذلك الثغر الحصين . ولكن القوات المرابطية تمكنت من دحر الغزاة واستعادة 
طرطوشة من أيديبه 7 ؛ وم يثن ذلك الفشل رامون برنجار الثالث!') عن مواصلة الإغارة على 
طرطوشة بالتحالف مع البيزيين والجنويين » ولكن محاولاته باءت بالفثل عدة مرات , وم ييأس 
رامون برنجار الثالث أمير قطلونية العنيد بالرغم من فشله الذريع » واستغل عدوان الفونسو 
المقاتل على شرق الأندلس في عام 014 ه - ١١5١‏ م » وهزية القوات المرابطية في وقعة قتندة » 
وقام بتضييق الخناق على طرطوشة ولاردة("؛ وتمكن المرابطون من فك الحصار عن طرطوشة 





- وصقلية النورمندية التي م تتوقف عن غاراتها على جزر البليار . وثغور شرق الأندلس طيلة العهد المرابطي » 
وكانت أساطيل طرطوثة ا بالمرصاد بالتعاون مع الأساطيل المرابطية في ثغور بلاد المغرب والأندلس » 
وكانت طرطوثة في عهد المرابطين مثوى للمجاهدين من غزاة البحر النين كانوا يثخنون في شواطىء الأمم 
النصرانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط . وكان لوجود غابات مترامية من الصنوبر الجيد الذي تصلح 
أخشابه لصناعة السفن , بالاضافة إلى حصانتها الفائقة أكبر الأثر على صمودها في وجه الحملات الصليبية 
حتى نهاية العهد المرابطي ٠‏ فبالرغم من مقاومة حاميتها للغزاة ببسالة منقطعة النظيرء الا ان انهيار الحم 
المرابطي في بلاد الأندلس . مكن الحملة الصليبية التي دعا اليها البابا ايوجين الثالث من الاستيلاء على ذلك 
الثغر العظم في ١“‏ شعبان 0147 ه "١‏ ديسمبر 48١1م‏ ؛ مما عرّض جزر البليار لأفدح الأخطار. 
(الحميري : الروض المعطار ء ص 55١‏ . ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص 
7 . وألفريد بل: بنئو غانية. ص ١4-١8‏ وحاشيتد ؟ »6. ص ١8‏ . وحمد عبد الله عنان: عصر 
المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص 959-.80) . 

.١-هص‎ . 9 شكيب أرسلان : الحلل السندسية ؛ ج‎ )١( 

)١(‏ رامون برنجار الثالث الكبير 055-149١‏ هع- 1١١51-1١٠١9097‏ مء تولى إمارة قطلونية بعد موت عمه 
رامون برنجار الثاني الذي رحل الى المشرق للاشتراك في الحروب الصليبية . وأسهم رامون برنجار الثالث في 
تدعيم امارة قطلونية التي وصلت في عهده إلى ذروة قوتها ‏ وقام بدور خطير في الحرب ضد المسلمين في بلاد 
الأندلس؛ وكان أحد كبار قادة الحملة الصليبية الكبرى المؤتلفة على جزر البليار 
0.5-4 ه - 1111-1116 مء واشترك في عدة حملات عسكرية ضد المرابطين في الأندلس خسر بعضها 
وربح البعض الآخر . وورث عن زوجته الفرنجية رونيا دولثا ولاية البروفانس ؛ كما استولى على جزء كبير 
من ولاية لانجدوك الفرنجية ٠‏ ووسّع ممتلكاته في بلاد الفرنجة ما وراء البرتات مما قوى امارة قطلونية ودعم من 
قدراتها العمسكرية . وانتظم في آخر عهده في سلك فرسان المعبد (الداوية) واستمان بهم في حروبه ضد المسلمين 
في بلاد الأندلس إلى أن توفي سنة 05 ه-١81١1مء‏ وخلقه ابنه رامون يرنجار الرابع. (يوسف 
اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين ص 170-1174 . وشكيب أرسلان : الحلل السندسية » 
ج" بلص ١5‏ ). 

() شكيب أرسلان : الحلل السندسية ,ج ” . ص 5١5‏ . وعمد عبد الله عنان : عصر المرابطين والموحدين في 
المغرب والأندلس. ص 600 وما بعدها. 


/ا74 


ولاردة بعد معارك عنيفة مع امارة قطلونية تداولوا فيها النصر والهزية!"؛ في الوقت الذي 
كانت فيهم قواتهم في شرق الأندلس تتصدى لقوات مملكة أرغون بقيادة الفونسو المقاتل , الذي 
اجناح بالتعاون مع النصارى والمماهدين شرق الأندلس من ثماله إلى جنوبه 
- .5ه 10١55-1١١مء‏ وم تتمكن القوات المرابطية من وقف الاجتياح إلا بعد 
عناء شديد وخسائر فادحة'"؛ فقد كانوا يحاربون آنذاك على جبهتين . النصارى في الأندلس , 
والموحدين في بلاد المغرب الأقصى . وكانت هزائُهم في شرق الأندلس بسبب ما عانوه من خسائر 
في حربهم ضد الموحدين , النين كان لحركتهم أكبر الأثر على مصير الأندلس عامة!"", وعلى جزر 
البليار بصفة خاصة . التي أعلن أهلها في هذه الفترة الحرجة , الثورة على عاملهم وانور ابن أبي 
بكر اللمتوني . الذي عسف بم ونكل بقادي©2. 


ب - ظهور الدعوة الموحدية في بلاد المغرب وأثرها على البليار 

بينما كانت القوات المرابطية تخوض أقسى المعارك وأعنفها لمجابية عدوان الامارات 
والممالك المسيحية الاسبانية وحلفائها من الفرنجة. ظهرت الدعوة الموحدية في بلاد المغرب 
الأقصى على يد مد بن عبد الله بن تومرت الذي فرق كلمة المسلمين في وقت كانوا فيه بأشد 
الحاجة الى اجتاع الكلمة وحشد الصفوف!" , واعلن ابن تومرت عصيانه وخروجه على الدولة 
المرابطية في عام 6١4‏ ه - ١٠١١م‏ في الوقت الذي كانت فيه القوات المرابطية والمتطوعة من 
أهل الأندلس يجابهون عدوان الفونسو المقاتل ملك أرغون في معركة قتندة المفجعة في شرق 
الأندلس التي فقد فيها المسلمون آلاف الشهداء(")! وفشلت القوات المرابطية في القضاء على هذه 
الدعوة في مهدها وأصبحت خطراً داهماًييدد الدولة المرابطية بأسرها بالانهيار!"! , مما عزل 
جزر البليار إلى حد كبير عن مراكز امدادها واسنادها الرئيسية في بلاد المغرب وشرق 


)١(‏ يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين. ص .١76‏ وشكيب ارسلان: الحلل 
السندسية ج * .اص .5١56‏ 

وعمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس, ص ..6.1-6.٠‏ 

. 7١-510 مجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص‎ )١( 

()د. مود علي مكي : مقدمة نظم الجمان. ص *. 

(؛)ابن خلدون : العبر؛ ج 1 ص 035-88" وج ".ص 5-6.60.ه. 

(0)اين الاثير: الكامل, ج 7١5‏ . ص 074-655 . 

وابن خلدون : العبرء ج 5. ص .14171-147١‏ 

)3( ابن عذاري : البيان المغرب , ج .١‏ ص 08". 

(0) ابن القطان : جزء من نظم الجمان/ تحقيق د . مود علي مكي . ص 74-77و 51-70 . وابن الأثير: 
الكامل؛ ج ٠١‏ . ص فلاه. 


584 


الأندلس » لانشغال القوات المرابطية في الحرب على جبهتين كما يقول الدكتور مكي في نصه 
التالي :د ان المرابطين النين جاهدوا في سبيل الاسلام » وبذلوا الكثير من دمائهم وأموالهم حتى 
مدّوا في عمر الاسلام ما كان يوشك أن ينقطع م يلبئوا وهم في غمار هذه المعركة الحامية أن 
رأوا عمد بن تومرت شاقاً عصا الطاعة.. فاضطروا إلى القتال على جبهتين : النصارى من 
خارج والموحدين من داخل . وكانت هزائهم ممهدة لأمر الموحدين . ولكن على حساب من؟ 
ولحساب 0 
ولولا قوة الأساطيل المرابطية في تلك الفترة الحرجة!'' , لوقعت جزر البليار فريسة سهلة 
للأساطيل المسيحية المتربصة , في وقت كانت فيه هذه الجزر في عزلة عن ساحل الأندلس الشرقي 
الذي كان يتعرض آنذاك لعدوان صليبي'" . وعن بلاد المغرب الأقصى الذي كانت قواته 
الرئيسية تشتبك في حرب استنزاف متواصلة مع الموحنين 7" . 
ج - دور الأساطيل المرابطية في الدفاع عن البليار 
أعاد الأسطول المرابطي بقيادة ابن تافرطاس الأمن والاستقرار إلى جزر البليار » وبعد أن 
قام هذا القائد البحري المرابطي بتعمير ما دمر في هذه الجزر وتشجيع الغزاة والمتطوعة 
والبحارة على استيطاها ء غادرها في مطلع 0٠١‏ ه 15١1م‏ إلى قاعدته البحرية!" . 
وأصبحت جزر البليار منذ مطلع محرم 0٠١‏ ه > مايو 17١1م‏ تحت اشراف أي السداد عامل 
دانية وقائد أسطوها لتوفير الحماية لحاء حتى يختار أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين من 
يصلح لولايتها من كبار قادته؛ وبعد وفاة أبِي السداد فجأة» تولى ابنه الإشراف على هذه 
الجزرء فأساء التصرف وظم وقسا عليه" , ولا بلغ ذلك الى أمير المسلمين ولى على هذه الجزر 
القائد المرابطي وانودين ابن سير'"' . وكلفه بكتاب التولية المؤرخ في 7١-٠٠‏ ربيع الأول 
ه- 5-5 أغسطس 11١1‏ م ء بطرد السفية المعتوه ابن أبي السداد وتوفير الرعاية والأمن 
لأهل هذه الجزر التي كان علي بن يوسف بن تاشفين يوليها عنايته . ويقدّر أهميتها في الدفاع عن 


. 3” د. كمود علي مكي : مقدمة نظم الجمان. ص‎ )١( 

() ابن خلدون : المقدمة. ص .1465-140١‏ 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب . ج ١‏ ص 60.”. 

وابن الأثير: الكاملء ص 5837 ء وبجهول المؤلف : الحلل الموشية . ص 17١-519‏ . 

(؛) ابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص 50 وما بعدها. 

وابن الأثير: الكامل؛ ج ٠١‏ ص 0076 . 

(0) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في اخبار الخلفاء. ص ١54‏ . 

(1) د. عهود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطن » ص 185-188 . 
)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب ؛ القسم الموحدي. ص 7١0‏ . 


الحينا 


شرق الأندلسء لهذا أوكل لوانودين بن سير عامل جزر البليار بالاشراف على قاعدة دانية 
البحرية . وأن يستنيب من القادة البحريين من يجده أهلاً لقيادة أسطول دانية المرابطي المكلّف 
بالدفاع عن جزر البليار . وكان لهذا التنسيق أهمية قصوى في ضمان سلامة جزر البليار في وقت 
كانت فيه هذه الجزر في فترة إعادة بناء قوتها البحرية بعد التدمير المروع الذي تعرضت له 
خلال الاجتياح الصليي" . 

وم يكن أسطول دانية هو الأسطول الوحيد في جزر البليار » فقد كانت جميع أساطيل شرق 
الأندلس من طرطوئة ثملا إلى المرية جنوباً تقدم الدعم والاسناد لهذه الجزر بالتعاون مع بقية 
الأساطيل المرابطية التي بلغ عددها في ثغور المغرب والأندلس مائة أسطول , ويقول ابن خلدون 
بهذا الصدد :« وكان الجانب الغربني من هذا البحر هذا العهد (المرابطي) موفور الأساطيل, 
ثابت القوة. م يخفه عدو. ولا كانت لهم به كرّة. وكان قادة الأسطول في عهد للتونة » بني 
ميمون... وانتهى عدد أساطيلهم إلى المائة في العدوتين... »''2. ولم يقف دور هذا العدد 
المائل من الأساطيل البحرية عند حد الدفاع عن جزر البليار وسواحل بلاد الأندلس والمغرب 
الأقصى فحسب. ولكنها كانت درعاً واقياً لثغور أفريقية في مواجهة أساطيل صقلية 
النورمندية!'" . وقامت بحملات بحرية واسعة النطاق على ثغور قطلونية وجنوب بلاد الفرنجة 
وغرب ايطاليا وعلى جزر سردانية وقرسقة وصقلية النرمندية . وأشغلت الأساطيل المسيحية في 
الحوض الغرني للبحر المتوسط في حروب بحرية متواصلة! , مما خفف من حدة الاجتياح 
الصليي لبلاد الشام التي كانت تتعرض آنذاك لهجوم صليبي واسع النطاق!" . 

د - الحملات البحرية المرابطية في غربي البحر المتوسط ووسطه 

قامت الأساطيل المرابطية التي وصل عددها إلى ماثة أسطول في شتى قواعد البحرية 
المرابطية في ثغور الأندلس والمغرب الأقصى وجزر البليار بدور بطولي في التصدي للأساطيل 


.1875-180 د. عمود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين. ص‎ )١( 

.105-148١ ابن خلدون : المقدمة. ص‎ )١( 

() ابن عذاري : البيان المغرب » ج 4ءص 31 57-3759 وابن الأثير: الكامل؛ ج .٠١‏ ص 08٠‏ 
و١51.‏ وابن خلدون: العبرء ج.7 . ص 55١-57.‏ . ورحلة التجاني » ص 57" . والوزير مد السراج: 
الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج 7 . ص 4714 . 

(؛) مد الزهري : كتاب الجفرافية. ص 5-1١0‏ . وابن عذاري : البيان المغرب . ج 1 . ص 51-5775. 
وابن الأثير: الكاملء ص 118-71١١‏ . وابن خلدون: العبرء ج 5 . ص 5*٠‏ . والمقري : نفح الطيب» 
ا 

وألفريد بل: بئو غانية . ص 58 . 

(5) ابن الأثير: الكامل, ج١٠‏ . ص ”0147 وص 065-8087. 0358 و١٠35‏ و37 و3550 و358ر 
9" . د . عاشور : تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب. ص 555 . 


كن 


الصليبية في الحوض الغربي للبحر المتوسط ومطاردتها إلى عقر دارهاء وم تهزم في أي حملة 
بحرية طيلة العهد المرابطي!' . وليس أدل على ذلك من أن جميع الأساطيل المسيحية في غربي 
البحر المتوسط ووسطه با فيها أسطول صقلية النورمندية .م تتكمن من احراز أي نصر بحري 
أو اجتياح أي ثغر بحري اسلامي في سواحل الأندلس والمغربين الأقصى والأوسط وافريقة 
وجزر البليار قبل سقوط الح المرابطي''". وبرز في ميدان الجهاد البحري منذ بداية عهد 
المرابطين أسرة بني ميمون7"؛ وكان أبو عبد الله مد بن ميمون أعظم من أنجبته هذه الأسرة 
الماجدة قائد « غراب » في مطلع شبابه في فترة الحصار الصليبي على مدينة ميورقة » وقد نجح في 
اختراق الحصار المحم الذي فرضته الأساطيل الصليبية على ثغر مدينة ميورقة » وانطلق في 
«غرابه » من دار الصناعة ليلا لنقل رسالة استغاثة من أمير البليار إلى أمير المسلمين علي بن 
يوسف بن تاشفين الذي ألحقه بالأسطول المرابطي اعجاباً بشجاعته وتقديراً لبسالته!؟). وفي سنة 
0ه 1115م أصبح عمد بن ميمون أحد كبار قادة الأساطيل المرابطية» ويقول ابن 
عذاري بهذا الصدد «وفي عام 0٠١‏ ه-1١١١م»,‏ قدم أمير المسلمين (علي بن يوسف بن 
تاشفين) , عمد بن ميمون قائد الأسطول البحري , وكان له غزوات مشهورة وأمور مذكورة!* , 
واتخذ أبو عبد الله حمد بن ميمون من ثغر المرية قاعدة لأسطوله!' )؛ وظل يتردد على جزر البليار 
على رأس أسطوله مقدماً الدعم والإسناد لعمال هذه الجزر حتى نباية العهد المرابطي!"). وبالرغم 
ما تعرض له أهل جزر البليار من خسائر فادحة خلال فترة الاجتياح الصليبي لهذه الجزر 
-9ءه ه > 6١1111-111مء‏ إلا أنهم سرعان ما استعادوا قوتهم والتحقوا بالأساطيل 
المرابطية . وأسهموا بدور بارز في الإغارة على الثغور المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط 
تحت عم المرابطين'!*). وم يكن مد بن ميمون هو القائد البحري الوحيد من هذه الأسرة 
الجاهدة في عهد المرابطين. فقد تولى ابن أخته علي بن عيسى بن بون قيادة اطول 
قادس(1) ٠‏ كما تولّى زوج أخته عيس بن ميمون قيادة أسطول أشبيلية("'2 واتخذ من قاعدة 





.185-140١ ابن خلدون : المقدمة. ص‎ )١( 

(0) ابن أي دينار: المؤنس في أخبار افريقية وتونس. ص #-54. 
0( أبن خلدون : المقدمة. ص 1865-140١‏ 

()ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص "5١-4؟1.‏ 
)( ابن عذاري : البيان المغرب, ج 15. ص 519. 

(5) المقري : نفح الطيب, ج *. ص .75١‏ 

() ابن الأبار: الحلة السيراء . ج ؟'. ص .555-57٠١‏ 

(4) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .115-11١8‏ 
(5) ابن خلدون : العبر؛ ج 5 ص 1486. 

والمقري: نفح الطيب؛ ج 1١‏ ص .1١50‏ 

(١٠)حمد‏ الزهري : كتاب الجغرافية. ص 76 . 


دلخلا 


شنتمرية الغرب على المحيط الأطلسي قاعدة بحرية لأسطوله . لقطع الطريق على الأساطيل 
الصليبية المتجهة إلى بلاد المشرق'' » وفي الإغارة على ثغور ساحل ايطاليا الفربي!9) . 

وأول اشارة في مصادرنا الاسلامية عن حملات أي عبد الله جمد بن ميمون البحرية هي ما 
ذكره ابن عذاري في حوادث عام 01١‏ ه - 1١17‏ م : حيث قال « وفيها نفذ عهد أمير المسلمين 
علي بن يوسف بن تاشفين إلى أبي عبد الله بن ميمون قائد الأسطول بتعمير حملة لغزو بلاد 
الروم.. » ويتابع ابن عذاري نصّه الآنف الذكر قائلاً « فعمّر (ابن ميمون) خحمسة وعشرين 
(مركبا) من ذوي الدربة والنجدة » فاستفتح مدينة قطرون.. » وعاد إلى المرية سالا غاغا0؟), 
وارجح بأن هذه الحملة البحرية كانت على ساحل امارة قطلونية التي كانت تمثل في عام 
0ه - 17١1م‏ خطراً داهماً على الثفر الأعلى الإسلامي . وكانت قواتها تهدد ثفر 
طرطوئة ؛ بالإضافة إلى تعاونها مع مملكة أرغون في عهد ملكها الفونسو المقاتل في العدوان على 
شرق الأندلس ومهاجمة سرقسطة كبرى قواعد الثغر الأعلى الإسلامي . والاشتراك في تدمير 
وتخريب المناطق المحيطة بها بنفس الأسلوب الوحشي الذي اتبعه غزاة الحملة الصليبية المؤتلفة 
الكبرى على جزر البليار» مما ملا نفوس غزاة البر خاصة أهل جزر البليار حقداً على هذه 
الإمارة العاتية وحفزهم إلى الانتقام منها"). 

وما يؤسف له أن مصادرنا الإسلامية لا تزوّدنا بأي تفاصيل عن الحملات البحرية المرابطية 
على ثغور امارة قطلونية بالرغم من الحرب الطاحنة التي نشبت بين الطرفين على ثغري 
طرطوشة ولاردة طيلة العهد المرابطي . وكان من أعنف فتراتها عن عام 
١‏ ه7١1150-11‏ مء وأسفرت عن هزية امارة قطلونية بعد معارك برية وبحرية تداول 
فيها الطرفان الهزيمة والنصرء وأسهمت فيها أساطيل الطرفين بدور كبيرا*. 

وتشير المصادر الفرنجية والإسبانية إلى احدى الغارات البحرية التي قام بها ابن ميمون على 
ساحل أمارة قطلونية؛ ويقول ألفريد بل المؤرخ الفرنسي بهذا الصدد عند حديئه عن 
« الربرتير »7") من مدونة الامبراطور الإسباني الفونسو السابع ما يلي : 





)١1 (‏ ابن خلدون: العبرء ج 3 . ص 188. 

(؟) عمد الزهري : كتاب الجغرافية. ص 786ا. 

0( ابن عذاري : البيان المغرب , ج 14 ء ص 55. 

4( مجهول المؤلف : الحلل الموشية . ص 7١-717‏ . وشكيب أرسلان : الحلل السندسية , ج * . ص 5-8. 
وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المفرب والأندلس. ص .؟ وما بعدها. 

() يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص ١70‏ . وشكيب أرسلان: الحلل 
السندسية . ج ؟. ص 5١١‏ . ومد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص 
٠ن‏ -١ءهة.‏ 

(1) تطلق عليه المصادر الإسلامية اسم « الربرتير » حيناً والأبرتير حيناً آخر 51,6066 وظل هذا القائد - 


1” 


«أحد النبلاء المسيحيين من أعضاء مجلس بلدية برشلونة العشرة , وكان يدعى بالربرتير 
(روبرت)» ولقد أسر هذا النبيل (القطلاني) في حملة من الحملات البحرية التي كان يقوم بها 
أمير البحر المرابطي مد بن ميمون على سواحل امارة قطلونية » وقد حمله إلى بلاد المغرب » 
حيث أسند إليه علي بن يوسف بن تاشفين قيادة فرقة المرتزقة النصارى في الجيش المرابطي التي 
أسهمت بدور هام في نهاية عهد المرابطين »7 . 

وم تتوقف غارات الأساطيل المرابطية بمساندة من مسلمي جزر البليار عند حد الإغارة 
على ثغور امارة قطلونية » ولكنها تجاوزت ذلك إلى الإغارة على جميع الثغور المسيحية في غربي 
الحوض الغربي للبحر المتوسط ووسطه!" . وانتقم المسلمون من أهل جزر البليار لضحاياهم من 
غزاة الحملة الصليبية البرابرة . وأغاروا على ثغورهم بالمثل تحت عم المرابطين ‏ ويذكر عمد 
الزهري ما يلي عن غارات الأساطيل المرابطية على « بلاد الرمانية » التي تعني في المصطلح 
الإسلامي ثغور ساحل ايطاليا الغربي ما يلي : « وفي غربي رومة بلاد الرمانية » وقد بلغت غارات 
المسلمين في البحر من بلاد الأندلس إلى هذه البلاد . وكان يومئذ على الأسطول مد بن ميمون 
من مدينة المرية » وغزاها من بعده من أشبيلية عيسى بن ميمون... »06 . 

كما أغار مد بن ميمون على ثفور قلورية (كلابرية) في جنوب ايطاليا وعلى جزيرة صقلية 
النورمندية » تلبية لصريخ أمير افريقية الحسن بن علي بن يحيى الزيري بأمير المسلمين علي بن 
يوسف بن تاشفين لردع روجر الثاني ملك صقلية النورمندي عن القيام بأي عدوان على ثغور 
افريقية!' . وقد لبّى أمير المرابطين نداء أمير افريقية الحسن بن علي وأمر قائد أسطول المرية 





القطلاني يقاتل تحت علم المرابطين على رأس فرقة من المرتزقة النصارى إلى أن قتل على يد الموحدين 
8 ه - 1144 م ء وترك عند مقتله ولدين اعتنق أحدهما الإسلام والتحق بالموحدين وتسمى باسم (علي بن 
الربرتير) وقام بدور خطيرفي تاريخ جزر البليار في عهد بني غانية المرابطين من مسّوفة إلى أن قتل على يدهم 
08 ه > 1١487‏ م. (ابن القطان : جزء منءنظم الجمان , تحقيق د . مود علي مكي . حاشية .)١(‏ ص 537 . 
وابن الأبار: الحلة السيراء » ج ؟ » تحقيق د. حسين مؤنس» حاشية .)١(‏ ص 198). 

. 78 ألفريد بل: بنو غانية» ص‎ )١( 

0( الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١5-1١8‏ 

() مد الزهري : كتاب الجغرافية. ص 5-18ا. 

وألكسندر سيبل : أخبار أمم الجوس بن الأرمان وورنك والروس ؛ طبعة أوسلو 1558 , ص 40-98 . 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب . ج .١‏ ص 07" وج 45. ص 57. 

وان أني دينار: المؤنس في اخبار افريقية وتونس» ص 5١‏ . 

وابن الآثير: الكامل؛ ج ٠١‏ , ص .53١١‏ 

وابن خلدون : العبرء ج 5. ص ٠#81-7#م‏ 

ورحلة التجاني : ص 4"” . 

والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. جج ؟. ص 080". 


يلف 


حمد بن ميمون بغزو سواحل صقلية وقلورية (كلابرية) النورمندية تدعمأ ونصرة لبي زيري 
النين كانت تربطه بهم ٠‏ بالإضافة إلى رابطة الإسلام والجهاد المشترك لإعلاء كلمة الله, 
« العصبية الصنهاجية » واستطاع القائد البحري العامل مد بن ميمون في إحدى حملاته 
البحرية على ساحل قلورية (كلابرية)في جنوب ايطاليا اقتحام ثغر نقوطرة 
هك لم0 

بينما يذكر ابن خلدون بأن قائد أسطول المرابطين الذي باعي عدا بابم أخذني در 
وحيناً آخر باسم مد بن ميمون ٠‏ قام بغزو جزيرة صقلية « وا فتتح قرية منها فسباها وقتل 
أهلها سنة 015 هع اام 6(). 

ويقول ابن عذاري بهذا الصدد « وفي سنة 017 ه 1١57-‏ م غزا ابو عبد الله بن ميمون 
قائد علي بن يزسف ملك البرّن (المغرب والأندلس) جزيرة صقلية فافد فنتح بها مدينة نقوطرة 
من عمل رجار( روجر الثاني) صاحب صقلية وسبى نساءها وأطفالها وقتل شيوخها وسلب جميع 
ما وجده فيها »!5 . 

ويروي التجاني في رحلته رواية أخرى عن هذه الفارة يقول فيها « ولا مات علي بن يحيى 
(أمير افريقية) وولي بعده ابنه الحسن » كان أمير المسلمين بالمغرب علي بن يوسف بن تاشفين 
(يستنصره) » فقام بارسال أسطوله بقيادة قائده علي بن ميمون إلى بلاد لجار (روجر الثاني) , 
فاستفتح بها حصونا وسبى سبايا كثيرة(). ويذكر صاحب الحلل السندسية في الأخبار التونسية 
نفس النص الآنف الذكرا* . ونلاحظ من الروايات الآنفة الذكر ظاهرة تستلفت النظر . وهي 
قسوة غزاة البحر في معاملة أهل الثغور المسيحية التي كانوا يغيرون عليها ء وأرجح بأن سبب 
ذلك يعود إلى ما كانت تقوم به الأساطيل المسيحية من حرب ابادة ؛ وتدمير للثغور الإسلامية 
التي تتمكن من اقتحامها , وليس أدل على ذلك من الجراتم الوحشية الي ارتكبها غزاة 


.51١ ابن الأثير: الكامل. ج 5 ؛ ص‎ )١( 

)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج 5 . ص "٠‏ (من الطريف ان ابن خلدون يذكر اسم قائد الحملة البحرية 

المرابطية على ثفر نقوطرة حيناً باسم أحمد بن ميمون (ج 5: ص ). وحيناً آخر بامم عمد بن ميمون 

(العبر. ج 7 . ص )”8١‏ وهو الاسم الصحيح كما اجمعت على ذلك معظم المصادر التي سبق ذكرها. 

(؟) ابن عذاري: البيان المغرب, ج .١‏ ص 90.-908, وج 4 اص 37. 

3 التجاني . ص 54" (يذكر التجاني في نصه اعلاه بأن القائد البحري المرابطي الذي أغار على ثغور 
يرة صقلية وقلورية هو (علي بن ميمون) مما يدل على التعاون الوثيق بين أسطول المرية بقيادة مد بن 

ميمون (نفح الطيب» ج *. ص ٠٠‏ وعيسى بن ميمون قائد أسطول اشبيلية (عمد الزهري : كتاب 

الجغرافية . ص .)١6‏ وعلي بن ميمون قائد أسطول قادس (ابن خلدون : العبرءج 5 ؛ ص 180 ) في الإغارة 

على جزيرة صقلية وجنوب ايطاليا (قلورية) . 

() الوزير جمد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية, ج 7 : ص 47 . 


لضا 


الصليبية المؤتلفة الكبرى في جزر البليارء التي كانت ما زالت ماثلة للعيان راسخة في 
الأذهان » في بداية عهد المرابطي , مما كان كلا نفوس المسلمين حقداً على المعتدين ويحفزهم على 
الانتقام منهم , ولهذا كان رد الفعل الإسلامي قاسياً وعنيفاً . وعاملوا الغزاة بالثل. وهو حق 
أقرته الشرائع والقوانين » لردع أولئك البرابرة وارهابهم وحماية دار الإسلام من عدوانم » في 
وقت كانت الحرب الصليبية التي أعلنتها البابوية على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على 
أشْدّها » وقد تركزت الغارات البحرية الرادعة للأساطيل المرابطية على امارة قطلونية وعلى 
ثفور جنوب بلاد الفرنجة . وساحل ايطاليا الغرني وجزيرة صقلية وقلوربة (كلابرية) النورمندية 
في جنوب ايطاليا في عهد روجر الثاني" , الذي كان يقدم التسهيلات للحملات الصليبية 





» روجر الثاني : أعظم ملوك أسرة هوتفيل النورمندية في صقلية وجنوب ايطالياد قلورية وابوليا‎ )١( 
مء تولى الملك بعد وفاة والده روجر الأول الذي استولى على جزيرة صقلية‎ 1154-11١١ - ه‎ 0418-6 
الإسلامية بعد ثلاثين سنة من حرب متصلة . ووطد دعم الحم النورمندي في هذه الجزيرة الإستراتيجية‎ 
لابنه روجر الثاني » الذي اصبحت صقلية في عهده قاعدة كبرى للعدوان الصليبي على الثغور الإسلامية في‎ 
الحوضين الغرني والسرقي للبحر المتوسط . وبالرغم من نزعة روجر الثاني الصليبية , إلا أنه أبقى المسلمين في‎ 
ملكته اعجاباً منه بالحضارة الإسلامية المتفوقة. وقد استعان بسلمي صقلية في شى الجالات العلمية‎ 
والاقتصادية والإدارية والعسكرية ؛ وكان له عيون وأرصاد وجواسيس في سواحل المغرب والأندلس وأفريقة‎ 
ومصر والشام . كان يشرف عليهم جرجي بن مخائيل الانطاكي , وكانوا من مختلف الأجناس ؛ ومعظمهم من‎ 
مسلمي صقلية الذين خضعوا لحم النورمان عن رغبة أو رهبة , وكان هم روجر الثاني معرفة كافة التفاصيل‎ 
عن جغرافية العام الاسلامي بصفة خاصة لتحقيق طموحاته التوسعية ولخدمة المصالح الصليبية » وليس أدل‎ 
على ذلك من استخدامه للشريف الإدريسي في رمم خارطة للعام المعروف في عصره وتأليف كتاب نزهة‎ 
.» المشتاق في اختراق الآفاق لوصف هذه الخارطة. وقد عرف هذا الكتاب بامم« الكتاب الرجاري‎ 

وكما كانت صقلية في عهد روجر الثاني حلقة الاتصال بين المشرق والمغرب , ومعبراً للحملات الصليبية 
المتجهة إلى بلاد الشام , كان روجر الثاني ملك هذه الجزيرة وجنوب ايطاليا التابع لها ء يهثل بحق صلة الوصل 
بين ملوك اوروبا الغربية وقادة الحملات الصليبية في عهده؛ فقد كان زوجا للأميرة الفيرا ابئة الفونسو 
السادسٍ ملك ليون وقشتالة وصقلية واشتوريش كبرى مالك اسبانيا المسيحية . وعديلا لكل من ريموند دي 
طولوز أحد قادة الحملة الصليبية الأولى » ولهئري دي بزانسون الذي أسبخ مملكة البرتفال » ولريموند 
البورجوني الفارس 00 زوج أوراكا ابنة الفونو السادس» ومن بعد وفاته عديلاً لألفونو المقاتل ملك 
أرغون , وكان على علاقة و ثيقة بالبابوية بالامارات الصليبية في بلاد الشام » فقد اشترك من أولاد عمه في 
الحملة الصليبية الأولى بوهمند وتنكرد . وقد أسس بوهمند ابن عمّه روبرت جسكارد امارة انطاكية 
الصليبية . كما كان حليفاً لقيصر اسبانيا الفونسو السابع (رهوند يس) ولأميري قطلونية رامون برنجار الثالث 
والرابع وللجمهوريات البحرية الإيطالية , وللويس السادس ملك الفرنجة . وهنري الأول ملك انجلترا 
النورمندي . (رحلة التجاني .ص "6١‏ , والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية . ج ؟ » 
ص 477 . ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 18-1١75‏ . ود. احسان 
عباس : العرب في صقلية . ص ١60‏ وما بعدها. ود. أحمد مختار العبادي: تاريخ العلاقات بين الشرق 
والغرب في الحروب الصليبية. ص 88 وما بعدها. ود. عبد المنعم ماجد : تاريخ الحضارة في العصور 
الوسطى ص 156 -.78. 


"56 


المتجهة إلى بلاد الشام » ويخطط للاستيلاء على سواحل افريقية بالتنسيق مع جرجي بن مخائيل 
الانطاكي . وهو شخص غامض مريب قام بدور خطير في افريقية وصقلية النورمندية طيلة 
نصف قرن , ويذكر عنه ابن خلدون ما يلي : كان جرجي هذا نصرانياً هاجر من المشرق » وقد 
تعلّم اللسان وبرع في الحساب وتهدّب في الشام بانطاكية وغيرها » فاصطنعه تم بن المعزين باديس 
(أمير افريقية)... وكان يحيى بن تمم يشاوره ؛ فلما هلك تيم أعمل جرجي الحيلة في اللحاق 
برجار « روجر الثاني » فلحق به وحظي عنده واستعمله على أسطوله ...06 ويضيف 
التجاني إلى ما سبق ذكره بأن تمي بن المعز بن باديس جمل هذا النصراني المريب , الذي أرجح 
بأنه كان مكلّفاً بمهمات تجسس وتخريب في افريقية... «على مصارف الأموال... فصارت 
أموال المسلمين كلها في يده وأيدي أقاربه.. فلما مات تيم خاف هذا النصراني من يحيى ابن 
تم ؛ فخاطب لجار (روجر الثاني) صاحب صقلية , وأعلمه بأنه يحب الانتقال إليه ؛ فوجّه لجار 
إليه قطعة (بحرية) أظهرت أنها وصلت في رسالة . فخرج هذا النصراني وأقاربه في يوم الجمعة 
عند اجتاع الناس للصلاة » وتزيوا بزي البحريين , فطلعوا اليهم فت لهم أمرهم . فلم يفطن لم 
الناس إلا وقد أقلعوا! ولا وصلوا إلى صقلية حكمهم عبد الرحمن النصراني صاحب اشفالم في 
الجبايات » ولا احتاج لجار أن يوجه رسولاً إلى مصر أثار عليه عبد الرحمن بجرجي هذا ء 
فأرسله فنصح وأقبل بذخائر ملوكية أحظته عند لجار »'"2. وقام هذا الداعية الصليبي الخطير 
بتحريض روجر الثاني على غزو افريقية لإجهاض التلاحم بين المرابطين في بلاد المغرب 
والأندلس وبني زيري في افريقية » ولم يكن روجر الثاني بحاجة الى من يحرضه على الاستيلاء 
على ثغور افريقية وقاعدتها الكبرى المهدية » فقد كان يتطلع في قرارة نفسه للاستيلاء على هذه 
الثغور التي لا تفصلها عن مملكته في جنوب ايطاليا سوى عتبة صقلية الضيقة » خاصة بعد 
الحملات البحرية المرابطية على ثغور صقلية وقلورية التي اعتبرها روجر الثاني نتيجة للتحالف 
بين المرابطين وبين زيري ء وبتحريض من أمير افريقية الحسن بن علي الزيرى 9 . 

لهذا قام بإعداد حملة بحرية كبرى للاستيلاء على المهدية كبرى ثغور افريقية . كانت على 
غرار الحملات الصليبية في ذلك العصرء تضم حشوداً من مختلف أرجاء أوروبا ؛ مما مكنه من 
حشد قوة كبيرة من ثلامانَة سبفينة في أواخر جمادى الأولى 017 ه - أواخر أغسطس 77١1م‏ 
بقيادة جرجي بن مخائيل الأنطاكي'. 





,"8( -5#. ابن خلدون: العبرء ج 53 ص‎ )١( 
.”8# رحلة التجاني. ص‎ )١( 
.50 ص 08". وج 14. ص‎ ١ ابن عذاري: البيان المغرب. ج‎ )5( 
.419١-1456 والوزير مد السراج: الحلل السندسية في الأخبار التونسية؛ ج ؟ .ص‎ 
(؟) ابن أبي دينار: المؤنس في أخبار أفريقة وتونس, ص ؟5.‎ 
.58 وابن عذاري: البيان المغرب. ج 14. ص‎ 


لحلض 


وصمدت المهدية في مواجهة هذه الحملة الصليبية واشتبك الزيريون في معارك برية وبحرية 
ضارية مع القوات الصليبية . وكبدتها خسائر فادحة. وفي منتصف جمادى الآخرّة 
0 ه - العاشر من سبتمبر 1١7‏ م » انسحبت سفن الأسطول الصليي مولية الأدبار , وتخلى 
جرجي الانطاكي عن جنوده المحاصرين في جزيرة الاحاني الصغيرة الي لا تبعد سوى عشرة 
أميال عن ثغر المهدية » النين قتلوا عن بكرة أبيه" . 

وكان سر العجلة في هروب الأسطول الصليي الخذول هو ظهور طلائع الأسطول المرابطي 
بقيادة مد بن ميمون الذي طارد الأسطول الصليي المدحور حتى جزيرة صقلية » وأوقع به 
خسائر فادحة وأغار على ثغور صقلية , وأوقع بحامياتها وأسر عدداً كبيراً من جنودها . وعاد من 
جلته المظفرة سالا غائاً" . 

وكان انتصار بني زيري على الغزاة الصليبيين بساندة المرابطين نصراً باهراً للإسلام في 
حوض البحر المتوسط بأكمله , فقد تحكّمت الأساطيل الإسلامية في عتبة صقلية المعبر البحري 
الحام بين الحوضي' الغربي والشرقي للمتوسط . وأصبح اجتتياز الأساطيل الصليبية لهذا المعبر 
الاستراتيجي الذي يفصل صقلية عن افريقية محفوفاً بالخاطر ء مما خفف من عبء الهجوم 
الصليبي على بلاد الشام » ووقر الحماية والأمن لثغور افريقية وبلاد المغرب والأندلس وجزر 
البليار . ويعود الفضل في صمود الجبهة الغربية الإسلامية للأساطيل المرابطية التي كانت تشكل 
الدرع الواقي للثغور الإسلامية من قلمرية في ثمال غرب الأندلس » وعلى طول سواحل الأندلس 
والمغرب المطلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط , وم تكن قوة رادعة فحسب ء ولكنها 
كانت تشكل قوة ضاربة هجومية من خليج بسكاي في جنوب غرب بلاد الفرنجة الى عتبة 
صقلية » مما كان يعرّض أي أسطول صليي يحاول اجتياز المحيط الأطلسي من غرب أوروبا عبر 
مضيق جبل طارق إلى الحوض الغرني للبحر المتوسط للتدميرا"'؛ فقد كان للمرابطين مائة 
أسطول ترابط في الثغور الأندلسية والمهربية!') من قلمرية على المحيط الأطلسي في شال غرب 
الأندلس حتى ثغور افريقية المطلة على عتبة صقلية!" . 


..58 ص٠1 وج‎ "١5 صء١ ابن عذاري : البيان المغرب . ج‎ )١( 
.31- 515 ص‎ . ٠١ وابن الأثير الكامل. ج‎ 
.##١ وابن خلدون: العبرء ج 57. ص‎ . ١5 والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
. 587 ورحلة التجاني . ص 75" . واماري: المكتبة الصقلية . ص‎ 
. "507 ورحلة التجاني . ص‎ .78١ ابن خلدون: العبرء ج “. ص‎ )١( 
. 474 والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية» ص‎ 
.591 117 (؟) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ 
.1465-48١ (؛) ابن خلدون: المقدمة. ص‎ 
.514 ١45 يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين , ص‎ )4( 


/؟ 


وليس أدل على الدور البطولي للأساطيل المرابطية في حاية الثغور الإسلامية عبر هذا 
الطريق البحري الطويل ؛ من انها ظلت صامدة في مواجهة جميع الأساطيل الصليبية القادمة من 
أوروبا الغربية عبرالمحيط الأطلسي . ومن جمهوريات ايطاليا البحرية وثغور جنوب بلاد الفرنجة 
وصقلية النورمندية وامارة قطلونية عبر البحر المتوسط , إلى أن لفظت الدولة المرابطية آخر 
أنفاسها في الأندلس!'! . وظل قادة الأساطيل المرابطية يحوّمون كالصقور عبر المحيط الأطلسي 
والبحر المتوسط! وعلى رأسهم مد بن ميمون , وم يتوقفوا قط عن غاراتهم البحرية على الثغور 
المسيحية المعادية حتى نهاية عهد المرابطين من لمتونة ٠‏ وليس أدل على ذلك مما ذكره الشقندي 
الأديب الأندلسي معتزاً محمد بن ميمون عند حديثه عن ثغر المرية حيث يقول : « وفيها كان 
ابن ميمون القائد الشهير الذي قهر النصارى في البحر وقطع سفرهم فيه. وضرب على بلاد 
الرمانية (ثغور ساحل ايطاليا الفرني) فملاً صدور أهلها رعباً ».(") 

وظل أسطول المرية تحت قيادة مد بن ميمون!") السند الرئيسي لجزر البليار بالتعاون مع 
أسطول دانية الذي كان تابعاً لعامل هذه الجزر حتى نهاية عهد المرابطين من لمتونة!؟! » وارتبط 
اسم مد بن ميمون ارتباطاً وثيقاً بجزر البليار طيلة عهد المرابطي ظل على ولائه للمرابطين 
وعمالهم » وبعد ان استقل بنو غانية بهذه الجزر ظل على ولائه للم!*). وهكذا فقد استطاعت 
الأساطيل المرابطية طيلة العشر السنوات الأولى من الحك المرابطي في جزر البليار تأمين 
الحماية والأمن لجزر البليارء ووجدت في ثغور هذه الجزر القواعد البحرية المأمونة وفي أهلها 
أفضل الغزاة وأكثرهم بسالة وأشدهم صلابة ومراساً في البحر ‏ يؤرجهم حقد قابل للانتقام من 
الفرنجة والقطلان والسرانيين والبيزيين!'). وقد حتقوا ما كانوا يتطلعون اليه تحت علم 
المرابطين المظفر الذين لم هزموا في أي حملة بحرية(")! وهيمنت أساطيلهم على جميع المعابر 
البحرية في الحوض الغربي للبحر المتوسط . وثُلّوا فعالية الأساطيل المسيحية : وأغاروا على 
ثغورها . « وملأوا صدور أهلها رعباً »!!*). وبينما كانت جزر البليار تنعم بالأمن والاستقرار 


21١ عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص اخبار المغرب . ص 574 . وابن الأثير: الكامل؛ ج‎ )١( 
."05 ص‎ 1١ وابن عذاري : البيان المغرب . ج‎ . ١1١5١ ص‎ 
.456 ص‎ ١ وابن الخطيب : الإحاطة: ج‎ .”5١ وابن خلدون : العبر. ج 67 ص‎ 
.990 المقري: نفح الطيب, ج #. ص‎ )١( 
(؟) المصدر السابق . نفس الصفحة.‎ 
.185-1١186 د. مد علي مكي : وثائق جديدة من عهد المرابطين. ص‎ )4( 
5885-57. (ه) ابن الأبار: الحلة السيراء. ج ؟. ص‎ 
.1١9 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )1( 
.1405-148١ ابن خلدون : المقدمة.ء ص‎ )0( 
المقري : نفح الطيب. ج؟". ص فة‎ 09 


"514 


تمت حكم عمال المرا بطين من لمتونة نشبت ثورة داهمة في هذه الجزر 67١‏ ه-55١1١م‏ بسبب 
عسف واليها وانور ين أبي بكر اللمتوني !'. وفي رواية أخرى يانورين مدا" في وقت كانت 
فيه قوات مملكة أرغون تجتاح شرق الأندلس تحت قيادة الفونسو المقاتل ملك أرغون بمساعدة 
النصارى المعاهدين النين انضموا لقواته وأوقعوا بالمرابطين خسائر فادحة!" » هذا سارع يدرين 
ورقاء عامل بلنسية ومرسية وملحقاتها بشرق الأندلس بعالجة هذه الفتنة الخطيرة » وقام 
بتوليةأي بكر بن علي بن ورقاء أحد أقربائه عاملاً على هذه الجزر بانتظار وصول كتاب أمير 
المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين بتولية من يختاره عاملاً على هذه الجزر , ولكن أبا بكر بن علي 
ابن ورقاء سرعان ما توفي قبل أن يقوم بانجاز مهمته في عام 686 ه- 5؟١4/01).‏ وما إن 
وصلت أنباء الثورة في جزر البليار لأمير المسلمين حتى سارع بتولية عامل على الجزر من خاصة 
رجاله وكبار قادته؛ وهو عمد بن علي بن يحيى المسوني 057٠‏ ه - "1١53‏ الذي ظل عاملاً 
على هذه الجزر حتى نهاية عهد المرابطين من لمتونة في الأندلس 0649 ه 70.1148 , 


الفترة الأول 
من ولاية عمد بن علي المسوفي « ابن غانية » في البليار 
ه-0ا09ه 1١١1-2‏ م-15١1ام‏ 
تعاونه مع أخيه يحيى في تدعم الح في البليار وشرق الأندلس 
ارتبط تاريخ جزر البليار بي غانية منذ أن ولى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين 
على هذه الجزر مد بن علي بن يحيى المسّوفي الذي نسب إلى أمه «غانية » وفقاً للعادات 
والتقاليد التي كانت متبعة آنذاك لدى كبار القادة من لمتونة ومسوفة النين كانوا ينتسبون إلى 


)00( ابن خلدون : العبرء ج 1. ص #80-85". وج 5. ص 6.05-6.08. 
0( ابن عذاري : البيان المغرب , القسم الموحدي2. ص 5١0‏ . 
(0) مجهول المؤلف : الحلل الموشية,. ص 17١-51‏ . 
(:) ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص .5١6‏ 
ود. #ود علي مكي : وثائق جديدة عن عهد المرابطين2» ص ؟57١1.‏ 
)( ابن خلدون: العبرء ج 14. ص 85" 8ه". وج 35. ص 0م 2005961 
(1) ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص 5١6‏ . 


الكل 


أمهاتهم من كان لهن شهرة خاصة ومركز كبيرا')!! وكان لمحمد بن علي بن يحيى المسّوفي « ابن 
غانية » أخ اسمه « يحيى » وصل إلى أرفع مكانة في الدولة المرابطية ‏ وكان التعاون وثيقاً بين 
الأخوين ‏ ما دعم من مكانتهما وأكسبهما ثقة أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين الذي 
اعتمد عليهما كل الاعتاد في توطيد دعام الحكم المرابطي ني بلاد الأندلس وجزر البليار وأوكل 
اليهما أخطر المهمات'"). 

وكان أبو علي يحيى المسّوفي جدّ كل من عمد ويحيى من أوائل من دخل في الدعوة المرابطية 
من قبيلة مسّوفة الصنهاجية . ومن كبار رجالاتها وشجعانها « وكان مقدماً عند أمير المسلمين 
يوسف بن تاشفين لمكانته في قومه ». وتزوج ابنه علي الأميرة «غانية » اللمتونية احدى 
قريبات أمير المسلمين يوسف بن تاشفين . فولدت منه مداً ويحيى اللذين عاشا تحت رعاية أمير 
المسلمين وفي كنفدا"!, وانتسبا إلى أمهما «غانية » لما تميزت به من نسب رفيع وخلال سامية , 
وقد تزوجت الأميرة « غانية » بعد وفاة زوجها علي بن يحيى المسّوفي والي قرطبة آنذاك » القائد 
المرابطي عمد بن الحاج اللمتوني وعاش مد وأخوه يحيى في كنف زوج أمهما ء الذي ولَى يحيى 
وهو الأكبر سنا عاملا على مدينة استجةأ")؛ وهو ما زال شاباً صغيراً لما تميز به من مواهب رفيعة 
مكنته بعد فترة وجيزة من توليته على استجة من أن يتبوأ مركزاً رفيعاً في قيادة القوات 
المرابطية في شرق الأندلس . وتمرس أخوه الأصغر مد بن علي على يديه!*". ويذكر ابن عذاري 
بأن يحيى بن علي المسّوني ولي عاملا على مرسية في عام 16 ه - 115١‏ م'. والأرجح أنه 
كان يتولى آنذاك القيادة العسكرية وأن توليته عاملا على مرسية كانت في فترة لاحقة » كما 
يتضح لنا مما ذكره صاحب كتاب مفاخر البربر الذي يذكر بأن أبا زكريا ين يحيى بن غانية ولي 


. "17 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص اخبار المفرب . ص‎ )١( 

وابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص 5١8‏ . 

وابن خلدون : العبرءج 4. ص 7608.766.وج ".ص 41-50" , وص 005-008 . والفريد 
بل: بنو غانية . ص 4 . 5 
)١(‏ عبد الواحد المراكثي : المعجب 'في تلخيص اخبار المغرب . ص ؟1"- 717 . 
(0) ابن خلدون: العبرء ج 3. ص "6١‏ وما بعدها. 
(؛) مدينة استجة : مدينة أندلسية قدية , تقع إلى الجنوب الغربي من قرطبة العاصمة . اشتهر أهلها طيلة 
العهود الإسلامية في الأندلس بعصيانهم وقردهم , وكانت تتميز بحصانتها وارباضها الواسعة واسواقها العامرة 
وبساتينها اليانعة . 

(الحميرى : الروض المعطار. ص 87). 
(0) مد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في بلاد المغرب والأندلس. ص .١60-١49‏ 
إلى ابن عذاري: البيان المغرب. ج 7'. ص 510 . 


0ن 


عاملا على مرسية بعد يدر بن ورقاء والأمير ابراه بن تاعياشت!" . 

ومهما يكن الأمر فقد برز اسم يحيى بن علي المسّوفي في شرق الأندلس كقائد عسكري باسل . 
وكان يدر بن ورقاء عامل مرسية وبلنسية وملحقاتهما في شرق الأندلس يعتمد عليه في قيادة 
القوات المرابطية والاغارة على امارة قطلونية ومملكة أرغون , وكان ليحيى بن علي المسّوفي دور 
كبير في التصدي لقوات ملك أرغون الفونسو المقاتل في زحفه الواسع عبر شرق الأندلس من ثماله 
إلى جنوبه 01-.08 ه- 1151-1150!"!. وفي هذه الفترة الحرجة في تاريخ شرق 
الأندلس التي ترتبط برباط وثيق بجزر البليار وتنعكس احداث كل منهما على الآخر نشبت في 
جزر البليار ثورة داهمة بسبب عسف عاملها وانور بن أبي بكر اللمتوني("!, يانور بن عمد كما 
يدعوه ابن عذاري!). ويذكر ابن خلدون بأن سبب هذه الثورة يعود إلى قسوة هذا العامل على 
أهل جزر البليار وعحاولته قسرهم على بناء مدينة أخرى بعيدة عن البحر بدلاً من « مدينة 
ميورقة » العاصمة ... فامتنعوا وقتل مقدمهم ؛ فثاروا به وحبسوه . ومضوا إلى (أمير المسلمين) 
علي بن يوسف فأعفاهم منه وولى عليهم مد بن علي بن يحيى المسّوفي المعروف باين 
غانية.. 0). وأرجح بن عمداً كان آنذاك تحت قيادة أخيه يحيى بن علي في مرسية بشرق 
الأندلس ء وان اختياره تم بناء على توجيه من يدر بن ورقاء عامل بلنسة ومرسية وملحقاتهما 
آنذاك . ولم يكن كما ذكر ابن خلدون عاملاً لأخيه على قرطبة[. 

وتمكن مد بن علي المسوني (ابن غانية) بعد توليته عاملاً على جزر البليار من القضاء على 
ذيول الفتنة التي سببها وانور بن أي بكر اين غانية والقبض عليه.. « وبعثه مصفداً إلى 
مراكش » كما يقول ابن خلدون!". 

بينما يذكر ابن عذاري أن اسم هذا العامل هو« يانور بن مد » ويصف خاتقة ولايته بعد 





)١(‏ مجهول المؤلف: مفاخر البربر . ص 5 (الأمير ابراهم بن تاعياشت « تاعياشت ». أحد ابناء امير 
المسلمين علي بن يوسف من أمة سوداء تدعى تاعيشت« تاعياشت » . ابن عذاري : البيان الغرب . ج 4 » ص 
6 
)١(‏ يجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص 7١-519‏ . 

وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص .1١6٠‏ 
(0) ابن خلدون: العبرء ج 14 ص 08-80" وج 3". ص 5.05-6.8. 
(:) ابن عذاري: البيان المغرب , القسم الموحدي. ص 3١6‏ . 
(ه) ابن خلدون : العبرء ج 7. ص 6.05-6.06. 
(1) المصدر السابق . ج ؛ . ص 01" .(وكان تاريخ تولية يحيى بن علي المسّوفي عاملا على قرطبة وملحقاتها في 
بلاد الأندلس في عهد امير المسلمين تاشفين بن علي في عام 088 ه - ١١48‏ م. مد عبد الله عنان: عصر 
المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس؛ ص .)١04‏ 


)١(‏ ابن خلدون: العبر؛ ج 4. ص 051" وج 5 ص605. 


ميان 


ثورة أهل البليار عليه بقوله : « فقامت عليه الرعية وقتلوه. . »37 . 

وازدادت مكانة مد بن غانية عامل البليار رسوخاً بعد تولية أخيه يحيى عاملاً على بلنسية 
وملحقاتها بعد وفاة يدر بن ورقاء وإقالة الأمير ينتان بن علي 0784 ه - ١١55‏ م. كماولي 
عاملاً على مرسية في عام 070 ه - 1١١‏ م بعد إقالة الأمير ابراهم بن تاعيشت « تاعياشت » 
وجمع بين العملين الهامين!". وكان التعاون وثيقاً بين الأخوين . مما وطَّد مركز بني غانية في 
جزر البليار وشرق الأندلس!"). وكان يحيى بن غانية يولي عنايته القصوى للقوات العسكرية 
المرابطية في شرق الأندلس تحت قيادته » وكان ينيب عنه في إدارة شئون الحك في بلنسية 
ومرسية وملحقانهما أخاه لأمه المنصور مد بن الحاج!؟). نظراً لعدوان إمارة قطلونية المتواصل 
على ثغور الأندلس الشرقية في عهد أميرها رامون برنجار الرابع!*؛ ووقوف يحيى بن غانية على 
رأس قواته في مواجهة الغزاة ودحرهم بما عرف عنه من شجاعة!")؛ ويعدد عبد الواحد 
المراكشي مناقب هذا القائد المرابطي الفذ قائلاً عند حديثه عن بني غانية « فأما يحيى منهما وهو 





. 5١8 ابن عذاري: البيان المغرب . القسم الموحدي» ص‎ )١( 

(؟) مجهول المؤلف : مفاخر البربر. ص ؟8 . وابن عذاري : البيان المفرب ج 4 ص 204814 .١١‏ 

(؟) ابن خلدون: العبرء ج 14. ص 808. وحمد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب 
والأندلس. ص 164 . 

() مد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص .1١60‏ 

)( رامون برنجار الرابع 008-653 ه١8١1111-1‏ مء سار على خطى والده رامون برنجار الثالث 
الفارسي الصليبي في الاستعانة بفرسان المعبد « الداوية » في محاربة المسلمين في الأندلس ومنحهم حصن بربيرة 
في سفوح جبال البراديس المطلة على ثغري طرطوشة ولاردة. وكان يتطلع إلى الاستيلاء عليهما بمساندة 
فرسان المعبد « الداوية » وملك أرغون الفونسو المقاتل . وتعاونا معاً في الإغارة على الثفور الإسلامية في شرق 
الأندلس وكان يحيى بن غانية يتصدى هذه الغارات على رأس قواته المرابطية » وأوقع هزائم ساحقة بالحليفين 
كان من أعنفها هزية ملك أرغون الساحقة في موقعة افراغة 074 ه - 54١١م‏ ء ووفاته على أثر ذلك , مما 
أدى إلى تراجع رامون برنجار الرابع عن طموحاته في التوسع على حساب المسلمين في شرق الأندلس والثغر 
الأعلى . ولكنه حقق خطوة ناجحة سيكون لها نتائجها الخطيرة على جزر البليار وشرق الأندلس , فقد تزوج 
من الأميرة بترونيلا ابنة راميرو.الثاني ملك أرغون 088 ه - ١١7‏ مء مما أدى إلى قيام مملكة متحدة بين 
قطلونية وأرغون . بعد أن أنجبت بترونيلا وريثاً للعرش سمي باسم أبيه « رامون » , ولكنه تلقب بعد ذلك 
باسم « الفونسو الثاني » . وحم مملكة قطلونية وأرغون المتحدة 088 - 097 ه - 1١57‏ مء وكانت تشكل 
خطراً داهماً على جزر البليار وشرق الأندلس ٠‏ وتمكن حفيد الفونسو الثاني « خاي الفاتح » ابن بيدرو 
الثاني بعد حروب ضارية ومعارك دامية من الاستيلاء على جزر ميورقة ويابسة وفرمنتيرة »وفرض سيادته 
على جزيرة منورقة. يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص ١8١‏ وما بعدها. 
وشكيب أرسلان : الحلل السندسية . ج ؟ . ص 75١‏ . وعصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس » ص 
34 ). 

(1) ابن عذاري : البيان المغرب, ج 1 , ص .18-93١‏ 


ينا 


الأكبر فكان حسنة من حسنات الدهر ء اجتمع له من المناقب ما افترق في كثير من الناس » 
فمنها أنه كان رجلاً صالحاً شديد الخوف من الله - عنّ وجل - والتعظي له والاحترام للصالحين » 
و لسرا مه شجاعاً فارساً . إذا ركب عد 
حده مخسمائة فارس ٠‏ وكان (أمير السلمين) علي بن يوسف يعده للعظائم »ويستدفع به المهمات » 
2 الله على يديه كثيراً من جزيرة الأندلس ٠‏ ودفع به عن المسلمين غير مرّة مكاره نزلت 
.»3 
00000000 
الني حاولت التعرض للثغور الإسلامية في شال شرق الأندلس''). وقد. توقف رامون برنجار 
الرابع نهائياً عن الإغارة على شرق الأندلس بعد أن تعرض حليفه الفونسو المقاتل ملك أرغون 
إلى هزيمة ساحقة في معركة افراغه 078 ه - ١١75‏ م بقيادة يحيى بن غانية بالتعاون مع عامل 
افراغه وقائد حاميتها سعد بن مردنيش » وقد أسفرت هذه المعركة الحاسمة عن إفناء معظم 
قوات مملكة أرغون التي اشتر كت في المعركة , وم يسم فيها « إلا بشر يسير وصدر ابن غانية 
ظافراً بالغنام » وأما الطاغية (الفونسو المقاتل) فبقي أياماً ومات.. » قهراً وكمداً!"ا. 
واستقرت دعام الأمن والسلام في شرق الأندلس وجزر البليار فترة ولاية يحيى بن غانية 
على بلنسية ومرسية . وكان أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين يستعين به وبأخيه مد عامل 
البليار في عظاتم الأمورا؟). وكانت جزر البليار في فترة ولاية مد بن غانية معقلاً للفزاة » 
وقاعدة كبرى للأساطيل المرابطية!22. بعد أن أعاد المرابطون الأمن إلى ربوعها وشجعوا 
المرابطين على سكناها والإقامة فيهال'). وكان أمير المسلمين علي بن تاشفين يولي هذه الجزر 
عنايته ويوصي عماله برعاية أهلها ء وتدعم أساطيلها . وأوكل إلى عماا الإشراف على دانية 





."1# عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغفرب. ص ؟”-‎ )١( 
.5١ ابن عذاري : البيان المغرب . ج 1 . ص‎ )١( 
.557-15١8 ابن القطان: جزء من نظم الجمان. ص‎ )0( 
."0١ وابن الأثير: الكامل؛ ج 8 . ص‎ 
.55- 1575 وابن عذاري : البيان المغرب. ج 1. ص‎ 
. 56 - 51 والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
وما بعدها.‎ ١8١ ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ 
وما بعدها.‎ 7١١ وشكيب أرسلان: الحلل السندسية. ج ”. ص‎ 
. 747 (؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص‎ 
و0.056.‎ "6١ وابن خلدون: العبرء ج 14. ص 505-88 و#88. وج ".ص‎ 
. وما بعدها‎ ١١5 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )0( 
.١؟4-‎ 1١ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )1( 


كن 


وأسطوها البحري في شرق الأندلس تدعيا لها لتعيد مسيرتها الأولى في الجهاد البحري"" . لهذا ما 
إن تولى مد بن غانية عاملاً على جزر البليار حتى أصبحت هذه الجزر . كما كانت طيلة عهودها 
الإسلامية كبرى قواعد الجهاد البحري الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط ٠‏ وأسهمت 
بدور كبير في الغارات البحرية على الثغور المسيحية المعادية في الحوض الغربي للبحر المتوسط , 
وانتقست لضحاياها من غزاة الحملة الصليبية المؤتلفة الكبرى''" ‏ بالتعاون مع أساطيل 
المرابطين في ثغور الأندلس والمغرب'' التي وصل عددها في عهد المرابطين من لمتونة مائة 
أسطول”' . وظلت جزر البليار تتمتع بالأمن والاستقرار طيلة عهد أمير المسلمين علي بن يوسف 
ابن تاشفين تحت حم عاملها تمد بن غانية » وتسهم بدور كبير في النشاط البحري تحت عم 
المرابطين!” . ولم تكن جزر البليار في العهد المرابطي معقلاً للغزاة ولا منتجعاً للعلماء والفقهاء 
والأدباء فحسب. بل كانت أيضاً منفى للمغضوب عليهم كما كانت في العهود الإسلامية 
الابما 

ومن الأمثلة على ذلك نفي المتلاعبين بالأسعار في اشبيلية إلى جزيرة ميورقة'"' . وتهديد 
أمير المسلمين يوسف بن علي ابنه أبا بكرا" بنفيه إلى جزيرة ميورقة إن م يستجب إلى 
توجيهات العلماء الذين أشرفوا على تثقيفه باشبيلية » ويقول الدكتور حسين مؤنس بهذا الصدد , 
بأن أمير المرابطين علي بن يوسف أرسل إلى ابنه أبي بكر رسالة يهدده فيها بنفيه إلى جزيرة 





.1١85-188 د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص‎ )١( 
وما بعدها.‎ ١١5 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ )١( 
. 75-108 مد الزهري : كتاب الجفرافية. ص‎ )5( 

وابن عذاري : البيان المغرب » ج م للش 

ونفح الطيب . ج "'. ص 00 

والفريد بل : بنو غانية . ص 58 . 
(4) ابن خلدون: المقدمةء ص 140١‏ -1465. 
(6) يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص 7٠١‏ . 
(3) ابن عذاري : البيان المغربه. ج 14 ص ”8. 

وابن أني زرع: روض القرطاس . ص 4١‏ (طبعة الفلالي) . 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب , ج 4 . ص 89 . 
(4) أبو بكرين على بن يوسف: « اكبر أبناء أمير المسلمسين علي بن بن يوسف , ولد في عام 
4917 ه ح ٠١94‏ م . حينما كان أبوه يناهز السادسة عشرة من عمره . وكان يلقب ب « بكور » و« بكو », 
نشأ في الأندلس كما جرت عادة علي بن يوسف في تربية أبنائه . وقام على رعايته والإشراف عليه وتأديبه 
الطبيب الأندلسي الشهور أبو مروان بن زهرء على أنه م يكن منصرفاً إلى التحصيل؛ مما دعا والده إلى 
تقريعه ونبره - وهدده برسالة بعث بها إليه بنفيه إلى ميورقة.. ». 

(د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عهد المرابطين. ص .)١88-114‏ 


0 


«ميورقة »! إن لم يستجب لتوجيهات مؤدبيه . ويرجح بأن كاتب هذه الرسالة هو أبو مروان 
ابن أبي الحصال الذي رأس ديوان الإنشاء للمرابطين فترة طويلة » وفها يلي نص هذه الرسالة 
«كتابنا ا همك الله رشد نفسك من حاضرة مراكش . . . بعد وصول الوزير الجليل أني مروان ابن 
الوزير أبي العلاء بن زهير. . يشكو ما يكابده من تشغيبك ويقاسيه من تضريبك , فأمسك عليك 
دمعك . ولا يضرب لسانك عنقك . وخذ من الأمور ما يسر وإلا أنفذناك إلى ميورقة ؛ . »" , 

وكان أمير المسلمين علي بن يوسف عظياً في نبله , كرياً في خلقه . فاضلا في تصرفه , عادلا في 
حكمه ؛ متمسكاً بدينه . مجاهداً في سبيل الله , فقيهاً أديباً مشجعاً للعلماء » فوفد إليه من شتى 
أرجاء المغرب والأندلس كل عام جليل. حتى أصبح بلاطه أشبه ما يكون ببلاط خليفة عباسي 
في بغداد في ذروة عظمة الدولة العباسية ورفعة شأنها. وكما شجع أبناءه على أن ينهلوا من 
المعارف والعلوم , شجّع أبناء رعيته في بلاد المغرب والأندلس على ذلك ؛ وكان عهده مشرقاً نيراً 
في كل جانب من جوانب الحياة!" ؛ ومع ذلك م يتورّع المؤرخ المولندي دوزي عن وصف حم 
المرابطين في الأندلس « بأنه بمثابة عودة البربرية والطمجية محل الحضارة الأنيقة المرفهة .. كما 
حلٌ التعصب الديني الممقوت والتدين الساذج محل الذكاء وسعة الأفق..»'". وهو تحامل 
واضح على هذا الأمير النبيل والعام الجليل والحام العادل الذي قضى طيلة فترة ولايته مجاهداً 
في بلاد الأندلسء وباذلاً كل جهد في توحيد الجبهة الإسلامية في بلاد الغرب والأندلس في 
وجه الزحف الصليبي , بردع الموحدين وقمع ثورتهم المدمرة ؛ إلى أن توفي في وقت استفحل فيه 
خطرهم . وتعاظمت قوتهم وأصبح خطرهم على الدولة المرابطية داهماً بعد حرب استنزاف 
دامية قرابة العشرين سنة. منذ أن أعلن داعيتهم مد بن تومرت الثورة على المرابطين 
5 ه- 115.0 مء وحتى وفاته اه ه - 55١1م''.‏ وتولية ابنه تاشفين الفارس الشجاع 
أميراً للمسلمين من بعده”*' » وفي نفس العام الذي ولي فيه تاشفين بن علي أميراً للمسلمين , توجه 
مد بن غانية عامل البليار على رأس بعض قطعاته البحرية إلى بلنسية لمناصرة أخيه يحيى 
عامل بلنسية ومرسية وملحقاتهها'" . 





)١(‏ مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية . ج ؟ لعام ١74‏ ه - 1405 م» سبع وثائق جديدة عن دولة 
المرابطين/ تحقيق د. حسين مؤنس. ص .7١-58‏ 
)١(‏ ابن عذاري: البيان المغرب ؛ ج 15 . ص 148. 
وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالمغرب . ص 58# . والإحاطة ج ؟ .ص 08. 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص 3189 . 
(4) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 777 - 777 . وابن الخطيب : الإحاطة . 
ج أءصضص88ه6. 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب . ج 15 . ص 89 . 
(3) ابن خلدون: العبرء ج 14 . ص 08". 


كنا 


الفترة الثانية 
من ولاية عمد بن علي « ابن غانية » في البليار 

مساندته لأخيه يحيى في البر الأندلسي 

قام حمد بن علي بن غانية في عام لاله ه - 1145م »ء على رأس بعض قطعاته البحرية 
بالتوجه من ميورقة إلى بلنسية قاعدة حك أخيه يحيى في شرق الأندلس » واستناب « عبد الله بن 
تهاء » للإشراف على جزر البليار أثناء غيابه. ويبدو بأن الأحداث الخطيرة التي اجتاحت 
المغرب والأندلس في تلك الفترة اضطرته إلى البقاء في بلاد الأندلس للمساندة أخيه”" . بعد أن 
ولآه تاشفين بن علي والياً على قرطبة وملحقاتها في غرب الأندلس وجنوبها » ومشرفاً عاماً على 
شئون بلاد الأندلس وقائداً للجيوش المرابطية 088 هم 57١1م"‏ . وقبل مغادرة يحيى بن 
غانية بلنسية إلى قرطبة ولَى ابن أخيه عبد الله بن عمد عامل على بلنسية وملحقاتها في شرق 
الأندلس!'' . وبعد وصوله إلى قرطبة استناب أخاه حمداً عاملا على قرطبة وأعمالها”'' , وولى 
ابن أخيه اسحق بن ممد عاملآا على قرمونة مفتاح إشبيلية!” » واتخذ من إ شبيلية قاعدة لقواته 
واستناب في حكمها بعض كبار قادته ليتفرغ للقيادة العسكرية للقوات المرابطية. وكان أول 
من استنابه في حك إشبيلية وملحقانها طلحة بن العنبرء واستناب من بعده أخاه لأمه المنصور 
ابن عمد بن الحاج اللمتوني » وآخر من استنابهم في عمل إشبيلية عمان بن عمرو ومن يده انتزعها 
الموحدون”"' . وني نفس العام الذي ولَى فيه تاشفين بن علي ٠‏ القائد الشجاع يحيى بن غانية على 
بلاد الأندلس وقائداً عاماً لقواتها . كانت الأساطيل المرابطية ما زالت تقوم بدورها البطولي في 
التصدي للأساطيل الصليبية التي تعبر المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط عبر مضيق جبل 
طارق في طريقها إلى بلاد الشام » وتقوم بتدميرها وإغراقها. ففي عام 078 ه-107١١م‏ 
أوقعت الأساطيل المرابطية خسائر فادحة بأسطول صليبي من مائة وحمسين سفينة أثناء 


.708 ابن خلدون: العبر؛ ج.؟ . ص‎ )١( 
.7460 (؟) ابن الخطيب : الإحاطة؛ ج 14. ص‎ 
.١64 وحمد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس ؛ ص‎ 
.5١ ابن الأبار: الحلة السيراء؛ ج *. ص‎ )5( 
والمقري : نفح الطيب » ج ؛ . ص 05 .« يذكر المقري بأن يحيى بن غانية ولَّى على بلنسية أخاه عبدالله ؛‎ 
. » والصحيح أنه ابن أخيه‎ 
. 519 (؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
."ؤ١ وابن خلدون : العبر. ج 14 ص 85" 988. وج 3 ص‎ 
.0.05 ابن خلدون : العبر. ج 5. ص‎ )6( 
.2١ مجهول المؤلف : مفاخر البربر » ص‎ )3( 


اجتيازه لمضيق جبل طارق'' . وظلّت القوات البحرية المرابطية تفرض هيمنتها على المسالك 
البحرية عبر الحوض الغربي للبحر المتوسط ء وتلقي الرعب في قلوب أعدائها'" » كما كانت 
قواتها البرية تتصدى ببسالة لعدوان مالك إسبانيا المسيحية تحت قيادة يحيى بن غانية 
وعماله'" » إلى أن نشبت فتنة داهمة عمّت أرجاء الأندلس 5ه هع 1١54‏ م كان لها نتائج 
خطيرة على حك المرابطين في بلاد الأندلس انعكست آثارها على مصير جزر البليار" . 

ثورة أهل الأندلس على المرابطين 

في سنئة 9ه ه > 54١1م‏ تعاظمت قوة الموحدين في بلاد المغرب الأقصى » وتمكنوا من 
هزية القوات المرابطية في عدة معارك متلاحقة . واتسع ميدان القتال ؛ فشمل المنطقة المحيطة 
بتلمسان في المغرب الأوسط . وهناك أوقعوا بالقوات المرابطية وقوات بني حماد أمراء المغرب 
الأوسط المتحالفة معها هزية ساحقة'”*). وهم يبتفون بشعارهم «أبابا يا المهدي »! وقتلوا من 
وقع في يدهم من المرابطين دون هوادة . فقد كانوا يعتبرونهم كفاراً ٠‏ ويدعونم « بالمجسمين »! 
« ويقاتلونهم قتال كفر »7"' , وكانت الضربة القاصمة للمرا بطين على مشارف وهران حيث تمكن 
الموحدون من محاصرة أمير المسلمين تاشفين , وأوقعوا مجزرة دامية باللثمين من حرس تاشفين!") 
من ذوي « الل والغفائر القرمزية والمهاميز التاشفينية والسيوف المحلاة ذات الذؤابات »!2 , 
وكان أمير المسلمين تاشفين بن علي قد أرسل إلى مد بن ميمون قائد أسطول المرية يطلب منه 
القدوم على رأس قطعاته إلى ميناء وهران تحسباً من تعرض قواته للهزية » وعندئذ يمكنه 
اللجوء مع حاشيته وحرسه إلى سفن أسطول المرية والتوجّه إلى الأندلس ؛ ولكن طليعة القوات 
الموحدية تمكنت من محاصرته في رباط على مشارف وهران في ليلة السابع والعشرين من رمضان 
09 ه- ٠0‏ مارس 55١1م‏ ء وتَكن الأمير تاشفين وبعض أصحابه من اقتحام الحصار 
المغروب على رباط وهران » وبينما هوفي طريقه إلى سفن أسطول المرية الراسية في ثغر وهران 


.3١* ابن عذاري : البيان المغرب؛ ج 4 . ص‎ )١( 
.570 المقري: نفح الطيب. ج ”ءا ص‎ )١( 
.”48 ابن الخطيب : الإحاطة. ج 14 ص‎ (0 
ابن خلدون: العبرء ج 5 . ص 801 . وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )4( 
.5”107- "660 وما بعدها. والإحاطة. ج 5. ص‎ 4 
.٠١" ابن عذاري : البيان المغرب. ج 5 ص‎ )0( 
.1404 ص‎ ١ ابن الخطيب : الإحاطة , ج‎ 
. 5 ابن غازي: الروض الهتون» ص‎ )5( 
.٠١4 ابن عذاري : البيان المغرب. ج 5 . ص‎ )1( 
.5 ابن غازي : الروض المتون» ص‎ )4( 


وان 


بقيادة مد بن ميمون . سقط حصانه عن حافة صخرية مما أدى إلى وفاته , وأبحر مد بن ميمون 
إلى المرية بمن تمكن من الوصول إلى سفن الأسطول من حاشية تاشفين وحرسه'" . وما إن بلفت 
أخبار هزائم المرابطين في بلاد المغرب ومقتل أمير المسلمين إلى بلاد الأندلس حتى نشبت في شتى 
أرجائه فتنة داهمة وقام الطامعون في السلطة والح بالخروج على المرابطين دون أي تقديز 
للعواقب ».في وقت اشتد فيه عدوان النصارى الإسبان بالتعاون مع الحشود الصليبية من بلاد 
الفرئجة على الثغور الإسلامية" . 

نتائج الثورة الأندلسية على المرابطين وأثرها على البليار 

كان مد بن غانية عامل البليار عند نشوب الفتنة الأندلسية على المرابطين إلى جانب أخيه 
يحيى في مركز قيادته في إشبيلية ؛ وعندما أفلت زمام الموقف من يد المرابطين في جنوب غرب 
الأندلس بعد نشوب ثورة المريدين بقيادة أبي القاسم أحمد بن الحسين ابن قسي مدعي اطداية, 
وكانت « باكورة الفتنة » ضد المرابطين!" » طلب يحيى بن غانية قائد القوات المرابطية في 
الأندلس من أخيه مد عامل البليار « أن يسير في جنده وسفنه إلى الجزائر الشرقية (البليار) 
في الحال فيحتلها . لكي يظفر بلجأ أمين يقصد إليه عند الفرار . ولكي يتخذها من جهة أخرى 
قاعدة يستطيع منها أن يعمل على إخضاع الثغور الثائرة وردّها إلى الطاعة »''2. ويذكر ابن 
الأبار بأن جمد بن علي ملك ميورقة وذواتها « واستقر بها برأي أخيه أبي زكريا يحيى بن علي 
عند ثورة العامة بإشبيلية منصرفة من حصار لبلة.. »”*. وكانت ثورة العامة يإشبيلية كما 
يتضح من النص التالي لابن الخطيب في شهر رمضان 075 ه - مارس ١١540‏ م» الذي يقول 
فيه « .. وكانت ثورة ابن قسي باكورة الفتنة ولا خرج (يحيى بن علي) إلى لبلة , ثار ابن جدين 
بقرطبة في رمضان 059 ه - مارس ١١550‏ م » واستباح قصر يحيى بن علي . وانطلقت الآيدي 
على قومه وتم له الأمر ء وبلغ يحيى الخبرء فرجع أدراجه إلى إشبيلية فثار به أهلها وناصبوه 





.3٠١4 مجهول المؤلف : مفاخر البربر . ص 8 . وابن عذاري : البيان المغرب . ج 1. ص‎ )١( 
وابن خلدون : العبرء ج 5 .ص 85-588" . واين الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس»‎ 
.406 .ص‎ 1١ ص 557 -58؟. والإحاطة, ج‎ 
. 577 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 
. 748 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص‎ 
."10- "160 والإحاطة؛ ج 1 ص‎ 
.505- 718 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص‎ )5( 
.”660 والوحاطة. ج 1. ص‎ 
. 7٠١ (؟) يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ 
. 7٠١ ابن الابار: الحلة السيراء . ج؟. ص‎ )5( 


للكن 


الحرب وأصابوه بجراحة.. »('). واعتصمت فلول المرابطين في معقل قرمونة على مشارف 
إشبيلية!"» وكان عامل قرمونة آنذاك اسحق بن مد بن علي بن غانية!". ويعلل ابن خلدون 
سبب عودة مد بن علي بن غانية من الأندلس إلى مدينة ميورقة قاعدة حكمه في جزر البليار 
بسبب ثورة قامت على نائبه عبد الله بن تياء ‏ ويقول بهذا الصدد « فلما 
مكث محمد بن علي بن غانية (في الأندلس) ثار عليه ثوار فرجع إلى ميورقة وأصلح ثأنها إلى 
أن هلك. . »!4). ويصف عبد الواحد المراكثي أثر هذه الأحداث المفجعة والأخبار المقلقة على 
عمد ين غانية عامل البليار قائلًا بأنه« بقي يجول في بلاد الأندلس والفتنة تتزيّد ودعوة المصامدة 
(الموحدين ) تنتشرء فلما اشتد خوف مد هذا ء أتى مدينة دانية فعبر منها إلى جزيرة ميورقة 
في حشمه وأهل بيته ؛ فملكها والجزيرتين اللتين حوها ء منورقة ويابسة!*' ؛ وكان عبوره على 
سفن أسطول دانية التابع لعمل البليار!"). وكان يحكم شرق الأندلس في هذه الفترة الحاسمة من 
تاريخ المرابطين في بلاد الأندلس ابنه عبد الله بن مد الذي اتخذ مدينة بلنسية قاعدة لحكمه!"). 
وما كاد أن يصل مد بن علي بن غانية إلى ميورقة ويقضي على العصاة فيها!*؛ حتى نشبت على 
ابنه عبد الله بن تمد ثورة عاتية في بلنسية وملحقاتها بشرق الأندلس تحت قيادة أبي مروان عبد 
لملك بن عبد العزيز قاضي بلنسية!'). ويقول ابن الخطيب بهذا الصدد « وما استقل ابن حمدين 
بقرطبة ثار الناس ببلنسية وخلعوا اللمتونيين واجتمعوا إلى القاضي ابن عبد العزيز بها 
فالتزم ببيعتهم .. ولا اللمتونيون (المرابطون) إلى معقل شاطبة في ١8‏ شوال 9" ه - ١6‏ 
أبريل 1١40‏ م » وضاق بأهل شاطبة الحصار وأعوزهم الغوث » اهتبل الغرّة عبد الله بن حمو بن 


غانية!". وخرج في طائفة قليلة من أنجاد قومه , واتّبع أثره» فنجا وحدهء وقصد الساحل. 


."40 ابن الخطيب : الإحاطة؛ ج 1 ص‎ )١( 
.145 ابن خلدون: العبرء ج 5. ص‎ )١( 
.0٠05 المصدر السابق. ص‎ )0( 
."08 ابن خلدون: العبر؛ ج 14. ص‎ )( 
. "147 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )4( 
.1١85-188 د. مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عصر المرابطين . ص‎ )1( 
. 75١ ابن الأبار: الحلة السيراء . ج 7 ص‎ )( 
. 5037 وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص‎ 
."08 (م) ابن خلدون : العبرء ج ؛. ص‎ 
.59١ ابن الابار: الحلة السيراء. ج 37 ص‎ )( 
. 505 وابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس, ص‎ 
.» كان من المتبع لدى قبيلتي لمتونة ومسوفة إطلاق امم حمو على «حمد ». (ابن خلكان : وفيات الأعيان‎ )٠١( 
واسم بكور أو بكو على « أبي بكر » (د . مود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن‎ .)١18 ج /اءص‎ 
.)١14- 18١ عهد المرابطين . ص‎ 


لحان 


وذكروا بأنه صانع صياداً للحوت (السمك) ببعض آلته وركب جفنه , فأوصله إلى أحواز المرية! 
فقصد بها القائد مد بن ميمون صاحب الأسطول وصنيعة الملثمين . وقد كان وفى لهم وامتسك 
بدعوتهم » فجهزه إلى مدينة ميورقة ؛ فالحقه بأبيه حمو (يمد) بن غانية ومن هنالك تأثَّلت بميورقة 
العصابة الميورقية التي تعب منها عبد المؤمن (أول خلفاء الموحدين وأعقابه من بعده) .. »!"). 
ويذكر ابن الأبار رواية ممائلة يقول فيها بأن عبد الله بن مد لم يجد بداً من الانسحاب من 
شاطبة : بعد أن حاصرتها قوات مرسية وبلنسية وانعدمت فيها الأقوات ».. ولحق بالرية في 
خبر طويل! ومنها ركب البحر إلى أبيه جمد بن علي وهو بميورقة قد ملكها واستقر فيها برأي 
أخيه أبي زكريا يحيى بن علي عند ثورة العامة بإشبيلية منصرفة من حصار لبلة.. »("). 
ويضيف ابن الأبار إلى ذلك ما يلي « ويقال بأن عبد الله بن مد دافع عن قصبة غرناطة قبل 
لحاقه بأبيه بميورقة أثناء هجوم أبي جعفر مد بن عبد الله قاضي مرسية الذي هزم وقتل.. » 
وكان مقتل أَبي جعفر وهزية قواته على يذ المرابطين بقيادة الأمير علي بن أبي بكر حفيد أمير 
المسلمين يوسف بن تاشفين ف ربيع الأول لاك ه - أغسطس مكح" ويذكر ابن خلدون 
بأن عمد بن علي بن غانية.. « بعث إلى ابنه عبد الله واسحق فوصلا إليه في الأسطول »(4). 
وأرجح أن الذي نقلهم إلى مدينة ميورقة هو تمد بن ميمون قائد أسطول المرية الذي ظل على 
ولائه للمرابطين!*! , وأصبح عبد اللدبن مد بن غانية بعد عودته إلى البليار قائداً لأسطول ميورقة , 
وكان يتعاون مع أسطول المرية بقيادة مد بن ميمون في مطاردة الأساطيل المعادية 0 
وقد دلّل حمد بن ميمون على صدق ولائه لابن غانية المرابطين من مسوفة باعتقاله عبد الملك 
ابن عبد العزيز قاضي بلنسية الذي خرج على المرابطين عند لجوئه إلى المرية في جمادى الأولى 
ه- ٠١‏ أكتوبر 6مء وظل معتقلًا عند ابن ميمون-:« إن أن سلمه إلى .عبد الله 
ابن مد عدوه وطريده من بلنسية وشاطبة , عند وروده على المرية في قطع أسطول ميورقة برسم 
اتباع العدوء فعفّ عن دمه وحمله معه مقيداً ونقم الناس على ابن ميمون فعله. . »!"). ويعود 
سبب هذه النقمة على أنصار المرابطين رغم تضحياتهم في الدفاع عن الأندلس » لضيق أفق 
قطاعات واسعة من الأندلسيين ورغبتهم الملحة في تغيير الأوضاع باستمرار دون تعقل » يدفعهم 





. 701 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص‎ )١( 
. 55١ ابن الأبار: الحلة السيراء ؛ ج *. ص‎ )١( 

(") المصدر السابق: ص 778 . 

(:) ابن خلدون : العبر.ء ج 5. ص .6١٠‏ 

(ه) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 761 . 
(1) ابن الأبار: الحلة السيراء . ج 5 .ص .55١‏ 

(0) المصدر السابق: ص 7١‏ . 


لا 


إلى ذلك ميلهم إلى اللهو والانحلال دون أي تقدير للعواقب في وقت كان الغزاة فيه ينهشون 
الأندلس ويقطعون أوصالها من كل جانب!'. وكان عمد بن علي بن غانية عامل البليار يتابع 
النكبات التي حاقت بالمرابطين في بلاد المغرب والأندلس بقلقى عميق » ففي عام 
0١‏ ه - 47-1153 م »كانت القوات المرا بطيةفي المغرب والأندلس تتعرض لنزيف مفجع ».وصل 
إلى ذروته باستيلاء القوات الموحدية على مراكش عاصمة المرابطين في شوال 05١‏ ه - ١١40‏ م 
وقتلوا آخر أمراء المرابطين اسحق بن علي , وأبادوا معظم أهل مراكش العاصمة في مذبحة 
دموية مروعة , وانتهى بذلك الحك المرابطي من بلاد المغرب'"). وقالت معاقل عديدة 
للمرابطين تقاوم الموحدين في بلاد المغرب الأقصى بعد سقوط مراكش بعدة سنوات0. 
وكانت فلول الحاميات المرابطية تلجأ إلى جزر البليار من بلاد المغرب والأندلس . وتجد في هذه 
الجزر الرعاية من أميرها مد بن علي بن غانية الذي استعان بهذه الفلول في تدعم قواته البرية 
والبحرية والتصدي لعدوان الأساطيل المسيحية!؟). وفي جمادى الأولى 059 ه -؟7١‏ أكتوبر 
1مء سقطت المرية كبرى ثغور شرق الأندلس البحرية عنوة في يد حلف صليبي بدعوة 
البابا أيوجين الثالث ‏ مكون من ألفونسو السابع « ديونديس » ملك ليون وقشتالة واشتوريس 
ورهون برنجار الرابع أمير قطلونية . والكونت جيوم أمير مونبليه وجمهوريتي جنوة وبيزة ٠‏ بعد 
حصار بري وبحري محكر طيلة ثلاثة أشهرء نضبت خلاله مواردها وفنيت حاميتها بعد دفاع 
بطولي مجيد!* وأوقع الغزاة بالمدينة المستباحة مجزرة دامية , ونهبوا ثرواتها . وأسروا من بقي 
يا 7 أهلهال” . 

وهنا تسباءل نا هو مضير أ طول المرية وقاتده الباسل ضهاين' ينون 5+ ونا أثن سقوط 
هذا المعقل البحري الكبير على جزر البليار؟ والإجابة على الشق الأول من هذا السؤال صعبة 
للفاية , لأننا لا نجد أي تفاصيل عن المعارك البحرية التي دارت بين أسطوها والأساطيل 
الصليبية » ولكننا نستشف من المصادر القليلة التي أشارت إلى هذا الموضوع بأن المرية م تسقط 





)١(‏ د. هود علي مكي : وثائق تاريخية جديدة عن عهد المرابطين. ص ؟15. 
)١(‏ البيدق : كتاب أخبار المهدي بن تومرت . ص .1١1-1١*‏ 
وابن أبي زرع : روض القرطاس . ص ١78‏ (طبعة الفلالي) . وابن خلدون : العيرج 5 .ص 578 . 
(") ابن غازي: الروض الهتون. ص .1٠١-5‏ 
(:) الفريد بل: بنو غانية. ص .١9-1١8‏ 
(5) يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 500-514 . 
ومد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس » ص 997١‏ . 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 7078 . 
وابن الأثير: الكامل؛ ج 1١‏ . ص .35١‏ 
والمقري: نفح الطيب . ج 1. ص *17. 


إلا بعد معارك برية وبحرية طاحنة طيلة ثلاثة أشهر بالرغم من عزلتها وتفوق قوات العدو على 
قواتها مما يدل دلالة واضحة على المقاومة الضارية لأسطول المرية الذي ظلّ يقاوم أساطيل بيزة 
وجدرة وقطلونية ومؤتيلبيه المتفوقة ثلاتة أخير متراضة!"!: وما للا كاف فية أن الغزاة لم 
يتمكنوا من اقتحام ثغر المرية بحراً إلا بعد تدمير القوات البحرية المدافعة عن المرية » وكان 
قائد هذه القوات حتى شهر ججمادى الآخرة هء القائد مد بن ميمون الذي كان يتنقل 
آنذاك في قطعاته البحرية بين ثغر المرية وثغور جزر البليار : كما كانت أساطيل جزر البليار 
تتردد على ثغر المرية أثناء ملاحقتها للأساطيل المعادية(؟/, وقد ظل تمد بن ميمون وفياً 
للمرابطين- متمسكاً بدعوتهم . كما أظهر الولاء والوفاء لبني غانية البقية الباقية من العصبة 
المرابطية!"!؛ فهل بقي مد بن ميمون في المرية بعد أن خرج أهلها عن طاعة المرابطين؟!*) 
للإجابة على هذا السؤال لا بد من طرح الفرصين التالسن: الأول منينا + خرطية منطفية: 
وهي أنه غادر المرية على رأس أسطوله والتحق بأساطيل بني غانية النين كان يكن لهم كل 
الولاء . كما ذكرنا » ٠‏ ولو أخذنا بها ذكره الفريد بل اللؤرخ الفرنسي من أن عمد بن ميمون أمير 
البحر في جزر البليار الذي أباد المتآمرين على اسحق بن محمد بن غانية!*» فإننا سنزداد قناعة 
بالفرضية الآنفة الذكر . ولكننا جرد الرجوع إلى نص اين خلدون الذي أشار إليه الفريد بل 
نجد أن اسم القائد البحري المشار إليه هو لب بن ميمون!'. وقد تحفظ الباروكمبانير عند ذكره 
لاسم أمير البحر لجزر البليار الذي أشار إليه الفريد بل باسم «حمد بن ميمون » واكتفى 
»"). من هذا نستنتج أن أمير البحر في جزر البليار في بداية عهد اسحق 
ابن حمد بن غانية في جزر البليار هو لب بن ميمون . وليس مد بن ميمون الذي اختفى اسمه 
من جميع المصادر التي بين أيدينال*). 

مما سبق ذكره ينضح لنا بآن الفرضية الأوى الآنفة 2 ٠‏ بالرغم من أنها تبدو منطقية 
لأول وهلة» إلا أنها في الواقع فرضية ضعيفة لأنها لا د تستند على أي أساس تاريخي من جهة » 
وتتعارض مع النص الآنف الذكر الذي ذكره ابن خلدون!'). أما الفرضية الثانية وهي ما 


بتسميته « ابن ميمون 





. 568 يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ )١( 
.78١ ابن الأبار: الحلة السيراء“ج 5 ص‎ )( 

(©) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الثاني . ص 705 . 

(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخ بص أخبار المغرب » ص 309 . 
(0) الفريد بل: بنو غانية » ص ١5‏ . 

(1) ابن خلدون : العبر» ج 57. ص 605. 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .11٠0‏ 

)م ابن خلدون : العبرء ج 5 . ص 605. 

(؟) المصدر السابق نفس الصفحة. 


لذن 


أرجحها . ان حمد بن ميمون ظل قائداً لأسطول المرية حتى بعد خروجهم على المرابطين » فقد 
كان لأهلها ثقة كبيرة فيه وعرضوا عليه أن يتولى أمرهم . ولكنه رفض ذلك كما يقول عبد 
الواحد المراكثي » قائلًا « .. إنما أنا رجل منكم وظيفتي البحر وبه عرفت ؛ فكل عدو جاءم 
من جهة البحر فأنا لم به! فقدموا على أنفسهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن عمد يعرف بابن 
الرميمي » فم يزل عليها إلى أن دخلها عليه النصارى .. »(). ولا شك أن قائداً باسلا ومؤمناً 
كمحمد بن ميمون قضى أكثر من ثلاثين عاماً قائداً لأسطول المرية منذ أن « قدّمه أمير المسلمين 
على بن يوسف بن تاشفين... » في عام 01١‏ ه 1115م(" , وجاهد طيلة هذه السنوات 
مدافعاً عن الثغور الإسلامية في بلاد الأندلس والمغرب وإفريقية ومهاجاً للثغور والسواحل 
النصرانية في أسبانيا » جليقية واشتوريش وقطلونية , والبرتغال وجنوب بلاد الفرنجة وجنوب 
ايطاليا وغربها!”'؛ لا يمكن أن يتخلى عن الأمانة التي ألقاها أهل المرية على عاتقه . وتعهد على 
تحمل أعبائها . مما يجعلنا نرجح أنه خاض معارك ضارية ضد الأساطيل الصليبية التي حاصرت 
المرية في ربيع الأول 057 ه - الأول من أغسطس ١1١57‏ م حصاراً شديداً . ولكن ماذا كانت 
النتيجة؟ ما لا شك فيه أن قائداً بحرياً خبر البحر أكثر من ثلاثين عاماً لا يمكن أن تخفى عليه 
تحركات الأساطيل الصليبية » فقد كان يتحرك بقطعاته بين المرية وجزر البليار متربصاً 
للأساطيل المعادية التي لم يكن هجومها على المرية مفاجئاً بالنسبة لهء وهنا نجد أنفسنا أمام 
احتالين » الأول منهما أن يكون قد اشتبك مع هذه القوات البحرية المتفوقة في معركة مصيرية 
هزم فيها أسطوله بعد استشهاده في المعركة , وعادت فلوله إلى حزر البليار . والاحتال الثاني , 
أن يكون قد تجنب الاشتباك مع هذه القوات البحرية المتفوقة في معركة مكشوفة , واتخذ من 
ثغور جزر البليار قواعد لسفن أسطوله . ينطلق منها لاستنزاف قوة الأساطيل المحاصرة في 
هجمات سريعة طيلة ثلاثة أشهر انتهت باقتحام القوات البرية والبحرية 
الصليبية المتفوقة لثفر المرية» وبقاء مد بن ميمون في جزر البليار مدافعاً عنها حتى 
وفاته قبل عام 043 ه - 1١0١‏ م»ء نظراً لأن قائد أساطيل جزر البليار في العام المذكور هو 
لببن ميمون . يرجح هذه الفرضية!*). ومهما يكن الأمر فقد كان لسقوط المرية ومن قبل ذلك 
انبيار بحرية الساحل الشرقي للأندلس نتيجة للفتنة المنتشرة في مدا وثفورها وسقوط طرطوثة 


في عام 05 ه - 1١158‏ م بعد المرية ببضعة شهورا*! . وسقوط المهدية وثغور إ فريقية وتكالب 





. 778 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب , ص‎ )١( 
.59 ابن عذاري: البيان المغرب ؛ ج 4 . ص‎ )١( 
.78-55 ابن عذاري : البيان المغرب . ج 14 . ص‎ )0( 

ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 574 . 
() ابن خلدون: العبرء ج 3 . ص 005 . والفريد بل: بنو غانية. ص ١9‏ . 
(ه) ابن الأثير: الكامل؛ ج ١1١‏ ص 155 


بلقنا 


الأساطيل الصليبية على سواحل إفريقية والمغرب والأندلس!'. جعل جزر البليار وحيدة 
معزولة عن بلاد المغرب . والأندلس تتصدى وحدها لحجمات الأساطيل الصليبية ٠.‏ ولكنها 
بالمقابل تلقت عوناً كبيراً ٠‏ فقد كانت الملجأ والملاذ الأخير لفلول الأساطيل والقوات المرابطية , 
ما زاد من قوتها ومكنها من الصمودا؟). 


وفاة يحيى بن علي المسوفي 
واستقلال أخيه عمد بجزر البليار 


ظلّ يحيى بن غانية يقاتل على ثلاث جبهات منذ نشوب الفتنة في بلاد الأندلس في رمضان 
089 ه- مارس ١١56‏ مء مقاومة العصاة النين خرجوا على الدولة المرابطية » ومواجهة 
غارات ألفونسو السابع « ريونديس »(5). ملك قشتالة وليون وجليقة واشتوريش على قرطبة 
وأرباضها » والتصدي للغزو الموحدي©). وقد أدّى هذا النزيف المروع في القوات المراابطية إلى 
سقوط غرب الأندلس وعاصمته أشبونة (لشبونة) في يد ألفونسو الأول « الفونسو هنريكيز » أول 
ملوك البرتغال ؛ بمساندة أسطول صليي من مائتي سفينة كان في طريقه من انجلترا وهولندة 
وألمانيا إلى ساحل الشام!*). ولم يكن في وسع يحيى بن غانية مساندة ثفور الأندلس التي كانت 


.١56 ٠51١8 المصدر السابق. ص‎ )١( 
.986 (؟) ابن خلدون : العبرء ج 57 ص‎ 

والفريد بل: بنو غانية» ص .١8‏ 
(؟) ابن خلدون: العبرء ج 5 . ص 14828. 

وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص 518 -04؟. 

وحمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص 97" وما بعدها . 
(:) الفونسو السابع (ريمونديس) : حفيد الفونسو السادس ملك ليون وقشتالة من ابنته « اوراكا » من زوجها 
الكونت ريوند الفرنجي . الذي تزوج « اوراكا » عند قدومه على رأس حملة صليبية لمناصرة الفونسو السادس 
في الاستيلاء على طليطلة » ويعد وفاته تزوجت « اوراكا » من الفونسو المقاتل ملك أرغون . وأوصى الفونسو 
البادشٍ ‏ لحفيده الفونسو ريونديس » ابن رهوند البورجوني مملكة « قشتالة وليون وجليقة واشتوريس إذا / 

تعقب « أوراكا » من زوجها الفونسو المقائل » وعهد بتربية حفيده « ريونديس »© إلى أسقف فيبين الذي أصبح 

فها بعد « البابا كالكستوس الثاني » ول 7 تعقب اوراكا من زوجها الفونسو المقاتل . واشتبكت معه في حروب 
دامية » وانفصلت عنه . واشتبكت مع ابنها الفونسو ريمونديس . وبعد وفاتها أصبح ابنها « الفونسو السابع » 
ريمونديس ملكاً على قشتالة وليون 5-8 واشتوريش . وتوج قيصراً لاسبانيا في عام 4٠‏ ه > 1١88‏ م؛ 
واشتبك في حروب متواصلة مع المرابطين بقيادة يحيى بن غانية ٠‏ ومن بعد تسليمه قرطبة وقرمونة 
للموحدين , اشتبك الفونسو السابع مع الموحدين حتى وفاته رجب 005 ه- أغسطس 1١897‏ م. 

(يوسف اشباخ : تاريخ المرابطين والموحدين . ص .16١ 018 , ١1#“‏ وص 817؟- 58"8). 
(ه) يوسف 8 : تاريخ المرابطين والموحدين في الأندلس , ص 571 -5؟5. 


غ14" 


تسقط ثغراً بعد آخر في يد ممالك أسبانيا المسيحية بالتحالف مع قوات صليبية حشدتها البابوية 
من .ثتى أرجاء أوروبا المسيحية » وأصبحت قرطبة مهددة بالسقوط في يد الفونسو السابهل" , 
لهذا أقدم يحيى بن غانية على خطوة شجاعة وقام بتسلم قرطبة وقرمونة للموحدين 
مو ه - 1١158‏ م» مقابل تعهد من جانبهم بساندته في الاحتفاظ بعقل جيّان!') مفتاح 
غرناطة التي كانت حتى ذلك الحين في يد المرابطين» على أن يصله كتاب موقع من الخليفة 
الموحدي عبد المؤمن بن علي بالموافقة على هذا الاتفاق . وسرعان ما استجاب برّاز بن حمد 
المسوفي أحد كبار قادة الموحدين بإشبيلية إلى مطالب يحيى بن غانية . وأحضر له كتاباً موقعاً من 
الخليفة الموحدي يتعهد فيه بالموافقة على الاتفاق وبضمان تنفيذه7؟). 

وبعد وصول كتاب الخليفة الموحدي عبد المؤّمن بن علي الذي يتعهد فيه بضمان الاتفاق الموقع 
بين قائد القوات الموحدية في | شبيلية براز بن مد المسوفي . ويحيى بن غانية . انسحبت القوات 
المرابطية من قرطبة وقرمونة بعد تسليمها للموحدين في جمادي الثاني 047 ه - نوفمبر 
8مء وتوجهت إلى جيّان!؛). وبسط الموحدون سيطرتهم على قرطبة وملحقاتها وعلى معقل 
قرمونة مفتاح إشبيلية(*)»وما ان وصل يحيى بن غانية إلى جيّان على رأس قواته حتى وجد 
سفراء الفونسو السابع ملك ليون وقشتالة بانتظاره برئاسة الكونت مرين . وطلبوا منه تسلم 
جيّان! وغضب يحيى بن غانية لهذا التطاول والتحدي الصارخ من الفونسو السابع » وقام 
باعتقال سفراء ملك ليون وقشتالة . وسجنهم في قلعة يحصب من عمل البيرة » تحت إشراف 
عميد أسرة بني سعيد أصحاب القلعة « عبد الملك بن سعيد العنسي». وكانت له مكانة كبيرة عند 
يحيى بن غانية ‏ وفشلت القوات التي أرسلها القيصر الفونسو السابع « ريونديس » في اقتحام 





)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالاندلس. ص 504-568 . والإحاطة. ج 4. ص 
1107-6" 
(؟) جيّان : مدينة أندلسية شديدة الحصانة على سفح جبل عال جداً . وقصبتها منيعة جداً . وكانت المنطقة 
المحيطة بيّان في العهود الإسلامية من أكثر مناطق الأندلس خصوبة ووفرة إنتاج . وكانت تتبع لها ثلاثة 
آلاف قرية ؛ يربى فيها دود الحرير . وتحيط بها الجنات والبساتين والمزارع الواسعة حتى مشارف غرناطة. 
(الحميري : الروض المعطار.ء ص .)1١8*‏ 

وقد زرت هذه المدينة في صيف عام 1974 قادماً إليها من غرناطة والطريق بينهما خضراء يانعة » وعند 
وصولٍ إلى هذه المدينة الشامخة » ذهلت من حصانة موقعها . وما زالت بقايا حصونها وقلاعها توحي بعظمتها 
القدهة . ويتضح مدى شموخ جبالها وخطورة موقعها لمن يعبر مر مورادال عبر جبال الشارات « سيراً مورينا » 
حيث تبدو جيّان وكأنها حصن في علياء السماء ونسراً محلقاً في الآفاق. 
() ابن خلدون: العبر. ج 5 . ص 475 - 488 . وابن الخطيب : الإحاطة. ج 4 ص 407*. 

وسمد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص 814" . 
(5) المصادر السابقة . الأول ص 88؛ . والثافي نفس الصفحة والثالث ص59" . 
(0) ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص ١150‏ » طبعة الفلالي . 


ين 


أسوار جيّان الحصينة » وتراجعت مدحورة , وبعد أن اطمأن يحيى بن غانية على جيّان ‏ توجه 
منها إلى غرناطة آخر معاقل المرابطين في جنوب شرق الأندلس('. ويذكر ابن الخطيب ما بلي 
بهذا الصدد في ترجمته ليحيى بن غانية « وضيّق النصارى (قوات مملكة ليون وقشتالة) على يحيى 
ابن غانية في طلب الإتاوة » واشتطوا عليه في طلب ما بيده » ونزل طاغيتهم (الفونسو السابع) 
اندوجز ... وطالبه بالتخلي عن بيّاسة , وأبدّة فكان ذلك. . وكلب العدو على الأندلس » فنازل 
الأشبونة وشنترين والمرية وطرطوشة ولاردة وإفراغه. وطمع في استئصال بلاد الإسلام, 
فداخل ابن غانية سراً من إشبيلية من الموحدين . ووصله كتاب خليفتهم بما أحب . وتحرك 
الطاغية (الفونسو السابع) في جيوش لاترام ؛ وطالب ابن غانية بالخروج عن جيّان وتسليمها 
إليه . وكاده (وسجن سفراءه) ونهض من (جيّان) إلى غرناطة . وهي آخر ما تبقى للمرابطين 
ليجمع بها أعيان لمتونة ومسوفة .. » وبعد وصوله إلى غرناطة أصابه مرض شديد توفي على أثره 
في ١4‏ شعبان 017 ه > 75 ديسمبر 1144(" وقبل وفاته أوصى المرابطين بالحافظة على 
غرناطة وملحقاتها لتكون سنداً لجزر البليار تحت حك أخيه حمدء ومنطلقاً لإعادة حم 
المرابطين من جديد على بلاد الأندلس والمغرب ء قائلا لهم « الأندلس درقة وغرناطة قبضتها, 
فإذا جِشَّمتَ يا معشر المرابطين القبضة م تخرج الدرقةمن أيديم »!5 

وظلت غرناطة تحت حك عاملها المرابطي ميمون بن يدر طيلة سبع سنوات » القوة المساندة 
الوحيدة في بلاد الأندلس ‏ لمحمد بن علي بن غانية عامل جزر البليار!؟؟ , الذي أعلن استقلاله 
في هذه الجزر في عام 047 ه - 0/1١58‏ , أسوة بما قام به حمد بن سعد بن مردنيش في شرق 
الأندلس(). وأصبحت جزر البليار منذ عام 057 ه ١١548-‏ م مملكة مستقلة تحت حم بني 


."407 وج 5ء اص‎ .607١- 860١ ابن الخطيب : الإحاطة. ج ”.ص‎ )١( 
وابن خلدون : العبر. ج . ص188.‎ 
. "1107-15 ابن الخطيب : الإحاطة ؛ ج 14 ص‎ )١( 
ص ا؟.‎ ١ المصدر السابق: ج‎ (6 
."”9٠١ (؛) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ 
. 558 ص‎ ١١ وابن الأثير: الكامل. ج‎ 
. وابن أبي زرع : روض القرطاس. ص 104 , طبعة الفلالي‎ 
. 58١ ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ 
. 55 والفريد بل: بنو غانية. ص‎ 
. 710 ومد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس. ص‎ 
. 744 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )( 
.١9-١8 والفريد بل: بنو غانية. ص‎ 
عمد بن سعد بن مردنيش : ولد في قلعة بنشكلة 13هء:نه26 إحدى قلاع طرطوثة المنيعة في عام‎ )1( 
مء وكان والده « سعد بن حمد بن مردنيش. » والياً لافراغه في الثغر الأعلى الإسلامي في-‎ ١1١54 هت‎ 


إملضن 


غانية المرابطين من مسوفة'', وكانوا يدعون على منابر مملكتهم لبني العباس أسوة بما كان 
متبعاً في عهد المرابطين من لمتونة!؟). 





عهد المرابطين ؛ واشترك مع يحيى بن غانية في تحقيق النصر المؤزر على قوات الفونسو المقاتل في معركة | فراغه 
الحاسمة 0878 ه - 1١77‏ م . وكان بنو مردنيش ينسبون أنفسهم إلى قبيلة جذام العربية , والأرجح أنهم من 
المولدين » وأن اسم أسرتهم تحرف من الاسم الاسباني مرتنيث 62هنامة]! » وما يدل على ذلك تصرفات « عمد 
ابن سعد » الذي استعان بالنصارى بعد استيلائه على شرق الأندلس 045 ه - ١١47‏ م ء وكان يقلد نصارى 
قشتالة في زيه وسلاحه , ويتحدث باللغة القشتالية بطلاقة » وكان النصارى يلقبونه بالملك الذئب « ري لوبو » 
مومآ 869 لشراسته وشجاعته الفائقة ؛ وكانت مملكته تمتد من أحواز طرطوثة ثملاً وحتى قرطاجنة 
الحلفاء . ولورقة في شرق الأندلس جنوباً ؛ وكانت مملكته سداً منيعاً أمام تقدم الموحدين عبر شرق الأندلس » 
وحاجزاً وقّر الحماية والأمن لجزر البليار» وجنبها الاصطدام بالموحدين حتى وفاة مد بن سعد ابن مردنيش 
لاكواهع 1ا1ام. 

وقد عقد مد بن سعد بن مردنيش معاهدات صلح وصداقة مع رامون برنجار الرابع أمير قطلونية ؛ ومع 
ملك ليون وقشتالة الفونسو السابع « القيصر الفونسو ريموندس » وكان يؤدي لكل منهما جزية سنوية مقدارها 
خسون ألف مثقال من الذهب من أجل تقديم العون له في التصدي للموحدين . كما عقد معاهدة صداقة مع 
جمهورية بيزة لمدة عشر سنوات “04 هت ١١18‏ م» ومعاهدة ممائلة مع جمهورية جنوة , وقد تعهد في كلتا 
المعاهدتين بدفع إتاوة مقدارها عشرة آلاف دينار مرابطية مقابل عدم التعرض لثغور مملكته. كما كانت له 
علاقات مع ملوك النصارى في غرب أوروياء ومن بين هؤلاء « هنري الثاني » ملك انجلترا . وكان بينهما 
مهاداة . فقد أرسل ابن مردنيش لملك انجلترا تحفاً ذهبية ومنسوجات حريرية وجمالاً وخيلاً » وقام « هنري 
الثاني » بارسال هدية قيمة ممائلة (ابن الأبار: الحلة السيراء . ج ؟. ص 550-585 . وابن الخطيب: 
الإحاطة. ج ؟ . ص ١١١‏ . وما بعدها. والصفدي : الوافي بالوفيات , ج ” . ص 85 . والذهي : تاريخ 
الإسلام/ مخطوطة باريس رقم 5577 .ص 75 . ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين 
والموحدين . ص "١8‏ وما بعدها . وجمد عبد الله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس » ص 
6” وما بعدها). 
)١(‏ عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 7141 . 

وابن خلدون: العبرءج 14.ءص 68.70“ وج 5". ص .0.05/9١‏ 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار: ص ١1١9‏ . والفريد بل: بنو غانية ص .1١5-1١8‏ 

وسلهان مصطفى زبيس : تأملات حول محاولات إعادة الحك المرابطي في المغربين الأوسط والشرقي . ص 
57 ء مجلة ميورقة - جامعة برشلونة لعام 19104 . 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 14*. 

وابن الخطيب : الرحاطة ‏ ج 1ءص 6.0". وممد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب 
والأندلس/ القسم الأول ص 44-14١‏ . 


يلقن 


/ لقعي لالسَاس 


جزر البليار المستقلة 
تحت حك بني غانية المرابطين من مسوفة 
047 -5.2.2 ه 1١١8-2‏ -5١5ام‏ 


المرحلة الأولى 


059 -.8ه ه ١١5:8‏ -85١1ام‏ 


استقلال عمد بن غانية بجزر البليار 

ارتبط تاريخ جزر البليار ببني غانية المرابطين من قبيلة مسوفة الصنهاجية منذ تولية مد 
ابن علي المسوفي الملقب « بابن غانية » عاملا على هذه الجزر من قبل أمير المسلمين علي بن يوسف 
ابن تاشفين" . وظل عامل على هذه الجزر حتى وفاة أخيه يحيى عميد أسرة بني غانية في شهر 
شعبان 05 ه - ديسمبر 1144م(" ؛ وفي نفس العام الذي توفي فيه يحيى بن غانية تم القضاء 
نهائياً على آخر محاولات المرابطين من لمتونة في استعادة سلطتهم في بلاد المغرب , تحت قيادة 
يحبى بن أني بكر بن علي بن يوسف بن تاشفين فارس المرابطين المعروف « بالصحراوي » وزال 
حك المرابطين نهائياً من بلاد المغرب7"' والأندلس باستثناء غرناطة وملحقاتها"' . وعادت جزر 
البليار كما كانت في بداية العهد المرابطي وحيدة معزولة تدافع عن بقائها في وجه أخطار 
داهمة . تتوجّس خيفة من الموحدين . وتتصدّى ببسالة للأساطيل الصليبية تحت قيادة عاملها 





.605 7995١ ابن خلدون : العبرء ج؛ . ص06" -08". وج3. ص‎ )١( 
. ابن الخطيب : الإحاطة . ج؛ » ص17"‎ (0 
.1١5-1١5ص‎ . البيذق : كتاب أخبار المهدي بن تومرت‎ )5( 
. وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص718‎ 
. ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص”". والفريد بل : بنو غانية ص77‎ )4( 


"14 


الشجاع مد بن غانية الذي تكن من الدفاع عن هذه الجزر بفضل الحشود الحائلة من المرابطين , 
النين لجأوا إليها من شْتّى قواعد الأندلس والمغرب ودافعوا عن معقلهم الأخير باستاتة منقطعة 
النظير. وليس أدل على البطولة الخارقة التي أبدتها أساطيل البليار والتضحيات الأسطورية التي 
قدّمها أهلها دفاعاً عن حريتهم من صمودها في وجه أساطيل مملكة قطلونية وأرغون المتحدة 
وأساطيل بيزة وجنوة وصقلية النورمندية('؛ في الوقت الذي تمكنت فيه بتحريض من 
البابوية » من الاستيلاء على معظم ثغور إفريقية وعلى رأسها المهدية 017 هح 21148(, 
وعلى ثغر طرطوثة كبرى قواعد الثغر الأعلى الإسلامي البحرية في ١7‏ شعبان 06 ه - "١‏ 
ديسمبر 11544 م ولجوء فلول حاميتها وأسطوها إلى جزر البليار!"!: ما اضطر مد بن سعد بن 
مردنيش الذي استولى على معظم ثغور شرق الأندلس وأعلن استقلاله بها » أن يدفع إتاوة سنوية 
لكل من بيزة وجنوة مقدارها عشرة آلاف مثقال من الذهب ٠‏ مقابل عدم تعرضههما لثغور مملكته 
مو ه- 11148). لهذا م يجد مد بن غانية بداً من إعلان استقلاله بجزر البليار 
04 ه - 1158م بعد زوال حك المرابطين من لمتونة من بلاد المغرب والأندلس » للدفاع عن 
هذه الجزر في مواجهة الموحدين والأساطيل الصليبية » مستعيناً في ذلك بأهل جزر البليار, 
السنين عرفوا طيلة تاريخهم الإسلامي بجرأتهم وشجاعتهم وترّسهم في الحروب البحرية, 
وبالأساطيل والقوات المرابطية التي لجأت إلى هذه الجزر(. 

وم ينقطع لجوء المرابطين إلى البليار من بلاد المغرب طيلة الفترة التي استقل فيها همد بن 
غانية بحم البليارء ففي جمادى الثانية 044 ه - 6؟ أكتوبر 48١1م‏ لجأ ابن هلال عامل 
الثغرالأعلى الإسلامي إلى جزر البليار بفلول حاميات لاردة وإفراغه ومكنسة« مكناسة » بعد 
استيلاء رامون برنجار الرابع وحلفائه الداوية « فرسان المعبد » عليهاء مما جمل من جزر 
البليار حصناً منيعاً . فشل الصليبيون في اقتحامه فهادنوهل"). 





. 144 - ١5ص ابن خلدون : العبرء ج7 . ص 5888 . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )١( 
.1١5- ١8ص والفريد بل: بنو غانية.»‎ 
217803178030835 23٠١ ابن الأثير: الكامل, ج١1 , ص‎ )١( 
. 777 ابن الأثير: الكامل . ص17 . ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين , ص‎ )©( 
.» والفريد بل : بنو غانية » ص8١ وحاشية «؟‎ 
.7١8ص‎ . يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين‎ )4( 
. عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص44"‎ )0( 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١‏ . 

والفريد بل : بنو غانية. ص8١59-1١1.‏ 
(3) ابن الأثير: الكامل؛ ج١١‏ . ص75 . ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . 
والفرد بل : بنو غانية . ص8١‏ - ١١‏ وحاشية «؟ ». 


للقن 


وما يدل دلالة قاطعة على صمود جزر البليار في عهد أميرها مد بن علي بن غانية ني وجه 
الحجمة الشرسة للأساطيل الصليبية ؛ هو عقد بيزة وجنوة معاهدات تجارية مع أمير البليار في 
عام 044 ه - .'(١١1١45‏ وتدل نصوص الاتفاقيتين مع الجمهوريتين الإيطاليتين على أنبنا 
« .. أقرب إلى أن يكونا من أجل تحديد مناطق النفوذ من أن يعدا معاهدتين تجاريتين ببعنى 
الكلمة .. »("2. وما كان البيزيون والجنويون الذين عرفوا بشراستهم وروحهم العدوانية 
وتمسحهم بالمسيحية والتظاهر بأنهم حاتها خلال الحروب الصليبية » ليقبلوا عقد معاهدات تجارية 
مع أي بلد من البلاد الإسلامية ؛ إلا إذا شعروا بقوته وتهديده لأمنهم ومصالحهم التجارية , 
ويؤيد رأينا هذا ما ذكره الباروكمبانير المؤرخ الميورقي بهذا الصدد حيث يقول: «ما كان 
الجنويون ولا البيزيون ليتنازلوا إلى التعامل مع هؤلاء « الكفار »! إلا إذا كانوا يعرفون مدى 
قوتهم ويعملون لذلك حسابا . فقد عرفوا ما كان عليه هؤلاء المسلمون البلياريون من كفاءة 
وقدرة . بعد أن تعرضوا إلى أضرار بالغة من الحملات البحرية التي جوببوا بها ؛ والتي طالا 
عانوا منها من مهاججمة الأساطيل البليارية المتكررة لثغور بلادهم .. » . ويتابع الباروكمبانير 
نصه الآنف الذكر موضحاً العامل التجاري في توقيع هذه الاتفاقيات ويقول « وعلينا أن نلاحظ 
أن هناك ما يجمع بين وضع جزر البليار الإسلامية وهاتين الجمهوريتين» فقد كانوا جميعاً 
يعملون في التجارة وكانوا يعرفون كل الوسائل الكفيلة بتنمية مصالحهم وزيادة مكاسبهم 
التجارية وهو أمر يعترف به التاريخ » وفي ميورقة أدلة واضحة ما زالت باقية تؤكد 
ذلك .. ("). وهكذا استطاع الأمير مد بن علي بن غانية أن يفرض على الإمارات والممالك 
المسيحية في الحوض الغربي للمتوسط مهادنة جزر البليار والكف عن عدوانها عليها ببسالة 
منقطعة النظيرء ورا يقال بأن الدول المسيحية تجنبت العدوان على جزر البليار لتجعل منها 
قوة صلبة في وجه الموحدين , ولكن ما ينفي هذا القول هو أن أساطيل صقلية النورمندية التي 
انطلقت من عقتالها بعد انهيار البحرية المرابطية » ظلت تهاجم جزر البليار حتى استيلاء 
الموحدين على ثغر المهدية وإنقاذه من برائن الغزاة في 000 ه - ١١1.0‏ م. ويقول ابن الأثير في 
هذا الصدد عند حديثه عن حصار القوات الموحدية بقيادة الخليفة عبد المؤُمن بن علي ما يلي : 
« وما كان الثاني والعشرين هن شعبان 064 ه - ١١55‏ م جاء أسطول صاحب صقلية في مائة 


.)١(‏ الفريد بل: بنو غانية » حاشية «؟ ». ص8١‏ ء « نقلا عن قديرة وأماري وماس لا تري » وروسليو 
بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص8هة. 

« نقلا عن: ماس لا تري/التجارة في إفريقية الثمالية والمغرب والعلاقات التجارية بينهما وبين البلاد 
المسيحية في العصور الوسطى - باريس ١885‏ ». 
)١(‏ روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة » ص ه”. 
(") الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص4١‏ . 


رسن 


وخمسين شينيا غير الطرائد . وكان قدومه من جزيرة يابسة من بلاد الأندلس . وقد سبى أهلها 
وأسرهم وحملهم معةه .006 

يتضح مما سبق ذكره الدور البطولي الذي قام به الأمير همد بن غانية في تأمين سلامة جزر 
البليار وأمنها من جهة , ومن جهة أخرى تنمية ثرواتها في شتى الجالات الزراعية والتجارية 
والصناعية » فقد كان هدفه الرئيسي من توقيع معاهدات تجارية مع بيزة وجنوة بالاضافة إلى 
تحديد مناطق النشاط العسكري » تنشيط التجارة وتوفير الأمن والاستقرار , ما يخلق الازدهار 
في الزراعة عماد ثروة جزر البليارء التي اشتهرت بخصوبتها الفائقة » وفي مختلف أنواع 
الصناعات الحرفية التي فاقت في شهرتها جميع الدول المطلة على الحوض الغربي للمتوسط , كما 
كان لتشبّع أهل جزر البليار بالثقافة الإسلامية أكبر الأثر على متابعة هذه الجزر في عهد أميرها 
عمد بن غانية وأبنائه وأحفاده من بعده المسيرة الحضارية والإسهام في التراث الإسلامي بنصيب 
وافرل"). وما يؤسف له أننا لا نجد في مصادرنا الإسلامية ما يلقي الضوء على سياسة الأمير مد 
ابن علي بن غانية الداخلية وعن علاقاته الخارجية خاصة مع شرق الأندلس تحت حك عمد بن 
سعد بن مردنيش » التي أرجح بأنها كانت علاقة صداقة وتعاون لعدائهم المشترك للموحدين » 
ويذكر الفريد بل المؤرخ الفرنسي بأن الأميرحمد بن علي بن غانية أعلن ولاءه للخلافة العباسية 
بعد استقلاله بجزر البليارء التي كان يحكمها بعاونة المستشارين وأنه كان يعتبر نفسه ملكاً 
مستقلا على هذه الجزر!"). 


نهاية الأمير مد بن غانية المفجعة 

وتولية ابنه اسحق أميراً على جزر البليار 

تتناقض الروايات عن مصير أمير البليار مد بن علي بن غانية وتاريخ انتهاء ولايته حتى في 
الصدر الواحد , ونجد مثالا على ذلك فيا ذكره ابن خلدون , الذي يقول في إحدى رواياته عن 
مصير ممد بن علي بن غانية ما بلي : « وكان بميورقة عند اضطراب أمر لمتونة حمد بن علي بن 
غانية المسوفي وليها سنة 07١‏ ه - 1١7575‏ م واستشهد با . . »(4). ويقول في رواية أخرى « . 
وأما جمد بن علي فلم يزل والياً إلى أن هلك وقام بأمره بعده ابنه عبد الله ءثم هلك وقام بالأمر 





. 440 ص6]؟ . وابن خلدون : العبر؛ 6 ؛ ص‎ .١١ ابن الأثير: الكامل؛ مج‎ )١( 
. 1١5 - روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص 8ه‎ )( 

«سنذكر بالتفصيل النهضة العلمية والأدبية والعمرانية والازدهار الاقتصادي في جزر البليار في عهد 
بني غانية في القسم الحضاري من هذا البحث ». ١ ١‏ 
(©) الفريد بل: بنو غانية . ص١١‏ . وحاشية ١«‏ ».<١؟».‏ 
كك( ابن خلدون : العبرء مج؛. ص8ه". 


خض 


أخوه اسحق بن مد بن علي .. » . ويذكر في رواية ثالثة ما يلي « .. وقيل إن اسحق ولي بعد 
أبيه صمد . وأنه قتله غيرة من أخيه عبد الله لمكان أبيه منه فقتلهما معاً . واستبدٌ بأمره إلى أن 
هلك . . »07 . ويقول في رواية رابعة « .. ثم عهد حمد إلى ابنه عبد الله , فنافسه أخوه اسحق 
وأدخل جاعة من لمتونة في قتله فقتلوه وقتلوا أباه حمداً ثم أجمعوا على الفتك به ء فارتاب بم 
وأدخل لب بن ميمون قائد البحر في أمرهم , فكبسهم في منازهم وقتلهم .. »(")! 

ونجد نفس التتناقض في الروايات لدى عبد الواحد المراكثشي الذي يقول في ! حدى الروايات 
ما بلي : « واستقل مد بملكة هذه الجزرء وضبطها لنفسه . وأقام فيها جارياً على أمر لمتونة 
الأول . يدعو لبني العباس . وكان له من الولد : عبد الله واسحق والزبير وطلحة وبنات » فعهد 
في حياته إلى أكبر ولده عبد الله ؛ فنفس ذلك عليه أخوه اسحق ودخل عليه في جماعة من الجند 
وعبيد له فقتله - قيل في حياة أبيه » وقيل بعد وفاته.. » . ثم يقول في رواية أخرى « وتوفي 
عبد الله ... واستقل أبو إبراهم (اسحق بن مد بن غانية) بالملك استقلالا حسناً ... »("). ويقول 
ابن الأبار بأن اسحق بن عمد بن غانية « .. تولّى ميورقة بعد مقتل أبيه جمد وأخيه عبد الله 
4 ه - 1101م 416). أما ابن عذاري فيذكر رواية واحدة يقول فيها عند ذكر ولاة جزر 
البليار من لمتونة ومسّوفة ما يلي :« .ثم وليها عمد ين غانية المسّوفي حتى مات مقتولاً ‏ ثم وليها 
ابنه اسحق . . 16 . وقد اعتمد المؤرخون اللاحقون على الروايات الآنفة الذكر ؛ ورجح بعضهم 
رواية على أخرى . فظهر التضارب فيا بينها ‏ ونجد على سبيل المثال بأن المؤرخ الباروكمبانير 
اعتمد إحدى روايات ابن خلدون الآنفة الذكر حيث يقول ما يلي : .نأخذ من نص لابن خلدون 
أن مد بن غانية اعتبر نفسه مستقلآً في حم جزر البليارء وذلك بعد أن انتهى حك المرابطين 
لشبه الجزيرة . ولذلك أعلن البيعة لابنه عبد الله باعتباره ولي عهده . وقد أغضب هذا القرار 
أخاه أبا إبراهم اسحق » الذي أعماه الطموح وديّت في نفسه البغضاء والحسد , فثار على هذا 
القرار ثورة شديدة حتى أنه م يضع في اعتباره إرادة أبيه ولا احترامه؛ وانضم إليه بعض 
اللمتونيين الآخرين المتذمرين . واستطاع بفضل معاونتهم أن يقتل أخاه عبد الله . بل وأباه 
عمداً.. 76'. واعتمد الفريد بل على. نفس الرواية . إلا أنه كان حذراً في تبنيها حيث يقول 
« .. وعيّن عمد ابنه الأكبر عبد الله ولي عهد لهء مما أغضب ابنه الثاني إسحق الذي تضايق 
بسبب ابعاده , فقام بحبك مؤّامرة كانت نتيجتها قتل أخيه عبد الله وربها يكون قد قتل أباه 





.95١ص‎ . المصدر السابق. مج5‎ )١( 

)١(‏ نفس المصدر السابق . ص6.7. 

(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 544 . 

(4) ابن الأبار: التكملة . ج؟ . ص547 ترجمة 170١‏ ؛ طبعة عزت العطار الحسيني. 
)6( ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 5١60‏ . 

() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8؟١1‏ -5؟١.‏ 


قف 


أيضاً » كما يؤكد بعض المؤرخين. . »(0, 

ويجمع الأستاذ عمد عبد الله عنان بين ما ذكره ابن خلدون وما ذكره عبد الواحد 
المراكثي ٠‏ فيقول بهذا الصدد ما يلي عن مصير مد بن علي بن غانية « .. أختار لولاية عهده 
أكبر أولاده عبد الله ؛ وهنا تختلف الرواية فيقال إن إسحق حقد على أخيه ودبر موؤامرة قتل 
فيها أبوه وأخوه , وفي رواية أخرى إن عبد الله خلف أباه في حك الجزائر حيئما توفي .. وأن 
أخاه اسحق خلفه في الحم بعد وفاته.. »(؟ا. 

يتضح من الروايات الآنفة الذكر والروايات الأخرى المنقولة عنها ء بأن هناك شبه إجماع 
على أن إسحق بن عمد بن غانية قد تولّى الحم بعد أبيه » ويثبت ذلك تسلسل الأحداث اللاحقة 
ما يجعلنا نرجح الروايات المتواترة بأن إسحق بن عمد بن غانية ربا يكون قد ارتكب جرية 
قتل أخيه عبد الله طمعاً في الحم . وتطاول بعد ذلك على أبيه وتآمر على قتله خوفاً منه على 
نفسه. وكما اختلف المؤرخون في مصير مد بن علي بن غانية اختلفوا في تاريخ نهاية ولايته » 
ويذكر ابن خلدون روايتين بهذا الصدد ء الأولى منهما أن عمد بن علي بن غانية « هلك سنة 
507 ه- 11717 مء وولّي ابنه « إبراهي أبو اسحق »(5). وهي رواية تتعارض كل التعارض 
مع تسلسل الأحداث اللاحقة!4). أما الرواية الثانية فيقول ابن خلدون فيهاء بأن تاريخ تولية 
إسحق بن عمد بن غانية بعد مقتل أخيه وأبيه كان في عام 047 ه > 1165-1101(" . 
وبالرغم من اعتاد عدد كبير من المؤرخين اللاحقين على هذه الرواية!"!. إلا أننا فيل إلى 
ترجيح رواية ابن عذاري التي يذكر فيها أن تاريخ تولية إسحق بن مد بن غانية كان في عام 
.هه ه- .)"١1١60‏ وكما اختلف المؤرخون في بداية حم اسحق بن سمد بن غانية فقد 


. ١١ص الفريد بل : بنو غانية.‎ )١( 
. ١40 مد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص‎ )١( 
.» الأصح هو« أبو إبراهم اسحق‎ )( 

(عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 5664). 
(4) ابن خلدون : العبرء ج4أء ص08" . 
(0) المصدر السابق: ج5 ء ص١5"‏ و50 . (يذكر ابن الأبار رواية ماثلة لرواية ابن خلدون يقول فيها . 
بأن إسحق بن مد بن غانية « تول ميورقة بعد مقتل أبيه مد وأخيه عبد الله /011 ه - ١١675‏ م : التكملة » 
ج1٠‏ ص565 ترجة ١08١‏ »6. 
(1) من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر - الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ؟؟١‏ . ودائرة 
المعارف الإسلامية . مج” . ص08" ؛ وزامباور: معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي » 
ص١١‏ 
)١(‏ ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 7١9‏ . ولقد تبئى هذه الرواية من المؤرخين على سبيل 
المثال , الفريل بل : بنو غانية » ص ١9‏ . واعتمد في ذلك على المؤرخ الأسباني قديرة ؛ الذي سعى جهده إثبات 
هذه النقطة بالتفصيل في تاريخه (انهيار امبراطورية المرابطين . ص ١74‏ - 1974 ). الفريد بل : بنو غانية » 


يفار 


اختلفوا في تاريخ وفاته. وتجسع معظم الروايات على أن تاريخ وفاتهفي عام 
ه- 01185( . بينما يذكر عبد الواحد المراكثي بأنه توفي عام لاه ه ح 1188م(" , 
ولكن الأرجح بأنه توفي في مطلع عام 08٠6‏ ه - ١185‏ م في نهاية شهر صفر من العام 
المذكور ا" , 

جزر البليار في عهد إسحق بن حمد بن غانية 

تولى الحم في عام 00٠‏ ه - ١١00‏ م!4)« بعد أن داخل جماعة من لمتونة في قتل أخيه عبد 
الله فقتلوه وقتلوا أباه حمداً .. » وأصبح إسحق بن مد بعد ارتكابه هذه الجرية النكراء, 
يرتاب في كل ما حوله . واستعان بقائد البحر « لب بن ميمون » في القضاء على من اشتبه في 
عدم ولاثهم . ويقول ابن خلدون في هذا الصدد بأن المتآمرين من لمتونة النين اشتركوا مع إسحق 
ابن مد في قتل أبيه وأخيه . . « أجمعوا على الفتك به » فارتاب بهم » وداخل لب بن ميمون قائد 
البحر في أمرهم فكبسهم في منازهم وقتلهم .. » . وبعد أن ثبّت دعام حكمه بالقمع والإرهاب 
وسفك الدماء . اهم « بالبناء والغراسة . وضجر منه الناس لسوء ملكته , وفرٌ عنه لب بن 
ميمون إلى الموحدين .. »(*). وبينما كان اسحق بن عمد أمير البليار مشغولاً ببناء القصور 
والقلاع والحصون وغرس الأشجار في بداية حكمه , كان الموحدون يسعون جاهدين لفرض 
سلطانهم على بلاد الأندلس . بعد أن استولوا على معظم قواعد الأندلس الوسطى والجنوبية 
الغربية » وكانت غرناطة آخر معاقل المرابطين في البر الأندلسي تقف عثرة أمام تقدم القوات 
الموحدية في جنوب شرق الأندلس . وكان موقف عامل غرناطة المرابطي ميمون بن يدر حرجاً 
للغاية » فقد تضاءلت قواته وقلّت موارده: وم يعد في وسعه مواصلة التصدي للموحدين » 
فأرسل إلى الخليفة عبد المؤمن بن علي يعرض عليه تسلم غرناطة وذواتها مقابل ضمان تأمينه 
وعدم التعرض بأي أذى للحامية المرابطية » فاستجاب الخليفة إلى طلبه وأرسل ابنه أبا سعيد 


ص ١١‏ ء حاشية «؛ » . ونظراً لكون قديرة من المؤرخين الثقات , لهذا فإنني أميل إلى ترجيح روايته , الني 
اعتمدها المؤرخ القدير الأستاذ عبد الله عنان (عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول ؛ 
ص ١94‏ ء والقسم الثافي . ض .)١480‏ 

(١)ابن‏ عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص 7١6‏ . وابن خلدون : العبرء ج؛ . ص08" . ومج" ء 
ص١4"‏ , وص5 8١٠‏ . وابن خلكان : وفيات الأعيان , مج ء ص18 . وزامباور: معجم لأنساب والأسرات 
الحاكمة . ص١١.‏ 

() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص14" . 

م الفريد بل : بنو غانية ‏ ص ١6‏ حاشية « ١‏ ». وقد اعتمد الفريد بل على نص للمؤرخ الاسباني قديرة 
يذكر فيه بأن إسحق بن حمد بن غانية قد وقع معاهدة مع البيزيين في ١١‏ صفر 08١‏ ه > “" يونيو ١١814‏ م. 
1( ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 7١6‏ . 

(0) ابن خلدون: العبرء ج" . ص605. 


تعض 


والي سبتة والجزيرة الخضراء وعبد الله بن سلهان قائد الأسطول الموحدي في قاعدة سبتة باستلام 
غرناطة سنة 001١‏ ه .)'(11١01-‏ وبعد استيلاء الموحدين على غرناطة توجهت فلول الحامية 
المرابطية إلى ثغر المنكب في جنوب شرق الأندلس ٠‏ ومنه توجهت في السفن إلى جزيرة ميورقة . 
وكان الأمير اسحق بن عمد قد أهمل الجهاد البحري في بداية عهده ‏ مما أغضب عليه قائد البحر 
دلب بن ميمون » الذي تلّى عنه ولجأ للموحدين , وكرهه الناس ٠‏ فحاول استرضاءهم وكسب 
ولائهم بإعلان الجهاد وحشد الأساطيل لغزو سواحل قطلونية وجنوب فرنسا وسردانية وقرسقة 
وغرب إيطاليا وصقلية!" . ووجد في الحشود الهائلة من فلول القوات المرابطية التي لجأت إلى 
جزر البليار ما يحقق طموحه في الغزو البحري . ويرضي شعبه ويشغل القوات المرابطية التي 
احتشدت في جزر البليار في عمل مثمر يعود على بلاده بالخير ويحقق له الجد والفخرل). 
وكانت القوات الموحدية قد استولت على ثغر المرية ؟00 ه - 07١١م‏ وأنقذتها من يد 
القوات الصليبية التي استولت عليها في عام 047 ه - 1١147‏ م» وأصبح للأسطول الموحدي 
قاعدة بحرية هامة تطل على الحوض الغربي للمتوسط7*). وقد فشل القيصر ألفونسو ريونديس » 
وحليفه عمد بن سعد بن مردنيش أمير شرق الأندلس »في مساندة الحامية الصليبية التي حاصرها 
الموحدون في ثغر المرية واضطرت إلى الاستسلام » وانسحب عمد بن سعد بن مردنيش يجر أذيال 
الخيبة والعارء وتراجع ألفونسو ريونديس (ألفونسو السابع) مدحوراً مخذولآ . وتوفي وهو ف 
طريقه إلى طليطلة قاعدة ملكه . عند عبوره لمضيق مورادال في رجب 005 ه - ١١‏ اغسطس 
٠1‏ مء« إما متأثراً بجراحه أو بسبب تحطم في قواه لما بذله من جهود ‏ ولما أصابه من الحزن 
لفشله . . » . وظل مد بن سعد بن مردنيش أمير شرق الأندلس على عدائه للموحدين حتى وفاته 
سنئة 0317 ه - 117١‏ م . وكانت مملكة شرق الأندلس طيلة عهده منذ عام 045 ه - 1١1417‏ م 
وحتى وفاته سداً منيعاً في وجه تقدم الموحدين إلى شرق الأندلس » وبالتالي تهديد جزر البليار, 
فكان بمثابة حليف غير مباشر لبني غانية» استنزف القوات الموحدية طيلة عهده في حروب 
متواصلة ما أهاهم وأشغلهم عن التدخل في شئون جزر البليار التي ظلت تشعر بالطمأنينة طيلة 
عهد مد بن سعد بن مردنيش في شرق الأندلس » وكان الموحدون خلال فترة صراعهم الطويل مع 
ابن مردنيش يستصغرون شأن جزر البليار!*, ما مكن الأمير اسحق بن مد بن غانية من 


.١64ص‎ . ابن أبي زرع : روض القرطاس » ج؟‎ )١( 
.٠١4 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ )١( 
.١4١ص الفريد بل : بنو غانية . ص55 - 75 . وتخطيط تاريخي لجزر البليارء‎ )0( 
. (؛) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص9"‎ 
وابن الأثير: الكامل. ج١١ . ص«55 -1؟5.‎ 
. الصفدي : الوافي بالوفيات , ج” . ص86‎ )5( 
ص 579 . وحمد عبد الله ح‎ :04٠ باريس. الكويت» رقم‎ -47١9 الذهبي: تاريخ الإسلام: مخطوطة رقم‎ 


عيضن 


تدعم مركزهء في هذه الجزر , وبناء أقوى الأساطيل البحرية والقيام بحملات بحرية متواصلة 
على السواحل والجزر المسيحية في الحوض الغربي للمتوسط . ووصلت القوة البحرية البليارية في 
عهد إسحق بن مد بن غانية إلى ذروتها » وكان يحسب ها حساب كبير في الموازين البحرية في 
الحوض الغربي للمتوسط . ونستشف من المدونات المسيحية عن بحرية جزر البليار في عهد | سحق 
ابن جمد بن غانية » بأن مسلمي هذه الجزر وصلوا إلى ذروة قوتهم العسكرية وقمة جرأتهم . ما 
مكنهم من تحقيق انتصارات بحرية باهرة والحصول على مغائم وافرة!" . . ويوضح النص التالي 
لعبد الواحد المراكشي مدى اهتام إسحق بن حمد بن غانية بالغزو البحري والذي يقول فيه 
« واستقل أبو إبراهم (اسحق بن مد بن غانية) بالملك استقلالاً حسناً وحسنت حاله وكثر 
الداخلون عليه بجزيرة ميورقة من فل لمتونة وبقاياهم » فكان يحسن إليهم ويصلهم حسب طاقته, 
وأقبل على الغزو وصرف عنايته إليه فلم يكن له هم غيره » فكان له في كل سنة سفرتان إلى بلاد 
الروم يغنم ويسبي وينكي في العدو أشد نكاية» إلى أن امتلأت أيدي أصحابه أموالاً . فقوي 
بذلك أمره وتشبه بالملوك » ولم يزل هذا حاله إلى أن توفي .. »©©). 

وما خفف من ضغط الأساطيل المبيحية على جزر البليار بشكل غير مباشر في المرحلة 
الأولى من عهد إسحق بن مد بن غانية » ووقّر لأساطيل جزر البليار مزيداً من حرية الانطلاق 
عبر الحوض الغربي للمتوسط هو ظهور قوة بحرية إسلامية جديدة في هذا الحوض هي البحرية 
الموحدية » التي اندفعت أساطيلها من قواعد المغرب الأقصى لمساندة القوات البرية بقيادة 
الخليفة عبد المؤمن بن علي في الاستيلاء على بلاد المغرب الأوسط وإ فريقية « تونس » وتحرير 
ثغورها الساحلية من نورمان صقلية وقلورية. ففي عام 0147 ه-١0١١م‏ توجه الخليفة 
الموحدي عبد المؤمن بن علي على رأس قواته إلى بلاد المغرب الأوسط والتي كان يحكمها آنذاك 
الحسن بن علي آخر أمراء بني حماد في تلك البلاد . ؛ وقد تمكن الخليفة الموحدي من الاستيلاء 
على بجاية!؟) قاعدة ملك بني حماد 057 ه > 1١155‏ م وخضعت جميع بلاد المغرب الأوسط للحم 





عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس» القسم الثافيء ص ١45‏ وما بعدها. 

ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص8١"‏ وما بعدها. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١65‏ . والفريد بل: بنو غانية ص"”؟ . 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص44" . 
() بجاية : مديئة حصينة بساحل المغرب الأوسط (بلاد الجزائر) وكانت في عهد بني حماد والعهد الموحدي 
اللاحق من أشهر ثغور بلاد المغرب وأكثرها حصانة نظراً للوقعها الفريد على سفح جبل, ويمتاز سورها 
بالضخامة والمتانة »وتضرب مياه البحرفي القسمالثمالٍ منه »وكان أولمنعمّر ها هوالمنصورين حجاد الذي! تخذ ها معقلآله 
عند هجوم الاعراب على ! فريقية وبلاد المغرب , وسيكون لبجاية أهمية قصوى في الصراع بين الموحدين وبني 
غانية. (الإدريسي : صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس . ص١4‏ - !1 . ومجهول المؤلف: 
الاستبصار في عجائب الأمصار. ص8؟١).‏ 


لضن 


الموحدي ٠‏ وتوقف عبد المؤمن بن علي عند هذا الحد . وم يحاول الاشتباك مع نورمان صقلية 
الذين كانوا يسيطرون على معظم ثغور « ! فريقية » آنذاك » نظراً لانشغال عبد المؤّمن بن علي في 
توطيد دعام الحم الموحدي في المغرب الأقصى والأندلس » ولا يتطلبه الصراع مع النورمان من 
استعدادات كبيرة وقوات بحرية ضخمة(' . وكان وصول الموحدين إلى المغرب الأوسط عامل 
حامماً في الصراع بين الموحدين ونورمان صقلية ؛ فقد ثار أهل ثغور إفريقية على الحم 
النورمندي البغيض!"!, خاصة بعد موت روجر الثاني 064 ه - ١110"‏ م» الذي عرف بشدة 
مراسه . وقد توفي قبله بعامين قائد أساطيله جرجي بن مخائيل الأنطاكي الذي قام بدور خطير 
في الاستيلاء على ثغور إفريقية» كما ذكرنا في موضعدا"). واستنجد أهل ! فريقية بالخليفة 
الموحدي عبد المؤمن بن علي . فاستعدٌ استعداداً كبيراً لتلبية ندائهم وإنقاذهم من برائن 
النورمان . وتقدم على رأس قواته البرية الضخمة تسانده قوة بحرية كبيرة نحو إفريقية 
4و ه - 1104م » وتمكن قائد أسطوله ابن ميمون!؛) من هزيمة أسطول نورمندي قدم لنجدة 
ثغر المهدية « .. وكان قدومه من جزيرة يابسة من بلاد الأندلس » وقد سبى أهلها وأبرهم 
وحلهم معه.. فخرج إليهم أسطول عبد المؤمن.. واقتتلوا في البحر فانهزمت شواني الفرنج 
وأعادوا القلوع وتبعهم المسلمون وأخذوا منهم سبع شوان ولو كان معهم قلوع لأخذوا 
أكثرها .. »! واستسلمت الحامية النورمندية في ثغر المهدية مقابل تأمين سلامتها ورحيلها 
لصقلية في محرم 0808 ه - 1١7٠‏ م. واستولت القوات الموحدية على بقية ثغور | فريقية وأصبح 
جميع الساحل الممتد من طرابلس إلى سبتة تحت الحم الموحدي ؛ وكانت أساطيل الموحدين 
تطارد الأساطيل المسيحية على طول هذا الساحل مما خفف العبء عن أساطيل جزر 
البلياز!ة) , 


وكان اسحق بن مد بن غانية يتابع بقلق ؛ الزحف الموحدي عبر سواحل المغرب وإ فريقية , 
ويتحاثى الاصطدام بالموحدين النين أصبحت لأساطيلهم سطوة في جنوب الحوض الغربي 


1١5-1١١6 ابن أبي دينار: المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ء» ص‎ )١( 
: الوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية , ج؟ . ص47 - 478 . مد عبد الله عنان‎ 
. 5905 - 589 عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول ص‎ 
وما بعدها.‎ 56١ ابن الأثير: الكامل؛ ج١١ , ص‎ )١( 
. 580 (؟) مخائيل أماري : المكتبة الصقلية . ص‎ 
» (؛) الأرجح أنه لب بن ميمون الذي لجأ للموحدين هرباً من عسف إسحق بن مد بن غانية (العبر: ج5‎ 
ص00 ). بيئما يذكر الوزير السراج في حلله السندسية بأن قائد البحر الموحدي كان عمد بن عبد العزيز بن‎ 
.)58١ص‎ . ميمون يعاونه ابن الخراط والحسن الشاطي. (ج؟‎ 
(ه) ابن الأثير: الكامل؛ ج١١ , ص "768 - 784 . والمؤنس في أخبار إ فريقية وتونس. ص١١ . والوزير‎ 
. 388-17 ج؟ . ص‎  ءاصقتسالاو‎ . 48١ مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية  ج؟ ص‎ 
.١١١ وابن صاحب الصلاة : المن بالإمامة. ص‎ 


يغضضنا 


للمتوسط . ما شل من فعالية أساطيل صقلية النورمندية التي كانت تغير على جزر البليار في 
بداية عهد إسحق بن مد بن غانية . وقد اشتبك الأسطول الموحدي بأحد الأساطيل العائدة من 
جزيرة يابسة أمام ثغر المهدية « وقد سبى أهلها وأسرهم وحملهم معه » . وقد تمكن قائد البحر 
الموحدي ابن ميمون من هزية الأسطول النورمندي , واستولى على سبع من شوانيه في نهاية عام 
:هه ه - .)(1١65‏ وبالرغم من هذا العون غير المباشر لأساطيل جزر البليار وإشفال 
الأساطيل النورمندية والبيزية والجنوية» والتحم في عبور الأساطيل الصليبية عبر عتبة صقلية 
بين سواحل إفريقية وجزيرة صقلية , إلا أن إسحق بن همد بن غانية ظل حتى نباية عهده 
يرهب الموحدين ويسعى جاهداً لمداراتهم وتجنب التحرش بهم وإغضايهم » وفي نفس الوقت كان 
حريصاً على استقلال جزر البليار ويبذل أقصى الجهود لتدعيم قواتها البحرية والبرية يسانده في 
ذلك كبار قادة المرابطين النين لجأوا إلى هذه الجزر , والنين كان يعتمد عليهم اسحق بن عمد 
في الدفاع عن استقلال جزر البليارا") وقد استجاب أمير البليار اسحق بن مد بن غانية في 
بداية عهده إلى وساطة الوزير أحمد بن عطية!") بإطلاق سراح مروان بن عبد العزيز؛) بعد 
اعتقاله « ببعض معاقل ميورقة نحو اثنتي عشرة سنة »!* , بسبب استيلائه على بلنسية وذواتها 
وخروجه على عاملها عبد الله بن محمد بن غانية , الذي تمكن من الفرار من معقل شاطبة إلى 
المرية » وهناك لجأ إلى قائد البحر مد بن ميمون الذي نقله في إحدى سفن أسطول المرية إلى 
ميورقة وألحقه بأبيه مد بن غانية!'!؛ الذي عينه قائداً لأحد أساطيل جزر البليار » وعم لدى 


)١(‏ ابن الأثير: الكامل. ج١١‏ . ص 764 . ورحلة التجافي » ص58؟. 

والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص 44٠١‏ . 
(١؟)‏ الفريد بل : بنو غانية» ص”؟ -71. 
() أحمد بن أبي جعفر بن عطية القضاعي : أصله من طرطوثة وأقام أهله في دانية » وكتب في دانية رسالة 
يناشد فيها أحد كبار الأمراء المرابطين إنقاذ جزر البليار بعد استيلاء القوات الصليبية المؤتلفة عليها . وقد 
عرف ببراعته في الكتابة » وكان كاتباً لإسحق بن علي آخر الأمراء المرابطين في المغرب الأقصى . والتحق 
بعبد المؤمن بن علي وأصبح أحد كتابه ووزرائه , وقد قتله الخليفة الموحدي بسبب سعايات كاذبة (ابن 
الأبار: أعتاب الكتاب . ص55 . وابن الخطيب : الإحاطة. ج١١‏ . ص 558 وحاشية .)»١«‏ 
(؛) مروان بن عبد الله بن مرروان بن مد بن مروان بن عبد العزيز؛ أصله من بلنسية وتوى القضاء فيهاء 
خرج على المرابطين وبويع له بالأمارة في بلنسية وذواتها 05٠‏ ه ثم ثار عليه الجند وفر إلى المرية وهناك 
قبض عليه قائد البحر مد بن ميمون , وعند قدوم عبدالله بن مد بن غانية على رأس أسطول ميورقة سلّمه 
إليه مصفداً . وبقي معتقلاً في ميورقة عشر سئوات وقيل اثنتي عشرة سنة إلى أن تشفع فيه الوزير أحمد بن 
عطية ؛ ولكنه م يذكر له هذا الصنيع وكان سبباً من أسباب مقتله » وعاش ابن عبد العزيز بمراكش حتى 
وفاته 5لاه ه > 1١6١‏ م. (ابن الأبار: التكملة . ج ؟ ترججة ١78١(‏ ». والحلة السيراءء ج ؟. ص 
0-٠‏ ). 
(م) ابن الأبار: الحلة السيراء . ج؟ . ص 5١90‏ وما بعدها. والتكملة, ج؟ . ص195 ترجة .3196١‏ 
(1) ابن الأبار: التكملة . ج؟ . ص55 , ترجة 39701 . 


ليقن 


وصوله إلى ثغر المرية بعد تعقبه لأحد الأساطيل المعادية بأن مد بن ميمون قد اعتقل مروان بن 
عبد العزيز بعد هروبه من بلنسية إلى المرية . هت 40١1م‏ فعف عبد الله بن همد بن 
غانية عن سفك دمه وأخذه معه في إحدى سفن أسطوله إلى ميورقة واعتقله هناك في أحد 
سجونها كما سبق ذكره!'). وقد قبل اسحق بن عمد بن غانية شفاعة الوزير أحمد بن عطية 
وأطلق سراح مروان بن عبد العزيز وأرسله في إحدى السفن إلى ثغر بجاية في ساحل المغرب 
الأوسط تقرباً إلى الموحدين ولتجنب إغضابهم من جهة . وإكراماً للوزير أحمد بن عطية لمكانته 
عند المرابطين من جهة ثانية . وكان ذلك في عام 001 ه - 07١1م("‏ ؛ فقد كان زوجاً لإحدى 
بنات ألي بكر بن يوسف بن تاشفين « وتعرف ببنت الصحراوي وأخوها يحيى (الصحراوي) 
فارس المرابطين »90 . 

وبالرغم من هذا الموقف الكريم للوزير الكاتب أحمد بن عطية في إنقاذ ابن عبد العزيز من 
سجون ميورقة » وسعيه من أجل أن يكون ابن عبد العزيز أحد جلساء الخليفة عبد المؤمن بن 
علي في مجالسه العلمية والأدبية . إلا أنهلم يرع لأحمد بن عطية هذا الصنيع وكان أحد المحرضين 
على قتله 0607 ه - 11617 م!4). ويذكر يوسف أشباخ رواية أخرى عن كيفية تخلص ابن عبد 
العزيز من سجون ميورقة يقول فيها بأن ابن عبد العزيز ضلّ الطريق بعد هروبه من بلنسية بعد 
خروج الجند عليه « ولحق بجبال المرية » وهناك سقط في أيدي المرابطين الذين عرفوه رغم 
تنكره ؛ وصفدوه بالأغلال , بيد أنهم أبقوا على حياته ثم حملوه إلى ميورقة » وهناك استطاع أن 
يفتدي نفسه بلغ كبير من المالء ثم قصد مراكش حيث عاش في كنف الموحدين »(8ا. 
والأرجح في نظرنا هو ما ذكره ابن الأبّار في روايته الآنفة الذكر!"» بالرغم من أننا لا ننفي 





)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص5ه؟. 

. 580-550 ابن الأبار: الحلة السيراء , ج” . ص‎ )١( 

(6) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 538 . 

(؛) ابن الأبار: الحلة السيراء » ج؟ . ص 770 وما بعدها. والتكملة. ج؟ . ص 55١‏ » ترججمة .100١‏ 
(م) عمد عبد الله عنان : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 5١4‏ . 

() ابن الأبار: التكملة , ج؟ . ص595 ترججمة 170١‏ التي يذكر فيها أنه بقي في سجنه في جزيرة ميورقة 
نحواثنتي عشرة سنة حتى خلصه أحمد بن عطية . والحلة السيراء , ج؟ . ص 550 - 551 التي يقول فيها بأنه 
بتي مسجوناً نحو عشرة أعوام وقيل اثثي عشر عاماً , كما يذكر بأن اسحق بن حمد بن غانية تو ميورقة بعد 
مقتل أبيه محمد واخيه عبد الله 0141 ه - 07١١م‏ . ويصف سجون ميورقة عند ذكر ابن عبد العزيز قائلا 
« سجن في بيت مظام مطبق لا يعرف النهار فيه من الليل وترك أوقاتاً دون غذاء ولا ماء .. » وكان مقتل 
أحمد بن عطية بعد اتفاقه مع القوات الصليبية التي حاصرها الموحدون في المرية على الانسحاب بسلام في مطلع 
عام ؟0ه ه- 07١1م‏ «وقد تآمر عليه أعداؤه أثناء غيابه.. ونسبوا إليه كشف السر وصحبة أعداء 
السلطان وكان من أكثرهم عداء له مروان بن عبد العزيز الذي كان ثائراً ببلنسية فعفّ عبدالله بن عمد بن 
غانية عن سفك دمه وأخذه في سفنه حيث سجن في ميورقة فأخرجه ابن عطية من سجن ميورقة - 


اخروضن 


عن إسحقى بن مد بن غانية ما اشتهر به خاصة في بداية عهده ؛ من حب للمال وانغماس فى 
سفك الدماء ء فقد قبض على فلوج مولى عمه يحيى بن غانية عندما لجا إلى ميورقة يقد أن 
أخفى مقادير طائلة من المال؛ في حصن بشير الجاور لغرناطة في حراسة شخص يدعى ابن مالك 
من سرقسطة . وقام اسحق بن همد بن غانية بتعذيب فلوج من أجل أن يستحوذ على الأموال 
الخبأة في حصن بشيرء ولكنه مات تحت التعذيب ٠‏ ولا عم الموحدون بذلك أرسلوا قوة عسكرية 
من مدينة لوئة الجاورة لحصن بشير واستولوا على جميع الأموال والذخائر التي كانت مودعة 
هناك70'). ومهما يكن الأمر فقد عاد اسحق بن عمد بن غانية إلى الجهاد البحري بعد فترة 
انقطاع وتخبط وسفك دماء وعزلة عن الناس , والانشغال في تشييد المباني وغراسة الأشجار كما 
ذكرنا!'). وكان الموحدون لا يلتفتون إليه استصغاراً منهم لشأن جزر البليار من جهة, 
ولانشفاهم في مشاكل داخلية م تنقطع قط طيلة عهدهم . بالاضافة إلى حرويم المتواصلة مع 
النصارى الإسبان وحلفائهم من الصليبيين: ومع كبير الثائرين في الأندلس مد بن سعد بن 
مردنيس ملك شرق الأندلس . الذي ظل سداً منيعاً في وجه الموحدين وحليفاً غير مباشر لبني 
غانية في جزر البليار » يحول دون وصول الموحدين إلى ثغور شرق الأندلس المواجهة لهذه الجزر. 
وظل هذا الوضع قائاً حتى وفاة مد بن سعد بن مردنيش 0117 ه - 1١71‏ مء وانضمام أبنائه 
للموحدين!؟). وخلال هذه الفترة « صرف اسحق بن ممد عنايته للغزو البحري . . وكان له كل 
سنة سفرتان إلى بلاد الروم ... »(2) : بعد فترة انقطاع قصيرة في بداية عهده!* ونجد التفاصيل 
عن هذه الحملات البحرية في المصادر الفرنجية!"). 





فكان في الجلس أكبر أعدائه وسبباً في موته وفنائه .. في 8؟ صفر 009 ه - 1١67‏ م »(البيان المغرب/ القسم 
الموحدي . ص0" -77). ويذكر عبد الواحد المراكثي سبباً آخر لمقتل ابن عطية يقول فيه بأن ابن عطية 
رغب في نصح يحيى الصحراوي في أن يتحفظ في أقواله التي وصلت إلى مسامع الخليفة عبد المؤمن الذي عفا 
عنه وجعله قائدا على قوة عسكرية من للتونة . فطلب من زوجته أخت يحيى المذكور أن تنصح أخاها 
بالتحفظ في أقواله « وإن قدر على الحروب واللحاق بميورقة فليفعل » وبلغ ذلك إلى الخليفة عبد المؤمن بن 
علي عن طريق عيونه . فغضب على ابنعطية وسجنهثم قتله . (المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 538 ). 
)١(‏ عمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول . ص 558 . 

.6٠05ص ابن خلدون : العبر. ج".‎ )١( 

(0) مد عبد الله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص ١50 - ١51‏ . 
(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 14" . 

(5) ابن خلدون : العبرء ج57 . ص6.07. 

(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص ١4١‏ وما بعدها. 


0 


الجهاد البحري في جزر البليار 

في عهد اسحق بن حمد بن غانية 

بعد فترة من الركود عقب استيلاء اسحق بن مد بن غانية على السلطة بعد مقتل أبيه مد 
وأخيه عبد الله ؛ انطلقت أساطيل جزر البليار عبر الحوض الغرني للمتوسط , وقامت بغارات 
بجرية واسعة النطاق!'' ؛ على سواحل إمارة قطلونية وجنوب بلاد الفرئجة والساحل الغرني 
لإيطاليا وصقلية النورمندية وجزيرتي سردانية وقرسقة('). ونجد في بعض المدونات الفرنجية 
اللاتينية والأسبانية والقطلانية . بعض التفصيلات عن الغزوات البحرية التي قامت بها 
أساطيل جزر البليار في عهد اسحق بن حمد بن غانية » بينما اكتفت مصادرنا الإسلامية 
بالإشارة إليها بشكل موجز ومختصر . ويذكر الباروكمبانير المؤرخ الميورقي بهذا الصدد ما يلي : 
«بأن مسلمي جزر البليار وصلوا إلى قمة جرأتهم وقدرتهم العسكرية في عهد اسحق بن مد بن 
غانية .. » ٠‏ ويضيف إلى ذلك قائلا « .. ويظهر أن الحملة التأديبية التي قام بها أهل بيزة سنة 
لعو كاممه ١١1١6‏ -1115!؟) ضد مسلمي جزر البليار م تؤثر فيهم تأثيراً بالغاً » بل 
إنهم لم يبالوا بها وواصلوا بعد ذلك هجومهم على سواحل المسيحيين . ونجد مصداقاً على ذلك في 
إحدى الوثائق الكثيرة التي احتفظ بها الأب فلوريث!؟). ويذكر الباروكمبانير بعض التفاصيل 
عن حملة واحدة من حملات أساطيل جزر البليار على جنوب بلاد الفرنجة » من بين الحملات 
العديدة التي ذكرها المؤرخ الأسباني فلوريث قائلاً » « في سنة 1١078‏ م الموافقة 017 - 014 ها 
قام الميورقيون المسلمون بمهاجمة مدينة طولون 8واناه10 الفرنسية » واحتلوها احتلالا كاملا » 
وأسروا فيها هوجو جوفريد 10869 11080 ونائب قومس مارسيلياء وعدداً من كبراء 
المسيحيين »(20. ثم يذكر رواية مختصرة عن حملة بحرية قام بها أحد أساطيل جزر البليار على 
ساحل إمارة قطلونية يقول فيها « .. وني يوم الثامن من محرم 0074 ه 55 يونيو من عام 
0م قام رعايا أمير جزر البليار (اسحق بن مد بن غانية بنهب كنيسة سانتا ماريا دي 
أوليانو دمهذلانا هك دضمداة قئهو5ا". وإ:هم حملوا كل من بقي على قيد الحياة من القامين على 


. 414 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص‎ )١( 
وابن خلدون : العبرء ج35 ص6.5.‎ 
. ١10 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
, 78 - والفريد بل : بنو غانية .» ص؟؟‎ 
. الحملة الصليبية المؤتلفة على جزر البليار والتي سبق ذكرها بالتفصيل في الفصل الرابع من هذا البحث‎ )( 
من كتاب تخطيط تاريخي لجزر‎ ١44 ص‎ , ١ (؛) فلوريث : أسبانيا المقدسة/الجلد +؟؟ » ص56 . حاشية‎ 
البليار.‎ 
. ١44 (ه) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص‎ 
كنيسة سانتا ماريا دي أوليانو: أي كنيسة العذراء مرم المقدسة , وكانت تقع آنذاك على مقربة من-‎ )3( 


إفرضس 


شئونها من رجال الكنيسة أسرى معهم .)١(»‏ وربا يستهجن القارىء مهاججمة غزاة البحر من 
يجاهدي جزر البليار لإحدى الكنائس وأسر القائمين على شئونها » ظناً منه بأنهم محرد رجال دين 
يتعبدون الله » ولكن حقيقة الأمر تخالف ذلك . فقد كانت الكنائس والأديرة في إمارات ومالك 
أسبانيا المسيحية آنذاك مراكز لحشد القوى العسكرية وتعبئتها بالحقد على المسلمين . وكان 
رجال الدين أشد المقاتلين عنفاً , كما يقول المؤرخ الألماني أشباخ'('). وكانت كنيسة سانتا ماريا 
دي أوليانو التي هاججها غزاة البحر في بلدة جيرونة « جرندة » أحد مراكز تجمع فرسان 
الداوية!"). فقد تشكلت في ممالك وإمارات أسبانيا المسيحية آنذاك « جماعات الفرسان الدينية 
لصد أعداء الدين » ؛ ويقول يوسف أشباخ الموّرخ الألماني عن هذه الجماعات من رجال الدين من 
المقاتلين المسيحيين « لولاهم لضاعت جهود قرون عديدة في أعوام قلائل. لكل وكان 
«للداوية »() التي أدت للنصارى في فلسطين أجل الخدمات .. مراكز كبرى في إمارة 
قطلونية المسيحية » وكان أمير قطلونية الكونت رامون برنجار الثالث!') أحد كبار أعضاء 
جمعية الداوية المسيحية « فرسان المعبد ». وقد انتظم في سلكهم قبيل وفاته في سنة 
ه - ١5١1م‏ بفترة وجيزة » وقد أنشاً ابنه رامون برنجار الرابه!") أول دير للداوية في 





جيرونة « جرندة » في إمارة قطلونية (فلوريث: أسبانيا المقدسة مج8؟ , ص "6" , حاشية ١‏ . ص ١44‏ 
من كتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار) . 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١58- ١55‏ 
(0) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص55 - 550 . 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. حاشية ١١«‏ ». ص44١.‏ 
(4) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص57 . 
(ه) الداوية : من أشهر الحركات الدينية في العصور الوسطى» وكانت تنكون من « جماعات الفرسان الدينية », 
وقد أطلق المؤرخون المسلمون عليهم اسم الداوية» بينما تدعوهم المراجع المسيحية باسم « فرسان المعبد » 
الا يك11 لأنهم اتخذوا أذ معابد بيت المقدس مركزاً هم بعد استيلائهم عليها . 
وكانت هناك حركة أخرى دينية تنافسهم هم الاسبتارية 5:»ااهاام8105 ولكنها كانت أقل ثأناً من 
الداوية ؛ وكان لكلتا الحركتين دور خطير في الحروب الصليبية في بلاد المشرق والأندلس . (يوسف أشباخ : 
تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين حاشية ١«‏ ». ص57١).‏ 
() رامون برنجار الثالث : أمير قطلونية ؟04- ١1١5١‏ م أسهم بدور خطير في الحملة الصليبية المؤتلفة 
على جزر البليار : وفي حرب المرائطين في البر الأندلسي » حتى وفاته . (حمد عبد الله عنان : عصر المرابطين 
والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول . ص 55غ). 
(1) رامون برنجار الرابع : أمير قطلونية 1118-١11١‏ م ء قام بدور بارز في الحرب ضد المرابطين , وتقكن 
من الاستيلاء على طرطوشة “01 ه 58١١م‏ . بالتعاون مع القوات الصليبية » كما استولى كذلك على 
لاردة وأفراغه ومكناسة 014 ه - ١١45‏ م٠‏ وتزوج من بترونيلا ابئة راميرو الثاني ملك أرغون ‏ واتحدت 
قطلونية وأرغون بعد وفاته . يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 5897 , 510 . 
وحمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول ص 801١‏ 607ء 
١الهم-؟١اهة.‏ 


فض 


إمارة قطلونية وإعفاهم «من الخضوع لقضاء الملك , وأن يعطوا نصيباً معيناً في المدن التي 
انتزعت من المسلمين مثل وشقةء وقلعة أيوب . وسرقسطة وغيرها ء وفي مقابل ذلك يتعهد 
الفرسان بأن يخصصوا خدماتهم لحماية النصرانية في تلك الأنحاء , وتم هذا الاتفاق في اجتاع عقد 
فى جيرونة!"') . 8ه ه - 1148 مء وشهده المندوب البابوي وكثير من الأساقفة » وأشراف 
أرغون وقطلونية »!'. وكانت الحملة البحرية الآنفة الذكر على ساحل إمارة قطلونية في عهد 
ألفونسو الثاني ابن رامون برنجار الراب!؟!, الذي اتحدت في عهده إمارة قطلونية مع مملكة 
أرغون والأقالم التابعة لها في جنوب بلاد الفرنجة ‏ وكانت نتيجة ذلك الاتحاد نشوء مملكة قوية 
ظلت تهدد جزر البليار تهديداً خطيراً » حتى تمكنت من الاستيلاء عليها!"). 

وبالرغم من اتساع مملكة قطلونية وأرغون المتحدة تحت حك ألفونسو الثاني إلا أنها كانت 
تعاني من مشاكل داخلية استنزفت قواهاء وكان من أبرز المشاكل التي واجهها ألفونسو الثاني 
هي المحافظة على ممتلكاته في جنوب بلاد الفرنجة ما وراء جبال البرتات « البرانس » ؛ التي كان 
يطمع في الاستيلاء عليها الكونت ريوند دي تولوز. واشتبك ألفونسو الثاني في حرب دامية معه 
استنزفت قوة مملكته حتى تمكن في نهاية المطاف من تحقيق النصر على الكونت رهوند دي تولوز . 
وبالاضافة إلى ذلك نشب نزاع حاد بين ملوك أسبانيا المسيحية في عهد ألفونسو الثاني ملك 
قطلونية وأرغون , ويصف يوسف أشباخ النتائج المروعة لهذا النزاع قائلًا «وأفضت المعارك 
والمنازعات المستمرة بين ملوك أسبانيا إلى أن اجتاحت أسبانيا النصرانية موجة هائلة من 
القسوة والتوحش . ووصل حي العنف وعدوان الأقوياء إلى ذروة الاضطرام . واندفع 
الأشراف يكافح بعضهم بعضاً في معارك ومبارزات لا نباية لها ٠‏ ومزقت الأهواء الحزبية كل 
الأسر وروابط القربى » وساد القتل والمطاردة.. ولم يستطع ألفونسو الثاني أن يحول دون وقوع 
أفظع الشناعات في بلاده .. »!0). وقد وجد أشراف قطلونية الناقمون على ألفونسو الثاني الملجأ 





)١(‏ جيرونة « جرندة »: بلدة في إقلم قطلونية . كانت فيها كنيسة سانتا ماريا دي أوليانو « العذراء مرم 
المقدسة » التي هاجها غزاة البحر. (فلوريث: اسبانيا المقدسة » مج8؟ , ص87") والتي نرجح أنها كانت 
إحدى قواعد « الداوية » حاشية « ١١‏ » ص ١5‏ من كتاب تخطيط تاريخي لجزر البليار) . 
(؟) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 558 - 530 . 
(6) ألفونسو الثاني : ملك قطلونية وأرغون المتحدة 7١1141-1م»‏ وقد خلفه ابنه بيدرو الثاني 
1١١5-7‏ مء وقد تمكن حفيده خامي الفاتح من الاستيلاء على جزيرة ميورقة 559 ه - ١5759‏ 2 
(يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص585 2 598). 

(وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين رالموحدين /القسم الثاني . ص”١+‏ وما بعدها). 
(؛) جمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الأول. ض ؟ة؛ - 6.5 . 
والقسم الثاني . ص ١5‏ وما بعدها. 
(0) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحين . ص 588 -555. 


اران 


الأمين في جزيرة ميورقة تحت رعاية أميرها اسحق بن عمد بن غانية » ويعتبر الباروكمبانير 
المؤرخ الميورقي أن ذلك « دليل على قوة هؤلاء المسلمين البلياريين  »‏ ويستشهد على ذلك بلجوم 
أحد كبار فرسان قطلونية إلى ميورقة ويدعى برنجار #عنهه86:6 بعد حادثة خطيرة » وقعت فى 
طركونة التابعة لقومسية برشلونة في عام 0717 ه - 1١71١‏ م؛ ولم يوضح كمبانير كنه هذه 
الحادثة('4. ولكثنا نجد توضيحاً كافياً لا لدى يوسف أشباخ الذي يقول عن الحادثة المشار إليها 
بأنها حادثة قتل وقعت في طركونة في بداية عهد ألفونسو الثاني , نتيجة لحدوث « ٠٠‏ نزاع بين 
المطران هوجو دي سرفيلوس », وبين حالم طركونة روبير بورديه» وقام جيوم ولد الحام 
بتخريب جميع الأراضي الواقعة حول طركونة . ولا أراد الملك أن يعاقب المعتدين بشدة . قتل 
المطران بتحريض روبير فأمر اليك بإخراج روبير وأسرته من اللملكة , ففر إلى ميورقة ولأ إلى 
جاية المسلمين. فخشي الملك أن يغدو الجرم الفار على هذا النحو خطراً على قطلونية ؛ فسمح 
بعودته مع أسرته إلى المملكة , بالرغم من جريته.. »('). وبعد أن وضحنا الحادثة الخطيرة التي 
أشار إليها كمبانير» نتابع ما ذكره عن الفارس القطلوني برنجار الطركوني الذي لجأ إلى ميورقة 
في عهد اسحق بن عمد بن غانية : يقول كمبانير بهذا الصدد : « ويظهر أن برنجار المذكور كان له 
ضلع في هذا الحادث لا يحسد عليه . ولا عم بذلك قومس برشلونة عزم على أن يتخذ إجراء 
تأديبياً بحقه هما يضر بمصالحه ومصالح حفيده جيرمو دي طركونة هم مهمسعة؟ عل مصعو التي" , 

ولا عم بذلك الفارس القطلاني برنجار الطركوني . كتب إلى أمير البليار اسحق بن عمد بن 
غانية كتاباً « مليئاً بعبارات الملق والمديح يقول فيه , إن خدمته هي أقصى أمانيه وما يطمح 
إليه.. »! ورحب أمير البليار بقدومه . ودخل هذا الفارس في خدمتهء وبعد وصوله إلى 
ميورقة كتب إلى ألفونسو الثاني ملك قطلونية وأرغون خطاباً يعلق عليه كمبانير با يلي: 
« يذهلنا لما فيه من عبارات فيها كثير من الوقاحة والتطاول من جانب هذا السيد المتمرد..»! 
ويعلق كمبانير على الوقائع السابقة قائلا ء « ولا يسعنا حين نتأمل هنين الخطابين إلا أن نؤٌيد من 
سبقنا من المؤرخين النين ذكروا بأن خطاب برنجار الطركوني الذي أرسله من ميورقة إلى ملك 
قطلونية وأرغون بأسلوب يتسم بالتعالي المفعم بالكبرياء . يدل دلالة واضحة على أهمية وخطر 
اسحق بن غانية» وعلى مدى اتساع سلطته السياسية والصكرية فى جزر البليار... وأن 
مسلمي هذه الجزر وصلوا إلى قمة جرأتهم وقوتهم العسكرية في عهده.. »!2). وفي نفس هذا 
العام الذي وقعت هذه الأحداث المامة سنة /071 ه - 117١‏ م ء والتي تدل دلالة قاطعة على 


.11٠-117ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء‎ )١( 

. 757 يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ )١( 
.١49ص (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 

(:) البارو كمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١14 - ١1#‏ 


ايفن 


مدى ما كانت عليه جزر البليار من قوة ومنعة في عهد أميرها اسحق بن مد بن غانية . مما 
مكنها من أن تتحدى مملكة قطلونية وأرغون المتحدة. وأن تستقبل الثائرين على ألفونسو 
الثاني » استولى الموحدون على شرق الأندلس ٠‏ وقضوا نهائياً على مملكة عمد بن سعد بن مردنيش » 
بعد هزية قواته » وتوفي ابن مردنيش حتف أنفه في العاشر من شهر رجب 0517 ه - 17١1م‏ 2 
بعد أن ضيق عليه الموحدون الحصار في عاصمة ملكه في مرسيةء وخروج إخوته وقادته 
عليهل' . ويقال « بأن أمه سمّته لأنه قد أساء إلى خواصه وكبراء دولته . فنصحته فهددهاء 
وخافت بطشه فسمّته »!"). وبايع أولاده وإخوته وكبار قادته الخليفة الموحدي! أبا يعقوب 
يوسف بن عبد المؤمن!*). ويذكر عبد الواحد المراكشي الرواية التالية عن مبايعة بي مردنيش 
الوحدين يقول فيها . « ..بأن أبا عبد الله بن سعد (بن مردنيش) حين حضرته الوفاة » جمع 
بنيه» هلال ويكنى أبا القمر , وهو أكبر ولده واليه أوصى - وغاتم والزبير وعزيز ونصر وبدر 
وأرقم وعسكر وبقية أولاده الصغار) . وبنات تزوج إحداهن أمير المؤمنين أبو يعقوب(يوسف بن 
عبد المؤمن) . وتزوج الأخرى أمير المؤمنين أبو يوسف يعقوب بن يوسف » وأوصاهم بالدخول 
في طاقة الموحديه !10 

وكان لاميار مملكة بني مردنيش في شرق الأندلس في شهر رجب 557ه ع 99١1م‏ 
واستيلاء الموحدين عليها( "2 نتائج خطيرة على جزر البليار» فقد أصبح الموحدون على مقربة 





(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 555 . 

ابن صاحب الصلاة : المن بالإمامة/السفر الثاني .ص 57١‏ -1097. 

وابن خلدون : العبرء مج" . ص ٠٠١‏ . وابن الخطيب : أعمبال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس » 
ص 555 . والإحاطة .مج ؟ . ص7١١3.‏ 

والصفدي : الوافي بالوفيات . ج” . ص 26 . 
)١(‏ الناصري : الاستقصاء . ج؟ . ص ١0١‏ . وابن خلكان : وفيات الأعيان؛ ج7 . ص 18١‏ . والذهبي: 
تاريخ الإسلام ؛ مخطوط باريس رقم 5777 . ص 9ا3؟. 
(0) ابن الأثير: الكامل؛ ج١1‏ , ص7074. 

وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص "9" . 
(1) أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بن علي ثاني خلفاء الموحدين في بلاد المغرب والأندلس » تولى الخلافة بعد 
وفاة أبيه عبد المؤمن بن علي في عام 004 ه - 75١1م‏ . (ابن أبي دينار : المؤنس في أخبار | فريقية وتونس . 
ص7١١).‏ وتوفي متأثراً بجروحه بعد انسحابه على رأس قواته من حصار شنترين ٠804ه-1186م.‏ 
(أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس , ص 5194 . وأبو القداء : المختصر في أخبار البثر» ج" . ص 597 . 
وابن خلكان : وفيات الأعيان . جلاء ص١851١).‏ 
() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص5" . 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 76١‏ وما بعدها. 

وابن صاحب الصلاة : كتاب المن بالاامامة/ السفر الثاني . ص 1171-407١‏ . 2 


ايفن 


من هذه الجزرء ولم يعد بين بني غانية والموحدين ذلك السد المنيع . وأدرك الموحدون بعد 
استيلائهم على ثغور شرق الأندلس أهمية جزر البليار وخطورة موقعها البحري ٠‏ وأهميتها 
بالنسبة لأساطيلهم في ثغور شرق الأندلس(). وأدرك الأمير اسحق بن مد بن غانية مدى 
خطورة تواجد الموحدين في شرق الأندلس على مقربة من جزر البليار» فسعى للهادنتهم » ويقول 
عبد الواحد المراكشي بهذا الصدد .« وكان أبو ابراه اسحق بن مد بن غانية يراسل الموحدين 
ويهاديهم » » واكتفى الموحدون في بادىء الأمر بهادنة بني غانية لهم » وتركوا اسحق بن غانية 
وعأنه"ل, فقد شغلتهم عنه أحداث الأندلس الخطيرة وحروهم المتواصلة مع مالك اسبانيا 
المسيحية في البر الأندلسي'!")؛ ومشاكل المغرب وافريقية!4). ووجدوا في قوة أساطيل بني غانية 
دعماً لهم وحاجزاً يحول دون وصول الأساطيل المسيحية إلى شرق الأندلس » وبقي هذا الوضع 
قااً حتى سنة هلاه ه - 1185 !"ا 

وظلت أساطيل البليار حتى نهاية عهد اسحق بن مد بن غانية » تغزو جزر وسواحل البلاد 
المسيحية في الحوض الغربي للمتوسط . وكان يتحاثى الاصطدام بالوحدين ؛ ويسعى إلى 
استرضائهم « .. ويبعث بالأسرى والعلوج للخليفة أبي يعقوب (يوسف بن عبد المؤمن) , إلى أن 
هلك قبيل مهلكه 08٠0‏ ه- ١١81‏ مء. كما يقول ابن يدون 8 : وكان يراسل الموحدين 
ويباديهم ويهادهم ويختصهم من كل ما يسبي ويغنم بنفيسه وجيده ليشغلهم بذلك عنه.. » . كما 
يذكر صاحب المعجب!"). وبالإضافة إلى الحملات البحرية التي كان يقوم بها الجاهدون من غزاة 


- وابن أبي زرع: روض القرطاس . ص 187 طبعة الفلا . : 

وابن الخطيب : الاإحاطة ‏ ج ” . ص ١5‏ . وأعمال الاعلام > القسم الخاص بالأندلس . ص ”757 . وابن 
خلدون: العيرء ج 5. ص .6٠00‏ 

والصفدي : الواني بالوفيات . ج ” . ص 85. 
)١(‏ مد عبدالله عنان : عصر المرا بطين والموحدين في المغرب والأندلس - القسم الثاني . ص 147-145 . 
)١(‏ عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 744 . 
(5) ابن عذاري : البيان المغرب ء القسم الموحدي . ص .7٠١-955‏ 
(4) تعرضت « افريقية » منذ عام.014 ه - 1177 م إلى هجوم قوات الغز التركية بقيادة قراقوش التقوي 
ملوك تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين الأيوبي . التي ظلت تعيث فساداً في افريقية بالتحالف مع 
الاعراب من بني هلال وسلي » ما أشغل قطاعاً واسعاً من القوات الموحدية في مجاببة هذا الخطر الداهم الذي 
استفحل بعد عام 08٠0‏ ه > 1184 م»ء عندما تحالف بنو غانية مع الفز والأعراب في افريقية ومحاربة 
الموحدين حرباً لا هوادة فيها. (ابن الأثير: الكامل؛ ج ١١‏ .ص 884 . وابن خلكان : وفيات الأعيان.ج 
لادص ١١-١8‏ ). 
(5) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 64" - 8146 . 
(3) ابن خلدون : العبرء ج 5. ص 005. 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 64" . 


أهرض 


البحر من أهل جزر البليار ء كانت أساطيل الإمارة تشارك في عبء الجهاد على نطاق واسع , 
وكان أمير البليار اسحق بن مد بن غانية يقوم بنفسه بقيادة حملتين كبيرتين كل عام » وقد جنى 
غزاة البحر مغانم وافرة من الحملات البحرية , التي كانت مصدرا كبيرا من مصادر دخل جزر 
البليار الي عم فيها اارخاء والازدهارء وازدادوا منعة وقوة(". ويذكر الفريد بل المؤرخ 
الفرنسي » بأن الأمير اسحق بن مد بن غانية كان يقوم خلال حملاته البحرية بعمليات إنزال 
بحري أثناء الليل , وبهاجم المناطق التي يحددها هجوماً واسع النطاق في وضح النهار'''! ونتيجة 
لذلك « فقد امتلأت أيدي أصحابه أموالاً . فقوي بذلك أمره وتشبه بالملوك »(" . وليس أدل على 
سطوة أساطيل جزر البليار وقوتها في عهده من أن تسعى أقوى قوتين بحريتين مسيحيتين في 
الحوض الغربي للمتوسط إلى مهادنته . وعقد معاهدات سلام واتفاقات تجارية معه . وكان 
البيزيون والجنويون يملكون أعتى الأساطيل البحريةء ومع ذلك فقد تجنبوا الاشتباك مع 
أساطيل جزر البليار» وعقدوا مع أميرها مد بن علي بن غانية معاهدات تجارية » واتفاقات 
ملام وصداقة . وأقاموا علاقات رسمية منذ عام 065-0414 ه > 44١1١مء‏ نما يدل دلالة 
قاطعة على الرهبة التي فرضتها أساطيل جزر البليار على الجمهوريتين الإيطاليتين » مما فرض 
عليهما أن تسعيا إلى مسالمة المسلمين في هذه الجزرء لا حباً في السلء وإنما رغبة في تجنب 
الأخطار والخسائر الفادحة””*. وقد جدّد البيزيون عقد هذه الاتفاقيات والمعاهدات التجارية في 
عهد اسحق بن د بن غانية. وتذكر المدونات الايطالية ما يلي ء«في عام 
“لاو ه - 77١1م‏ أرسل قناصل بيزة سفيراً إلى ملك البربر في ميورقة لعقد اتفاقية سلام معه» 
وكان ملك البربر سعيداً بهذا الاقتراح » وقبل بتوقيع اتفاقية السلام »7"! 

وفي عام لاله ه - ١118م‏ » وقعت جمهورية جنوة معاهدة سلام واتفاقيات تجارية مع أمير 
البليار اسحق بن محمد بن غانية . وتذكر بعض المصادر الاسبانية والايطالية بأن البيزيين » 
جددوا عقد الاتفاقيات التجارية ومعاهدة الصداقة والسلام مع الأمير اسحق بن مد بن غانية 





.9414 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص‎ )١( 
. 5" والفريد بل: بنو غانية. ص‎ 
. 77" ص‎ 2.» ١« (؟) الفريد بل: بنو غانية . حاشية‎ 
. 841 (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
. 140 (؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص‎ 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ . ١8 الفريد بل: بنو غانية . حاشية « ؟ ». ص‎ )0( 
.58 وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص‎ . ١ 
. ١40 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )1( 
.”* والفريد بل : بنو غانية . حاشية «؟ ». ص‎ 


يضننا 


في عام 04١‏ ه - 1146ع١,‏ والأصح هو ما ذكره المؤرخ الاسباني قديرة الذي يقول . بأن 
تاريخ هذه الاتفاقية المثار إليها كان في عام ١19‏ صفر 08٠١‏ ه - ” يونيو 1184 ءا" , لأن وفاة 
اسحق بن عمد بن غانية كانت على أرجح الأقوال في أوائل عام 08٠‏ ه- ١1١84‏ م»ء كما 
سيتضح من تسلسل الأحداث اللاحقة. 

ويعلق المؤرخ الميورقي روسليو بوردوي على هذه الاتفاقيات قائلاً .«لو أننا تأملنا 
المعاهدات المعقودة في 011- ١١55-0148‏ مء بين ممد بن غانية وجهوريي بيزة وجنوة 
والمعاهدات اللاحقة الموقعة بين اسحق بن مد بن غانية . والجمهوريتين الايطاليتين ‏ لرأينا أن 
هذه الاتفاقيات أقرب إلى أن تكون من أجل تحديد مناطق النفوذ من أن تعد معاهدات 
تجارية بكل ما في الكلمة من معنى ‏ .. فقد كان الهدف الرئيسي من هذه المعاهدات هو تحديد 
مناطق النشاط العسكري للمتعاقدين .. 6'"). ويذكر المؤرخ الميورقي الباروكمبانير عن هذه 
المعاهدات ما بلي «٠‏ .. قام أبو ابراهيم اسحق بن عمد بن غانية بعقد معاهدات سلام وصداقة 
مع جمهوريتي بيزة وجئوة . وفي هذه المعاهدات اتفق الجانبان المتعاقدان على أن لا يتعرض 
أحدهما للآخر بسوء لا في البر ولا في البحر ».. ويضيف إلى ذلك قائلاً «٠‏ .. بأنه ما كان 
البيزيون أو الجنويون ليتنازلوا إلى التعامل مع هؤّلاء « الكفار »! إلا إذا كانوا يعرفون على 
وجه التأكيد والتحديد مدى قوتهم العسكرية.. ومدى ما كان عليه هؤلاء المسلمون البلياريون 
من كفاءة وقدرة على الإضرار بهم بشكل بالغ . نتيجة للحملات البحرية التي كانت تقوم بها 
أساطيل البليار على سواحل بلادهم .. » . ويضيف إلى ذلك ما يلي : « .. وهناك تمائل بين 
وضع جزر البليار وهاتين الجمهوريتين ؛ فقد كانوا جميعاً . . يعملون في التجارة » وكانوا يعرفون 
كل الوسائل الكفيلة بتنمية مصالحهم وزيادة مكاسبهم التجارية.. »!؟). 

وظلت أساطيل جزر البليار تغير على سواحل البلاد المسيحية التي لا ترتبط معها بعاهدات 
صلح . في الحوض الغربي للمتوسط حتى نهاية عهد اسحق بن مد بن غانية الذي توفي على أثر 
إصابته في حلقه أثناء قيادته لإحدى الحملات البحرية!* . وكانت سفن جزر البليار تتردد على 
ثغر بجاية بساحل المغرب الأوسط لبيع الرقيق من سبي الحملات البحرية في سوق رقيق بجاية 


. المصدران السابقان . نفس الصفحة‎ )١( 
.1١5 العمود‎ » ٠١ نقلاً عن ايطاليا المقدسة ج‎ . ١80 (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار ء ص‎ 
.١45و‎ ١58 ترونشي : الحوليات البيزية  الورقة‎ 
ورومي : تاريخ اسبانيا. ج *'. ص ”اه وكه.‎ 
وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص 8ه.‎ 
. 58 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص‎ )( 
.١15-1568 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )1( 
. 540 (ه) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 


ليننا 


بحومة المذبح'. وم تكن أساطيل جزر البليار وحدها في ميدان الجهاد البحري في الحوض 
الغرني للمتوسط , فقد كان الأسطول الموحدي يجوب عباب ذلك الحوض لحماية سواحل المفرب 
والأندلس » وكان عدد قطعه في نهاية عهد عبد المؤمن بن علي كبيراً جداً . ويدل على ذلك أن 
عدد السفن التي تم انشاؤها قبيل وفاة عبد المؤمن بسنة واحدة » بلغ أربعمائة قطعة ؛ وزعت على 
منتلف القواعد البحرية الموحدية في قواعد الأندلس والمغرب!"). وازداد هذا الأسطول قوة في 
عهد يوسف بن عبد المؤمن بعد أن سيطر الموحدون على قواعد ساحل الأندلس الشرقي ٠‏ وكان 
كبير قادة البحر في عهده أحمد الصقلي الذي « جلّى في جهاد أمم النصرانية » » وبلغت أساطيل 
الموحدين في عهد يوسف بن عبد الموؤمن « من الكثرة والاستجادة إلى حدم تبلغه من قبل ولا من 
بعد 2"!6. وكان يساند الأساطيل الموحدية الرسمية في الغزوات البحرية والتصدي للأساطيل 
المسيحية وقطع الطريق ليها » ومطاردتها وتدميرها أساطيل غزاة البحر الذين انتشرت قواعدهم 
في عهد الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن , على طول سواحل المغرب والأندلس » وكان من 
قواعد غزاة البحر الحامة في ساحل المغرب الأوسط في ذلك العهد قاعدة بجاية ‏ ويذكر الغبريني 
بهذا الصدد ما يلي . « وكانت بجاية بلدة غزاة . وكان غزاة قطعها يدخلون إلى دواخل الجزر 
الرومانية وغيرها . ويسوقون السبي الكثير منها . وينزل الناس لشرائه بحومة المذبح من جهة 
ربضها . وبلغ الحال من كثرة سبي الآدميين أن يباع بيضاوان من الروم بسوداء! وكانت أجفان 
اسحق بن غانية تصل أيضاً من ميورقة , كما تصل أجفان بجاية » وكان اسحق بن بن غانية في 
جزيرة ميورقة وهو بقية اللمتونيين.. »(14. 

وكان لأساطيل بني غانية كما كان لأساطيل المرابطين حتى نباية عهدصي !8 : فضل كبير في 
تخفيف حدة الحجمة الصليبية الشرسة على سواحل بلاد الشام ومصر في عهد أسحق بن حمدء 
الذي فرض على جمهوريتي بيزة وجنوة » السعي إلى طلب الصلح بعد أن أوقعت أساطيل جزر 
البليار دماراً واسعاً بسواحلهما ؛ وطاردت أساطيلهما عبر الحوض الغرني للمتوسط . وأوقعت 
بهما خسائر فادحة('': مما أشغلهما عن مساندة القوات الصليبية بسواحل الشام » وخفف العبء 
عن الجاهد العظم نور الدين زنكي ء مما مكنه من أن يحقق انتصارات باهرة برية وبحرية على 
القوات الصليبية في ثغور مصر والشاء!". 


)١(‏ الغبريي : عنوان الدارية. ص 5لا. 

.3156-154 ابن أبي زرع: ص‎ )١( 

() ابن خلدون: المقدمة. ص 1467. 

ك4( الغبريني : عنوان الدراية» ص 75ا. 

(5) المقري : نفج الطيب. ج ١٠ص .55١‏ 

(5) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص .1١55‏ 

00 ابن الأثير: الكامل, ج 21١‏ ص ١01”ل‏ 1.سل «ا”ن لالع لو" 1ل 


حر 


كما مكّن صلاح الدين الأيوبي من تدعيم مركزه في مصر 077 ه > 1١11‏ م » وإقامة الخطبة 
للعباسيين بعد انقراض الدولة الفاطمية . وتوحيد مصر والشام تحت راية الجهاد الإسلامي 
الخقّاقة ‏ وكانت تلك الخطوة المؤزرة . بداية النهاية بالنسبة للمملكة اللاتينية في بلاد الشام!" , 
وما كان من الممكن أن يتحقق ذلك » لولا استنزاف بني غانية لأساطيل جنوة وبيزة فترة طويلة 
من الزمن » قبل عقد الصلح مع الجمهوريتين الايطاليتين » بالإضافة إلى مطاردة الأساطيل 
الفرنئجية وأساطيل أوروبا الغربية» التي كانت #خر عباب الأطلسي . وتجتاز مضيق جبل 
طارق إلى البحر المتوسط في طريقها إلى سواحل الشام!". وكان للأساطيل الموحدية وأساطيل 
غزاة البحر بسواحل المغرب وافريقية » نفس الفضل في المساندة غير المباشرة لمسلمي مصر 
والشام في جهادهم ضد الغزاة الصليبيين . وخاصة بالنسبة لصقلية الجاورة لثغور افريقية 
والمغرب الأوسط ء التي كانت آنذاك هي القوة البحرية الرئيسية التي تقدم العون والإسناد 
للصليبيين في ثغور الشام . كما كانت تساند القوات البرية الصليبية في محاولة الاستيلاء على 
مصرا”. وما يدل دلالة واضحة على دور الأساطيل الموحدية الهام والخطير ني قطع الطريق على 
أساطيل صقلية » ومنعها من التوجه إلى سواحل الشام ومصر ء ومطاردتها وإغراقها والإغارة 
على قواعدها البحرية ؛ في صقلية وقلورية . هو سعي ملك صقلية النورمندية آنذاك!؟) إلى 
طلب الصلح من الخليفة الموحدي يوسف بن عبد الؤمن. ويقول صاحب المعجب في هذا الصدد 
ما يلي : «في عام 6 ه - 1١78‏ مء أرسل ملك صقلية (غليام) إلى الخليفة يوسف بن عبد 
المؤمن أثناء وجوده في « افريقية » لإخضاع بني الرند الثائرين في قفصة . يناشده أن يقبل عقد 
الصلح .. ؛ وأرسل إليه الإتاوة بعد أن خافه خوفاً شديداً » فقبل منه ما وجه به إليه » وهادنه 
على أن يحمل إليه في كل سنة مالاً اتفقا عليه.. واتصلت إليه منه دخائر لم يكن عند ملك 
مثلها , وما اشتهر منها حجر ياقوت يسمى الحافر.. على قدر حافر الفرس لا يقدر بثمن.. 


.5”58 المصدر السابق: ص‎ )١( 

والبنداري : سنا البرق المشامي , ج ١‏ . ص .1١١‏ 

ود. سعيد عاشور : الحركة الصليبية. ج ”'. ص 76. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص .1١5١‏ 
(©) عمد الزهري : كتاب الجغرافية. ص ؟55. 

وابن الأثير: الكامل. ج .١١‏ ص "0١‏ وص ؟١415-151.‏ 

والكسندر سيبل: أمم الجوس , ص 10. 
(:) كان ملك صقلية وقلورية آنذاك غليام كما تدعوه المصادر الإسلامية. وهو « ولي الثاني » 
080-07 ه-35١1184-11م,‏ وهو آخر ملوك أسرة هوتفيل النورمندية . وانتقل حك صقلية 
وجنوب ايطاليا بعد وفاته إلى أسرة هوهنشتاوفن الألمانية. (د. أحمد مختار العبادي : تاريخ العلاقات بين 
الشرق والغرب في العصور الوسطي . ص ٠١‏ وما بعدها). 


35 


كللوا به اللصحف . . مع أحجار نفيسة أخرى .. 6(" . وكان للانتصارات البحرية الإسلامية في 
الحوض الغربي للمتوسط . وقطع الطريق على الأساطيل الصليبية المتوجهة إلى سواحل مصر 
والشام » أكبر الأثر على الانتصارات الباهرة التي حققها صلاح الدين الأيوني في البر والبحر , 
منذ أن تولى القيادة في مصر والشام بعد وفاة القائد الباسل نور الدين زنكي عام 
9ه ه > 117 م» والتي توّجت بانتصار حطين الباهر 087 ه- 114107 م!"). 

توتر العلاقات بين الموحدين وبي غانية 

ظلّ أمير البليار اسحق بن مد بن غانية حتى نهاية عهده » يهادن الموحدين . ويتحاشى 
اثارتهم ٠‏ « وهادهم وبهادهم ويختصهم من كل ما يسبي ويغنم بنفيسهٍ وجيده . يشغلهم بذلك 
عنه.. » ؛ وظلُ هذا الوضع قائًا حتى عام 0ه ١١8١‏ مء وفيه أرسل الموحدون الكتب 
تباعا إلى اسحق بن مد« .. يدعونه إلى الدخول في طاعتهم والدعاء هم على المنابر. 
ويتوعدونه على ترك ذلك , فوعدهم بذلك واستشار وجوه أصحابه فاختلفوا عليه. فمن يشير 
عليه بالامتناع بمكانه. وحاض له على الدخول فيا دعوه إليه» فلما رأى اختلافهم أرجأ 
الأمر.. 206 

ويذكر الغبريي رواية أخرى يقول فيها ء بأن الخليفة يوسف بن عبد المؤمن أرسل إلى الأمير 
اسحق رسولا من قاعدة ملكه في مراكش « ليطلب منه البيعة والدخول تحت الطاعة » فامتنع 
من ذلك . وكان بين يديه ولداه علي ويحيى ٠‏ فقال للرسول , أنا لا أراهم ولا يرونني ‏ ولكن قل 
للموحدين .بيئون ما ينفقون على رأس هلين . وأثار إلى رأس ولديهء فانفصل الرسول 
عنه.. »4. والأرجح في نظرنا هي رواية عبد الواحد المراكثي الآنفة الذكر ؛ والتي تتفق مع 
تسلسل الأحداث اللاحقة ‏ أما رواية الغبريني فأرجح أنها رواية ملفقة , ذكرها الغبريني دون 
أي تمحيص . وبالرغم من وضوح ضعفها وركاكتها . فإنها شاعت بعد وفاة اسحق بن حمدء 
واشتباك ولديه علي ويحيى في حرب-طاحنة مع الموحدين ما يقارب الخمسين عاما!*). وما 
يسترعي النظر إصرار الموحدين فجأة على دخول بني غانية في « طاعتهم والدعاء لهم على 


.885- 588 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 

(0) ابن الأثير: الكامل. ج ١1١‏ ص 15.07 2511.1١1‏ 447 4386 165فا017. 
والعماد الاصفهاني : الفتح القسي في الفتح القدسي . ص 08 وما بعدها. 
ود. سعيد عائور : الحركة الصليبية ٠‏ ج ؟ءص 95ل وما بعدها. 

(م) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 414" . 

4( الغبريني : عنوان الدراية. ص /الا. 

(5) ابن خلدون: العبرء ج 57. ص 9١‏ -105. 


لدقضن 


المنابر .)١(»‏ وأرجح بأن هذا التحول في سياسة الموحدين بدأ في عام 01/8 ه > 1175 م؛ بعد 
ا قفصة « في افريقية » » بزعامة « علي بن المعز » ويعرف بالطويل من أعقاب 
بني الرند أمراء قفصة.. ,الذي تحالف مع الأعراب من قبيلة رياح . واشتبك مع 
الموحدين!"2؛ وتمكن الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن من هزية علي بن الرند » الذي 
استسل طائعاً للموحدين . فولوه عمل مدينة سلا 0173 ه - ٠8١1ع(5!؛‏ وكان الذي شجع ابن 
الرند على الثورة على الموحدين . الفوضى وانعدام السلطة في شرق افريقية « تونس ٠»‏ بعد 
استيلاء قراقوش التقوي مملوك تقي الدين عمر بن أخي صلاح الدين الأيوبي على طرابلس 
0 ه - 1778م الذي تحالف مع الأعراب بزعامة مسعود بن زمام . وعاث فساداً في شرق 
تونس «افريقية » ؛ وكان يدعو للعباسيين , ويحرض على قتال الموحدين , وكان يتطلع إلى 
الاستيلاء على جميع «افريقية قم 

وكان بنو غانية يدعون لبني العباس » وتقام الخطبة باسم الخليقة العباسي على المنابر في 
جزر البليار(): وربها يكون الخليفة يوسف بن عبد المؤمن. قد توجس خيفة من احتال تحالف 
اسحق بن عمد بن غانية مع قراقوش التقوي , مما يهدد سلامة الدولة الموحدية!'؟؛ خاصة وأن 
سفن أساطيل اسحق بن غانية كانت تتردد على ثغور افريقية!"2. التي كان يجتاحها آنذاك 
قراقوش التقوي وحلفاوه من الأعراب . ويعيثون في أقاليمها الشرقية فساد]!*). 

وبينما كان رسل الموحدين يترددون على مدينة ميورقة ويطالبون من أمير البليار اسحق بن 
عمد ين غانية بالحاح « الدخول في طاعتهم والدعاء على المنابر : ويتوعدونه على ترك 
ذلك. . »('). كانت بلاد الأندلس سنة 8ه ه - 1187م ء تتعرض لغارات عنيفة من نصارى 





. 40 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص‎ )١( 
.6.05 ابن خلدون: العبرء ج 5 ص‎ (0 

وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغربء ص 78" . 
(0) مجهول الؤلف : كتاب الاستبصار في عجائب الأنصار. ص 1١6١‏ . 
(؛) ابن الأثير: الكامل. ج 1١‏ , ص 946. 
(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 64" . « وكان اسم الخليفة العباسي يطبع 
على النقود في دور السكة بجزر البليارء ويوجد في متحف مدريد الوطني للعملات ديناران من الذهب » 
أحدهما سك في عام 556 هع - 1179 مء والثاني في عام 717 ه - ١1١١م‏ ء وقد طبع عليهما اسم الخليفة 
العباسي » . (الفريد بل : بنو غانية. حاشية «" ». ص 4؟). 
() وقد حصل ذلك التحالف بين علي بن غانية وقراقوش التقوي بعد وفاة اسحق بن عمد ابن غانية بفترة 
وجيزة . (مجهول المؤلف : الاستبصار في عجائب الأنصار. ص .)١1١-1١١‏ 
0( الغيريني : عنوان الدراية. ص ”لا. 
(0) ابن الأثير: الكامل ج 31١‏ ص 6ه" . 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 718. 


وناا 


يمنترين 7 والاشبونة!"2. تحت قيادة الفونسو هنريكيز أول ملوك البرتغال , وقام الخليفة أبو 
يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بدعوة « العرب والموحدين والقبائل للجهاد , استعداداً لغزو 
شنترين في غرب بلاد الأندلس » وبدأت الاستعدادات هذه الحملة المرتقبة في جمادى الآخرة 
ولام ه ع 1١81-1١١8‏ مء وتجممت القوات في سلا عدوة المجازفي الحجة لاه هد 
64 مء وعبر الخليفة بحر الزقاق إلى عدوة الأندلس على رأس قواته الضخمة في الخامس من 
شهر صفر 08٠‏ ه - مايو 1١84‏ م»ء ونزل بجبل الفتح (جبل طارق) , ومنه توجه إلى اشبيلية 
فى طريقه إلى شنترين("!» وبينما كانت الاستعدادات الضخمة تجري في بلاد الغرب استعداداً 
للحملة المنتظرة على شنترين في غرب الأندلس » التي كان أميرها ابن الرنق (الفونسو هنريكيز) 
يهاجم القواعد الإسلامية في غرب الأندلس ووسطه ١لاه‏ هع 101184-1188) 
اسحق بن مد بن غانية جرح خطيرء ويذكر صاحب المعجب ما يلي بهذا الصدد : « وخرج إلى 
بلاد الروم غازيا . فاستشهد رحه الله هناك . وقيل إنه طعن طعنة في حلقه م يت منها مكانه . 
وما جيء بحا ب أدخل قصره فمات فيه. . »(0), 


٠‏ أصيب 


وفاة اسحق بن حمد بن غانية 

ومبايعة ابنه عمد للموحدين 

اختلف المؤرخون في تاريخ وفاة اسحق بن مد بن غانية » فبينما يذكر عبد الواحد 
المراكشي أن تاريخ وفاته كان في عام 0178 ه - 1188 - 1144 م107, نجد بأن هناك روايات 
أخرى تجمع على أن وفاته كانت في عام 08٠‏ ه > 1184 م!". ويتجاوز البعض الآخر ذلك 


» شنترين 532]3:68 سميت على اسم القديسة الاسبانية (شنتا ايرين) 11676 5228 وهي مدينة حصينة‎ )١( 
وتقع على جبل شامخ . وتطل في أسوارها الشرقية على حافة صخرية شديدة الحصانة » ويوجد أحد ارباضها في‎ 
أسفل الجبل على طول نهر التاجه . استولى عليها الفونسو هنريكيز. (ابن الرنق) 057 ه- 47١1م وفشل‎ 
: م .(الحميري : الروض المعطار . ص 65" . وعنان‎ ١١84 - ه‎ 64٠١ الخليفة يوسف بن عبد الموؤمن في استعادتها‎ 
.)4"6 الآثار الأندلسية الباقية . ص‎ 

)١(‏ الاشبونة : مدينة حصينة في ساحل الأندلس الغربي المطل على المحيط الأطلسي . استوى عليها الفونسو 
هنريكيز أول ملوك البرتغال بالتعاون مع الصليبيين 047 ه - 1747 م » وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة 
البرتغال. (الحميري : الروض المعطارء ص 5١‏ »2 

ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص 575). 

(؟) ابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي. ص 188-118 . 

(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغفرب. ص .781-88 . 

(0) المصدر السابق: ص 46-5414" . 

(1) نفس المصدر السايق: ص 96416 . 

(1) ابن خلدون : العبر؛ ج 14. ص ,08١٠‏ وج 3ص ,94١‏ وص 2005 - 


5 


التاريخ . ومنهم على سبيل المثل المؤرخ الميورقي الباروكمبانير الذي يذكر ما يلي عن تاريخ وفاة 
اسحق بن مد بن غانية»ء« ..لا يكن أن يكون قد تآاخر كثيراً عن سنة 
١‏ هد وؤواام 6( ونستشف مما ذكره كمبانير الحيرة التي انتابته عند محاولته تحديد تاريخ 
وفاة اسحق بن مد بن غانية » فتهرب من التحديد الدقيق للتعارض بين النصوص الختلفة 
والروايات التي تناقض بعضها البعض . مما حير الباحثين من المؤرخين الفرنجة والإإسبان , وم 
يتفقوا على رأي ,هذا الصددا"). وسنحاول عن طريق دراسة النصوص الثابتة » وربط 
الأحداث ببعضها البعض أن نصل إلى تاريخ وفاة اسحق بن عمد بن غانية . لأهميته القصوى 
بالنسبة للأحداث اللاحقة المتشابكة لتاريخ جزر البليار بعد وفاته مباشرة وقبيل وفاته بقليل, 
وفيا يلي أبرز الأحداث السابقة واللاحقة لوفاة اسحق بن مد بن غانية » وما نستنتجه من 
دراستها وتحليلها : 

يذكر ابن عذاري بأن الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن « .. وجه قائده ابن 
الربرتيرا” إلى جزيرة ميورقة بعد هلاك اسحق بن غانية ليعرض الطاعة على من بها من بني 
اسحق المذكور . وليقدم الأعذار والأنذار على جري العادة فيمن خالف الجماعة من 
الثوار.. »!4). بينما يذكر الغبريني بأن الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن وجه إلى اسحق 
بن غانية « ..من مراكش من يطلبه بالبيعة والدخول تحت الطاعة , فامتنع من ذلك . . »01 . 
ويقول عبد الواحد المراكشي بأن الموحدين ظلّوا يوالون الكتب منذ عام 414 ه - 1١87‏ م, 
إلى اسحق بن محمد بن غانية . « يدعونه إلى الدخول في طاعتهم والدعاء لهم على المنابر.. » 
ونظراً لاختلاف وجهات نظر مستشاريه , أرجاً اتخناذ قرار بهذا الشأن » وتوفي في عام 


- وابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي. ص 7١6‏ . 
وابن خلكان : وفيات الأعيان. ج ا.ء ص .١8‏ وابن الابار: التكملة, ج ؟. ص 805. 
والذهي : تاريخ الإسلام . مخطوطة باريس رقم 5597 , ورقم 04٠‏ الكويت » الوثائق القومية . 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١17‏ . 
(0) الفريد بل: بنو غانية » حاشية <؟ ». ص 50 . 
(©) ابن الربرتير: علي بن الربرتهرء وهو أحد أبناء القائد القطلاني الأصل الذي تطلق عليه المراجع 
الإسلامية ١‏ سم الربرتير أو الابرتير 861666 81-مارءطه8 » اختاره أمير المسلمين علي بن يوسف قائدا لفرقة 
امرتزقة النصارى إلى أن قتل 01 ه - 1144م واعتنق أحد ولديه الإسلام » ٠»‏ وتسمى باسم علي الربرتير» 
وأصبح من كبار قادة الموحدين , وأسهم بدور خطير في تاريخ البليار, إلى أن توفي مقتولاً على يد بني غانية 
08 ه- 1١407‏ م. (ابن القطان: قطعة من نظم الجمان . حاشية « ١‏ ». ص2 53 . تحقيق د . مود علي 
مكي . وابن الابار: الحلة السيراء . ج ؟ ؛ حاشية ١«‏ ». ص ١9“‏ . تحقيق د. حسين مؤنس). 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحدي. ص ١545‏ . 
)( الغبريني : عنوان الدراية . ص 5/ا-/اا. 


نقان 


ولاه ه > 1185 مء دون أن يسم الأمر"ا . 

- بينما يذكر ابن خلدون بأن اسحق بن عمد بن غانية ‏ « كان يبعث بالأسرى والعلوج 
للخليفة أبي يعقوب (يوسف بن عبد المؤمن) ء إلى أن هلك قبيل مهلكه سنة 
٠‏ ه- 1184 م» وخلف من الولد حمداً وعليا ويحيى وعبدالله والغازي وسير والمنصور 
وحبارة وتاشفين وطلحة وعمر ويوسف والحسز!"). فولي ابنه مد وبعث إلى الخليفة أبي يعقوب 
بطاعته » فبعث هو علي بن الربرتير لاختبار ذلك منه . وأحسّ بذلك أخوته » فنكروه وتقبضوا 
عليه وقدموا عليا منهم . وبلغهم مهلك الخليفة (يوسف بن عبد المؤّمن) ء وولاية المنصور 
(يعقوب بن يوسف) ء فاعتقلوا ابن الربرتير.. »!("). كما يذكر ابن خلدون رواية أخرى يقول 
فيها , بأن اسحق بن مد بن غانية« . استبد بأمره إلى أن هلك سنة 08١‏ ه- 1186 م » فقام 
بالأمر ابنه مد ء ولا أجاز يوسف بن عبد المؤمن (أرسل) علي بن الربرتير لاختبار طاعتهم . 
ولحين وصوله أنكر ذلك اخوته وتقبضوا عليه واعتقلوه » وقام بالأمر أخوه علي . . »!4 . يتضح 
ما سبق ذكره مدى التعارض بين النصوص الآنفة الذكر » وسنحاول ما أمكننا ذلك التوفيق بينها 
والخروج بنتائج منطقية تكون بمثابة الدليل الذي سيساعدنا في تحديد تاريخ وفاة اسحق بن مد 
ابن غانية » وفها يلي التسلسل الذي نرجحه لأبرز الأحداث: 

-١‏ استمر الموحدون في إرسال الكتب إلى اسحق بن غانية منذ عام هلاه ه ع ١١817‏ م2 
يطلبون من أمير البليار « الدخول في طاعتهم .. » , وقبل أن يبت في هذا المطلب لاختلاف 
وجهات نظر مستشاريه ما بين مؤيد ومعارض . أصيب اسحق ابن غانية بطعنة في حلقه أثناء 
قيامه بقيادة إحدى الحملات البحرية سنةه/ا0 ه - 1١84-1١88‏ مء ل يت منها وإنما جيء 
به حياً .. ؛ ومات في قصره بعد ذلك . وأرجح بأن ابنه وول عهده مد تولى الحم نتيجة لإصابة 
والده؛ وأنه كان يقوم بتيسير أمور الإمارة باسم والده الجريح . 

- يذكر ابن خلدون بأن وفاة اسحق بن مد بن غانية كان قبيل وفاة الخليفة يوسف بن 


.740 - "64 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المفثرب . ص‎ )١( 

() يذكر ابن خلدون في رواية أخرى بأن اسحق بن غانية « هلك سنة 08١‏ ه - ١184‏ م وخلف مانية من 
الولد . وهم مد وعلي ويحيى وعبدالله والغازي وسير والمنصور وجبارة » . (العبر؛ ج 3 ٠ص .)"١‏ ويذكر 
عبد الواحد المراكثي ما يلي : وكان لاسحق بن غانية من الولد « علي وعبدالله ويحيى وأبو بكر وسير وتاشفين 
وحمد والمنصور وابراهي , وقد توفي ابراه هذا بدمشق حين كان نازلاً على السلطان الملك العادل 
(الأيويي).. ». (المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 248) . 

() ابن خلدون: العيرء ج 5 . ص 6017-60.05. 

(؛) المصدر السابق. ص "9١‏ . 


"6 


عبد المؤمن!''. والذي يجمع المؤرخون على أنه توفي إثر إصابته في حصار شنترين في عام 
لزه هد كوالم!". 

*- وبالرغم من إجماع المصادر الإسلامية على سنة وفاة الخليفة الموحدي يوسف بن عبد 
المؤمن . إلا أنها اختلفت اختلافاً طفيفاً في تحديد الشهر واليوم الذي توفي فيه , نظراًلأنالخليفة 
الموحدي توفي بعد فترة من إصابته وأخفي خبر وفاته حتى تمت تولية ابنه يعقوب بن يوسف!"! , 
فبينما يذكر ابن عذاري والزركثي بأن تاريخ الوفاة كان في ١8‏ ربيع الآخر 08٠١‏ ه - يوليو 
644" , يذكر عبد الواحد المراكثي بأن وفاته كانت «في يوم السبت قبيل غروب الشمس 
لسبع خلون من رجب الفرد”*. ويؤكد نفس التاريخ الذهي!". أما صاحب الاستقصاء فيقول 
بأن تاريخ وفاة الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن كان في العاشر من شهر ربيع الآخرا" . 
ويذكر ابن أبي زرع ما بلي بهذا الصدد , « .. وكانت وفاته يوم السبت الثاني عشر من ربيع 
الآخر من سنة ثُانين وخسمائة بقرب الجزيرة الخضراء.. وقيل إنه/م يهت حتى وصل 
مراكش .. »7* . ومن الطريف أن معظم المصادر المشرقية تذكر بأن تاريخ الوفاة كان في ربيع 
الأول سنة 08٠‏ هع 1184م" . ويذكر نفس التاريخ السابق الوزير السراج7" . 

يتضح من النصوص الآنفة الذكر بأن تاريخ وفاة الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن 
وفقاً للروايات الختلفة تتراوح بين شهر ربيع الأول وشهر رجب من عام 08١‏ هد 1١84‏ م, 
وأرجح الرواية الأخيرة» أي السابع من رجب 480 ه - نوفمبر 1185م ؛ لأن صاحب هذه 
الرواية هو عبد الواحد المراكشي الذي كان قريب العهد من وفاة الخليفة الموحدي . وكان 





.605 ابن خلدون : العبرء ج 5 . ص‎ )١( 
, (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 56” , ومجهول المؤلف : الحلل الموشية‎ 
ص‎ , ١1١ وابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي . ص 158 ء وابن الأثير: الكامل», ج‎ . 1٠١ ص‎ 
وبجهول المؤلف : كتاب الاستبصار في‎ » ١6 والزركشي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية . ص‎ ٠5 
والوزير مد السراج : الحلل السندسية‎ , ١55 وتاريخ ابن الوردي . ج ؟ . ص‎ ٠ ١5١ عجائب الامصار. ص‎ 
في الأخبار التونسية. ج 14. ص 55هة.‎ 

والناصري : الاستقصاء . جج ؟ . ص .١64‏ 
(9) ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحدي. ص ١48‏ . 5 
(4) البيان المغرب . ص 188 » والزركثي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية. ص ١4‏ . 
(5) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 791 . 
(5) الذهي : تاريخ الإسلام . مخطوطة باريس رقم 4557 . رقم الوثيقة 05٠‏ . الكويت ص 71409 . 
(9) الناصري : الاستقصاء . ج 7 . ص 165. 
(8) ابن أبي زرع : روض القرطاس ء وتاريخ ابن الوردي. ج ؟ . ص ”35#. 
ل( ابن الآثير: الكامل. ج ؟١.‏ ص ١54‏ . وتاريخ ابن الوردي؛ ج ؟ . ص 1#"14. 
00 الوزير مد السراج: الحلل السندسية في الأخبار التونسية ج ؛ ص 555. 


لني 


عندينا لحفيده مين اكبيلية ف وكان يستقي علوماتة ين ادق المصادر'' . كما أعقتب وفاة يوسف 
بن عبد المؤمن انتقاض أبناء اسحق بن مد بن غانية على أخيهم عمد ولي العهد لهادنته 
للموحدين ٠‏ واعتتقاله واعتقال علي بن الربرتير: وتوجه علي بن اسحق على رأس حملة من المشاة 
والفرسان إلى بجباية بساحل المغرب الأوسط والاستيلاء عليها ني السادس من شعبان 
هت 71 نوفمبر 1184 م ء بعد أن وصلت الأنباء بمصرع الخليفة الموحدي إلى بني غانية في 
جزيرة ميورقة!'' ؛ ولا يمكن أن يتأخر وصول خبر كهذا عن شهرء بل إنه لا يتطلب أكثر من 
أسبوعين لولا محاولة الموحدين إخفاءه , لهذا فإن الأقرب إلى المنطق أن تكون الوفاة قد حصلت 
في رجب كما ذكر المراكثي'"' . وبناء على ما ذكره ابن خلدون من أن اسحقين مد توفي قبيل 
وفاة الخليفة يوسف بن عبد المؤمن!'. فمعنى ذلك أنه توفي قبيل شهر رجب من عام 
٠‏ هت نوفمبر ١١814‏ م وهو التاريخ الذي رجحناه كما ذكرنا ا 


؛- كما يذكر ابن خلدون بأن حمد بن اسحق بعث إلى الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف 
ابن عبد المؤمن « بطاعته . فبعث علي بن الربرتير لاختبار ذلك منه.. »!. ويضيف إلى ذلك 
بأن يوسف بن عبد المؤمن أرسل القائد علي بن الربرتير إلى ميورقة قبيل جوازه إلى الأندلس 9" , 
وكان تاريخ وصول الخليفة الموحدي إلى عدوة المجاز في سبتة في محرم 08٠‏ ه - ابريل 
6مء وأقام بسبتة بقية شهر محرم المذكورا" . وفي الخامس من شهر صفر 58٠6‏ ه - مايو 
4 مء جاز الخليفة يوسف بن عبد المؤمن على رأس قواته إلى عدوة الأندلس ونزل بجبل 
التتح (جبل طارق)'*'. فمعنى ذلك أن تاريخ وفاة اسحق بن مد كانت بين محرم 
ه ابريل ١1١84‏ مء وهو تاريخ وصول الخليفة الموحدي لعدوة الجاز وإرسال علي بن 
الربرتير لاختبار طاعة بني غانية''' . وقبيل وفاة الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن في 


.5 عبد الواحد المراكثي : مقدمة كتاب المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 
. "17 المصدر السابق. ص‎ )0( 
. 774 نفس المصدر السابق.؛ ص‎ )0( 
.605 (؛) ابن خلدون : العبرء ج 5, ص‎ 
.6٠07 المصدر السابق. ص‎ )0( 
. "9١ نفس المصدر السابق. ص‎ )1( 
. طبعة الفلالي‎ ١١١ ابن أبي زرع : روض القرطاس , ج ؟ . ص‎ )1( 
.١864 والناصري : الاستقصاء . ج .ص‎ 
ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحدي . ص ”17 . وابن أبي زرع : روض القرطاس » ج ” , ص‎ )8( 
والزركشي : تاريخ الدولتين الموحدية‎ . ١064 طبعة الفلالي . والناصري: الاستقصاء. ج ". ص‎ ١ 
وابن خلدون : العبر؛ ج 3 , ص 004 (ذكر بأن تاريخ جواز الخليفة كان في شهر صفر‎ . ١5 والحفصية . ص‎ 
0ه -86١1مء وم يحدد اليوم).‎ 
و607.‎ "5١ ابن خلدون: ج 3 ص‎ )5( 


5 


رجب 8١‏ ه - اكتوبر ١1184‏ , وذلك بناء على الفرضية التي ذكرناها آنفاً وهي أن 
اسحق بن مد كان يعماني من جرح أصابه في آخر حملة بحرية قام بها في عام 
ولاه ه - 1188 - 1184 مء وأنه حمل إلى قصره ومات فيه استناداً إلى رواية عبد الواحد 
المراكني وأن ابنه وولي عهده مد كان يشرف على تسيير شئون الإمارة!')» ويؤكد قديرة هذه 
الفرضية . ويذكر بأن اسحق بن مد بن غانية كان حياً حتى التاسع عشر من صفر 08١‏ ه - م 
يونيو ١١84‏ مء وهو تاريخ توقيعه معاهدة مع البيزيين. ويؤكد هذه الرواية المؤرخ سان 
سلفادور مارسيل!"'؛ ويزيدنا قناعة بهذه الرواية وثقة بالمحاولة التوفيقية التي نقوم بها للتوفيق 
بين مختلف النصوص الآنفة الذكر للوصول إلى تاريخ تقريبي لوفاة اسحق بن عمد بن غانية ‏ ما 
ذكره ابن الابار في ترجمة عبدالله بن مد بن وقاص اللمطي خطيب ميورقة وفقيهها ؛ التي يقول 
فيها ما يلي « استشهد في الحادثة الكائنة بقصر ميورقة عند وفاة أميرها اسح بن ممد سنة 
لزه هع ولام 6ل 

ه- وتؤكد معظم المصادر ما ذكره ابن الأبار بأن وفاة اسحق بن غانية كان في عام 
ده مع عورال ولكن ابن الأبار يشير في نصه الآنف الذكر إلى « حادثة وقعت في 
قصر ميورقة عند وفاة أميرها اسحق بن همد 06١‏ م - ١1١1864‏ م «أدت إلى استشهاد كبير فقهاء 
ميورقة ومفتيها وخطيب جامع مدينة ميورقة عبدالله اللمطي). مما يدل دلالة قاطعة على حصول 
انقلاب دموي عقب وفاة اسحق بنسمد ؛ ولو استعرضنا المصادر التي بين أيدينا لنستدل منها على 
هذا الانقلاب المشار إليه لوجدنا ما يلي : 

يقول ابن خلدون بأن الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن أرسل علي بن الربرتير لاختبار 
طاعة بني غانية وكان « يقوم بالأمر » آنذاك عمد بي اسحق!". وكان اسحق بن عمد ما زال 
يعاني من الجرح الذي أصابه في عنقه والذي توفي على أثره في قصره بميورقة(*). وكان ابنه وولي 





() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 554 . 
(م) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغفرب. ص 480" . 
(م) الفريد بل: بنو غانية ؛ حالشية «؟ ». ص 50. 
() ابن الابار: التكملة. ج '. ص 885 , ترجمة رقم 5058. 
والذهي : تاريخ الإسلام مخطوطة باريس 1757 , كويت .01٠‏ ص 44". 
(ه) ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحدي. ص 5١6‏ . 
وابن خلدون : العبر. ج (؟). ص 508*, وج ".ص .9"9١‏ وص 005. 
وابن خلكان : وفيات الأعيان. ج لاء ص .١8‏ 
(1) ابن الابار: التكملة. ج '. ص 488605. 
(7) ابن خلدون: المبرء ج 5. ص ."9١‏ 
(8) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 91486 . 


لول 


عهده مد يشرف على سئون الإمارة باسم والده كما نرجح . ويذكر ابن خلدون بأن إرسال علي 
ابن الربرتير من قبل الخليفة الموحدي كان في الوقت الذي أجاز فيه إلى عدوة الأندلس0, 
وكان جواز الخليفة في الخامس من صفر 0880 ه - مايو 11814('), فمعنى ذلك أن تاريخ 
عبور علي بن الربرتير البحر على رأس حملة بحرية إلى ميورقة كان قبل جواز الخليفة بفترة 
وجيزة » وكان الخليفة قد أقام في سبتة عدوة اللجاز بقية شهر محرم 08٠‏ ه - ابريل 
4 ''"). نستنتج من ذلك أن تاريخ توجه ابن الربرتير إلى ميورقة كان في أواخر بحرم أو 
أوائل صفر قبل الخامس منه , ويصف ابن عذاري كيفية استقبال علي بن الربرتير في ميورقة بما 
بلي : « .. ركب أبو الحسن (علي بن الربرتير) ظهر البحر من سبتة على ما اقتضته صريته من 
الجد ء ولا وصلها ومع نزله أكرم في الظاهر مثواه ووصل بالدوام على الخير قواه . وقد أضمروا 
ما كانوا بنوا عليه من غدرهم..». 

يتضح مما ذكره ابن عذاري أن بني غانية استقبلوا علي بن الربرتير سفير الموحدين استقبالاً 
ودياً في الظاهر . وقد أضمروا في نفوسهم شراً وأخذوا في تربص الفرصة اللامةل). وكان جمد 
ابن اسحق قد بعث للخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن « بطاعته فبعث علي بن الربرتير 
لاختبار ذلك منه. . »(0) , 


عزل عمد بن اسحق بن غانية 

وتولية أخيه علي أميراً على جزر البليار 

كان من عادة الموحدين أن يلحقوا ضابطاً بالبلد الذي يعلن خضوعه لم » ويدعى في التنظيم 
الإداري الموحدي بالحافظ أو المراقب , لأن مهمته الرئيسية هي مراقبة تطبيق الشروط المتفق 
عليها بدقة وحزم ؛ وكان هذا الأسلوب في التعامل مع المغلوبين يتسم بالذكاء والدهاء . حيث 
أنه يترك للدول التي تعلن الخضوع إدارتها السابقة فيكون التحول أقل حساسيةء ويجنب 
التسلطين نقمة الشعوب المقهورة!"). ولكن إخوة مد بن اسحق وكبار القادة من المرابطين من 
لتونة ومسوّفة » النين كانوا يكتمون في نفوسهم حقداً هائلاً على الموحدين ويعتزون بحريتهم 
وكبريائهم كل الاعتزاز ء نقموا على جمد بن اسحق هذا التخاذل , وتعريض حريتهم للانتقاص 
وكرامتهم للهدر . وتقبلوا وصول الأسطول الموحدي بقيادة علي بن الربرتير على مضض . 


.89١ ابن خلدون: العبر» ج 5. ص‎ )١( 

.١"؟ ابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي ص‎ )١( 

(©) ابن أبي زرع : روض القرطاس». ج *. ص ١6١‏ . طبعة الفلالي . 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحديء ص 117 . 

(5) ابن خلدون: العبرء ج 7". ص .60١‏ 

(1) الفريد بل: بئو غانية » حاشية «؛ ». ص 9 -8؟9. 


"6 


وأخذوا في إعداد مؤامرة للاستيلاء على السلطة!'!. وإن صحت رواية قديرة التي يذكر فيها 
« بأن اسحق بن مد بن غانية كان لا زال حياً حتى ١9‏ صفر 5-08٠0‏ يونيو 8١11م‏ :وهو 
تاريخ توقيعه لمعاهدة مع البيزيين!"!: فمعنى ذلك أن الانقلاب كان بعد وفاة اسحق بن عمد 
الذي يعاني من الجرح الذي أصابه في حملته البحرية الأخيرة!"). فما إن مات حتى قام أبناؤه 
وعلى رأسهم علي بن اسحق بالاستيلاء على السلطة بالقوة » واعتقلوا أخاهم مد ء وزجوا به في 
أحد السجون 080 ه- 71184 ), وكان ذلك في الفترة ما بين صفر 08١‏ ه >" يونيو 
5 م. وهو تاريخ المعاهدة التي وقعها اسحق بن عمد مع البيزيين!*)؛ والسابع من شهر رجب 
هد اكتوبر 84١1م‏ الذي وصل فيه خبر مقتل الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن إلى 
جزر البليار!”؛ وقبل السادس من شعبان 08١‏ ه - ١‏ نوفمبر 1184 م» وهو تاريخ إبجار 
علي بن اسحق بن غانية على رأس حملة بحرية للاستيلاء على ثغر بجاية بساحل المغرب 
الأوسط'". وكان قادة المؤامرة قد احتاطوا منذ قدوم علي بن الربرتير وعزلوه في دار الضيافة 
خوفاً من تدخله في شئونهم ومساندته لمحمد بن اسحق الذي استسم للموحدين « وحالوا بينه وبين 
الأسطول . . 6!*). وم يخف على أبي الحسن علي بن الربرتير نواياهم منذ وصوله إلى ميناء مدينة 
ميورقة . وم تخدعه مجاملاتهم الزائفة ويقول ابن عذاري بهذا الصدد .« .. وبدا من محاولتهم ما 
لم يخف على أبي الحسن في سرهم وجهرهم , وكان عند حلوله بساحتهم واشتفاله بحاولتهم - بعثوا 
إلى مراكبه من أنزها من الركاب والعمائر البحرية » وطلع فيها من العمائر الميورقية وجروها 
إلى دار عددهم . فلم يكن لأبي الحسن محيد عن الاستسلام والصبر على ما تَحشّمه من الآلام , 
وتمادى إمساكهم للقائد المذكور ومطاولتهم له : ومواعدته حتى اتصل بهم وفاة أمير المؤمنين أبي 
يعقوب.. فاعتقلوا أبا الحسن في دار انزاله ووكلوا به من الحرس ما أمئوا به من مكره 
واحتياله »!9 , 

وإذا صحت رواية ابن خلدون التالية التي يقول فيها ما يلي , بأن الخليفة الموحدي أرسل 


.6١07 ابن خلدون: العبرء ج 3. ص‎ )١( 
. 70 الفريد بل: بنو غانية .'حاشية «؟ ». ص‎ )( 
. 718 (م) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
ابن الأبار: التكملة . ج لياص 6وك.‎ )( 
وانن خلدون : العبرء ج ". ص 9ا80.‎ 
الفريد بل: بنو غانية . حاشية «" ». ص 0؟.‎ )0( 
. عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المفرب. ص 4م‎ )1( 
. "15 المصدر السابق: ص‎ )7( 
."9١ ابن خلدون : العبر؛ ج 5 . ص‎ )( 
. 147 ابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي . ص‎ )5( 


"0 


علي بن الربرتيرء قبيل جوازه من عدوة المغرب إلى عدوة الأندلس » إلى بني غانية لاختبار 
طاعتهم « وحين وصول (علي بن الربرتير) أنكر ذلك إخوة (مد بن اسحق) ذلك وتقبضوا عليه 
واعتقلوه » وقام بالأمر أخوه بن مد ء وتلوموا في رد الربرتير إلى مرسله وحالوا بينه وبين 
الأسطول.. "٠6‏ ؛ فمعنى ذلك أن الانقلاب الذي أشرنا إليه الذي أعقب وفاة اسحق"ا, 
والذي رجحنا أنه كان ضد تولية مد بن اسحق الإمارة لتخاذله أمام الموحدين خلال فترة 
تسييره لشئون الاإامارة في حياة والده ء كان حين وصول الربرتير كما يقول ابن خلدون في نصه 
الآنف الذكر . ونظراً لأن وصول الربرتير كان قبيل جواز أمير المسلمين في أوائل صفرا"ا, 
فيعنى ذلك أن الانقلاب المثار إليه م يتأخر عن نهاية صفر 080 ه - يونيو ١١84‏ م» هذا 
إذا أخذنا في الحسبان رواية قديرة الآنفة الذكر عن عقد اسحق بن همد معاهدة مع البيزيين في 
١‏ صفر 080 ه >" يونيو 1184 مط4). وأصبح على بن اسحق بن غانية أمير جزر البليار منذ 
باية صفر على وجه التقريب . واعتقل أخاه حمداً في أحد سجون ميورقة!" . 


المرحلة الثانية 


08 -..6اه ١١86-‏ 1569م 


جزر البليار في مطلع عهد الآمير علي بن اسحق 

بعد استيلاء علي بن اسحق بن غانية الملقب « بالميورقي » على السلطة في أواخر شهر صفر 
ه- منتصف يونيو 84١1م‏ كما ذكرنا ء اعتقل أخاه حمداً ولي العهد في أحد سجون 
ميورقة لتخاذله وإعلان طاعته للخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن(20, وعزل علي بن 
الربرتير سفير الخليفة الموحدي في دار الضيافة وأخذ في ماطلته وتسويفه , وأمر بسحب قطع 


)00( ابن خلدون : العبرء ج 5. ص .95١‏ 

(0) ابن الأبار: التكملة. جج ؟. ص 8056. 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب / القسم الموحدي . ص 155 . وابن أبي زرع : روض القرطاس .ج ؟ . ص 
5 . والناصري : الاستقصاء . ج 7 . ص 184. 

(؛) الفريد بل : بنو غانية حاشية «؟ » ص 9”0. 

(0) ابن خلدون: العبرء ج 3 ص "4١‏ و609. 

(3) ابن خلدون: العبرء ج5 . ص١4"‏ وص007. 


"0 


الأسطول الموحدي إلى دار الصناعة في ميورقة ء وفرض عليها حراسة مشدّدة!'. وأخذ يتابع 


بقلق أخبار حملة الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المؤمن على غرب الأندلس . وعندما وصلت 
الأنباء إلى ميورقة بمصرع الخليفة الموحدي في حصار شنترين في شهر رجب 08١‏ ه - أكتوبر, 
وهزية قواته ورجوعها إلى بلاد المغرب!". قام باعتقال علي بن الربرتير في أحد سجون ميورقة 
واستولى على قطع الأسطول الموحدي وضمها لأسطول!؟). 

ولاحت الفرصة المواتية لبني غانية للانتقام من الموحدين واستعادة سيادة المرابطين على 
افريقية وبلاد المغرب ‏ وقدّروا بأن الفوضى ستعم أرجاء الدولة الموحدية .عقب موت الخليفة 
يوسف بن عبد المؤمن » مما سيتيح لهم الجال لضربهم في عقر دارهم ضربة مفاجئة ثم اجتياح شى 
أرجاء الدولة الموحدية في إفريقية والمغرب والأندلس7'). وكانوا على اتصال بأنصارهم في 
إفريقية والمغرب , وكانت تربطهم بثغر بجاية في المغرب الأوسط روابط وثيقة ؛ وكان أعيانها 
من صنهاجة على صلة ببني غانية » ويرسلون لهم الرسائل يعدونهم فيها بأن يقدموا لهم العون 
للاستيلاء على هذا الثغر الام واتخاذه مركز انطلاق للاستيلاء على إ فريقية والمغرب . ويقول 
عبد الواحد المراكثي بهذا الصدد : « ولا توفي أبو ابراهم اسحق بن عمد ء قام بالأمر من بعده 
ابنه على »!0< وخرج بأسطول ميرقة إلى العدوة » وقصد مدينة بجاية حين راسله جماعة من 
أعيانها - على ما يقال - يدعونه إلى أن يملكوه , ولولا ذلك يجسر على الخروج . وما جرأه أيضاً 
كون الموحدين بالأندلس ومماعه خبر موت أبي يعقوب (يوسف بن عبد المؤمن) وانشغاهم ببيعة 


. ١4ص‎ . ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي‎ )١( 
. 774 (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 

وابن الأثير: الكامل, ج١1‏ , ص 600 . 

ومجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص ١١١‏ . 

وابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص ١7“‏ وما بعدها. 

وابن أبي زرع : روض القرطاس , ص ١91-15١‏ طبعة الفلالي . 
(©) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص4١‏ . 
() المصدر السابق نفس الصفجة. 
(0) يتجاهل عبد الواحد المراكثي' « مد بن اسحق » الذي كان يشرف على شئون جزر البليار في فترة 
معاناة أبيه من جرح أصابه أثناء حملته البحرية الأخيرة .كما نرجح نظراً لكونه ولياً لعهده . (ابن خلدون: 
العبر. ج5 . ص١4"‏ و007). ولكنه تخاذل أمام الموحدين فاستغل ! خوته وكبار قادة لمتونة ومسوفة موت 
أبيه «اسحق بن عمد بن غانية » واعتقلوه وولوا أخاه «علي بن اسحق »أميراً على البليار. (ابن الأبار: 
التكملة . ج ؟ . ص 865). كما يتجاهل ولي العهد مد اسحق « صاحب البيان المغرب/القسم الموحدي » 
ص 5١6‏ » الذي يقول ما يلي عن أمراء بني غانية النين تولوا الحم في جزر البليار « وليها مد بن غانية 
المسوفي حتى مات مقتولا ثم وليها ابنه اسحق » فأقام بها ثلاثين سنة . أوها سنة 66٠‏ ه وآخرها 08٠١‏ هاءثم 
وليها علي بن اسحق بن غانية ». 


"07 


أي يوسف (يعقوب بن يوسف المنصور) . وظن أن الأمر سيضطرب وأن الخلاف سينشأ ٠‏ فكان 
هذا أيضاً مما أعانه على الخروج , ولولا هذه الأسباب التي ذكرنا لم يجسر على الخروج . . »(3 , 
وكانت أساطيل جزر البليار تتردد على ثغر بجاية في عهد اسحق بن حمد ء وكان بحارة تلك 
الأساطيل من غزاة البحر يبيعون أسرى الحروب والغزوات البحرية في سوق الرقيق في بجاية . 
الذي كان يقع في ربض ذلك الثغر « بحومة المذدبح مة0". يتضح من النص الآنف الذكر 
بأن تردد سفن جزر البليار إلى ثفر بجاية لم يكن يثير أي شكوك في نفوس الموحدين في عهد 
اسحق بن مد » وازدادوا ثقة ببي غانية بعد توجه علي ؛ بن الربرتير إلى جزيرة ميورقة بعد أن 
أرسل ولي العهد بمحمد بن اسحق الذي كان يقوم بالأمر نيابة عنه والده الجريح كما نرجح . 
« .. بطاعته إلى الخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن.. يله 

وكان علي الربرتير قد استقبل لدى وصوله إلى ميورقة من سبتة على رأس حملة بحرية 
بحفاوة مصطنعة من قبل بني غانية . ولكنهم كانوا يضمرون في قرارة نفوسهم الغدر به واعتقاله 
عندما تلوح الفرصة الملائة!4). 


اعتقال علي بن الربرتير القائد البحري الموحدي 

والاستيلاء على أسطوله 

يقول ابن عذاري بهذا الصدد ‏ « وا وصل أبو الحسن علي بن الربرتير القائد الموحدي إلى 
ثغر مدينة ميورقة . ..وسّع نزله وأكرم في الظاهر مثواه ؛ وقد أضمروا ما كانوا عليه من 
غدرهم , وبدا من محاولتهم مام يخف على أبي الحسن في سرهم وجهرهم - وكان عند حلوله 
بساحتهم واشتغاله بمحاورتهم » بعثوا إلى مراكبه من أنزها من الركاب والعمائر البحرية » وطلع 
فيها من العمائر الميورقية وجروها إلى دار عددهم - فم يكن لأبي الحسن محيد عن الاستسلام . . 
وتمادى إمساكهم للقائد المذكور ومطاولتهم له . ومواعدته حتى اتصل بهم وفاة أمير المؤمنين أبي 
يعقوب » 00 و الضعيفة إلى التدبير الذميم واستهواهم تسويل شيطاهم الرجم 
وأغواهم غويهم المريد.. وضاهم الرومي (القائد البحري) رشيد فاعتقلوا أبا الحسن في دار 
إنزاله ووكلوا به من 0 والرقباء ما أمنوا من مكره واحتياله.. »!*). وهكذا فقد كانت 
وفاة الخليفة يوسف بن عبد المؤمن اثر إصابته في حصار شنترين عاب هاماً في تشجيع بني غانية 


. 10 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 
. الغبريني : عنوان الدارية. ص77‎ (0 

(؟) ابن خلدون : العبرء ج5 . ص801. 

(4) ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١65‏ . 

(0) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص145١-1117.‏ 


507 


على اعتقال قائد الأسطول الموحدي علي بن الربرتير والتطلع إلى الاشتباك مع الموحدين في فترة 
انشفاهم في بيعة الخليفة الموحدي يعقوب بن يوسف , وتوقعهم اضطراب الأوضاع في بلاد المغرب 
ونشوب خلافات بين الطامعين في العرش من أعمامه وإخوته . ووجدوا في ثغر بجاية ما يغر.هم 
بالمغامرة » فقد كان فيه بقية من صنهاجة من بني حماد . الذين ظلوا يتطلعون لاستعادة ملكهم 
المغتصب على يد أبناء عمومتهم بني غانية من قبيلة مسوفة الصنهاجية . وكانوا على اتصال بهم 
يزودومم بأنباء ! فريقية ويحثونهم على القدوم إلى بجاية . ويعدونهم بتقديم العون(. ولا شك أن 
أخبار قرد القبائل البدوية من أعراب بني هلال وسلم وخروجهم على الموحدين . كانت تصل 
إلى أسماع بني غانية الذين وضعوا نصب أعينهم التحالف مع هؤلاء الأعراب وإغراءهم بالوعود 
وإشباع نهمهم بغنائم الموحدين الوفيرة » واستغلال تعطشهم إلى سفك الدماء والتخريب والتدمير 
بتسليطهم على أقالم إفريقية والمغرب الخاضعة لحك الموحدين . لاستنزاف القوات الموحدية 
وتدميرها وإعادة حك المرابطين إلى إفريقية والمغرب("). وم تخف كذلك أخبار قراقوش 
التقوي وقواته من الأتراك الغرٍّ واجتياحهم لشرق إفريقية« تونس » منذ عسام 
4 ه - 1١75‏ مء على بني غانية الذين كان يجمعهم مع هذا المغامر الرهيب العداء المشترك 
للموحدين والدعوة لبني العباس . وقد وضعوا نصب أعينهم التعاون معه قبل إقدامهم على 
مغامرة الاستيلاء على ثغر بجاية من الموحدين!؟ا. 

استيلاء بني غانية على ثغر بجاية 

في أوائل شعبان 08٠١‏ ه - ١١‏ نوفمبر 1184 م »ء كانت الاستعدادات الضخمة تجري في ثفر 
مدينة ميورقة لإعداد حملة بحرية للاستيلاء على ثغر بجاية بسواحل المغرب الأوسط!؟). ويذكر 
ابن خلدون بأن عدد القطع البحرية التي أبحرت من ميورقة للاستيلاء على بجاية كان « اثنتين 
وثلاثين قطعة من أساطيلهم وأسطول علي بن الربرتير. . »2*7 . بينما يذكر ابن الأثير« بأن علي 
ابن اسحق المعروف بابن غانية . من أعيان الملثمين . وصاحب جزيرة ميورقة . خرج إلى بجاية 





(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 60" . 

وابن الأثير: الكامل؛ ج١١‏ ؛ ص 607 . 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 540-545 . 

عمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص58١55-1١.‏ 
(م) ابن الأثير: الكامل. ج١١‏ . ص 584 . والبنداري: سنا البرق الشامي , ج١‏ ء ص15 . 

وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب . ج؛ ؛. ص0؟؟. 
(؛) ابن الأثير: الكامل» ج ١١‏ ص 007 . بجباية: مدينة حصينة على ساحل البحر بالمغرب الأوسط , وكانت 
كبرى ثغور بني حاد وقاعدة ملكهم ومرسى أساطيلهم؛ ودار صناعتهم» وتدعى بالناصرية نسبة للناصر بن 
علناس؛ خامس أمراء بني حاد. (الروض المعطارء ص 85-8١‏ . ومعجم البلدان؛ ج ١ء‏ ص 589). 
(5) ابن خلدون: العبرء ج37 . ص55”. 


>30 


فملكها وسبب ذلك أنه لما سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عمّر أسطوله فكان عشرين قطعة » 
وسار في جموعه فأرسى بساحل بجاية » وخرجت خيله ورجله من الشواني » فكانوا نحو مائتي 
فارس من الملثمين , وأربعة آلاف راجل.. 6( 

وقبل أن يغادر الأمير علي بن اسحق جزيرة ميورقة ولَى نائباً عنه في جزر البليار : عمه 
الزبيرا"). وفي رواية أخرى أخاه طلحة("!. وكان قائد أسطوله القائد البحري رشيد 
الرومي!؟ ؛ الذي أبحر من ثغر مدينة ميورقة على رأس ذلك الأسطول العتيد متجهاً إلى ثغر 
بجاية » وكان بصحبة الأمير علي بن اسحق بن غانية من ! خوته يحيى وعبد الله والغازي!* , ولم 
يكن يدري أولئك البواسل من بني غانية وجنودهم وبحارتهم » بأنهم لن يروا جزر البليار 
ثانية!'؟ 0 وأن قبورهم سوف تنتشر عبر إفريقية وبلاد المغرب الأوسط . وني أعماق مياه 
البحر . وأنهم لن يخرجوا من حرويم الدامية وتضحياتهم الأسطورية بغير الفناء بلا جدوى ء 
وتوسيع شقة الخلاف بين المسلمين في وقت كانت فيه الهجمة الصليبية على بلاد الأندلس تهدد 
القواعد الإسلامية بالاندثار . لقد دفع الحقد الأعمى أمراء بني غانية إلى ارتكاب نفس الحماقة 
التي ارتكبها الموحدون في بداية دعوتهم عندما طعنوا المرابطين في الظهر . وصدورهم تتلقى 
طعنات القوات الصليبية في الأندلس . وها هم بنو غانية يقومون بنفس الدور ويوجهون 
طعناتهم الغادرة إلى الموحدين النين كانوا آنذاك الدرع الفولاذي الصلب في وجه القوات 
الصليبية العاتية في بلاد الأندلس » وكان المسلمون في الأندلس خاصة. هم الخاسرين في كلتا 
الحالتين. ومهما يكن الأمر فقد نزلت قوات بني غانية إلى البر أمام ثغر بجاية . وتمكنوا بالحيلة 
والخديعة ومعاونة أنصارهم في داخل المدينة من الاستيلاء على بجاية في السادس من شهر شعبان 
زه ه- 1١‏ نوفمير 11814(" 


)١(‏ ابن الأثير: الكامل, ج١1‏ , ص6097. 
(؟) ابن خلدون : العبر ج1 . ص ”557 . (يدعو ابن خلدون عم « علي بن اسحق » بأبي الزبير» والصحيح أن 
اسمه هو «الزبير © . 
عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 504) . 
(0) ابن خلدون: العبرء ج” . ص607. 
(4) ابن عذاري : البيان المغرب/ الققم الموحدي ء ص 1١49‏ . 
(5) ابن خلدون : العبرء ج7 ؛ ص 555 . 
() الفريد بل: بنو غانية . ص١4‏ . 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص49" وص555. 
وابن الأثير: الكامل. ج١١‏ . ص6097. 
وابن خلكان : وفيات الأعيان . ج/ . ص8١‏ - ١5‏ . (يذكر بأن استيلاء بني غانية على بجاية كان في 
شهر شعبان 08٠0‏ ه - وم يحدد اليوم) . وكذلك الذهيي : تاريخ الإسلام مخطوطة باريس » رقم 15617 ورقم - 


6ه 


وقد أخطأ بعض المؤرخين وخلطوا ما بين استيلاء بني غانية على ثغر بجاية في السادس من 
شعبان 08٠‏ ه - ١"‏ نوفمبر 1١184‏ م كما ذكرنا » وبين استعادة الموحدين لبجاية في التاسع عشر 
من شهر صفر 08١‏ ه - ؟7 مايو 0171180 »وظنوا أن هذا التاريخ الأخير هو تاريخ 
استيلاء بني غانية على ثغر بجاية('. أما صاحب الاستقصاء ‏ فقد ذكر كلتا الروايتين حيث 
يقول , « وركب علي بن اسحق أسطوله . وطرق بجاية على حين غفلة من أهلها . واستولى عليها 
في صفر 08١‏ ه > مايو ١1140‏ م » ء وذكر رواية أبي زرع في استيلاء علي بن غانية على بجاية!؟) 
التي يقول فيها. «دخل علي بن اسحق مدينة بجاية يوم الجمعة السادس من شعبان سنة 
٠‏ ه- ١١‏ نوفمبر 1144م..4(6). وبالاضافة إلى إجاع المصادر الآنفة الذكر على أن 
تاريخ استيلاء علي بن غانية على بجاية كان في شهر شعبان 08١‏ ه - نوفمير 1184م( , 
وبالتحديد في السادس من شعبان 08١‏ ه > ١١‏ نوفمير 11864ع(0), وقد اغتمد هذا التاريخ 
المؤرخ الفرنسي الفريد بل!"), نجد بأن ابن جبير الرحالة الأندلسي الشهيرا*)؛ يشير إشارة 
لطيفة خلال سرده لأخبار رحلته إلى بلاد المشرق نستشف منها بأن استيلاء بني غانية على بجاية 
كان في عام 08٠‏ ه - ١١84‏ مء وقبل حلول شهر شوال بفترة من الزمن » يمكن خلالها وصول 
خبر الاستيلاء على بجاية إلى صقلية حيث أنه يقول ما بلي ؛ « استهل هلال شهر شوال ليلة 
السبت 08١‏ ه- الخامس من يناير 1180 م بشهادة ثبتت عند حام اطرابنش7, وفي هذا 





كويت. ص ١80"‏ . بينما اكتفى صاحب كتاب الاستبصار بذكر السنة فقط . ص ١7١‏ . وكذلك ابن 
أبي دينار صاحب المؤنس في أخبار إفريقية وتونس» ص8١١.‏ 
)١(‏ مد عبد الله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص ؟0١‏ . والفريد 
بل: بنو غانية . حاشية ١«‏ ». ص17. 
)١(‏ ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص68١‏ . والزركثي : تاريخ الدولتين الموحدية 
والحفصية . ص ١0١‏ . وابن خلدون : العبرء ج”. ص95" وص0.07. 
(") الناصري : الاستقصاء,. ج؟ . ص69١15.0-1.‏ 
(:) ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 714 . طبعة دار المنصور - الرباط *3510. 
(ه) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص67" و67" . وابن الأثير: الكامل, 
ج١١‏ ص07 . وابن خلكان: وفيات الأعيان. ج/ا ص15-18. 

والذهي : تاريخ الإسلام مخطوطة اريس رقم 47717 /ورقم الكويت 81٠‏ . ص”6١1.‏ 
(3) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 67" و17”. 

والناصري : الاستقصاء . ج؟ . ص0٠5١1.‏ 
(0) الفريد بل : بنو غانية » ص45 . 
(8) ابن جبير: هو أبو الحسن جمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي الشاطي النشأة البلنسي المولد . كان من 
كبار العلماء والأدباء والفقهاء في بلاد الأندلس . 
(5) اطرابنش : مدينة بجزيرة صقلية ؛ محاطة بالبحر من ثلاث جهات . وفي الجهة الرابعة وهي الشرقية منها 
يحيط بها جبل مرتفع كثير الكروم والفواكه . وتتصل به المدينة بواسطة قنطرة . ومرساها مي من الرياح ماح 


لدان 


التاريخ المذكور وصلتنا أخبار موحشة من الغرب منها تغلب صاحب ميورقة على بجاية . . »!" . 
كما أن الرسالة الموحدية « التاسعة والعشرين » من إنشاء الكاتب أي الفضل بن طاهر بن 
بعشرة التي كتبها عقب استعادة الموحدين لبجاية وبقية المدن الأخرى التي استولى عليها بنو 
غانية في إفريقية والمغرب الأوسط , وذلك في الخامس من شهر ربيع الآخر 058١‏ ه-5 
أغسطس 1١80‏ م» تؤكد ما سبق أن ذكرناه بأن ١5‏ صفر 08١‏ ه- 55 مايو ١١180‏ م2 هو 
تاريخ استعادة الموحدين لثغر بجاية . وليس استيلاء بني غانية عليها كما يزعم بعض 
المؤرخين!". 


العوامل التي ساعدت بني غانية 

في الاستيلاء على ثفر بجاية 

بعد بضعة أيام من إبحار أسطول بني غانية من ثغر مدينة ميورقة بقيادة القائد البحري 
رشيد الرومي!"؛ وصل إلى ثغر مجاية في السادس من شعبان 08٠١‏ ه - ١١‏ نوفمير 1188 م!4), 
واستولى على المدينة دون أي مقاومة تذكر!*). وكان عامل المدينة السيد أبو الربيع سلهان بن 
عبد الله بن عبد المؤمن قد توجه إلى مراكش على رأس حامية المدينة قبل قدوم أسطول بني 
غانية ببضعة أيام'", وكان السلام يخم على المدينة » وم يكن يتوقع كبار قادة الموحدين أن 
تتعرض مدينة بجاية لمثل ذلك الهجوم المباغت . ويصف ابن عذاري الوضع في مدينة مجاية قبيل 
استيلاء بني غانية عليها بما يلي : ««وكان ظل اهدنة في تلك البلاد ممدود . وماء العافية بها 
مسكوب . والعيش كالأحلام والدنيا تحية وملام »!")! وفجأة اعتكر الجوء وتبددت تلك 





- جعلها من أهم مراسي صقلية هذا بالاضافة إلى كونها في منطقة زراعية خصيبة . (الحميري: الروض المعطار 
ص5.0م). 
)١(‏ رحلة ابن جبير- دار صادر بيروت 1951-1414, صؤو.”-١01”,‏ 
)١(‏ رسائل موحدية (الرسالة 8؟) .من إنشاء كتتاب الدولة المؤمنية/المطبعة الاقتصادية رباط الفتح 
1 م/تحقيق ليفي بروفنسال. ص58١0-1٠8١1.‏ 
() ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص ١47‏ . 
(؛) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 27149 17" . 
(ه) الغبريني: عنوان الدراية. ص77. وابن الأثير: الكامل. ج١1‏ . ص6097. 
وابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١497‏ . 
وابن خلدون : العبرء ج5 . ص7ا٠0.‏ 
(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص61" . وابن الأثير: الكامل ؛ ج١1‏ » 
ص6807 . والفريد بل : بنو غانية . ص19 . 
() ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص47١.‏ 


”0/ 


الأحلام وخ شبح الحرب على تلك المدينة , بعد أن وصل أسطول بني غانية إلى شاطئها . وم 
يحاولوا النزول إلى البر في بادىء الأمرء حتى يستوثقوا من مدى قوة دفاع المدينة ونقاط 
الضعف في أسوارها . وكين أنصارهم في داخلها من إعداد العدة لمساندتهم » فقاموا بإرسال 
زورق إلى أسفل سورها المطل على البحر , وعلى متنه بعض ذوي الخبرة من يعرفون بجاية لجمع 
المعلومات الوافية عن وضع المدينة » وقوة دفاعاتها ونقاط الضعف في أسوارها . وعندما استضر 
المشرفون على الأسوار ركاب الزورق عن سبب قدومهم إلى ذلك الثغر ؛ أجابوا بأنهم «غزاة بحر 
يطلبون مرافق السواحل وهم بين مخادع ومخاتل 76" . ولم يكن قدوم أسطول من جزيرة ميورقة 
بالأمر الغريب أو المستهجن إلى ثغر بجاية » وكما يقول الغبريني . « وكانت أجفان اسحق بن 
غانية تصل إلى بجاية من ميورقة « لبيع ما تجمعه من أسرى الحروب البحرية في سوق الرقيق في 
بجاية » , بحومة المذبح من جهة ريضها .. »0 . وعاد الزورق بعد أن جمع ركابه المعلومات 
الوافية عن أوضاع المدينة , وتدارس قادة الحملة البحرية خطة اهجوم , وني صباح اليوم التالي 
أغاروا على بجاية' . واستخدموا الخدعة وأرسوا سفنهم « بمحل بيع السبي فيها » . ويصف 
الغبريني كيفية الاستيلاء على المدينة قائلا » « وكانت البلدة شاغرة من الجيش ٠‏ فتلقاهم الناس 
على عادة تلقيهم لأجل السبي ٠‏ فنزلت الخيل معدة . . والناس ما عندهم من شأنهم خبرء فطلعوا 
على جبل الخليفة ودخلوا من باب اللوزء إلى قصبة البلد . ومَلّكوا البلد ء ولم يكن فوق باب 
اللوز سور في ذلك الزمان.. »'')! ويذكر الحميري ما يلي عند حديثه عن بجاية : « هجم عليها 
علي بن اسحق بن حمو » المشهور بابن غانية . فملكها سنة 08٠‏ ه ١١84-‏ 06 

وما إن رست السفن ونزلت منها القوات حتى تلاحقت بها « جماعة من بقايا دولة بني حماد . 
وصاروا مع علي بن اسحق. فكثر جمعه بهم وقويت نفسه.. »07 
اقتحام بني غانية لثغر بجاية قائلا . « .. وأقبل العدو من الغد على تعبية واستعداد وتأهب 
وامتداد . قد تكفنوا في ضروب أسلحتهم , وتعلقوا من الغربان بصدورهم وأجنحتهم . وانضموا 
إلى السواحل والأسوار انضمام الطير إلى الأوكار . وجنحوا إلى أحد الجهات » بأسار تقدمت قبل 
من المكاتبات » فتدلى لهم قوم من السوقة والفساق . وأسروا لهم بعورات البلد وغفلة أهله ؛ وقلة 
اللقاتلة من أهل التجبدة به فقويت بذلك آماهم وامتدتأطماعهم» 


. ويصف أبن عذاري كيفية 





.3150-1١543ص ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي.‎ )١( 
. م0( الغبريني : عنوان الدراية. ص76‎ 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١647‏ . 

(؛) الغبريني : عنوان الدراية » ص/ا7 . 

(5) الحميري : الروض المعطارء ص 85 . 

(5) ابن الأثير: الكامل. ج١1‏ , ص607. 


"04 


وهبط لحاربتهم أخلاط من الناس من غير قائد يجمعهم . وكان في البلد من أرباب الأمر ما 
لو ثاء الله لمنعوهم من الاستيلاء.. وعندما اجتمعت تلك المقاتلة . أرسلوا عليهم سحاباً من 
التي العاقرة وحراباً كالمنايا الماطرة فشقتهم عن آخرهم ؛ وتفرقوا كالفراش المبثوث لا ينظر 
أوهم إلى آخرهم . . وحين تكاملت أعداد خيلهم ورجلهم » طلعوا إلى ثلم السور ؛ واستولوا على 
البلد بأسره وقبضوا على السيد أبي موسى وذويه وأهله. وثقف من يتعين من الخدمة 
والموحدين .. .)١(»‏ وكان أبو موسى عيسى بن عبد المؤمن قد قدم إلى بجاية من « إ فريقية » . 
وكان والياً عليها هو وأخوه الحسن بعد أن أطلق سراحهما الأعراب مقابل فدية كبيرة"), 
وبعد أن تخلصوا من أسر الأعراب . توجهوا إلى بجاية في طريقهم إلى مراكش ؛ فوقعوا في أسر 
اليوزفيين! ”1 وبعد أن سيطر علي بن غانية على ثغر بجاية طلب من أ هلها متابعته .فبايعؤه + 
ووجد من كبار رجالاث بجاية وعلمائها أنصاراً ومؤيدين » ومنهم عمارة بن يحيى بن عمارة 
ل 0 جامع بجاية في يوم بيعة علي بن غانية قائلا من جملة ما قال : 

.. الحمد لله الذي أعاد الأمر إلى نصابه وأزاله من أيدي غصابه . . » . مما عرّضه إلى الاعتقال 
0 الموحدين لبجاية!*. بينما أكره غيره من العلماء على البيعة ‏ ومنهم قاضي بجاية 
آنذاك حسن بن علي بن مد المسيلي . ومن كبار علمائها في أصول الدين ومن أدبائها وشعرائها 
الشهورين . وامتنع عن مبايعة علي بن اسحق بن غانية الملقب بالميورقي في بادىء الأمرء ولولا 
علو منصبه وحاجة بني غانية إلى نصير من أمثاله لتعرض إلى القتل(7. 

ويصف الغبريني كيفية مبايعة حسن بن علي بن همد المسيلي قاضي بجاية لعلي بن اسحق بن 
غانية قائلاء « .. ودخل عليه الموارقةل"!. وهو قاض.. وأكرهوه هو وغيره على بيعتهم » 
وكانوا يتلثمون . ولا يبدون وجوههم , فامتنع عن البيعة , وقال لا نبايع من لا نعرف هل هو 





.118- ١57 ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص‎ )١( 

() وقع عيسى بن عبد المؤمن وأخوه الحسن ني أسر الأعراب بعد أن هزما في معركة خاضاها ضد حشود من 
أولئك الأعراب » الذين طلبوا فدية كبيرة لاوطلاق سراحهما مقدارها ستة وثلاثين ألف مثقال من الذهب 
نأمر أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بأن تضرب لم دنانير من الصفر مموهة بالذهب » ولا تسلموها أأطلقوا 
سراح أبا علي وأبا موسى وخدمهما وحاشيتهما وتوجهوا إلى بجاية فوقعوا في أسر بني غانية. (المعجب في 
تلخيص أخبار المغرب » ص41" - 107") . 

(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص61" -/10” . 

(؛) أبو الطاهر عمارة بن يحيى بن عمارة : من كبار علماء بجاية في علم العربية وكان أديباً شاعراً مدح بني 
غانية وتعرض لغضب الموحدين : (الغبريني : عنوان الدراية ص77 وما بعدها). 

)0( الغيريني : عنوان الدراية» ص/ا . 

(1) المصدر السابق ص55 -58. 

)١(‏ نسبة إلى ميورقة , ويعني بذلك علي بن اسحق بن غانية وقواته التي قدمت من جزيرة ميورقة. 


"0 


رجل أو امرأة » فكشف له الميورقي (علي بن اسحق بن غانية) عن وجهه ‏ وهذا منتهي ما بلغ 
توقعه وهو أمر كبير! ولولا علّو منصب الفقيه أبي علي ما ساعدوه عليه.. ١7»‏ . وبالرغم من 
احجام بعض علماء بجاية عن مبايعة الأمير علي بن اسحق بن غانية : إلا بعد إكراههم على 
ذلك ؛ إلا أن البعض الآخر وعلى رأسهم « الإمام الشيخ الفقيه الجليل المحدث الحافظ المتقن 
الجيد العابد الزاهد.. عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي.. "٠6‏ .ل 
يكتف ببايعة بني غانية بعد استيلائهم على بجاية بل تجاوز ذلك إلى التعاون معهم بمحض 
رغبته . « وكان قد دعي إلى خطتي القضاء والخطابة للموحدين , فامتنع عن ذلك »وأبى ودعي 
إلى ذلك حين دخلها الميورقي (علي بن اسحق بن غانية) » فأجاب وكان ذلك سبب امتحانه عند 
خروج الميورقي عنها ورجوعها للموحدين »("). وكان علي بن اسحق بن غانية قد أقام سبعة أيام 
في بجاية من اليوم السادس من شعبان سنة 08٠١‏ ه ١"‏ نوفمبر 1184 م ء وهو تاريخ استيلائه 
عليهاء وحت العشرين من الشهر المذكور وفي يوم الجمعة العاشر من شهر شعبان 
ه- ١١‏ نوفمبر 1184م صلى صلاة الجمعة(؟) في بجاية «٠‏ .. ودعا لبني العباس ثم للإمام 
أبي العباس أحمد الناصر منهم وكان خطيبه الفقيه الإمام المحدث المتقن أبو جمد عبد الحق بن 
عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي - مؤلف كتاب الاحكام وغيره من التآليف - فأحنق ذلك عليه 
أبا يوسف يعقوب أمير المؤمنين : وهدد بسفك دمهء فعصمه الله منه وتوفي حتف أنفه وفوق 


قرافت اث 


اجتياح بني غانية لإفريقية والمغرب الأوسط 
بعد أن وطَّد الأمير علي بن اسحق بن غانية دعاتم حكمه في بجاية , غادرها في ١4‏ شعبان 





)00( الغبريني : عنوان الدراية. ص58 . 

)١(‏ المصدر السابق . ص75 . (عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الإشبيلي : نشأ بإشبيلية وانتقل 
منها إلى لبلة . وتثقف على علمائها ورحل إلى إفريقية . وأخذ عن علمائها ء وأقام ببجاية وألف بها كتاب 
الأحكام الكبرى والصغرى والجمع بين الصحيحين» كما ألف عدداً آخر من المؤلفات . من أشهرها كتاب 
الحاوي في اللغة وكان عالاً جليلا وفقيهاً كبيراً وزاهداً . ورها تولى القضاء لبني غانية في بجاية ٠.‏ فتعرض 
لغضب الموحدين وتوفي 881 ه - ١187‏ م). ابن الزبير: صلة الصلة. ص6 -7 ترجمة رقم ١«‏ ». 
م( ابن الزبير: صلة الصلة . صه . ترججمة رقم «؟ 6 

(:) يذكر الفريد بل في تاريخه عن بني غانية بأن استيلاء « علي بن اسحق بن غانية ». على بجاية كان في يوم 
الجمعة . بينما كان سكان المدينة في الجامع : يؤدون صلاة الجمعة . وقام بمحاصرة الجامع , وتمكن من أسر وقتل 
من رفض مبايعته . وأطلق سراح من خضع لسلطته. (الفريد بل: بنو غانية. ص45 -55). وهو ما 
يتناقض مع الروايات الأخرى الآنفة الذكر . والأرجح ما ذكره المراكشي أعلاه. (عبد الواحد المراكثي: 
المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص55 -509؟7). 

(م) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص56 - 757 . 


لض 


.مه ه- ٠١‏ نوفمبر 1١184‏ مء وتوجه على رأس قواته نحو الغرب('', بعد أن بلغته الأنباء 
بأن والي بحاية سليان بن عبدالله بن عبد المؤمن الذي كان متوجهاً على رأس بمجاية إلى 
مراكش في طريقه إلى بجاية لاستعادتها بعد أن علم باستيلاء بني غانية عليها . ٠»‏ يسانده في ذلك 
ألف فارس من الأعراب7). 

ويقول ابن الأثير في هذا الصدد ء بأنه عندما سمع والي بجاية بخبر استيلاء بني غانية على 
المدينة « .. عاد من طريقه ومعه من الموحدين ثلامائة فارس , وجمع من العرب والقبائل. . نحو 
ألف فارس ء فسمع بهم الملثم (علي بن اسحق بن غانية) . وبقربهم منه فخرج إليهم وقد صار معه 
ألف فارس ٠‏ وتواقفوا ساعة . فانضافت جميع الجموع التي كانت مع والي مجاية إلى الملثم » فانهزم 
حينئذ والي بجاية ومن معه من الموحدين , وساروا إلى مراكش . وعاد الملثم إلى بجاية » فجمع 
جيشه وخرج إلى أعمال بجاية ؛ فأطاعه جميعها إلا قسنطينة.. »("). وم يذكر ابن الأثير أبن 
دارت تلك المعركة ء بينما يذكر ابن خلدون بأن أبا الربيع سليان بن عبد الله كان في مكان 
يدعى بايميلول ‏ والأرجح أن أول معركة خاضها بنو غانية ضد الموحدين كانت في ذلك المكان » 
وانهزم سلهان بن عبد الله والي مجاية » بعد أن تخلى عنه الأعراب » وانضموا لصفوف بني غانية » 
كما انهزم معه كما يقول ابن خلدون والي قلعة بني حماد . وانسحبا إلى تلمسان!؟). ويوضح ابن 
خلدون ذلك قائلاً »« وكان والي القلعة قاصداً مراكش وهو يستخبر خبر بجاية » فرجع وظاهر 
السيد أبا الربيع » وزحف إليهما علي بن غانية فهزمهما واستولى على أمواهما .ولحقا بتلمسان 
فنزلا بها علي السيد أبي الحسن بن أبي حفص بن عبد المؤمن , الذي أخذ في تحصين تلمسان ورم 





. المصدر السابق: ص717‎ )١( 
ابن الأثير: ج١31 ص007.‎ )0( 
ابن الأثير: الكامل ج١١1 ص0007.‎ )©( 

(قسنطينة : مدينة حصينة في « إفريقية » في (شرق المغرب الأوسط) محاطة بخندق عميق يحيط بها من 
ثلاث جهات . وتقع على جبل مرتفع وها بابان , باب ميله في الغرب وباب القنطرة في الشرق , وتشرف 
قسنطينة على بساتين واسعة ومزارع حنطة وشعيرء ويوجد في داخل المدينة عين ماء يق منها أهلها , ما 
يسأعدهم على الصمود أثناء الحصار. كما يصل إليها الماء على قناطر من مناطق بعيدة . فيها مستودعات 
هائلة (مواجل) لتخزين المياه . وتحيط بها القرى العامرة والأراضي التي تتميز بخصوبتها ووفرة إنتاجها . وهي 
من المدن القدية وفيها آثار ما زالت تشهد بعظمتها في العصور الغابرة. (الحميري: الروض المعطارء 
ص180). 
(؛) تلمسان : قاعدة المغرب الأوسط . وهي مدينة عظيمة قدية وتقع على سفح جبل تكسوه غابات 
الجوز وتحيط بها القرى والأرباض الخصيبة ‏ وتتميز بحصانتها ومناعة أسوارها , وتوفر المياه فيها من نبرين 
أحدهما إلى الشرق منها . والآخر ينساب من جبل مطل عليها يدعى بجبل الصخرتين . وعليه أرحاء كثيرة 
ثروي مزارع واسعة وافرة الخصوبة كثيرة الانتاج. (الحميري : الروض المعطارء ص58١).‏ 


إدلض 


أسوارها . وأقاما عند السيد يرومان الكره مع صاحب تلمسان.. »!'2. وكان «على بن 
اسحق » قد ولى على بجاية قبل توجهه لقتال الموحدين أخاه « يحيى » ورشيد الرومي قائد 
الأسطول!'). واستعد استعداداً كبيراً لاجتياح المغرب الأوسط ء وزاد من عزيته وإصراره 
انضمام الحشود الكبيرة من الأعراب إلى صفوفه من بني الجوشن ورياح والاثبج » وم يبق على 
ولائه للموحدين سوى بي زغبة!"). وانطلق الأمير علي بن اسحق في زحفه المظفر عبر بلاد 
المفرت الأوستط + واستوق على مدينة الجزائر , وولّى عليها ابن أخيه « يحيى بن طلحة » , كما 
استولى على مازونة ومليانة وولّى على الأخيرة بدر بن عائشة!). ومن مليانة توجه علي بن 
اسحق إلى قلعة بني حماد . ودخلها عنوة بعد أن حاصرها ثلاثة أيام!*. ونلاحظ هنا بأن علي 
ابن اسحق لم يتجاوز مليانة باتجاه الغرب » فبعد الاستيلاء على مليانة اتجه نحو جنوب شرق بلاد 
المغرب الأوسط . وترك على يساره سهل المنيجه ؛ الذي قطعه أثناء زحفه المظفر غرباً » وتوجه 
نحو الجنوب متبعاً خط مرتفعات الأطلس نحو قلعة بني حماد التي استولى عليها كما ذكرنا . 

وهنا نتساءل هل كان في نية علي بن اسحق التوجه نحو تلمسان ومنها إلى مراكش » وحال 
دون ذلك عوامل طارئة؟ 

للإجابة على هذا الاستفسار . نقول ربما كان الأمر كذلك. فقد وجد ابن غانية العون 
الكبير من البربر والأعراب في المغرب الأوسط إلى أن وصل إلى مليانة » وهناك تغير الوضع 
إلى حد كبيرء فقد جابه بعد مليانة صلابة في المقاومة وعدم حماسة من القبائل البربرية للانضام 
إلى صفوفه , مما يجعلنا نرجح بأن ذلك كان عاملا مثبطاً « لعلي بن اسحق » عن التقدم نحو 
الغرب , والعامل الآخر هو تلقيه أنباء باستعدادات موحدية للتصدي لقواته مما جعله يتوقف 
عن الزحف غرباً وتركيز حملاته على شرق بلاد المغرب الأوسط2'3. وهذا توجه بعد استيلائه 
4 قلعة بني حمادء لإلحاح حلفائه الحماديين الذين كانوا يتطلعون إلى استعادة عاصمتهم 

لقدهة!"). نحو قسنطينة . وفرض عليها الحصار ء وقاومه أهلها مقاومة شديدة » ونظراً لحصانة 
ا يتمكن ابن غانية من الاستيلاء عليها(*). ويتضح ذلك من النص التالي الذي يقول فيه 


)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج57 . ص؟9”. 

(0) المصدر السابيق. ص9ة” . 

() الفريد بل: بنو غانية » ص44 . 

(:) ابن خلدون : العبرء ج37 . ص؟95". 

() المصدر السابق ؛ نفس الصفحة . 

() الفريد بل: بنو غانية . ص47 . 

(0) المصدر السابق . حاشية ١١«‏ ». ص17 . 

(م) ابن خلدون: العبر. ج7. ص59" . 

وابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي » ص8١‏ . والرسائل الموحدية - الرسالة التاسعة والعشرون - 


ينض 


الكاتب الموحدي أبو الفضل بن طاهر بن محشرة ء« بأن الشقي الميورقي .. قصد إلى قسنطينة . . 
مويلا اختداع أهلها ومقدراً نفوذ حيله ني خترها وختلها. ومعملا جهده ومصرفاً مكره 
وكيده فها يصل حبله الواهي بحبلها , فألفى بصائر أهلها مستحكمة , وعقائدهم على التقوى 
منبرمة » وقلوهم على الطاعة الصحيحة والموالاة الخالصة الصريحة ملتئمة ومنتظمة » فخاب بحمد 
الله سعيه .. فداوم حصرها لزاماً .. وفي ذلك يذيقه أهلها حماماً . ويقتلون من شرذمتته .. الجمل 
الجمة فرادى وتؤاما.. »('). وبينما كان علي بن اسحق يحاول جاهداً الاستيلاء على قسنطينة 
كانت القوات البرية الموحدية والأساطيل البحرية تتجه نحو الشرق للتصدي لابن غانية!). 

هزية بني غانية على يد الموحدين 

عندما بلغت الخليفة يعقوب بن يوسف أنباء الهزائم المفجعة التي أحاقت بالقوات الموحدية 
في «إفريقية » والمغرب الأوسط ء أمر بإعداد حملة برية ضخمة بقيادة السيد أبي زيد ابن أبي 
حفص ابن عبد المؤمن » تساندها الأساطيل البحرية بقيادة أحمد الصقلي وأبي عمد بن عطوش , 
وجعل القيادة العليا للقوات البحرية لأبي مد بن إبراهم بن جامع!"). واستخدم الموحدون 
أسلوباً غاية في البراعة لتثبيط همم الموالين لبني غانية : وكسبهم إلى جانبهم . فقد أرسلوا كتباً 
« .. لأهل سائر البلاد المغلوب عليها بالأمن والأمان والصفح والإحسان.. ودسّوا بالكتب 
جواسيس . دخلوا بها ليلا إلى تلك البلاد . واجتمعوا بها مع من يوثق به.. فلما وقفوا عليها 
ورأوا أم قد أمنوا غوائل العذاب . وأن العفو والرحمة لهم مفتحة الأبواب . وثبوا على من 
عندهم من الأعداء وأرصدوا لفرارهم بالمضايق وقبضوا على أكثرهم بتلك الخانق. . »(2). وقد 
قام هذا الطابور الخامس الذي جنده الموحدون بدوره خير قيام » في وقت م تكن قد استقرت 
فيه دعام حك بني غانية في تلك الأقالم » وقام أهل الجزائر بالثورة على « يحيى بن طلحة » , 
وتكنوا من أسره ومن بقي معه من الحامية الميورقية » قبل وصول القوات البرية الموحدية , 
وكان الأسطول الموحدي يقدم العون للثائرين في مدينة الجزائر » ونزلت القوات البحرية إلى 
الجزائر واستولت عليها”*). وعندما اقتربت القوات الموحدية من مليانة انسحب عاملها « بدر 





-دص 178-175 من إنشاء كتّاب الدولة المؤمنية تحقيق ليفي بروفنسال - المطبعة الاقتصادية - رباط الفتح 
لأقلم. 
(١)الرسائل‏ الموحدية - الرسالة التاسعة والعشرون . ص ١177‏ - 11/7 . 
)١(‏ ابن خلدون : العبرء ج". ص9ة". 
(") المصدر السابق ص *55. وابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١45‏ . 
(:) ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي . ص ١60‏ . 
)( أبن خلدون : العبرء ج". ص "ة" . 
وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص ١6١0‏ . 
والرسائل الموحدية - الرسالة التاسعة والعشرون- . ص5ا١.‏ 


يلض 


ابن عائشة » ليلا » وطاردته طلائع القوات الموحدية عندما بلغها نبأ فراره » وأدركته عند بلدة 
«أم العلو » على نهر شليف , واستبسل بدر بن عائشة في التصدي للقوات الموحدية وآزره بربر 
تلك الناحية حين استجار بهم » وسقط في نهاية الأمر أسيراً في يد الموحدين النين اقتادوه إلى 
السيد أبي زيدء فأمر بقتله؛ فقتل على الفور('). وقبل أن يتمكن « يحيى بن اسحق بن 
غائية ع وأخوه « عبد الله » »من التحصن ببجاية » فوجئًا بقدوم الأسطول الموحدي واندلاع 
الثورة في داخل المدينة . نما اضطرهما إلى مغادرتها على عجل على راس عدد قليل من الحامية 
الميورقية » ولحقا بأخيهما « علي ابن اسحق » » الذي كان يحاصر آنذاك قسنطينة . وكان سبب 
إسراع الأسطول الموحدي بالتوجه إلى بجاية قبل وصول القوات البرية إليها هو وصول أنباء إلى 
السيد أبي زيد بأن يحيى بن اسحق عامل بجاية » يعد ! حدى السفن لنقل السيد أبي موسى عيسى 
ابن عبد المؤمن وكبار الأسرى من الموحدين إلى جزيرة ميورقة!؟). 

وعند وصول الأسطول الموحدي إلى ثغر مجاية . نزل القائد البحري «أبو العباس أحمد 
الصقلي » في إحدى السفن إلى الساحل . مع بعض أنصار الموحدين من أهل بجاية » النين تسللوا 
إلى المدينة ؛ وسربوا الكتب إلى أنصارهم من أهلها يحرضونهم على الثورة . التي اندلعت في 
الوقت الذي كان بحارة الأسطول الموحدي يقتحمون الميناء ؛ وعلى رأسهم « أبو مد بن جامع » , 
وفتح لهم العامة من الثائرين على حك بني غانية الأبواب , مما مكنهم من الاستيلاء على المدينة , 
وأوقعوا بالحامية الميورقية وأنصار بني غانية بجزرة دامية , واطلقوا سراح « السيد أي موسى 
عيسى بن عبد المؤمن » ؛ ومن معه من الأسرى من كبار الموحدين . وهكذا استعاد الموحدون 
بجاية بضربة مباغتة في ١9‏ صفر 08١‏ ه ح 78 مايو 1180 م ء بعد سبعة أشهر من استيلاء علي 
ابن غانية عليها. وقد تمكن يحيى بن اسحق وأخوه عبدالله من اللحاق بأخيها «علي » الذي 
كان يحاصر قسنطينة » نظراً لعدم إحداق القوات البرية التي تأخر وصوها لبجاية من ناحية 
البرء وإلَا لما كان في وسع يحيى بن اسحق وأخيه عبد الله الفرار ومتابعة الصراع الدامي ضد 
الموحدين في جزر البليار « وإ فريقية » والمغرب الأوسط("). وقد تمكن الأسطول الموحدي في 
هجومه المباغت على بجاية من الاستيلاء على أسطول جزر البليار؛ وأسر بحارته وقادته وعلى 
رأسهم رشيد الرومي قائد الأسطول . وكانت هذه الضربة المفاجئة خسارة فادحة لبني غانية . 





)١(‏ ابن خلدون : العبرء ج5. ص *ة". 

والفريد بل : بنو غانية . ص١0‏ . 
)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج". ص”7ة". 

وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص ١69‏ . 
6( ابن عذاري : البيان المغرب/ الققم الموحدي. ص ١6٠١‏ . 

والفريد بل : بنو غانية ص"ه . 

ومد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الثاني . ص ١67‏ . 


55 


ويقول الكاتب الموحدي أبو الفضل بن طاهر بن محشرة في فقرة من إحدى رسائله بهذا الصدد ما 
ِلي «٠‏ .. وحصل في يد الموحدين .. ببجاية الضال الغوي المسمى رشيداً . عظم الأشقياء ومدبر 
أمرهم وزعم طغيانهم وكفرهم ؛ وموقد فتنهم وشرهم . وألفوا أسطول الخائن بجملته » بجميع ما 
كان تأهب له من أهبة وعدّته . فنفله الله أولياءه .. »!'). وما إن وصلت الأنباء المفجعة إلى 
« علي بن اسحق بنغانية » في وقت كانت فيه مدينة قسنطينة على وشك السقوط في يده . حتى 
اضطر إلى فك الحصار عنهاء وانسحب على رأس قواته إلى صحراء بلاد الجريد . في شرق 
«افريقية »!'). ويقول ابن الأثير بهذا الصدد , بأنه بينما كان علي بن غانية حاصراً لقسنطينة 
«.. جاء جيش من الموحدين من مراكش في صفر 088١‏ ه ح مايو 80١١م‏ إلى بجاية في البر 
والبحرء وكان بها يحيى وعبدالله أخوا علي بن اسحق اللثم. فخرجا منها هاربين ولحقا بأخيها 
فرحل عن قسنطينة وسار إلى إفريقية.. »(5). 


ويقول ابن القنفذ القسنطيني بأن علي بن اسحق بن غانية , « أشرف على أخذ قسنطينة 
بقطع الماء عنها , ولجأ أهل البلد إلى صالحها الشيخ أبي الحسن علي بن مخلوف , فسأل الله المطر 
فنزل! وكانت حملة عظيمة في الوادي خرقت سد الميورقي » وم يقدر على قطعه.. »(؟). وكان 
أبو زيد ابن أبي حفص بن عبد المؤمن قائد القوات البرية الموحدية قد اتجه على رأس قواته من 
معسكره بتكلات في ظاهر بجاية إلى قسنطينة . وصحب معه السيد أبا موسى بعد أن فك أسره 
من أيدي بني غانية . وقبل وصول الطلائع الموحدية إلى قسنطينة انسحب علي بن اسحق إلى 
صحارى شرق « إفريقية » وتجنب الاصطدام بالموحدين » في مواجهة غير مضمونة العواقب ء 
وفضل استدراجهم إلى الصحراء على أطراف بلاد الجريد. وتبعه الموحدون إلى مقره في 
نقاوس » ولكنهم أخفقوا في اللحاق بهء ووجدوا أن لا جدوى من الملاحقةا*. وأعاد علي بن 
اسحق بن غانية تجميع صفوف قواته في بلاد الجريد وتدعّم مركزه بانضام أعراب رياح وجشم 
المقيمين في تلك النواحي إلى صفوفه!'). ويقول صاحب الاستبصار من كتّاب الموحدين ٠‏ بأن 


.١78ص الرسائل الموحدية - الرسالة التاسعة والعشرون.‎ )١( 
. ١6٠0 (؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ 

وابن خلدون: العبر. ج7 . ص١9‏ . وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » 
ص7”147. والفريد بل : بنو غانية .» ص06 . 

بلاد الجريد : في « إفريقية » على طرف الصحراء وقد سميت بهذا الاسم لكثرة النخيل بها » وفي بلاد 
الجريد واحات خصيبة كثيرة الفواكه والثار لوفرة المياه فيها. (كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار. 
ص.6١).‏ 
(0) ابن الأثير: الكامل, ج١1‏ . ص608. 
كك( أبن القنفذ القسنطيني : الفارسية في مبادىء الدولة الحفصية. ص .٠١*‏ 
)( ابن خلدون: ج75 , ص58" . والفريد بل : بنو غانية . ص84 - 08. 
(1) الفريد بل : بنو غانية . ص00 . 


نلا 


علي بن اسحق بن حمو« عمد » بن غانية المسوفي .« .. توغل في بلاد الجريد وعاث فيها وسفك 
الدماء » وأخذ الأموال وأباح الحريم » وفعل ما هو لائق ببجدته ووخامة مولده.. »(' . وكان 
وصول علي بن اسحق إلى نواحي قسطيلية!' من بلاد الجريد في عام ١8ه‏ ه > 1186 ,!؟ا, 
وسمع أبو الحسن علي بن اسحق بن غانية وإخوته بوجود شرف الدين قراقوش!؟) , عند 
الحامة*»« فأرسلوا إليه رسولا وقالوا ‏ إننا قوم من بني العباس , ونريد دولتهم ونحن نريد أن 
نكون وإيام ععبين . #اكار 

وما إن وصل رسول علي بن اسحق بن غانية إلى شرف الدين قراقوش حتى استجاب إلى 
طلبه وأرسل إليه رسولا لتوطيد العلاقة بينهما « يدعى بباء الدين سارو . ومعه ستون فارساً 
من أجناده » وشطار عسكرهء فلقيهم على حامة البهاليل» يحاصرونها ء وقد كانوا نزلوا على 
توزرا") فما قدروا عليها ولا على نفطة!*) وكدكين» فلما وصلت الأتراك إليهم رجعوا إلى 


. ١*١ جهول المؤلف : كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار. ص‎ )١( 

)١(‏ قسطيلية : « قطر كبير من بلاد الجريد في إفريقية يشتمل على مدن كثيرة , قاعدتها توزر ». (كتاب 
الاستبصار , ص©60١).‏ 

(؟) عمد بن تقي الدين عمر : مضمار الحقائق ومر الخلائق. ص58؟-9؟5؟. 

(؛) شرف اين قراقوش التقوي : لوك تقي الدين عمر بن شاهنشاه ابن أخي السلطان صلاح الدين » دخل 
إلى برقة على رأس قواته من الغز الأتراك . واستولى عليها كما استولى على طرابلس ؛ وعاث فسادا في 
« إفريقية » 014 ه - 77١1م‏ بالتحالف مع الأعراب , في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بين نور الدين 
زنكي وصلاح الدين الأيوبي . وتطلع الأيوبيون إلى الاستئيلاء على بلاد المغرب . لتكون ملجاً لم إذ ما ساءت 
الأوضاع واضطرهم نور الدين إلى مغادرة مصر , وبالرغم من تراجع تقي الدين عمر عن التطلع للاستيلاء على 
بلاد المغرب . بعد وفاة نور الدين زنكي ه7١1‏ م, إلا أن المغامر قراقوش التقوي استمر في زحفه 
عبر إفريقية وعيثه فساداً في شرقيها . كما قام بنفس الدور , إبراهي بن قراتكين « سلاح دار المعظمي ». 
نسبة إلى الملك المعظم شمس الدولة أخي صلاح الدين ‏ وقد قاما بدور خطير في إ فريقية . وتحالف قراقوش مع 
علي بن اسحق بن غانية ضد الموحدين. (الختصر في أخبار البشر. ج*. ص" . والكامل, ج١21‏ 
ص86" . وتاريخ ابن الوردي ج؟ . ص5١١‏ . وكتاب الاستبصارء ص ٠١١‏ . وشذرات الذهب» ج؛» 
ص ٠١١‏ . ورحلة التجاني . صى١١١‏ وما بعدها. 

(5) الحامة : من بلاد قسطيلية في إفريقية وتعرف بجامة البهاليل نسبة إلى بني ,هلول من سادات قسطيلية وهم 
من بقايا الروم وعندهم كرم وبر بالأضياف , وبلدتهم كثيرة التمر والزيتون والفواكه (كتاب الاستبصارء 
ص60١).‏ 

(1) مد بن تقي الدين عمر : مضار الحقائق وسر الخلائق. ص8؟5 -90؟؟. 

(0) توزر: « مدينة قديمة من كورة قسطيلية ببلاد الجريد في شرق « إفريقية » محاطة بسور مبني بالحجارة 
والطوب وحوا أرباض واسعة وها أربعة أبواب. وتعتبر من أكثر بلاد الجريد تمراً وتقع على أطراف 
الصحراء.. وأهلها من بقايا الروم النين اسلموا وكذلك أكثر أهل قسطيلية وبلاد الجريد, كما أن فيها 
جماعات من العرب والبربر .. » (كتاب الاستبصار في عجائب الأمصارء ص608١).‏ 

(4) نفطة : « من بلاد قسطيلية ببلاد الجريد وبينها وبين توزر عشرون ميلا وهي بلدة قدية محاطة بسور من - 


ككس 


الحامة المذكورة . فأخذوها عنوة وقتلوا ألفأً وسبعمائة رجل ونهبوها . وكانت من البلاد الحسنة 
الطيبة الكثيرة البساتين والفواكه . وانعقد الصلح . وتقررت القاعدة على أن تكون البلاد 
نصفين » يكون لشرف الدين من البلاد نوية » ومن نوية إلى الغرب للمايرقي (علي بن اسحق بن 
غانية) » ومهما فتحوه من بلاد تكون قسمة بينهما , واتفقوا على ذلك وتحالفوا وتجمعوا . وم 
يزالوا بقية سنتهم يرحلون من موضع إلى موضع ويتادون..('). ولم يكن علي بن اسحق بن 
غانية يجهل قبل إقدامه على مغامرته بالاستيلاء على بجاية : الدور الخطير الذي كان يقوم به 
قراقوش التقوي في برقة وطرابلس وإفريقية » واستنزافه للموحدين في تلك الأقالم ؛ وقد وضع 
في حسابه التعاون معه في محاربة الموحدين , بالاضافة إلى الأعراب النين كانوا يعيثون فساداً 
من أطراف برقة إلى أقاصي المغرب ء النين كانوا على أمم استعداد للتعاون مع أي مغامر يوفر 
لهم الأسلاب والغناتم . وكانوا يغيّرون ولاءهم وفقاً لمصالحهم : لا تربطهم رابطة ولا يتقيدون 
بعهد , يخضعون للقوة ويتمردون على كل سلطة عندما يشعرون بأي بادرة ضعف! وقد وجد علي 
إبن اسحق بن غانية في هؤلاء الأعراب خير حلفاء ضد الموحدين , كما وجد في المغامر شرف 
الدين قراقوش التقوي وجنوده الأتراك الغز سنداً قوياً يحقق طموحاته في استنزاف قوة 
الموحدين("). كما وجد في بني الرند أمراء قفصةا") الناقمين على الموحدين , النصرة والتأييد » 
وساندوه في الاستيلاء على قفصة . ويقول صاحب الاستبصار بأن أهالي قفصة ظلّوا على ولائهم 
للموحدين حتى سنة 08١‏ ه ١١80‏ م»« .. فمر عليهم الشقي الميورقي (علي بن اسحق بن 
غانية) فأدخلوه البلد وملّكوه.. »(*'. وبينما كان علي بن غانية في طرابلس لعقد اتفاق مع 
خليفة قراقوش التقوي وصلته الأنباء باستيلاء علي بن الربرتير على ميورقة!* . 


تخلص علي بن الربرتير من الاعتقال 
واستيلاؤه على جزيرة ميورقة 
كان الأمير علي بن اسحق بن غانية قد اعتقل القائد الموحدي علي بن الربرتير في سجن 





بناء الأول وفيها غابة كثيرة النخل والبساتين وجميع الفواكه وهي كثيرة الخصب وها نهر يسقي بساتينها . . » 
(كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار. ص ١65‏ - والروض المعطارء ص 678). 
)١(‏ عمد بن تقي الدين عمر: مضمار الحقائق ومر الخلائق. ص 9؟؟- ."؟. 
(؟) الفريد بل: بنو غانية » ص 140 .14١-‏ 
(؟) قفصة : مدينة قدية من بلاد الجريد بشرق « إفريقية » شديدة الحصانة محاطة بالبساتين لغزارة مياهها 
كثيرة الأثمار والغلات. (كتاب الاستبصارء ص ١0١‏ وما بعدها) . 
(؛) مجهول المؤلف : كتاب الاستبصار. ص 1١6١‏ . 
)0( ابن خلدون : العبرء ج5 : ص .١ه‏ . ومخائيل أماري : المكتبة الصقلية. ص/ا. 


ينا 


القصبة بمدينة ميورقة قبل قيامه بحملته الآنفة الذكر على ثغر مجاية''' . وبينما كانت الأحداث 
الخطيرة تنتابع في إفريقية والصراع الدامي بين الموحدين وبني غانية يزداد استفحالا ٠‏ وقع 
حادث خطير في مدينة ميورقة عاصمة كبرى جزر البليار. فبينما كان علي بن غانية يحاصر 
قسنطيئة كما يقول كمبانير والفريد بل» وصلته الأنباء باستيلاء علي ابن الربرتير على جزيرة 
ميورقة!". والأرجح هو ما ذكرته مصادرنا الإسلامية بأن تلك الأنباء وصلت إلى علي بن 
اسحق وهو في ثغر طرابلس .ء ويقول ابن خلدون بهذا الصدد . « .. وبلغ الخبر علي بن غانية 
بمكانه من طرابلس فبعث أخاه عبد الله إلى صقلية وركب منها إلى ميورقة ونزل في بعض 
قراها ء وعمل الحيلة في تملك البلد »'"' . ويرد نفس النص في ذيل اللباب!'' . وتفصيل ذلك هو 
أن علي بن الربرتير تمكن بدهائه وحنكته من إغراء حراس سجن القصبة بمدينة ميورقة بتأييده 
ونصرته بعد أن مناهم بالوعود؛ فأطلقوا سراحه. وحاربوا إلى جانبه. ومكنوه من الاستيلاء 
على حي القصبة . ويوضح ابن عذاري ذلك قائلا بأنه عندما توجه علي بن غانية على رأس حلته 
البحرية إلى ثفر بجاية . « .. خرج معه شوكة أجنادهم ورجاهم وأنجادهم . وخلا الجو لأبي 
الحسن (علي بن الربرتير) » وأمكنته الفرصة في إعمال الحيلة في تخلصه من ثقافه.. وكان 
الأعلاج جل حاشيتهم والمطّلعين على أسرارهم » وكان أكثرهم على أديانهم يرومون الانتقال إلى 
أوطانهم » فاستالهم القائد المذكور مدة اعتقاله استالاا أخذ بعقوهم واستهواهم . وبسط لم في 
المواعيد ومناهم . وعهد إليهم عند تمكنه من مراده» وإغاثتهم له على ما يرومه من استيلائه 
واستبداده » بأن يجهزهم إلى بلادهم ويخلي سبيلهم بأهلهم وأولادهم .. »0 . أما ابن خلدون 
فيقول ما يلي « .. فلما وصل ابن الربرتير إليهم نكروا شأنه على أخيهم (تمد) ؛ واجتمعوا دونه 
وتقبضوا عليه وعلى ابن الربرتير» وقدموا عليهم أخاه علياً وركبوا الأساطيل إلى بجاية : فلما 
خلا الجو منهم , دبر ابن الربرتيرفي أمره وداخل مواليهم من العلوج في تخلية سبيله من معتقله , 
على أن يخلي سبيلهم بأهليهم وولدهم إلى أرضهم ؛ فت له مراده منهم .. »0 . ويعلل الفريد بل 
وجود الأعداد الكبيرة من المسيحيين في ميورقة في تلك الفترة » بالحملات البحرية الواسعة 
النطاق التي كان يقوم بها بنو غانية على سواحل البلاد المسيحية في الحوض الغربي للبحر 
المتوسط واستعانتهم ببؤلاء الأسبرى من العبيد المعتقين , وتركهم في جزر البليار لأن اصطحابم 





)١(‏ ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص437١-9ا54١‏ وص ١00‏ وما بعدها. 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص18١45-1١.‏ 
والفريد بل: بنو غانية. ص١7‏ . 
() ابن خلدون : العبرء ج” . ص 5٠ه.‏ 
(؟) مخائيل أماري : المكتبة الصقلية نقلا عن ذيل اللباب . ص 8-1 . 
(0) ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص .١66‏ 
(1) ابن خلدون : العبر.ج 3 ص605. 


لضن 


معهم إكى إفريقية يحرجهم أمام حلفائهم من الأعراب والأتراك الغز''). وبعد أن تكن من 
كسب ولاء وتأييد حراس سجنه, أطلقوا سراحه في يوم جمعة . والناس منشغلون في صلاتهم » 
ونجحت الخطة وتّمكن علي بن الربرئير من الاستيلاء على قصبة مدينة ميورقة . وإطلاق سراح 
عمد بن اسحق من معتقله من أقصى الجزيرة . ويوضح ابن عذاري الخطوات التي قام بها علي بن 
الربرتير في الاستيلاء على جزيرة ميورقة قائلاً بأنه بعد أن اطمأن علي بن الربرتير إلى حراس 
سجنه واطمأنوا إليه ؛ اتفق معهم على أن يكون موعد التنفيذ في يوم جمعة ء« .. عند افتراق 
الناس إلى طهارتهم واشتغالهم بالتأهب لفرض صلاتهم » فوصلوا في الميعاد وخرجوا معه من 
فورهم وأغلقوا أبواب القصبة وتعلقوا بالأسوار وفتحوا بيوت الأسلحة وأخذوا منها فوق 
اللقدارء وأحالوا على رجال القصبة من لمتونة ومسوفة وحواشيهم ٠٠‏ واستأصلوهم بالقتل إلى 
آخرهم , فما اجتمع أهل البلد إلا وقد أعضل داؤهم.. فانشر إليهم أهل البلد والجزيرة 
ونصبوا عليهم الجانيق والآلات , وأحاطوا بقتال القصبة من كل الجهات , فكلما سددوا إليهم 
سهاماً وأرسلوا عليهم حجارة وأشرعوا لهم سناناً » دفع أبو الحسن (علي بن الربرتير) على السور 
شخصاً من ذرية اسحق بن غانية , يعارض به ويتتقي تي السهام والأحجار , وأكثر ما كان يعمل ذلك 
« بأم علي بن غانية » وأبنائه وخاصته وإخواته , فكان أهل البلد يكفون عن القتال ويرغبون 
في استنزال. وتادت الممانعة أياماً وصرفوا بينهم أثناء ذلك.. عهوداً مؤكدة وأيْماناً »!"2. 
ويذكر ابن عذاري مضمون هذه العهود والاتفاقات قائلا 0 «وكان أبو عبد الله (ممد), بن اسحق 
ابن غانية قد تحصن بأقصى الجزيرة من سجن إخوته ؛ على ما كان أراده من الخروج من الجزيرة 
إلى الأمرا"!؛ وتقدم هجرته فوصات المصالحة والمهادنة بين أهل البلد . وبين القائد أبي الحسن 
علي بوصول أني عبد الله وارتباطه معه. ونزوله وتخليه عن البلد له. فسيق أبو عبد الله 
المذكور , فنزل أبو الحسن له . بعدما استصفى كل ما أراد أخذه من ديارهم وما قدموا به أنفسهم 
من ذخائرهم ؛ وسرح كل من كان بالبلد من الروم المجندين والمتملكين بأمواهم وأهلهم وجهزهم 
جميعهم كما وعدهم إلى بلادهم . وخرج أبو الحسن المذكور ولحق بالحضرة .. » (4). 

ومن الطريف أن إحدى المدونات المسيحية ذكرت هذه الواقعة بأسلوب ظلّ يحيطه الغموض 
والشك حتى اكتشاف النصوص الإسلامية واطلاع المستشرقين عليها '*. وترجمة النص المثار 





)١(‏ الفريد بل: بنو غانية . ص58. 

. ١65 ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي» ص‎ )١( 

() «الأمر» في الاصطلاح الموحدي هو الخليفة. (عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار 
المغرب. ص ”0١‏ , حاشية ١«‏ »). 

(؛) ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص66١.‏ 

(0) من أهم هذه النصوص التي اطلع عليها المستشرقون في القرن التاسع عشر عن تاريخ جزر البليار هي 
ترجمة دي سلان لكتاب العبر لابن خلدون , وترجمة نفح الطيب للمقري . وتعليقات حاينجوس الهامة عليه . - 


556 


إليه في مدونة سان فكتور دي مارسيليا هو ما يلي «٠‏ في سنة 08١‏ هع 1١186‏ م قام المسيحيون 
بهاجمة قصر مدينة ميورقة » وحرروا من كان به من الأسرى 6( . 

ويعلق الباروكمبانير المؤرخ الميورقي على نص مدونة سان فكتور الآنف الذكرء بأن 
الدارسين كانوا يقرأون هذا النص باستغراب , ولم يكن من الواضح بالنسبة لهم قيام جماعة من 
المسيحيين في جزيرة ميورقة بالسيطرة على قصر المدينة . في وقت كانت فيه سيطرة المسلمين 
كاملة على تلك الجزيرة . واختتلط الأمر عليهم واعتقدوا بأنها | حدى حملات قطلونية وأرغون , 
ولكنهم ظلوا يتساءلون بتعجب واستهجان كيف يمكن أن يكون ذلك الحجوم قاصراً على 
الاستيلاء على القصر وتحرير الأسرى فقط؟ وظل هذا التساؤل قائاً حتى عرف العام المسيحي 
ما كتتبه المؤرخون العرب عن استيلاء ابن الربرتير على جزيرة ميورقة . ومنذ ذلك الحين أصبح 
نص مدونة سان فكتور 1608لا 888 واضحاً كل الوضوح 4 

استعادة بي غانية لجزيرة ميورقة 

تختلف المصادر التي بين أيدينا في موقف الأمير همد بن اسحق بن غانية بعد إطلاق سراحه 
من معتقله في أقاصي جزيرة ميورقة. فبينما يذكر الباروكمبانير بأنه تولى الحم في الجزيرة 
وأعلن اعترافه بسلطة الموحدين وأمر بأن يخطب على المنابر للخليفة الموحدي يعقوب المنصور, 
كما قام بإرسال سفارة إلى الخليفة الموحدي بصحبة أبي الحسن علي بن الربرتير عند توجهه إلى 
الحضرة لإعلان خضوعه الكامل. وما إن عم الخليفة يعقوب المنصور بما جرى في جزيرة ميورقة 
من أحداث واستسلام جمد بن اسحق لمشيئته حتى سارع بإرسال أسطول موحدي بقيادة أبي العلا 
ابن جامع ؛ لكي يحتل باسمه جزيرة ميورقة » فشعر مد آنذاك بخطر الموحدين وتبديدهم لعرشه , 
فسارع بالكتابة إلى قومس برشلونة طالباً منه أن يرسل إليه بعض القوات حتى يتمكن من 
مقاومة القوات البحرية الموحدية » ولبى قومس برشلونة نداء مد بن اسحق بعد أن تعهد له 
بدفع نفقات الجنود الذين يبعثهم إلى نجدته » ولما رأى شعب ميورقة المسم نفسه بن نارين » نار 
الموحدين ونار الجنود المسيحيين الذين ارسلهم قومس برشلونة , قاموا بالثورة على مد بن اسحق 
بسبب سياسته المتقلبة ٠‏ وعزلوه "من جديد » وولوا مكانه أخاه تاشفين!"). وقد اعتمد الفريد بل 
(الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار: حاشية ٠١‏ . ص ٠١١‏ ). وكتاب البيان المغرب/لابن عذاري » 
القسم الموحدي . الذي ظل مجهول المؤلف ويدعى بنسخة كوبنهاجن . (الفريد بل : بنو غانية » ص1" , حاشية 
.)»1١١«‏ 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١6١‏ , حاشية « ١4‏ » . نقلا عن مدونة سان فكتور 
دي مارسليا التي نشرها فلوريث , إسبانيا المقدسة. ج8؟ . ص585). 
)١(‏ المصدر السابق . نفس الصفحة. 
(") الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص ١6١-١6١‏ . (ذكر نفس الرواية ابن خلدون في 
العبرء ج5 . ص 0١6‏ -015). 


ان 


النص الآنف الذكر' ؛ وإن كان قد أشار في إحدى حواشي كتابه إلى غموض رواية كمبانير 
وتناقضها!" . ونؤكّد ما أثار إليه الفريد بل من تناقض رواية كمبانير وتضارها » يشجعنا على 
ذلك . ما تمكنا من الاطلاع عليه من نصوص إسلامية لم يتمكن كمبانير من الاطلاع عليها ‏ كما 
م يتح الجال لالفريد بل الاستعانة بها في بحثه عن بني غانية . 

وأهم هذه النصوص هي ما ذكره ابن عذاري , إذ يقول ان أبا الحسن بن الربرتيره .. لحق 
بالحضرة مع أَبِي عبد الله بن اسحق مبادراً بالطاعة » فبلغ من الكرامة أمله , ورأى من الإحسان 
1 - وبقيت الجزيرة في حك الموحدين - والخطبة باسم المنصور أمير المؤمنين حتى يقع 
نظره فيمن يوجهه إليها والياًعليها . وفي أثناء النظر لها ركب عبد الله بن غانية من إ فريقية إلى 
صقلية » وأعين منها بجفن يجهز فيه إلى ميورقة . وانضم إلى بعض قرى في أطرافها ء وخدع 
بعض الرعية باستالتها واستلطافها » فخرج عندهم وأعانوه بدواب ورجال وسار إلى البلد 
فدخله بتلطف واحتيال. . »!"). ويؤيد ابن خلدون ما ذكره ابن عذاري عن مغادرة محمد بن 
اسحق بن غانية لجزيرة ميورقة بصحبة ألي الحسن علي بن الربرتير حيث يقول ؛ بأن أبا الحسن 
علي بن الربرتير « .. استنقذ مد بن اسحق بن غانية من مكان اعتقالهء ولحقوا جميعاً 
بالحضرة .. »(2. ولكنه يعود في رواية ثانية يناقض ما سبق ذكره » ويقول عن فتح الموحدين 
لجزيرة ميورقة ما يلي ؛ « وكان من خبرها أن مد بن اسحق لما 00 
إفريقية وولوا على ميورقة أخاهم طلحةا*!. داخل عمد بعض الحاشية . وخرج من الاعتقال هو 
وابن الربرتير» وقام بدعوة المنصور , وبعث بها مع ابن الربرتيرء فبعث المنصور أسطوله مع 
العلاء بن جامع ليملك ميورقة» فأبى عمد ذلك وراسل طاغية برشلونة في المدد بجند من 
النصارى يستخدمهم , فأجابه وانتقض عليه أهل ميورقة لذلك وخشوا عادية المنصور فطردوا 





.7١ص‎ . الفريد بل: بنو غانية‎ )١( 

(0) المصدر السابق. حاشية ١«‏ ». ص .7١‏ ويذكر الفريد بل بأنه اعتمد على ما ذكره قديرة المؤرخ 
الأسباني في هذا الصدد نظراً لغموض نص كمبانير ؛ ومع ذلك لم يخرج في نصوصه عما ذكره كمبانير؛ وأرجح 
أنه أخذ عنه ول يشيرا كلاهما إلى المراجع التي اعتمدا عليها. 

(؟) ابن عذاري : البيان ا الموحدي . ص 1861-1١65‏ . 

(؛) ابن خلدون : العبرء ج , ص 504 ٠‏ ومن الغريب أن. يذكر الباروكمبانير روايته الآنفة الذكر عن تولي 
جمد بن اسحق الحم ني جزر البليار بعد إطلاق سراحه من الأسر برغم اطلاعه على ترجمة العبر لابن خلدون 
كما يذكر ني حواشي كتابه , وأغرب من ذلك أن لا يشير الفريد بل إلى هذه النقطة ؛ بالرغم من اعقاده على 
نصوص ابن خلدون . 

(0) يناقض ابن خلدون نفسه , ويذكر في رواية أخرى بأن أبناء اسحق بن غانية ولوا على جزيرة ميورقة 
قبل إقلاعهم لإفريقية عمهم أبا الزبير. (العبرء ج7. ص55) كما أخطأ في امم عم « أبناء اسحق بن 
غانية » فقد دعاه « بأبي الزبير » والصحيح هوه الزبير » . (المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 144") . 


لض 


عمد بن اسحق وولوا عليهم أخاه تاشفين وبلغ ذلك علياً وهو على قسنطينة!' » فبعث أخويه 
عبد الله والغازي فداخلوا بعض أهل البلد وعزلوا تاشفين وولّي عبد الله.. »!". 

ويقول عبد الواحد المراكثني بهذا الصدد ما يلي » « .٠‏ ورجع منهم عبد الله إلى جزيرة 
ميورقة . فألفاها قد انتقضت عليهم » ودعي فيها للموحدين ٠‏ فعل ذلك أخوهم أبو عبد الله :عمد 
ابن اسحق , فلما قدم عبد الله قام معه علج من علوج أبيه يسمى نجاحاً . وكان نجاح هذا لم ينقض 
عهداً ولا نزع يدا طاعة ؛ وكان متحصناً في قلعة ومعه جماعة على رأيه من الموالي والجند . فلما 
قدم عبد الله تلقوه وانضاف إليهم خلق من بوادي الجزيرة من الفلاحين ورعاة الغنم » فتعهد بم 
عبد الله إلى المدينة , فلم يدفعه عنها أحد ء ولا امتنع عليه من أهلها ممتنع » ففتحوا له الأبواب 
ودخلها بمن معه ؛ وأخرج أخاه مدا ونفاه إلى الأندلس . فحظى ممداً هذا عند المصامدة حظوة 
عظيمة وولوه مدينة دانية فم يزل والياً عليها مات .. »("ا. 

وعلى أي حال فإن من الثابت بقاء مد بن اسحق بن غانية على ولائه للموحدين سواء كان 
قد توجه مع أبي الحسن علي بن الربرتير إلى حضرة مراكش247. أو أن بي غانية وأنصارهم في 
جزيرة ميورقة قد تغلبوا عليه وطردوه من الجزيرة » فلج إلى الموحدين!*. ويدل على ذلك 
وصية يعقوب بن يوسف الخليفة الموحدي الذي أوصى بحمد بن اسحق رجال دولته قبيل وفاته , 
وطلب منهم « أن يحفظوا جانبه وأن يوفوه حق انقطاعه ؛ حتى تظهر عليه بركة انحياشه إلى 
هذا الأمر.. 0(6. وتوليته عامل على دانية , التي ظلّ يحكمها باسم الموحدين حتى وفاته!". ما 
يجعلنا نستبعد ما ذكره ابن خلدون من التجاء جمد بن اسحق إلى قومس برشلونة عندما عم بعزم 
الموحدين على إرسال أسطول إلى ميورقة بقيادة أبي العلا بن جامع لحك الجزيرة مباشرة باسم 
الموحدين!*). وهو النص الذي اعتمده كل من الباروكمبانير الميورقي!"2. والفريد بل المؤرخ 


)١(‏ يذكر ابن خلدون رواية أخرى يقول فيها . « وبلغ الخبر علي بن غانية » (باستيلاء ابن الربرتير على 
ميورقة) بمكانه من طرابلس ٠‏ فبعث أخاه عبد الله إلى صقلية وركب منها إلى ميورقة. (العبر. ج5, 
صةءة). 
)١(‏ ابن خلدون : العبرء ج5 . ص6١5-601١6.‏ 
(©) عبد الواحد المراكثي : المعجبْ في تلخيص أخبار المغرب. ص١ن#-‏ 08" . 
(؛) وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص61١160-1.‏ 
وابن خلدون : العبرء جح" . ص .6١05‏ 
(0) عبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص١8"‏ - 05" . 
وابن خلدون : العبرء ج5 . ص .01١5-801١6‏ 
(1) ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص8١٠؟‏ . 
(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 585 . 
(م) ابن خلدون : العبر. ج7 . ص5١1هم-١07.‏ 
(5) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص0٠6١1-١101.‏ 


فض 


الفرنسي في تاريخه عن بني غانية!' . ومهما يكن الأمر فقد تمكن عبد الله بن اسحق بن غانية من 
الاستيلاء على جزيرة ميورقة . وتشير النصوص التي بين أيدينا إلى الدور الام والخطير الذي 
قام به ملك صقلية النورمندية آنذاك!"!؛ في تقديم العون إلى عبد الله بن اسحق الذي توجه إلى 
جزيرة صقلية من ثغر طرابلس ومنها أبحر إلى جزيرة ميورقة!"!. ويذكر ابن عذاري ما بلي » 
«ووركب عبد الله بن غانية من إفريقية إلى صقلية واعين منها بجفن تجهز فيه إلى جزيرة 
ميورقة لك 

ولا شك أنه كان لصقلية النورمندية مصلحة كبرى في تمزيق الوحدة الإسلامية » وإضعاف 
نفوذ الموحدين في إفريقية ؛ النين كانوا يشكلون خطراً داهماً على النورمنديين في جزيرة 
صقلية . وكان غليام الثاني ملك صقلية يتوجس خيفة من الموحدين . واضطر في عام 
ولاه ه - 1١74‏ م أن يدفع لهم اتاوة سنوية » وأرسل إلى الخليفة الموحدي يوسف بن عبد 
لمؤمن هدايا قيمة وذخائر نفيسة!؟! , خاصة وأنه كان يعتمد على المسلمين في جزيرة صقلية في 
حرسه وجيوشه وأساطيله . وكان المسلمون يشكلون نسبة كبيرة من السكان في عهد غليام 
الثاني ؛ ويتطلعون إلى التحرر من النير النورمندي07). ويذكر ابن جبير في رحلته ما بلي » 
«ووصل أمر من ملك صقلية (غليام الثاني) بعقلة المراكب بجميع السواحل بجزيرته بسبب 
الأسطول الذي يعمره ويعده » فليس لمركب سبيل للسفر إلى أن يسافر الأسطول المذكور » . 
وكان ذلك في شهر شوال 08٠١‏ ه - 1١185‏ م..:« وفي هذا التاريخ وصلتنا أخبار موحشة من 
الغرب منها تغلب صاحب ميورقة على بجاية » والناس في مدينة اطرابنش بجزيرة صقلية » 
يرجمون الظنون في مقصد هذا الأسطول الذي يحاول هذا الطاغية تعميره , وعدد أجفانه فيا 
يقال ثلاثمائة » بين طرائد ومراكب ٠‏ ويقال أكثر من ذلك . ويستصحب معه نحو مائة سفينة تحمل 
الطعام .. فمنهم من يزعم أن مقصده الاسكندرية . ومنهم من يقول ان مقصده ميورقة » ومنهم 
من يزعم أن مقصده إفريقية , ناكثاً لعهده في السام بسبب الأنباء الموحشة الطارئة من جهة 
الغرب . . »|"). ويذكر ابن الأثير بأن صاحب صقلية (غليام الثاني) التمس الصلح من خليفة 
الموحدين يوسف بن عبد المؤمن عام 078 ه - ١١79‏ مء عند قدوم الخليفة الموحدي للمهدية 


. 7١ص‎ » الفريد بل: بنو غانية‎ )١( 

.م1186-1١55-ه‎ 0860-8575 . غليام الثاني (ولم الثاني ) آخر ملوك أسرة هوتفيل النورمندية‎ )١( 
(د. أحمد مختار العبادي : تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى . ص60).‎ 

() ابن خلدون: العبرء ج5 . ص 05١ه.‏ 

(:) ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي , ص61١0-1ا16.‏ 

(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص0؟5 -557 . 

(1) رحلة ابن جبيرء ص 757 وما بعدها. 

() المصدر السابق. ص 7١١‏ . 


يفف 


عاصمة «إفريقية » . فهادنه عشر 0 

يتضح من النص الآنف الذكر مدى اهتام غليام الثاني ملك صقلية النورمندية بما كان يجري 
من أحداث في إفريقية بين بني غانية والموحدين » ومدى استعداداته البحرية وقوة أساطيله , 
ولا ندري إلى أين توجه ذلك الأسطول؟ والأرجح أنه بقي راسياً في مرامي صقلية يترقب تطور 
الأحداث بين بني غانية والموحدين استعداداً للتدخل في الوقت المناسب . وكان بنو غانية كما 
يتضح مما ذكره ابن خلدون عن توجه عبد الله بن اسحق إلى ميورقة من ثغر طرابلس عن طريق 
صقلية , على علاقة وثيقة بصقلية النورمندية لعدائهما المشترك للموحدين!' , كما لا ندري مقدار 
العون الذي قدمه أسطول صقلية النورمندية لعبد الله بن اسحق بن غانية من أجل استعادة 
جزيرة ميورقة من أيدي الموحدين بالرغم من اهدنة المعقودة بينه وبين الموحدين ٠‏ وقد أشار ابن 
عذاري إلى أن عبد الله قد « أعين من صقلية بجفن تجهز فية إلى ميورقة »'"' , ولا نتصور أن 
جفناً واحداً كان يكفي للإقدام على مثل هذه المغامرة الخطيرة . 

والأرجح في نظرنا أن يكون غليام الثاني قد قدم عونا كبيراً من سفن أسطوله إلى عبد الله 
ابن اسحق مكنه من توطيد أقدامه في جزيرة ميورقة . والتصدي للأساطيل الموحدية التي 
أغارت على جزيرة ميورقة!' . وبعد أن وصل عبد الله بن اسحق إلى شاطىء جزيرة ميورقة 
وجد من سكان الجزيرة عوناً كبيراً . كما وجد مساندة كبرى من نجاح أحد موالي أبيه اسحقء 
الذي ظل معتصاً في أحد حصون الجزيرة مع جماعة من الموالي والجنود النين ظلوا على ولائهم 
لبني غانية , مما مكنه من الزحف على مدينة ميورقة عاصمة الجزيرة , وانضم إليه أثناء زحفه , 
الفلاحون ورعاة الأغنام ‏ وأرسل إلى أنصاره داخل مدينة ميورقة يطلب منهم العون والتأييد , 
ففتحوا له الأبواب ودخل عاصمة الجزيرة دون أي مقاومة تذكر مستخدماً الحيلة » وسيطر 
سيطرة كاملة على جميع جزيرة ميورقة!". وما إن بلغت الأنباء باستيلاء عبد الله بن اسحق بن 
غانية إلى الخليفة الموحدي يعقوب بن يوسف المنصور حتى أمر بإرسال الأساطيل الموحدية» 
لاستعادة ميورقة . ولكنها فشلت في تحقيق ذلك , وتعرضت إلى خسائر فادحةء ويقول ابن 
خلدون في هذا الصدد ‏ « وبعث المنصور أسطوله إلى (جزيرة ميورقة) مراراً مع أبي العلا بن 


٠. 


. ابن الأثير: الكامل؛. ج١١ . ص1358‎ )١( 

(0) ابن خلدون : العبرء ج5 . ص 05.ه. 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص017١1697-1.‏ 

(5) ابن خلدون: العيرء ج7 . ص6015. 

(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص١0"‏ - 567 . 
ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص65١1807-1.‏ 
مخائيل أماري : المكتبة الصقلية ؛ ص /- 8 . 


فض 


جامع 0 الخ أي إبرا هي المزرجي ٠‏ فامتنموا منهم وقتلوا منهم خلقاً كبيراً 
وقوي أمر عبد الله ٠ "(6 . ١‏ وبالرغم من إخفاق الأساطيل الموحدية في الاستيلاء على جزيرة 
ميورقة إلا أن أسطول ب بقيادة أبي العباس الصقلي تمكن من الاستيلاء على جزيرة يابسة 
سنة 6817 ه- ١١487‏ مء ويقول ابن عذاري في هذا الصدد , « وفي سنة 08 ه - 1١١810‏ م,2 
كانت حركة القائد أَبي العباس الصقلي بالأساطيل المنصورة . وهجموا على يابسة ودخلوها 
واستولوا عليهاء وقبضوا فيها على ابن نجاح القائد الميورقي الذي هرب عن ابن غانية 
للموحدين . ثم نكث عليهم » وقد كان خدع أهل يابسة ودخلها ..» .ويضيف ابن عذاري إلى 
ذلك قائلا . « وفي هذه السنة كان استيلاء يوسف بن أيوب على ما كان بيد الروم من بلاد 
الشام » وغلبته على بيت المقدس وصرفه للمسلمين وضبطه على ما كان به من النصارى . . »!ا , 

كما استولت الأساطيل الموحدية على جزيرة منورقة . وظل أمير البليار عبد الله بن اسحق 
ابن غانية يتطلع لاستعادة جزيرتي يابسة ومنورقة » وبينما كان يسعى جاهداً التقوية نفوذه في 
ميورقة كبرى جزر البليار استعداداً لجاببة الموحدين في المعركة المصيرية المرتقبة!"' ‏ كانت تدور 
رحى حرب دامية بين الموحدين وبني غانية في إفريقية » وكان يقود القوات الموحدية الخليفة 
يعقوب المنصور بنفسه للقضاء نبائياً على قوات بني غانية , وحلفائهم في إفريقية . حتى يتفرغ 
لقتال مالك اسبانيا المسيحية التي تكالبت على بلاد الأندلس. 

الحرب بين بني غانية والموحدين في | فريقية 

حاول الخليفة الموحدي يعقوب المنصور القضاء نهائياً على بني غانية بالاستيلاء على معقلهم 
الرئيسي في جزيرة ميورقة . ولا فشلت الحملات البحرية المتتابعة التي أرسلها بقيادة أبي العلا 


ابن جامع ويحيى بن الشيخ أبي إبراهم الهزرجي في الاستيلاء على هذه الجزيرة التي سيطر عليها 
عبد الله بن اسحق بن غانية سيطرة كاملة'” .ل يجد الخليفة الموحدي مفراً من مجاببة بني غانية 


.01١5ص‎ . ابن خلدون : العبرء ج7‎ )١( 
يشير ابن عذاري إلى الانتصار الذي‎ . ٠7١ - ١59 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ )١( 
, حققه صلاح الدين الأيوني في معركة حطين التي حقق فيها نصراً ا 5 الشام‎ 
م.‎ ١١40 وقد توج انتصاره العظم باستعادة بيت المقدس من أيديهم “804 هد‎ 
. (ابن الأثير: الكامل . ج١١ . ص 084 وما بعدها)‎ 
. ابن عذاري : البيان المغفرب/القسم الموحدي . ص515‎ (0 
. عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 568 وما بعدها‎ )4( 
.١5797صو رحلة التجاني . ص ؛١ وما بعدها.‎ 
وما بعدها.‎ 5١0 وما بعدها. وص‎ ١67 أبن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ 
ابن خلدون : العبر.ء ج37 . ص55" وما يعدها. وض 505 وما بعدها.‎ 
. 07١ ابن خلدون: العبر. ج7 . ص‎ )0( 


زفضا 


في فريقية خاصة عندما بلغته الأنباء باستفحال خطرهم واستيلائهم على بلاد الجريد بالتحالف 
مع الأعراب والأتراك الغزء واستعد استعداداً كبيراً لهذه الجابية من شهر شوال عام 
8 ه - 1185 م. وما إن وصلت القوات الموحدية إلى تونس حتى أمر الخليفة ابن أخيه 
يعقوب بن عمر بن عبد المؤمن بالتوجه على رأس ستة آلاف من الفرسان للاشتباك مع قوات علي 
ابن اسحق بن غانية وحلفائه الأعراب والغز وكان اللقاء في عمره('! في الخامس عشر من شهر 
ربيع الأول سنة 08 ه - 50” مايو 1141 م : ونشبت هناك معركة دامية هزمت فيها القوات 
الموحدية هزية كاسحة ومزقت شر ممرّق ؛ وأسر في هذه المعركة علي بن الربرتيرء وفر قائد 
الحملة يعقوب بن عمر مع فلول قليلة إلى تونس ؛ واعتصمت جماعة من الماربين في قفصة . وبعد 
أن انتهت هذه المعركة الدامية أمر علي بن غانية بقتل جمبع من التجأ من الموحدين إلى قفصة 
كما أمر بتعذيب علي بن الربرتيرثم قتله وتعليق رأسه على باب قفصة!")! 

وما إن بلغت أنباء الهزْية المفجعة إلى الخليفة يعقوب المنصور حتى خرج بنفسه على رأس 
قواته وأرسل إحدى السرايا لمهاجمة مخيات الأعراب «١‏ الموالين للموارقة فشنوا الغارة عليهم مع 
الصباح واكتسحوهم وساقوا أموالهم وبلغ العرب النين مع الموارقة ما حل بأحيائهم فانفضت 
جموعهم وتضعضعت محلة الموارقة بسبب ذلك.. »("). وقاد المنصور جميع قطاعات الجيش 
الموحدي بنفسه مستغلًا حالة الفوضى التي عمّت معسكر ابن غانية » واشتبك مع قوات علي بن 
اسحق وحلفائه من الغز الأتراك بقيادة شرف الدين قراقوش التقوي وبقية الأعراب الذين 
بقوا إلى جانبه» وكان اللقاء في حامة « حمة » مطماطة“!؛ وانهزم علي بن اسحق بن غانية 
وحلفاؤه هزيمة كاسحة . وانسحبت فلول قواته إلى صحراء توزر. وكان تاريخ هذه المعركة 
الدامية في التاسع من شعبان 58 ه - أكتوبر 11817 م" » واستولى يعقوب المنصور على جميع 


.)1١5 عمره: فحص بأحواز قفصة من بلاد الجريد في إفريقية (الحميري : الروض المعطارء ص‎ )١( 
. (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص68"‎ 

وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص5١5‏ . 

ورحلة التجاني . ص 157 . وابن خلدون : العبرء ج" . ص .6٠5‏ 

والناصري : الاستقصاء . ج ؟., ص 15٠6‏ -351. 

وابن الأثير: الكامل . ج١١‏ , ص 08١‏ . والحميري : الروض المعطارء ص 4١6 - 4١4‏ . 

والفريد بل: بنو غانية » ص8١١‏ وما بعدها. 
(") الحميري : الروض المعطارء ص 4١4‏ . 
(غ) حامة مطماطة : « مدينة قديمة مسورة.. سكانها من البربر يعرفون بمطماطة وهي كثيرة التمر والزيتون 
والفواكه . وفي المدينة عين كبيرة شديدة الحرارة ». (كتاب الاستبصار. ص .)١60‏ 
(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 61" . 

ومجهول المؤلف : كتاب الاستبصار . ص ١6١‏ . ورحلة التجاني . ص 30-١4‏ , 

والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية؛ ج؟ . ص90725. - 


فض 


بلاد الجريد وخضعت لحكمه قابس" . التي أسر فيها أهل قراقوش وأنصاره وأصحابه وبعث 
يم الخليفة يعقوب إلى تونس في البحر ومنها إلى مراكش'"". كما استولى على توز را" وقفصة!") 
الى استسلمت بعد حصار شديد في أوائل ذي القعدة 087 ه- يناير 1١1417‏ م» وأمن يعقوب 
المنصور سكانها وقتل الأغزاز وكان بينهم إبراهم بن قراتكين المعروف بسلاح دار 
المعظمي 0" , واستسلمت للموحدين نفزاوة” ونقيوس'" , ونفطة!*) «٠‏ فعمهم من هذا الأمر 
العزيز وأمنه ما مهد أرجاءهم وصدق في فضل هذا الأمر العظم رجاءهم ». 

وعندما أحاطت قوات يعقوب المنصور بقفصة « وصل خطاب قراقوش .. راغباً في 
التوحيد . خاضعاً ماداً يد الاستكانة! معلماً أنه إن قبلت توبته وأجيبت رغبته جاء إلى 
الموحدين مطيعاً . ووصلت في غدة إرسال أبِي زيان . وهو زعم من زعماء الأغزاز يضاهي 
قراقوش في قدره ء ويقاسمه ني أمره وكان قد انتبذ عنه » واستبد بطرابلس ونواحيها » وأظهر 





- وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص ١57‏ - 15# . 

وابن خلدون : العبرء ج" . ص .0٠١‏ 

وابن الأثير: الكامل؛ ج١1‏ . ص 65١‏ . 
)١(‏ قابس : مدينة حصينة من بلاد الجريد في إ فريقية بحرية صحراوية , كثيرة الثار والغلات . يحيط بها واد 
خصيب وتبعد عن البحر ثلاثة أميال (الحميري : الروض المعطار. ص 400). 
)١(‏ الحميري : الروض المعطار. ص 1١6‏ . 
(؟) توزر: مدينة كبيرة من كورة قسطيلية ببلاد الجريد من إفريقية » تقع على طرف صحراء رملية صعبة 
العبور . يقال إن بها وادي رمل يجري كما يجري الماء . اتخذها علي بن اسحق بن غانية ملجأ له عند الخطر . 
(كتاب الاستبصار. ص .)١88‏ 
(؛) قفصة : مدينة حصينة من بلاد الجريد في إفريقية » تحيط با بساتين واسعة لكثرة عيون الماء حولها » 
وفيرة الغلات والفواكه. (الحميري : الروض المعطار ص57 وما بعدها . وكتاب الاستبصار . ص ١6١‏ وما 
بعدها) . 
(5) رحلة التجاني . ص8١‏ . والحميري : الروض المعطارء ص 98"؟ . 
() نفزاوة: قطر واسع من بلاد الجريد ؛ ومن أهم مدنه طره ؛ وهي بلدة حصيئة كثيرة النخل , وبشرى 
وهي بلدة مسورة قديمة كثيرة الفواكه والزيتون والنخل , وايتمسلين وهي بلدة حصينة تحيط بها غابة من 
النخيل والزيتون . وبلدة تاورغي التي اشتهرت بعين ماء عميقة جداً وتحيط بها البساتين (كتاب الاستبصار , 
ص67١68-1١).‏ 
(1) نقيوس : من كورة قسطيلية ببلاد الجريد في ! فريقية , تحيط بها غابة نخل وزيتون وجميع أنواع الفواكه , 
أكثر بلاد قسطيلية ثروة وألطفها مناخاً . 

(كتاب الاستبصار . ص65١).‏ 
(4) نفطة: من كورة قسطيلية ببلاد الجريد في إفريقية , وهي بلدة قدية تحيط بها بساتين الفواكه . كثيرة 
الخصب . ويشق بساتينها نهر وافر المياه وأهلها من ذوي اليسار . وأصلهم من الروم . (كتاب الاستبصار , 
صةه6١).‏ 
(1) الرسالة الحادية والثلاثون من رسائل موحدية . ص55١.‏ 


يفنا 


دعوة التوحيد فيهاء وصارت هذه البلاد كلها إلى معهودها من الطاعة والانتظام في سلك 
الحياية ااام 

ويذكر عبد الواحد المراكشي تحت عنوانء « ماليك الغز المصريونفي المغرب » ما يلي «١‏ وني 
سنة 087 ه- 1187م ورد علينا البلاد (بلاد المغرب الأقصى ) الغز من مصر ء وكان من ورد 
علينا مملوك يسمى قراقش ذكروا أنه كان مملوكاً لتقي الدين ابن أخي الملك الناصر (صلاح 
الدين ) ؛ ورجل يسمى شعبان , ذكروا أنه من أفراد الفغزء ومن أجناد المصريين رجل يعرف 
بالقاضي عماد الدين مع آخرين . فأحسن (يعقوب المنصور) نزهم وبالغ في تكريهم . وجعل لمم 
مزية ظاهرة على الموحدين . وذلك أن الموحدين يأخذون الجامكية ثلاث مرات في كل سنة في 
كل أربعة أشهر . وجامكية الغز في كل شهر لا تختل . وقال : الفرق بين هؤلاء وبين الموحدين 
أن هؤلاء غرباء لا شيء لم في البلاد يرجعون إليه سوى هذه الجامكية» والموحدون هم 
الإقطاع والأموال المتأصلة . هذا مع أنه أقطع أعياهم كإقطاع الموحدين أو أوسع. فقد قطع 
رجلا منهم من أهل إربل يعرف بأحمد الحاجب مواضع ليس لأحد من قرابته مثلها . كما أقطع 
شعبان الغرّي بالأندلس قرى كثيرة تغل في كل سنة نحواً من تسعة آلاف دينار.. ولم يرد المغرب 
من طائفة الغز ألطف حساً . ولا أزكى نفساً . ولا أحسن محاضرة , ولا أطيب عشرة من شعبان 
الغرّي ما لقيته . إلا استنشدته أو أنشيني .. »!"). وم يكن شرف الدين قراقوش صادقاً في 
إعلانه رغبته في التوحيد والانضمام للموحدين . كما ادعى في رسالته التي أرسلها للخليفة يعقوب 
المنصور في مطلع ذي القعدة *68 ه - يناير 1١4819‏ م » وجيوش الخليفة الموحدي تحدق بمدينة 
قفصة("). فقد كان كما قال التجاني «٠‏ حارب بني عبد الؤمن ؛ وتلاعب بالمهاجرة إليهم تارة » 
والفرار عنهم أخرى . ودام ذلك نحواً من أربعين سنة إلى أن قتله (يحيى بن اسحق بن غانية) 
الميورقي .. 6 . وكان دافعه إلى التظاهر بموالاة الموحدين للمرة الأولى فها نرجح » هو من 
أجل تخليص أهله الذين أسرهم الموحدون في قابس ونقلوهم إلى مراكش ء واستنقاذ ثروته 
الهائلة التي أودعها في تلك البلدة*". وعاد يعقوب المنصور بعد استيلائه على ! فريقية . وإعادة 


٠. 


.١9؟8ص المصدر السابق.‎ )١( 
. "31 - "58 (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
.١58ص الرسالة الموحدية الحادية والثلاثون من رسائل موحدية.‎ )*( 
وما بعدها.‎ ٠١ والرسالة الموحدية الثانية والثلاثون. ص؛‎ 
.1١4- 1١ص‎ . (؛) رحلة التجاني‎ 
. 4١6 الحميري : الروض المعطار. ص‎ )0( 
.05١ص‎ . ١١ج وابن الأثير: الكامل.‎ 


لضا 


الأمن إلى ربوعها , إلى بلاد المغرب في محرم عام 585 ه - مارس 88١1م‏ : وولّى السيد أبا 
زيد بن أني حفص على ! فريقية!". 

مقتل علي بن اسحق بن عمد بن غانية وتولية أخيه يحيى 

م يتمكن علي بن اسحق بالرغم من جرأته وبسالته من تكوين ملكة مستقرة للمرابطين من 
بي غانية في إ فريقية وبلاد المغرب » واضطر بعد معركة حمة مطماطة التي فقد فيها معظم قواته 
إلى الانسحاب إلى سباخ صحراء توزر. ويذكر صاحب الاستبصار بأن علي بن اسحق بن غانية 
اجتاز تلك الصحاري الموحشة التي لا أثر للعمران فيها . وكان يبلك كل من يحاول عبورها 
قائلا . « وشق صحراءها هذا الشقي في حين طلب الموحدين له أيام إقامة أمير المؤمنين على 
قفصة , وأعانه على ركوبها ما تعوده أيام كونه مع أبيه بميورقة فإن من أفعاله ركوب ظهر اللجج 
طول النهارء فإذا أقبل العشي طلب أهل البر للفرضة . وكذلك فعل هذا الشقي ركب هذه 
الصحراء طول إقامة الخليفة ببلاد إفريقية » فلما أقفل عنها رجع إلى أقرب البلاد لها ء وهي 
توزر فقضى نحبه عليها.. »('). وقد أضفى على حكمه الشرعية بإقامة الدعوة للعباسيين 
«وبعث ولده وكاتبه عبد المؤمن إلى الخليفة الناصر ابن المستضيء ببغداد مجدداً ما سلف لقومه 
من المرابطين بالمغرب من البيعة والطاعة وطلب المدد والإعانة . فعقد له كما كان لقومه وكتب 
الكتاب من ديوان الخليفة إلى ملك مصر والشام النائب عن الخليفة بها صلاح الدين يوسف بن 
أيوب . فجاء إلى مصر فكتب له صلاح الدين إلى قراقش (شرف الدين قراقوش التقوي) 
واتصل أمرهما إلى إقامة الدعوة العباسية.. »("). ويقول ابن العماد الحنبلي في حوادث عام 
١‏ ه- 86١1م‏ وفيه «استولى ابن غانية الملثم على أكثر بلاد إفريقية » وخطب للناصر 
العبابي وبعث رسوله يطلب التقليد بالسلطنة »47 . وبالرغم مما أضفاه على حكمه من شرعية 
أكسبته ولاء قطاعات واسعة من سكان إفريقية والمغرب الأوسط . إِلآ أن سوء تصرف حلفائه 
من الأعراب وقيامهم بأعمال السلب والنهب واشتراطهم على الأمير علي بن اسحق أن يقاتلوا 
على طريقتهم واضطراره إلى مجاراتهم » جعل جميع البلاد التي استولى عليها ابن غانية في حالة 
من الفوضى أو عدم الاستقرار , بالاضافة إلى ذلك . فقد كان يفرض على المدن المفتوحة شروطاً 
قاسية من أجل إشباع نهم حلفائه الأعراب إلى الغنائم والأموال ليظلوا على ولائهم له ء مما أفقده 
ولاء سكان تلك المدن النين م يكن لهم أي مصلحة في هذا القتال ؛ وزاد الطين بلة وحشية الغز 





. ١6ص الزركثي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصيةء‎ )١( 
وحمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص177.‎ 
.15.0-1١696 مجهول المؤلف : كتاب الاستبصار. ص‎ )١( 
ابن خلدون: العبرء ج.» ص555.‎ )( 
ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب . ج1 . ص358؟.‎ (0 


الخحضس 


الأتراك وقسوتهم واستباحتهم لمدن إفريقية وقراها وتطلعهم إلى جمع الأموال بأي وسيلة . مالم 
يكن علي بن اسحق من تنظم حك مستقر في إفريقية , وما أسرع ما انهارت قواته بعد معركة 
حمة مطماطة أمام القوات الموحدية التي لم تمكنه من ترسيخ دعائم حكيها"ا. 

ويذكر التجاني في رحلته نقلًا عن ابن شدادا") عن » « حال إفريقية وما تعرضت له من 
شدة أيام استيلاء علي بناسحق الميورقي عليها » فقال. «أخبرني أبو عبد الله مد ابن البراء 
المهدوي وقد وصل إلى دمشق سنة 087 ه - 1185 مء وقال: فسألته عن أحوال إ فريقية 
فأجاب . هلك العباد وخربت البلاد.. »29), 

وبالرغم من الهزيمة الساحقة التي تعرض لا علي بن اسحق بن غانية في معركة حمة مطماطة 
وانفضاض حلفائه عنه ولجوئه إلى صحراء توزر» إِلَآ أنه سرعان ما عاد إلى الميدان ثانية عندما 
عم بعودة الخليفة يعقوب المنصور إلى مراكش!؟) في محرم 584 ه ‏ مارس 5(.1188. 

ويقول صاحب الاستبصار عن مقتل علي بن اسحق ما يلي عند حديثه عن بلدة توزر « وهي 
المدينة السعيدة التي هلك عليها عدو الله شقي ميورقة رشقه الله سهمأ في ترقوته فقضى نحبه. 
وكان قد انتقم من أهلها سنة 087 ه 1187م وحصرها مدة . وضيق عليها حتى دخلها ثم 
أخرجه عنها الأمر العزيز وفر إلى الصحراء على وجهه واتصل ببني قره؛ فعند قفول المحلة 
المنصورة عن بلاد إفريقية أقبل إليها ‏ وظن أن كل بيضاء شحمة ؛ فأتاه الموت من حيث لم 
يحتسب وقيل إنه كان سهم قوس اللولب.. »(0). وأما التجاني فيقول؛ « ومات علي ؛ على 
توزرء جاءه سهم في ترقوته فمات منه 2"!6. واكتفى ابن القنفذ السنطيني بقول ما بلي بهذا 
الصدد . « ورجع المنصور إلى مراكش . ومحلة الميورقي لم تزل ببلاد إفريقية . وتوف علي بن 
اسحق على توزرء وبويع أخوه يحيى بن اسحق 6(*). أما عبد الواحد المراكشي فيروي الرواية 





)١(‏ سليان مصطفى زبيس : تأملات حول محاولات إعادة الحك المرابطي في المغربين الأوسط والشرقي . (بجلة 
ميورقة الصادرة من كلية الفلسفة والآداب بالمادي ميورقة جامعة برشلونة). ص ١90‏ . 
)١(‏ ابن شداد : هو أبوحمد بن عبد العزيز بن شداد من ذرية المعز بن باديس الصنهاجي ملك إ فريقية ‏ وله 
كتاب « الجمع والبيان في أخبار المغرب والقيروان » ؛ من رجال آخر القرن السادس للهجرة هاجر إلى بلاد 
الشام ؛ ومات بها وكان من أمراء امعساكر في دولة صلاح الدين الأيوبي. (رحلة التجاني . حاشية ١«‏ ». 
ص6١).‏ 
(©) رحلة التجاني . ص4١‏ . 
(:) مجهول المؤلف : كتاب الاستبصار. ص0١5١1.‏ 
(0) الزركثي : تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية. ص1١.‏ 

وحمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص51١.‏ 
(1) مجهول المؤلف : كتاب الاستبصار. ص ١66‏ . 
(7) رحلة التجاني . ص؟5١1.‏ 
(8) ابن القنفذ القسطيني: الفارسية في مبادىء الدولة الحفصية. ص"١٠.‏ 


كنا 


التالية التي يقول فيها , بأن الخليفة الموحدي يعقوب المنصور خرج بنفسه على رأس قواته « حتى 
لقي علي بن غانية بموضع يعرف بالحامة . حامة دقيوس١'!.‏ فما وقف أصحاب علي إلا يسيراً 
حى انكشفوا عنه ؛ وأبلى هو عذراً فأنخن جراحاً . وخرج فاراً بنفسه , فمات في خيمة لعجوز 
أعرابية!. وكان حين خرج من ميرقة (ميورقة) خرج معه من إخوته عبد الله ويحيى وأبو بكر 
وسيرء فبقي هؤلاء المذكورون بعد موت أخيهم على من كان معهم من أصحابهم ثم رأوا أن 
يقدموا عليهم يحيى لا رأ من شهامته وشجاعة نفسه فقدموه.. لكا 

ويقول الحميري في هذا الصدد عند حديثه عن توزرء « .. وعليها هلك علي بن اسحق 
الميورقي جاءه سهم في ترقوته فقضى نحبه , وكان قد انتقم من أهلها سنة 087 هع ١١87‏ م2 
وحصرها مدة وضيق عليها . وتحرك إليه صاحب مراكش (يعقوب المنصور) فكان من أمره ما 
ذكر !"1 بينما يذكر ابن خلدون رواية أخرى يقول فيها «٠‏ وقفل (الخليفة يعقوب المنصور) إلى 
المغرب سنة 085 ه > ١188‏ م ء ورجع ابن غانية وقراقش (قراقوش التقوي) إلى حالهما من 
الأجلاب على بلاد الجريد» إلى أن هلك علي في بعض حروبه مع أهل نفزاوة سنة 
ه - 1188 م أصابه سهم غرب كان فيه هلاكه , فدفن هنالك وعفى قبره وحمل شلوه إلى 
ميورقة فدفن فيها . وقام بالأمر بعده أخوه يحيى بن اسحق بن مد بن غانية .وجرى في مظاهرة 
قراقش وموالاته على سنن أخيه على .. »!'. 

الصراع الدامي بين يحيى بن غانية والموحدين 

تولى يحيى بن اسحق بن مد بن غانية قيادة قوات ميورقة وحلفائها من الأعراب من بني 
سلم وهلال والغز الأتراك بعد وفاة أخيه علي '*' . وناجز الموحدين مناجزة لا هوادة فيها با 
عرف عنه من شهامة وشجاعة وإقدام””'. وبالرغم من تظاهر قراقوش التقوي بهادنة الموحدية 





)١(‏ والأصح هو حامة « حمة » مطماطة. وعليها هزم الخليفة أبو يوسف شقي ميورقة واستأصل ثأفته 
وسكانها قوم من البربر يعرفون بمطماطة . (كتاب الاستبصار . ص .)١0١0‏ أما حامة دقيوس فهي حامة بني 
بهلول (البهاليل). (كتاب الاستبصار . ص65١0-1ا6١),‏ 
() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص ة4". 
(©) الروض المعطارء ص44١.‏ 
(؛) ابن خلدون : العبرء ج35 . ص90" - مه" , 
)0( ابن القنفذ القسنطينى: الفارسية في مبادىء الدولة الحفصية. ص“*١٠.‏ 
وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 64" . 
والوزير جمد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص 4ة". 
ورحلة التجاني . ص .٠١54‏ 
(1) ابن خلكان : وفيات الأعيان. ج7 . ص8١ .١١6-‏ 
وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب » ص 69" . 


ميقا 


وإعلانه توليته وطاعتها' . وتوجهه إلى بلاد المغرب 087 ه - 11487 م وإكرامه غاية الإكرام 
من قبل الخليفة يعقوب المنصور مع بقية من استسم للموحدين من الأتراك الغز!"!, لشجاعتهم 
وبسالتهم ورغبته في الاستعانة بهم في الدفاع عن الثغور الإسلامية!"'. .إلا أن قراقوش التقوي م 
ا ا ا ا اا ل د 
ودام ذلك نحواً من أربعين سنة إلى أن قتله (يحيى بن اسحق) الميورقي ©(4). والأرجح أن ما 
دفعه إلى التظاهر بهادنة الموحدين هو رغبته في استعادة أهله, النين مره الموحدون ف 
قابس , بعد أن امتنعوا فترة في قصر العروسين الحصين , ونقلهم الموحدون إلى تونس ومنها إلى 
مراكش . كما استولوا على أمواله الطائلة التي كان قد أودعها في حصون قابس!"). وما إن 
حصل على بغيته حتى عاد ثانية إلى قتال الموحدين بالتحالف مع بني غانية!"). 
ويقول ابن خلدون بهذا الصدد , « ورجع ابن غانية وقراقش إلى حالما في الاجلاب على 
بلاد الجريد , إلى أن هلك في بعض حروبها » مع أهل نفزاوة سنة 584 ه - ١١88‏ مء وقام 
بالأمر أخوه يحيى بن اسحق بن مد بن غانية . وجرى في مظاهرة قراقش » وموالاته على سنن 
أخيه علي . . »!". وفجأة وقع الخلاف بين يحيى بن اسحق ابن غانية وحليفه قراقوش التقوي 
085 ه- 1150م , الذي أعلن للمرة الثانية عن خضوعه للموحدين . وتوجه إلى تونس وقابل 
أبا زيد عامل ! فريقية » وأعلن طاعته »« وتقبله السيد أبو زيد ابن أي حفص بن عبد المؤمن » , 
وأحيط هذا المغامر بالتكريم وأغدقت عليه النى[*)! وريما يكون من أسباب مسالمة قراقوش 
للموحدين وتظاهره بطاعتهم للمرة الثانية » علاقة بالظروف القاسية التي كانت قمر بها بلاد 
الشام » وتكالب الأساطيل المسيحية على سواحلها ء واستنجاد صلاح الدين الأيوبي بالخليفة 
الموحدي يعقوب المنصور . لمساندته بالأساطيل . ما حفز صلاح الدين إلى الضغط على قراقوش 
التقوي لمهادنة الموحدين . ويقول ابن خلدون في هذا الصدد , بأن صلاح الدين الأيوبي « بعث 





.١58ص الرسالة الحادية والثلاثون من رسائل موحدية.‎ )١( 
.555-- ”56 (؟) عبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
ابن الأثير: الكامل» جا ص ١5و كلو‎ )0( 
.1١1-1١”ص‎ . (؛) رحلة التجاني‎ 
. 758 والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية, ج؟ . ص‎ 
.05١ص‎ . ١١ج وابن الأثير: الكامل:‎ . ٠١4 - رحلة التجاني . ص هه‎ )5( 
. ابن خلدون: العبرء ج7 . ص545 . والفريد بل: بنو غانية » ص80‎ )1( 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج5 . ص97" -8و”".‎ 
.٠١4ص‎ . رحلة التجاني‎ )8( 
. والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص 9ه‎ 
. 5٠١ وابن خلدون : العبرء ج5 . ص 58" . والفريد بل : بنو غانية . ص‎ 


نكا 


مريحه إلى المنصور سنة 0860 ه - 1١85‏ م» بطلب إعانته بالأساطيل لمنازلة عكا وصور 
وطرابلس .. ٠٠١»‏ . كما أرسل صلاح الدين في عام 083 ه - ٠4١1م‏ أيا الحارث عبد الرحمن 
ابن منقذ!"! سفيراً إلى الخليفة يعقوب المنصور . ويقول ابن عذاري في هذا الصدد في حوادث سنة 
ه - 1150 مء<وفي هذه السنة وصل ابن منقذ رسولاً عن صاحب الشام والديار المصرية 
يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين . ووصل إلى المنصور أمير المؤمنين مخاطبات السيد أبي زيد 
من | فريقية والسيد أبي الحسن من بجاية بوصول المذكور إلى تلك البلاد . ثم قدمت الخاطبات إلى 
من بالمغرب من الولاة والعمال بالتوسعة له نزله والاحتفال به وأن يستقر بمدينة فاس » فأقام بها 
إلى أن انقضت حركة المنصور (إلى بلاد الأندلس!؟): فاستدعى الرسول المذكور فوصل إليه 
وقعد بين يديه وخلا به على اختصاص وانفراد . فتلقى الجواب من المنصور جملا . وأحيل 
على ما يوضحه له الوزراء مضراً ومكملا . ولا دنا إيابه وحصل على ما تمكن جوابه » أفيض 
عليه من النوال والإحسان وضروب من النعم السابغة والامتنان . وقوبلت هداياه من العوض 
في نفاسة الأشخاص والأمان وانصرف إلى بلاده. وقد رأى ووعى في طريقه وفي مدة ! قامته ما 
عم أن بالمغرب ملك الإسلام ومقر الإيمان »*). وبالرغم من كل ما ذكره ابن عذاري في نصه 
الآنف الذكرء فم تحقق هذه السفارة الغرض المرجو من إرسالها!"ا. 

ويذكر ابن خلدون بهذا الصدد أن صلاح الدين أرسل أبا الحارث عبد الرحمن ابن منقذ 
« ..إلى المنصور بالمغرب بهدية تشتمل على مصحفين كريمين منسوبين , ووزن مائة درهم من دهن 
البيلسان ؛ وعشرين رطلًا من العود » وستائة مثقال من المسك والعنبر وخمسين قوسا أعرابية 
بأوتارها ٠‏ وعشرين من الفصول الهندية ؛ وسروج عدة ثقيلة » ووصل إلى المغرب ووجد المنصور 
بالأندلس ٠‏ فانتظر بفاس إلى حين وصوله فلقيه وأدى إليه الرسالة » فاعتذر له عن الأسطول 
وانصرف . ويقال انه جهز له بعد ذلك ماية وثمانين أسطولا ومنع النصارى من سواحل 





)١(‏ ابن خلدون: العبر. ج7 . ص 015 . (وكتب الرمالة التي أشار إليها ابن خلدون , القاضي الفاضل 
البيساني . ويوجد نصها في صبح الأعثى . ج5 . ص55 ه - .8ه). 

() أبو الحارث عبد الرحمن بن نجم الدولة أي عبد الله مد بن مزيد ولد ني شيزر من بلاد الشام وهو البقية 
الباقية من أمرائهاء وتوفي في القاهرة 7.٠.‏ ه- 1١١4‏ م. وكان شاعراً أديباً. (ابن خلكان: وفيات 
الأعيان , ج7 , ص ؟١‏ . وابن خلدون : العبرء ج35 ٠ص‏ 58١هة).‏ 

() كانت الأوضاع في الأندلس خطيرة للغاية في فترة انشغال الخليفة يعقوب المنصور في حرب علي بن اسحق 
ابن غانية , مما دفع قشتالة إلى الإغارة على الثغور الإسلامية . كما واصل ألفونسو هنريكيز عدوانه على ثغور 
بلاد الأندلس . فقام الخليفة يعقوب المنصور بالعبور إلى الأندلس على رأس قواته في ربيع الأول 
0 ه - ١١184‏ مء لوقف عدوان الممالك المسيحية . (البيان المغرب/القسم الموحدي . ص ١77‏ وما بعدها) . 
(؛) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص 184-18 . 

(0) ابن خلكان : وفيات الأعيان. جلا ص5١‏ . 


نكن 


الشام »!'! وبالرغم مما ذكره ابن خلدون في نهاية نصه الآنف الذكر ء فلم يصل من بلاد المغرب 
إلى سواحل الثام أية أساطيل وسقطت عكا في يد الصليبيين بعد حصار طويل 
410 ه - 1141 م» وتمكن الصليبيون من اجتياح سواحل جنوب بلاد الشام!"2؛ ما اضطر 
صلاح الدين إلى توقيع صلح الرملة شعبان 088 ه - 55١١م‏ . مع« ملك انكلتار » (رتشارد 
قلب الأسد)ء تنازل بمقتضاه عن معظم ثغور ساحل الشام التي فتحها بعد معركة حطين ؛ كما 
أعطى للصليبيين حق زيارة بيت المقدس . ومهما يكن الأمر فقد كانت نحاولة جليلة من صلاح 
الدين توحيد اللجبهة الإسلامية ضد العدو المشترك("). وفي واقع الأمر م يكن في وسع الخليفة 
الموحدي إمداد صلاح الدين بأي أساطيل في وقت كانت تتعرض فيه سواحل الأندلس الغربية 
والجنوبية الغربية إلى عدوان الأساطيل المسيحية المتوجهة إلى بلاد الشام ؛ التي كانت تقدم 
العون إلى ألفونسو هنريكيز (ابن الرنك) أثناء عبورها مياه المحيط الأطلسي في الإغارة على 
الثغور الإسلامية المطلة على المحيط ٠‏ ففي سنة 086 ه - ١15١‏ م» استولى ملك البرتغال « ابن 
الرنك » (ألفونسو هنريكيز) على ثغر شلب ؛ في جنوب غرب الأندلس بساعدة « جملة من 
القراقير الرومية مجتازين على عادتهم إلى بيت المقدس مذ انتزع من أهل ملتهم . فعلقت 
الأنواء القراقير المذكورة بجهة أشبونة فألفى ابن الرنك مادة لعونه وجيشاً ميسراً , لما دبره من 
ختله وغدره؛ ووجد منهم قبولاً لجهاد المسلمين, فأحدقوا بشلب من كل الجهات وبالغوا في 
حصارها إلى أن تملكوها . . »(4). ويقول عبد الواحد المراكثي بهذا الصدد «٠‏ ولا كان في سنة 
6 ه - 1165١‏ مء قصد بطرو بن الرنق ( بدرو بن ألفونسو هنريكيز) مدينة شلب فنزل 
عليها بعساكره وأعانه من البحر الإفرنج بالبطس والشواني . على أن يجعل لهم سبي البلد وله هو 
المدينة » ففعلوا ذلك ونزلوا عليها من البر والبحر فملكوها وسبوا أهلها وملك ابن الرئق 
البلد.. »(*2. وفي سنة 087 ه - 1191م قام المنصور بنفسه على رأس قواته بحصار شلب 
وتمكن من فتحها وأعادها ثانية إلى حظيرة الإسلام . وعائت قواته في بلاد البرتغال تدميراً 
وتخريباً » وم يجرؤ ألفونسو هنريكيز على مجابيته!". 

ويتضح مما سبق ذكره مدى حاجة يعقوب المنصور للأساطيل للدفاع عن ثغور الأندلس 


. 1817-1١87 والناصري : الاستقصاء . ج؟ . ص‎ . 6١4 ابن خلدون: العبرء ج3 . ص‎ )١( 
ابن الأثير: الكامل. ج؟١. ص31 . ود. سعيد عاشور : الحركة الصليبية ج ؟ . ص818.‎ )( 
.4١- 8٠ص المصدر السابق,»‎ )"( 
. ١70 (؛) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ 
. عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص85”‎ )0( 
.188 - ١84 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ )1( 
. 5010 - وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص87"‎ 


581 


والمغرب التي كانت تتصدى للأساطيل الصليبية المتجهة عبر المحيط إلى بلاد الشام . وكان 
تدميره لها عوناً غير مباشر للقوات الإسلامية في الجبهة الشرقية في سواحل مصر والشام . أما ما 
تزعمه بعض المصادر من أن يعقوب المنصور امتنع عن إمداد صلاح الدين بأساطيل بحرية بسبب 
عدم مخاطبته بأمير المؤمنين0'؛ فهو زعم باطل ولا أساس له ء فلا يكن لمجاهد كيعقوب المنصور 
أن هم يمثل هذه الترهات . 

وبالرغم من الملحمة البطولية التي كان يخوضها الخليفة الموحدي يعقوب المنصور فقد ظل 
قراقوش التقوي على تقلبه وانتهازيته؛ وفر ثانية إلى بلاد الجريد. واستولى على قابسء 
« فدخلها مخادعة وقتل جماعة منهم . واستبد على أشياخ دباب والكعوب من بني سل . فقتل 
سبعين منهم بقصر العروسين . . »!"). فاكتسب بهذا التصرف الوحثي عداء جميع قبائل بني سلم 
التي انضمت إلى يحيى بن اسحق بن غانية الذي انقطعت بينه وبين قراقوش التقوي العلاقات 
وأصبح العداء بينهما شديداً . ومع ذلك م يتورع ذلك المغامر من الإقدام على استعادة طرابلس 
عاصمته القديمة والاستيلاء على معظم بلاد الجريد!" وقام يحيى بن اسحق على رأس قواته 
بالاستيلاء على طرة إحدى قواعد نفزاوة ؛ وأسر فيها مائة من الأتراك الغزء وأضافهم إلى 
قواته(“. وتمكن ياقوت عامل طره من الفرار إلى سيده قراقوش المعتصم بطرا بلس , وما إن علم 
قراقوش باقتراب قوات يحيى بن غانية من طرابلس حتى تسم القيادة بنفسه وهب للاقاته على 
رأس قواته من الغز ء وترك ياقوت عامل على مدينة طرابلس والتقى الجيشان في مكان يدعى 
مسن . هزمت فيه قوات قراقوش ولجأ على رأس فلوله إلى الجبال المحيطة بذلك الموقع » وخاف 
من الالتجاء إلى طرابلس خوف الحصار وطارده يحيى بن اسحق عبر الجبال ‏ فولى هارباً إلى 
الصحراء!*. وفي وقعة بحسن يقول عبد البرين فرسان قصيدة مطلعها: 


ألا الاقتتحدئ: الرحن عدن قطزة: ٠ ٠.‏ :ولا زآل تحير الوا نميب عطن!ة) 
وضيق يحيى بن اسحق الخناق على طرابلس . ولام يتمكن من فتحها لعدم وجود قوة بحرية 





. 1١ص ابن خلكان: وفيات الأعيان . جلا‎ )١( 
. 1١85 والناصري : الاستقصاء . ج ؟ . ص‎ 
.٠١4ص‎ . ابن خلدون: العبرء ج . ص58" . ورحلة التجافي‎ )0( 
.56 والفريد بل : بنو غانية . ص‎ 
(؟) ابن خلدون : العبرء ج57 ؛ ص558.‎ 
. ١107 (؛) رحلة التجاني . ص‎ 
. 56 والفريد بل : بنو غانية . ص‎ 
ابن خلدون: العبرء ج5 . ص858.‎ )5( 
51 ٠١86 ورحلة التجاني . ص‎ 
. رحلة التجاني . ص44؟‎ )1( 


يا 


لديه ء أرسل إلى أخيه عبد الله أمير ميورقة يطلب منه إمداده ببعض قطع الأسطول لإحكام 
الحصار على طرابلس ؛ فأرسل إليه قطعتين . وتمكن على أثر ذلك من الاستيلاء على طرابلس 
وأسر ياقوت . وأمر بتصفيده وإرساله إلى جزيرة ميورقة» حيث بقي معتقلا فيها إلى أن 
استولى عليها الموحدون!' . وأخذوه معهم إلى مراكش 7.00 ه - 15١4-1.‏ مء وعاش 
فيها إلى أن مات''' وولى يحيى بن اسحق ابن أخيه تاشفين بن الغازي عاملا على طرابلس'" , 
وظل يطارد قراقوش التقوي الذي التجأ إلى ودان إلى أن كن منه وقتله!“'. كما قتل ملك 
الكائم اينة نن بعده حبك فل أبوواةا 

كما واصل يحيى بن اسحق بن غانية حربه الضروس ضد الموحدين بلا هوادة » بالرغم من 
1 كانوا يجاببون آنذاك قوات الممالك المسيحية في الأندلس التي تكالبت على الثغور الإسلامية 
في عدوان متواصل('). وكان نائب قراقوش في قابس لا يتمتع بمواهب ياقوت وجرأته , فما إن 
عام بانهزام سيده قراقوش حتى فر من قابس . وما عم بذلك الشيخ أبو سعيد ابن أبي حفص 
أرسل حافظاً من الموحدين إلى قابس يعرف بابن تفراجين : وقام يحيى بن اسحق بمحاصرة 
قابس . وأرسل إلى أهلها تحذيراً وقطع غابة النخيل المحيطة بهاء فأعلنوا عزمهم على التسلم 
واشترطوا على ابن غانية إطلاق سراح عامل الموحدين ابن تفراجين , وأن يتوجه بأهله وأمواله 
في البحر . فوافق على ذلك . ووفى به وأجبرهم على دفع ستين ألف دينار عقوبة لهم . وكان 
تاريخ استيلاء يحيى بن غانية على قابس في عام 04١‏ ه - 50١١ع!"ا‏ في الوقت الذي كان 


)١(‏ ابن خلدون: العبرء ج7. ص8؟ة" -5و5. 
ورحلة التجافي . ص64؟ - 540 . 
)١(‏ رحلة التجاني . ص 7480 . 
والفريد بل: بنو غانية . ص55 . 
(؟) رحلة التجافي . ص40؟ . 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج5 . ص58" . 
ورحلة التجاني . ص .1١١-1١١‏ 
(0) رحلة التجاني » ص١١١‏ . (قثّل إقراقوش التقوي في سنة 705 ه - ١1515‏ مء وقتلوا ابنه الأكبر من 
بعده . وترك ولداً آخر اشتهر في عهد الخليفة المستنصر الحفصي وقام بالثورة « ولحق بودان فقتله ملك الكاتم 
كوت معمهكام6). 
(1) ابن خلدون: العبرءج” . ص١١015-0.‏ وابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي 
ص ١١7-1١5١‏ وما بمدها. والفريد بل: بنو غانية. ص 9ه -”7؟. 
00( ابن خلدون : العبرء ج7 . ص 555 . ورحلة التجاني .» ص ٠١5‏ . 
والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص 85٠0‏ -551. 
وحمد بن تقي الدين عمر : مضمار الحقائق وسر الخلائق . ص56١.‏ 
والفريد بل : بنو غانية » ص57 . 


أحنن 


يخوض فيه يعقوب المنصور معركة الأرك الحاسمة ضد قوات قشتالة بقيادة ألفونسو الثامن , التي 
حقق فيها الموحدون نصراً مؤزراً لا يقل في عظمته عن النصر الباهر في معركة الزلاقة بقيادة 
أمير المراابطين يوسف بن تاشفين!'. وواصل يعقوب المنصور زحفه المظفر وحاصر طليطلة بعد 
أن استولى على قلعة رباح ووادي الحجارة وطلمنكة والمعاقل المحيطة بطليطلة عاصمة مملكة 
قشتالة عام 097 ه - 1157م ء وم يجرؤ ألفونسو الثامن على مجابيتها"؟. ويعلق الحافظ الذهي 
تعليقاً طريفاً على تخريب بني غانية وإعاقتهم القوات الموحدية عن حسم المعركة مع الممالك 
النصرانية يقول فيه . وفي سنة 047 ه - ١155‏ مء التقى يعقوب المنصور والفنش (ألفونسو 
الثامن ملك قشتالة) فهزمه وساق وراءه طليطلة وحاصرها وضربا بالجانيق » فخرجت والدة 
الفنش وحريه » وبكين بين يدي يعقوب المنصور , فرق دن ومن عليهن » ولولا ابن غانية الملم 
وهيجه ببلاد المغرب لافتتح يعقوب عدة مدائن للفرنج ولكنه رجع لحرب ابن غانية »!© 


لقد أعمى الحقد يحيى بن اسحق عن تبصر العواقب التي يمكن أن تحيق باللسلمين في الأندلس 
عامة ؛ وفي جزر البليار خاصة . من جراء حربه المدمرة مع الموحدين الذين كانوا يتصدون 
آنذاك لأعنف هجمة صليبية شرسة في بلاد الأندلس!؟). واستمر يقاتل الموحدين دون هوادة . 
ينتصر حيناً وبهزم حيئاً آخر ٠‏ يتقدم عندما تلوح الفرصة المواتية . ويتراجع عندما تنعرض 
قواته للخسائر » وكانت حربه اشبه ما تكون بحرب العصابات. وقد حاول يحيى بن اسحق 
مرتين اقتحام مدينة قسنطينة . وإن كانت المحاولتان باءتا بالفشل . ففي كلتا المرتين أحس 
باقتراب الموحدين فأسرع بالفرار إلى الصحراء لإعادة تجميع قواته من جديد ؛ وقد تمكن من 
اقتحام بسكرة , ولكنه اضطر إلى التراجع عنها . وفشل في حملته على بجاية!. وكان سكان 





() ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١9١-١6١‏ . وابن خلدون : العبرءج5 . ص ؟١6.‏ 
والحافظ الذهبي : العبر في خبر منغبر» ج؛ . ص 597 . (ويطلق الحافظ الذهبي عليها اسم الزلاقة). ابن أبي 
دينار: الؤنس في أخبار إفريقية ١١١ - ١١ص ٠‏ . والوزير مد السراج: الحلل السندسية في الأخبار 
التونسية . ج1 . ص5١٠0-51١١1,.‏ 
0( ابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي .ص ١4١‏ وابن خلدون : العبرءج” .ص 0815 وابن أبي دينار : 
المؤنس في أخبار إفريقية وتونس . ص١؟١.‏ 
والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؛ . ص ٠٠١7‏ . 
(0) الحافظ الذهي : العبر في خبر من غبرء ص 50/8 . 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج ”". ص .6١5-801١١‏ 

وابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي . ص ١9١‏ وما بعدها. 
(0) سلهان مصطفى زبيس: تأملات حول محاولات إعادة الحم المرابطي في المغربين الأوسط والشرقي . ص 
٠57‏ (بجلة ميورقة الصادرة من كلية الفلسفة والآداب - بالمادي ٠يورقة‏ - جامعة برشلونة سنة )١9104‏ . 
والفريد بل: بنو غانية . ص 50 . 1 


ينانا 


«افريقية » والمغرب الأوسط من مسلمين ويهود ونصارى, عرباً وبربراً ؛ يعانون من هذا 
الصراع الدامي : ويتعرضون بشكل متواصل لأعمال الانتقام من الجانب المنتصرء وكانت 
أعمال الانتقام هذه من القسوة بحيث كانت قلا بالذعر نفوس هؤّلاء الذبن عاصروا وشاهدوا 
الدمار الشامل الذي أصاب افريقية. ودمر ثتى نواحي الحياة فيهاء وتغلغل هذا الرعب 
وانتقل إلى نفوس أحفادهم من بعدص!")! 

وبعد وفاة المنصور الموحدي 056 ه - ١١58‏ مء وبيعة ابنه خحمد الناصر ء الذي لم يكن 
يتمتع بحزم أبيه وجرأته وحكمته("؛ تغيّر الموقف في افريقية. وظهر التخاذل في صفوف 
القوات الموحدية . ما مكن يحيى بن غانية في سنة 047 ه - ١١59‏ م من هزيمة الجيش الموحدي 
الذي أرسله عمد الناصر بقيادة السيد أبي الحسن ابن أبي حفص هزية ساحقة على مشارف 
قسنطينة!"". فقام الناصر يإرسال « السيد أبِي زيد بن أبي حفص إلى تونس في عسكر من 
الموحدين لسد ثغورها . وأنفذ أبا سعيد بن الشيخ أبي حفص رديفاً له.. »!4). 

وازداد يحيى بن اسحق ثقة بنفسه وغيّر من خططه العسكرية وقرر الاستقرار في الأقالم 
التي استولى عليها . وتكوين حم مستقر فيها. وقام بإرسال سفير إلى بلاط الخليفة. العباسي 
الناصر بن المستضيء لإضفاء الشرعية على حكمه في «افريقية » وبلاد المغرب الاوسط سنة 
7 هه 1199 م!4). وقد أتيحت له الفرصة المواتية عندما ثار باللهدية عاملها حمد بن عبد 
الكريم الركراكي (الرقراقي) 043 ه - 1155 مء وفشل أبو زيد بن أبي حفص عمر بن عبد 
المؤمن في إخضاعه . فأعلن استقلاله بالمهدية ولقب نفسه بالمتوكل على الله , وما إن لاحت هذه 
الفرصة ليحيى بن اسح حتى اغتنمها واشتبك مع ابن عبد الكريم , الذي فر بعد هزيمته على 
مشارف قفصة والتجأ إلى المهدية ٠‏ فتعقبه ابن غانية وحاصر ثغر المهدية . وأرسل لأني زيد حالم 
تونس رسالة يعلن فيها خضوعه للموحدين ٠‏ ويطلب من أي زيد إمداده بقطعتين بحريتين», 
وخدع أبو زيد وزوده بما طلب ء مما مكن ابن غانية من اقتحام المهدية , وأسر ابن عبد الكرم , 
الذي توفي في السجن؛ وأمر بنفي ابنه إلى ميورقة . ولكنه م يصلها ء فقد ألقي به مكبلاً في 
البحر ؛ وما أسرع ما انقلب يحيى بن اسحق بعد هذا النصر على الموحدين واستولى على باجة 
وبسكرة وبونة وتابسا وحاصر تؤْنس 055 ه - 1١١5‏ م. وتمكن من الاستيلاء عليها » وأسر 





. 156 سليان مصطفى زبيس : تأملات حول محاولات إعادة الحم المرابطي . ص‎ )١( 
. 5١١ ابن عذاري: البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص‎ )١( 
.0١5 ابن خلدون : العبر. ج 37 . ص‎ )١( 
.5١" وابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي » ص‎ 
ابن خلدون: العبر؛ ج 3 ص 15ه.‎ )1( 
. 7١١ ابن الساعي : الجامع الختصر. ص‎ (0) 


584 


السيد أبا زيد وأخضع بربر نفوسة وأصبح سيد المغرب الشرقي''!. وكان السفير العباسي عبد 
المنعم بن عبد العزيز يشاهد هذه الانتصارات بنفسه ويتابعهال" . 

الاتصالات الدبلوماسية بين يحيى بن غانية 

والخليفة العباسي الناصر بن المستضيء 

سار يحيى بن اسحق بن غانية على نيج أسلافه بالدعوة للخلافة العباسية في بغداد("). وني 
سئة 09457 ه - ١١99‏ مء« ورد إلى الديوان العزيز رسول من يحيى ابن غانية المايرقي الداعي 
إلى الدولة العباسية ببلاد المغرب »!4 وكان هذا الرسول هو الوزير الشاعر الكاتب عبد البر 
ابن فرسان الغسافي الوادي آشى!*)؛ الذي جمع بين الأدب والفروسية . ويذكر صاحب المغرب في 
حلى المغرب عنه ما بلي « الوزير أبو عمد عبد البربن فرسان , كان جليل القدر شهير الذكر 
خدم أبا الحسن علي بن غانية الميورقي الذي شهرت فتنته بافريقية وحضر معه ومع أخيه يحيى 
بعده الوقائع الصعبة .. »!''. ويضيف ابن سعيد المفربي إلى ما سبق ذكره قائلاً «٠‏ الرئيس أبو 
عمد عبد البرين فرسان كاتب يحيى الميورقي المشهور بمحاربة افريقية »!"). ويذكر نموذجاً من 
شعره في الفروسية يخاطب فيه يحيى بن اسحق ويقول فيه: 


أجبناً ورمحي ناصري وحسامي 2 وعجزاً وحزمي قائدي وإمامي 
ولي منك بطاش اليدينغضنفر يدافع عن أشباله ويحامي 
ألا غنياني بالصهيل فإنه ممعي ورقراق الدماء مدامي 
وحَطًا على الرمضاء رحلي فإنها 2 مهادي وخفاق البنود خيامي!* 


.1.8-14.5 ابن خلدون: العبرء ج 3. ص‎ )١( 
وما بعدها.‎ ٠١١ والفريد بل: بنو غانية» ص‎ 
.5١١ (؟) ابن الساعي : الجامع المختصرء ص‎ 
. 5/9 (؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
تحقيق مصطفى جواد - المطيعة السريانية الكاثوليكية‎ . 5١١ ابن الساعي : الجامع الختصر . ص‎ )1( 
71كقلام.‎ 2 13017 
. 57” ورايات المبرزين وغايات المميزين .ص‎ . ١57 (ه) ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ »ص‎ 
. 678 ابن الابار : المقتضب من كتاب تحفة القادم ص 6 . وابن الخطيب : الارحاطة ؛ ج ”. ص‎ 
. 500 والحميري : الروض المعطار. ص‎ .51١١ والمقري : نفح الطيب . ج ؟ . ص‎ 
. 115 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ”ء ص‎ )3( 
. 98 ابن سعيد المغربي : رايات المبرزين وغايات الميزين . ص‎ )1( 
المصدر السابق نفس الصفحة.‎ )4( 
.037# وج ".داص‎ "١١ والمقري : نفح الطيب . ج ؟. ص‎ 


احكنا 


ويذكر عنه ابن الأبار ما بلي «٠‏ .. الكاتب من أهل وادي آش'' , لحق بافريقية فكتب 
ليحيى بن اسحق بن غانية وحضر معه حروبه» وكان من رجالات وقته براعة وسشجاعة وقد 
أصابته في بعض الوقائع جراحهء انتقضت به فهلك منها سنة 517 ه- 0١15م‏ قبل وفاة 
مخدومه بأزيد عن عشرين سنة » فلم يسد عنه أحد مسده بعد ذلك .. 6!". ويقول المقرى عن ابن 
فرسان ما يلي «٠‏ عبد البرين فرسان بن ابراهم بن عبد الرحمن الغساني الوادي آشثى أبو جمد, 
له أخبار كثيرة في الحماسة وعلو الهمة. . »(؟ا. 

« ومن نظمه لما تعمم مخدومه (يحيى بن اسحق) ابن غانية بعمامة بيضاء ولبس غفارة حمراء 
على جبهة خضراء.. »: 


فديتك بالنفس التي قد ملكتها 
ترديت للحسن الحقيقي يبجة 
ولا تلألاً نور غرتك التي 
تتشتو ] اخفاراء اسن ناظر 
وأسدّلتت حمراء اللابس فوقها 
فأصبحت بدراً طالعاً في غمامة 


بما أنت موليها من الكرم الفض 
فصار لها الكل في ذاك كالبعض 
تقسم في طول اليلد وفي عرض 
نبت عنك إجلالاً وذاك من الفرض 
بمفرق تاج المججد والشرف الملحض 
علق شفق دان إل عصرة الأر ا 


وفي سنة 0537 ه - 1155 م ء أرسل يحيى بن غانية وزيره وكاتبه وكبير فرسانه عبد البرين 
فرسان سفيراً إلى بلاط الخليفة العباسي!*) الناصر بن المستضيء!'!؛ في الوقت الذي كانت 





)١(‏ وادي آش : بلدة بالأندلس على مقربة من غرناطة » اشتهر أهلها بالشدة والبأس والحمية , وكانت تعتبر 
في عهودها الإسلامية من بلدان الأندلس الحصينة لموقعها الجبلي المنيع . كما كانت تتميز بجودة مناخها وثرواتها 
الوافرة لخصوبة تربتها وغلآتها المتنوعة خاصة الفواكه والكروم . وقد اشتهر من أدبائها عبد البرين فرسان 
وزير يحيى بن اسحق الميورقي وكبير قادة جيشه. (الحميري : الروض المعطارء ص 300-704 . وابن 
الخطيب : معيار الاختبار. ص .)5١‏ 
)١(‏ ابن الأبار: المقتضب من كتاب تحفة القادم . ص ١١0‏ . ويذكر ابن الأبار فاذج من شعر ابن فرسان . ص 
116 -/١١ا,‏ .8 
(؟) المقري: نفح الطيب . ج ؟ . ص 7١١‏ . ويذكر فاذج من شعرهء ص .338-51١‏ 
(:) المصدر السابق, ج ؟. ص .335-51١‏ 

وابن الخطيب : الاوحاطة . ج لياص لالاهة. 
(5) ابن الساعي : الجامع الختصر. ص .5١١‏ 
() « أحمد الحسن أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو العباس ابن الإمام المستضيء ابن الإمام المستنجد . . بويع 
بالخلافة في سنة 018 ه - ١١99‏ مء وتوفي في سنة 555 ه - 1550 م2 اشتهر عهده بظهور حركة الفتوة 
والبندق والحمام وتفنن الناس في ذلك.. وقد ألبسوا الملك العادل وأولاده سراويل الفتوة ‏ وكان الناصر 
شديد الاهتام بالملك ومصالحه . وأصحاب الأخبار في أقطار الأرض يواصلون إليه أحوال الملوك » وخطب له 
بالأندلس والصين . وكان أسد بني العباس.. ». 5 


كنا 


تستعد فيه قواته للوإطباق على ثغر المهدية للاستيلاء عليها من يد عبد الكريم الرقراقي 
(الركراكي) المنتزي فيها!" . 

ويصف ابن فرسان سفرته إلى بغداد قائلاً لأحد أبناء يحيى بن غانية » وكان قد تشاجر مع 
أحد أبنائه «٠»‏ فنال منه ولد الأمير وقال له ما قدر أبيك! ولا بلغ ذلك ابن فرسان خرج مغضباً 
لحينه . ولقي ولد الأمير الخاطب لولده فقال حفظك الله , لست أشك في أني خديم أبيك . ولكني 
أحب أن أعرفك بقداري ومقداره! اعلم أن أباك وجهني رسولاً إلى الخليفة ببغداد بكتاب عن 
نفسه» فلما بلغت بغداد نزلت في دار اكتريت لي بسبعة دراهم في الشهر . وأجرى علي سبعة 
دراهم في اليوم » وطولع بكتابي ٠‏ وقيل من الميورقي الذي وجهه؟ فقال بعض الحاضرين هو 
رجل مغربي ثائر على أستاذه! وأقمت شهراً ثم استدعيت إلى الانصراف , ولما دخلت دار 
الخلافة » وتكلمت مع من بها من الفضلاء , أرباب المعارف والآداب اعتذروا لي » وقالوا للخليفة 
هذا رجل جهل مقداره. فأعدت إلى نحل اكتريت بسبعين درهماً . وأجرى علي مثلها في اليوم » 
ثم استدعيت فودعت الخليفة واقتضيت ما تيسر من جوابه . وصدر لي شيء له خطر من صلته » 
وانصرفت إلى أبيك , والمعاملة الأولى كانت على قدر أبيك عند من يعرف الأقدار » والثانية 
كانت على قدري والمنة لله .. »("ا 

يتضح من النص الآنف الذكر مدى اعتتزاز عبد البر بن فرسان بنفسهء وبالرغم من 
إخلاصه للأمير يحيى بن اسح » فقد كان لا يتقيد بتعلهاته حتى في القتال . وكان الأمير يحيى 
يقدره كل التقدير ويترك له حرية التصرفا"). 

ويذكر ابن الخطيب » وينقل عنه المقري بالحرف الواحد ما بلي بهذا الصدد , « كان (عبد 
البرين فرسان) من جلة الأدباء وفحول الشعراء وبرعة الكتاب . كتب عن الأمير أبي زكريا 
يحيى بن اسحق بن جمد بن علي المسوني الميورقي الثائر على منصور بن عبد المؤّمن بينهم , ثم على 
من بعده من ذريته إلى أيام الرشيد منهم ‏ وانقطع إليه وصحبه في حركاته . وكان آية في بعد 
الهمة والذهاب بنفسه . والغناء في مواقف الحرب . وكان أليق الناس بصحبه الميورقي وأنسبهم 
إلى خدمته ؛ وكان آية في البأو والصرامة » فقد وجهه الميورقي في عشية يوم من أيام حروبه إلى 
المأزق وقد طال العراك . وكاد يكل الناس عن الحرب إلى أن يباكروها من الغد فنفذ لما أمر 
بهء ولا بلغ الصدر اشتد على الناس وذعر أرباب الحفيظة . وأنهى إليهم العزم من أميرهم في 
الحملة » فانهزم عدوهم شر هزهة , وم يعد أبو جمد إلا في آخر الليل بالأسلوب والغنيمة » وقال 





2 (الصفدي: نكت الطميان في نكت العميان. ص *55-5). 
)١(‏ ابن خلدون : العبرء ج 3 . ص .,101١-1.00‏ 

0( ابن الخطيب : الإحاطة . ج ”. ص 005 . 

(0) المصدر السابق. ص ولاه - 5لاه. 


له (يحيى بن اسحق)ء ما حملك على ما صنعت؟ فقال له الذي عملت هو شأني » وإذا أردت من 
يصرف الناس عن الحرب ويذهب ريحهم فانظر غيري .. »!'! وقد بقي هذا القائد الباسل يقاتل 
إلى جانب الأمير يحيى بن اسحق . ويسجل أحداث الحرب شعراً ونثراً'"' : إلى أن أصيب بجرح 
توفي على أثره في عام 117 ه - ١51١0‏ م» وفقد الامير يحيى بن اسحق بفقده قائدا لا يعوض في 
وقت استنزفت فيه قواته . وبالرغم من ذلك ظل يقاتل في حرب يائسة ما يزيد عن العشرين سنة 
بعد وفاة ابن فرسان'"! وكما كان ابن فرسان باسلاً في قتاله كان بارعا في إنجاز كل المهام التى 
أوكلت إليه ؛ فقد نجح في سفارته إلى بلاط الخليفة الناصر العباسي . الذي أرسل سفيراً من قبله 
إلى الأمير يحيى بن اسحق هو الفقيه الشاعر الأديب «أبو الفضل عبد المنعم بن عبد العزيز 
المالكي الاسكندراني »! 'ويقول ابن الساعي عن سفير الخليفة العباسي الناصر ابن المستضيء 
للأمير يحيى بن اسحق بن غانية ما يلي ؛« .. هو أبو الفضل عبد المنعم عبد العزيز النطروني 
المالكي الاسكندراني . شيخ عام فاضل . قدم بغداد واستوطنها . كان عالاً أديباً شاعراً ورد 
بغداد مستوفداً على عادة الشعراء ومدح الإمام الناصر لدين الله , فأنعم عليه مجائزة سنية , 
وتعلق بخدمة الديوان العزيز وول رباط العميد بالجانب الغربي مشيخة ونظراً » وفي سنة 
57 هت ١١59‏ مء ورد إلى الديوان العزيز رسول من يحيى بن غانية المايرقي الداعي إلى 
الدولة العباسية ببلاد المغرب . وقضيت أشغاله ونفذ عبد المنعم المذكور رسولاً معه من جانب 
الديوان العزيز . وتوجه عن طريق الشام ومصر وكانت سفرته إلى أن عاد ثلاث سنين » وولي 
النظر بالمارستان العضدي بعد عودته. وتوفي سنة 5.7 .كام عا6ا. 

ويقول ابن سعيد المغربي بأن أبا الفضل عبد المنعم بن عبد العزيز الاسكندراني وجه من 


. 807-0976 ابن الخطيب : الإحاطة . ج :ص‎ )١( 
.53١؟ المقري : نفح الطيب. ج ؟ . ص‎ 
.١٠١5-1١5 (؟) رحلة التجافي . ص‎ 
.95١ والوزير مد السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج 5 ص‎ 
توفي يحيى ابن اسحق في سنة‎ « ١45 (؟) ابن سعيد المغربي : المغرب في جل المغرب . ج ؟ . ص‎ 
.» م بجهة مليانة على وادي شليف‎ 1١١70 - ه‎ 5“ 
.)105 (ابن خلدون: العبر. ج 5ء ص‎ 
وابن‎ . ١940 ابن سعيد المفربي : الفصون اليانعة . ص 858 . تحقيق ابراهم الابياري دار المعارف بمصر‎ )4( 
.,5١5- 5١١ الساعي : الجامع الختصر.ء ص‎ 
."08 ص‎ .١١ وابن الأثير: الكامل. ج‎ 
. ١85 وحمد مد زيتون : الحافظ السلفي . ص‎ 
. ١4 ود. بدري عمد فهد: تاريخ العراق في العصر العباسي الأخير. ص‎ 
ود. مد صالح القزاز: الحياة السياسية في العراق في العصر العباسي الأخير. ص ؟5؟.‎ 
. 7515-15١١ ابن الساعي : الجامع الختصر. ص‎ )0( 


لضن 


بغداد رسولاً إلى يحيى الميورقي بافريقية . فرجع بعشرة آلاف دينار ففرقها في أهل وده 
ومعارفه ومات 0 بمارستان بغداد في جمادى الآخرة سنة 50 هه ما 

أما ابن الأثير فيذكر ما يلي بهذا الصدد .« .. في جمادى الآخرة سنة 508 هد 1١١5‏ م2 
توفي أبو الفضل عبد المنعم بن عبد العزيز الاسكندراني المعروف بابن النطروني في مارستان 
بغداد . وكان قد مضى إلى المايورقي في رسالة بافريقية . فحصل له منه عشرة الآف دينار 
مغربية » فرقها جميعها في بلده على معارفه وأصدقائه وكان فاضلاً خيراً . وله شعر حسن » وكان 
قا بعلم الأدب.. »'). ولم يكن عبد البر بن فرسان هو الكاتب الوحيد للأمير يحيى بن اسحق 
ابن غانية » فقد كان من كتابه أيضاً مالك بن تمد بن عبد الملك بن سعيدا"). ويقول ابن سعيد عن 
عمه الآنف الذكر ‏ « .. وكتب ليحيى الميورقي صاحب الفتنة الطويلة بافريقية وهنالك مات 
وترك عقباً بودان.. »!4). ويقول المقري ما بلي » « وما ثار الميورقي بافريقية على بني عبد 
المؤمن الثورة المشهورة وخدمه جملة من أعيان أهل الأندلس» » كان من جملتهم مالك بن تمد بن 
سعيد العسي . وكتب عنه من رسالة :.. وبعد فإنَا لا نحتاج لك إلى برهان ‏ على أمير لسانه 
الحسام . وأيده التأييد الرباني الذي لا يرام قد نصب خيامه بالبراح . وم يتخذ سوراً غير سمر 
القنا وبيض الصفاح . له من العزم ردء ومن العزم كمين 


فك لقره مه 7 )0 


وهو من القوم الذين لا يجورون على جار ء ولا يرحلون بخزية » ولا يتركون من عار » دينهم 

دين التقوى » وإن كنت من ذلك من شك فأقدم علينا ٠‏ حتى يصح اختبار الذهب بالسّبك » 
وأنت في الخيار في الظعن وال قامة. فإن حللت نزلت خير منزل ٠وإن‏ رحلت ودّعت أفضل 
وداع وسرت في كنف السلامة , إذ قد شهرنا بأنَا لا نقيّد إلا بالإحسان وأن ندع لاختياره كل 
إنسان.. !'٠6‏ وقد تولى الخطبة والصلاة ليحيى بن اسحق الفقيه مد بن عبدالله اللمطي 
الميورقي!"). وبالرغم من الانتصارات الساحقة التي حققها يحيى بن اسحق بن غانية على 


إذا صددة الحسام ومئة 





. 826 ابن سعيد المغربي : الغصون اليانعة. ص‎ )١( 
. 908 ص‎ , 1١ ات الأثير: الكامل, ج‎ 
» شق شقيق موسى بن سعيد والد علي جامع كتاب المغرب في حلى المغرب » . (المغرب في حلى المغرب . ج ؟‎ «)0( 
.)١932١ ص‎ 
.3771١ (؛) ابن سعيد المغربني : المغرب في حلى المغرب. ج *. ص‎ 
.)» 5١١ البيت رقم‎ , 5١5 (البيت للأعمى التطيلي : ديوانه. ص‎ )0( 
.054 والمقري: نفح الطيب . ج “ا ص‎ 
. 634 المقري: نفح الطيب , ج ". ص‎ )1( 
.1501 ابن الأبار: التكملة . ص 708 ترجة رقم‎ )0( 


يلكا 


الموحدين وسيطرته على شرقي بلاد المغرب7 . واعتراف الخلافة العباسية بشرعية حكمه في 
تلك البلاد("!؛ إلا أن سقوط ميورقة في يد الموحدين 7.٠‏ ه - 1٠١"‏ م » ومقتل أميرها عبدالله 
ابن غانية أفقد أخاه يحيى قاعدة امداده الرئيسية وعزله في افريقية!"). وبالرغم من ذلك فقد 
واصل قتاله ببسالة وإصرار عجيبين حتى وفاته 588 هع و18 .© ), 


استيلاء الموحدين على جزر البليار 

كنا قد ذكرنا خبر توجه عبدالله بن اسحق بن غانية إلى جزيرة ميورقة بأمر من أخيه علي 
عندما بلغه نبأ استيلاء علي بن الربرتير عليها 08١‏ ه - 1180 م» وأن عبدالله بن اسحق 
استعان بسفن من غليام الثاني (ولم الثاني) ملك صقلية النورمندية!*). وبفضل هذا العون 
وتعاون أهالي جزيرة ميورقة معه وعلى رأسهم مولى أبيه نجاح الذي كان معتصمً في قلعة من قلاع 
ميورقة مع جماعة من الموالي والجند الأوفياء لبني غانية ؛ تمكن عبدالله بن اسحق من الاستيلاء 
على جزيرة ميورقة ودخل عاصمتها دون أي مقاومة("). ويقول ابن عذاري بهذا الصدد .« . 
وكان هذا الثائر بافريقية عبدالله بن اسحق بن مد بن غانية المسوفي قد اغتر بما اتفق له ؛ من 
موافقة أقدار وأغاليط الزمان من مشيه إلى صقلية ودخوله منها إلى ميورقة بعد خروج أبي 
عبدالله (ممد) بن اسحق. والقائد أبي الحسن (علي) بن الربرتير عنهاء وافتراصه الجزائر 
ودخوله إياها ونيله كل المستنال منها , وفلّه للشيخ أبي زكريا بساحل ميورقة » فأنس با كان من 


.104- 1405 ابن خلدون: العيرء ج 35 ص‎ )١( 

والفريد بل: بنو غانية. ص ١٠١١‏ وما بعدها. 
(0) ابن الساعي : الجامع الختصر ص .5١١‏ 
6( ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي » ص 7١١5‏ وما بعدها. 

وابن خلدون : العبر.ء ج 5. ص .07١‏ 

وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص ا9. 
(5) ابن خلدون : العبرء ج 5 . ص ١.1‏ . (ظل يحيى بن اسحق بن حمد بن غانية يقاتل الموحدين ومن بعدهم 
الحفصيين في افريقية « تونس » . طيلة ححسين سنة إلى أن توفي 151 ه - 1970 م« وانقرض أمر الملثمين 
من مسوفة ولتونة من جميع بلاد افريقية والمغرب بوفاته » . وعندما شعر بدنو أجله عهد ببناته إلى الآمير ابي 
زكريا بن أبي مد عبد الواحد بن أبي حفص ء الذي استقل عن الموحدين وأسس الأسرة الحفصية في | فريقية ؛ 
وكان عند حسن ظنه في كفالتهن « وبنى هن داراً لصونبن عرفت بقصر البنات »! (ابن خلدون : العبر» ج 
1ص 120-1.5). 
)0( ابن خلدون: العبرء ج 5 ص 95ة”. 

وابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص ١65‏ . 
() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 509-88١‏ . 

وابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص ١67‏ . 


نا 


هذه الأحوال المقدرة والاتفاقات المنصورة . . »7'. وم يتركه الموحدون وشأنه وحاولوا استعادة 
الجزيرة عدة مرات . ولكن حملاتهم العسكرية باءت بالفشل. ويقول ابن خلدون بهذا الصدد ء 
«وبعث (يعقوب) المنصور أسطوله مراراً (إلى جزيرة ميورقة) مع أبي العلا بن جامع , ثم مع 
يحبى ابن الشيخ ابراء هم الحزرجي » فامتنعوا منهم وقتلوا منهم كثيراً وقوي أمره . وذلك سنة 
عدو هد لارام ا" '. وبالرغم من إخفاق الأساطيل الموحدية في الاستيلاء على ميورقة 
كبرى جزر البليار . فقد واصل الموحدون ملاتهم البحرية على هذه الجزر ؛ وتمكن أبو العباس 
الصقلي القائد البحري الموحدي من الاستيلاء على جزيرة يابسة وقبضوا على عاملها ابن نجاح 2 
« .. القائد المايورقي الذي هرب عن ابن غانية للموحدين , ثم تك عليه توعد أهل يابسة 
ودخلها .. 6" . كما استولت الأساطيل الموحدية على جزيرة منورقة!'. ولم يبق في يد عبدالله 
ابن اسحق سوى جزيرة ميورقة كبرى جزر البليارء فسعى جهده لتقويتها وتحصينها وتنمية 
ثرواتها الزراعية والصناعية وتقوية أساطيلها البحرية » وتوطيد علاقاتها التجارية مع جمهوريتي 
بيزة وجنوة , مما زاد في ازدهار الحركة التجارية التي حققت من ورائها جزيرة ميورقة ثروات 
طائلة!" . 
ويقول سلهان مصطفى زبيس بهذا الصدد «٠‏ .. وكانت علاقات بني غانية بالدول النصرانية 
الجاورة تقوم على الصداقة . وبصفة خاصة مع جمهوريتي جنوة وبيزة » فقد استقرت بين ميورقة 
وبينهما علاقات تجارية نشيطة , كانت في مصلحة جميع الأطراف ؛ وبفضل ذلك تمكن الميورقيون 
من تواضله القتال في افريقية وهم مطمئئون لسلامة ظهورهم من أي خطر خارجي » ٠‏ وكان 
بوسعهم أن يستجلبوا من تلك البلاد الصديقة الجاورة كل ما يحتاجون إليه من أقمشة وسلاح 
وعتاد . وان حرص يحيى بن غانية على الاستيلاء على المهدية ‏ إنما كان الهدف الحقيقي منه, 
هو توفير ميناء ثابت ٠‏ يمكن للسفن البيزية والجنوية أن تنزل فيه بضائعها على نحو منتظم .. وأن 
تصبح المهدية رأساً لجسر بحري » يربط ما بين ميورقة والساحل الإفريقي ؛ ويستطيع عن طريقه 
أن .تومن وضول الاهناذات والسفن«الخربية :من منورية +0 , 


.5١5-15١6 ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )١( 
.65١ ابن خلدون: العبرء ج 3. ص‎ )'( 
.37.0-154 (؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ 
. 5١5 المصدر السابق. ص‎ )4( 
.31١7 الفريد بل: بنو غانية» ص‎ )0( 
. 58 وروسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص‎ 
.١18 والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
سليان مصطفى زبيس : تأملات حول محاولات إعادة الح المرابطي في المغربين الأوسط والشرقي . ص‎ )1( 
.)١9194 (مجلة ميورقة الصادرة من كلية الفلسفة والآداب بالمادي ميورقة جامعة برشلونة » سنة‎ . 7 


"6 


وبالرغم من تعاقد عبدالله بن اسحق بن غانية مع جمهوريتي بيزة وجنوة في اتفاقات سلام 
وتجارة . إلا أنه واصل غزواته البحرية على شواطىء دول مسيحية أخرى!" . وكانت هجمات 
أسطول ميورقة في عهد عبد الله بن اسحق بن غانية تتركز بصفة خاصة على شواطىء فرنسا 
الجنوبية وساحل قطلونية , بالإضافة إلى ساحل الأندلس الشرقي الذي كان خاضماً آنذاك لحم 
الموحدين ''" . وتؤكد مصادرنا الإسلامية على الدور الكبير الذي قامت به أساطيل ميورقة في 
الغزو البحري في عهد عبد الله بن اسحق بن غانية . ويقول عبد الواحد المراكثي بهذا الصدد , 
« واستقر عبد الله بميورقة وضبط أمرها وجرى في الغزو وإخافة العدو على سنن أبيه » فم يزل 
لذلك إلى أن دخلها عليه الموحدون سنئة ووه ه - .5م ©" ؛ويضيف إلى ذلك أن دخول 
الموحدين إلى ميورقة كان في ذي الحجة 049 ه - سبتمير ١١١*‏ عق 

وكان عبدالله بن اسحق بن غانية يتابع التطورات الخطيرة التي وقعت في أفريقية بعد 
استيلاء أخيه على المهدية 0ؤه ه - 15.٠.‏ 0!' : ويتوجس خيفة من عدوان الأساطيل 
الموحدية على جزيرة ميورقةء فما إن حل شتاء عام لاوه ه - ١١٠١‏ مء حتى قام بخطوة 
احترازية » وأرسل حملة بحرية للاستيلاء على جزيرة يابسة من يد الموحدين 0 . 

وكان الموحدون قد استولوا على جزيرة يابسة بقيادة أني العباس الصقلي 
8ه ه 1147("). كما ستولت الأساطيل الموحدية على جزيرة منورقة!* . وكان اختيار 
عبدالله بن اسحق لفصل الشتاء ؛ لمهاجمة جزيرة يابسة في جنوب غربي ميورقة . عن تخطيط 
دقيق , ومعرفة مسبقة بلجوء الأساطيل الموحدية إلى ثغر سبتة . في هذا الفصل العاصف الذي 
تصبح فيه الملاحة البحرية صعبة للغاية!'' . وبالرغم من ذلك فقد أبحر أسطول ميورقة للاستيلاء 
على يابسة في هجوم مباغت . ويقول ابن عذاري في هذا الصدد .« .. ولا تمكن فصل الشتاء , 
وارتج البحر ومنع ركوبه » وتعذر على كل متصرف فيه مطلوبه » تحرك (عبدالله) بن غانية في 
أسطوله إلى جزيرة يابسة » ليكيدها بفرصه . ويجر.ها على ما تقدّم له من تلصصه , فلم يصرف 


.1١١8 الفريد بل: بنو غانية. ص‎ )١( 
٠58 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص‎ )١( 
. 505 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغفرب» ص‎ )( 
المصدر السابق. ص 14ه”.‎ ):( 
.14١0٠١ ابن خلدون: العبرء ج 5 . ص‎ )0( 
. 5١5 ابن عذاري: البيان المغرب/السم الموحديء ص‎ )1( 
٠ 505 ومد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس / القسم الثاني . ص‎ 
.3170-154 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )0( 
. 5١5 المصدر السابقء ص‎ )4( 
. 5805 محمد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس / القسم الثاني . ص‎ )9( 


ملكا 


أهلها بالا لا أمل لديهم » ولا أرعوا سمعاً بندائه إليهم » وظفر ابن ميمون له بطريدتين فأضرمهما 
ناراً ورجع ابن غانية خائب الوجهة »"'. ولكن هذا الفشل ل يثن عبدالله بن اسحق بن غانية 
عن إرسال أسطول ميورقة للاستيلاء على جزيرة منورقة في فصل شتاء عام 094 ه ع 15١١‏ م » 
ونجح في الاستيلاء عليها . وولّى عليها ابن نجاح » ويقول ابن عذاري عن استتيلاء ابن غانية على 
منورقة ما يلي : 

«ثم جدّد حلاً ولج ضلالاً . ونازل منورقة والأنواء قد صدفت بأمطارهاء ومنعت عن 
التصرف حتى الطير في أوكارها .وحاصرها اللعين . حتى لجأ أهلها إلى أكل الميتة » وضعفوا عن 
كل مدافعة وحمية. وسلموا له البلد . وملكه وثقفه. وترك فيه رجلاً منهم يعرف باين 
نجاح .. »('. وبالرغم من هذه الخطوات الاحترازية التي اتخذها عبدالله بن اسحق بن غانية 
عندما بلغته الأنباء باستعدادات الموحدين للاستيلاء على جزيرة ميورقة وأسفرت عن استيلائه 
على منورقة'"' . فقد فشل في النتصدي للقوات الموحدية البرية والبحرية الضخمة التي احتشدت 
في ثغر دانية » وأقلعت إلى جزيرة يابسة . ومّنها انطلقت في 55 ذي الحجة 045 ه - " سبتمبر 
.71" إلى منورقة واستولت عليها ء وقبضوا على عاملها ابن غنجاح!" , ثم اتجهت الحملة 
الموحدية إلى ميورقة ؛ وبعد سبعة أيام من القتال سقطت ميورقة في يد الموحدين ٠‏ ربيع الأول 
هه ديسمبر 17١‏ م ء وزال حك بني غانية من جزر البليار وخضعت لحك الموحدين 7" , 


.5١5 ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )١( 
.5١5 المصدر السابق. ص‎ )0( 
. (؟) مد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس / القسم الثاني . ص ه90"‎ 
. 6548-8517 (؛) الحميري : الروض المعطار. ص‎ 
.5١5 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ )5( 
وما بعدها.‎ 5١5 المصدر السايق. ص‎ )1( 
. 0358 والحميري : الروض المعطار.ء ص‎ 
والرسالة السادسة والثلاثين من رسائل موحدية . ص 70 وما بعدها . من كتاب الدولة المؤمنية / تحقيق‎ 
ليفي بروفنسال.‎ 


انا 


افش لالسّالع 


-١‏ جزر البليار تحت حم الموحدين 
0 -50#ه -8.١1580-1ام‏ 

توطئة 

منذ أن استولى علي بن اسحق بن غانية على ثغر بجاية في المغرب الأوسط 
ه- 001185" . والموحدون يتطلعون إلى ضرب بني غانية في عقر دارهم » بالاستيلاء 
على جزر البليار قواعد إمدادهم الرئيسية . وبالرغم من الحملات البحرية الموحديّة العديدة التي 
أرسلها الخليفة الموحدي يعقوب المنصور إلى جزر البليار والتضحيات الكبيرة والخسائر 
الفادحة » فقد أخفقت الأساطيل الموحدية في الاستيلاء على جزيرة ميورقة , بقيادة أبي العلابن 
جامع ويحيى بن الشيخ أَبي ابراهم الخزرجي ٠‏ ننيجة للمقاومة الضارية لأسطول جزيرة ميورقة 
تحت قيادة الأمير عبدالله بن اسحق بن غانية » الذي وطَّد حم بني غانية في جزر البليار'"" . 
وبالرغم من الجهود التي بذها الأمير عبدالله بن اسحق بن غانية في التصدي للأساطيل الموحدية , 
فقد تمكّن الموحدون من الاستيلاء على جزيرة منورقة'" . 

وفي عام 08 ه 1187 م»ء استولى أبو العباس الصقلي أحد كبار قادة الأساطيل 
الموحدية على جزيرة يابسة''. ويقول أبو عبدالله بن عيّاش أحد كتاب البلاط الموحدي في 
إحدى رسائله . «ثم قصّ الله بيابسة ومنورقة جناحيهم بأخذهما من الدائرة السوء »(*! 

وما إن علم الأمير عبدالله بن اسحق بن غانية بعزم الموحدين على مهاجمة جزيرة ميورقة » 
بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها أخوه يحيى في افريقية في مواجهة القوات الموحدية,ء 


. 5145 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص‎ )١( 
.05١ (؟) ابن خلدون : العبرء ج 5. ص‎ 

(؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص .75١5‏ 

(4:) المصدر السابق. ص 159-.19. 

(0) الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية.» ص 144؟. 


لضن 


واستيلائه على ثغر المهدية 4507 ه- ..15م('), حتى قرّر استعادة جزيرتي يابسة ومنورقة 
جناحي ميورقة من أيدي الموحدين!". 

واستغل فترة الشتاء القارس في عام 0وه ه - ١1١٠١‏ مء وأغار على رأس أسطوله على 
جزيرة يابسة . ولكنه أخفق في الاستيلاء عليها نتيجة للمقاومة العنيفة التي أبداها « ابن 
ميمون » قائد أسطول يابسة الموحدي» الذي أوقع الهزية بأسطول ابن غانية وأحرق له 
طريدتين!"). وم تشبط هذه الهزية من عزية الأمير عبدالله بن غانية » ففي شتاء العام التالي 
4 ه- 1١15م‏ ء أغار على جزيرة منورقة . وتَكّن من الاستيلاء عليها بعد حصار شديدء 
وولّى عليها عاملاً يعرف « باين نجاح »!2). ووصلت هذه الأنباء إلى الخليفة الموحدي جمد 
الناصر : وكان مشغولاً آنذاك بالقضاء على ثورة أبي قصبة الجزولي . وما إن انتهى من هذه 
الثورة الداهمة حتى وصلته الأنباء باستيلاء يحيى بن غانية على تونس ء لهذا قرّر « بأن يبعث 
بعثاً إلى جزيرة ميورقة ليستأصل بني غانية ويقطع دابرهم »(6)! 

الحملة الموحدية الكبرى على جزيرت ميورقة ومنورقة 

أمر الخليفة الموحدي مد الناصر بإعداد حملة بحرية ضخمة للاستيلاء على جزيرتقٍ ميورقة 
ومنورقة . لعزل يحيى بن غانية في افريقية عن قواعد إمدادهء. فقد كان يحصل من هاتين 
الجزيرتين على ما يحتاج إليه من دعم وإسناد من الرجال والسفن والتموين . وفقد يحيى بن غانية 
هنين المعقلين يضعف من صموده في مواجهة الموحدين في افريقيةء وبالتالي تسهل هزيته 
والإجهاز على قواته المعزولة بضربة قاصمة(). وتزعم بعض المصادر بأن الذي قاد هذه الحملة 
البحرية إلى جزيرقي ميورقة ومنورقة هو الخليفة الموحدي عمد الناصر بنفسه("؛ وهي مزاعم 





.6١5 ابن خلدون: العبر. ج *5. ص‎ )١( 
. 015 الحميري : الروض المعطارء ص‎ )١( 
. 5١5 (؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ 
المصدر السابق نفس الصفحة.‎ )1( 
. عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 94" - 0ه"‎ )0( 

وابن عذاري: البيان المفرب/القسم الموحدي. ص 7١6‏ . 
(5) .119 مم يمتصقط© ناممع8 دعن ناع8 لعظ5لم 
(1) يقول ابن أنى دينار صاحب المؤنس بأن « عبدالله بن اسحق ملك ميورقة . عصى الناصر بن المنصور 
الموحدي . فتحرك إليه لما دخل إفريقية 107 هح 1١١0‏ م؛ وحاصر الناصر ميورقة . فمات عبد الله بن 
اسحق في تلك الحروب ؛ وحمل رأسه إلى مراكش . وعلقت جثته على سور ميورقة ». (ابن أبي دينار: المؤنس 
في أخبار إفريقية وتونس . ص5١ .)١‏ ويذكر صاحب روض القرطاس نفس الرواية ؛ وحاول الفريد بل 
المؤرخ الفرنسي التوفيق بين مختلف الروايات قائلا . « ربا يكون الخليفة الناصر قد توجه إلى شرق الجزائر 
(في المغرب الأوسط) للاقاة ابن غانية» إلا أنه عندما وصل إلى هناك أبجر على رأس أسطوله إلى جزر 
البليار لفتحها . (الفريد بل : بنو غانية . حاشية «" ». ص .)١١9‏ 


الحلذاا 


باطلة تتناقض مع المصادر الموثوقة التي تجمع بأن الذي قاد الأسطول الموحدي هو أبو العلاء 
ادريس بن يوسف بن عبد المؤمن عم الخليفة الناصر ء وأن الذي قاد القوات البرية هو أبو سعيد 
ابن أبي حفص(" , وأن أنباء الاستيلاء على هاتين الجزيرتين وصلت إلى مسامع الناصر أثناء 
وجوده في عاصمة ملكه في مراكش(). 

خط سير الحملة 

انطلق الأسطول الموحدي في طريقه إلى دانية في شرق الأندلس(). من قاعدة سبتة 
البحرية!؛) . وليس من ثغر الجزائر في المغرب الأوسط ‏ لأن الخليفة الموحدي عمد الناصر الذي 
يذكر صاحب الاستقصاء , بأنه وجّه الأسطول إلى جزيرة ميورقة من ثغر الجزائر » وهو في 
طريقه لغزو افريقية!* .م يتوجه لغزو افريقية إلا في سنة ١.1ه-‏ 18.6 م00), بعد 
الاستيلاء على جزيرق ميورقة في ربيع الأول 0٠‏ ه - ديسمبر 17١‏ م!"). وني دانية رسا 
الأسطول الموحدي لتنسيق عملية الهجوم على ميورقة » ويقول صاحب الروض المعطار في هذا 
الصدد . « .. واجتمع القائدان (السيد أب العلاء ادريس بن يوسف بن عبد المؤمن والشيخ أبو 
سعيد بن أبي حفص) وعرض كل واحد منهما من أسند إليه ؛ فكان الفريقان ألفين ومائتي 
فارس والرماة سبعمائة ‏ والرجالة خمسة عشر ألفاً . غير غزاة القطع , وكان الأسطول ثلامائة 
جفن » منها سبعون غراباً » وثلاثون طريدة » وخمسون مركباً كباراً وسائرها قوارب منوعة. 
وأما العدد والسلاح والجانيق والسلام والمساحي والفؤوس والمعاول والرقائق والحبال؛ فشيء لا 
يأخذه عدد » وكذلك الدروع والسيوف والرماح والبيضات والدرق والقسي وصناديق النشاب 
وجملة وافرة من الطعام.. » ... وبعد إعداد الترتيبات اللازمة في ثغر دانية انطلق الأسطول 
إلى جزيرة يابسة!*), وكانت بيد الموحدين منذ استيلائهم عليها بقيادة أبي العباس الصقلي 


. "10-884 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المفرب . ص‎ )١( 
.67١ والحميري : الروض المعطار. ص 657 . وابن خلدون: العبرء ج 57. ص‎ 
. 3١9 والناصري : الاستقصاء . ج .ا ص‎ 

(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 884 . 

(>) الحميري: الروض المعطار.ء ص 6510 . 

(؛) ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص .7١5‏ 

(0) الناصري : الاستقصاء . ج .ا ص .3١9‏ 

(2) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 917" . 
وابن عذاري : البيان المغرب/ القسم الموحدي. ص .5١5‏ 

(0) الحميري : الروض المعطارء ص 038 . 

(3) المصدر السابقى. ص 6051 -6318. 


ممه ه- 11١87‏ م('). وقد فثل عبدالله بن غانية في استعادتها من يديب" . 

وبقي الأسطول يوماً واحداً في جزيرة يابسة . وكان يوم جمعة « فصلوا الجمعة في يابسةء 
وأقلعوا غدوة السبت 56 ذي الحجة 0594 ه -" سبتمبر.. » . وتوجهوا إلى ميورقة ونزلوا 
اليا 

الاستيلاء على جزيرة ميورقة 

يصف الحميري كيفية الاستيلاء على جزيرة ميورقة قائلاً . « .. فأتوا ميورقة. ونزلوا 
وتقرّب العسكر من المدينة (مدينة ميورقة)ء ودار الأسطول بالمرسى مع السيد أبي العلاء , 
وخرج إليهم عبدالله بن اسحق بن غانية بجموعه . فنشبوا في القتال ودافعوا كل الدفاع » واخر 
ذلك انهزم »ثم صرع فقتل , وغلّق باب المدينة » فأحاطت بها الرماة وغزاة البحرء فتغلبوا 
عليها » فدخلت ونهبت ولم يسم إلا قصبتها . ودخل السيد أبو العلاء وأبو سعيد البلدء ورأس 
عبدالله معهما على قناة بيد رجل غرّي!. وكان قد قطعه. فنهيا الناس عن النهب» وأمر 
بضرب عنق رجل خالف النهي . وطيف برأسه وأمنا الناس ونودي بالأمن . في الأزقة والقصبة 
فخرج الناس . وأمنوا وكتبوا إلى الملك الناصر بالفتح .. »(4). 

ويذكر عبد الواحد المراكثي : وكان معاصراً لتلك الأحداث . بأنّ الذي قتل عبدالله بن 
اسحق بن غانية أمير البليار » « . . رجل من الأكراد يقال له عمر المقدّم . وذلك أنه حين نازله 
القوم . خرج على باب من أبواب المدينة وهو سكران فكبا به فرسهء فضربه عمر المقدم 
بسيفه.. وقيل إنه قتله بسيف نفسه. . 6(6)! 


الاستيلاء على جزيرة منورقة 

بعد قوط مديئة مموزقة الخصينة توجه ابو العلام ادريس بن :يوشّف“قائذ, الأسطول 
الوحدي بقطعات من أسطوله إلى جزيرة منورقة في هجوم مفاجىء , وتمكن من الاستيلاء على 
عاصمتها « مدينة منورقة »» وأسر عاملها « ابن نجاح » . ويقول ابن عذاري في هذا الصدد ء 
9. ولا خفت الأنواء وعسن المواء: .اميق السيد أبو العق. (أبو العلاء): بامتظلول سبعةاء 
وصبّحهم فساء صباحهم ‏ وبطش بهم الأسطول قبل التئام أحوالهم وترتيب قتالهم . فدخل البلد 





.317.-159 ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )١( 

(0) المصدر السابق. ص 5١5‏ . 

() الحميري : الروض المعطارء ص 618 . 

(؛) الحميري : الروض المعطار. ص 60358. 

(5) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 84" . 


1:٠١ 


(مدينة منورقة) عنوة وقبض على ابن نجاح » وصيّره مع أصحايه إلى الحضرة (مراكش) فهلك 
بها.. .'٠6‏ ويذكر عبد الواحد المراكثي بأن خبر فتح ميورقة للخليفة جمد الناصرء « . 
اتصل معه فتح جزيرة منورقة » وكان فيها من أصحاب ابن غانية رجل اسمه الزبير بن نجاح 
دخلوها عليه » فقتلوه ووجهوا برأسه إلى مراكش » وعلقوه بها مع رأس أبي قصبة الجزولي »!"اٍ 

ويؤكد أبو عبدالله بن عياش الكاتب الموحدي » بأن جزيرة ميورقة لم تصمد أمام الغزاة, 
سوى أسبوع واحد قائلاً . « فجهزنا إليهم جيشي بر وبحر.. فسار الجيشان وركبوا إلى جند 
الشيطان بحراً سلس القيادة والعنان! وجواري تسب في الموج سبق الجياد يوم الرهان .. إلى أن 
نزلوا بساحل ميورقة. فم يكن بين الحلول بالجزيرة والظفر بجهاتها الأربع والاستيلاء على 
معقلها الأمنع إلا سبع ليال! لكا 

فإن صحت رواية الحميري . بأنّ تاريخ تحرّك الأسطول الموحدي من جزيرة يابسة إلى 
ميورقة كان في 54 ذي الحجة 099 ه -" سبتمبر .15 !4 ؛ فمعنى ذلك أن الاستيلاء على 
ميورقة كان في ٠‏ ذي الحجة 054 ه - ٠١‏ سبتمبر ١١١“‏ مء ويؤكد هذا التاريخ عبد الواحد 
المراكشي . الذي عاصر تلك الأحداث , وكان على علاقة وثيقة بالوحدين حيث يقول : بأن 
دخول الموحدين مدينة ميورقة . بعد مقتل أميرها عبدالله بن اسحق بن غانية كان في شهر ذي 
الحجة 055 هع أغسطس - سبتمير 17.8 .لف , ١‏ ْ 

نتائج الحملة البحرية الموحدية على جزيرق ميورقة ومنورقة 


تمكن غزاة الأسطول الموحدي من الاستيلاء على جزيرق ميورقة ومنورقة عنوة خلال فترة 
وجيزة » واعتبروا أهلها من الملحدين7')! وقاموا بعمليات سلب ونهب واسعة النطاق!"). ويقول 


. 5١6 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي . ص‎ )١( 
. 791 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب ء ص‎ )( 
.7140- 140 الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية. ص‎ )( 

يذكر ابن أبي زرع بأن الخليفة الموحدي مد الناصر « أخذ في تجهيز الأساطيل والعساكر لقتال مدينة 
ميورقة . حتى فتحها وانتزعها من أيدي المرابطين . في ربيع الأول ٠ ٠‏ ه ‏ ديسمبر ١١١*‏ » وكان ذلك. 
بعد وصوله إلى ثغر الجزائر في المغرب الأوسط . وهو في طريقه من فاس إلى افريقية ؛ لمحاربة يحيى بن اسحق 
الميورقي . (ابن أبي زرع : روض القرطاس. ص 555 . طبعة دار المنصور) . 
(:) الحميري: الروض المعطارء ص 678. 
() عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 44" . وتذكر بعض المصادر بأن تاريخ 
الاستيلاء على ميورقة ودخول قصبتها كان في ربيع الأول 7٠٠‏ ه ‏ ديسمير 1١*‏ م. (الباروكمبانير: 
تخطيط تاريخي لجزر البليارء حاشية «١؟‏ ». ص ١94‏ . والفريد بل: بنو غانية » ص .)١5١‏ 
(1) الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية. ص 7140-5140. 
(0) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 90-884" . 


1." 


أبو عبدالله بن عيّاش عن معاملة الغزاة لأهل جزيرة ميورقة «٠‏ .. وهجم الموحدون عليهم في 
عقر دارهم .. وكانت بين الفريقين حرب .. وانجلى ذلك عن قتل الشقي (عبدالله بن اسحق بن 
غانية) وأتباعه ‏ وحصول أسرته في قبضة الموحدين » ومغالبة أهل الجزيرة مآل الضالين 
لكين اا 

وقد نهبت القوات الموحدية مدينة ميورقة وم تسم القصبة من أعمال السلب والنهب ء إلا 
نتيجة للأوامر المشددة التى أصدرها قائدا الحملة!''. اللذان استوليا على أموال عبدالله بن 
اسحق « وسبيا حرمه ودخلا بين مدينة مراكش على الجمال على هيئة الأسارى ». ويذكر عبد 
الواحد المراكثشي عن مصير الأسرى من بني غانية ما بلي « فأما النساء فدخل بهن ليلاً (إلى 
مراكش) فجعلن في بعض الخانات . إلى أن نقذ الأمر (من الخليفة الموحدي همد الناصر) بالمن 
عليهن وإطلاقهن وتزويج من تحتاج إلى التزويج منهن , وتجهيزها هال! وأما الرجال فلم يزالوا 
في الحبس إلى أن من عليهم (الخليفة) بعد أن ضمنهم أكابرهم واتخذوا أجناداً .. » . ويضيف 
إلى ذلك مبيّناً ضخامة الغناتم التي حصل عليها كبار القادة من فتح ميورقة ٠‏ ويقول « وبلغني 
أن العَولّين لفتحها انتهبوا متها أنوالاً عظيمة ووخائر نفسة ار 

ويبدو من نص لابن خلدون يقول فيه » بأن تاشفين بن اسحق بن غانية « ا نخذل بالناس عن 
أخيه عبدالله 4!6)! ما يدل على أن الموحدين اتصلوا سراً بتاشفين , الأمير المعزول » ومنّوه بأنه 
إذا انضم إليهم مع أنصاره فإنهم سوف يولونه السلطة. وبفضل هذه الخيانة » فتّتوا الجبهة 
الداخلية في مدينة ميورقة . مما مكّن القوات الموحدية من اقتحام هذه المدينة عنوة والاستيلاء 
عليها وعلى جزيرة ميورقة بأجمعها بسهولة , وني فترة وجيزة . وقتل عدد كبير من سكانها , الذين 
ظلوا على ولائهم وإخلاصهم للأمير عبدالله بن اسحتى بن غانية!ةا . 

وم يتحقق لتاشفين بن اسحق بن غانية ما كان يطمح إليه من خيانته لأخيه؛ فقد ولَّى أبو 
العلاء ادريس على جزر البليارء بعد الاستيلاء على جزيرتي ميورقة ومنورقة » قائد البحر 
عبدالله بن طاع الله الكومي » وأصبحت هذه الجزر منذ شهر محرم 7.0 ه- اكتوير 15١7‏ م2 
تحت الحم الموحدي0, 





.. 519-5148 الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية. ص‎ )١( 
عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 546 . والحميري : الروض المعطارء ص‎ )١( 
حكة.‎ 

(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 94" - 550. 

(؛) ابن خلدون: العبرء ج”ء ص 070. 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص ١904‏ . 

(1) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 94" . وابن خلدون : العبر» ج 7 » ص 
. والناصري : الاستقصاء. ج ؟'. ص .5١79‏ 


؟2 


وكان لاستيلاء الموحدين على جزر البليار نتائج خطيرة أشارت إليها المصادر الإسلامية , 
ويقول أبو عبد الله بن عياش مشيراً إلى ذلك .« .. ولأخذ ميورقة على صاحب أرغون وبرشلونة 
أَسْدّ من رشق النبل وأهول من وقع السيف.. !!١٠6‏ وهو قول صحيح . فقد أدَى سقوط جميع 
جزر البليار في يد الموحدين إلى قلق بيدرو الثاني(" ؛ ملك أرغون وقطلونية المتحدة . الذي 
كان لا يرى بأساً في جوار بني غانية , الذين مهما بلغت قوتهم البحرية , فإنهم لم يكونوا يشكلون 
خطراً كبيراً على مملكته , بالإضافة إلى أنهم كانوا في تلك الفترة يبادنون الممالك والإمارات 
المسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط لانشفالهم بحرب الموحدين في إفريقية » وقد وجدوا 
مؤازرة من الجبهة المسيحية لتعميق الخلاف بين المسلمين وإضعاف قواهم. وبعد استيلاء 
الموحدين على جميع جزر البليار؛ أصبحت ملكة أرغون وقطلونية مهددة من قوة جديدة أَسْدٌ 
بأساً وأعظم غائلة » هي قوة الامبراطورية الموحدية ‏ مما حمل بيدرو الثاني ملك أرغون وقطلونية 
على إعادة النظر في سياسته. والعمل على تخطيط مشروع للاستيلاء على جزر البليار, 
لإجهاض قوة الموحدين والحيلولة دون محاصرتم لمملكته براً وبحراا؟ا. 

وفي سنة 50١‏ ه - ١١١4‏ مء بعد استيلاء الموحدين على جزيرقٍ ميورقة ومنورقة بسنة 
واحدة ؛ أخذ بيدرو الثاني يعد العدّة للاستيلاء على جزر البليار . وتوجّه بنفسه إلى رومة لمقابلة 
البابا انوسنت الثالث ٠‏ للاستعانة بالبابوية وإمكانياتها الهائلة لتحقيق مشروعه ء كما سعى إلى 
الظفر بمعونة ججمهوريتي بيزة وجنوة » ولكن مساعيه من أجل الحصول على عون بحري من هاتين 
الجمهوريتين البحريتين باءت بالفثل , نظراً «لاهتام هؤلاء التجار من البيزيين والجنويين 
بمصالحهم التجارية والا قتصادية البحتة على المصلحة الدينية العليا الي كانت تقتضي ائتلان 
جميع المسيحيين من أجل قضية النصرانية في صراعها ضد المسلمين.. ». كما يقول المؤرخ 
الميورقي الباروكمبانير. كما كان جل اهتام البابا انوسنت الثالث منصبأ على دعم القوات 
الصليبية فقي بلاد الشام , الي كانت تواجه النكسات واهزائم بعد إخفاق الحملة الصليبية 
الثالثة . في دعم المملكة اللاتينية المنهارة بعد هزيمة حطين . لهذا فشلت مساعي بيدرو الثاني في 
الحصول على أي عون من البابوية » ونتيجة لذلك اهارت مشاريعه في الاستيلاء على جزر البليار 


. 747 الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية. ص‎ )١( 

(0) الملك بيدرو الثاني ملك ارغون وقطلونية المتحدة . خلف والده الفونسو الثاني في جمادى الثانية 
7 هت ١5‏ مايو 1١147‏ م ء وتوفي مقتولاً في جمادى الأولى 5٠١‏ ه - ١١‏ ديسمبر 1517 م على مشارف قلعة 
مورية في جنوب فرنسا في مواجهة الكونت سيمون مونفور وقواته الصليبية . وخلفه ابنه جيمس الأول 
(خامي الفاتح) الذي استولى على جزيرقي ميورقة ويابسة. (يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين 
والموحدين . ص 901" و7”4188). 

(©) سلهان مصطفى زبيس : تأملات حول إعادة الحك المرابطي في المغربين الأوسط والشرقي , ص ١997‏ . 
(مجحلة ميورقة - كلية الفلسفة والآداب في بالمادي ميورقة جامعة برشلونة 19104). 


1 


وترك تحقيق هذا المشروع لابنه خاي الأول". ويذكر المؤرخ الألماني يوسف أشباخ رواية 
أخرى يقول فيها ؛ بأن بيدرو الثاني اتخذ من مشروع الاستتيلاء على جزر البليار ذريعة للسفر 
إلى رومة ؛ وأن ما كان يطمح إليه في الواقع هو أن يقوم البابا انوسنت الثالث بتتويجه في 
كنيسة القديس بطرس في رومة لتقوية مركزه في مواجهة اشراف قطلونية وأرغون . وكان سفره 
إلى رومة لهذا الغرض . وبصحبته حاشية كبيرة عن طريق مرسيليا ومنها إلى جنوة . التي 
غادرها مع حاشيته . « في خمس سفن بحجة السفر إلى بيزة لعقد حلف معها لغزو الجزائر الشرقية 
(البليار) . ولكنه م يقف في بيزة » بل رسا بسفنه عند مصب نهر التيبر 7.1١‏ هع *١١ام2‏ 
واتجه إلى رومةء وكان البابا انوسنت الثالث قد رتب كل الترتيبات للاحتفال باستقباله 
وتتويجه . . » , واكتفى بذلك وعاد إلى بلاده التي أخضعها «لأداء الجزية للكرسي البابوي » . 
ما زاد من نقمة البارونات والفرسان والتجار عليه . وأضعف من مكانته وفتت قوة مملكته , 
لهذا أخفق في تحقيق مشاريعه بالاستيلاء على جزر البليار التي نجح ابنه خايمي الأول في تحقيقها 
من بعده'"' . وقد. ذكر ابن عيّاش نتتيجة هامة أخرى لاستيلاء الموحدين على جزر البليار بقوله , 
«وأما شقيهم (يحيى بن اسحق بن غانية) الذي كان بالأطراف الافريقية ‏ فقد جاءته القاضية . 
ووترته الفاقرة في أهل الأعرّين عليه , التي متى حارب كانت نصب عينيه. . »!'' . لقد أصاب 
ابن عياش في قوله هذا » فقد كان سقوط ميورقة في يد الموحدين كارثة كبرى للأمير يحيى بن 
اسحق بن غانية » فقد تحول اتجاه مغامرته الافريقية تحولاً جذرياً . واستحال ذلك الجيش الفاتح 
الذي وصل ذروة انتصاراته قبيل سقوط ميورقة ومنورقة في يد الموحدين . إلى بجموعة من 
المغامرين الذين يعيشون تحت رحمة القدر ء يضربون ضرباتهم ثم يسرعون بالهرب إلى بلاد الجريد , 
كلما أحسوا بالخطر لكي يعدّوا العدة لضربة جديدة , دون أن يكون لم ملجأ يلجأون إليه أو 
سند يعتمدون عليها" . 

وم يكن سقوط جزر البليار في يد الموحدين ضربة قاصمة لبني غانية وحدهم . ولكنها 
تركت أثراً واضحاً على جمهوريتي بيزة وجنوة اللتين فقدتا أسواقاً مهمة في جزر البليار من 
جهة , وفي تغور افريقية الخاضعة لبني غانية من جهة أخرى . كانت تعني بالنسبة هما كثيراً من 
المنافع . ومع ذلك م تسر الأمور كما كان متوقعاً » فقد تمكن يحيى بن غانية من مواصلة القتال 
طيلة ثلث قرن ضد الموحدين ‏ بعد سقوط جزر البليار في يدهم . ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى 
قوة شخصيته وشدة اقدامه. ولكنه كان قتالاً يائساً لا أمل فيه في الظفر! وكان من السهل 
التنبوٌ بنتيجته المحتومة . مهما طال الزمن وعظمت التضحيات . فقد كان يحيى بن اسحق 





. 2078-١197 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين ص الا" وما بعدها.‎ )( 
. 5407 الرسالة السادسة والثلاثون من رسائل موحدية ص‎ )1( 


16 


يقاتل الامبراطورية الموحدية بإمكانياتها الضخمة دون أن يكون له أي مصدر إمداد يستعين به 
بعد سقوط جزيرة ميورقة سوى حلفاء قلّب من الأعراب" . 

ويقول المؤرخ الفرنسي الفريد بل؛ بأن مد الناصر الخليفة الموحدي ضمن باستيلائه على 
جزر البليار حماية موّخرة قواته. وعزل يحيى بن غانية في افريقية, مما مكنه من الانتصار 
عليه . بعد أن منع عنه ما كان يحصل عليه من جزر البليار من سفن ورجال وتّوين وأموال, 
ولولا بسالة يحيى وعناده وجرأته الفائقة . لأجهز على قواته بضربة واحدة!" . ومهما يكن الأمر 
فقد كان لسقوط جزر البليار في يد الموحدين نتائج خطيرة على موازين القوى في الحوض الغربي 
للبحر المتوسط . وأحرز الأسطول الموحدي تفوقاً على جميع الأساطيل المسيحية في هذا 
الحوض'"". ولولا استنزاف بني غانية للموحدين في افريقية لكان بوسعهم تحقيق مزيد من 
الانتصارات الساحقة على قوات مالك اسبانيا المسيحية في بلاد الأندلس» ولكان لتاريخ 
الأندلس كان 1خ 

وكان لانتصار الموحدين على بني غانية واستيلائهم على جزر البليار دوي هائل في بلاد 
المغرب والأندلس » خلّده الشعراء في قصائد منها على سبيل المثال » قصيدة للجراوي يبنىء فيها 
الخليفة الموحدي مد الناصر بهذا الفتح ؛ بالإضافة إلى قصيدتين أخريين يهنئه في الأولى بفتح 
ميورقة . وني الثانية بفتح منورقة!" . كما هنأه بالفتح وفد من ميورقة!". 

كما مدح الخليفة حمد الناصر وهنأه بهذا الفتح » أبو عمر يزيد بن عبدالله ابن أبي خالد!"). 

وكان للزجالين دور في التهنئة بفتح ميورقة ومنورقة » وقد حاز قصب السبق في هذا الجال 


. 197 سلهان مصطفى زبيس : تأملات حول إعادة الحم المرابطي في المفربين الأوسط والشرقي . ص‎ )١( 
.)١914 (بجلة ميورقة , كلية الفلسفة والآداب في بالمادي , ميورقة . جامعة برشلونة سنة‎ 
.1١١9 الفريد بل: بنو غانية. صي‎ )١( 
. 584 ابن عذاري: البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )( 
ابن الأثير: الكامل,. 015/؟1.‎ ):( 
.”08 والحافظ الذهبي : العبر في خبر من غبرء ج 1. ص‎ 
.518- 5١5 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )0( 
يذكر ابن أبي زرع بأن أهل ميورقة رسلوا وفداً إلى الخليفة الموحديّ عمد الناصر لتهنئته بالفتح وأنّهم‎ )3( 
.» سلّموا عليه وبايعوه. فعفا عنهم . ووصلهم على قدر طبقاتهم . وتكلّم إليهم بالجميل..‎ .. « 
. (ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص ؟"5 طبعة دار المنصور)‎ 
يقول ابن الابار عن ابن أبي خالد ما يلي »« من أدباء اشبيلية ونبهائها . وإلى سلفه ينسب المعقل المعروف‎ )0( 
.١١١ ه..» المقتضب من تحفة القادم . ص‎ 5١5 بحجر ابن أبي خالد . توفي في اشبيلية سنة‎ 


265 


ابن جحدر الاشبيلي('! . وهكذا أصبحت جزر البليار إقليا من أقالم الدولة الموحدية , وتتابع 
على حكمها ولاة الموحدين واحدا بعد آخر. حتى سقوطها في يد مملكة أرغون وقطلونية. 


ولاة جزر البليار في عهد الموحدين 


تعاقب على حم جزر البليار في السنوات السبع الأولى من الحك الموحدي ثلاثة ولاة . ومن 
الؤْسف أن المصادر الإسلامية التي بين أيدينا لا تسعفنا بمعرفة الكثير عن جزر البليار في هذه 
الفترة » فبعد أن وطّد أبو العلاء ادريس بن يوسف بن عبد المؤمن دعام الحم الموحدي في جزر 
البليار بعد الاستيلاء على ميورقة ومنورقة في ذي الحجة 045 ه - سبتمبر ١٠٠١١‏ مء غادرها 
إلى مراكش بعد أن ولَى عليها قائد البحر عبدالله ابن طاع الله الكومي'"). واطمأن أهل جزر 
البليار في فترة ولايته إلى الح الجديد . وأرسلوا وفداً إلى الخليفة جمد الناصر ‏ في قاعدة ملكه 
في مراكش يعلنون بيعتهم وطاعتهم ؛ فأكرم الناصر وفادتهم!"". وولّى عليهم قاضياً هو الفقيه 
الجليل عبدالله بن سلهان الأنصاري المعروف بابن حوط اله!؟), 

وفي عام 1.٠‏ ه - ١١١8‏ مء ولَى الخليفة الناصر الموحدي «أيا عبدالله بن عبد السلام 
الكومي قيادة أسطول سبتة وأمر له بما كان يأخذه أبو د عبدالله بن طاع الله 
الكومي .. »00 . كما قام بتولية عمه السيد أبا زيد عبد الرحمن بن عمد بن يوسف بن عبد 
المؤمن واليا على جزر البليار , وولى أبا مد عبدالله بن طاع الله عامل جزر البليار على « قيادة 
البحر »!"). وتعاقبت ولاة الناصر الموحدي على هذا الجزرا"). فبعد السيد أبي زيد عبد 
الرحمن بن عمد بن يوسف عن الخليفة الناصر » وليها السيد أبو عبدالله بن ألي حفص بن عبد 
الؤسداة). 


.1١١61 ابن خلا ون : المقدمة. ص‎ )١( 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص 94"- 6ؤ8م.‎ 

وابن خلدون: العبرء ج 3 . ص 5١٠‏ . والناصري: الاستقصاء . ج 7. ص .7١97‏ 
(0) ابن الخطيب : الإحاطة . ج *. ص ١5‏ . والناصري : الاستقصاء. ج 7 . ص 5١7‏ . 
(؛) عبدالله بن سليان بن داود بن عبد الرحمن بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأزدي .« .. فقيهاً جليلاً 
أصوليا لغوياً كاتباً , أديباً شاعراً متفنناً في العلوم » ورعا ديّناً حافظاً ثبتاً فاضلاً . . مشهوراً بالعقل والفضل , 
معظماً عند الملوك . يخطب في مجالس الأمراء والمحافل الجمهورية . وللملوك الموحدين به اعتناء كبير . وكان 
أستاذ الناصر واخوته . ولي القضاء باشبيلية وقرطبة ومرسية وسلا وميورقة ». 

(ابن الخطيب : الإحاطة» .1١7/*‏ والناصري : الاستقصاء. ؟/9١؟).‏ 
(0) ابن عذاري : البيان المغفرب/القسم الموحدي . ص .5١8‏ 
(1) ابن خلدون: العبر 1/0٠0.‏ . والناصري : الاستقصاء . 5١9‏ /5. 
(9) الحميري : الروض المعطارء ص 078 . 
(ه) ابن خلدون : العبر. 5 / 5١‏ . والناصرى : الاستقصاء , ؟ /519. 


اا 


وف سنة 7.0 ه- ١1٠١١‏ مء « قدّم الخليفة الموحدي محمد الناصر على جزيرة ميورقة 
(وذواتها) أبا يحيى بن أني الحسن بن أبي عمران . وأخر عنها السيد ألي عبدالله بن أبي حفص, 
وقدّم السيد المذكور على بلنسية .. .)١١»‏ وكانت جزر البليار تتبع ولاية بلنسية في التقسيات 
الإدارية الموحدية!'). وكان أبو يحينى مد بن علي ابن أبي عمران!")آخر ولاة الموحدين بجزر 
البليار »« ومن يده أخذها النصارى سنة سبع وعشرين وستائة . وكان الحادث بها عظما »(4). 


جزر البليار في عهد أبي يحيى جمد بن علي بن أبي عمران التنملي 

اختلف المؤرخون في تسمية آخر عمّال جزر البليار في عهد الموحدين . آخر العهود 
الإسلامية في هذه الجزرء نظراً لأن البعض ذكره بكنيته » بينما ذكره البعض الآخر حيناً 
باسمه ‏ وحيناً آخر باسمه مع كنيته . وتجنباً للالتباس الذي وقع فيه بعض المؤرخين المعاصرين 
في تسميتها*!. سنذكر في الفقرة اللاحقة ما ذكرته المصادر عن هذا العامل من تسميات والخروج 
منها بكنيته واسمه كاملين : 

أ- يقول ابن عذاري بأن «أبا يحيى بن أبي الحسن بن أبي عمران ». كان آخر ولاة 
الموحدين على جزر البليار . « ومن يده أخذها النصارق ده 

ب- يذكر ابن سعيد المغربي ما يلي «٠‏ وصارت (ميورقة وذواتها) لبي عبد المؤمن » وتوالت 
عليها ولاتهم إلى أن أخذها النصارى من أني يحيى بن عمران التيملّلي. . »("2. 

ج- يدعوه الحميري « بابن يحيى »لف 


)0 ابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي. ص *56 . 

ويذكر المقري : نفح الطيب 1/455 بأن تاريخ تولية السيد أبي يحيى على ميورقة وذواتها كان في سنة 
هخ 505ام. 
(0) عمد بن شريفة : أبو المطرف أحد بن عميرة الخزومي. ص 59١‏ -5955. 
(؟) جمد بن عمد الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة . 5/١‏ . ص ١8”‏ ترجمة 514 . 
(؛) ابن خلدون: العبر. 015/37. والحميري: الروض المعطارء ص 558 . والناصري : الاستقصاء , 
ا 
() التبس امم آخر عمال جزر اليليار على المؤرخ الألماني يوسف أشباخ وعبدالله عنان , وخلطا بينه وبين 
سعيد بن حك بن عمان آخر عمال جزيرة منورقة . (يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » 
ص18 - 1١15‏ وحاشية ١١‏ » ص .)15١ - 4١5‏ وقد أَدَى إلى هذا الالتباس . عدم وضوح نص ابن الأبار 
عن سعيد بن حك . ابن عمان , وقد ظنّ أشباخ بأن فقرة « قدم على ميورقة , بمعنى جاء إليها . « قدّم على 
ميورقة » بتشديد الدال» أي « ولي عليها (الحلة السيراء ؟/518) وهو ما يتعارض مع جميع النصوص 
أعلاه. 
(1) ابن عذاري : البيان المغرب/القم الموحدي؛ ص 58# . 
() ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب > 5/4517 . 
(8) الحميري : الروض المعطارء ص 058. 


104 


د- أما المقري فيدعوه حيناً بكنيته التي اشتهر بها قائلاً «٠‏ ولا ثارت الأندلس على طائفة 
عبد المؤمن (الموحدين) . كان الوالي بجزيرة ميورقة أبو يحيى بن أبي عمران التتطلل:.: 33 
وخيياً آخر يدعوه باسمه الذي عرف بهء وهو « هشمد بن علي بن موسى .. الكة 

ه- ودعاه الأوسي المراكثي « بأبي يحيى جمد بن علي بن أبي عمران.. » 

يتضح من التسميات الآنفة الذكر بأن أبا يحيى هي كنية هذا الوالي » وأن« أيا الحسن » , 
هي كنية والده « علي » . وأن أبا عمران هي كنية جدّه « موسى  »‏ أما أسمه فهو « مد بن علي 
ابن موسى » ٠‏ ولكونه ينتسب إلى بلدة تنمل . في إ قليم السوس في بلاد المغرب الأقصى . فقد دعي 
بالتتنملي والتيملّي والتنمللي!؟). ومن ثم فلا خلاف في أن الذي كان والياً على جزر البليار في 
آخر عهودها الإسلامية » ومن يده أخذها النصارى هو أبو يحيى مد بن أبي الحسن علي بن أبي 
عمران موسى التنملي (التنمللي - التيمّلي)!؟). 

وفي السنة الأولى من تولية أبي يحيى محمد بن علي بن موسى التنملّي على جزر البليار 
ه- ١1١١‏ مء أسهم أسطول جزر البليار تحت قيادة « ألي العلاء ادريس بن يوسف بن 
عبد المؤمن فاتح ميورقة ومنورقة » . وقائد أساطيل « البرّين » الأندلس والمغرب ء في الإغارة 
على سواحل مملكة أرغون وقطلونية التي كانت تتحرش بجزر البليار » وتغير على ساحل الأندلس 
الشرقي . ويقول ابن عذاري في هذا الصدد في حوادث عام 5٠0‏ هما يلي «٠‏ وفيها تحرّك السيد 
أبو العلاء الكبير قائد أساطيل البرين إلى برشلونة بجميع أجفان العدوة والأندلس . فكانت 
أحسن حركة للمسلمين ؛ وأوحش فجيعة وأعم وقيعة » وأوقع خسارة بقلوب الكافرين »!9 . 
وقد أدت هذه الحملة البحرية إلى نتائج خطيرة . فقد ازدادت العلاقات توتراً بين مملكة أرغون 
وقطلونية والموحدين ٠‏ وقام بيدرو الثاني بغارات واسعة النطاق على شرق الأندلس » واستعان 
بفرقة من الفرسان الصليبيين من الداوية (فرسان المعبد) في الاستيلاء على عدد من حصون 
ولاية بلنسية!'). وكما كانت جزر البليار تتأثر بتأزم العلاقات مع مملكة أرغون وقطلونية 


مل 


)00( المقري : نفح الطيب . 179/4 . 

() جمد مد الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة. .8/١‏ ص .1١8«*‏ 

(؟) التنملّي : نسبة إلى تنمل « اسم موضع ببلاد السوس , واتخذه المهدي عمد بن تومرت داعية الموحدين 
مركزاً لدعوته , وها قبره. (عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب , ص 904؟). كما يطلق 
عليها اسم تينملل . ويقال لمن ينتسب إليها تينمللي  »‏ ويدعوها صاحب الروض العطار « تامللت » . ويذكر 
بابا « حصن عظم جداً من حصون جبال درن بالغرب , وهو منيع صعب » (الحميري : الروض المعطار . ص 
8ل). 

(؛) حمد بن شريفة : أبو المطرّف بن عميرة الخزومي . ص 5909-1591 . 

(0) ابن عذاري: البيان المغرب / القسم الموحدي . ص 584 . 

(1) مد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص 788 . 


املق 


المجاورة ها . باعتبارها أهم القواعد الإسلامية المستهدفة . كانت تتأثر كذلك باحداث شرق 
الأندلس لكونها عملاً من أعمال بلنسية!'. وفي سنة 5017 ه - 15١1١‏ مء« وصل إلى مراكش 
لمقابلة الخليفة (الموحدي) جمد الناصر جماعة من وجوه شرق الأندلس معرضين آثار العدو 
البرشلوني (بيدرو الثاني ) في بلادهم ‏ وانتهاكه لطارفهم وتلادهم , فقوي عزم الناصر على نصرهم 
والحركة إليهم .. »(". وبينما كان الخليفة جمد الناصر الموحدي يعد العدة للمعركة المصيرية مع 
مالك اسبانيا المسيحية في بلاد الأندلس ‏ « وصلت الأنباء إلى الحضرة (مراكش )بتغلّب المسلمين 
على كثير مما في أيدي الروم من معامل صقلية » ووصول أعيانهم ووجوههم إلى مدينة تونس إلى 
الشيخ أبي عمد بن أبي حفص .ء وإطلاق الخطبة في بلادهم بالدعوة الموحدية . . لكا ولولا عيث 
يحيى بن غانية فساداً في افريقية واستنزافه للقوات الموحدية . وشلٌ فعاليتها . وانشغال الخليفة 
مد الناصر الموحدي بمشاكل الأندلس ‏ كان بوسع الأساطيل الموحدية مساندة الثورة الإسلامية 
في جزيرة صقلية . ولتغيرت موازين القوى البحرية تغيراً جذرياً ‏ ولوجدت جزر البليار المهددة 
بأفدح الأخطار سنداً قوياً يدعم قوتها(. ولكن بعد هزية الجيش الموحدي في معركة العقاب , 
انهار كل أمل في صمود جزر البليار في مواجهة الهجمة الصليبية الشرسة!5). 


أثر هزية الجيش الموحدي الساحقة في معركة العقاب 

حلت بالسلمين في بلاد الأندلس نكبة داهمة غيّرت مجرى التاريخ . وتركت آثارها المدمرة 
على مصير جزر البليار » فقد هزم الجيش الموحدي هزيمة مروعة في مواجهة قوات ممالك اسبانيا 
المسيحية . وحلفائها من الصليبيين الذين حشدتهم البابوية » في معركة العقاب المشئومة (لاس 
نفاس دوتولوزا ) 701058 عل 5ه71307 1.65 في 6 صفر 5095 ه -5 يوليو ١1١17‏ م» التى أبيدت 


. 597-1591 جمد بن شريفة : أبو المطرّف بن عميرة الخزومي . ص‎ )١( 

. 585 ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي. ص‎ )١( 

(©) المصدر السابق. ص 584 . 

(؛) كانت صقلية في عام 701 ه - ١١1١م‏ تمر بمرحلة انتقالية بعد وفاة غليام الثاني آخر ملوكها من أسرة 
هوتفيل النورمندية دون عقب , وكان قد أوصى بالملك من بعده لنري السادس امبراطور المانيا من أسرة 
هوهنشتاوفن . باعتباره زوجاً للأميرة كونستانس ابنة روجر الثاني » عمّة غليام الثاني » ولكن أهل صقلية 
رفضوا تنفيذ هذه الوصية . ونادوا بالأمير تنكرد بن روبرت جسكارد ملكا عليهم . وأسفرت هذه المنازعات 
عن حرب بين الطرفين آلت في نباية المطاف إلى استيلاء الامبراطور هنري السادس على مملكة الصقلتين» 
وترك زوجته الامبراطورة كونستانس نائبة عنه وعن ابنهما فردريك الذي سيقوم بدور خطير في تاريخ 
الحروب الصليبية . وسيكون له علاقات وثيقة بالسلطان الأيوبي الكامل. (د . سعيد عاشور : اوروبا العصور 
الوسطى . ص 6ه" .)١/95.-‏ / 

(0) المقري : نفح الطيب . ج .١‏ ص 145ء وج كدص *9"8#. 


1٠ 


فيها معظم القوات الموحدية , ولم ينج الخليفة همد الناصر مع عدد قليل من حرسه وجنوده إلا 
بصعوبة كبيرة! وانهار الحم الموحدي في بلاد الأندلس على أثر هذه الفاجعة من أساسهء 
وانقضت قوات مالك اسبانيا المسيحية والحشود الصليبية التي تؤازرها على بلاد الأندلس 
القطّعة الأوصال بعد أن استقل كل أمير بناحية منها'" . وأصبحت جزر البليار بعد هذه 
المزية المروعة معزولة دون أي قوة خارجية تساندها . في مواجهة مملكة قطلونية وأرغون التي 
كانت تتطلع للاستيلاء عليها"" . 

ولكن أحداثاً خطيرة وقعت في مملكة قطلونية وأرغون أدّت إلى نشوب حرب أهلية بين 
خايمي الأول « ولي العهد » وأعمامه بعد مقتل والده بيدرو الثاني 51١‏ ه .!'218١8-‏ مما 
أدَى إلى بقاء جزر البليار ببمأمن من عدوان أساطيل مملكة قطلونية وأرغون حتى عام 
+3 م - 0١15ء!!,‏ الذي تمكن فيه خايمي الأول « جاقة وجاقمة » ملك أرغون , والطاغية 





. 101١-99 عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )١( 

وابن عذاري . البيان المغرب/القسم الموحدي. ص 5 - 510 ,. 

والحميري : الروض المعطار.ء ص 4١7‏ . ويجهول المؤلف : الحلل الموشية. ص7١‏ . 

وابن أبي دينار: المؤنس في أخبار افريقية وتونس» ص .١714‏ 

وابن خلدون : العبر. ج 3 . ص 897-6801717 . والمقري : نفح الطيب .ج ١‏ ص 415 ءوج 5 .ص 5897 
و54؛ . والناصري : الاستقصاء . ج *'. ص 15115 -510. 

وجمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب/القسم الثاني ص 86-5788؟. 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 7١097‏ . 
(") تعرضت مملكة قطلونية وأرغون إلى انقسام خطير؛ بسبب تقلب ملكها بيدرو الثاني وسوء سياسته ؛ فقد 
توجه بعد عودته منتصراً مع حلفائه في معركة العقاب 704 ه - ١١١1م‏ إلى جنوب بلاد الفرنجة , 
للإثراف على شئون ممتلكانه هناك . وكان قد صادق قبل قدومه على تولية سيمون دي مونفور الفارس 
الصليي الشهير كونتا على قرقشونة واربونة وبيزييه » وأرسل ابنه وول عهده خاي الأول (فاتح البليار) إلى 
بلاط قرقشونة لينشأ هناك تحت رعاية حليفه الكونت سيمون دي مونفور. ولكن اطماع الكونت سيمون لم 
تقف عند حد ء فقد تطلع إلى الاستيلاء على طولوز . وكان « كونت طولوز » زوجاً لسانئا أخت الملك بيدرو 
الثاني , ولالم تجد المساعي ‏ السلمية في وقف عدوان الكونت سيمون على طولوز . فقد نشبت الحرب بينه وبين 
ملكة قطلونية وأرغون وأسفرت عن مقتل الملك بيدرو الثاني 7٠١‏ ه-5١5١مء‏ وبقاء ابنه وول عهده 
(خاعي الأول) رهينة تحت رحمة الكونت سيمون دي مونفور. وتدخل البابا انوسنت الثالث من أجل إ طلاق 
سراحه 51١‏ ه - 15١5‏ مء ولكن عمه الطموح سانشو قام باعتقاله في حصن مونزون . واستولى على السلطة 
4 ه 1517 م. وما إن تخلص « خاعى الأول » من عمه سانشو بعد جهود مضنية . حتى برز عمه الثاني 
فرناندو إلى الميدان؛ واستولى على السلطة؛ وظلّت ملكة قطلونية وأرغون تعاني من الحرب الأهلية حتى عام 
4 ه-1500 م. حيث تكن الملك خايمي الأول من توطيد دعاتم حكمه في مملكة قطلونية وأرغون بعد 
استسلام عمه فرناندو وقواته, وأخذ يتطلع منذ ذلك الحين في الاستيلاء على جزر البليار. 

(يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص "8١‏ - 87 وص 1415 -1110). 
(؛) المقري : نفح الطيب ج ؟ ص 456. 


إدلدق 


البرشلوني !'' . و« صاحب بلاد أرغون المعروف بالبرشتوني » » كما تدعوه المصادر الإسلامية , 
من تثبيت دعاتم حكمه. وأخذ منذ ذلك الحين في التحرش بجزر البليارا" . 

ومن المؤّسف أننا لا نجد أي نص يوضح الأحداث الداخلية في هذه الجزر منذ تولية أبي 
يحيى التنملّي 7.7 ه - ١171ع(27.‏ وحتى ظهور أول بوادر العدوان الصليي على جزر 
البليار تحت عل مملكة قطلونية وأرغون في ذي الحجة “59 ه - ديسمبر 1555 .!؟ا. 


بوادر العدوان الصليي على جزر البليار 

بينما كان الصراع الدامي على أشدّه بين الأمراء الموحدين على عرش الملكة الموحدية 
والفتئة الداهمة تعصف ببلاد الأندلس!*) . كان أبو يحيى التنملّي عامل جزر البليار يراقب 
هذه الأحداث المؤسفة بقلق وحذرء وتقديراً منه لدقّة وضعه وخطورته: فقد سعى جاهداً 
لتقوية أساطيل جزر البليار ‏ التي أصبحت معزولة عن أي عون إسلامي خارجي » لمواجهة أي 
عدوان محتمل من أساطيل مملكة قطلونية وأرغون التي كانت له بالمرصاد . وقد احتفظ لنا 
المّري بقطعة فريدة من تاريخ ميورقة « كائنة ميورقة » لأبي المطرف أحمد بن عبدالله بن عمد بن 
عميرة المحزومي(') الذي ولي القضاء بميورقة قبيل سقوطها النهائي وعاصر تلك الأحداث 
المأساوية!". وكتب عنها نصوصاً وافية تبيّن لنا بكل وضوح البوادر الأولى للعدوان الصليبي 
على جزر البليار في حوادث ذي الحجة من عام 577 ه - ديسمبر ١1557‏ م . التي يقول فيها: 
بأن أبا يحيى مد بن علي موسى عامل جزر البليار» أرسل « طريدة بحرية » , لجلب الأخشاب 
من جزيرة يابسة بحراسة « قطعة حربية » . لبناء سفن جديدة لتدعمم قوته البحرية» لجابهة 


)١(‏ الحميري: الروض المعطار ص 7 وحاشية «ه ».ء صه”6ة. 
(؟) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب ص 10١‏ . 
(؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي ص "7# . 
(8) المقري : نفح الطيب ج 4 ص 439. 
(5) عبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص 4١0‏ . ومجهول المؤلف : الحلل الموشية , 
ص ١8‏ . وابن عذاري : البيآن المغرب/القسم الموحدي. ص 5407 . 

وسمدٍ عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الثاني ص 48”. 
)١(‏ ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى. ص 57-49 . 

والغبريني : عنوان الدراية . ص 70١‏ - 7017 . وابن خلكان : وفيات الأعيان ج ال ص 158 . وجمد بن 
جمد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة ١/١‏ . ص 177 . وابن الخطيب : الإحاطة ؛ ج »١‏ 
ص 11# -98١ا.‏ 

والحواشي ص 1/8 . والمقري : نفح الطيب ج ؛ . ص 514 49١-‏ . وعمد بن شريفة : أبو المطرف بن 
عميرة الخزومي » ص 580 .7551١-‏ 
(0) دومنيك اورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص ؟5١.‏ 


1١1” 


الأخطار المحتملة . ولكن أساطيل الروم « مملكة قطلونية وأرغون » كانت له بالمرصاد . فقد علم 
كونت طرطوشة من سفن الاستطلاع بئبأ السفن التي أرسلها أبو يحيى لجلب الأخشاب من 
جزيرة يابسة » وقام على الفور بإرسال حملة بحرية قوية . كنت من أسر السفن الإسلامية 
بحمولتها من الأخشاب ء مما أثار غضب أبي يحيى التنملّي عامل البليار . وأخذ يعد العدّة للإغارة 
على سواحل مملكة قطلونية وأرغون ومهاججة أساطيلها في البحر وقطع الطريق عليها"! . 
وكانت بداية الاشتباكات البحرية بين قطع من أسطول جزر البليار وسفن تابعة لمملكة 
قطلونية وأرغون في آخر ذي الحجة 717 ه - ديسمبر 17577 م . ويقول المقري في هذا الصدد ء 
نقلاآً عن تاريخ ميورقة , (كائنة ميورقة) لابن عميرة الخزومي بأن أبا يحيى التنملّي عامل جزر 
البليار « حدّث نفسه بالغزو لبلاد الروم (ساحل قطلونية) ؛ وكان ذلك رأياً مشؤوماً . . وفي آخر 
ذي الحجة سنة 74 ه بلغه أن مسطحاً من برشلونة ظهر على جزيرة يابسة » ومركباً من 
طرطوثة انضم إليه» فبعث ولده في عدة قطع حتى نزل مرسى يابسة » ووجد فيه لأهل جنوة 
مركباً كبيراً » فأخذه وسار حتى أشرف على المسطح فقاتله وأخذه وظن أنه غالب الملوك!"2, 


وغاب عئْه آنه أشام من عاقر الناقة »(؟ار 


الاستعداد للحرب 

تأزمت العلاقات بين جزر البليار وملكة قطلونية وأرغون بعد الاشتباكات البحرية الأولى 
تأزماً شديداً » وأخذ تجار قطلونية وكبار نبلائها الطامعين في ثروات جزر البليار يحرضون 
خاي الأول على الاستيلاء على هذه الجزر الغنية » واستجاب لندائهم » فقد كان ملك قطلونية 
قد وطد دعاتم ملكه سنة 1514 ه- 1557 م » بعد حرب أهلية دامية استمرت طيلة خمسة عثر 
سنة » وها هو يجد الفرصة لاشغال المقاتلين في مملكته في حرب ضد المسلمين في جزر البليار يجني 
من ورائها مغائم وافرة ويحرز مجداً يرفع من مكانته بين ملوك اسبانيا المسيحية ومكسبة دعم 
البابوية ونصرتها!“). وقد تنبهت الرواية الإسلامية إلى هذا التحريض من قبل نبلاء مملكة 


)١(‏ المقري : نفح الطيب : ج 4 ص 15؛ . ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين ص 
ةد 
(0) المقري : نفح الطيب . ج 14 . ص 100-454 . 
(6) قدارين سالف : الذي يضرب به المثل بالشوّم » فقد عقر ناقة ني الله صالح ؛ فكان سبباً في هلاك قومه 
مود ء وما يقصده ابن عميرة الخزومي . بأن سوء تصرف أب يحيى التنملي كان سبباً في ضياع ميورقة وفناء 
أهليها . 

(عمد بن شريفة : أبو المطرف بن عميرة . حاشية ه. ص 588). 
(؛) يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 1107 . 

وجمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس / القسم الثاني . ص *79 . 


1١ * 


قطلونية وأرغون . واستجابة الملك لهم وإعداده العدة للاستيلاء على جزر البليار. ويقول 
المقري بهذا الصدد متابعاً نصه الآنف الذكر ء « وما بلغ الروم (أهل ملكة قطلونية وأرغون) 
خبر العدوان على سفنهم قالوا لملكهم (خايمي الأول) كيف يرضى الملك بهذا الأمر ونحن نقاتل 
بنفوسنا وأموالنا؟ فأخذ عليهم العهد بذلك . وجمع عشرين ألفاً من أهل البلاد وجهز في البحر 
ستة عشر ألفاً وشرّط عليهم حمل السلاح .. 0 

وتذكر المصادر اللاتينية بأن خامي الأول ملك قطلونية وأرغون أعلن أثناء انعقاد بلاطه 
في طركونة في حشد كبير من الكونتات والبارونات وكبار التجار سنة 3 ه.-8؟؟1م 
إعداد حلة كبيرة للاستيلاء على جزيرة ميورقة0"). 

وتضيف المصادر اللانينية إلى ما سبق ذكره موضحة كيفية الوصول إلى قرار إعلان الحرب 
على جزر البليار قائلة بأن بيدرو مارتل؛ وهو بحار من طركونة» أثار أطماع الحضور 
وغضبهم في المأدبة الملكية . بما قصّه عليهم من غنى جزيرة ميورقة وخصبها ووفرة ثرواتها » وما 
يقوم به سكانها من حين إلى آخر من سبي النصارى . وما يضمره أميرها من كره للقطلان 
والارغونيين: وما يكنّه لهم من بغض وعداء. وتحمس الحضور وناشدوا الملك خايي الأول 
إعلان الحرب على أمير جزر البليار » فانفعل الملك المسيحي ! وأعلن استعداده لمحاربة الأمير 
المسم الذي كان يتطاول عليه ويعامله بكل صلف واحتقار . « وأقسم أنه لن يعتبر نفسه ملكاً 
شرعياً قبل أن يتم استيلاؤه على ميورقة »!"". وني الواقع م يكن خامي الأول بحاجة إلى من 
يشجعه على غزو ميورقة , فقد كانت حرب الاسترداد 158ناودمء26 على أسْدّها ضد المسلمين ني 
بلاد الأندلس » وكان ملك قطلونية وأرغون يتطلع إلى تحقيق انتصارات تدعّم مركز حكمه .في 
حرب ضد المسلمين بعد الحرب الأهلية الطاحنة التي دمّرت مملكته طيلة خمسة عشر عاماً . كما 
أن هذه الحرب ستشغل نبلاء المملكة عن المنازعات الداخلية . وتشغلهم بحرب خارجية ترضي 
طموحهم وتطلعهم إلى الثروة والمغائم . كما ترضي تجار قطلونية النين كانوا يتطلعون داماً إلى 
توسيع نطاق تجارتهم » وضان سلامة سفنهم التي كانت مهددة باستمرار من أساطيل جزر 
البليار» بالإضافة إلى أن أي حرب ضد المسلمين تحظى برضاء البابوية وتتيح للملك خاعي 
الأول بأن يتلقى العون المادي والمعنوي منها . ويكسب بذلك مكانة كبرى في العام المسيحي . 
لهذا فقد عقد المجلس النيابي (الكورتيس) في برشلونة في شهر صفر 5771 ه - ديسمبر 1579م 


. 5070 المقري: نفح الطيب؛ ج 14 ص‎ )١( 
. 378 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

ويوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 417 . 
() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 1937-0116 . 

ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 4١7‏ . 


115 


واقترح على أعضائه القيام بحملة عسكرية للاستيلاء على ميورقة من أجل تأمين التجارة في 
البحر المتوسط التي تعيق حركتها أساطيل جزر البليار الإسلامية ‏ وقد وافق جميع أعضاء 
الكورتيس « الجلس النيابي » على اقتراح الملك خايي الأول بحماسة فائقة , وأقرًوا بالإجماع على 
أن يقوم الملك بجباية ضريبة «الماشية القرنية » للمساهمة في نفقات الحملة. وذلك بصفة 
استثنائية ٠‏ فقد كانت هذه الضريبة تجبى مرة واحدة عند تولّي ملوك قطلونية وأرغون 
العرش (9 , 

وقد تحمّس كبار نبلاء وتجار وفرسان مملكة قطلونية وأرغون هذا المشروع الذي سيدر 
عليهم مغئم وافرة » وثروات طائلة , كما أعلن كبار الأجناد والرهبان » عن استعدادهم للإسهام 
في الحملة المرتقبة» بفرسان ومشاة تتولى الكنيسة الإنفاق عليهم . وأبدى كبار نبلاء المملكة 
استعدادهم للاشتراك في هذه الحملة على رأس أتباعهم من الفرسان والرماة والمشاة » وكان على 
رأسهم نونيو سانشيز كونت روسيون وهو جودي أمبورياس . والأخوان رامون وجلين دي 
مونكادا !5 

وقد وعد خاي الأول بأن يسهم في الحملة المرتقبة بمائتي فارس من أرغون» كما تعهد 
للنبلاء والفرسان ورجال الكنيسة بأن تقسيم أراضي جزيرة ميورقة والغناتم التي سيتم الحصول 
عليها من هذه الجزيرة عد الاستيلاء عليها بين المشتركين في الحملة من النبلاء والفرسان 
والتجار ورجال الدبن ؛ وفق ما يقدمه كل منهم من فرسان ومشاة وسفن وما يسهمون به من 
نفقات . واشترط عليهم أن يحتفظ لنفسه بالقصور والقلاع : وأن تكون له السيادة العليا على 
جزيرة ميورقة , وأقسم الجميع على ذلك ؛ وجرى الاتفاق أن يكون اللقاء في ثفر طرطوشة 
بعد إنجاز الاستعدادات اللازمة في رمضان 757 ه 2 سطس وككلام وَأن تحتشد 
الأماطيل اعتباراً من شهر جمادى الأولى 7+7 ه - ابريل - مايو 1١8‏ م في ثفر سالو 





. 4١8 يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ )١( 

ومد عبدالله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثافي . ص 4014 . 
(1) من أعرق عائلات قطلونية ومن كبار نبلائها . وكان رامون برنجار الرابع كونت قطلونية قد منح جدهم 
جيرمو رامون دي مونكادا 0808 1108 26 «مصة8 +2 متمىه!اذنا0 ولذريته من بعده وثيقة تمنحهم الحق في 
تملك | قطاعات واسعة في جزر ميورقة ومنورقة ويابسة سنة 01١‏ ه- ١١45‏ مء بعد الاضطلاع بغزو هذه 
الجزر والاستيلاء عليها . (الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص .)١75‏ وكان جيوم ريمونديس 
مونكاد والد الفارسيين رامون وجلين دي مونكادا ينازع الفونسو الثاني ملك ارغون وقطلونية على العرش , 
ويتصدى لمعارضته , وكان الفونسو الثاني جد (خاهي الفاتح) يخشاه. ولهذا لم يتجرأ على محاكمته بعد اغتياله 
لمطران طركونة 54١1م.‏ 

(يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 885). 


116 


53101 بساحل قطلونية!" , 

وتعهد التاجر القطلاني الثري رامون دي بليجمانز 2385ع»516 06 83008 بإمداد الحملة 
الصليبية باللعدات والأسلحة والتموين . مقابل حصة من الغناتم والامتيازات وتزويد قادتها 
بمعلومات وافية عن تحركات السفن الإسلامية في الحوض الغربي للمتوسط من عملائه ووكلائه 
التجاريين » المنتشرين في ثغور الحوض الغربي للبحر المتوسط""ا. 

وبينما كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق في مملكة قطلونية وأرغون لإعداد حملة 
كبرى للاستيلاء على جزر البليار , لجأ إلى بلاط خايمي الأول في جمادى الأولى 111 ه - ابريل 
8م أبو زيد عبد الرحمن بن عمد بن يوسف عامل بلنسية!"". بعد أن استولى أبو جميل 
زيّان بن مدافع على إقلم بلنسية ؛ وطرد أبا زيد عبد الرحمن ابن يوسف منها!؛؟. واتخذ خايمي 
الأول من أبي زيد أداة طيّعة لتحقيق مآربه في الاستيلاء على جزر البليار» باعتبار أن هذه 
الجزر كانت تتبع وفقاً للنظام الإداري الموحدي لإقلم بلنسيةا". 





. 418 يوسف اشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص‎ )١( 

وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص 4١05‏ . 
0( .9 .ص رقعءهط 14 © معرمزة11! أه نم5 عغط1 بممقطاعة 11 كاأمعمعلك 
(؟) جمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الثاني , ص 95" - 890 . 
(4) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص 579 . 
() تذكر الرواية النصرانية المعاصرة خبر التجاء أبي زيد عبد الرحمن بن عمد بن يوسف إلى بلاط خامي 
الأول ملك أرغون وقطلونية بقوها . « سار السيد أبو زيد وصحبه إلى قلعة أيوب حيث كان خايمي الأول 
يعقد بلاطه في ذلك الحين في جمادى الأولى 17 ه - ابريل ١1555‏ م. واجتمع أبو زيد وولده أبو جمد مع 
خاي الأول ملك أرغون وولده الفونسو؛ ووعد خاي الأول بتقدم المعونة لأبي زيد من أجل استعادة بلنسية 
من يد ابن مردنيش ؛ وعقد بين الفريقين معاهدة نصّ فيها . على أن يعطي أبو زيد ربع الأراضي والحصون 
التي يستعيدها لملك قطلونية وأرغون » وأن يقدم كفالة بتنفيذ هذا الاتفاق ؛ بتسلم حصون بنشكلة ومركة 
وقلّة والبونت وشارقة وشبرت! على أن يقوم الملك خاي بحمايته والدفاع عنه وعن ولده ضد أعدائهم »!! 

(تمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الثاني ص 95" -30؟) . 

واستفل خامي الأول هذه الفرصة وأوهم أبا زيد بأنه سيعد حملة لجزيرة ميورقة من أجله وفي سبيل 
معاونته , في استعادة سلطته في بلنسية وجزر البليار التي كانت تتبع في القسم الإداري الموحدي لبلنسية . 
ووضع أبو زيد كافة ما لديه من امكانيات تحت تصرف ملك قطلونية الذي وجد فيه أداة طيعة لتحقيق 
مطامحة. 

(يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص .)4١8‏ 

وهكذا سقط أبو زيد في مستنقع الخيانة . وتخلى عن شرفه بعد أن تخلّى عن أهله ووطنه , وتسمى باسم 
بثنتي « بجنت » ]7/1060 وتزوج من سيدة نصرانية من سرقسطة , وكان يدعى في الوثائق المسيحية « بثنتي 
ملك بلنسية وحفيد أمير المؤمنين »! 

(عمد عبدالله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/ القسم الثاني . ص 998). وتدعوه > 


1 < 


ولم تخف هذه الاستعدادات الكبيرة التي كانت تجري في مملكة قطلونية وأرغون على أبي 
يحيى التنملي . فقام بدوره بالاستعداد لجاببة هذا العدوان. ويقول المقري بهذا الصدد في 
حوادث عام 73 ه - 8١15م‏ قائلا: « وقد اشتهر أمر هذه الغزوة فاستعد طا (أبو يحيى 
التنملي أ مير البليار) وحشد ألف فارس من فرسان الحضر ومثلهم من الرعية ومن الرجالة 
مانية عشر ألفاً. وذلك في شهر ربيع الأول 757 ه - فبراير 1789م 6(" . 


انقسام الجبهة الداخلية في ميورقة 

قبيل العدوان الصلييبي 

بينما كان أبو يحيى التنملّي يعد العدة لتقوية دفاعات جزر البليار. وحشد قواها وتدعيم 
أساطيلها » لمواجهة الحملة الصليبية المرتقبة » نشبت في جزيرة ميورقة فتنة غا مضة!' ني وقت كانت 
فيه القوات الصليبية تحتشد في ثغور قطلونية , استعداداً للإبحار إلى جزيرة ميورقة للاستيلاء 
عليهال". ويوضح لنا ابن المستوني!) في نصه الفريد التالي سبب هذه الفتنة قائلا . «لما استولى 





المصادر المسيحية باسم « زيت أبو زيت 2616 دااة. :261 » وهو تحريف لاسمه العربي « السيد أبو زيد ». 
وتذكر هذه المصادر , بأنه سقط في أعين النصارى , بعد أن انحدر إلى هوة سحيقة من الخيانة والتخاذل» 
والخروج على كافة القم ؛ ومات قهراً وكمداً . محتقراً ملعوناً بعد أن خان قومه , واتخذه خاي الأول أداة 
للاستيلاء على جزر البليار وبلنسية . 

(ابن شريفة : بو المطرف بن عميرة المخزومي . حاشية ١«‏ ». ص 50). 
)00( المقري : نفح الطيب . 15/ 1407٠١‏ . 
0 المقري : نفح الطيب . ج4 . ص 17١‏ . 
() يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص8١4.‏ 
(1) ابن المستوفي : « شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد اللخمي الإربلي صاحب كتاب تاريخ إربل 
المسمى « نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأمائل » أصله من الموصل وانتقل منها إلى إربل أثناء حم مظفر 
اللين بن كوكبوري أمير اربل . وتو فيها بعض الوظائف الرسمية ٠»‏ (نباهة البلد الخامل يمن ورده من 
الأمائل ؛ تحقيق د . سامي بن السيد خماش الصّقار . حاشية «5 » . ص 570). وقد نقل ابن المستوني روايته 
عن نكبة أهل ميورقة عن أني علي الحسن بن مد ابن الحسن من حصن بيزة بشرق الأندلس الذي وفد على أبي 
نصر الدين كوكبوري أمير إربل يستفيث به لإنقاذ أسرى ميورقة . 

(ابن المستوفي : نباهة البلد الخامل بن ورده من الأماثل . ترجمة رقم 5١7‏ - ج ١‏ القسم الأول 
ص ."4 - 455 . وابن خلكان : وفيات الأعيان ا : ص0؟). 

حصن بيرة : في إقلم تدمير في شرق الأندلس (نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار, لص .)1٠١‏ 
وهي حالياً أحد مراكز المرية في شرق الأندلس وتدعى 8 (نصوص عن الأندلس » حاشية د" - ١6‏ »2 
ص١5‏ -185). وقد وصفها ابن الخطيب وصفاً شيقاً وذكر محاسنها ومساوئها (معيار الاختيار في ذكر 
المعاهد والديار. ص08). - 


ابن هودا"' على الأندلس . خاف صاحب ميورقة أبو يحيى على ميورقة من أجنادها . وكانوا في 
الأندلس فقتل منهم خلقاً وهرب من هرب إلى الجبال والحصون وخلت المدينة من كثير من 
أهلها » فنزل عليها البرشنوني''' . وحاصرها في شوال 593 ه .. "٠6‏ . وقد أدى هذا التصرف 
من أَبي يحيى التنملّي إلى فتنة داهمة في جزيرة ميورقة في وقت كان فيه الأسطول الصليي في 
طريقه إلى الجزيرة . ويلومه ابن سعيد المغرني على سوء تصرفه ويقول بأنه «كان بخيلا غبر 
حسن التدبير ساعحه الله .. »'"!! 

ويذكر المقري نضا من تاريخ ميورقة (كائنة ميورقة) للمخزومي . يوضح فيه قسوة أي يحيى 
التنملّي في قمع ثورة أهل ميورقة » في وقت كان فيه الأسطول الصليي في طريقه إلى جزيرة 
ميورقة » يقول فيه . « في سنة 575 ه 11792 مء أمر الوالي (أبو يحيى التنسلي) ضَاعن 
شرطته بأن يأنيه بأربعة من كبراء المصر (ميورقة) فساقهم وضرب أعناقهم , وكان فيهم ابنا 
خاله » وخالهما أبو حفص (عمر) بن سيري ذو المكانة الوجيهة . فاجتمعت الرعية إلى ابن سيري 
فأخبروه با نزل . وعرّوه فيمن قتل . وقالوا هذا أمر لا يطاق . ونحن كل يوم إلى الموت نساق , 
وعاهدوه على طلب الثأر. وأصبح الوالي يوم الجمعة منتصف شوال سنة 515 ه - 0 سبتمبر 
8م والناس من خوفه في أهوال ومن أمر العدو في إهمال!. فأمر صاحب شرطته 
بإحضار سين من أهل الوجاهة والنعمة فأحضرهم ٠‏ وإذا بفارس على هيئة النذير . دخل على 
الوالي وأخبره بأن الروم (أساطيل مملكة قطلونية وأرغون وحلفائها) قد أقبلت . وأنه عدّ فوق 


- مظفر الدين كوكبوري: علي بن سبكتكين بن مد الملقب بالملك المعظم مظفر الدين ؛ ولد بالوصل 
هخ ١١01‏ مء وتوفي سنة 7٠‏ ه - 15177 م , وكان « كريم الأخلاق كثير التواضع حسن العقيدة ‏ لا 
يخيب أمل من يقصد برّه ». (ابن خلكان: وفيات الأعيان. ج؛ ص١١1‏ - .)١5١‏ وقد وفد عليه أبو 
الحسن بن عمد الأندلسي يستغيث به لإنقاذ أسرى ميورقة الذين أسرهم الصليبيون بعد الاستيلاء على الجزيرة 
وعرضوهم للبيع في أسواق الرقيق فلبى نداءه وججمع الأموال لإنقاذ الأسرى قائلا « أنا لها »!! (ابن المستوني: 
نماهة البلد الخامل من ورده من الأمائل ترجمة رقم 11 . ص .5# -888). 
)١(‏ ابن هود : هوتمد بن يوسف بن هود الجذامي , ثار على الموحدين 770 ه ١1١58‏ م واستولى على مرسية 
« وعندما استوثق أمره أعلن طاعته للخلافة العباسية ووصله تقليد الخليفة العباسي المستنصر بلله » فشاع 
ذكره ؛ وملك القواعد وجيّش الجيوش :. » واشتبك في حروب عديدة مع الموحدين حيناً » ومع قوات ممالك 
اسبانيا المسيحية حيناً آخر . ولكنه كان .هزم في كل معركة يشتبك فيها « لغلبة الخفة عليه واستعجاله 
الحركات .. ولقائه العدو من غير استعداد . وتوفي مقتولاً بيد عامله على المرية ؛ ويدعى بأبِي عبد الله الرميمي 
سنة 5186 هد 0١115م.‏ 

(ابن الخطيب : الإحاطة » ج ١‏ ص8؟١‏ - 155 . وأعمال الاعلام/ القسم الخاص بالأندلس . ص5977). 
)١(‏ البرشنوني : خايمي الفاتح وهو لقب لكل ملوك قطلونية وأرغون . (الحميري : الروض المعطار . ص 018) . 
() ابن المستوفي : نباهة البلد الخامل بن ورده من الأمائل . ترجمة رقم 10" , القسم الأول ص .1 - 151 . 
(؛) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . 3/1571 . 


114 


الأربعين من القلوع . وما فرغ من إعلامه حتى ورد آخر من جانب آخر (من جزيرة ميورقة) . 
وقال إن أسطول العدو قد ظهر وقال: إنه عدّ سبعين شراعاً . فصح الأمر عندهء فسمح لم 
بالصفح والعفوء وعرّفهم بخبر العدو وأمرهم بالتجهز » فخرجوا إلى دورهم كأفا قد نشروا من 
قبورهم .. »! وبهذا التصرف الجنوني الأحمق, أعطى أبو يحيى التنملّي زمام المبادرة للعدوء 
ومكنه ف مكلك جريرة تيور قد والتزؤل إل اللباخيل » بالرغم من معرفته المسبقة 
الوادت الكبيرة والحشد البحري الكبير!' , الذي كانت تعده مملكة قطلونية وأرغون في 

ثغر سالو في ساحل قطلونية لمهاجمة جزيرة ميورقةا")! منذ شهر ربيع الأول 191 ه - فبراير 
مء وحشده ألفي فارس وثمانية عشر من المثاة للتصدي لهذا العدوان!؟!, ولكنه هدر 
يبسوء تصرفه وقلة حكمته هذه الاستعدادات المسبقة » وأضاع على نفسه وعلى بلده فرصة مجابية 
الأسطول الصليبي بجبهة متحدة متاسكة!؟. 

الأسطول الصليبي في طريقه إلى ميورقة 

أبحر الأسطول الصليي في ٠١‏ شوال 173 ه - ١‏ سبتمبر 1589 م» بقيادة « خايمي 
الأول » ملك قطلونية وأرغون ؛ من ثغور سالو وطركونة وكامبرليس بساحل قطلونية في طريقه 
إلى ميورقة . وكان عدد سفنه مائة وخمسين سفينة كبيرة من مختتلف الأنواع , بالاضافة إلى عدد 
كبير من القوارب . واشتملت الحملة على ألف وخحسمائة فارس . وخمسة عشر ألفاً من المثاة » 
بالاضافة إلى حشود كبيرة من المتطوعين . من الجنويين والفرنجة وفرسان الداوية « المعبد » . 
تحت قيادة كبار نبلاء المملكة وأجنادها!*". وكان يقود سفن الأسطول قباطنة من قطلونية» 
ومتطوعون من جنوة . بقيادة القبطان نيقولا بونيه )8086 38/160135 الذي أشرف على سفينة 
القيادة » يعاونه ف ذلك جيرمومونكادا الفارس القطلاني الشهير. وقام بقيادة سفن المؤخرة 
القائد الألمافي كرّوز 8702© وهو الابن الأصغر لأحد الكونتات الألمان, جذبته أنباء الحملة 
فتطوع فيها. واستقل الملك خايمي الأول إحدى سفن أسطول مونبلييه » وأشرف التاجر 
القطلاني الكبير رامون دي بليجمانز 216810225 126 831008 على تزويد سفن التموين والمعدات 
والأسلحة ٠‏ مقابل حصة من الأراض ضي التي سيتم الاستيلاء عليها والغنام المكتسبة وامتيازات 
تجارية اتفق عليها. وكان هبوب الرياح بض في صباح يوم إقلاع الأسطول . وقبل حلول 





. 57١ المقري : نفح الطيب » ج؟ ؛ ص‎ )١( 
. 4١8 يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ )( 
. 17١ المقري: نفح الطيب » ج1 ؛ ص‎ )( 
. 137 (؛) ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج؟ . ص‎ 
و‎ 4١8 يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ص‎ )( 
.م معرمم تلا لصة وعممزة14 له لزإرماك عط] تسقطامدل8ا كئامعمعات‎ 3 


لهلدق 


المساء اشتد عصف الرياح الجنوبية الغربية وعلت أمواج البحر . واشتد اضطرابه » مما اضطر 
السفن إلى الاقتراب من بعضها البعض خوف تفرقها في عرض البحر . ونصح القبطان نيقولا 
بونيه بالعودة إلى ثغور قطلونية » حتى تتحسن الأحوال الجوية » ولكن الملك خايمي رفض هذا 
الاقتراح بشدة!")! 

وفي مساء اليوم التالي من إقلاع الحملة « ١١‏ شوال 151 ه- ؟ سبتمبر 1775م » أصبح 
الأسطول الصليبي على مقربة من شاطىء ميورقةء وفي صباح اليوم الثالث «؟١‏ شوال 
7 هح ” سبتمبر 1759م » اقترب الأسطول من شاطىء بلانسة 20116558 في أقصى ثمال 
شرق جزيرة ميورقة . وبينما كانت سفن الأسطول تتجه إلى ثغر بلانسة هبت ريح عاتية دفعت 
بسفن الأسطول قبالة الساحل الجنوني الغربي لجزيرة ميورقة في مواجهة ثغر بالوميرا 2100678 , 
وفقدت سفينة واحدة في تلك العاصفة واتجهت معظم قطعات الأسطول إلى جزيرة صخرية 
تدعى بانتالو دا©288131 , بينما اتجهت السفن الباقية للبحث عن مكان صالح للرسو في ساحل 
ميورقة الجنوبي الغرني!". 

وكان الغزاة يشاهدون من جزيرة بنتالو التي لا تبعد سوى خسمائة ياردة عن الساحل 
الجنوبي الغربي لجزيرة ميورقة . حشود القوات الإسلامية من الفرسان والمشاة على طول الساحل 
المواجه لجزيرة بنتالو. بعد أن اكتشفوا الأسطول المعادي في ١5‏ شوال 595 ه - ه سبتميرا؟). 
وتؤكد المصادر الإسلامية هذه الرواية؛ فقد شاهد أحد فرسان الاستطلاع في التاريخ المذكور 
أربعين سفينة معادية , كما شاهد فارس آخر سبعين سفينة أخرى!؟. وهي القوة الرئيسية التي 
كانت تتجه انذاك من بوراسا 29:35 إلى بورتوبي 2011051 بقيادة الملك خايمي . وتقع بورتوي 
على بعد خمسة كيلومترات من مدينة ميورقة!*). وكانت تحتشد على مقربة منها القوات 
الإسلامية الرئيسية بقيادة أبي يحيى التنملي أمير جزر البليار ‏ لمنع القوات الصليبية الرئيسية 
من الرسوأ"). ويقول المقري بهذا الصدد . « ولا عبر العدو وقصد المرسى (في مدينة ميورقة) 
أخرج الوالي جماعة تمنعهم من النزول . فباتوا على المرسى في الخيل والرجل.. »!"ا. 


٠. 


)١(‏ .8 .م ,وعاممعم عتعطا لمة ياموعلد8 عط بمتاءعءصفطك علءمعلعمسم 
00( .4 .م رقععهط ذلا 300 معموزة1! أه /زمه)5 عط تتسمطائية ]8 كامعدمعات. 
(م) .14 .م رمءعممتل! ع وعممزةل! 5ه لإرما5 عطآ] سقط امدل8 كتمعدصعاك 
(؛) المقري : نفح الطيب 14/807١‏ . 

(ه) .70 .م ,وعءمزة81 نأعمم8 صمبال 

3( .0 .م روعاممعء5 تغط لمة دمتعوعله8 عط] بمتامعط سقط علءلمعلعمط 
(0) المقري : نفح الطيب ؛ ج4؛ ؛ ص 17١‏ . 


1 


معركة تبباننا-تونذا 

في الوقت الذي كانت فيه القوة الرئيسية تبحر من بوراسا بقيادة خايمي الأول وبصحبته 
مندوب البابال' . جريجوري التاسع 177 - 1851 م" في طريقها إلى بورتوني . رست القوة 
الفرعية التي في جزيرة بنتالو في خليج سانتا بونزا 20822 582]8 الذي يبعد حوالي ستة عشر 
كيلومتراً (عشرة أميال) عن مدينة ميورقة الإسلامية في منتصف ليلة ١1‏ شوال 555 ه ح ه 
سبتمبر ١555‏ م ء وعند فجر ذلك اليوم اشتبكت القوات الإسلامية المرابطة على طول الساحل 
مع القوات الصليبية في ١+8‏ شوال 155 ه - ٠١‏ سبتمبر .١579‏ وكانت طليعة القوات 
الصليبية التي بدأت المناوثات الأولى تتكون من مانمائة من المشاة وخمسين من الفرسان'"2. 
وكان حامل الراية في مقدمة القوات الصليبية بحار قطلاني يدعى برناردو ريوديا . واندفع كبار 
القواد في المقدمة وعلى رأسهم نونيو سانشيز كونت روسيون ورامون دي مونكادا وأخوه جلين , 
وبرناردو دي سانتا ايجنينا » وبرناردو دي شامبانس قائد فرسان المعبدء كل منهم على رأس 
قواته . واشتبكوا مع الحامية الإسلامية في معركة استمرت طيلة اليوم. وفي المساء انسحبت 
الحامية الإسلامية إلى التلال المحيطة بسانتا بونزا بعد أن أوقعت خسائر فادحة في صفوف 
القوات الغازية . ودفن الغزاة قتلاهم على مقربة من خليج سانتا بونزا!'). ولا يزال حتى اليوم 
شاهد على تلك المعركة وهو عبارة عن صليب ضحم ء في بقعة صخرية تطل على الخليج » ويوجد 
على القاعدة الرخامية التي يرتكز عليها الصليب مشاهد محفورة من معركة سانتا بونزا!") . 
ويشير المقري إلى هذه المعركة بقوله «٠‏ وني الثامن عشر من شوال 517 ه وهو يوم الاثنين وقع 
المصاف وانهزم المسلمون . . »130 , 


معركة بورتوبي 
بينما كانت معركة سانتا بونزا على أَسْدّها في ١4‏ شوال 571 هخ ٠١‏ سبتمير 1779مء 
كان خايمي الأول يتجه على رأس القوة الرئيسية من ميناء بوراسا إلى بورتوبي !"). وكان يتخذ 





() .15 .م يقععممتل8 لمة دععمزةل8 أه نزمهغ5 عط بمقطاعة81 كامعصعات 

(؟) د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ص 33١‏ . 

0( .16 .م برهع02م 841 320 هع0زة11 ]0 ل(مرهؤ5 عط[ بسقطلاعة84 كامعمعات. 

0( .16-19 .م كعاممع2 عتعط) يث كعتموعاة8 عطآ1 بمتاءعط دم قطن عاعتمعلع: > 70 .م رقىرمزة11 نأعمم8 محيال 
(ه) زرت موقع هذا الشاهد الذي دارت المعركة على مقربة منه على مشارف خليج سانتا بونزا في صيف عام 
8 . وتتبعت ميدان القتال, من سانتا بونزا إلى بورتوي . وذهلت لوعورة الطريق » الذي تحده الجبال 
الصخرية الوعرة من جهة . والبحر من الجهة الأخرى . 

(3) المقري: نفح الطيب . ج؛ . ص 47١‏ . 

0( .8 .م رؤعاممعءط عتعطا لمة وعلمقعلد8 عغط1 بمتارعط مقط علءامعلعمم 


201 


من الصليب شعاراً!'! بعد أن منح البابا جريجوري التاسع بركاته لهذه الحملة واعتبرها حملة 
صليبية!"). كما وضع مثالا للعذراء مريم في ذروة سفينة القيادة » ولا يزال هذا التمثال حتى 
اليوم في كنيسة سان ميجيل التي كانت المسجد الجامع لمدينة ميورقة الإسلامية!")! وقطعت 
السفن البحرية الرئيسية بقيادة خا مي الأول المسافة بين بوراسا وبورتوي في أربع ساعات!*. 
وكانت القوات الإسلامية الرئيسية بقيادة أبي يحيى التنملي تقم معسكراتها في جبال بورتوي في 
السفوح الشرقية للجبلين الصغيرين , وكان الأول منهما يدعى بمرج سرقسطة , والثاني بمرج الملك 
« مرج خيتسترا ». وبدأ أول اشتباك بين الجانبين في السفوح الغربية لذين الجبلين . ودارت 
0 المرتفعات الصخرية الوعرة . آلت في نهاية المطاف إلى 
جع القوات الإسلامية واعتصامها في تلك المرتفعات!*!؛ بعد ثلاثة أيام من القتال ظلّ فيها 

0 | الإملامي « ذو اللونين الأبيض والأحمر واطلال » مرفوعاً يتناوله الفارس بعد لأا 
وفي الوقت الذي كان فيه القتال دائراً بين القوات الإسلامية والصليبية على طول الساحل 
الممتد من خليج سانتا بونزا إلى ثغر بورتوي » اندفع الأسطول الصليي ليلا إلى خليج مدينة 
000 بالمادي ميورقة » بعد أن فاجاً 5 الإسلامية في ثغر بوتوي ونمكن من 

سرها( 9 . وكان عدد سفن الأسطول كما تذكر الرواية المسيحية مائة وخمسين سفينة!*). ويؤكد 
0 ذلك بقوله . « قرب العدو من البلد » مدينة ميورقة « بمائة وخحمسين قلعا كار 

محاصرة مدينة ميورقة برا وبحرا 

تقدمت قوات الملك خابمي بعد معركة بورتوي نحو مدينة ميورقة لقطع الطريق على أبي يحيى 
التنملّي وقواته المعتصمة في مرتفعات بورتوبي . واستطاع الجيش المسيحي الوصول إلى نهر 
المدينة على بعد ثلاثة كبلومتراض عن أسوار مدينة ميورقة . وكان يدعى « نهر الساقية » . ويقع 
إلى جوار المقبرة الحالية لمدينة ميورقة . وفي ذلك المكان كانت هناك حديقة جميلة وواسعة لملك 





(1) يوسف أشباخ : تاريخ الأنديس في عهد المرابطين والموحدين . ص18١4‏ . 

(؟) د. حسين مؤّنس : مقدمة الحلة السيراء . ج١1‏ . ص9”. 

[69 8-9 .م ,كعاممع2 عأعطا يت دع ترقعلة8 عط بمتاععط سقط عاءتمعلعمم 

(؛) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص07 . 

(ه) المرجع السابق . ص١1 .0١-‏ 

(1) .8 .م ,وعاممعهم عأعط) لمه ىلموعلد8 عط تمتلعءطصفطك علءلمعلعرم 

(0) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عصر المرابطين والموحدين . ص 4١9‏ . 
وميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص87 . 

() يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عصر المرابطين والموحدين . ص 4١8‏ . 

© المقري: نفح الطيب . ج؛ . ص 57١‏ . 


: 


ميورقة » ونزل الجنود هناك وأكلوا فاكهة الحديقة!")! 

وفرض الصليبيون الحصار على مدينة ميورقة براً وبحراً وأخذوا في إنزال الآلات والجانيق 
ونصبوها حول أسوار المدينة . وكان لبعض رجال البحر من مرسيليا إسهام طيب في المعركة , 
فقن لصبو الأبراج الخشبية التي أقيمت عليها الجانيق بسرعة فائقة!"). وأخذ الفزاة في ضرب 
أسوار المدينة وأبراجها بالجانيق والرعّادات والقذائف الحرقة» وكانت القوات الإسلامية تخرج 
بين الحين والآخر من أبواب المدينة الخاصرة وتشتبك مع القوات الغازية وتحرق آلات الحصارا". 

ويذكر المقري ما يلي عن فرض الحصار الصليي على مدينة ميورقة ‏ « : ٠‏ ووقع المصاف 

وانهزم المسلمون . وارتحل النصارى إلى المدينة » ونزلوا منها على الحربية الحزنية!') من جهة 
باب الكحل(6), وم يزل الأمر في شْدّة وقد أشرفوا على أخذ اليلد ..: يلكا 





.65- ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص08‎ )١( 
. المرجع السابق. ص"”‎ )١( 
(م) .8 .م ,كعامه 5 عتعط) لمة كوتمفعلة8 عط تمتاءعءط فهك علءتعلعمرر‎ 
(؛) الحربية الحزنية : يعلق شكيب أرسلان على هذه الفقرة الغامضة قائلا . « ربا تكون لمنطقة الحزنية نسبة‎ 
إلى الحزن بالفتح وهو ضد السهل؛ أو أن أصلها الخزنية » وانها صحفت بالنسخ . نسبة إلى الخزن الذي‎ 
يستخدمه المغاربة والأندلسيون بعنى الحكومية ». (شكيب أرسلان : الحلل السندسية ج؟ ص57 وحاشية‎ 
.)»1١١ 
(ه) باب الكحل : أحد أبواب مدينة ميورقة الإسلامية وكان يقع في الزاوية الثمالية الشرقية من سور مدينة‎ 
صفر‎ ١١ ميورقة الإسلامية. وقد اقتحم الصليبيون مدينة ميورقة من هذا الباب في يوم الاثنين في‎ 
ديسمبر 1515م . وقد أطلق عليه النصارى اسم 101هءام 865 وسمي فيا بعد باسم 66ع010,داوط‎ #8١ 7ه‎ 
أي المهاجم »ثم أطلق عليه اسم الباب المدهون 5)202ام 6:14داظ  وفي نهاية القرن التاسع عشر للميلاد أطلق‎ 
.)1١807ص عليه اسم باب الركن 810602603 13 628نا2 (الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ 
ويذكر المؤرخ الإسباني روسليو بوردوي بأن المؤرخ الميورقي  بأن الباروكمبانير شاهد باب الكحل قبل‎ 
» إزالته سنئة 1517 ء وكانت توجد على عتبة الباب القديم كتابات عربية , في حالة سيئة جدا تصعب قراءتها‎ 
وقد نقل هذا العقد ء بعد هدم الباب إلى مبنى بلدية بالمادي ميورقة  ولكن حريقاً سب في المبنى  أدَى إلى‎ 
اختفاء هذا الأثر النفيس . ويضيف إلى ذلك بأن باب الكحل عرف مؤخراً باسم باب القديسة مرجريتا , وقد‎ 
اكتشف أمام الباب المذكور مقبرة إسلامية . (روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية في الجزائر الشرقية‎ 
.)5- (البليار) . ص2‎ 

أبواب مدينة ميورقة: كان لسور مدينة ميورقة الإسلامية في نهباية عهدهاً 
الإسلامي عُانية أبواب(22 .8 ,8180563 280 0:68ز813 ]0 51073 186): وقد ورد ذكر سبعة منها في نص 
تقس الجزيرة وهي : باب الكحل وباب البلياط (البلاط) وباب الشراجب وباب الغدر (جمع غدير) والباب 
الجديد وباب المدى وباب البلد خايمي بوسكيت موليه: نص عربي لاتيني لتقسم جزيرة ميورقة . 
ض77-70). وقد ذكر الباب الثامن وهو الباب الغربي. (ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة 
ص 56 ). وهو « باب بورتوني » . أمماءهم. 
() المقري : نفح الطيب » ج؟ . ص 47١‏ . 


وني الوقت الذي كان فيه الحصار مفروضاً على مدينة ميورقة . تمكن أبو يحيى التنملّي الذي 
كان معتصمً في الجبال من الدخول إلى مدينة ميورقة . خلال الليل دون أن يحس الجيش 
الصليبي بذلك . وحينما دخل المدينة قام أهلها بإشعال مشاعل ضخمة . ورفعوا أصوائم 
بالمتاف! مما اغضب الملك خايمي الآول الذي آمر بتشديد الحصار وحفر خنادق عميقة حول 
المدينة . وقام كونت أمبورياس (أمبوريش) بالإشراف على حفر خندق في الجانب الغربي من 
السور على مقربة من باب بورتوبي الغربي . وأشرف الملك خايمي بنفسه على حفر خندق جوفي 
أمام باب الكحل شمال شرقي السور. وكان الهدف من حفر الخنادق هو الوصول إلى المياه 
الجوفية ومحاولة تدمير أسس الأسوار من أجل أن يتمكن الفرسان من النفوذ إلى الميدان 
الرئيسي للمدينة(' . ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل بسبب القذائف المنهالة من فوق الأسوار, 
والحشود التى جمعها « ملك ميورقة المسم » من سائر أنحاء الجزيرة » وتقدّر المصادر المسيحية 
عددها بثانية آلاف مقاتل . وبعد عشرة أيام من الاشتباكات استطاع المسلمون تحويل مجرى الماء 
الذي كانت تستقي منه القوات الصليبية » ونتيجة لذلك قام المسيحيون بقيادة قومس أمبوريش 
(أمبورياس) بمهاججة المسلمين » وأوقعوا بهم هزية كاسحة كما تدعي المصادر المسيحية!". كما 
تذكر بأنه في أثناء المعركة التي خاضها كونت « قومس » أمبوريش حاول المحاصرون استغلال 
فرصة انشغال المسيحيين في المعركة . فخرجوا من أبواب السور واشتبكوا مع القوات الصليبية 
على مقربة من باب بورتوبي . وهو الباب الغربي لسور مدينة ميورقة». ومن باب البلاط 
« البلياط » وهو الباب الشرقي . ولكن الجموعتين هزمتا واضطر أفرادهما إلى الحرب داخل 
المدينة57), 

وم تتوقف الغارات على المعسكر الصليبي » بالرغم من الخسائر التي تعرضت لها حامية 
ميورقة الإسلامية . وتذكر الرواية القطلانية المعاصرة بأنه « كان هناك فارس مس غاية في 
الشجاعة يدعى (فاتلا)! هالذاه5. خرج من مدينة ميورقة المحاصرة . واستطاع أن يجمع حوله 
خحسمائة جندي من الجبال. وأخذ ينصب الكمائن للمسيحيين النين يبتعدون عن معسكر 
الجيش » » مما نشر الرعب في المعسكر المسيحي!*!!! ويعلق المؤرخ الإنجليزي كلمنتس ماركهام 
بأن اسمه تحرّف عن الاسم العربي فتح الله ظهاانط-طننة5 ويضيف إلى ذلك بأن هذا القائد 





. 58-56 ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص‎ )١( 

() تزعم هذه المصادر بأن كونت أمبوريش أسر ستة آلاف مقاتل في هذه المعركة من بين ثانية آلاف . وهرب 
الباقون إلى داخل جزيرة ميورقة! (ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة . ص 59). وهي رواية كنسية 
متهافتة لا تستحق التكذيب! 

(؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص 54 . 

() المصدر السابق. ص6 . 


1 


الباسل ظل يواصل غاراته الليلية على المعسكر الصليبي مما أوقع البلبلة في صفوف قواته, 
وخدّف من حدة الهجمات على أسوار مدينة ميورقة . وفي ! حدى الليالي قام بمحاولة لقطع مورد 
مياه عن المعسكر الصليبي على رأس قوة من مائة من الفرسان وخسمائة من المثاة » وتنبّه 
حراس المعسكر إلى هذه المحاولة : وأعلموا الملك خايمي بذلك , الذي أمر على الفور بإعداد حملة 
كبيرة لمطاردته » وبعد معركة ضارية استمرت حتى الصباح . كنت القوة المغيرة من تطويق 
الجموعة الإسلامية والقضاء عليها''). وقذف الغزاة البرابرة برؤوس الشهداء بالمنجنيق إلى 
داخل أسوار مدينة ميورقة لتحطم معنويات المقاتلين من حامية المدينة!")! وبعد هذه المحاولة 
أمر املك خاي بتشديد الحصار على أبواب المدينة . ولا سها باب البلاط وباب الكحل'"". وكما 
كان هناك مقاتلون بواسل يدافعون عن وطنهم حتى الاستشهاد » فقد كان هناك خونة باعوا 
شرفهم وقدموا العون للغزاة. وتذكر المصادر القطلانية اسم أحد هؤلاء وتدعوه غ66قطهمء8 
«ابن عبّاد » أو « ابن عابد » الذي كان سبباً من أسباب نجاح الغزاة في الاستيلاء على جزيرة 
ميورقة!؟). وتذكر المدونة القطلانية بأن «ابن عبّاد » كان عاملآ على بلانسة أحد الأقالم 
الخمسة عثر في جزيرة ميورقة(* . قام « ابن عبّاد » عامل إ قلم بلانسة يإرسال رسالة إلى الملك 
خاي » يقول فيها : بأنه سيضع إقليم بلانسة تحت سلطة الملك المسيحي مقابل تأمينه في متلكاته » 
واستغل خامي هذه الفرصة . وأرسل إلى ابن عابد يرحب به ويِنيه بالوعود الكاذبة . كما أرسل 
إليه عشرين من فرسانه لمقابلته ؛ على بعد فرسخ من المعسكر الصليي , وهناك أعلن « ابن 
عبّاد » ولاءه لملك قطلونية وأرغون وقدّم للمعسكر الصليبي عشرين فرساً ملة بالحبوب ولحوم 
الجديان والدجاج والعنب . الذي حفظ في أكياس . حتى أنه لم تتأثر منه حبة واحدة! وطلب 
ابن عبّاد من الملك المسيحي . راية وشارة حتى لا يعترضه جنود الملك . وسرعان ما استجاب 
الملك إلى طلبه . وأرسل معه ضابطين ليتأكدا من صدق ولائه . أحدهما من برشلونة والآخر من 
مونبلييه » ومنح الملك لكل منهما لقب القاضي 41ءاث وظل هذا الخائن يزود المعسكر المسيحي 
بالؤن والأغذية أسبوعياً . وينشر روح الهزية في الأقالم الأخرى'". وتصمت المدونة القطلانية 
عن ذكر مصير « ابن عابد » ولكنها تتحدث عن حفيدته ليونور :1.6080 ابئة ناصر :1.6080 
#عدكة مم86 التي ورثت عن جدها ابن عابد الخابية 018كلة!". 





)0( 7 .2 رقععممنلة ممه مععمزة11 5ه بماك عط]1] تتممطاءةك8 كاتمعمعات 

(1) مد عبد الله عنان : عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني » ص 108 . 

(؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص74 . 

فل تخطيط تاريخي لجزر البليار . ص ١85‏ و .29 .م ,3ءممم ]8 0مه معنودزةل8 أه ,ماد ع1 

آه) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص 7١‏ -١ا.‏ 

(1) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص١7‏ - ١ا.‏ 

(0) تذكر المدونة القطلانية بأن لينور ابنة ناصر 86083556 1640006 حفيدة ابن عابد 868888564 « الرئيس - 


16 


ونظراً لعدم تماسك الجبهة الإسلامية بسبب بخل أبي يحيى التنملّي وسوء تدبيره » ونقمة أهل 
المدينة ميورقة عليه , لما أوقعه فيهم من مذابح قبل الحملة الصليبية(. لم يكن الدفاع عن 
أسوار المدينة حكماً . وكان الساخطون على أي يحيى يتسربون إلى المعسكر المسيحي بثتى 
الطرق . مما مكّن القوات الصليبية الاقتراب من الأسوار » وتدمير أربعة من أبراجها . لهذا قرر 
أبو يحيى التنمكي التفاوض مع الغزاة لعله يجد مخرجاً مشرفاً » فينقذ المدينة من الدمار ويحمي 
أهلها من القتل والأسر بعد أن أخذت أسوارها وقلاعها في الانهيار!؟). 


إجراء المفاوضات مع الغزاة وفشلها 

تذكر المدونة القطلانية بأن « الملك المسم » قام بإرسال سفارة إلى الملك خايمي الأول, 
يعرض عليه إجراء المفاوضات من أجل وقف القتال» مقابل شروط سيعرضها على ممثليه, 
واستجاب الملك المسيحي إلى هذا الطلب . وأرسل القائد نونيو سانشيز كونت روسيون . مع 
عشرة فرسان وبصحبتهم .بودي من سرقسطة يجيد اللغة العربية يدعى « باشول »!") وعرض أمير 
البليار على الوفد المسيحي . أن يدفع لملك قطلونية وأرغون جميع نفقات الحملة الصليبية » منذ 
إبحارها من سواحل قطلونية وحتى مغادرتها جزيرة ميورقة وعودتها إلى بلادها! ولكن الملك 
خامي الأول وكبار قادة الحملة رفضوا هذه الشروط وأعلنوا إصرارهم على تسلم المدينة , 
وانقطعت المفاوضات ٠‏ وعاد القتال من جديد بشكل أَسْدّ عنفاً. وقامت القوات الصليبية 
بهجمات متلاحقة على أسوار مدينة ميورقة , ولكنها ردّت بعنف , بعد أن تعرّضت للمقاومة 
ضارية!'. وكان يتسلل بين الحين والآخر . مجموعات من حامية مدينة ميورقة , وتقوم بغارات 
ليلية على المعسكر الصليبي وتحرق آلات الحصار . ولخطورة هذه الحجمات . فقد أمر الملك خاي 
بإنشاء برج مرتفع وحصن بين مدينة ميورقة وبورتوبي ,المراقبة تحركات العدو ومنع هجماته'*. 





العربي الذي ساعد خاي في الاستيلاء على جزيرة ميورقة » ورثت عن جدها بلدة الخابية 18018هوتزوجت 
من أحد نبلاء قطلونية ويدعى بدرو خوان سانتا سيليا 1118© 53813 35دال 26010 وظلت عائلة سانتا سيليا 
حتى عهد قريب من عائلات جزيرة ميورقة العريقة . ولا يزال قصرها في بلدة الخابية التي تقع على طريق 
سولير الجبلي حتى اليوم . وفي سقوفه بعض النقوش العربية من العهد المديني (بداية المهد المسيحي في جزيرة 
ميورقة) . 3 

2 .م ,همض 84 لهة معءرمزة11 آه لزرما5 ع1 
)١(‏ ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب , ج؟ » ص77 . والمقري: نفح الطيب: ج15 ص 134 . 
(؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص.01-1. 
(؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص77 . 
وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص40 . 

ك0( .28-29 .م ,قععمضأل1 00مة معروزة1/! ]0 لإرماذ عط بسممطعائك؟ ئمعصعات 
(5) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقةء ص 74 . 


15 


كما أمر بتشديد الحصار على أبواب المدينة لمنع تسلل القوات منها ومواصلة اهجوم على أسوار 
المدينة('. ونظراً لتشعث أجزاء واسعة من سور المدينة » وانهيار بعض أبراجه , فقد أرسل أبو 
يحيى التنمكي أمير البليار سفارة ثانية إلى الملك خامي الأول . يعرض عليه إرسال وفد لإجراء 
المفاوضات ٠‏ فقام الملك المسيحي على الفور بإرسال وفد للمفاوضة . برئاسة الكونت نونيو سانشيز 
للمرة الثانية » مع أتباعه من الفرسان والمترجم باشول . وعرض عليهم أمير البليار أن يدفع 
للملك خامي الأول وقادة الحملة خس قطع ذهبية « بيزانت » عن كل رجل وامرأة في الجزيرة 
مقابل تأمين أرواحهم وأمواهم . وأن يبقى في الجزيرة من يرغب في ذلك من أهلها المسلمين . 
وأن يعطي عدداً كافياً من السفن تنقله مع أهله وأتباعه وأمواله إلى بلاد المغرب مقابل تسليم 
مدينة ميورقة!؟)!! 

وكان الملك خاي الأول ميلا لقبول عرض أن يحيى أمير البليار وشروطه من أجل 
التسله!؟). فقد كان الشتاء على الأبواب . كما أن الأنباء التي وصلته من البر الأسباني أثارت 
في نفسه القلق . فقد هزم حليفه أبا زيد في مواجهة أبي جميل زيّان بن مردنيش أمير بلنسية » 
عن انفضّ عنه أتباعه . وكان الملك خامي يتطلع إلى الاستيلاء على بلنسية قبل أن تتدخل 
ملكة قشتالة , التي كانت قواتها المتحالفة مع قوات مملكة ليون تجتاح بلاد الأندلس آنذاك » 
وتستولي على القواعد الإسلامية واحدة بعد أخرى!*. ولكن كبار القادة والنبلاء والأحبار رفضوا 
عرض التسلم وشروطه بإصرار ء بعد أن لاحت لم الفرصة الذهبية في الاستحواذ على غنائم 
جزيرة ميورقة » دون أي عائق يعيقهم أو أي اتفاق يحد منهمهم وتعطشهم الدموي! وكان على 
رأس المعارضين أسقف برشلونة الذي رفض هذا العرض وأصر على الاستمرار في القتال حتى 
النهاية! ووقف إلى جانب أسقف برشلونة نبلاء قطلونية الذين اتخذوا من مقتل رامون مونكادا 
وأخيه جلين ذريعة لرفض شروط التسلم . يساندهم في ذلك فرسان المعبد « الداوية » 
والاسبتالية . الذين عرفوا بجشعهم وتعطشهم إلى سفك الدماء دون هوادة أو رحمة .وهم يتمتمون 
باسم يسوع المسيح والعذراء مريم كذباً وخداعاً وقوباً! وقد هربوا من جبهة المشرق الإسلامي 
بعد أن علّمت السيوف المشرفية على ظهورهم وتوجهوا إلى بلاد الأندلس بعد أن انهارت أعلامه 
وتضعضعت قواه لأن الغناتم أوفر والقتل أيسرا*)! واتفق رأي القادة المسيحيين بعد مداولات 


.8٠١ المرجع السابقء ص‎ )١( 
.م ,وعءمه ك8 لصة معممزة11 اه نزرماك5 عط1 بسمطامدكا8 كغمعصعات‎ 0. (0 
. وعمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص10‎ 
.8١ (؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة» ص‎ 
. 15١ (؛) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ 
.8١ ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص‎ )0( 
وشمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني ء ص105.-‎ 


يفت 


طويلة على ضرورة أخذ ميورقة بالقوة وعن طريق القتال :وخينها عل « الملك المسل:» بذلك جع 
م ٠‏ فأعلنوا بالإجماع القتال حتى آخر رجل''. ول يجد أمير البليار 

من المقاومة حتى النهاية » وأن يدافع عن مدينة ميورقة دفاع اليائس الذي م يجد سبيلا 
سوى الموت . وخاطب أهل مدينة ميورقة قائلا : « إن العدو يصر على الاستيلاء على المدينة 
بالقوة » وم تُجد معه المساعي السلمية . ول يبق أمامم سوى الدفاع عن دين وشرفم وحريتم 
وأهلم وبيوتكم حتى الاستشهاد بشرف وشجاعة .ما دام العدو يصر على قتلكم جميعاً دون هوادة 


3 رمه »اا 


تقو مزينة :سيورقة بعد امقاونة يائنة 

بعد فشل المفاوضات أصبح القتال في غاية العنف والضراوة بين الفريقين » واستجاب أهل 
مدينة ميورقة لنداء أبي يحيى التنملي .وقاوموا الغزاة بشجاعة فائقة يدفعهم الخوف من الجهول 
ومن المصير القاتم إلى الدفاع حتى الموت . وعندما تقدم كونت أمبورياش على رأس قوة كبيرة نحو 
سور مدينة ميورقة الغربي للتسلل إلى داخلها من ثغرة عرضها أربعون ياردة » نتيجة للدكٌ 
المتواصل للأسوار » جوبه بمقاومة عنيفة أجبرته على التقهقر ؛ ودافع مقاتلو ميورقة عن الثغرة 
حتى أعيد بناؤها'"). وهب قطاع واسع من مسلمي الجزيرة لمساندة أهل مدينة ميورقة 
المحاصرة . وبعد أن استسم بعض زعماء الأرض السهلية المحيطة بالمدينة عادوا ثانية إلى 
القتال . وكانت الأمطار تسقط بغزارة ؛ فلم يجد خاي الأول مخرجاً سوى تركيز هجمات قواته 
على الأبراج والأسوار وقذف المدينة بمختلف الآلات القاذفة والحارقة لتحطم معنويات 
المدا فعين . وفتح ثغرة واسعة في الأسوار للتسلل منها إلى المدينة!؟). وكان الرهبان وعلى رأسهم 
الراهب الدومنيكي ميجيل فايرا . وأحبار الكنيسة برئاسة أسقف برشلونة والمندوب البابوي 
يلهبون مشاعر المقاتلين ويحثونهم على القتال!؟)! 

وني يوم السبت ١  مرحم 1١‏ ديسمبر 1595 م سقطت الأبراج الغربية » وأصبح الطريق 
مهدا لدخول المدينة ؛ وفي يوم الثلاثاء ١5‏ محرم 771 ه ح ؛ ديسمبر ١١179‏ م مكن الصلاتون 
من فتح ثغرة كبيرة في الأسوار", ولكنهم ردّوا على أعقابهم مما أغضب الملك خاي , ودعا جميع 
الفرسان وأمرهم بمواصلة الحجوم والقتال حتى النهاية وقد عاهدوه على ذلك» ولكنهم لم 





> .30 .م رقعرمم تلخ ممه معدمزهةل! كه نزره)5 عط1 نتمقطلاعة4ة كتمعمعات 
)١(‏ ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص .8١‏ 

)١(‏ .30 .م رعممنا8 لمة وععمزةا8 عه مهغ5 عط بسمقطاعةل8 كاتمعصمعات. 
() 30 .م روءءمسنتاط لمة وععمزةا8 أه نرمغ)د5 عغط؟ بتممطامةل8 كامعمعات. 
(1) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص 4١9‏ . 
)0( .6 .م رقعممم للا لصة معمهزة81 01 نصما5 عط[ تممقطاعة 81 كامعصمعان) 


14 


يتمكنوا من التسلل إلى المدينة . ووصل القتال ذروته في ١١‏ صفر 751 ه - 518 ديسمبر 
9 م. ويقول المقري نقلا عن تاريخ ميورقة « كائنة ميورقة» للمخزومي « ولا كان يوم 
الجبعة الحادي عشر من صفر قاتلوا البلد قتالا شديداً .. »('. وتؤكد المدونات المسيحية هذه 
الرواية كما يتضح من النص التالي « وبعد أيام من القتال الضاري انهارت أبراج المدينة وسقط 
قسم من السور . وكان ذلك في يوم عيد القديس أندروز 5 56 في يوم الأحد ١١‏ صفر 
5 ه ح "٠‏ ديسمبر 1585 م ء وعند ذلك أمر الملك ,هجوم عام وشامل » واقتحام المدينة من 
الثغرات المفتوحة في الأسوار , فانالوا عليها في هجمات متعاقبة طيلة يوم الأحد . وتكدّست 
أكوام من الجئث على معابر الثغرات نتيجة للمقاومة العنيفة! ولم تجد جميع المحاولات لا قتحام 
المدينة حى مساء يوم الأحد في ١‏ صفر 357 ه - 8٠‏ ديسمبر 1579 م. ونتيجة لذلك أمر 
الملك خاي القوات الصليبية » بتجميع صفوفها والتأهب للهجوم على المدينة عند مطلع الفجر , 
وكانت الاستعدادات تجري على قدم وساق طيلة ليلة الإثنين . وكان الاحبار والقسس 
والرهبان يلقون المواعظ لحثٌ الجنود على الشبات!". 

وفي فجر يوم الاثنين ١4‏ صفر 557 ه 7"١-‏ ديسمبر ١559‏ مء« شهد الجنود القدّاس 
وتزودوا للموت .. » على حد قول المصادر المسيحية . وألقى فيهم الملك خايمي خطاباً حنّهم فيه 
على الصمود . وعاهدهم على الاستيلاء على مدينة ميورقة أو الموت! وأمر سريّة من ثلامائة من 
المشاة باختراق الثغرة الجاورة لباب الكحل في شمال شرق المدينة تمهيدا لعبور الفرسان . وكانت 
هناك ثغرة كبيرة م تتمكّن حامية ميورقة من إعادة بنائها طيلة ليلة الائنين ؛ فقاموا بتكديس 
كتل الحجارة المنهارة على الفجوات المتبقية من الثغرة » ووقف الفرسان خلفها وقذفوا السريّة 
الصليبية بموجات متلاحقة من القذائف والسهام فتراجعت على أعقابهاء فاندفعوا من 
الثغرة واشتبكوا مع الغزاة خارج الأسوار , وما إن شاهد الملك خايمي تراجع طليعة قواته حتى 
أمر با هجوم الشامل ودوّي النفير في المعسكر الصليي واندفعت قوات الفرسان تساندها المثاة 
كالسيل المنهمر'"أوهم يصرخون صراخاً وحشيًا ‏ 112718 208ه!! أيتها العذراء مرم » 
انصرينا!!؟) وبعد هجمات متلاحقة تمكنوا من اقتحام باب « الكحل » ؤدار صراع رهيب بين 
القوات الغازية . وحامية المدينة عند باب الكحل . وني الشارع المؤدي منه إلى مسجد المدينة 
الجامع . واستبسل الطرفان في قتال دموي . وتذكر المدونة القطلانية بأن أبا يحيى التنملّي كان 





.85- ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص80‎ )١( 
. 57١ المقري : نفح الطيب . ج؛ . ص‎ )0( 
(؟) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص١١4. و‎ 
.م روععمم 841 لضة معنمزة11 كه لزإرهاك عط] المقطعاة81 كاتمعصعءلت‎ 0. 
بم ,وعءموزةك8 تأعده8 مقيال‎ 70. )4( 


يقود القتال بنفسه. وهو يتطي حصاناً أبيض ويحث جنوده على الثبات قائلا « جاهدوا 
وصابروا » الثبات! الثبات!!' . ولكن حدة الهجوم كانت شديدة . ول تجد معها بسالة المداافعين , 
في وقف ذلك التيهور المنصبٌ على المدينة » وتكدست جثث الطرفين في الشوارع والدروب 
أكداساً مما أعاق حركة تقدم الفرسان. ودارت أعنف الاشتباكات عند باب المسجد الجامع وفي 
الطرق المؤدية إليه » وكان الأطفال والنساء يلقون من النوافذ وأسطح المنازل ؛ الحجارة وقطع 
الأخشاب وأوافي الزرع على الغزاة » لإعاقة تقدمهم!"). والتجأت بقية من حامية ثمال المدينة 
إلى داخل المسجد الجامع لمدينة ميورقة وظلت تقاوم مقاومة مستميتة إلى أن تم القضاء عليها . 
ورفع القسس صلبام على محراب الجامع وحوّلوه إلى كنيسة أطلقوا عليها اسم سان ميجيل . ولا 
تزال هذه الكنيسة حتى اليوم . ويحتفل فيها في "١‏ ديسمبر من كل عام احتفالات كبرى إحياء 
لذكرى الاستيلاء على ميورقة!؟)! 

واستمرت المقاومة في أزقة المدينة ودرويها طيلة اليوم . وعند حلول المساء خفّت حدة 
الاشتباكات » بعد أن استولى الغزاة على معظم المدينة» باستثناء قصر المدينة الذي كان وما 
يزال يطل على البحر فوق تلة عالية » وهو بمثابة قصبة المدينة وقلعتها الحصينة داخل الأسوار . 
وقد اعتصم فيه أبو يحبى التنملّي وبقية حامية المدينة » واندفع من بقي حياً من السكان نحو 
الأبواب هرباً من الموت الذي كان يلاحقهم في كل مكان بعد أن عاث الغزاة في المدينة تدميراً 
ونهباً وقتلا وأسراً"!! 

استسلام أبي يحيى التنملّي واستباحة الغزاة لمدينة ميورقة 

فرض الغزاة الحصار على قصر المدينة وقلاعه الحصينة ‏ وأخذوا في قذف الحامية المعتصمة 
فيه بالجانيق . وني يوم الثلاثاء ١١‏ صفر 577 ه - ١‏ يناير 1970 م أرسل أبو يحيى التنملّي 
رسلا إلى الملك خامي لمفاوضته في التسلم » مقابل تأمين أرواح السكان. وتظاهر الملك خامي 
بالموافقة على شروط الاستسلام » وما إن فتحت أبواب القصر . حتى انقضّ الغزاة على الحامية 
الإسلامية قتلا وأسراً . وأخنيوا أبا يحيى وابنه أسرى . واستولى الغزاة على القصر وقلاعه, 
وحصلوا على أموال طائلة وغناتم وافرةء من الذهب والفضة والأقمشة الحريرية والأسلحة 


)0( 3 .م ,قعرمم ناآ لمة معممزة1] زه نزمما5 عط تستقطاعةل8ة كتمعصمعاكت 
(9) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص88١‏ و 

2 بم امهععممسنك1! 0مة معروزةل1 كه بإممئا5 عط1 
(م) .8-9 .م ,ععاممعه عتعط لمة و تمقعلد8 عط2 تمتاءطصفطك علو تمعلعمم 


(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص88١‏ و 
.9 .م ,وعاممعم عتعطا ‏ ع تموعلة8 عط5 تمتامعطصفطك. عاءتمعلعمم 


1٠. 


والخيول ومختلف أنواع التحف والمقتنيات الثمينة » التي بلغت أنواعها الألف نوع'")! ويذكر 
ابن المستوني تاريخ استسلام أبي يحيى التنملّي بدقة متناهية نقلا عن الشاعر الأندلسي الحسن 
ابن حمد بن الحسن حيث يقول ‏ « .. نزل عليها (جزيرة ميورقة) البرشنوني (خايمي الأول) 
وحاصرها في شوال 577 ه (سبتمبر ١555‏ م) وتسلمها في أول يوم من ينيّر (يناير) 351 ه 
١٠(‏ صفر) (الأول من يناير 10 م) »("!. وتدّعي بعض المصادر المسيحية بأن الملك خايمي 
الأول » تقبّل استسلام أبي يحيى بكل مراسم التكري , في قاعة القصر الكبرى في قصر المدينة » 
وتذكر بأن أبا يحيى كان يرتدي برنساً أبيض ومعطفاً . وأن الملك المسيحي أمّنه على حياته » 
ووعد بإطلاق سراحه وكلّف اثنين من النبلاء بمرافقته(؟). ولكن هذا الادعاء عار عن الصحة . 
فقد أكدت المصادر الإسلامية وبعض المصادر القطلانية المعاصرة بأن خايمي الأول سجن أبا 
يحيى وعذّبه عذاباً شديداً طيلة خمسة وأربعين يوماً إلى أن مات تحت التعذيب!'). كما أباح 
مدينة ميورقة للغزاة مانية أيام! وتجمع المصادر الإسلامية وبعض المصادر المسيحية المعاصرة على 
قسوة الغزاة وعنفهم . ويبالغ بعضها في عدد القتلى إلى حد لا يصدق . فبينما تزعم المصادر 
القطلانية المعاصرة بأن عدد ضحايا المجزرة في مديئة ميورقة بلغ سين ألف قتيل وأن عدد 
الأسرى النين بقوا على قيد الحياة لم يتجاوز الألفين!*)! تذكر مصادر قطلانية معاصرة أخرى » 
بأن عدد القتلى من مسلمي مدينة ميورقة م يتجاوز العشرين ألف قتيل! وأن بقية السكان 
وعددهم قرابة الثلاثين ألف فرًوا إلى الجبال90). 

ويذكر المقري بأن عدد القتلى بلغ أربعة وعشرين ألف قتيل , وهو رقم مبالغ فيه ولا شك 
ولكنه يدل دلالة قاطعة على وقوع محزرة دامية في مدينة ميورقة.ء بعد الاستيلاء عليها 
واستباحتها » حيث يقول نقلا عن تاريخ ميورقة « كائنة ميورقة »لأبي المطرف بن عميرة 
الحزومي ما يلي : « ولا كان يوم الجمعة الحادي عشر من صفر قاتلوا البلد قتالاً شديداً ولا كان 


.١88ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )١( 

ويوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص5١4.‏ و 

.9 .م رؤعاممع2 تغط لصة كعنتموعاه8 عط1 ع 33-34 .م يهع2مم811 0مة معممزة11 أه مم56 عط 
(1) ابن المستوني : تاريخ إربل المسمى البلد الخامل بن ورده من الأماثل , ترجة رقم 5١7‏ , القسم الأول . 
ص 1# ل 7ل 
0( .34 .م رقععمم 101 لهة معرمزهل! كله بماد عط بسمطامماة كامعمعات 
(؛) جمد عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة لكتاني الموصول والصلة ص87١/القسم‏ الأول 
السفر الخامس . والحميري : الروض المعطارء ص018 . والمقري : نفح الطيب 4/47١‏ . والباروكمبانير: 
تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 188 -1856. 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص188. 
(5) .70 .م بوعءموزةل8 بأعصه8 مدال 


ضرق 


يوم الأحد أخذ البلد('. وأخذ معه أربعة وعشرين ألفا قتلوا على دم واحد! وأخذ الوالى 
وعدّب خمسة وأرسن يوقا ومات تحت التعذيب لكا ١‏ 

ويعترف المؤرخ الميورقي بوحشية القوات الغازية وبالجزرة الدامية التي ارتكبوها بقوله, 
« .. إننا نعتقد بأنها كانت مذبحة رهيبة مروعة . مما يفسّر لنا سبب انتشار الوباء في المدينة بعد 
استباحتها . لكثرة الجثث التي ظلّت ملقاة في البيوت والأزقة . ولم يلبث أن انتقل الوباء إلى 
جيش الغزاة» مما أدّى إلى موت خيرة فرسان الملك خايمي وجنوده »("2. وتذكر المدونة 
القطلانية بأن سبب انتشار الوباء في مدينة ميورقة يعود إلى انشغال الغزاة عن دفن الجثث 
بنهب المدينة » وهروب من بقي حياً من سكانها إلى الجبال » وما أسرع ما انتشر الوباء . الذي 
حصد الآلاف من الغزاة » وكان أول الضحايا كونت أمبورياس (أمبوريش) وتبعه كبار النبلاء 
والقادة والأحبار. وزاد عدد القتلى من الوباء عن عدد قتلى الحرب طيلة الشهور الثلاثة!؛)! 
ويعلل المؤرخ الألماني يوسف أشباخ هذا «المستوى الرهيب من الوحشية والقسوة » التي شابت 
طباع المسيحيين في أسبانيا بأنه « نتيجة للحروب المتواصلة ضد المسلمين . وبتحريض رجال 
الدين » النين انحدروا إلى مستوى رهيب من الوحشية والقسوة . فكثيراً ما تولّوا القيادة 
العسكرية . وحرّضوا على أعمال القسوة ضد المسلمين» وتربّبٍ على ذلك ؛ أن شابت القسوة 
والعنف طباع الشعب ورجال الدين .. » . ويضيف إلى ذلك قائلا «٠‏ وهذا مما أسبغ على الأمة 
الاسبانية لونا شديدا من الخشونة والقسوة . وم يحل دون تحوطا إلى نوع من الهمجية المطلقة! 
سوى شرف الفروسية والعاطفة الإنسانية . بيد اننا لا نجد أثر هاتين الخلتين لدى الشعب 
الإسباني! فقد غاضت الصفات الرفيعة من نفوس الفرسان والجنود. وم يبق مكانها سوى 
الرذائل من العنف والاضطهاد والتعنت والقهر .. إنها لملحمة دامية.. وصراع دموي رهيب », 
حافل بالتقلبات . شهره الإسبان ضد المسلمين »(0). ولقد أجمعت المصادر الإسلامية التي أشارت 


)١(‏ إن الأصح هو ما أجمعت عليه المصادر الإسلامية وبعض المصادر القطلانية المعاصرة , وهو أن الاستيلاء 
على مدينة ميورقة كان يوم الاثنين ١4‏ صفر 71 ه - "١‏ ديسمبر 1553 م ؛ وأن استسلام أبي يحيى التنملّي 
وتسليم قصر المدينة كان في اليوم التالي الثلاثاء ١6‏ صفر/الأول من يناير ١57٠‏ م.(ابن الأبار: التكملة . 
ص 716 . والأوسي المراكشي : الذيل والتكملة 0/١‏ .ص١١‏ و ص18 والسفر السادس ص ١75‏ و 997”. 
وابن المستوني : تاريخ إربل المسمى نباهة البلد الخامل بن ورده من الأماثل ص 1*٠‏ - 5997 . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص88١‏ - 185 . وميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة» 
ص .)1١4- ١"‏ 
(0) المقري : نفح الطيب . ج؟ . ص١47‏ . 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١186‏ . 
(؛) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص١٠‏ و 

.33-34 .م رقعرهم 811 قمة معممزة11 5ه /زرماد عط تمسقطعاعةل8 كامعمعات 
(ه) يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص9 - 474 . 


13 


إلى هذه الحملة على جزيرة ميورقة على وحشية الغزاة وبربريتهم'". ويقول صاحب الروض 


المعطار في هذا الصدد . « .. وتحرك الطاغية البرشلوني (خايمي الأول) إلى ميورقة عازماً على 
أخذها . فنزل عليها بأسطوله في شوال 555 ه فأراها من القتال وشدة الحصار وأنواع المحن . 
مالم يبر مثله في الزمان ؛ وحك عليها عنوة بعد طول الحصار والقتل والسبي ثم أخذ واليها 
فعذبّه أشد العذاب حتى مات واستولى الشرك على الجزيرة 5917 هع .158 م »!"). 
المقاومة الشعبية للغزاة في جزيرة ميورقة 

تتوقف المقاومة ضد الغزاة في جزيرة ميورقة بعد سقوط مدينة ميورقة واستسلام أبي 
يحيى التنملّي في ١١‏ صفر 77 ه - الأول من يناير 1٠‏ م(5). بل ازدادت شدة واستعاراً لما 
أوقعه الغزاة من نهب وسلب وقتل وأسر. ففي الوقت الذي كانت فيه أسوار مدينة ميورقة 
تتهاوى . وقلاعها تتحطم أمام عنف الهجمة الصليبية » وفقد الأمل في وقف هذا التيهور 
المتدفق على المدينة » انسحب أبو حفص (عمر) بن سيري!؟) أحد كبار الشخصيات الميورقية إلى 
الجبال » وجمع حوله أعداداً كبيرة كن أنصارة ومؤيديه » تقدارهم الرواية الإسلامية بستة عشر 
ألف مقاتل. ويقول المقري في هذا الصدد ‏ « .. وأما ابن سيري فإنه صعد إلى الجبل . وهو 
منيع لا ينال من تحصّن فيه . وجمع عنده ستة عشر ألف مقاتل... »!*. وم يكن ابن سيري 
القائد الوحيد في ميدان الجهاد ضد الغزاة فقد نشبت الثورة ضد الغزاة في كافة ارجاء جزيرة 
ميورقة » وهب السكان من كافة الطوائف للدفاع عن دينهم وشرفهم وتراثهم وأرضهم التي 
عمّروها عدة قرون . ولجأ المقاتلون إلى سفوح الجبال وذراها ء وإلى المغاور والكهوف , واتخذوا 
منها معاقل لمهاجمة الغزاة ودحرهم("). وكانت أولى ارتم التي أوقعها الجاهدون الميورقيون 


. ١65 ابن الأبار: التكملة . ص 796 . وأبو شامة : الذيل على الروضتين . ص‎ )١( 
وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب 477/9. والأوسي ا الذيل والتكملة لكتابي‎ 
وص5507/5. وابن المستوقي : تاريخ إربل المسمى‎ ١!1/5صو‎ ١8و‎ ١١ص‎ : ١ الموصول والصلة‎ 
. 658 صض 155-1706 . والحميري : الروض المعطار . ص‎ ٠ . بنباهة البلد الخامل يمن ورده من الأماثل‎ 
. 1591/15 وابن خلدون : العبر 017/57 . والمقري: نفح الطيب‎ . ١9/10 , وابن خلكان : وفيات الأعيان‎ 
.5١8/١ والناصري : الاستقصاء‎ 
. 658 الحميري: الروض المعطارء ص‎ )١( 
. 185 - 1*٠ زافق أبن المستوفي : تاريخ إربل القسم الأول ص‎ 
5 أ جح بأن اسمه «عمر » فمن الشائع إطلاق كنية أني حفص على عمر في شنى أنحاء العام‎ (١ 
وكانت الكنية في العهد الموحدي تغلب على الأسماء . وكما لاحظت من دراسة التاريخ الموحدي كانت كنية‎ 
.» أي حفص تطلق على من يحمل اسم «عمر‎ 
. 197١ المقري : نفح الطيب . ج؛ . ص‎ )5( 
.م رهء«مصتكة لمة وعرمزة81 ]0 نزرماك عط بسمقططاعةل5 كامعمعلت.‎ 5. (3 


فذق 


بالغزاة في معقل بنيولا الجبلي شال غرب مدينة ميورقة. وتذكر المدونة القطلانية ما يلي عن 
تلك الهزية .« .. أمر الملك خامي الأول قواته بالتقدّم نحو الجبال . المحيطة بالعاصمة للاستيلاء 
عليها وإخضاع سكانها . ونصب لم المسلمون كمائن على الطرق الجبلية الوعرة » وفي معقل 
بنيولا الجبلي جوبهوا بمقاومة ضارية وهزموا هزيمة ساحقة. انسحبوا على أثرها إلى مدينة 
ميورقة دون توقف , وتركوا خلفهم أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى والأسرى ؛ ما أغضب 
الملك خايمي . الذي أنبهم بشدّة على جبنهم وتخاذهم الذي أدى إلى سريان روح المهزية في 
المعسكر الصليبي . وني هذا الوقت بالذات الذي انهارت فيه معنوية الغزاة » طلب الكثيرون 
منهم العودة إلى أوطانهم . بعد أن جمعوا من الغناتم أكثر ما كانوا يطمحون . وصل إلى مدينة 
ميورقة رئيس فرسان القديس يوحنا في بيت المقدس هو جودي فولك اليجوير ناهنا1آ 
تعناهاة هاه عل مع تعزيزات كبيرة من الفرسان . وطلب من الملك خايمي أن ينح تنظيمه 
إقطاعات في جزيرة ميورقة» ويتعهد مقابل ذلك أن يحارب مع فرسانه تحت راية الملك, 
وبالرغم من احتجاج النبلاء » فقد وعده الملك خاي بتحقيق مطلبه بعد القضاء على ثورة أهل 
الجزيرة . وقد أثار وصوله حماسة في صفوف المقاتلين بما ألقاه عليهم من مواعظ '' . ونتيجة لهذه 
الحماسة الطارئة, في المعسكر الصليبي . أمر الملك خايمي بالاستعداد لمهاجمة جنوب شرق 
الجزيرة . وتجنب المناطق الجبلية الوعرة في شالها الغربي . خوفاً من تعرض قواته لهزية أخرى . 
وكانت الأنباء قد بلغته بوجود عدد من مسلمي الجزيرة معتصمين في كهوف منقور وعرطة!"ا. 
وتوجه الملك خايمي بنفسه على رأس قواته ورئيس فرسان القديس يوحنا « سنت جون » وعدد 
كبير من الجنود والأحبار للاستيلاء على كهوف منقور 81283006 وعرطة 4612 التي اعتصم فيها 
ما يقارب الألف وخسمائة من الرجال والنساء والأطفال مع ثرواتهم وكافة ما كانوا يملكون من 
التموين والمواشي والأبقار ؛ وقاد الملك الهجوم بنفسه! فقد همّه أن يحصل على نصر رخيص بأي 
مْن لرفع معنويات جنوده المنهارة » ولكنه تراجع مدحوراً أمام القذائف التي اهالت على قواته 
كالسيل المنهمر . وم يتمكن من الانسحاب عبر الممرات الصخرية الضيقة الوعرة إلا بعد صعوبة 
كبيرة وخسائر فادحة . وتفتق ذهن رئيس فرسان القديس يوحنا العائد من سواحل الشام ؛ بعد 


)0 .9 .م ركعاممعظ عتعط) لصة كمأعدعلة8 عط1 تمتاءمعط سقط لعءزروعلعمم 

0 يوجد في شمال شرق جزيرة ميورقة على مقربة من منقور وعرطة كهوف من أضخم كهوف النوازل 
الكلسية في أوروبا « الاستالكتيت » 5)313016, ويعرف كهف منقور « بمغارة التنين » 6اءة,2 ع4 ولاعنا© 
وإلى الشرق منها كهوف عرطة التي يصل طول بعضها إلى ثلاثمائة مترء وكان الدخول إليها في عهد خايمي 
الأول في غاية الصعوبة , وأصبحت اليوم من معام جزيرة ميورقة السياحية . خاصة كهف التنين ذو البحيرة 
العميقة الواسعة . وتعزف فيها اليوم فرقة موسيقية في سفينة طافية! ولا يدري إلا القليل من الناس بأن 
المئات من المسلمين قتلوا حرقاً واختناقاً في هذا الكهف الذي تتخذ فيه النوازل الكلسية أشكالا في غاية 
الجمال . 


14 


أن نضبت المغام هناك . عن فكرة شيطانية برع في ابتكارها أولئك الأحبار من فرسان 
الكنيسة . فقد اقترح على الملك الشاب الذي أصابه الذعر واطلع » بأن يرسل بعض الرماة إلى 
أعالي تلك الكهوف . وقذف شعلة محرقة من عدة فجوات لخنق من في تلك الكهوف » وإ جبار 
البقية على مغادرتها ء مما يكن الفرسان من حصدهم بسهولة!'. وما أسرع ما استجاب خايمي 
الأول : الذي لم يكن قد تجاوز العشرين إلى هذا الاقتراح وتطوع لتنفيذ هذه المهمة إخوان من 
الفرنجة هما أتطؤنيو وبيريت مواكس *ذه]8 1206ء2 200 ونده2 4 ونجحت الخطة واندفع من 
بقي حياً من أولئك التعساء إلى خارج الكهوف وحصدتهم سيوف الفرسان المتريصين! وحصل 
الغزاة على أكداس من القمح والشعير وكميات كبيرة من الذهب والفضة وعدد كبير من 
لمواشي والأبقار. وتواصل المدونة القطلانية روايتها » وتقول « وعاد الملك خامي إلى بالا « 
مدينة ميورقة منتصراً »! وكان وصوله في يوم أحد السعف « عيد الشعانين » في جمادى الأولى 
ه - أبريل 15٠‏ م'' . وقد توج الملك خايمي انتصاره بالاستيلاء على حصن « الأرون » 
ممه" التي تركها خاعي أثناء زحفه من بوراسا إلى بورتوي في بداية حملته على جزيرة 
تتورفة »وكات يحاصر هذا المعقل ابن عابد القائد المسم الذي انضم للغزاة . وقد أسهم بدور كبير 
في الاسشلاء عق هذا المعفل الفاتى المصانةبونليد للقوات الصليية1؟!. 


الإمارة الشعبية الإسلامية في بلانسة 
برئاسة أبي حفص عمر بن سيري 


1 نت 00 م 8 اهم 5 
اعتصم ابو حفص عمر بن سيري . في معقل بلانسة الجبلي في شمال جزيرة ميورقة 5 
5 5 5 ات 
حوله ستة عشر ألف مقاتل ., بايعوه على الطاعة والجهاد لطرد الغزاة من جزيرة ميورقة 5 


)١(‏ ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص .١١١- 1١١8‏ و 
.35-36 .2 بقع1180 4مة معممزة11 1ه بإمما5 عط تسسمطلموك8 كامعصعلء 
0( 9 .5 ركعاممع5 عأعط) لمة كعلدعلد8 عط بمتامءطصسفطك علءزمعلمرع 
37 .5 ,115063 200 معرمزة]! 1ه نزرما5 عط بسقطامقك1] كاتمعصعلء 
(؟) حصن الأرون «مداذ. يصفه الزهري با بلي : 
« المعقل العظم المشيد الذي ليس في معمور الارض مثله . . وهو حصن مرتفع في الهواء من حجر صلد في 
رأسه عين سائلة كبيرة ». وقد صمد فيه أهل ميورقة في فتحها الرابع في عهد الأمير جمد بن عبد الرحمن 
«مانية أعوام وخمسة أشهر » (الزهري : كتاب الجفرافية . ص 4ة؟١).‏ 
(4) .34 .2 ,14150168 300 قعمهزة81 أه لزره)5 عط بمسقطعاعة ١1‏ كامعدعءك 
(0) جمد عمد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة/ السفر الخامس ؛ ج”؟ . ص ؟4؛ . والمقري: 
نفج الطيب . ج؛ . ص 47١‏ . 
3( المصدر السابق نفس الصفحة. وابن المستوفي : تاريخ إربل» القسم الأول ص 15٠‏ - 155 . 


1*6 


وقام بتنظم شئون إمارته الصغيرة ؛ وعيين الولاة والقادة والقضاة . وكان يشرف على سئون 
القضاء في إمارة الجبل في بلانسة «عمر بن أحمد بن عمر العمري ». ويذكر أبو عبد الله 
الأنصاري الأوسي المراكثي في ترجمته ما يلي . « من صرحاء ولد عمر بن الخطاب.. كان 
حافظاً . اشتهر باستظهار الموطأ » استقضي بالجبل بعد انحياز الفل الميورقيين إليه » اثر تغلب 
الروم (القوات الصليبية ) على ميورقة وأعماا ٠وتوفي‏ بحصن بلانسة 578 ه ع 71١1م‏ 6 

وتدعو المصادر القطلانية أمير إمارة بلانسة الجبلية بام « شعيب » وربما كان اسم جد عمر 
ابن سيري هو شعيب 9أناء . وتذكر بأن أصله من قرية« شبرت »8176© وأنه حشد حوله خمسة عثر 
ألف مقاتل. وحاول الملك خايمي استالة هذا الثائر بمنحه إقطاعات واسعةء ولكنه رفض 
الاستسلام. وأوقع خسائر فادحة في القوات الصليبية. وكان يهاجم المعسكر الصليبي . في 
هجمات ليلية متلاحقة » ويعود ثانية إلى معقله الجبلي في بلانسة دون أن تتمكن القوات 
الصليبية من مطاردته ‏ في الشعاب الجبلية الوعرة'"' 

وفي نهاية شهر ذي الحجة 757 ه - 75 أكتوبر 1١70‏ م » غادر الملك خايمي الأول جزيرة 
ميورقة مع بعض أتباعه في سفينتين أبحرتا من ثغر بالوميرا 678ماةظ : وولى على جزيرة 
ميورقة الكونت « برناردودي سانتا انجينا » . ووصل الملك بعد يومين إلى ميناء طرخونة 
بساحل قطلونية واستقبل كما تذكر المدونة القطلانية استقبالاً حافلاً من جميع طبقات الشعبء 
وأطلقوا عليه اسم الفاتح 8908]ؤزناوده0'"'. الذي لازم اسمه منذ ذلك الحين'''. 

وم يتمكن الكونت برناردو حام جزيرة ميورقة من الصمود أمام هجمات أي حفص 
« عمر » بن سيري «بن شعيب » واعتصم خلف أسنواز مدينة ميورقة « بالمادي ميورقة » مع 
المستوطنين القطلان الجدد . وأرسل إلى خامي الأول يستنجد به'”'! 

وسرعان ما أعدّ ملك قطلونية وأرغون خايي الملقب بالفاتح حملة جديدة إلى جزيرة ميورقة 
خاصة بعد أن وصلته الأنباء عن طريق التاجر القطلاني رامون دي بليجامانز» بأن أمير 
إفريقية (أبا زكريا يحيى بن غبد الواحد الحفصي) يعد حملة كبيرة لاستعادة جزيرة ميورقة من 
أيدي الصليبيين. فلم يكن التاجر القطلاني متمهدا لإمداد القوات الصليبية بالتموين والمعدات 


» 415 مد مد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة/السفر الخامس . القم الثاني . ص‎ )١( 
ترجمة رقم 11ا.‎ 

(؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص9١١.‏ 

(©) يوجد للملك خايي الفاتح في وسط مديئة بالمادي ميورقة تمثال كبير وهو ينطي حصاناً على تل صخري 
وسط حديقة ؛ وفيٍ نماية التل الصخري تاريخ الحملة على ميورقة واسم خاعي الفاتح 2007اكننومه0. 
0( .0 .م بكعاممعم عتعطا لصة كع المقعلة8 عط نمتلءعطصسفطك عاءترعلعمم 

(ة) .37-38 .م ,وءدممتا8 لمة معممزهاخ 6ه نرمهغ5 عط] بتمقطاموا8ة كامعصعك 


ك2 


والأسلحة فحسب .ء بل كان بالاضافة إلى ذلك يشرف على جهاز للاستخبارات ٠‏ ويتلقى 
العلومات من عملائه ووكلائه التجاريين . في الثغور الإسلامية في بلاد المغرب وإفريقية 
والأندلس. وبالرغم من معارضة بعض كبار الأحبار ونبلاء المملكة في مغادرة خايي الفاتح 
لملكته » في وقت كان فيه ابن مردنيش أمير بلنسية يغير على حدودها الجنوبية : إلا أنه أصرٌ 
على القيام بحملته , في شهر صفر 118 ه ت يناير ١7١‏ مء بالرغم من صعوبة الملاحة البحرية 
في مثل هذا الوقت من العاء!" . 

وبعد يومين من الإبحار من ساحل قطلونية » وصل خايي الفاتح على رأس قواته إلى ثغر 
سولير على الساحل الغرني للجزيرة . ومنها عبر إلى الجبال الغربية الحصيئة . حيث كان يعتصم 
الثوار ٠‏ النين اشتبكوا معه في معارك عنيفة . حتى شهر رجب 558 ه - مايو ١١517١‏ م. وم 
توضح المدونة القطلانية تفاصيل هذه المعارك . واكتفت بالقول بأن الملك خاي الفاتح اضطر 
للعودة إلى مملكته. وكان لا يزال حوالى ألفي ثائر معتصمين بالجبال'''. وتتفق المدونة 
القطلانية مع ما ذكرته مصادرنا الإسلامية في هذا الصدد . فقد ذكر المقري نقلا عن الخزومي 
بأن أبا حفص بن سيري ظل يقاتل الروم « القوات الصليبية » :إلى أن قتل يوم الجمعة عاشر 
ربيع الأول 578 ه - ١١‏ فبراير 1781 م» وجدّه من آل جبلة بن الأ.هم. أما الحصون (ني 
إمارة بلانسة) فقد أخذت في رجب 118 ه - مايو 1571١‏ م . وني شهر شعبان لحق من نجا بدار 
الإسلام »''. وتتفق هذه الرواية مع ما ذكره الأومي المراكثي في ترججمة أحمد بن علي 
الأنصاري الميورقي التي يقول فيها ؛ «لما تغلب الروم على ميورقة عنوة ‏ كان ممن انضوى إلى 
جبلها . ولا نزل الناس منه صلحاً توجّه إلى بجاية في شعبان 598 ه - يونيو ١7١1مء‏ 
واستعمل في بعض أعمال إفريقية. . »9 , 

ويؤكد الاتفاق بين المصادر الإسلامية والقطلانية بالنسبة لمصير إمارة الجبل الشعبية بقيادة 
الأمير أبي حفص عمر بن سيري بن شعيب المورخ الميورفي الباروكمبانير حيث يقول ‏ « إن من 
المرجّح أن يكون ابن سيري الشجاع . قد لقي مصرعه خلال الحملة الثانية » التي قام بها الملك 
خاي الفاتح على جزيرة ميورقة في يناير 175١‏ م (صفر 578 ه) ءوهي الفترة التي تتفق مع 
التاريخ الذي يشير إليه الخزومي . أما الاستيلاء النهائي على القلاع التي كانت لا تزال باقية في 
أيدي الثائرين » فقد تم أيضاً في أثناء وجود الملك خاي الذي تؤكد المصادر القطلانية بقاءه في 





ل .39-40 .م ,روععهص ذلا مم3 مع:ه0زة11 1ه (رما5 عغط]1 بسمطعامةل8 كامعمعات 

0( .0 م.م روعاممعه عتعط) ممه دعأعوعلد8 عط1 نمتاءعط هقط عاءأرعلعط 

(9) المقري : نفح الطيب ؛ ج41 . ص١471‏ . 

(؛) جمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة ١/١‏ . ص 80؟ » ترجمة رقم 475 . 


يات 


جزيرة ميورقة حتى شهر مايو ١771‏ (رجب5588 ه) ».وقد عاد خايمي الفاتح إلى مملكته في 
التاريخ الآنف الذكر بعد أن قضى على معظم الثوار . وم يبق منهم سوى ألفين اعتصموا في 
ذرى الجبال , وم يكن بالإمكان مطاردتهم . وبعد أن تبين له عدم صحة الأنباء التي وصلته عن 
حملة تعد في تونس « [ فريقية » لاستعادة جزيرة ميوزفة 17 وترك الملك خايمي ناكا عنه في 
جزيرة ميورقة الأمير بيدرو البرتغالي ابن عمّة والده'"' مقابل تنازله عن كونتية أورجل في 
مملكة قطلونية وأرغون » ولم يكن سوى حام رمزي لجزيرة ميورقة دون أي عقب . وعادت 
ميورقة ثانية لحم خاي الأول , الذي عاد لجزيرة ميورقة للمرة الثالثة » عندما أعلمه حام 
الجزيرة بأن من تبقى من ثوار جبال ميورقة يرفضون الاستلام ء إِلآ للملك خامي نفسه, 
وتضيف المدونة القطلانية إلى ذلك . بأن بعض هؤلاء الثوار استسلموا للملك خاي » شريطة 
الاحتفاظ بممتلكاتهم » في شهر رجب 559 ه - مايو 1557 مء. ورفض البعض الآخر 
الاستسلام . وظلَوا يقاومون الغزاة» إلى أن ماتوا قتلا وجوعا" . 
مصير سكان جزيرة ميورقة 

بعد الجزرة الدامية التي استمرت طيلة أربع سنوات في جزيرة ميورقة ٠‏ تشرّد المسلمون 
من أهلها في شتى البقاع » فمنهم من أسعفه الحظ وهاجر إلى « بلاد الإسلام »''' ؛ ووجد الرعاية 
في جزيرة منورقة ؛ تحت كنف أميرها سعيد بن حك بن عثان . ومنهم من اتجْه إلى فريقية حيث 
وجدوا الملجأ الأمين تحت حك أميرها أبي زكريا الحفصي .أما الأغلبية منهم فقد آثرت الرحيل 
عن وطنها إلى مملكة غرناطة ؛ آخر معاقل المسلمين في البر الأندلسي » حيث وجدوا التكرم 
والرعاية من أول سلاطينها «حمد بن الأجر »!") . أما من بقي من جزيرة ميورقة من المسلمين , 





.15١-150ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )١( 
.١١7ص (؟) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة.‎ 
الأمير بيدرو البرتغالي : ابن الملك سانثو الأول ملك البرتغال من زوجته الدونزا 100828:. أخت ألفونسو‎ )6( 
الثاني جد الملك خاءي لأبيه « بيدرو الثاني » ؛ وتزوج الأمير البرتغالي من كونتتيسة أورجل , وبعد وفاتها ورث‎ 
هذه الكنتية عن زوجته . فعرض,عليه الملك خاي أن يتنازل عن كنتية أورجل مقابل حصوله على جزيرة‎ 
فقبل بيدرو البرتغالي بذلك «وكان ضعيفا لا مباليا وحم في ميورقة حكما اسميأ . وتوفي دون عقب‎ ١ ميورقة‎ 
.١١97ص مء وعادت ميورقة ثانية لحم خايمي الفاتح . (ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة.‎ 4 
.1١7ص ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة.‎ )4( 
(ه) .40-41 .م روعءمصناكط لمة معموزةك! أه بردمك عط بمسمقطامةك؟ كامعصعات‎ 

وميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة.ء ص7١١.‏ 
() المقري : نفح الطيب . ج؛ ء» ص 50١‏ . 
69 ابن الخطيب : الإحاطة. ج؟ . ص؟؟ وما بعدها. 

والوزير جمد السراج: الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج؟ . ص58 . 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١5١.‏ 


16 


فقد وقعوا أسرى في أيدي القوات الصليبية . واستعبدوا وبيع الآلاف منهم في أسواق الرقيق! 
واستخدمهم الغزاة أقناناً في الأراضي التي كانوا يملكونباء وفي بناء الحصون وشق الطرق! 
واستطاعت قلة منهم أن تفرض على الملك خايمي توقيع اتفاق يتعهد فيه بتركهم أخرارا ف 
متلكاتهم مقابل دفع جزية لخزانة الملك''. ويذكر المؤرخ موسن توني بونز نم70 «عهوه/8» 
«كههظ بأن الملك خايمي أعلن حمايته لهؤلاء المسلمين الأحرارء بالاضافة إلى الجالية اليهودية 
التي كانت تشكل نسبة كبيرة من سكان ميورقة في بداية عهدها المسيحي'". ويعود الفضل في 
جاية البقية الباقية من مسلمي ميورقة في عهد الملك خايمي إلى سعيد بن حك بن عمان , الذي 
افتدى المثات من أهل ميورقة . وأنقذهم من الأسرء فقد كان مسموع الكلمة عند الملك خابمي 
وكان المسلمون يستنجدون به لإنقاذ أسراه"" 


وبعد موت الملك خاي الأول ؛ تعرض المسلمون سس أغل جزيرة ميورقة إلى الاضطهاد , 
وفرض عليهم التنصّر . واستعبد من رفض ذلك منههم!' . وكان ملوك بني الأحمر في مملكة 
غرناطة يسعون جاهدين لإنقاذ من بقي خاضعاً من المسلمين ببملكة وي وأرغون » وكانوا 
يشترطون في كل معاهدة دبلوماسية رعاية المسلمين وعدم إكراههم واضطهادهم والسماح لمن 
يرغب منهم في الحجرة إلى مملكة غرناطة. دون أي اعتراض . ومنها على سبيل المثال: 
الاتفاقية الموقعة بين السلطان عبد الله اسماعيل بن فرج بن نصر سلطان غرناطة وتوابعها . 
وخايمي الثاني ملك أرغون التي ورد فيها البند التالي : « أن لا تمنعوا من أراد الخروج إلى أرض 
المسلمين من المدجنين الساكنين بأرضك بأهلهم وأولادهم . وأن يباح لهم الوصول إلى أرضنا 
آمنين مرفوعاً عنهم الاعتراض من غير شيء يلزمهم إلا 0 
غير زيادة على ذلك »!*). كما كان للعلاقات التجارية الوثيقة بين بي حفص لوك فريقية 
وملكة قطلونية وأرغون أثر كبير على وقف اضطهاد المسلمين في جزيرة ميورقة! 5 

مصر التي ارتبطت بعاهدات سياسية مع مملكة قطلونية وأرغون وملحقاتها ؛ في عهد السلطان 


)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص188 .و 
37-4 .م ,رقءعممتك!] لصة وعممزة]1 كه /5)02 عط تسقمطكاية84 كامعمعاك 

(؟) .70 .م روعءمزةك! بأعدم8 مدال 
(؟) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ القسم الخاص بالأندلس ؛ ص 309 . 

وسمد بن شريفة : أبو المطرّف بن عميرة الخزومي . ص 5780 . 
2( .40 .م رقع عمصنل1 200 معجوزةلآ أه نإرما5 عط1] بسقطاعة84 كامعمعات 
زه( 50113005 ممههعة ع2 هه 3[ ع2 ملالطءعم اع ومع هم هاملط 5عطهىم 5مامعتمباعه2 5م10 
6 قلضة0 -112010 دععقص أ[ 1<6 2أعةن انمطمقظه زإلماضة5 لاممععقالة .4 مسمدتامن:ة]8 .0ه 5عل1ء12 
.3-4 .م 
(5) المصدر السابق.» ص55 . 


لكرق 


جمد بن قلاوون بفرض شرط في كل معاهدة , بضرورة تمتع المسلمين بحريتهم الدينية مقابل تمتع 
النصارى بذلك في بلاد الإسلاء"" . 

وم يكن التطلع لإنقاذ مسلمي ميورقة وقفاً على الملوك فحسب . فقد هرّت هذه النكبة التي 
حاقت بالإسلام في هذه الجزيرة . ضائر المسلمين في المشرق والمغرب . وكان من بين هؤلاء 
الأديب الشاعر الأندلسي أبو علي الحسن بن مد من بلدة بيرة 176:8 على مقربة من ثغر المرية , 
الذي توجّه إلى بلاد المشرق لمناشدة ملوكها وأمرائها إنقاذ مسلمي ميورقة من الأسر . وإعادتهم 
أحراراً إلى دار الإسلام. وقد توصل في رحلته هذه إلى بلاد الشام والعراق ؛ ومن أكثر من 
استجاب لندائه » ولبّى دعوته « مظفر الدين كوكبوري » أمير إربل في شهال العراق ٠‏ ويقول ابن 
المستوني بهذا الصدد , بأن « أبا علي الحسن بن مد » الشاعر الكاتب الأندلسي « عرّف أبا سعيد 
كوكبوري . على خبر ميورقة , التي أخذها الفرنج عنوة » واستغاثة الأسرى به . لفكاك ما يقدّر 
الله فكاكه . فأجابه إلى ذلك وقال : أنا أحقّ من لبّى دعوتهم »'"'! وكان مظفر الدين كوكبوري 
من أبطال معركة حطين. وقد عرف عنه حب الخيرء والسعي بصفة خاصة لإنقاذ أسرى 
المسلمين » فكان كما يقول ابن خلكان « يسيّر في كل سنة دفعتين من أمنائه إلى بلاد الشامء 
ومعهم الأموال لافتكاك أسرى المسلمين من أيدي الكفار ‏ فإذا وصلوا إليه أعطى كل واحد 
منهم ما يحتاج إليه! وإذا لم يصلوا , فالأمناء يعطونهم ما يوْمّن حاجتهم »'"'. وكان الصليبيون 
قد أحضروا عدداً كبيراً من أسرى جزيرة ميورقة من المسلمين إلى عكا الصليبية آنذاك, 
ويذكر أبو شامة في حوادث عام 787 ه - .١1م‏ ما بلي بهذا الصدد ء « وجاء الخبر بأن 
الفرنج استولوا على جزيرة ميورقة. وقتلوا خلقاً كثيراً . وأسروا كذلك؛: وقدموا ببعض 
الأسرى إلى ساحل الشام . فاستفك منهم طائفة . فقدموا علينا في دمشق وأخبروا بما جرى 
عليهم .»© !! 

ويذكر أحمد بن إبراهم الأزدي أن من بين كرامات الشيخ الأندلسي « أبي مروان عبد الملك 
ابن إ براهم بن بشر القيسي البجاني إنقاذه من أيدي الصليبيين في عكا « أسيرين أخوين صببيًا 
وصبية من ميورقة »!")! 
ومن الطريف أن يتطوع لإنقاذ جماعة من أسرى ميورقة الامبراطور فريدريك الثاني 





)1 ).365-366 .م ,مم8قع4 ع2 قممره© ها ع واتطعمم اء0 ومع أفصهامئط دعطقوم 5مامعم ناعه2 105 
وابن عبد الطاهر : تشريف الأيام والدهور في سيرة الملك المنصور. ص61١1- ١619‏ . 

.*11/ ترججة رقم‎ , 495 - 48.٠ ابن المستوفي : تاريخ إربل . ص‎ )١( 

(؟) ابن خلكان : وفيات الأعيان, ج؛ . ص7١1.‏ 

(5) أبو شامة: الذيل على الروضتين . ص ١64‏ . 

(5) أحمد بن إبراهم الفشتالي : تحفة المفترب ببلاد المغرب . ص27 . 


51 


امبراطور ألمانيا وصقلية وجنوب إيطاليا » نظراً لما كان يكنّه للمسلمين من تقدير» ولإعجابه 
الكبير بالحضارة العربية والاسلامية: ال ١‏ ستقى الشيء الكثير من منهلها . ولا كان يربطه 
3 الكامل الأيوبي من روابط المودة'" . ويذكر ابن خلكان الرواية الفريدة التالية بهذا 

لصدد : «كانت بين الأنبرور (الامبراطور فريدريك الثاني) ملك صقلية وغيرها من بلاد 
ا أكبر ملوكها خطراً . وبين الملك الكامل (ابن الملك العادل الأيوبي ) صداقة 
ومهاداة يألفه بها ء إلى أن تأكدت له محبته وصار ذيّه عن بلاده» من طوائف الكفر ديدنه 
وعادته . وكان عنده. من الأسرى المأخوذين من مدينة ميورقة من الغرب , عند الاستيلاء عليها . 
جماعة » فأحضرهم الأنبرور بين يديه وقال لهم : يا حجاج ‏ قد أعتقتكم عن الملك الكامل وسيرهم 
مع قصّاد تقودهم إلى عكا وأمرهم بحل قيودهم عند قبره وإطلاق سبيلهم »'"!! وهكذا عاد من 
عاد من المسلمين من أهل ميورقة إلى دار الإسلام ثانية » وقتل من قتل واستعبد منهم من 
استعبد » وذابت البقية الباقية من المسلمين الأحرار في جزيرة ميورقة بمرور الزمن» وزال 
الإسلام عنها إلى الأبد!! واقتسم الغزاة أرض الجزيرة فيا بينهه7. 


تقسيم جزيرة ميورقة 

1 الملك خامي الأول خلال هلته الثالثئة والأخيرة على جزيرة ميوزقة تايا بتقسم 
أراضي الجزيرة » اقطاعيات له ولكبار قادة الحملة الصليبية » بعد أن قضى نهائياً على آخر 
معاقل المقاومة الإسلاميةفي جزيرة ميورقة ا ا 
واأمعنص نيدم معفوظاً حتى اليوم في «أرشت بلدية بالمادي ميورقة 2 ونوا يتألف من 





)١(‏ د. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى , ج١‏ . ص 58١‏ -799. وص105-1478. 

.5١ص‎ . ابن خلكان : وفيات الأعيان؛ ج06‎ )١( 

(5) تذكر المدونات القطلانية بأنه كان من بين أسرى ميورقة الذين وصلوا إلى مكانة رفيعة أحد أبناء أبي 
يحبى التنملي آخر عمال البليار. فقد تبناه الملك خاي الفاتح واقطعه اقطاعية . منذ كان في الرابعة عشرة 
من عمره . وتزوج البارونة الجميلة إيفا رولدان 801028 5908 وأصبح من كبار بارونات مملكة قطلونية 
وارغون! 

.م رقعممم 1 لمة معروزة11] أه /زرما5 عط سقط مك8 كامعمعات 
ك1( لوثروب : حاضر العام الإسلامي ١/85‏ وصحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد ج14 
ص 2716-51 سنة 111 ه - 15167 م/تحقيق د. مود علي مكي . لقد زرت « أرشيف بلدية بالمادي 
ميورقة » في صيف عام 1578 ء وهو يحتوي على وثائق فريدة يمكن من خلال دراستها إلقاء أضواء على 
مسلمي ميورقة . في العهد المدجني , بعد استيلاء مملكة قطلونية وأرغون عليها ‏ ما يقتضي عناية الباحثين 
لدراسة هذه الفترة الغامضة . 


1 


جزئين . أحدهما باللغة اللاتينية!'" » والقسم الآخر باللغة العربية!". « والنصان يكمل 
أحدهما الآخرء ويتناول كلاهما تقسيم جزيرة ميورقة بعد انتزاعها من حك المسلمين 
ه - 1185 مء على يد ملك قطلونية وأرغون خايي الفاتح الذي تدعوه المصادر العربية 
بالطاغية البرشلوني جاقة « جاقمة »5(6). وقام بتحرير كتاب التقسي في مطلع شعبان 
ه - أوائل يوليو 1١‏ م؛ الكاتب وموثق العقود « بيدرو دي ميليو »!4. وللنص 
العربي قيمة كبرى في توضيح معام جزيرة ميورقة بعد استيلاء القوات الصليبية عليها . ويشتمل 
على عدد كبير ل الأمام المترات «اكراولشي الأضواء جلورسر نواحي العمران في الجزيرة , 
خاصة في مدينة ميورقة العاصمة!"). وبالاضافة إلى ذلك يمكن للباحث من خلال دراسة هذه 
الوثيقة الفريدة معرفة اللغة العربية الدارجة في ميورقة آنذاك التي كان لبعض ألفاظها مدلول 
خا 





)١(‏ نشر النص اللاتيني الأستاذ خايمي بوسكيتس موليه في « جلة جمعية القديس رايوندو لوليو للدراسات 
الأثرية » في بالمادي ميورقة سنة 1407 . (صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية .ج؛ ..ص7١5).‏ 
)١(‏ يتضح من دراسة النص العرني من كتاب التقسم بأنه كتب قبل النص اللاتيني والأرجح بأن النص 
اللاتيني ترجم عن النص العربي , وقد نشر الأستاذ خايمي بوسكيتس موليه النص اللاتيي « ضمن مجموعة من 
الدراسات بناسبة تكريم المؤرخ ملياس فاليكروسا في برشلونة سنة 1101 م » . وقد جمع كلا النصين في كتاب 
واحد وكتب تعليقاً عليهما باللغة الإسبانية « والنصان يكمل أحدهما الآخر , ويتناول كلاهما تقسم جزيرة 
ميورقة ». صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية ؛ ج؛ . ص7١؟).‏ 
(؟) صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية . ج؛ . ص8١5.‏ 
(:) عمد عبد الله عنان : الآثار الأندلسية الباقية في اسبانيا والبرتفال, ص 155-17 . 

وعصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص8١‏ . وصحيفة العمهد المصري 
للدراسات الإسلامية. ج؛ . ص8١؟.‏ 
(ه) يتضح من هذا النص معام جزيرة ميورقة الجغرافية ؛ وأسماء مدنها الحامة » كما يوضح ما كان فيها من 
مزارع وقصور وقلاع وديار وطواحين عامرة أو غير عامرة ٠‏ بالاضافة إلى أقسام مدينة ميورقة العاصمة 
وأسماء أبوابها وإحيائها وأرباضها وأبرز' المعلم الجغرافية المحيطة بها . مما يوفر لنا ثروة كبيرة من الأعلام 
الجغرافية التي تقترن مسمياتها بأسماء شخصيات بارزة في تاريخ ميورقة الإسلامي . (صحيفة المعهد المصمري 
للدراسات الإسلامية . ج1 . ص8١5).‏ 
(3) يرد في النص » عدة ألفاظ ميورقية خاصة , منها على سبيل المثال « رحل » بمعنى ربض أو حي . وكذلك 
كلمة « حوز » بمعنى الزمام أو الأرض الصالحة للزراعة ؛ وكلمة « زوج » بمعنى حقل. (صحيفة المعهد الممري 
للدراسات الإسلامية , ج؛ » ص .)5١9- 5١8‏ هذا بالاضافة إلى مصطلحات محلية أخرى منها « حجنو » 
بمعنى نحو أ حوالي . « وبشب برجلونة » أي أستف برشلونة « والقمط » بعنى الكونت ١‏ واستخدام كلمة 
« صور » بدلا من سور واجنة بمعنى جنان أو حدائق ٠‏ « والشارع » بدلا من الشارع . ما يدل على استخدام 
أسلوب الإمالة في الألفاظ . 

.251-70 بم بقععه![112 عل مامعنستمدمء8 أعل مواطدرة -10اأ)2 ] عتلمعاع نأعانالا كأعناودبا8 عتستول 


153" 


الاستيلاء على جزيرق يابسة وفرمنتيرة 

أهمل الملك خايي الأول شأن جزيرتي يابسة وفرمنتيرة » وم يتطلع إلى الاستتيلاء عليهما بعد 
حملته الثالثة على جزيرة ميورقة . فقد كبّده الاستيلاء على هذه الجزيرة وإخضاع أهلها أربع 
سنوات » مما عطل مشاريعه التوسعية في الاستيلاء على إمارة بلنسية الجاورة لمملكته في البر 
الإسباني . هذا ما إن وصل إلى ساحل قطلونية من جزيرة ميورقة في شهر شعبان 
> ه - 1788 ")حت أخنذ في حشد القوات للإغارة على حصون بلنسية ومعاملها الأمامية 
الني جاببت قواته ببسالة منقطعة النظيرء ولم يكتف أميرها زيّان بن أبي الحملات بن مردنيش 
بالتصدي للغزاة فحسب ء ولكنه أغار على حدود مملكة قطلونية وأرغون . وحقق بعض 
الانتصارات'"). وبينما كان الملك خامي الأول في بلدة الكنيس 16812ه الإسبانية مع كبار 
قادة قواته . تقدم إليه نائب أسقف مدينة جرندة « جيرونة » 06,088 858 58 وكبير 
أساقفة طركونة « جليرمو دي مونتجري 2402]:881 عل 20ممء!1ننا0 وناشده أن يمنحه أذناً 
بالاستيلاء على جزيرتي يابسة وفرمنتيرة » إذا لم يكن الملك عازماً على الاستيلاء عليها بنفسه » 
لإدخالهما في تبعية الكرسي الأسقفي لمدينة طركونة 78538088 . ونظراً لانشغال الملك خايمي 
الأول في حرب ضارية ضد إمارة بلنسية الإسلامية . لهذا أعلن موافقته على هذا المشروع وسمح 
لكبير الأساقفة المذكور ‏ بأن يعد العدّة للاستيلاء على الجزيرتين . شريطة أن يكون ذلك باسم 
ملك قطلونية وأرغون7"". وتم توقيع اتفاق بين الملك خايمي الأول وكبير أساقفة طركونة في ١7‏ 
ربيع الأول 57 ه - 7 ديسمبر 1775 م » تنازل الملك بمقتضاه . لرئيس الأساقفة , ولأعوانه في 
الكرسي الأسقفي الطركوني » عن جزيري يابسة وفرمنتيرة » بكل ما فيهما من عقارات ومنافع , 
كما تنازل عن قلعة يابسة . على أن تعلن الأسقفية سيادة الملك على الجزيرتين » بعد الاستيلاء 
عليهما . وقد تم الاتفاق بين رئيس أساقفة طركونة والأمير بيدرو البرتغالي حام جزيرة ميورقة 
ونونيو سانشيز كونت روسيون 08ذاا295 06 00206 5326562 0هنال8 على إعداد حملة مشتركة 
للاستيلاء على الجزيرتين » في وثيقة مؤرخة في رجب 577 ه - 1770م » ما زالت محفوظة حتى 
اليوم في أسقفية طركونة , وتم الاتفاق بمقتضاها بين قادة الحملة المشتركة على خطة الهجوم ودور 
كل منهم وعدد القوات التي سيسهم بها والمعدات والتجهيزات التي سيقدمهاء والأموال التي 





. 45١ يوسف أشباخ : تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين . ص‎ )١( 
. ١١6ص وميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة.‎ 
. "0# - "075 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )١( 
الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١١ و‎ )5( 
.م ,28لط] بورعلعء /ا معأكمورط‎ 6. 


وق 


سيدفعها » إمهامًا منه في نفقات الحملة!" . 

ولا يوجد في الاتفاقية الآنفة الذكر أي تفاصيل . توضح كيفية توزيع الغناتم والعقارات , 
بعد الاستيلاء على الجزيرتين. وتركت جميع التفصيلات المتعلقة بهذا الموضوع إلى ما بعد 
الاستيلاء على الجزيرتين. وأبحرت الحملة المشتركة بعد توقيع الاتفاقية مباشرة في شهر رجب 
؟70 هت أبريل 1١0‏ م » وقد أغفلت المصادر المسيحية عدد السفن والجنود والفرسان والرماة 
النين أسهموا في هذه الحملة('. بينما تجاهلت مصادرنا الإسلامية استيلاء القوات الصليبية 
على جزيرتي يابسة وفرمنتيرة ولم أجد في أي مصدر تمكنت من الاطلاع عليه أي رواية في هذا 
الصدد باستثناء رواية مقتضبة لابن أبي زرع(). ويذكر المؤرخ الميورقي الباروكمبانير بأن ابن 
زرع » ذكر نصاً في طبعة روض القرطاس الأوروبية الكاملةأ؟)؛ يقول فيه ما يلي » عن استيلاء 
النصارى على جزيرة يابسة في حوادث عام 581 ه . « وفيها قام النصارى بالاستيلاء على 
جزيرة يابسة بعد خمسة أشهر من الحصار.. »!*. وهو ما يتفق إلى حد كبير مع ما ذكرته 
المصادر المسيحية المعاصرة , التي تذكر بأن الاستيلاء على جزيرة يابسة كان في الثامن من 
أغسطس 1١50‏ م (أوائل حرم 58 ه) مع اختلاف طفيف , وهو أن فترة الحصار لمدينة يابسة 
عاصمة الجزيرة » التي تحمل نفس الامم . استغرق أربعة أشهر فقط . وليس خمسة أشهر كما 
يذكر ابن أبي زرع في روايته. ولا تذكر المصادر المسيحية سوى معلومات ضئيلة عن كيفية 
الاستيلاء على مدينة يابسة » وتغفل ذكر أي تفاصيل أخرى كما تتجاهل مصير سكانها من 
المسلمين. ومهما يكن الأمر فقد استولى الغزاة على جزيرتي يابسة وفرمنتيرة بكيفية نهلها 
تاماً » باستثناء إشارة عابرة في المدونات المسيحية المعاصرة تؤكد أن الذي سهل على الغزاة اقتحام 
أسوار مدينة يابسة الحصينة.. « خيانة أحد المسلمين ؛ وهو أخو حا الجزيرة » وقد دفعه إلى 
ذلك حقده على أخيه لإهانة لحقته منهء بعد أن سلب منه زوجته» فقام بفتح الطريق أمام 
القوات الصليبية من فتحة في منزلة تقع في سور المدينة. . »77). وتضيف إلى ذلك بأن الغزاة 





)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص؟١؟١١‏ و 
0 .36 .م ,قلطا بوجعلعء لا معوأكمةء2 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 7٠١‏ . 

وحمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثاني . ص08 . 
(0) ابن أبي زرع: روض القرطاس . ص57 طبعة دار المنصور. 
(؛) / أتمكن من الاطلاع على الطبعة الأوروبية من روض انقرطاس » ويوجد في حيازق طبعة دار المنصور 
التي يرد فيها نفس النص. ص5906 . 
(ه) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 5١١‏ . 
(1) .36 .م ,قمتطآ بومعوة/ا معوتكموءم 

وتخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١٠ .7١١-‏ (نقلا عن روض القرطاس . الطبعة الأوروبية؛ 
ص ؟"). 


1: 


اقتسموا الجزيرة فيا بينهم . واستعبدوا من بقي حياً من أهلهاء الذين أصبحوا أقنانًا في 
الأراضي التي اقتسمها الغزاة. وكانت جزيرة يابسة في العهود الإسلامية مقسمة إلى خمسة أقالم 
هي «الشرق والغرب وبني غامد والحويّط وبورتوماني . وقد غيّرت أسماء هذه الأقالم بعد 
استيلاء القوات الصليبية عليها وأصبحت أربعة أقالم بدلا من خمسة. حصل منها رئيس 
الأساقفة جليرمو دي مونتجري على قليمين وحصل كل من بيدرو البرتغالي حام ميورقة , 
ونونيو سانشيز كونت روسيون على إقلم واحدا'. أما جزيرة فرمنتيرة فقد منحها رئيس 
الأساقفة إلى برنجار رينارت اقطاعية له ولأعقابه(". وبالرغم من قيود العبودية التي فرضها 
الغزاة على مسلمي الجزيرتين ؛ فقد ثرر المسلمون في جزيرة يابسة ‏ كما يقول المؤرخ 
الباروكمبانير » وحاولوا بقوة وشجاعة . أن يخلعوا عنهم النير المسيحي : وقد نجحوا نجاحاً باهراً 
وتحرروا من قيودهم . وقضوا على عدد كبير من مستعبديهم ! ولكن حملة عسكرية جديدة . قكنت 
من سحق تلك الثورة الباهرة » وفرضت العبودية من جديد على مسلمي الجزيرتين النين ذابوا 
بمرور الزمن في المجتمع المسيحي وما زالوا حتى اليوم يحتفظون بلامحهم وسماتهم وتقاليدهم 
الأندلسية القديعة!؟). 





.5٠١0ص‎ .» ١١ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. حاشية‎ )١( 
.م يقعتط] بمرعوية /امءدتممممع‎ 158. )0( 
و‎ ٠١8 - ١١ص الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ )0( 
.م ,28ئأ1[6 بوععلععء لا معءوتأوموعط‎ 34. 


16 


؟ - جزيرة منورقة المستقلة في عهد الأسرة الحكمية 
"6" -5860" ه -؟95؟؟١‏ -/181ام 


توطئة 

م تتعرّض جزيرة منورقة إلى ما تعرّضت له بقية جزر البليار من عدوان صليي كاسح , 
وظلت محافظة على استقلاها . ما يزيد قليلا عن خحمسين سنة . وبعد ذلك لاقت نفس المصير. 
ويعود الفضل في بقاء هذه الجزيرة الصغيرة المعزولة : تحت الحم الإعلاتي ب طية هذه الفترة 
العاصفة من تاريخ المغرب والأندلس ٠‏ إلى شخصية فريدة جمعت شتى تناقضات ذلك العصر. 
وهو سعيد بن حك بن عمان القرشي الطبيري » الذي تقلّبت به الأحداث ؛ وتنقل من بلدته 
طبيرة” في غرب الأندلس في شتى أرجاء الأندلس التي اجتاحها الغزاة؛ عقب انهيار الحم 
الموحدي , وتوجّه منها إلى إفريقية!". 

وبعد أن أقام فترة في بجاية وتونس . أخذ فيها عن علماء البلدين''' , توجّه من تونس إلى 
جزيرة ميورقة . حيث ولاه أبو يحيى التنملي عامل جزر البليار آنذاك » « على بحبى جزيرة 
منورقة وأمر الأجناد فيها , في شهر رمضان 116 ه - أغسطس 0.1597 . 

وكانت جزر البليار آنذاك » من بفترة حاسمة من تاريخها . بعد أن تأرّمت العلاقات بين أبي 
يحيى التنملي عامل هذه الجزر ومملكة قطلونية وأرغون . نتيجة للاشتباكات البحرية بين 
أساطيل البلدين منذ أواخر ذي الحجة 787 هد ديسمبر 00195" . 


)١(‏ طبيرة : بلدة في جنوب غرب الأندلس ؛ وتقع حالياً في جنوب بلاد البرتغال على ساحل الأطلسي ٠‏ (ابن 
الأبار . الحلة السيراء . ج؟ . حاشية ١١‏ ». ص8١9).‏ 

(9) مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : : الذيل والتكملة ‏ بقية السفر الرابع ص ؟؟ - ٠‏ . وابن 
سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب » ج" » ص 419 . واختصار القدح المعلّى . ص ١8‏ . وابن الخطيب: 
أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 376 . 

(؟) الغبريني : عنوان الدراية . ص5804. 

(4) جمد بن حمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة , بقية السفر الرابع. ص٠”*.‏ 

(0) المقري : نفح الطيب . ج؛ . ص 159 . 


حدق 


وبعد آن قضى سعيد بن حم ما يقارب السنتين في الإشراف على سئون جباية جزيرة 
منورقة وقيادة جندها . توجّه إلى جزيرة ميورقة « قبل أن يدخلها الروم الصليبيون » عنوة في 
منتصف شهر صفر !77 ه - ا[ ديسمبر 1519 مء فقدّم منها عاملا على و0 

ويؤكد تولية سعيد بن حك عاملًا على جزيرة منورقة قبيل العدوان الصليي على ميورقة , 
كل من المقري الذي يقول ؛ « وكان سعيد بن حك قد ولي على جزيرة منورقة من قبل الوالي أبي 
يحيى التنملّي . . »('). وابن سعيد المغربي . الذي يذكر بأن سعيد بن حك »« .. ولّي اشراف 
جزيرة منورقة .. » إلى أن كان استيلاء العدو على جزيرة ميورقة 751 ه - 1585 مء فخلّى 
أهل منورقة بينه وبين زمامها فأحسن تدبير المسلمين بها!"ا. 

توقيع سعيد بن حم عقدي متاركة مع خايمي الأول 

استطاع سعيد بن حك بن عئان بعد توليته عاملًا على جزيرة منورقة , من قبل أبي يحيى 
التنملي , أن يكسب « .. قلوب أهلها بحسن الخلق والإحسان »!). وبعد أن استولى 
الصليبيون على جزيرة ميورقة في منتصف صفر 157 ه - الأول من يناير ١570‏ م» توجّه 
سعيد بن حك إلى جزيرة ميورقة ؛ وعقد مع الملك خايمي الأول ملك قطلونية وأرغون ؛ عقد 
متاركة » يتعهد فيه الملك المسيحي ٠‏ بترك المسلمين أحراراً في جزيرة منورقة , مقابل تعهدهم 
بدفع جزية سنوية » وإعلانهم الخضوع والطاعة لمملكة قطلونية وأرغون0*). وقد رحب الملك 
خامي الأول بعقد هذا الاتفاق لانشفاله بثورة أهل ميورقة من جهة . وتطلعه إلى الاستيلاء على 
إمارة بلنسية الإسلامية الجاورة لمملكته من جهة ثانية . كما وجد في الاتفاق كسباً مالياً 
ومعنويا!*2. ولا تشير المصادر المسيحية إلى عقد المتاركة الأول الآنف الذكر . وتتحدث 





."ا١4 ابن الأبار: الحلة السيراء : ج27 ص‎ )١( 
.501١ص‎ . المقري : نفح الطيب . ج؛‎ )0( 
. ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى . ص58‎ )©( 
. ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى . ص58‎ )( 
.816- 5١8ص‎ , (ن) ابن الأبّار : الحلة السيراء , ج؟‎ 

وابن سعيد المغرني : اختصار القدح المعلى . ص58 . 

وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة . بقية السفر الرابع . ص ١‏ . وابن سعيد 
امفربي : المغرب في حلى المغفرب. ج؟ . ص 459 . 

وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 526 . والحافظ السيوطي : بغية الوعاة ء 
عدم والصفدي : مخطوطة الوافي بالوفيات . ج١١‏ نسخة باريس رقم 477 . ص11 . والمقري : نفح 
الطيب . ج 4 بصض١10.‏ 
(1) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص4١‏ . 

وجمد عبد الله عنان: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/القسم الثافي ص 4١5‏ . 


/ع 12 


بإفاضة . عن عقد المتاركة الثاني الذي وقّعه كل من سعيد بن حك بن عمان عامل جزيرة 
منورقة » وخامي الأول ملك قطلونية وأرغون في مطلع شعبان 119 ه - يوليو ؟؟١‏ م» أثناء 
وجود خامي الأول في جزيرة ميورقة في حملته الثالئة على هذه الجزيرة!'. وقد أشارت 
مراجعنا الإسلامية , إلى عقد المتاركة الثاني . ويقول الأوسي المراكثي بهذا الصدد .« ...ثم نثأ 
ما دعا سعيد بن حك إلى التوجّه إلى ميورقة . للأخذ مع المتغلب عليهاء فربط الصلح معه 


ثانية . . »(؟ا, 


ويحدد ابن الأبّار شروط عقد المتاركة بقوله « بأن الرئيس سعيد بن حم شارط الروم على 
متاركته , وبتّ مساكنته , بإتاوة م يخلّ بحملها إليه كل سنة »!5). 

وتزعم بعض المصادر القطلانية . بأن عقد المتاركة الثاني فرض بالقوة على أهل جزيرة 
منورقة في شعبان 58 ه - يوليو 1775 م» أثناء قيام الملك خابمي الأول بحملته الثالثة على 
جزيرة ميورقة . ليشهد بنفسه « خضوع فلول المسلمين الحاربين إلى الجبال . والمناطق الحصينة في 
وسط الجزيرة »!2 . وتروى رواية أسطورية عن استسلام أهل جزيرة منورقة إلى مثلي الملك 
خايمي وإعلانهم الخضوع للم . « ولثقتهم في كرم الملك المسيحي وحسن نواياه» فقد قاموا 
بتسلم معاقلهم وحصونم إلى سفراء الملك. . »7*). وهو ما يتعارض كل التعارض . مع ما ذكرته 
مصادرنا الإسلامية الآنفة الذكر؛ ومع ما تؤكده الوثائق الرسمية المحفوظة في أرشيف مملكة 
وو 

ويقول الباروكمبانير المؤرخ الميورقي , معلقاً على التناقض بين الروايات الإسلامية وبعض 
الروايات القطلانية قائلا بأنه « يميل إلى ترجيح ما ذكره المؤرخون المسلمون ؛ لأنه منطقي 
ومعقول . ويتفق تمام الاتفاق مع ما ورد في الوثائق الرسمية المحفوظة في أرشيف مملكة أرغون » 
التي تؤكد بأنّ الملك خاي الأول ترك حرية إدارة جزيرة منورقة تحت رئاسة مشرف 
مهروصة! عل عانمدزمساة » على أن يعتبر نائباً عن ملك قطلونية وأرغون في حم جزيرة 
منورقة ‏ متمتعاً بقدر من الاستقلال والسيادة .. »!"2. كما توجد وثيقة أخرى تنص بالحرف 


)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص56-154١1.‏ و 
43-44 يم ,قعنمم )1 ممه معجمزة11 أه لإره)5 عط بسمطعاعةل8 كتمعمعات 
)١(‏ عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة . بقية السفر الرابع» ص١”.‏ 
(") ابن الأبار: الحلة السيراء . ج؟ ص18" -516. 
(:) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص ١54‏ . 
(ن) .44 .م روعءمسمتا؟ ممه معممزهل! آه نرمم)5 عط تسمطامةل8 كاتمعصعاكت 
(3) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 158 -158. 
() المصدر السابق. ص .١94‏ 


14 


الواحد « على أن الملك خايمي الأول يقر بتعيين المذرف 816:ة[220اث. (أبي عهان سعيد بن حم) 
مندو12] دءط] 60ر23 مقدر2ظ مطة حاكماً على جزيرة منورقة » . كما أن هناك وثيقة ثالثة 
«يعان فيها الملك خايمي الأول تسليمه بإعطاء مقاليد الحم من بعد الرئيس « سعيد بن حم » 
لابنه ولذريته من بعده » . ويوجد في جميع هذه الوثائق . بعض النصوص التفسيرية » ومن ضمنها 
الجزية السنوية , التي يدفعها مشرف جزيرة منورقةء لخزانة الملك سنوياً . والتي تنكون من 
مقدار متفق عليه من الدنانير الذهبية . وكميات محددة من الحبوب والغلال والماشية . بالاضافة 
إلى الهدايا والتحف والأقمشة الحريرية » وتجدّد الاتفاقية تلقائياً عاماً بعد آخر . ويعلق 
الباروكمبانير على النصوص الآنفة الذكر قائلا . بأن هذه الوثائق تؤكد « بأن الملك المسيحي لم 
يجد داعياً أو مبرراً . للقيام بأي عمل تأديي للمسلمين المنورقيين يمس استقلالهم » وحكمهم 
الذاقي الذي أقرّه بنفسه. ووقّع مع المشرف سعيد بن حك اتفاقات بمقتضاه . واكتفى منهم 
بالجزية السنوية » وم يفرض عليهم كما تزعم بعض المصادر القطلانية . تسلم أي حصن من 
الحصون . أو وضع أي حامية مسيحية في الجزيرة. وهو ما يتفق مع ما ذكرته المصادر 
الإسلامية!'). وارتبط سعيد بن حك بن عثان بعلاقات ؤثيقة مع مملكة قطلونية وأرغون » وكان 
مسموع الكلمة عند الملك خايمي الأول!"). وكان المشردون من أهل الأندلس » يلجأون إليه , 
ويستنجدون بهء لإنقاذ أسراهم . فكان يلي نداءهم . ويفتدي الأسرى . ويوفر لهم الأمن 
والاستقرار في منورقة . ومن أراد منهم التوجّه إلى أي بلد من دار الإسلام . أرسله في إحدى 
سفن أسطوله . وزوده بكل ما يحتاج إليه : فازدهرت منورقة في عهده . وأصبحت ملجأ العلماء 
والأدباء والفقهاء الذين وجدوا من سعيد بن حك كل رعاية وتكرم!"ا. 

ازدهار جزيرة منورقة تحت حك سعيد بن حم 

اكتسب سعيد بن حك ثقة ومحبة أهل حزيرة منورقة , وملك قلوب أهلها بسياسته 
الحكيمة!). وما وفّره لأهل الجزيرة من أمن وسلام , بعد توقيع عقدي المتاركة مع مملكة 
قطلونية وأرغون!*. لهذا وقف أهل الجزيرة إلى جانبه . عندما ثار عليه القاضي أبو عبد الله 





. ١966 نفس المصدر السايق . ص‎ )١( 
. 008 مد بن شريفة : أبو المطرف بن عميرة الخزومي . ص‎ )0( 
(؟) ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى . ص 4؛ . والمغرب في حلى المغرب . 5/179 . وشمد بن مد بن‎ 
2, ١ج عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة , بقية السفر الرابع. ص. وابن الأبار: التكملة.‎ 
. 375-508 وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص‎ . 1١"ص‎ 
و014؟.‎ 56١٠ والغبريني : عنوان الدراية. ص‎ 
. ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى؛ ص58‎ ):( 
- . ابن الأبار: الحلة السيراء . ج؟ . ص 518 - 516 . وابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلَى » ص58‎ )0( 


1 


ل 


مد بن أحمد بن هشام . وتمكن نتيجة لموازرتهم لهء من القضاء على هذه الفتنة في شهر شوال 
١‏ هت يوليو 1784'). واستقر حم سعيد بن حام في جزيرة منورقة « فضبطها أحسن 
ضبط . وسار فيها أعدل سيرة؛ واستقام أمر الثغر في يده وهابه النصارى المصاقبون له من كل 
جهة . فجرت أحوال المسلمين به على خير تام » وصلاح عام : بحسن سياسته, وجميل نظره, 
وصار مقصوراً في البلاد النائية . مرغوباً في لقائه من أصناف الناس .. »!"). « وعلا قدره 
وأعظمته الملوك . . ريل . وازدهر العم والأدب في جزيرة منورقة في عهده, لتقديره للعم 
والعلماء ؛ فقد كان هو نفسه عالاً نحوياً » أديباً . شاعراً . محدثاً » فقيهاً . وأصبحت منورقة في 
عهده مركزاً علمياً هاماً حفظ التراث الإسلامي من الضياع , والملجاً الأمين لعلماء الأندلس 
الذين عصفت بهم الهزائم المروعة » وشردتهم عن أوطاهم » فوجدوا الحياة الكريمة في رحابه, 
وأسهموا تحت رعايته بنصيب في التراث الإسلامي . طيلة خمسين عاماً من حكمه في جزيرة 
منورقة!*) . وكان يشجع العلماء في كافة بلاد المغرب والمشرق ؛ ويرسل لهم الهبات والعون مع 
مبعوثيهل؟ . وم يكن الرئيس سعيد بن حك عالاً جليلا فحسب . بل كان منظماً قديراً وإدارياً 
بارعا . واقتصاديا حصيفا الا صررر مر ري 01 
سكانها » النين تكاثر عددهم ؛ بسبب كثرة الوا فين إليها من بلاد الأندلس وإفريقية ؛ فانتشر 
فيها العمران . وازدهرت التجارة » وأصبحت جزيرة منورقة في عهده المعبر لنقل البضائع بين 
البلاد الإسلامية في الحوض الغربي للمتوسط والمالك المسيحية/). 

وكان يرتبط بعلاقات وثيقة بالحفصيين في إفريقية بصفة خاصة. ومملكة بني الأحر في 
غرناطة ‏ وكان يخطب على منابر جزيرة منورقة , باسم الخليفة الحفصي المستنصر بلله » بعد أن 
بايعه أميراً للمؤمنين . مما دعم مركزه وقوّي مكانته(") 


والمغرب في حلى المغفرب 156/1 . 
ومد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة/ بقية السفر الرابع ص 5٠‏ . 
)١(‏ ابن الأبار : الحلة السيراء . ج؟. ص8١9.‏ وشمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكئي : الذيل 
والتكملة/بقية السفر الرابع» 0 . والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص١١‏ وحاشية 
«؟"” »,. 
(؟) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/ بقية السفر الرابع ص١"‏ . 
(©) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القم الخاص بالأندلس » ص 378 . 
(؛) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/ بقية السفر الرابع ص "١‏ - 58 . وابن 
سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب ”1"9/7. 
(0) الغيريني : عنوان الدراية . ص504. 
(1) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/ بقية السفر الرابع»ء ص١9.‏ 
ونجاة باشا: التجارة في المغرب من القرن (؟) للقرن الثامن للهجرة » ص8١٠‏ . 
(0) ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى . ص "١‏ - 80 . 


166 


ولقد استطاع سعيد بن حك إبقاء جزيرة منورقة في مأمن من كل خطر ء بحسن سياسته 
ودهائه ؛ وانشغال مملكة قطلونية وأرغون عنه في اقتطاع أرجاء واسعة من البر الأندلسي . وما 
إن توفي سعيد بن حك في 77 رمضان 58٠‏ ه - يناير ١174ع١')‏ وتولّى من بعده ابنه حك بن 
سعيد » الذي لم يكن سياسياً محنكاً كأبيها"!. حتى تأزمت العلاقات بينه وبين مملكة قطلونية 
وأرغون , واتضح بأن ذلك السلام ل/ يكن إِلَآا سراباً ؛ وأصبحت جزيرة منورقة على بركان 
ملنهت1), 

جزيرة منورقة في عهد الرئيس المشرف حك بن سعيد 

تولى حك بن سعيد الحم في جزيرة منورقة . بعد وفاة أبيه في 0" رمضان 18٠١‏ ه - يناير 
م !*). وكان يتميز بالنبل وسمو النفس ء ورفعة الثقافة . فقد اعتنى والده بتعليمه!", 
ولكنه م يكن عصامياً كأبيه, الذي تقاذفته الأحداث , فأصبح ذروة في الدهاء والحنكة 
والبراعة في السياسة , مما مكنه من ترسيخ دعام حكمه!''. وكان حك بن سعيد يفتقر إلى هذه 
المواهب . وإن كان يفوق والده في القيم الخلقية والمثل العليا. ويقارن ابن الخطيب بين الابن 
وأبيه قائلا » « وكان أبو عمر حك بن سعيد أفضل من أبيه في دماثة الخلق والعفة عن الدماء . 
والاجتناب للعظاتم . مع حسن الخط . ورواية الحديث؛ وقرض الشعرء إلا أنه لم يستقل 
استقلال أبيه » ولا نمض نهضته »("). والحقيقة أنه لم يعط الفرصة . لإثبات جدارته » لظروف 
خارجية وداخلية قاهرة ؛ لا لعجز فيه أو قصور لديهء مما أدى إلى تأزم العلاقات بينه وبين 
ملكة قطلونية وأرغون. ويعود سبب ذلك إلى قيامه بإنذار الحفصيين في ! فريقية!*) من حملة 


)١(‏ مد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة/بقية السفر الرابع ص*”. 

. ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص57‎ )١( 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص١5 .5١14-‏ 

(؛) جمد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة/بقية السفر الرابع ص١"‏ . 

(0) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص50 . 

(1) الصفدي : الوافي بالوفيات . مخطوطة باريس رقم !175 . ج١,‏ ص كة. 

(0) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص57 . 

(4) قام أبو بكر بن عيسى الكومي عامل قسنطينة , ويكنى بابن وزير بالثورة على االحفصيين في ! فريقية ٠‏ 
وأرسل إلى بيدرو الثالث ملك قطلونية وأرغون يستعين به «على أن يكون داعية له. فأجابه ووعده, 
بإرسال الأسطول إليه »في مرسي القل الجاور لقسنطينة . (ابن القنفذ القسنطيني :الفارسية في مبادىء الدولة 
الحفصية . ص 184 . وابن خلدون: العبرءج 5 .ص 1868 - 187). وآثناء رسو أسطول مملكة قطلونية 
وأرغون في ثغر ماهون في جزيرة منورقة , علم حك بن سعيد بوجهته؛ فقام بإرسال « سفينة خفيفة 
تسابق الريح إلى مرمى القل لإنذار أهلها . وأوصى رسله أن يصلوا إلى مرمى القل قبل وصول الأسطول 
المسيحي . وأن يتحاشوا محاذاته والاتصال به.. ». (أحمد توفيق المدني : حرب الثلائمائة سئة بين الجزائر 
واسبانيا . ص 04"). وتمكنت القوات الحفصية من القضاء على ابن وزير واستئصال أنصاره ٠‏ قبل وصول 


10١ 


مرتقبة يعدها ملك قطلونية وأرغون!' 18١‏ ه - 1585م على ثغر القل('). لهذا استعد 
السكان وجابيهوا الغزاة , مما أدى إلى إخفاق الحملة وبالتالي تأزم العلاقات . بين حك بن سعيد 
وملكة قطلونية وأرغون ء واتهام مشرف جزيرة منورقة بالخيانة » والتحلّل من دفع الجزية, 
والسعي إلى الاستقلال بالاستعانة بقوات من إفريقية0). 

تأزم العلاقات بين مملكة قطلونية وأرغون 

وحم بن سعيد ونتائجها 


اتهمت المصادر القطلانية حك بن سعيد مشرف منورقة بارتكاب خيانة كبرى » بسبب 
تحذيره لقوات إفريقية. من الحملة البحرية التي كان يعدها بيدرو الثالث ملك قطلونية 
وأرغون . أثناء مروره بثغر ماهون في منورقة 141 ه - 1585 م!4). وصمم بيدرو الثالث على 
الاستيلاء على جزيرة منورقة » ولكن انشغاله في حرب ضد الفرنجة . حال دون تحقيق ذلك . 
حتى وفاته 58 ه - ١1786‏ (0). وخلفه ابنه ألفونسو الثالث 115١-١780‏ م على عرش 
مملكة قطلونية وأرغون , وكان والده قد ولاه على جزيرة ميورقة أثناء غياب عمّه خايي الثاني 
في جنوب فرنساء فاغتصب السلطة من عمّه في تلك الجزيرة207. وحانت ساعة الانتقام من 
الأمير الباسل « حك بن سعيد » الذي قرد على تبعيته لمملكة قطلونية وأرغون وتحلّل من 
تعهدات والده ء بإعلان الخضوع والتبعية لملكها ‏ وأخذ يعد العدّة لمواجهة العدوان المرتقب 
بقوات من ! فريقية!"). وكان ألفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون في الثانية والعشرين من 
عمره , اشتهر برعونته واستهتاره بكل الق . ووجد في الاستيلاء على جزيرة منورقة ‏ ما يشغل 


الأسطول المسيحي , الذي م يجد في انتظاره سوى قوات معادية : لهذا أخفقت حملة بيدرو الثالث واتهم حم 
ابن سعيد بنقض الاتفاق ومناصرة أعداء مملكة قطلونية وأرغون (ابن خلدون: العبرء ج7 . ص 37810 . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» حاشية ؟9. ص"١؟).‏ 
(1) تولى حك مملكة قطلونية وأرغون بعد وفاة الملك خامي الأول ابنه بيدرو الثالث 107 - 1586 . (د. 
سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى ج١‏ ص 559). 
(؟) مرمى القل: ميناء حصين في “ساحل المغرب الأوسط على مقربة من قسنطينة . (الحميري : الروض 
المعطار ص455). 
(6) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١٠‏ - ٠١5‏ وحاشية «؟5 » ص١57.‏ 
(؛) المصدر السابق نفس الصفحة. 
)0( .55 .م ,1412029 0هة مع:0ز112 1ه '[5)01 عط بتمقطعاعة84 كاأمعصمعات 
ود. سعيد عاشور: أوروبا العصور الوسطى . ج١‏ . ص 554 . 
30( 230-31 .م رهع:مم 141 0ه مععم0زة181 1ه نإرما5 عط[ بتممطعامدل8 كامعميعان) 
(0) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص57 . 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 5١8‏ . 


1:6" 


شعبه عن سوء تصرفاته » وقسوته ء ويضفي على اسمه هالة من الجد تكسبه مكانة يفتقر إليها » 
في مجاببة عمّه خايي الثاني . الذي اعتبره مغتصباً لعرش ميورقة!'). وهذا ما حفزه على 
الإسراع في إعداد حملة إلى جزيرة منورقة في ذي الحجة 180 ه - يناير 17410 م ؛ والبحر في 
أندٌ حالات اضطرابه . وفصل الشتاء في ذروة قسوته. وكانت الأنباء قد بلغته . بأن فيليب 
الثالث ملك فرنسا , يعد حملة للاستيلاء على جزيرة منورقة , انتقاماً للهزئم التي أوقمتها ملكة 
قطلونية وأرغون بالقوات الفرنسية! وربما تكون هذه الرواية مجرد ذريعة استغلها ألفونسو 
الثالث » لتبرير حملته على جزيرة منورقة بشكل مرتجل.؛ في فترة غير ملائمة لو بجار 
الأساطيل!؟" . 


الاستعدادات التمهيدية لغزو منورقة 

عقد ألفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون وملحقاتها مجلس حرب في طرخونة » دعا إليه 
كبار نبلاء المملكة وفرسانها وأحبارها وتجارها . لإقرار حملة للاستيلاء على جزيرة منورقة » 
بسبب خيانة برها » حك بن سعيد , ونقضه للاتفاقات المعقودة. وقد أقر المجتمعون بحماسة 
هذا المشروع . واحتشدت قوات ضخمة من المغاورين 41008376765 3" للإسهام في الحملة » مع 
خسمائة من الفرسان في ثغر سالو بساحل قطلونية » استعداداً للإبحار إلى جزيرة منورقة ‏ مروراً 
بميورقة . ٠‏ وأرسل ألفونسو الثالث رسالة عاجلة إلى أخيه فدريك عداوف,ةء5 أمير صقلية يطلب 
منه إعداد اريخ سفينة مجهزة تجهيزاً عدا وان يرسلها إلى ثغر سالو. وبعد وصول هذه 
السفن انضمت إلى بقية سفن الأسطول التي وصل مجموعها مائة وعشرين سفينة!4). 

وعندما بلغت أنباء الاستعدادات إلى سمع المشرف حك بن سعيد » شعر بخطورة الموقف ء 
وقام بإجراء الاتصالات مع الملك ألفونسو الثالث . واحتيمٌ بالاتفاقات الموقعة بين والده والملك 
خاعي الأول التي أقرّها من بعده ابنه بيدرو الثالث. وم يكن ألفونسو الثالث يتم بمثل هذه 
الأمور . وم يلق بالا إلى تلك العهود والاتفاقات التي وقعها جدّه وأقرها والده ؛ ولكنه أخفى 
نواياه : واستخدم الحيلة والخداع والمماطلة والتسويف . لإضفاء عنصر المفاجأة على حملتهء 
وقرّر أن تبحر سفن الحملة في عر الشتاء لتكون المفاجأة كاملة بالنسبة لقوات جزيرة منورقة » 
في وقت تنقطع فيه الاتصالات بين الجزيرة وثغور | فريقية مما يربك صفوفها ويحول دون وصول 





)0( .2305 .م # 96-97 .م بقععمصأل] لمة مععهز 84 5ه نزمه)5 عط1 بمسمطاعةك8 كاسمعمعاكت 

. 5١8 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(؟) استخدم الإسبان كلمة المغاورين العربية 1208376:65. وأطلقوها على فرق المشاة الخفيفة التي تتخذ من 
الحدود مع العدو قواعد لما. وقد اشتهرت هذه الفرق بشجاعتها الفائقة في القتال. 

4( 231 .م رقععمم ]1 لضة مععمزةل/8 آأه نإره)ك5 عط بمسقطاعمدل8ة كامعمعات 


10 


المدد لها"'". وم يكن حك بن سعيد غافلا عن الخطر المحدق بجزيرة منورقة » وم تخدعه كلمات 
ألفونسو الثالث . وماطلته وتسويفه . وقام على الفور . بإرسال رسالة عاجلة إلى أمير ! فريقية 
الحفصي . يستنجد به. وناشدة إرسال العون العاجل!" . 

وكان أمير ! فريقية آنذاك هو« أبو حفص عمر بن الأمير أبي زكريا بن أبي مد عبد الواحد 
ابن أبي حفص 18# - 144 ها" , فتوافدت حثود المتطوعين من تونس وبجاية وبونة 
وقسنطينة . وبلغ عدد من وصل منهم بحراً إلى جزيرة منورقة تسعمائة فارس ٠‏ وألفين وخسمائة 
من الجنود المشاة'2. ولا نجد تفاصيل وافية عن هذه الحملة في مصادرنا الإسلامية . باستثناء 
رواية ابن خلدون”". بينما يذكر ابن أبي زرع رواية مقتضبة يقول فيها ؛ بأن العدو استولى على 
جزيرة منورقة في ذي الحجة 183 ه - يناير 1788 م" . وقد اكتفى ابن الخطيب بقول ما يلي 
في ترجمته لأبي عمر حك بن سعيد «٠‏ فانصرفت أطماع البرجلوني (ألفونسو الثالث) الجاور لثغره 
إلى تملكه . فت له ذلك . ونفذ قدر الله في سنة 187 ه - 1587 م ء واستولى على الجزيرة وأجلى 
عنها المسلمين »!". بينما يقول الصفدي بشكل أكثر إيجازاً ما يلي في ترجمته لأبي عمان سعيد بن 
حك . .« وولي بعده الحم ولده ءثم قصده الفرنج ‏ ودام الحصار مدة ءثم أخذوا البلد. . »!". 
ويتّبع نفس الأسلوب الموجز عن هذه الحملة الحميري » حيث يقول ‏ « وما زالت منورقة في يد 
المسلمين تحت هدنة الطاغية البرشلوني ومصالحته . وقد ضبطها سعيد بن حك , وأقام عليها 
أحسن قيام . وهادن الأعداء وطالت مدته. وحسنت سيرته. إلى أن مات فقصدها العدو 
واغتنم فرصتها ء واستولى عليها »'2. أما بالنسبة للمصادر القطلانية المعاصرة فقد ذكرت 


. 508 - ١7ص والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار.‎ . 5١18/7 ابن الأبار : الحلة السيراء‎ )١( 
(؟) .231-232 .م ,معءمصتالز قصة معرميةل8 كه بماك عط تسقطامدا8ة كامعصعت‎ 
.١8؟-‎ 1١18 (؟) ابن القنفذ القسنطيني : الفارسية في مبادىء الدولة الحفصيةء ص‎ 
.م رقععمسصتكاط لمة مععمزةل! ]ه نزره)5 عط مقط لعول؟ كاتمعصمعءلت‎ 232. )1( 
ابن خلدون : العبرء ج7 ء ص38 (ورد في رواية ابن خلدون ميورقة بدلا من منورقة وهو خطأ‎ (0) 
. واضح)‎ 
ابن أبي زرع : روض القرطاس » اصن 6 طبعة دان المتصور:> الرياط 1531م (ذكر متحقق روض‎ )5( 
القرطاس ميورقة بدلا من منورقة ؛ كما أغفل التعليق على التاريخ الذي ذكره ابن ابي زرع » وحدّد فيه‎ 
م. . والأرجح هو أن بداية العدوان‎ ١584 استيلاء العدو على جزيرة منورقة في ذي الحجة 5857 ه - يناير‎ 
كانت في ذي القعدة 180 ه - ديسمبر 1187 مء وكان تاريخ استسلام منورقة للعدو في “ ذي الحجة‎ 
يناير 1541 م. (ابن خلدون: العبرء ج7 . ص598.‎ 5١ ه‎ 6 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخ لجزر البليار. ص 6١؟).‏ 
)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس , ص 571 - 59097 . 
)م( الصفدي : الواني بالوفيات . مج ١١‏ . ص 55 مخطوطة باريس رقم 57؟14. 
(1) الحميري : الروض المعطار. ص 665 . 


10 


تفاصيل وافية عن هذه الحملة ء وأفاضت في بعضها . وأغفلت البعض الآخر بأسلوب غير 
موضوعي"" ما يقتضي التعامل معها بحذر ومناقشتها وتحليلها بأسلوب علمي موضوعي . 

الأسطول الصليبي في طريقه إل جزيرة منورقة 

أبحر الأسطول الصليبي من ميناء سالو بساحل قطلونية تحت قيادة الملك ألفونسو الثالث في 
شوال 586 ه- نوفمبر 1587 مء في طريقه إلى جزيرة منورقة؛ ومر في طريقه بجزيرة 
ميورقة » وأرسى مراسيه في ثغر بالمادي ميورقة في الثاني من ديسمبر ١١87‏ (الموافق ؟١١‏ شوال 
موحد ه) ٠‏ وبقي هناك إلى أن انتهت أعياد الميلاد . وأبحر من بالمادي ميورقة (مدينة ميورقة) 
في ذي القعدة 1860 ه - يناير 1541 م في جو غاطف كدي الوود فعا اذى إلى تشتيت قطع 
الأنطول *وعطم علد :متها وقرتها غيزشها ق بكر الصطرب""اخبركان. الترنيو التالوفي 
سفيئة القيادة يرتدي زي الفارس الصليبي''. وكان قائد قوات الحملة بدرو كورنل 0605م 
!0056 وقائد فرقة المشاة خازكا جو جارس دو أراكوري أرناعوعة 06 0375 0ل 63:62 . أمأ 
قائد الفرسان . فكان أكارت دومور القطلافي 2نه02]210 06 800 06 ]ده وبصحبته من كبار 
فرسان الحملة جماعة من كبار النبلاء في المملكة . ومن أعرق عائلاتها أمثال لونا 8ه ناا وأنتنزا 
عاسم وانجليسولا 0ن 

ويذكر المؤرخ المعاصر مونتانير :1/0126 أن برودة ذلك الشتاء كانت قاسية جد ٠‏ وقد 
تجمدت أطراف البحارة » وقاسى الجنود والفرسان من البرد القارس والعواصف العنيفة , وزاد 
من مصاعب قادة الحملة تشتت السفن في عرض البحر ء مما قطع الاتصالات فيا بينها ٠وم‏ يصل 


)١(‏ .231-237 .م روعءءمصناخ لصة معدمزة81 غه نزره)5 عط تسمطامدك5 كتمعمعك 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص8١‏ . و 

2 .م ,قعرمص ناا 200 معرمزة81! 01 لزرماك5 عط1] بتسمطلميةل! كأمعصمعات 
(؟) تظاهر الفونسو الثالث بمظهر الفارس الصليي . بعد أن حصل على بركات الكنيسة . كجده لأبيه خايمي 
الأول « فاتح ميورقة الذي قام بحملة صليبية فاشلة 779١م‏ ». (ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة , 
ص ١151‏ ). وكجد والده لأمه أندرياس الثاني ملك الجر الذي قام بحملة صليبية فاشلة 5١6‏ ه - 7١15م‏ إلى 
بلاد الشام (دائرة العارف" البريطانية ج١١‏ ص١812‏ وج ١‏ . ص08 4 لسئة .)١1414‏ وكان يحام أن يكون 
بشجاعة جده لأمه « كونستنترا نترا » ابنة الامبراطور منفرد بن فردريك الثاني امبراطور ألمانيا والصقليتين » 
الذي كان أشجع الملوك ف عصره كما يصفه المؤرخ المعاصر مونتانير .م .029هذل! 4 مهرمزة/! 6ه نزره)5 16 
:8 وكان حماه أدوارد الأول ملك انجلترا فارساً صليبياً » قاد | حدى آخر الحملات الصليبية الفاشلة إلى بلاد 
الثام اسنة 1171٠١‏ م وبالرغم من تقدير أدوارد الأول لحماسة الفونسو الثالث الصليبي زوج ابنته الينور , إلا 
أنه حاول جاهداً أن ينصح صهره بأن يكون أكثر تعقلآ “ ولكن دون جدوى!! (دائرة المعارف البريطانية 
""/3 لسنة ١5١19‏ و 97 .م ,معءرمصنا8 320 معممزةاح آه ها5 عط . 

4( 231 .م رقوعممم م8 لصة معممزة11 ]0 لماك عط تسقطاعةل1آ كامعمعكت . 


100 


مع ألفونسو الثالث إلى خليج ماهون في جزيرة منورقة سوى عشرين سفينة » وتشمّتت المائة 
الباقية » وانقطع الاتصال بها » ويضيف إلى ذلك بأن الملك المسيحي استولى على !حدى الجزر 
الصخرية في خليج ماهون الواسع , المحمي من الرياح . واعتصم بها ؛ في انتظار وصول بقية 
السفن المشتتة'''. وقد تظاهر ألفونسو الثالث لدى نزوله في خليج ماهون في منورقة ء بأنه 
يرغب في النزول إلى البر للاستسقاء!! كما يذكر ابن خلدون في روايته الفريدة التالية التي يقول 
فيها : في أواخر سنة 586 ه - أوائل ١١407‏ م٠«‏ .. ركب طاغية برشلونة (ألفونسو الثالث) 
في أساطيله في عشرين ألفاً من الرجالة المقاتلة ومروا بمنورقة كأنهم سفر من التجار . وطلبوا من 
أي عمر حك بن سعيد رئيسها النزول للاستسقاءء فأذن لم . فلما تساحلوا إذنوا أهلها 
بالحرب . . »'"!!! 


الاشتباكات المسلحة 
بين القوات الصليبية وحامية منورقة الإسلامية 


انطلت الحيلة على القوات الإسلامية في جزيرة منورقة . وأذنت للقوات الصليبية بالنزول 
إلى البر للاستسقاء حسب ادعائها!”'. وتتجاهل المصادر المسيحية هذه الخدعة . وتضفي هالات 
من البطولة على الملك الفونسو الثالث . وتدعي بأنه ما إن شاهد الملك المسيحي طليعة القوات 
المنورقية المرابطة على ساحل خليج ماهون , حتى أمر قواته بالاستعداد للقتال . وكانت تتكون 
من أربعمائة من الفرسان . وعدة آلاف من المثاة « المغاورين » 6767656 1520837ه. » وسرعان ما 
نشب القتال في السهل المواجه للجزيرة الصخرية التي رست فيها القوات الصليبية في خليج 
ماهون . على مقربة من قلعة سان فيلبي الحالية «©مف!86 588» . ودارت معركة ضارية استبسل 
فيها الطرفان . وتضيف المصادر المسيحية المعاصرة , بأن الملك ألفونسو الثالث دخل إلى حومة 
القتال وأظهر بسالة منقطعة النظير. وبعد وقوع خسائر فادحة في الجانبين أحرزت القوات 
الصليبية النصر. وتراجعت القوات الإسلامية المنورقية وحلفاؤها من الإفريقيين. واعتصمت 
في التلال الجاورة . وواضّلت هناك القتال بضراوة . ولكنها اضطرت في نهاية المطاف إلى 
التقهقر . بعد أن أوقعت فيها القوات الصليبية . مذيحة مروعة . دعيت على أثرها تلك التلال بامم 
« تلال المذبحة » ع200ااعوعءل1ط'*'!. 





)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠١8‏ و 
2 .م ,رقع رصنلا 0مة مععمزة1ة )0 ماد عط1 بمسممطاميدل8 كامعصعان 
)١(‏ ابن خلدون : العبر. ج . ص68 . 
(*) المصدر السابق نفس الصفحة. 
(؛) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ٠05-508‏ و 
232-33 .م ,معرممنكل1ا 220 معممزة11 )0 /زرم)5 عط] بتسممطامدكل؟ كامعمعات 


101 


وتضيف إلى ما سبق ذكره بأن قتالا نشب بعد يومين . كاد أن يؤدي إلى نتائج خطيرة تهدد 
مصير الحملة بأسرها نتيجة لتسرع أحد الفرسان ويدعى برنجار دي تورناميرا عل #عناهمءمء8 
ومنسصدةءه1 الذي هاجم على رأس كوكبة من الفرسان القوات الإسلامية دون إذن من القيادة 
ودون علم مسبق منها . وكادت القوات الإسلامية أن تجهز عليه وعلى من معه من الفرسان » لولا 
بلوغ خبر هذا الاشتباك إلى الملك ألفونسو الثالث في آخر لحظةء فأسرع على رأس قواته 
واشتبك في قتال شديد الضراوة مع القوات الإسلامية التي كادت أن تطبق على المعسكر 
الصليي . وبينما كانت المعركة على أشدها وصلت بقية سفن الأسطول ونزلت إلى البر وأسهمت 
في القتال في وقت كانت فيه قوات الملك ألفونسو الثالث مهددة بخطر التطويق والإبادة . مما 
رجح كفة القوات الصليبية , التي تمكنت بعد قتال عنيف من إحراز النصر والتقدم نحو قلعة 
منورقة الكبرى على جبل «سانتا أجويدا »؛ التي اعتصمت فيها فلول القوات الإسلامية » 
وفرضت الحصار عليها"" . 

ولكن ابن +ادون يذكر رواية أخرى عن القتال الذي دار بين القوات الإسلامية والصليبية 
في منورقة يقول فيهاء بأنه بعدما انطلت الخدعة على المسلمين ونزل النصارى إلى ساحل 
الجزيرة « آذنوا أهلها بالحرب فتزاحفوا ثلاثاً يئخن فيهم المسلمون فيها قتلا وجراحة بما يناهز 
الآلاف والطاغية (ألفونسو الثالث) وبطارقته (كبار قادة جيشه وحاشيته). قاعدون عن 
الزحف . فلما كان في اليوم الثالث» وبعد أن استولت الهزية على قومه زحف الطاغية في 
العسكر فانهزم المسلمون . ولحقوا إلى قلعتهم التي انحصروا بها.. »!ا 

استسلام المشرف حك بن سعيد 

تذكر المصادر المسيحية المعاصرة . بأن المشرف حك بن سعيد . قاوم الحصار الذي فرضته 
القوات الصليبية على قلعة منورقة الكبرى. في جبل سانت اجويدا . بضراوة وعنف لمدة 
أسبوعين ؛ دون أن تتمكن القوات الصليبية من تحقيق أي نصر , بالرغم من الحجمات المتلاحقة على 
أسوار القلعة وأبراجها. وبالرغم من عنف المقاومة . فقد كان حك ابن سعيد يقدّر صعوبة 
اللقاومة طويلا . في مواجهة حشود القوات الصليبية المتفوقة ‏ والمصير المفجع الذي سيئول إليه 
مصير السكان إذا ما تمكن الغزاة من اقتحام أسوار القلعة! لهذا أرسل أربعة من كبار وزرائه . 
لعرض شروط استسلام مشرّف لقلعة سانت أجويدا المنيعة وبقية حصون الجزيرة ومعاقلها , 
تعهد بمقتضاها بتسلم القلعة وجميع جزيرة منورقة للملك المسيحي إذا تعهد بتأمين سلامة جميع 
السكان. ونقل من يرغب منهم في مغادرة الجزيرة إلى إفريقية مقابل 2“ دوبلاس 





)00( 233-34 .م ب,وعممم لآ لصة معرمزةلا 01 لزمه)5 عط تتمقطاعة81 كتمعمعات , 
(')ابن خلدون: العبرء ج5٠‏ ص598. 


كا عن كل رجل وامرأة من مسلمي الجزيرة . وأن يتعهد الملك المسيحي بتأمين | 
اللازمة لهم لنقلهم ‏ وأن يزوده بسفن ينتقل فيها مع أهله وحاشيته إلى ثغر سبتة مع كتبه والمؤن 
اللازمة , بالاضافة إلى خمسين سيفاً مرا فقيه. ووافق الملك ألفونسو الثالث على جميع الشروط التي 
عرضها وزراء المشرف ووقع الاتفاق بين الطرفين . وكان تاريخ التوقيع في « ؟١‏ فبراير من عام 
التجسيد 87١1م‏ » الموافق ليوم * ذي الحجة 185 ه - 5١‏ يناير 1741م" . ويشير ابن 
خلدون إلى اتفاق المشرف حك بن سعيد مع ألفونسو الثالث بقوله : « .. وعقدوا لابن حك ذمة 
في أهله وحاشيته فخرجوا إلى سبتة؛ ونزل الباقون على حك العدو وأجازهم إلى جارتهم 
ميورقة » واستولى على ما في جزيرة منورقة من الذخيرة والعدد والأمر بيد الله. . »ا 

تؤكد الوثائق الرسمية لمملكة قطلونية وأرغون ء بأن الاتفاق تضمن تأمين سلامة أهل 
جزيرة منورقة ٠‏ وأن الملك ألفونسو الثالث تعهد بتأمين السفن لنقلهم إلى [لزيقية» كما عرد 
المصادر التاريخية المسيحية المعاصرة بأن الملك ألفونسو الثالث الماع لم تقيد يتقيد بالاتفاقات , إلا 
بالنسبة لترحيل المشرف حي بن سعيد وحاشيته عن جزيرة منورقة! اجو عهد إلى مرافقه 
الوفي بلاسكو خمنيث دي ايربا 9طمعلاخ عل 15068656 82500 با تخاذ الترتيبات اللازمة لترحيل 
المشرف وأهله وحاشيته . فاستأجر لهذا الغرض إ حدى السفن الجنوية , التي كانت راسية آنذاك 
في ميناء ماهون . وزودها بالمؤن الكافية » وسمح للمشرف بنقل كتتبه , ورافقه أهله ومائة من 
0 حاشيته!! 

بقية سكان الجزيرة فقد تعرضوا إلى مصير مفجع , فأما الذين حاولوا منهم الهجرة وفقاً 

للاتفاق 0 مع ألفونسو الثالث . وكان عددهم عشرة آلاف فكان مصيرهم الغرق لأن النين 
نقلوهم في الراك تعمدوا إغراقهم من أجل نبب أموالهم''!! ويذكر المؤرخ الإسباني كاربونيل 
« بأن إغراق أولئك التعساء كان بناء على أمر الملك الخادع ألفونسو الثالث.. »! أما الذين 
فضلوا البقاء في جزيرة منورقة من المسلمين وكان عددهم يقارب العشرين ألف فقد استعبدهم 
الفزاة واستخدموا قسمأ منهم في زراعة أراضي الجزيرة التي اقتسموها اقطاعيات فها بينهم » وفي 
بناء الحصون والكاتدرئيات والقصور وشق الطرق في منورقة وميورقة وأرسلوا القسم الباقي 
إلى جزيرة صقلية وبرشلونة لتصديرهم إلى أسواق الرقيق”!! 


.» ١١ وحاشية‎ ٠١5 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 
. (؟) ابن خلدون : العبرء ج5 . ص88‎ 
. 5١5 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص‎ )( 
(؛) المصدر السابق نفس الصفحة و‎ 
.م روعممص 141 220 مععوزة11 1ه لزرماة عط سمط لامها وامعصعات‎ 234. 
(ة) .235 .م ,هءءممتك! لمة وعموزةاز اه بماد عطآ سمط عاعل! كتمعصعاكت‎ 


104 


مصير حك بن سعيد وأهله وحاشيته 

يذكر المؤرخ الميورقي الباروكمبانير ما يلي عن مصير حم بن سعيد آخر حكام جزيرة 
منورقة في عهدها الإسلامي ما يلي : « .. تذكر المدونات الرسمية لمملكة قطلونية وأرغون » بأن 
المشرف « حك بن سعيد » ركب سفينة من سفن الجنويين ومعه نحو مائة من أهله وحاشيته وقدر 
كبير من المؤن ؛ وبعد إبحار السفينة تعرضت لعاصفة هائلة أدت إلى مصرعه وغرق من كان 
معه... »''. وتتفق المصادر الإسلامية مع ما ذكره كمبانير عن غرق المشرف وأهله وحاشيته . 
ولكنها تختلف في نقطة هامة . وهي أن هذا المصير المفجع ٠.‏ يحصل بعد إبحار السفينة الجنوية 
من جزيرة منورقة ‏ ولكنه كان في وقت لاح . ويوضح ذلك ابن الخطيب بقوله : « ولحق أبو 
عمر حك بن سعيد بسبتة وقد دفع إليها رمّة أبيه» بعد أن كان قد نزل بالمرية ٠‏ ووصل إلى 
غرناطة وأقام أياماً تحت جراية أميرها . . »!'. يتضح من نص ابن الخطيب بأن المشرف وحاشيته 
م يغرقوا بعد إبحارهم من منورقة . وانهم مروا قبل ذلك بشغر المرية في مملكة غرناطة وبعاصمتها 
غرناطة » ومن المرية أبحروا إلى سبتة » حيث دفن أبو عمر حك بن سعيد جثة والده التي حملها 
معه من جزيرة منورقة . ويتابع ابن الخطيب نصه الآنف الذكر . ويصف زيارة حك بن سعيد مع 
أهله وحاشيته لفرناطة قائلا: « حدثني من رآه وروى عنه من شيوخنا أنه كان رجلا قوم 
السمت والهدى . جميل الرواء عظي الوقار والتودّد . وله أولاد كالنجوم جالاً ووسامة . وكان 
نسأؤه وخدمه يلبسن غفائر حمراء مسدولة عليهن في زي غريب ! وركب البحر هو وبنوه 
ذكورهم وإناثهم وحاشيتهم قاصدين تونس . وقد بذر بها والده ذماماً ‏ وأثّل حظوة » فعدا عليهم 
البحر بأحواز الجزائر » جزائر بي مزغناء وزعموا أن صاحب المركب » عزم عليه في ركوب 
الثاني » الذي يتبع المركب وقد انتقى فيه الأعزة عليه . فقال له أبوعمر : ومن معي ؟فقال : لا 
سبيل إلى ذلك!! فلتعن بنفسك » فهو الذي نقدر عليه لك . فرجع إلى الصارمة » حيث بناته 
وكرائمه وسد غلقها وعلى نفسه فم ينج منهم أحد. . »'"!!! 

مصير المدجنين من مسلمي جزر البليار 


وهكذا انتهت تلك الحقبة الزاهرة من تاريخ المسلمين في جزر البليار هذه النهاية المفجعة , 
وبذل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها المساعي الحنيئة من أجل إنقاذ البقية الباقية » من 





.» 4١« وحاشية‎ ٠١١ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(1) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص 577 . كان أمير غرناطة (سلطانها) الذي نزل 
الثرف حم بن سعيد في ضيافته هو«حمد الثاني » ثاني سلاطين بني الأحمر (ابن الخطيب : الإحاطة » ج١2‏ 
صاوهة- /اومة). 

(؟) ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس , ص37 . 


106 


مسلمي هذه الجزر من الأسر والعبودية » وقد أسهمت مصر في عهد المماليك البحرية بدور 
مشرّف في هذا الجال» منذ أول معاهدة وقعت مع ألفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون 
6 ه - ١155م‏ التي تم بموجبها إطلاق سراح « سبعين نفراً من الأسارى المسلمين. . »7 , 
وكان سلاطين الماليك يضمّنون معاهداتهم مع ملوك قطلونية وأرغون نصاً بضمان حرية المسلمين 
في القيام بشعائرهم الدينية وعدم المساس بم باعتبارهم حماة المسلمين « حيث كانوا وين 
كانوا »!")! وأسهم بنفس المساعي ملوك ! فريقية من الأسرة الحفصية!". كما سعى سلاطين بني 
الأمر من أجل إنقاذ المسلمين من « المدجنين » في مملكة قطلونية وأرغون ووصوهم إلى مملكة 
غرناطة « آمنين مرفوعاً عنهم الاعتراض سوى المفرم المعتاد . .196 , 

وذابت البقية الباقية التي م يكن في الإمكان إنقاذهاء في الجتمع المسيحي في جزر 
البليار.. وتوارث الأفارقة والمغاربة الحقد على إسبانيا المسيحية جيلا بعد جيل» إلى أن 
قدمت طلائع الأساطيل العثانية في مطلع القرن السادس عثر إلى إفريقية والمغرب وأنقذتها من 
عدوان أساطيل اسبانيا المسيحية! وانطلقت الأساطيل الإسلامية ثانية إلى جزر البليار من 
ثغور إفريقية والمغرب. وظل سيف الانتقام مسلطا على رقاب الغاصبين ثلائمائة عام » خلت 
جزر البليار على أثرها من معظم سكاها . الذين أسروا وأعيدوا إلى حظيرة الإسلام! وم يبق 
من أهل جزر البليار إلا من اعتمم في القلاع والحصون , وأصبحت في القرن التاسع عشر 
«الجزر الجهولة » . بينما كانت في عهدها الإسلامي جسرا شامخا للحضارة بين الشرق والغرب », 


وأسهمت بدور فريد في الحضارة الإسلامية" . 


.154-1١65ص ابن عبد الظاهر : تشريف الأيام والدهور في سيرة الملك المنصور.‎ )١( 
ص55".‎ .,)١6١( وثائق تاج أرغون . نص‎ )١( 

(؟) المصدر السابق. نص ,)١5١(‏ ص751. 

(4) نفس المصدر السابق ؛ نص رقم .)١6(‏ ص38 . 

(5) توفيق المدني : حرب الثلامائة سنة بين الجزائر وأسبانيا . ص١5‏ -545. 


1 


الةالتان 


َك 


لات مز تارق الامتلامكة ااه 
يججرر البليّار 


عوامل الازدهار الحضاري في جزر البليار 


ارتبطت هذه الجزر بتاريخ الإسلام برباط وثيق منذ أن استولت عليها الأساطيل 
الإسلامية للمرة الأولى 85 ه -8١7م»‏ بقيادة عبدالله بن موسى بن نصيرث'. واستمرت 
العلاقات الإسلامية مع أهل هذه الجزر طيلة قرنين من الزمان ٠‏ قبل أن يستقر الح الإسلامي 
فيها » وبذرت فيها خلال هذه الفترة أولى بذور الحضارة الإسلامية على يد المجاهدين والمتطوعة 
من غزاة البحر . النين استقروا فيها بالتدريج ؛ واتخذوا من ثغورها قواعد للجهاد البحري . 
وكانت هذه الجماعات التي استقرت في هذه الجزر هي النواة الأولى للتجمع الإسلامي فيها"" . 

وفي سنة 56٠0‏ ه - 4.05 م. فتحت هذه الجزر فتحاً مستقرًا على يد القائد البحري عصام 
الخولاني الذي قام بالتعاون مع الجاليات الإسلامية فيها . وغزاة البحر الذين أسهموا في فتحها , 
والوافدين إليها من البر الأندلسي » بتعمير هذه الجزر ونشر الإسلام فيهاء وبناء الجوامع 
والفنادق والحمامات . وبنى مدينة اسلامية على ساحل جزيرة ميورقة . اتخذها عاصمة لجزر 
البليار. وأصبحت « مدينة ميورقة » التي أنشأها عصام الخولاني قاعدة للحم في هذه الجزرء 
وكبرى مراكزها العلمية. وقد سار على خطاه في تعمير هذه الجزر ونشر الإسلام فيها . ودعم 
قوتها البحرية. وإرسال الحملات إلى كافة الثغور المسيحية المعادية في الحوض الغربي للبحر 
المتوسط . جميع ولاة هذه الجزر الذين تعاقبوا على حكمها في عهد الخلافة الأموية في 
الأندلس'"". وكانت المؤئرات الحضارية تنتقل طيلة هذا العهد من بلاد الأندلس والمغرب 
والمشرق إلى هذه الجزر على يد العلماء والأدباء الذين كانوا يفدون إليها باعتبارها معبراً بين 
الشرق والغرب' . 

وكان هؤلاء العلماء يفدون إلى جزر البليار رغبة في الاستقرار فيها : خاصة من العاصمة 
قرطبة العريقة في حضارتها . التي تعتبر الموطن الأصلي لمعظم الذين وفدوا إلى هذه الجزر في عهد 





.*”.* خليفة بن خياط : تاريخ خليفة بن خياط » ص‎ )١( 
.1١5 د. حسين مؤنس: المسلمون في حوض البحر الأبيض المتوسط . ص‎ )9( 
. "07 ابن خلدون : العبرء ج 14. ص‎ )( 

ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص 88 -50. 
(4) المصدر السابق: ص 5٠0‏ -#ة. 


نحت 


الخلافة الأموية. وبنسبة أقل من ثغور شرق الأندلس حتى بداية القرن الخنامس 
للهجرة - الحادي عشر للميلاد . ونشوب الفتنة الكبرى التي مرّقت بلاد الأندلس إلى مالك 
الطوائف . وبعد هذه الفتنة وسقوط الخلافة الأموية . قدم إلى جزر البليار من قرطبة « ذوو 
الحرية من الطبقة الأدبية القرطبية »ثم توقف الدور الحضاري الرفيع الذي كانت تقوم به 
قرطبة عاصمة الخلافة الآموية وعلماؤها النين ظلوا يفدون إلى هذه الجزر طيلة مائة عام. 
وحلّت مكانها مدن شرق الأندلس . وخاصة مدينة دانية وما حوها من ثغور”' , بعد استيلاء 
مجاهد العامري على جزر البليار في شوال 1٠0‏ ه - مايو ٠١١6‏ مء وضمها إلى قاعدة ملكه في 
دانية!'" » مما ربط بين هذه الجزر ء ودانية عاصمة المملكة الجاهدية العامرية وملحقاتها في شرق 
الأندلس برباط وثيق» ليس في النواحي السياسية فحسب», بل الأهم من ذلك هو الارتباط 
الحضاري وانتقال الأدباء والعلماء بين جناحي المملكة الجاهدية العامريةء البرّي في شرق 
الأندلس ٠‏ والبحري في جزر البليارء مما ساعد على ظهور نهضة علمية وأدبية وعمرانية 
واقتصادية وفنية رفيعة في هذه الجزر في عهد مجاهد العامري وابنه علي إقبال الدولة, 
واستمرت في زيادة مضطردة'" في جزر البليار المستقلة في عهد كل من عبدالله المرابطي , 
ومبشر ابن سلهان ناصر الدولة نصير العلماء والأدباء'' . حتى سقوط هذه الجزر في يد القوات 
الصليبية للمرة الأولى 5.4 ه 1١1١7‏ م. وعادت إلى مسيرتها ثانية 005 ه -< 1١١7‏ م على يد 
المرابطين من لمتونة الذبين عمروها من جديد. وأسكنوا فيها جاليات جديدة أعادت للمد 
الإسلامي مسيرته الأولى في هذه الجزرء وللحضارة الإسلامية استمراريتها وازدهارها!". 
وظهر عدد كبير من علماء جزر البليار ‏ من أصلاء أهلها . في عهودها الإسلامية المتعاقبة , 


. 5" - ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الثالث / الجلد الأول . ص ؟؟‎ )١( 
.550 وابن الأثير: الكامل؛ ج 5. ص‎ 
.10- 514 ودومنيك أورفوي : الحياة «العقلية والروحية لمسلمي البليارء ص‎ 
.510 ابن الأثير: الكامل, ج 5, ص‎ )١( 
.1١١5 وابن عذاري : البيان المغرب . ج . ص‎ 
.15-506 (؟) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص‎ 
. 76-537 كك( الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص‎ 
. 151 وابن سعيد المفرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص‎ 
ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء . تحقيق د. أحمد مختار العبادي . ص‎ )0( 
.111- 
.*”.8 ص‎ .١ وابن عذاري : البيان المغرب. ج‎ 
.8658 والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
."05- وابن خلدون : العبر.ء ج 14. ص 6ع"‎ 


11 


كما وفد إليها العلماء من بلاد الأندلس والمغرب . أسهموا بنصيب وافر في نشر المعرفة بين 
أهلها . ويتضح ذلك من التراجم اللاحقة لهؤلاء العلماء. 

وم تكن النهضة العلمية في جزر البليار . خاصة في العلوم النقلية » وعلى رأسها العلوم 
الدينية ٠‏ وليدة الصدفة , ولكنها كانت نتيجة لتفاعل بطيء طيلة قرن كامل أسهم فيها 
بالإضافة إلى ولاتها من المجاهدين منذ عهدها الإسلامي الأول''' . قضاتها وقادا » وعلى رأسهم 
العام الأديب جعفر بن عثان المصحفي . الذي ارتبط اسمه بتاريخ هذه الجزر طيلة ثلاثين 
عاماً . عاملاً وقائداً!' . 

وبالإضافة إلى الدور الكبير الذي قام به جعفر بن عمان المصحفي في تاريخ جزر البليار 
سياسياً وحضارياً . فقد أسهم قضاة هذه الجزر في شنى عهودها الإسلامية المتعاقبة في نشر المعرفة 
بين أهلها . كما يتضح من التراجم اللاحقة لعلماء جزر البليار والوافدين إليها من العلماء , 
وكان هؤلاء القضاة من ضمنهم. وكان من الرعيل الأول من هؤلاء القضاة نافع بن رحيق 
0" -88” هل 135و -11كمء وأجد بن رحيق 357 -33 #1 ه-1170- وقخمء, وقد 
أشرنا للبقية الباقية منهم في التراجم اللاحقة'". 

وبالإضافة إلى ولاة جزر البليار . وقادتها وقضاتها وأمرائها في شتى عهودها الإسلامية . 
الذين كانوا على جانب كبير من المعرفة . وأسهموا بدور هام في وضع الأسس الرئيسية للحضارة 
الإسلامية في جزر البليار ء فقد أسهم الرعيل الأول من العلماء الذين وفدوا إلى هذه الجزر في 
وضع الأسس الأولى هذه الحضارة الزاهرة » وقاموا بدور بارز في نشر المعرفة بين أهلها . ومن 
الرعيل الأول من هؤلاء العلماء عريف مولى ليث ابن فضل من أهل لورقة في شرق الأندلس » 
وكبار فقهائها . توفي في ميورقة سنة 788 ه - 0مو," . 

وعبدالله العطيطر من أهل جّانة » وكبار علماء الحديث فيها'”' , توفي في جزيرة ميورقة 
قبل عام 9و« م د 58و ," , 


.501- 509 ابن خلدون: العبر. ج 1. ص‎ )١( 
. 1075 ابن حيان: المقتبس. ج 64. ص‎ )١( 

وابن عذاري : البيان المغرب . ج ".ص .5١6‏ 

والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 47 . 
(6) ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص 704 » ترجمة رقم 18717 , طبعة عزت العطار الحسيني . وحمد بن عمد بن 
عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة / السفر الأول .ص ١١5‏ » ترجة رقم 18014 . 
(؛) ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس . ص ؟56 . ترجة رقم .7٠١8‏ 
(6) المصدر السابق. ص 555 , ترجمة رقم 5914. 
(3) المصدر السابق . ص 151١-١٠‏ ء ترججة رقم 94م )0 يحدد ابن الفرضي تاريخ وفاة عبدالله العطيطر 
بدقة . ولكنه ذكر في ترجمته بأن الذي ذكره خالد بن سعد . ومن نرجمته للراوي المذكور يتضح بأن وفاة 
العطيطر كانت قبل عام 86١‏ هاح 57وم. 


10 


وما لا شك فيه بأنه كان للرعيل الأول من العلماء والأدباء الذين وفدوا إلى جزر البليار, 
وظلّوا يتوافدون عليها حتى نهاية آخر عهودها الإسلامية » أثر كبير على خلق حركة علمية في 
هذه الجزرء ونشر المعرفة بين سكانهاء النين أصبح معظمهم من المسلمين في عهد الخلافة 
بالأ ند لس 

وكان يعيش في هذه الجزر في شْتّى عهودها الإسلامية جاليات .هودية . كان جل اهتامها 
منصيًا على جمع المال والتجارة!"2. هذا بالإضافة إلى سكانها من النصارى المستعربين , النين 
عاشوا بين المسلمين . يتمتعون بكافة حرياتهم » وكانوا يتبعون كنسيا حتى ناية عهد المملكة 
المجاهدية العامرية لأسقفية برشلونة'". واضمحلوا نهائياً في العهد الموحدي آخر العهود 
الإسلامية , في هذه الجزر . وم تبق منهم سوى أقلية ضئيلة » اعتنقت الإسلام في نهاية العهد 
الموحدي 9 . 

وما يدل على تأصل المعرفة وانتشارها بين سكان جزر البليار في القرن الرابع للهجرة » أن 
معظم العلماء الذين نبغوا من أهل هذه الجزر . درسوا في جزر البليار وفي ميورقة بصفة خاصة , 
وهناك القليل منهم الذين تثقفوا خارج جزر البليار ؛ وحتى هؤلاء استقوا ثقافتهم الأولى أثناء 
إقامتهم في هذه الجزر( 

1 منهم قي هده لجزر 5 

ومن الرواد الأوائل من هؤلاء العلماء الميورقيين »« أمية بن عبدالله الهمذاني الميورقي » , 
أخذ عم الحديث عن علماء بلده؛ وتوجه إلى بلاد المشرق للتزود بمزيد من المعرفة, 
مه” ه ع 16 م ء وعاد إلى جزيرة ميورقة ليسهم في تعم عم الحديث حتى وفاته » ومنذ مطلع 
القرن الخامس للهجرة - الحادي عشر للميلاد " . نهضت الحياة الفكرية نهضة كبيرة في جزر 
البليار . خاصة في العلوم الدينية" . 


)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ؟8. 

.88 روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة. ص‎ )١( 

(") الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 87. 

(8) المصدر السابق: ص 719-546 . 

(0) دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص 515 . 

(1) ابن بشكوال: الصلة / 1١‏ . ص 2٠١١‏ ترججمة رقم 7809. 

(1) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار ص 5107-57 . 


11 


الحياة الفكرية في جزر البليار 
في عهودها الاسلامية المتعاقبة 


-580 ه -"1.9 -1581ام 


بعد تفاعل حضاري طيلة قرن من الزمان ‏ أخذ فيه أهل جزر البليار عن العلماء الوا فدين 
إلى هذه الجزر من بلاد الأندلس. ومن الرعيل الأول من علماء أهلها الأصلاء . خلال هذه 
الفترة » ظهر عدد من علماء جزر البليار منذ مطلع القرن الخامس للهجرة - الحادي عثر 
للميلاد''. ومما أعطى للنهضة الفكرية في جزر البليار دفعة كبرى خلال هذه الفترة الأعداد 
الكبيرة من علماء الأندلس الذين استقروا في هذه الجزر هرباً من الفتنة التي اجتاحت بلاد 
الأندلس » منذ عام 99" ه - ٠٠١8‏ م »ء خاصة من العاصمة قرطبة . وأسهم هؤلاء العلماء في 
تعلم أبناء جزر البليار كافة العلوم النقلية والعقلية" . 

ونظراً للمناخ الديني في جزر البليار باعتبارها القاعدة المتقدمة ؛ للجهاد الإسلامي في 
الحوض الغربي للبحر المتوسط ٠‏ فقد برزت فيها العلوم النقلية » وخاصة القراءات القرآنية » 
وعم الحديث . والفقه. وعلوم اللغة العربية وآدابها . كما ظهر فيها عدد كبير من الشعراء 
والأدباء والمؤرخين. 

أما بالنسبة للعلوم العقلية » كالطب والفلك والرياضيات والفلسفة والمنطق» فقد برع فيها 
أفراد لا مؤسسات , كما سيتضح من الفقرات اللاحقة. 

العلوم الدينية في جزر البليار 

برزت في جزر البليار العلوم النقلية » والدينية منها بشكل خاص .ء وكان على رأس هذه 
العلوم التي اشتهر بها أهل جزر البليار « علم القراءات القرآنية » » ويعود الفضل في ذلك لجاهد 


. 50-50 دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص‎ )١( 
. 58-5١ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الثالث/١1. ص‎ )١( 
10 وابن عذاري : البيان المغرب. ج “2 ص‎ 


1/ 


العامري » أمير دانية والبليارء الذي كان من كبار العلماء والأدباء ومن القراء'" . 

كما أن إقامة المقرىء الشهير « عمان بن سعيد » . ويعرف بابن الصيرني » ويكنى بأبي عمرو 
المقري . ثمانية أعوام في جزيرة ميورقة 1١!- 1٠.9‏ هعواء-صم راكل خلق مدرسة 
كبرى للقراءات في جزر البليار. اشتهرت في كافة أنحاء العام الإسلامي . وظلّت شهرة جزر 
البليار بهذا العم حتى نباية آخر عهودها الإسلامية . كما سيتّضح من الأعداد الكبيرة جداً من 
القراء المشهورين 5 أهل هذه الجزر والوافدين إليها في التراجم اللاحقة . وبالإضافة إلى عل 
القراءات . فقد أنجبت جزر البليار عدداً كبيراً من علماء الحديث . وكبار الحفاظ . الذين 
أسهموا بدور بارز ني هذا العم في شتّى أرجاء العام الإسلامي'". 

وبالرغم من تسّك أهل جزر البليار باللذهب المالكي كبقية بلاد الأندلس والمغرب ٠‏ فقد 
ترعرعت في جزيرة ميورقة الحركة الظاهرية على يد العام الجليل أحمد بن سعيد بن حزم , 
وانتشرت أفكاره بين جيل كامل من علماء جزيرة ميورقة . لما تيز به من حجة ونباهة ومعرفة 
واسعة . وظلّت الحركة الظاهرية متأصلة في جزيرة ميورقة » بالرغم من معارضة علماء 
المالكية!'). وتدعو الحركة الظاهرية. «إلى الأخذ بظواهر النصوصء ولا يعتمدون على 
سواها » » ويضيف أبو زهرة بأن ابن حزم , « كان يأخذ بظاهر القرآن الكريم , ولا يصح أن 
يفهم من ذلك , أنه لا يأخذ بالجاز لأن الجاز من الظاهر . إذا كان المجاز مشهوراً » أو كانت 
القرينة واضحة معلنة عن الجاز . كاشفة له »!1 . 

وكان للصراعات المذهبية بين علماء المالكية والظاهرية . أكبر الأثر على اثراء الحياة 
الفكرية . في جزر البليار . وظهور علماء من المتكلمين , الذين برعوا في عم الكلام والتوحيد, 
من أهل هذه الجزرء وظهور محاولات توفيقية للتوفيق بين الفكر الظاهري والأشعرية ؛ كما 
سيتضح من التراجم اللاحقة لعلماء الكلام الميورقيين. 


.787 ابن خلدون : المقدمةء ص‎ )١( 
.158-154 ص‎ . 31١ ياقوت الحموي : معجم الأدباء. ج‎ )١( 
.1٠١8 دومنيك أورفوي: الحياة العقلية.والروحية لمسلمي البليار: ص ا‎ )*( 
؛ » ترجمة رقم واكك‎ ١6 ترججة رقم 6. والضي : بغية الملتمس . ص‎ » ١١5 (؛) جذوة المقتبس . ص‎ 
ترجمة رقم‎ 5٠١ وابن بشكوال : الصلة / ؟ , ترجمة رقم 844 . ص 00؛ . وابن الأبار . التكملة / ؟ .ص‎ 
وعبد الواحد المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب : ص 57 - 517 . وياقوت الحموي : معجم‎ . 
والعبر في خبر‎ . ١100-1143 الأدباء » ج 7ص ه80؟ وما بعدها . والذهي : تذكرة الحقّاظ , ج ” .ص‎ 
. 5859 من غير اج اص‎ 

وابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب . ج 14 . ص *71. 

والمقري : نفح الطيب . 
(0) مد أبو زهرة: ابن حزم. ص 590 وما بعدها. 


1 


كما أخصب التراث الأدبي في المملكة الجاهدية العامرية الرسالة الشعوبية التي كتبها أبو 
عامر بن غرسيه . كاتب علي إقبال الدولة » وظلّ الأدباء يردّون عليه حقبة طويلة من الزمن. 
ما أضفى على دانية وجزر البليار جوا أدبياً علميا'"؟. 

وبالرغم مما وصلت إليه جزر البليار من شهرة أدبية واسعة. وما ظهر منها من شعراء 
وأدباء » إلا أن العلوم الدينية كانت في المرتبة الأولى في هذه الجزر. 

وظهر عدد كبير من العلماء في هذا المضمارء خاصة في القراءات والحديث والفقه . كما 
يتضح من الفقرات اللاحقة. 

عم القراءات وأشهر القراء في جزر البليار 

يقول ابن خلدون عن هذا العم ما يلي : « القرآن هو كلام الله المنرّل على نبيّه » المكتوب بين 
دفتي المصحف . وهو متواتر بين الأمّة . إل أن الصحابة رووه عن رسول الله يله على طرق 
مختلفة » في بعض ألفاظه وكيفيات الحروف في أدائها . وتنوقل ذلك واشتهر , إلى أن استقرت 
منها سبع طرق معيّنة , تواتر نقلها بأدائها . واختصت بالانتساب إلى من اشتهر بروايتها من 
الجمّ الغفيرء فصارت هذه القراءات السبع أصولاً للقراءة »!"ا. 

ونظراً للمناخ الديني في جزر البليار باعتبارها القاعدة المتقدمة للجهاد البحري الإسلامي 
في الحوض الغربي للبحر المتوسط . فقد برزت فيها العلوم النقلية » وخاصة القراءات القرانية 
منذ مطلع القرن الخامس للهجرة . بعد أن استقرت دعاتم الإسلام في هذه الجزر. ويعود الفضل 
في النهضة الرفيعة لهذا العم في جزر البليار إلى مجاهد العامري الذي استقل بهذه الجزر في عام 
٠5‏ ه - ٠١١0‏ م «أديب ملوك عصره , لمشاركته في علم اللسان ونفوذه في علم القرآن ؛ عني 
بذلك من صباه وابتداء حاله إلى حين اكتهاله » كما يقول ابن حيان!". وكان للعلماء الذين 
توافدوا على جزر البليار من قرطبة عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس منذ فتحها وتمصيرها 
على يد عصام الخولاني ٠5٠١‏ م - م.وء !4 . والنين ظلوا يتوافدون على هذه الجزر . حتى 
سقوط الخلافة الأموية في الأندلس . واستقلال مجاهد العامري بها ؛ أكبر الأثر على رسوخ العلوم 
الدينية بين أهلها خاصة عم القراءات. 


714-1١6 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الثالث / ؟ . ص‎ )١( 
.1007-1408 وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج ”.ا ص‎ 

(0) ابن خلدون : المقدمة. ص 85ا. 

(©) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الثالث؛ الجلد الأول. ص "5 . 
وابن عذاري : البيان المغرب. ج #. ص .١05‏ 

ك4( ابن خلدون: العبرء ج 1. ص 8#". 


للدت 


وازداد هذا العم رسوخاً وانتشاراً في جزر البليار نتيجة « لهجرة أولي البقية وذوي الحرية 
من الطبقة الأدبية القرطبية » إلى جزر البليار بعد سقوط الخلافة الأموية ونشوب الفتنة في 
العاضنة فرظ( 

كما كان للوافدين إلى جزر البليار من شرق الأندلس منذ مطلع القرن الرابع للهجرة من 
قاعدة بجانة البحرية التي كانت ترتبط برباط وثيق بجزر البليارا"!, وتسهم بالتعاون معها في 
حركة الجهاد البحري في الحوض الغربي للبحر المتوسط'"؛ أثر كبير على خلق حركة علمية 
في هذه الجزر ونشر المعارف بين أهلها ,ما يعتبر رمزاً للعلاقة الوطيدة بين هذه الجرّر . وثغور سواحل 
شرق الأندلس » ومن بينها لورقة التي وفد علماوها إلى البليار منذ مطلع أول عهودها 
الإسلامية 1 . وازدادت هذه العلاقة رضي » بعد استيلاء مجاهد العامري على دانية 
وملحقاتها ؛ في شرق الأندلس في عام 101 ه - "710٠١‏ ؛ وعلى جزر البليار ؛ في ذي القعدة 
٠0‏ ه مايو 1018ع0). ما ربط بين هذه الجزر وشرق الأندلس برباط وثيق » ليس في 
النواحي السياسية فحسب. بل الأهم من ذلك هو الارتباط الحضاري» وانتقال العلماء 
والأدباء بين جناحي المملكة الجاهدية العامرية . مما ساعد على ظهور نهضة علمية وأدبية في هذه 
الجزر في عهد مجاهد العامري» واستمرت في زيادة مضطردة في العهود الإسلامية اللاحقةا"ا, 
خاصة في عم القراءات القرآنية بتشجيع من مجاهد العامري . وكان أهل الأندلس ينهجون نبج 
المشارقة في القراءات القرآنية « إلى أن ملك بشرق الأندلس مجاهد من موالي العامريين . وكان 
معتنياً بهذا الفن من بين فنون القرآن »لا أخذه به مولاه المنصور بن أَبِي عامر . واجتهد في 
تعليمه وعرضه , على من كان من أئّة القراء بحضرته . فكان سهمه في هذا وافراً . واختص 
بجاهد بعد ذلك بإمارة دانية والجزائر الشرقية . فنفقت بها سوق القراءة »لما كان هو من أمُتها . 
وبا كان له من العناية بسائر العلوم عموماً . وفي القراءات خصوصاً . فظهر في عهده أبو عمرو 
الدافي (عمان بن سعيد بن عمان) وبلغ الغاية فيها . ووقفت عليه معرفتها . وانتهت إلى روايته 


)١(‏ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن ن أهل الجزيرة / القسم الثالث . الجلد الأول. ص ؟7. 

وابن الأثير: الكامل ج ؟ . ص 55١‏ . ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. 
ص 6ه -55 . وآنخل جنثالث بالئثيا: تاريخ الفكر الأندلسي :ترجمة د.حسين مؤنس 2٠ص‏ 108 -105. 
0( ابن الفرضي : تاريخ علماء ادس + من 5 ترجة رقم 3914. 
(؟) الحميري : الروض المعطار. ص 2١-86‏ 
(5) ابن الفرضي : تاريخ علماء الأنذلئ عل 2ج ترجة رقم ٠١١6‏ 
(5) ابن خلدون : العبرء ج 14 . ص 4ه". 
3( 0 عذاري : البيان المغرب . ج “ا .ء ص .1١١56‏ 

ابن الأثير: الكامل. ج 5و. ص 0١5؟.‏ 

0 0 أورفوي : الحياة العقلية والفكرية لمسلمي البليار. ص 15-980. 


1 


أسانيدها , وتعدّدت تآليفه فيها . وعوّل الناس عليها » وعدلوا عن غيرها . واعتمدوا من بينها 
كتاب التيسير له »237 

ومن أشهر العلماء الذين نشروا علم القراءات في جزر البليار « عمان بن سعيد » ويعرف 
بابن الصيرفي .ويكنى بأبي عمروالمقري. وقد أقامفي جزيرة ميورقة ماني سنوات 
1١7-‏ ه - ٠١١1-1018‏ مء قضاها في تعلم سكان هذه الجزيرة » ومن وفد إليها من 
جزر البليار الأخرى والبرالأندلسي عم القراءات''.« وخلفين غصنبن علي الطائ القرطبي » 
الذي أخذ عم القراءات عن علماء قرطبة . ولأ إلى ميورقة بعد نشوب الفتنة الداهمة في 
عاصمة الخلافة الأموية 845 ه-8١٠٠مء«وأقراً‏ الناس فيها إلى أن توفي 
4ف 1055م 5(6).ود أجد بن مطرّف » ويعرف بابن الخطاب » من كبار علماء قرطبة في 
القراءات القرآنية . قدم إلى ميورقة هربا من المجازر الدامية في عاصمة الخلافة . إثر انهيار 
الحم الأموي فيها . وظل يعلّم أبناء جزيرة ميورقة والوافدين إليها علم القراءات إلى أن توفي 
11 هدوم 

وقد أخذ كثيرون من أهل جزر البليار هذا العم عن علماء قرطبة . وأجادوه وبرعوا فيه. 
ومن بين هؤلاء « مفرّج مولى علي إقبال الدولة بن مجاهد » . ويكنى بأبي الدوّاد وقد تلقى هذا 
العام على يد أبي عمرو المقري!*). « وغالب بن عبدالله بن أبي اليمن مد بن عامل القيسي » 
لميورقي . ويكنى بأبي مام القطيني , « تلا بالسبع على أبي عمرو المقرىء وأجاز له.. وكان 
مقرئاً مجيداً .. » . ويضيف عمد الأوسي المراكثي إلى ترججمته قائلاً ره 
والده (في جزيرة ميورقة) 7و" هع 5. ٠مء‏ ونش في قرية أمّه . وتدعى قطين . فنسب إليها 
بعد أن أقام بها إلى سنة 407 ه - ٠١١1‏ م ء وارتحل إلى حاضرة ميورقة لطلب العلمء وأجاد 
عم القراءات , وأخذ عنه كثيرون . إلى أن توفي في عام 450 ه - 1٠١7#‏ م('1. كما اشتهر بهذا 





.78« ابن خلدون: المقدمة. ص‎ )١( 
.0707 الحميدي: جذوة المقتبس. ص 00" ترجة رقم‎ )١( 
.1١١85 ترجمة رقم‎ 4١5-14١١ والضبي : بغية الملتمس. ص‎ 
.408 وابن بشكوال: الصلة / القسم الثافى . ص 08+ ترجة رقم‎ 
2158-١551 وياقوت الحموي : معجم الآدباء » ج .ص‎ 
231١١١ والذهي : تذكرة الحفاظ , ج .ا ص‎ 
.90 ترججة رقم‎ ١57 (؟) ابن بشكوال: الصلة/ القسم الأول. ص‎ 
. 59 المصدر السابق. ص 5" ترجة رقم‎ )1( 
5.05 والذهي : معرفة القراء الكبار» ج للدص‎ 
طبعة عزت العطار الحسيني.‎ , 187١ ترججمة‎ 75١ ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص‎ )0( 
رقم 507. طبعة مدريد 1916م.‎ 0٠١ ص‎ . ١ / ابن الأبار: التكملة‎ )1( 


اميد 


العم « أحمد بن عبدالله بن خيرة الميورقي مولى مبشر بن سليان ناصر الدولة » »« وكان مقرئاً 
محوّداً فاضلاً ديناً » . توفي حوالي سنة امه ه - 1151م( , 

وبينما كانت جزر البليار تنعم بالأمن والاستقرار. تحت حك أميرها « مبشر بن سليان 
ناصر الدولة » 0.5-1587 ه98١٠-0١١1‏ مء الذي ازدهر العم في رحابه. ووفد 
العلماء والأدباء على أبوابه . تعرّضت هذه الجزر إلى هجوم صليبي كاسح . أسفر عن إبادة 
معظم سكان جزيرق يابسة وميورقة »وحرق مدينة ميورقة العاصمة وتدميرها .وبالرغم من هذه النكبة 
الداهمة. والمصاب الجلل. فقد عادت جزر البليار ثانية إلى مسيرتها الحضارية على يد 
المرأبطين الذبن أعادوها ثانية إلى حظيرة الإسلام . ذي القعدة 505 ه - ابريل 7,1115؟ا, 
« وعمّروها من جديد بالمراابطين والجاهدين. وأصناف الناس» وجلبوا إلبها من كان قد فر عنها 
إلى الجبال. فاستوطنوها وسكنوها .250 

وسرعان ما استعادت هذه الجزر دورها البارز في علم القراءات القرآنية » وواصلت شهرتها 
في هذا العم جيلا بعد جيل. حتى ناية اخر العهود الإسلامية فيها. 

ومن أشهر القراء في جزر البليار في عهد المرابطين من لمتونة ومسّوفة . عبد الجيد بن عبد 
الواحد بن جرّي الحضرمي . « وكان أستاذاً مقرئاً . حملت عنه القراءات وهو من بيت عم 
ونباهة »!*. « وعبدالله بن مد بن سهل العبدري الميورقي » , ويعرف بالنقوري نسبة إلى بلده 
في شمال شرق جزيرة ميورقة » وقد أخذ هذا العام الميورقي علم القراءات عن علماء بلده » وعن 
علماء قرطبة واشبيلية . «وعاد إلى بلده وتصدّر للإقراء بجامعه » إلى أن توفي حوالي عام 


هك 14ل !فا 


«وحامدبن حامد » من أهل ميورقة . ظل يعم القراءات في بلده إلى أن توفي 





- وجمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة السفر الأول / القسم 
الثافي . ص 2618-2617 ترججمة رقم 0000| 
)١(‏ المصدر السابق» السفر الأول / القع الأول. ص ١1154‏ . ترجمة رقم 5١8‏ . 
(؟) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص 4؟ - 510 . 
وابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في اخبار الخلفاء. ص ؟١١51-1١.‏ 
وابن القطّان: جزء من نظم الجمان. ص 5١‏ . 
وابن عذاري ج : البيان المغرب . ج 1١‏ ص 00". والحميري : الروض المعطار ص 0517 . 
وابن خلدون : العبرء ج 14. ص 060”". 
)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص ١54‏ . 
(:) ابن الأبّار: التكملة . ترجمة/ ؟/ 7٠٠١‏ .ص 117 طبعة م الأركون وجنز اليز بلانسيا . مدريد 1516 . 
(5) المصدر السابق. ج ؟ . ص 840 ترججمة رقم 5١40‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 


"لا 


05 ه- 0114 « ويوسف بن اليسع » » أصله من دانية . واستقر في جزيرة ميورقة ,2 


أخذ القراءات عن أبي عبدالله بن سعيد الداني , « وتصدّر للإقراء ببميورقة . وأخذ عنه جماعة 
منهم الخطيب أبو الحجاج يوسف بن قاسم بن زاغ غير :40 توق حوالي 514 ه - 11524 .("ا. 
« وعلي بن خلف بن عمر بن هلال ». أصله من غرناطة ؛ « سكن ميورقة وقرأ فيها 
القراءات » » إلى أن توفي سنة ١لاه‏ هع 3904لء!؟ا. 
«وشمد بن مد بن عبد الرحمن بن خضر الازدي » » بلنسي الأصل. ميورقي السكني , 
اشتهر بعلم القراءات . وأخذ عنه كثيرون في جزيرة ميورقة. إلى أن توفي فيها سنة 


ولاه هع ١119‏ 3 


« وخلف بن عبدالله » المقرىء من جزيرة ميورقة , ويعرف بالبلانسي نسبة إلى بلدة بلانسة 
في شال جزيرة ميورقة. ومن أشهر من أخذ عنه علم القراءات في ميورقة «حمد بن المعز 
اليفرني »!* . وظل علماء ميورقة كبرى جزر البليار يتوارثون هذا العم جيلاً بعد جيل وكان من 
بين هؤلاء . « حمد بن خلف العافري الميورقي » » ويعرف « بابن غيداء  »‏ أخذ عم القراءات 
عن « أي مد عبدالله بن عمد بن سهل العبدري المنقوري » , وعن « أبي اسحق ابراهم بن الحاج 
أحمد » قاضي ميورقة. وتصدّر « ابن غيداء » للإقراء . وتعلم القراءات في جزيرة ميورقة , 
ومن أشهر من أخذ عنه «أبو عبدالله جمد بن الحسين الشكاز ». وتوفي «ابن غيداء » في 
مراكش 50١‏ ه- 4١٠1م‏ في بداية العهد الموحدي في جزر البليار!”). « وشمد بن الحسين بن 
علي بن موفق » ٠‏ ويعرف « بالشكّاز » . من أهل ميورقة . أخذ عم القراءات عن أبِي عبدالله 
عمد بن المعز اليفرني الميورقي . ومد بن خلف المعافري الميورقي المعروف بابن غيداء. وأقرأ 
«الشكاز » القرآن في ميورقة. وله تأليف في عم القراءات سمَّاه « الميسّر ». وظل خطيب 
امسجد الجامع بمدينة ميورقة حتى مرضء« ولزم داره إلى أن توفي في شعبان 





.744 ترجة رقم‎ 58١ ص‎ .١ نفس المصدر ج‎ )١( 
.151١6 نفس المصدر ء ترجمة * / 6١م ص 5860 .م. الأركون وجنتزاليز بالنسيا مدريد‎ )١( 
طبعة روخس بجريط » سنة‎ ١873 ترجمة رقم‎ 37١ ابن الأبار: التكملة / السفر الثالثك. ص‎ )6( 
.1910 م. وابن الآثير: صلة الصلة . ص 17 ترججة‎ 7 

ويمخطوط الذهي : تاريخ الإسلام . ورقة مدنأ 
(؛) ابن الأبار: التكملة ج ؟. ص 0م ترجمة .١470‏ طبعة عزت العطار الحسيني . 
)( ابن الأبار : التكملة / السفر الثاني . ص 587 ترجمة 484 . طبعة روخس بمجريط سنة 1885 م. وج 
".ص 070 ترجمة 1988 طبعة عزت العطار الحسيني والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام .ج 
".ص 59 ترجة رقم 388 . 
(3) ابن الأبار: التكملة / السفر الثافي . ص 781 طبعة روخس بجريط 1885م. 

والتكملة ج 5 . ص ١/ه‏ ترجمة ١6004‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 


رفت 


ه- 1158 م قبل الحادثة العظمى على ميورقة بنحو ستة أشهر )١(»‏ 

« وحمد بن المعز اليفرفي الميورقي » أخذ علم القراءات في جزيرة ميورقة عن « أبِي الحسن بن 
علي بن سعيد البنشكلي » (نسبة إلى بنشكلة أحد معاقل بلنسية الحصينة). «وأني القاسم 
خلف بن عبدالله البلانني » » وأخذ عنه «حمد بن الحسين » المعروف « بالشكاز » . وكان مقرئاً 
بارعاً توفي في ميورقة حوالي سنة 707 ه - 151١١‏ !"). ونلاحظ من تراجم هؤلاء العلماء , 
انتقال بعض علماء ثغور شرق الأندلس إلى جزيرة ميورقة» ومن بين هؤلاء أبو الحسن 
البنشكلي , لأخذ عل القراءات على يد علمائها . وقد استقر أبو الحسن علي بن سعيد البنشكلي 
الأصل الميورقي النشأة في ميورقة .« وكان مقرئاً يحوداً متصدراً .. تلا عليه بالسبع مد بن المعز 
اليفرني الميورقي » . الآنف الذكرا"ا. 

كما توجه إلى ميورقة من ثغر طرطوئة في شمال شرق الأندلس لأخذ علم القراءات عن 
علمائها « عتيق بن علي بن سعيد بن عبد الملك بن مومى العبدري » ومن ميورقة , توجه إلى 
بلنسية ‏ وعلّم فيها القراءات إلى أن توفي 5.0 ه -5.؟1ء!كا. 

وقد برع علماء ميورقة في القراءات إلى حد تمكّن فيه حمد بن عبدالله بن خيار المكتّب 
الميورقي من تعلم القراءات في قرطبة . بعد أن أخذ هذا العم عن أبي اسحق ابراهي بن الحاج , 
وغيره من علماء القراءات في ميورقة . وظل يعم القراءات في قرطبة . ويكتب المصاحف إلى 
أن توفي في عام ان 

ومن الظواهر التي تسترعي النظر أن معظم علماء جزر البليار البارزين كانوا يغتنمون 
فرصة تأدية فريضة الحج للأخذ عن علماء المشرق والمغرب في ذهابهم وإيابيم ويعودون بعد ذلك 
إلى جزر البليارء وقد تزودوا بمعرفة واسعة. ومن بين هؤلاء «حمد بن الحسن بن الخضر 
الميورقي » . رحل إلى المشرق لتأدية فريضة ال حج . وأخذ عن علماء الاسكندرية » « وكان من 
أهل الغاية بطلب العلمء معروفاً بالورع : أقرأ بميورقة إلى أن توفي حوالي 





)١(‏ ابن الأبار: التكملة. ج *..ص 75# , ترجمة رقم 1178. وجمد بن مد بن عبد الملك الأوسي 
المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة . ج 57. ص ١74‏ . ترجمة رقم 0 ١‏ 
(0) ابن الأبار: التكملة. ج .١‏ ص 05" ترجمة رقم 858 . والذهيي: تاريخ الإسلام الجلد الثامن 
عشر / القسم الأول / تحقيق د. بشّار عوّاد معروف. ص 470. 

(؟) ابن الزبير: صلة الصلة . ص 07 ترجمة رقم ٠١١‏ . وتمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل 
والتكملة للموصول والصلة - السفر الخامس- القسم الأول. ص 5١5‏ ترجة رقم 1410. 

() جمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الآولء ص 4؟5٠١٠ء‏ ترجة رقم 5"؟. 

() ابن الأبار: التكملة ج ؟ ».ص 714 ترجمة رقم 1111 طبعة عزت العطار الحسيني ؛ وعمد بن مد بن عبد 
الملك الآوسي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة ج 57. ص 7268 . ترجمة رقم فكلا 


ع1 


هد ع وعدم »0 ؟. وما يسترعي النظر أيضاً هو أن استشهاد العديد من هؤلاء العلماء في 
الجزرةالرهيبة التي أوقعها الغزاة البرابرة بجزيرة ميورقة بعد استيلائهم عليها ء وهم يقاومون 
الغزاة ويحئون الناس على الجهاد , وكان من بينهم ثلاثة من كبار القراء : أسر أحدهما وهو 
يحث الناس على الجهاد والصمود في وجه الغزاة. ومات في الأسر.ء وقتل الآخران على يد 
الغزاة » الأول هو« علي بن أحمد العبدري الميورقي » ويكنى بأبي الحسن المطرقة , أدى فريضة 
الحج وأخذ عن علماء المشرق « وعاد إلى بلده وتصدّر به لاقراء القرآن » . وكان خطيب جامع 
مدينة ميورقة.. « توفي في أسر الروم (قوات مملكة قطلونية وأرغون) بعد تغلبهم على بلده 
بخمسة وأربعين يوما . وكان تغلبهم عليه في منتصف شهر صفر 577 ه - "١‏ ديسمبر ١١179‏ م» 
وفي يوم وفاته توفي والي (جزر البليار) أبو يحيى مد بن علي التنملّي ل في الأسرء بعد 
تعذيبه عذاباً شديداً على يد الغزاة طيلة خسة وأربعين يوماً'"ا. 

أما اللذان قتلا في الجزرة الرهيبة في مدينة ميورقة في ١4‏ صفر 550 ه - "١‏ ديسمبر 
9 م فهما عبد الملك بن ابراه بن هارون العبدري الميورقي , « وكان مقرثاً بجوداً تصدّر 
لإقراء القرآن.. استشهد يوم الاثنين في ١5‏ صفر 597 ه - "١‏ ديبر 1519 مء إثر تغلب 
الروم على مدينة ميورقة »!4ا. 

« وابراهم بن الحاج أحمد عبد الرحمن بن عمان الأنصاري » , ويكنى يأبي اسحق الغرناطي 
لنشأته في غرناطة ؛ وأخذ عن علماء قرطبة وغرناطة والمرية ومالقة القراءات السبع « وكان من 
أهل المعرفة الكاملة والتفنن في العلوم.. يتقنعل القراءات ويشارك في علوم عديدة.. فكه 
النفس : حلو النادرة . حميد العشرة.. استقر بجزيرة ميورقة في جوار أميرها اسحق بن عمد بن 
غانية » فقلّده قضاءها . وتصدّر للإقراء » وأخذ الناس عنهء وانتفعوا بهء إلى أن تغلب الروم 
(مملكة قطلونية وأرغون) على مدينة ميورقة , فاستشهد في يوم الاثنين الرابع عثر من شهر صفر 
07 ه ح 8١‏ ديسمبر 1984 م 6(*. وبعد استيلاء مملكة قطلونية وأرغون على جزيرة ميورقة 


. 3758 المصدران السابقان , (الأول) ج ؟ . ص 7غ ترجة‎ )١( 
.156 ترجة‎ ١1١ (الثاني) ج 7. ص‎ 
محمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة السفر الخامس / القسم‎ )١( 
."54 ترجمة رقم‎ ١8" الأول . ص‎ 
.658 الحميري : الروض المعطارء ص‎ )©( 
.1١885 ٠ طبعة روخس مجريط‎ ١778 ترجمة رقم‎ ٠ . ابن الابار : التكملة / السفر الثاني‎ ):( 
وحمد بن محمد بن عبد الملك” الأوسي ركشي : : الذيل والتكملة للموصول والصلة السفر الخامس/ القسم‎ 
.1١ ترججة رقم‎ ١١ ص٠ الأول‎ 
ء ترجمة‎ ١980 .ص‎ ١ ابن الأبار : المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدمي . ص 5090 . والتكملة ج‎ )( 
14٠ رقم‎ 


0ع 


واصل علماء القراءات من أهل ميورقة , الذين نجوا من الجزرة الدامية . ولجأوا إلى جزيرة 
منورقة . والبر الأندلسي ؛ وبلاد المغرب والمشرق ٠»‏ تعلم هذا العم وكان من بين هؤلاء مد بن 
علي بن اسحق العبدري , لجأ إلى منورقة » وتوفي في تونس 01700(" . وعبد الماجد الحضرمي 
الميورقي . أستاذ ابن الأبّارء وكان عالاً جليلاً ذا معرفة واسعة بالقراءات » لجأ إلى بلنسية , 
وأخذ عنه كثيرون منهم ابن الأبّار الذي أثنى عليه!"). وعتيق بن علي بن سعيد بن عبد الملك 
ابن رزين العبدري , ويعرف « بالعقار » نشأ في ميورقة » واستوطن بلنسية . وأخذ عنه كثيرون 
من أهلها القراءات السبع ع إلى أن توفي في بلنسية في ذي الحجة "7 ه - أغسطس 
ل انين 

وعلى بن عمد بن عبد الملك الميورقي الأصل الشاطبي النشأة » اشتهر بمعرفته الواسعة في 
العلوم الدينية . وكان من بينها القراءات التي انتشرت في بلاد المغرب والمشرق . وبرع بصفة 
خاصة في تفسير القرآن الكري , توفي 31/٠١‏ ه - 15901 !4 . 

أما بالنسبة لجزيرة يابسة , فقد اشتهر فيها من علماء القراءات «عبدالله بن حسن بن عشير 
الياببي » . وقد هاجر إلى الاسكندرية . « وكان مصدّراً في جامع الاسكندرية» أقرأ الناس 
القرآن.. » » إلى أن توفي فيها 016 ه - 1١١‏ م » في يوم عاصف شديد الأمطار . ودفن بباب 
البحر في الاسكندرية!*). « وعبد العزيزين حمد بن شدّاد المعافري » من أهل جيّان , استقر في 
جزيرة يابسة , وأخذ عنه كثيرون من أهلها . وكان عالاً بارعاً في علوم عديدة » وتوفي في جزيرة 
يابسة حوالي 01٠‏ ه- 11514 .(6ا. 

وبعد سقوط مدينة ميورقة في يد القوات الصليبية في ١5‏ صفر !771 ه - "١‏ ديسمبر 
9م56" . والقضاء على المقاومة الشعبية في جزيرة ميورقة في شهر رجب 115 ه - مايو 





,11١9-115 النباهي : تاريخ قضاة الأندلس. ص‎ )١( 
مد بن عمد بن عبد الملك الآومي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة ج 5 » ص *7” , ترجمة‎ 
7 .118٠ رقم‎ 
. (م أعثر على ترجة)‎ ١١١ (؟) دومنيك اورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص‎ 
.1١978 ابن الابار: التكمئة / السفر الثالث.» ص 5595 ترججة‎ )( 
.١الال. ترججمة‎ , ١94 الحافظ السيوطي : بغية الوعاةء ص‎ (0 
. 7# د. إحمان عباس: أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السلفي . ص‎ )( 
. 508 وحمد مود زيتون: الحافظ السلفي . ص‎ 
» طبعة روخس - بجريط‎ ١7٠ ابن الابار: التكملة / السفر الثالث. ص 555-5778 ترجمة رقم‎ )( 
كحكحام.‎ 
. "88 ابن الأبار: التكملة / السفر الثاني . ص‎ )0( 


لحف 


36". أصبحت جزيرة منورقة في عهد أميرها المستقل سعيد بن حك من أشهر مراكز 
القراءات القرانية في غرب العام الإسلامي , فقد ورثت عراقة جزيرة ميورقة في هذا العم بعد 
هجرة العديد من علماء القراءات من جزيرة ميورقة إلى منورقة!"). ومن أشهر هؤلاء العلماء 
اليورقيين الذين لجأوا إلى كنف سعيد بن حك أمير منورقة . «مد بن علي بن اسحق بن مد 
العبدري الميورقي » , ويكنى بأبي عبدالله بن عائشة , وأخذ عنه أبو مد عبدالله مولى سعيد بن 
حك بن عمان.. ». وقبل وفاته بفترة وجيزة . هاجر إلى تونس ء وعلّم فيها علم القراءات . إلى 
أن توفي 107 هد 1500 ,(2ا. 

ومن الذين اشتهروا من أهل جزيرة منورقة بعلم القراءات ؛ حمد بن علي بن عثان الأزدي 
المنورقي ‏ «تلا في ميورقة بالسبع على أبي عبدالله الحسين الشكاز الميورقي , وأجاز له ؛ وتلا عليه 
بالسبع أبو شمد عبدالله مولى سعيد بن حك بن عمان وتأدّب به.. » ولآه سعيد بن حك القضاء 
بمنورقة . وظلٌ في منصب القضاء حتى وفاته 71٠١‏ ه - 1971 ع(2). وعبدالله مول سعيد بن حم 
أمير منورقة . تلا بحرف نافع علي مد بن علي بن اسحق العبدري الميورقي . نزيل منورقة , 
واشتهر عبدالله المذكور بإجادة عم القراءات . وهاجر بعد سقوط منورقة 5857 ه ع ١١40‏ م2 
إلى بلاد المغرب وانتفع فيها بعلمه, إلى أن توفي 39107 ها لاوعدء!". 

عام الحديث؛ وأشهر المحدثين في جزر البليار 

يقول ابن خلدون . بأن «علوم الحديث كثيرة ومتنوعة , لأن منها ما ينظر في ناسخه 
ومنسوخه , وهو من أهمها وأصعبها.. والنظر في الأسانيد ؛ ومعرفة ما يجب العمل بهء من 
الأحاديث بوقوعه على السند الكامل الشروط . . ويثبت ذلك بالنقل عن أعلام الدين ؛ بتعديلهم 
وبراءتهم من الجرح والغفلة » ويكون ذلك دليلاً على القبول أو الترك . وكذلك مراتب هؤلاء 
النقلة من الصحابة والتابعين. وتفاوتهم في ذلك» وتميزهم فيه.. وكذلك الأسانيد تتفاوت 
باتصاها وانقطاعها . بأن يكون الراوي م يلق الراوي الذي نقل عنهء وبسلامتها من العلل 
الموهنة لها.. ولهم في ذلك ألفاظ اصطلحوا على وصفها.. مثل الصحيح والحسن والضعيف 
والمرسل والمنقطع والمعضل والشاذ والغريب.. وبوبوا على كل واحد منهاء ونقلوا ما فيه من 





)0( .34 .م ,معممم ك8 لهة مععمزة11 [ه لإرماذ عط[ تمسقطتاعة 84 كامعمعات0. 
(؟) دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي جزر البليار. ص 154-158 . 
(6) مد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة؛ ج 5 . ص 787 , 
ترجمة رقم .1١8٠‏ 
(:) المصدر السابق. ص 400 . ترجة رقم 5؟5؟١.‏ 
)0( نفس المصدر السابق.ء ص 185 . ترجمة رقم .١١8٠‏ ورحلة العبدري. ص .78٠0‏ 
وابن القاضي : درة الحجال في أمماء الرجال, ج ” . ص 15٠0‏ . 


فس 


الخلاف أو الوفاق ثم النظر في كيفية أخذ الرواة بعضهم عن بعض قراءة أو كتابة » أو مناولة 
أو إجازة »وتفاوت رتبها . . وتلي ذلك فنون الحديث من غريب أو مشكل أو تصحيف أو مفترق 
منها أو مختلف.. وهذا معظم ما ينظر فيه أهل الحديث وغالبه »0 . 

وكان لعم الحديث شهرة واسعة في جزر البليار عامة ؛ وفي جزيرة ميورقة بصفة خاصة. 
ومن النين اشتهروا بهذا العمء من الوافدين إلى هذه الجزرء ومن أصلاء أهلها « عبدالله 
العطيطر » . من رواة عم الحديث في جزيرة ميورقة . وأصله من جّّانة كبرى قواعد الجهاد 
البحري في جنوب شرق الأندلس » وكان حسن الضبط لروايته » توفي في ميورقة'"' قبل عام 
اوم مد توم م7 

ومن الرعيل الأول من علماء الحديث من أهل جزيرة ميورقة « أمية بن عبدالله الهمذاني » 
ولد في ميورقة 7١‏ ه - 987 مء وتعلم فيها حتى عام 00" ه - 50 م ؛ حيث توجه إلى بلاد 
المشرق»: وأخذ عن علماء مصر والحجازء وعاد إلى جزيرة ميورقة. وظلٌ يعم فيها عم 
الحديث. حى وفاته 418 هك 21.059 , 

و« عصام بن محمد بن عصام الخولاني », حفيد فاتح جزر البليار الذي اشتهر بمعرفته 
الواسعة بعلم الحديث!") . و«عبد الملك بن سليان الخولاني الميورقي © « محدّث سمع بالأندلس 
وافريقية ومصر ومكة المكرمة » , وحدّث في جزيرة ميورقة وأخذ عنه كثيرون . من أشهرهم 
«حمدبن فتوح الميورقي الحافظ » . وتوفي في جزيرة ميورقة حوالي سنة 61٠‏ ه - 1048م . 

« وعمان بن على بن مسل الشريجي الميورقي »» ولد في جزيرة ميورقة 510" ه - هلاو م, 
وأخذ عن علمائها » وتوجه إلى بلاد المشرق ليتزود بمزيد من المعرفة , وعاد إلى جزيرة ميورقة , 
وعلم فيها . ومنها توجه إلى البر الأندلس . وتنقل في ارجائه » واخذ عنه كثيرون , إلى أن توفي 
في اشبيلية في عام 499 هك 1040م" . 

ولشهرة جزر البليار بعم الحديث , ولرغبة أهلها في اكتساب المزيد من المعرفة بهذا العلىء 
فقد توجّه إلى هذه الجزر علماء الحديث من شثتى أرجاء الأندلس ١‏ لما كانوا يلقونه من التكريم 
)١(‏ ابن خلدون : المقدمة. ص ههلا -١11لا.‏ 

.594 ترججمة رقم‎ 7١9 ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلش. ص‎ )١( 

.9952 ترجة رقم‎ ١5١-1١. المصدر السابقى. ص‎ )١( 

(؛) ابن بشكوال: الصلة / ١‏ . ص ١١٠١‏ ترججمة رقم 789 . 

(5) مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة نلموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الأولء ص ١48‏ ترجمة رقم ؟0”, 

(1) الحميدي: جذوة المقتبس. ص 588 ترجمة رقم .517٠‏ 

والضبي : بغية الملتسن. ص 589 ترجة رقم .31١55‏ 
() ابن بشكوال : الصلة / ؟ . ص 1068 ترججمة رقم 806 . 





4ع 


من أهلها ء خاصة من قرطبة عاصمة الخلافة الأموية. بعد نشوب الفتنة الداهمة فيها 
8" ه - ٠٠١8‏ م. ومن بين هؤلاء العلماء عمد بن عبد الرحمن بن حمد بن عوف ., الذي روى 
الأحاديث عن الحافظ أبي عبدالله محمد بن عبدالله ابن أبي زمنين » المتوفى 50٠‏ هع 9١١٠ام.‏ 
وقد روى عنه وعن غيره» إلى أن توفي في الجزائر الشرقية 496 هع 0,104" , 

وعبدالله بن عبيد الله المعيطي خليفة دانية وجزر البليار الملقب بالمنتصر بالله » كان من 
كبار العلماء والحفاظ . وأخذ عنه كثيرون في جزر البليار ودانية وإفريقية!". 

ومصعب بن عبدالله بن عمد بن يوسف, ويعرف بابن الفرضي . ولي الحم في جزيرة 
ميورقة »!"). وروى فيها عن والده الحافظ الفقيه المؤرخ الجليل: عبدالله بن مد بن يوسف 
المعروف « بابن الفرضي أن الوليد القاضي »6 . 

وعبد الرحمن بن ابراه بن مد المعروف بابن الشرفي » من أهل قرطبة » « روى عن أبيه . . 
وتولّى القضاء ببيورقة بعد الفتنة » . ومن ميورقة توجّه إلى قرطبة حيث توفي هناك في شعبان 
+5 ه- 1١45‏ م'” . وهو أحد أبناء أبي اسحق ابراهي الشرفي , «الحام الخطيب » صاحب 
الشرطة . وكان فقيهاً جليلاً . ورئيساً في أيام المنصور بن أبي عامر ». وقد ذكر الحميدي 
الميورقي بأنه شاهد عند ابنه عبد الرحمن . « وكان حاكماً في ميورقة ‏ مجلدات , مما جمع من 
مدائح الشعراء فيه »0 , 

ونظراً لكثرة العلماء ؛ من الحقّاظ النين وفدوا إلى جزر البليار للعمل فيها » والسكنى 
والاستقرار بها ء تأثل عام الحديث في هذه الجزرء واشتهر من أهلها نخبة من الحقّاظ . من 
أشهرهم «أحجد بن اسماعيل بن دلم الميورقي » , الحافظ القاضي » توفي 45١‏ ه - ٠١58‏ مء 





.81 الحميدي: جذوة المقتبس. ص 01 ترججة رقم‎ )١( 

والضي : بغية الملتمس. ص 87 ترجمة رقم 315. 
() ابن يشكوال. الصلة / .١‏ ص 514 ترجمة رقم 09 . وابن بسام الشنتريني : الذخيرة / .1١‏ ص 1١‏ 
و65١١‏ . والقاضي عياض : ترتيب المدارك . ص 110 -715. 

وابن الأثير: الكامل , ج 4 . ص 75١‏ . وابن الخطيب : أعمال الأعلام / القسم الخاص بالأندلس . ص 
٠‏ . وميخائيل أماري : المكتبة الصقلية » ص 50١‏ . 
(؟) الحميدي: جذوة المقتبس. ص 07" ترججة رقم 458 . والضي : بغية الملتمس. ص 47١‏ ترجمة رقم 
4ل" . وابن بشكوال: الصلة / ١‏ . ص 05١‏ ترججمة رقم 7؟١1.‏ 
(:) الحميدي : جذوة المقتبس. ص 704 ترججة رقم 057 . والضبي : بغية الملتسس . ص 574 ترجمة رقم 
6888 . وابن بشكوال : الصلة / ” . ص 51 . ترجمة 2,1١6٠01١‏ 

وابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الأول / الجلد الثاني ص 515. 
(5) ابن بشكوال : الصلة / "5 . ص 58١‏ ترججة رقم 3706. 
(1) الحميدي: جذوة المقتبس. ص ١6١‏ ترجة رقم .75١‏ 


لحف 


الذي أخذ عنه كثيرون من أشهرهم الحميدي الميورقي الحافظ "ا , 

« وعثان بن دلي ». وهو ابن أخي أحمد بن اسماعيل بن دلم الآنف الذكرء أخذ عنه 
الحميدي الميورقي الحافظ , توفي 184 ه ح 1١45‏ م!"ا. « وجمد بن شجاع الصوفي » . أقام 
بجزيرة ميورقة وحدّثُ بهاء وأخذ عنه الرئيس أحمد بن رشيق حام ميورقة!"ا. 

وكان أحمد بن رشيق من كبار رجال دولة مجاهد العامري وابنه علي إ قبال الدولة » تولّى 
شئون الح في جزيرة ميورقة , وكان عالاً من علماء الحديث . فقيهاً أديباً شاعراً!؟) . ويعود 
الفضل لابن رشيق . في حماية ابن حزم العام الحافظ . من خصومه وتوفير الرعاية له. وكان 
دخول ابن حزم إلى جزيرة ميورقة حوالي عام ٠"؛‏ ه -58١٠مء,‏ وظل ابن حزم يتمتع 
بالرعاية في ميورقة إلى أن توفي أحمد بن رشيق حوالي 14٠‏ ه48١٠‏ م. حيث تمكن منه 
خصومه ؛ واضطروه للرحيل عن ميورقة!"). 

وكان علي بن أححمد بن سعيد بن حزم العام الظاهري » من كبار الحقاظ ؛ اشتهر بمعرفته 
لجميع علوم عصره وإجادتها » وقد ذكر ابنه الفضل ويكنى بأبي رافع « بأنه اجتمع عنده بخط 
أبيه من تأليفه نحو أربعمائة بجلد تشتمل على قريب انين ألف ورقة »! وقد ترك أثراً كبيراً 
على علماء ميورقة . وعلى الحركة الفكرية فيها. ونظرا لكونه ظاهريا , فقد تعرض إلى معاداة 
العلماء المالكية في جزيرة ميورقة("). الذين تحالفوا ضده بزعامة الحافظ «حمد بن سعيد 
الميورقي » . بعد عودته من رحلته إلى بلاد المشرق إلى ميورقة حوالي سنة 49 ه - ٠١19‏ م, 


)0( المصدر االسابق. ص ١١8‏ ترجمة رقم 154. والضي : بغية الملتمس. ص ١١١‏ ترجمة 30. وابن 
بشكوال : الصلة / ١‏ . ص 6١‏ ترجة رقم .3٠١8‏ 
)١(‏ الحميدي : جذوة المقتبس. ص 00“ ترجمة رقم .7٠١‏ والضي: بغية الملتسس. ص 4١١‏ ترجمة رقم 
5 . وابن بشكوال : الصلة / ؟". ص 100 ترجة 7لا841. 
م( الحميدي: جذوة المقتبس. ص 5١‏ ترجة رقم 4/ا. 
(:) المصدر السابق. ص ١١5‏ ترجمة رقم 5١8‏ . والضيّ : بغية الملتس . ص ١78‏ ترججمة رقم 4٠‏ . وابن 
بشكوال : الصلة. ص 854 », ترججمة رقم .1١١148‏ 

وياقوت الحموي : معجم "الأدباء . ج “. ص 5 . وابن الأبار: الحلة السيراء » ج ؟ ص 1١8‏ . 
(0) ابن الأبار: التكملة. ج 5 . ص 4٠١‏ ترجة رقم .1١70‏ 

طبعة عزت العطار الحسين . والتكملة السفر الشالث. ص 7١8‏ ترجمة رقم ٠٠١70‏ طبعة 
روخس - مجريط . 1885 م. 
(1) الضي : بغية الملتسس. ص 1١0‏ ترججمة رقم ٠1١١6‏ . وابن بشكوال : الصلة / ١‏ ص ١0‏ ترجمة رقم 
44 وابن الابار: التكملة.ج ؟_. ص 5٠١‏ ترجمة رقم طبعة عزت العطار الحسيني. 
والتكملة / السفر الثالث . ص "١١‏ ترججة رقم 5٠١510‏ طبعة روخس - بحريط 18875 م. وياقوت الحموي : 
معجم الأدباء ج ١١‏ ص 780 - 807 . والذهي : تذكرة الحفاظ . ج * . ص ١06-1155‏ . وابن خلدون: 
العبرء ج “.ا ص 9"؟. 


14 


واستعان بأبي الوليد الباجي الحافظ الشهير على اين حزم , « وتضافروا جميعاً عليه وناظراه 
فأفحماه وأخرجاه من جزيرة ميورقة . وكان ذلك سبب العداوة بين ابن حزم والباجي »('. 

وكان أبو الوليد الباجي سليان بن خلف . قد عاد من المشرق بعد أن أخذ عن علمائه ثلاثة 
عشرة عاماً . وكان ذلك في عام 489 ه - ٠١47‏ م ء ولا قدم إلى الأندلس . وجد من كلام ابن 
حزم طلاوة . إلا أنه كان خارجاً عن المذهب . . وحلّ بجزيرة ميورقة . واتبعه أهلها . فلما قدم 
أبو الوليد كلموه في ذلك . فدخل إليه وناظره , وشهّر باطله وله معه مالس كثيرة , أثرت الحياة 
الفكرية في جزيرة ميورقة. وأقام أبو الوليد الباجي مع أخيه ابراهم بن خلف في جزيرة 
ميورقة , وأسهما بدور كبير في نشر عم الحديث وحاربة الحركة الظاهرية » وترسيخ المذهب 
المالكي في جزيرة ميورقة!"ا. 

وم ينتصر الباجي وعلماء المالكية في ميورقة على ابن حزم بالحجة ؛ ولكنهم تغلّبوا عليه 
بقوة السلطان , بعد أن توفي نصيره أحمد بن رشيق حام ميورقة'"ا. 

وبالرغم من ]بعاد ابن حزم عن جزيرة ميورقة » فقد ظل فكره راسخاً بين علماء هذه 
الجزيرة جيلا بعد جيل » وانتقل آثر ذلك إلى علماء بلاد الاندلس والمغرب والمشرق على يد 
العلماء الميورقيين من رواد الحركة الظاهرية » في جزيرة ميورقة النين تتلمذوا على يد ابن 
حزم. ولو رجعنا إلى كتب الطبقات . وقمنا بتحليلها وتفسيرها ٠‏ وربط علماء الحديث من 
ذوي الاتجاه الفكري الواحد في جزيرة ميورقة , لوجدنا أن كفة ابن حزم هي الراجحة . وأن 
فكره الظاهري ظلّ راسخاً في ميورقة ‏ وانتقل مع علمائها إلى بلاد المغرب والمشرق . ومن بين 
هؤلاء العلماء . « علي بن رجا بن مرجّى الميورقي » . من علماء الحديث , أخذ عن ابن حزم 
وصحبه . وكان عالاً ظاهرياً . يتميز بالفهم . وحدّة الذكاء . والمعرفة الواسعة . ويقال بأنه « كان 
أفهم من أبن حزم »! نفسه وأكثر تضلعاً من المذهب الظاهري . وتوني في ميورقة ”45 ه - 
كو 


: وشمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي‎ . ٠١44 ترجمة رقم‎ 568١ ص‎ ١ ابن الابار: التكملة, ج‎ )١( 
.5150 ترجمة‎ 5١5 الذيل والتكملة في الموصول والصلة ج 57. ص‎ 

)١(‏ الضيّ : بغية الملتس . ص ”50 ترججمة رقم 770. وابن الأبار: التكملة.ج ١‏ ص ١58‏ ترججمة رقم 
07" . وابن بسام الشنتريي : الذخيرة /١‏ ؟5.ء ص 43-814. والقاضي عياض: ترتيب المدارك . ص 
8٠05-7‏ . والعماد الاصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر , ج ” . ص 47297 . وابن خلكان : وفيات 
الأعيان؛ ج ؟ . ص ١8‏ . وابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات . ج ؟ . ص 54 . وياقوت الحموي : معجم 
الأدباء » ج 1١‏ . ص 5685 . وابن فرحون: الديباج المذهب. ص 1١‏ . 

() عمد أبو زهرة : ابن حزم » ص 18 . 

(؛) الحميدي: جذوة المقتبس. ص “١٠5‏ ترجمة رقم .7١*‏ والضي : بغية الملتسس ص 455 ترجمة رقم 
. وابن بشكوال : الصلة / 5 . ص 1١"‏ ترجمة 8848. 


ةع 


وتمد بن سعدون بن مرجى العبدري الميورقي الظاهري الحافظ الذي شهد له ابن عساكر, 
أنه أحفظ علماء عصره في الحديث!'. وعبدالله بن جمد بن الحم بن عتيق الميورقي «٠‏ صاحب 
ابن حزم » حدّث عنه في العراق وخراسان . حمد بن عبدالله بن كفيل الأندلسي!'). وحمد بن 
عمار الكلاعي الميورقي الظاهري , له رحلة إلى الشرق . روى فيها عن علماء الحديث في 
منورقة ومصر ء واستقر في بجاية في المغرب الأوسط « سمع منه أبو بكر بن المغربي في رحلته 
إلى الشرق 86غ ه - ٠١55‏ مء ووصفه بالعام ! وقد اشتهر كذلك بقصيدته الطويلة على روي 
النون في السنة والآداب الشرعية يوصي ابنه حسناً »!"). وروى عنه كثيرون منهم . « علي بن 
يوسف بن خلف بن غالب العبدري الميورقي!؟) الذي أخذ عن ابن حزم ؛ وتأثر بأفكاره وأصبح 
ظاهرياً . ولكنه ترك مذهب ابن حزم في بغداد , وأصبح شافعياً » .وله تعليق على مذهب 
الشافعي » صحبه أبو بكر بن العربي في بغداد . وأخذ عنه وأثنى عليه وكان حياً ببغداد 
هح ٠١97‏ مء وذكره أبو نصر ابن ماكولا الحافظ صاحب كتاب الإكمال وقال: 
« صديقنا الفقيه أبو الحسن العبدري من أهل الفضل والمعرفة والأدب من جزيرة ميورقة!"1. 
وأشهر من أخذ عن أبي حزم في جزيرة ميورقة . وأكثر علمائها شهرة بعلم الحديث العام الحافظ 
الشهير « حمد بن أبي نصر فتوح الحميدي الميورقي » . صاحب كتاب الجمع بين الصحيحين , 
« صحيح البخاري ومسل » . الفقيه المؤرخ الأديب الشاعر .. « الحجة العلآمة ؛ توفي في بغداد في 
عام 84 ه - ٠١56‏ م » عن نحو سبعين سنة . وكان أحد أوعية العلم!! ظاهري المذهب أكثر من 
ابن حزم وابن عبد البر النمري. حدّث عن كثيرين » ورحل عن جزيرة ميورقة حوالي عام 
8 ه > ٠١05‏ م ء وسمع بالقيروان والحجاز ومصر والشام والعراق ‏ وكان دؤوباً على طلب 
العم » كثير الاطلاع ؛ فطنا ذكيا ورعا مثقفا كثير التعاون حجة ثقة.. » . وكان صاحب مدرسة 


)١(‏ ابن بشكوال : الصلة / ؟ ص 0814 ترجمة رقم 174 . وياقوت الحموي : معجم البلدان . ج 5 . ص 
-567 . الذهي : العبر في خبر من غبر. ج 4 ص “ه . وتذكرة الحفاظ . ج ؛ . ص 3500-١١77‏ . 
والصفدي : الوافي بالوفيات . ج ” ص 85 . وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب . ج 1. ص 70. 
والمقري : نفح الطيب. ج ؟. ص 074. 
() ابن الدبيثي : ذيل تاريخ مديْنة السلام. ص ٠١‏ ترجمة 518 . والختصر المحتاج إليه في تاريخ الحافظ 
ابي عبدالله مد بن سعيد الدبيثي » مستدرك التراجم .ج ؟". ص 0 ترجة رقم ,1١١15‏ 
(؟) القاضي عياض : ترتيب المدارك . ص 885 . وابن الأبار: التكملة / ١‏ .ص "40 ترجمة ١١7‏ طبعة 
عزت العطار الحسيني . 
() جمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الآولء ص 4556 ترجة 4؟لا. 
)م( السمعاني : الانساب . ج *'. ص 751 . 
وعبد الوهاب بن علي السبكي / طبقات الشافعية الكبرىق . ص 5607 - 508 ترجة رقم 6017. 


147 


من مدارس الحديث في بغداد . وأخذ عنه كثيرون من علماء المشرق طيلة أربعين سنة قضاها في 
بغداد كبرى المراكز العلمية في العام الإسلامي آنذاك!'! 

وكان والده « فتوح بن عبدالله بن فتوح بن حميد الأزدي القرطبي الرصافي المولد الميورقي 
السكنى من علماء الحديث في جزيرة ميورقة . وقد أخذ عن أبيه الحافظ حمد بن نصر الحميدي 
الميورقي » وكان والده يحمله وهو في الخامسة من عمره إلى مسجد مدينة ميورقة ليسمع الحديث 
وزع ه- ٠١50‏ م!"!! وبالإضافة إلى الدور الكبير لابن حزم والباجي وعمد بن أبي نصر فتوح 
الحميدي الميورقي في نشر عام الحديث في ميورقة » فقد كان للحافظ يوسف بن عبدالله , بن مد بن 
عبد البر النمري - أبي عمر الفقيه المحدّث دور في نشر عم الحديث في جزر البليار لا يقل 
عنهم. فقد أقام فترة طويلة في دانية العاصمة السياسية للمملكة الجاهدية العامرية في « دانية 
وجزر البليار » . وألف في الموطا كتباً عديدة منها « التمهيد لما في الموطاً من المعاني 
والأسانيد »» و« كتاب الاستذكار » و« كتاب التقصّي والاستيعاب » . « وجامع البيان » 
وغيرها. وكان « إمام الأندلس قاطبة في عم الشريعة. ورواية الحديث وحافظها الذي حاز 
قصب السبق ». وقد أخذ عنه ابن حزم والحميدي الميورقي". 

كها ززودعنة الات البوزي اتن سياه القبسي علبي ا كما رضن أن 
عمرو المقري « عمان بن سعيد الصيرني » الذي اشتهر بعلم الحديث . كما اشتهر بعلم القراءات. 





)١(‏ الضي : بغية الملتمس . ص ١514 - ١١57‏ ترجمة رقم 587 . وابن بشكوال : الصلة/ ١‏ ص 017١‏ ترجمة 
رقم 77 . وياقوت الحمويٍ : معجم الأدباء » ج 18 ص ؟١؟5.‏ 

وابن خلكان : وفيات الأعيان »ج ؛ .ص 585 . الصفدي : الوافي بالوفيات ,ج ؛ »ص 5١17‏ ترجمة رقم 
ينول ٠‏ ومخطوط الأنساب للسمعاتني: نشر مرجليوث ورقة ١717‏ وجه وظهر والسمعاقٍ : الأنساب ج 4 .ص 
57 - 51؟, 

وأبو الفداء: الختصر في أخبار البشرء ج ؟. ص 508 . والذهيي: تذكرة الحفاظ . ج 14. ص 
58-4؟١1.‏ والعبر في خبر من غبرء ج “.ص 5؟؟. 

وابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب . ج *. ص ؟55. والمقري: نفح الطيب ؛ ج ". ص ١١5‏ 
ولام" ممم 
() المقري : نفح الطيب. ج ؟. ص .1١"‏ 
(©) الحميدي: جذوة المقتبس. ص 517 ترججة رقم 474 . والضبّي : بغية الملتس. ص 484 ترججة رقم 
14 . وابن بشكوال : الصلة / ؟ . ص 777 ترججمة رقم ١0٠١١‏ . والقاضي رياض: ترتيب المدارك . ص 
.48٠0١-‏ وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب. ج" . ص 1١8- 1١7‏ . والذهي : تذكرة 
الحفاظ . ج” . ص ؟١١‏ . والعبر في خبر من غبرء ج” . ص 500 . وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ٠‏ 
ج*ء ص "٠6‏ . والمقري : نفح الطيب. ج“. ص 9١1-١!١1.وص‏ ؟95١.‏ وابن فرحون: الديباج 
المذهب . ص 07” . 
(؛) ابن الأبار: التكملة/ .1١‏ ص 0550 ترجمة رقم 407 . والذيل والتكملة/ السفر الخامس/١.‏ ص 
018-010 ترججمة رقم 1417. 


م1 


وكان لوجوده في جزيرة ميورقة طيلة ثمانية أعوام 105 - 4١7‏ ه55-1018١٠‏ م2 أثر 
كبير على ازدهار هنين العلمين في جزر البليار. خاصة في جزَيزة «ستورق!: 

وكان لعلماء صقلية دور هام في نرسيخ عم الحديث في جزر البليار ‏ ومن النين وفدوا 
إلى هذه الجزر من صقلية « الحاج أبو حفص عمر بن عبد الملك الزيّات الصقلي . وقد حدّث في 


جزيرة يابسة لكا 


وموسى بن عبدالله بن الحسين بن أبي البسام « أصله من الكوفة ثم صار إلى صقلية ‏ ودخل 
الأندلس مجاهداً , وأخذ عنه بميورقة »!"). وقد استقر ابنه الحسن بن موسى بن أَبي البسام في 
ميورقة , « وتولّى الخطبة والصلاة في جامعها . حدّث عنه ابنه عبد العزيز ين الحسن »41. كما 
وفد من صقلية إلى جزيرة ميورقة المحدّث الشاعر أبو العرب الصقلٍ « مصعب بن مد بن أبي 
الفرات » . روى عن مد بن علي بن الحسن بن علي التميمي (من أهل القيروان وساكني صقلية , 
يكنى أبا بكر ءويعرف بابن البرء وأبو العرب الصقلي , هو آخر من حدّث عنه). وأقام أبو 
العرب الصقلي في جزيرة ميورقة . بعد تغلب النورمان على جزيرة صقلية » وعاش تحت رعاية 
أمير البليار مبشر بن سلهان ناصر الدولة . إلى أن توفي في جزيرة ميورقة قبيل العدوان الصليبي 
عليها مم اي 

وكما أخذ علماء جزر البليار عن علماء الحديث الذين وفدوا إلى هذه الجزر من بلاد 
المشرق والمغرب والأندلس وصقلية » فقد قدّم علماؤها الكثيرء وأسهموا بدور كبير في نشر عم 
الحديث في سْتّى أرجاء العام الإسلامي . ومن بين هؤلاء «علي بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز 
الأنصاري الميورقي » ء المتوفى ا ه - ٠١85‏ م. أخذ عن علماء ميورقة , وأخذ عنه علماء 
دمشق . وسمعوا منه ما رواه عن أبي مد بن غانم بن الوليد الخزومي ؛ وأبي عمر يوسف بن 
عبدالله بن عبد البرّ النمري . وأبي الحسن علي بن عبد الغني القيرواني . كما روى عنه علماء 
الحديث في العراق . وبالإضافة إلى معرفته بعلم الحديث» فقد كان على معرفة بكافة العلوم 

ومما يدعو للدهثة بأنّه توجّه من العراق إلى عمان . وأخذ عنه علماؤها . ومن عمان توّجه 


)١(‏ ياقوت الحموي : معجم الأدباء؛ ج ١١‏ , ص 4؟118-15. 
)١(‏ مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة / السفر الخامس/ ١‏ ص 5”. 
م( ابن بشكوال : الصلة / ؟ . ص 5١5‏ ترجمة رقم 374 . 
وميخائيل أماري : المكتبة الصقلية . ص 48 . 
(:) ابن الأبار: التكملة / ١‏ . ص 510 ترجة رقم 388. 
)ه( ابن الأبار: التكملة / ؟ .ص ٠١5‏ ترجمة رقم 1787 طبعة عزت العطار الحسيني . والمعجم في أصحاب 
الاإمام أبي علي الصدني . ص .505-50١‏ 


181 


بحراً إلى زنجبار في شرق إفريقية. وأخذوا عنه. وعاد من زنجبار إلى بغداد وتوف فيها 


ا هك 00141 , 


ومن علماء ميورقة الذين أخذ عنهم علماء دمشق علم الحديث « الحسن بن أحمد بن عبدالله 
ابن موسى بن علّوز » » ويكنى بأني علي الغافقي الميورقي . ويذكر ابن عساكر بأن الدمشقيين 
سمعوا من أبي علي الميورقي الحديث أثناء قدومه إلى دمشق , وهو في طريقه إلى بغداد . وأثناء 
عودته من بغداد في طريقه إلى بلادهل" . ويعرف « ابن علّوز » المذكور « باين العنصري » . 
وكان مولده في جزيرة ميورقة في عام 549 ه - ٠١67‏ م وسمع فيها من أبِي القاسم عبد الرحن 
ابن سعيد المحدّث الفقيه , وبعد رحلته إلى المشرق . عاد إلى ميورقة وحدّث فيهال"ا. 


وكان يفد إلى جزر البليار طلاب عم الحديث من بلاد الأندلس لشهرتها بهذا العلم ؛ وكان من 
بين هؤلاء « عبد الله بن الفضل البونتي » » الذي استقر في جزيرة ميورقة لأخذ عام الحديث عن 
علمائها . وظل مقياً فيها إلى أن توفي في عام 450 هك 11.5. 

وأبو بحر الاأسدي « سفيان بن العاص » . الحافظ الذي قدم إلى ميورقة للتزود بمزيد من 
المعرفة في علم الحديث , وأخذ عن الحافظ « معاوية بن عامر بن البشر الخزومي الميورقي »!9 . 

ويعتبر « سفيان بن العاص » من كبار علماء الحديث في مربيطر , من أعمال بلنسية , في 
شرق الأندلس'"). ومن العلماء الميورقيين الذين تأثر بهم الحافظ «سفيان بن العاص » ونحا 
متحامم ؛ وسار على طريقتهم . العام المحدّث « إبراهم بن يحيى بن موسى الكلاعي 
البوزقي للا 

وقد أسهم علماء جزيرة يابسة أيضاً في عم الحديث . ومن بين علمائها في هذا المضار أحمد 
العجيفي العبدري!ة). حدّث عن أي عمران الفاسي « موسى بن عيسى ابن أي وجَاجٍ » كبير 


. ١5١0 ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص 764 ترجمة رقم 105 طبعة الأركون . وجنزليز بالنسيا مدريد‎ )١( 
. 1١8 وأبو الحسن علي بن مد العافري : الحدائق الغناء ص‎ 
. 549 وياقوت الحموي : معجم البلدان . ج هة. ص‎ 
١ / ومد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر الخامس‎ 
. "16 ترجمة رقم‎ ١514 ص‎ 
.١6١ بدران: تهذيب تاريخ دمشق للحافظ بن عساكر. ج 4. ص‎ )١( 
ياقوت الحموي: معجم البلدان, ج ه6. ص 15؟.‎ )©( 
. ترجمة رقم 19170 طبعة عزت العطار الحسيني‎ 8١7 (؛) ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص‎ 
.315145 ترججة رقم‎ 5١6 ء ص‎ ١ / (ه) ابن بشكوال: الصلة‎ 
. 504 الضبي : بغية الملتسس. ص‎ )( 
.507 ص‎ .1١ / ابن بشكوال: الصلة‎ )0( 
.16٠0 (ه) المصدر السابق. ص 59 ترجة رقم‎ 


ه13 


علماء القيروان . وكان حافظأ مقرئاً فقيها. توفي في عام ."4 ه - 1.82( . 

كما أخذ عن أحمد العجيفي العبدري اليابسي . كبير علماء الأندلس في عصره في علم 
الحديث . وحافظها الشهير أبي علي بن سكرة « حسين بن عمد بن فيرة بن حيون بن سكرّة  »‏ قدم 
عليه في يابسة وروى عنه("). ويدعى ابن سكرة بأبي علي الصدني القاضي الشهيد. أخذ في 
يابسة عن أحمد العجيفي العبدري . . وله رحلة إلى الشرق » ودخل بغداد 485 هخ م١١‏ 9 
وأخذ عن الحميدي الميورقي أثناء إقامته في بغداد 440 ه - 1١54‏ م . وكان حافظاً جليلا . 
وله العديد من الطلاب في عم الحديث؛, استشهد في وقعة قتندة 015 هح .١١11ع!").‏ 

كما اشتهر بعلم الحديث في جزيرة يابسة إدريس بن اليان الشاعر اليابسي المشهور , وكان 
يدعى بالشبيني . نسبة إلى شجر الصنوبر الذي تشتهر به جزيرة يابسة والذي يعرف بهذا الاسم 
بالأعجمية الدارجة في الجزيرة نهامة5, وكان شاعراً أديباً محدثاً ‏ وقد روى عنه خلف بن 
هارون القطيني الميورقي!2. 

وبالرغم من الاجتياح الصليبي لجزر البليار » وإفناء معظم سكان جزيرق ميورقة ويابسة, 
خلال عامين من الصراع الدامي (508- 00.5 ه - 1١15-1١١0‏ م). فقد تمكن المرابطون 
من اتفمين هده 'الدزر” خلال فترة وجيزة::ومزغان نا انتعادت حيويتها من تجديد !19 وعاذتا 
ثانية إلى مسيرتها الحضارية . لتسهم بنصيب وافر في علم الحديث . وظل لهذا العم شهرته في جزر 
البليار بعد الفتح المرابطي , وحتى ناية آخر العهود الإسلامية في هذه الجزر. ومن الذين 
اشتهروا بهذا العلم في عهد المرابطين من لمتونة ومسوفة .« مد بن سعدون بن مرجي » العبدري 
الميورقي الحافظ . ويعتبر من أنبه تلاميذ الحافظ الحميدي الميورقي . وظل محافظاً على مذهبه 
الظاهري بعد رحيله عن ميورقة إلى بغداد . وقد شهد له الحافظ ابن عساكر بالمعرفة الواسعة في 
عم الحديث . وقد وصفه الحافظ السلفي'('). بعد أن قابله في بغداد قائلاً «٠‏ من أعيان الإسلام 


. 3319 ترججة رقم‎ 5١١ نفس المصدر السابق. ص‎ )١( 
وابن الأبار: التكملة/ ؟ . ص 187 طبعة عزت العطار الحسيني.‎ 
.16١ ص 59 ترججمة رقم‎ . 1١ ابن بشكوال: الصلة/‎ )١( 
.5١ والمقري: نفح الطيب ج ؟ ص‎ . ١16١ المصدر السابق. ص 59 ترجمة رقم‎ )"( 
.404 ص 597 ترجة رقم‎ 1١ / (؛) ابن الأبار: التكملة‎ 
ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء / تحقيق د , أحمد مختار العبادي » ص‎ )0( 
.*08 ص‎ ١ وابن عذاري: البيان المغرب , ج‎ .١؟6-‎ 
.658 والحميري : الروض المعطار. ص‎ 
السلفي : أحمد بن مد بن أحمد الأصفهاني السلفي الحافظ . يكنى بأبي طاهر السلفي . قدم إلى الشام من‎ )1( 
مء وتوجه إلى مصرء واستقر بالاسكندرية. وكان من أعلم رجال عصره في علم-‎ 1١1١10 بغداد 0.04 ه-‎ 


11 


في مدينة السلام » » وعاش في بغداد (مدينة السلام) حتى وفاتهء وكانت له آراء فلسفية في 
المذهب الظاهري . تركت أثراً واضحاً على عدد كبير من العلماء النين أخذوا عنه في بلاد 
المشرق0", 

« ويوسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن علي بن نادر » ؛ اللخبي الميورقي . من كبار 
علماء الحديث وحفاظهء توجّه إلى بلاد اشرق للتزوّد بالمعرفة. وقد أخذ عن علماء دمشق 
وبغداد . وكان قدومه إلى دمشق في عام 0.7 هت 1١١١‏ مء وتوجّه من دمشق إلى 
الاسكندرية . وعلّم فيها عم الحديث , وأخذ عنه كثيرون » إلى أن توفي 57 وه - 1118ء!". 

ومن النين أخذوا عنه عم الحديثء ورواية البخاري بصفة خاصة, «عثان بن فرج 
العبدري السرقسطي »!"). « وحمد بن يوسف بن سعادة المرسي »14. 

كما أخذ عن ابن نادر اللخمي الميورقي مد بن خلف بن الفساني!؟'. وعتيق بن أحمد 
ابن عبد الرحمن الأزدي الأوريولي , ويكنى بأبي بكر بن جربقبرا' '. وعلي بن أحمد بن سعيد بن 
عبد الله الكومي!"1. كما أجاز لعتيق بن علي الأموي المربيطري . الرابط في رابطة البني في 

مالقة(”)! وكتب عن الاسكندرية بالإجازة «لعاشر بن عمد بن عاشر الأنصاري »7'). وهو 


ا ا الحافظ الميورقي من دور في نشر علم الحديث في تى أقطار العام 
الإسلامي . 


- الحديث . وأخذ عنه في الاسكندرية كثيرون (بدران : تهذيب تاريخ ابن عساكر .ج ١‏ ص 556 . وابن العماد 
الحنبلي : شذرات الذهب . ج ؛ ص 0هه . والصفدي : الوافي بالوفيات . ج “ا ص .)"8١‏ 
)١(‏ ابن بشكوال : الصلة / ؟ . ص 855 ترجمة رقم 1١58‏ . وياقوت الحموي : معجم البلدان ؛ ج 0 . ص 
87-545؟. والذ هي : تذكرة الحفاظ . ج ؛ ص 70-1١07‏ والعبر في خبر من غبرء ج 14 ص 07ه. 
00 : الوافي بالوفيات . ج * ص ”57 . 
بن العماد الحنبلي : شذرات الذهب .“ج 1. ص ٠١‏ . والمقري : نفح الطيب. ج 7" ص 805”4. 

0 : صلة الصلة » ص 5١٠١‏ ترجمة رقم 408 . وياقوت الحموي : معجم البلدان .ج 0 ص 567 . 
والذهبي : العبر في خبر من غبرء ج 15. ص 04. 

وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ‏ ج 14. ص 50. 
0( ابن الزبير: صلة الصلة. ص 5-10ل! ترجة رقم 18114. 
(:) ابن الأبار: التكملة / 7 . ص 4 ترجمة رقم .3١8‏ 
(ن) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة ج 5. ص 015 . 
والمقري : نفح الطيب . ج ؟. ص .١66‏ 
(3) المصدر السابق / السفر الخامس/ القسم الأول. ص ١١4‏ ترجمة رقم 97١‏ . 
(0) نفس المصدر السابق ص .1١68‏ 
() نفس المصدر السابق . ص ١؟١‏ ترجة 778 . 
(9) نفس المصدر السابق ص ١9‏ ترجة .١87‏ 


541/ 


كما اشتهر بهذا العم من كبار الحفاظ . «ممد بن الحسين بن أحمد بن الأنصاري الميورقي 
الغرناطي الإقامة » . من كبار علماء الحديث . كان ظاهريا صوفيا . واستقر به المطاف في نهاية 
الأمر في بجاية في المغرب الأوسط . وبا توفي سنة 0 ه - 55١١م‏ . « وكان محدثاً عالي 
الرواية » عارفاً بالحديث وعلله وأسماء رجاله ١»‏ . وعبد الرحمن بن أحمد بن يحيى بن عبد لله 
ابن عمير السرقسطي الأصل ء الميورقي الإقامة والمنشأ. حدّث بميورقة . وسمع منه فيها أبو حمد 
ابن سهل المنقوري » وغيره توفي حوالي 4ه هد عولدءا"ا. 

والمنصور بن مد بن الحاج داوود بن عمر الصنهاجي اللمتوني . يكنى أبا علي » سمع من 
كبار علماء الاندلس في قرطبة ومرسية وبلنسية ؛ ومن علماء المغرب في فاس . « وكان من اهل 
المعرفة والحفظ ‏ روى الحديث عن كبار علماء الأندلس والمغرب . . وكان من رو ساء لمتونة » موصوفاً 
بالذكاء والفهم » . تولى حك بلنسية أحد عشر عاماً ليحيى بن غانية المسوّقي . ولا انتقض حم 
المرابطين ني الأندلس », لجأ إلى جزيرة ميورقة . وسمع منه كثيرون . إلى أن توفي سنة 
6٠‏ ه د 1١06‏ م ء في ميورقة . وفي رواية أخرى ٠‏ بأنه لجأ إلى جزيرة يابسة وتوفي فيها!؟. 

وعبد الله بن مد بن سهل العبدري الميورقي ٠‏ اشتهر باسم المنقوري , نسبة إلى بلدة منقور في 
شال شرقي جزيرة ميورقة. أخذ علم الحديث عن علماء الأندلس ء وعاد إلى ميورقة » حيث 
تولى الخطبة بجامعها . وتفرغ لدراسة الحديث » وأخذ عن نزيل ميورقة عبد الرحمن بن أحمد بن 
عمير السرقسطي . وسمع منه موطاأ مالك .« وحدّث وأخذ عنه أبو عبد الله حمدين المعز اليفرني 
وغيره؛ إلى أن توفي في عام ٠1م‏ هع تلام »ا 

وسهيل بن أمية الأزدي الميورقي ؛ من كبار علماء الحديث بيورقة .« حدّث عنه أبو عبد 
الله جمد بن المعز اليقرني »(0. 

وعلي بن خلف بن عمر بن هلال الغرناطي الأصل » الميورقي السكنى » استقر بجزيرة ميورقة 
واستوطنها . « وحدّث فيها . وأخذ عنهء وكان جواداً له رواية وعناية بالحديث ». إلى أن 





)١(‏ ابن الأبار: التكملة / ١‏ . ص 16١‏ ترجمة 1908 . والمعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدفي . ص 
١147‏ . ومد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة . ج 7 . ص ١55‏ 
ترجمة 405 . والمقري : نفح الطيب ‏ ج ؟ . ص ١00‏ . ود . إحسان عباس : أخبار وتراجم اندلسية من معجم 
السلفي . ص .١5١-1١١١‏ 

(؟) ابن الأبار: التكملة / السفر الثاني ص 017 ترجمة رقم ١044‏ . وشكيب أرسلان : الحلل السندسية . ج 
"ا ص .١6060‏ 

(©) ابن الأبار: التكملة / ؟ ص "١١‏ ترجمة ١808‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 

(؛) المصدر السابق ص 81١0‏ ترججمة 546١؟.‏ 

() ابن الأبار: التكملة / ؟. ص 757 ترجمة رقم 709 طبعة مدريد 1916م. 


184 


توفي في ميورقة 0/٠‏ ه - 1104م(" 


وإبراهم بن ميمون بن الفتح بن فتحون الحضرمي , ويكنى بأبي اسحق بن فتحون » « ولي 
قضاء مبورقة ‏ وخنة فبها :واخد عنه الموظلا إلى أن توفي 03 ه > 1114م 0(6). وسمد بن 
يوسف من أهل ميورقة . طرطوشي الأصل , ويعرف « باين ختي فضل » . روى عن أبي اسحق 
ابن فتحون , وعن أي إبراهم بن عائشة ‏ وحدّث في ميورقة , وكان قائاً على المدونة » معروفاً 


بالصلاح . أخذ عنه أبو اسحق بن عائشة ». توفي 04 ه - 1195 م!"ا. 


واسحق بن مد بن علي العبدري الميورقي » ويعرف بان عائشة , ويكنى أبا إبراهم . روى 
عن أبي اسحق بن فتحون , وعن ألبي اسحق الغرناطي «٠‏ إبراهم بنالحاج أحمد » .واخذ عنه 
جاعة من ميورقة . إلى أن توفي 086 ه ع 1١45‏ .©). 

وسمد بن مد بن أحمد بن خلف بن إبراهم التجيبي . القرطبي الأصل, الميورقي السكنى , 
أخذ عم الحديث عن أي الوليد بن رشد ء العام الجليل. وعن أبي بحر الأسدي « سفيان بن 
عوف » ٠‏ وعن أب علي بن سكرة الحافظ الشهير ‏ وعن أبِي بكر ابن العربي » لجأ إلى ميورقة في 
عام 051 ه > 1١071١‏ م؛ وحدّث بهاء إلى أن توفي الام ه - 11106ء(6. 

وإدريس بن مدرك الميورقي , من أعرق أسر ميورقة الإسلامية » ومن كبار حفاظها . أخذ 
عنه كثيرون . « وكانت له ولسلفه أصالة ؛ فقد ظلّت أملاكهم بأيديهم من فتح ميورقة .. » توفي 


في عام وو هع 30.1198 


ويوسف بن اليسع الداني الأصل» الميورقي السكن والإقامة. كان بصيراً في عم الحديث . 
وأخذ عنه جماعة في ميورقة . منهم أبو الحجاج يوسف بن قاسم بن زهيرء توفي حوالي 
كه مع مدل" 

ومن القضاة الذين كان لمم معرفة واسعة في علم الحديث في ميورقة في عهد المرابطين من 
لمتونة » قاضيان من أحفاد عصام الخولاني فاتح جر البليار؛ الأول منهما هو: أبو الحسن علي 
ابن مسعود بن علي بن مسعود بن اسحق بن إبراهم بن عصام الخولاني »« ولّي قضاء ميورقة ‏ إلى 





)١(‏ المصدر السابق: السفر الثالث .» ص 77١‏ ترجمة رقم ١877‏ طبعة روخس مدريد 1885 م. ومخطوط 
تاريخ الإسلام للذهي . باريس رقم 557 ورقة 598 أ. 

)١(‏ ابن الابار: التكملة / .١‏ ص ١6١‏ ترجمة رقم 88" طبعة عزت العطار الحسيني. 

0 المصدر السابق. ج ".ص 030 ترججة رقم .٠١69‏ 

(:) نفس المصدر السابق. ج .3١‏ ص ١98‏ ترجمة رقم .01١‏ 

(0) نفس المصدر السابق» ج ؟ . ص 018 ترجة رقم 14114. 

(2) ابن الأبار: التكملة/ .1١‏ ص 15# ترجمة رقم .801١‏ 

() المصدر السابق. ج ؟'. ص 5860 ترججمة رقم 8١6‏ طبعة مدريد 6١5١1م.‏ 


لحي 


أن توفي 018 ه - 1١545‏ مء وكان حافظاً «للمدونة » بارعاً في عم الحديث. وأخذ عنه 
كثيرون في ميورقة وسرقسطة في الثفر الأعلى الإسلامي »'" . 

أن الثاني من هنين القاضيين فهو: عصام بن مسعود بن علي بن مسعود بن اسحق بن إبراهم 
ابن عصام الخولاني : « استقضي بالجزائر الشرقية (جزر البليار) بعد أخيه أبي الحسن . وكان من 
رواة الحديث الحاذقين بمعرفته. توفي 084 ه - ١١89‏ م''!. ومن المحدثين من الأفراد 
المنفيين في ميورقة ‏ « مروان بن عبد الله بن مروان »» تولّى القضاء في بلنسية ؛ وثار على 
المرابطين . وكان أميرهم آنذاك «٠‏ عبد الله بن مد بن غانية » . الذي تمكن من اعتقاله . وأخذه 
معه إلى ميورقة حيث بقي فيها اثني عشر عاماً » وكان محدّثاً : روى عن أبي علي الصدني!" , 

ومن الذين اشتهروا بعلم الحديث في ميورقة من أصلاء أهلها : 

عمر بن تمد الميورقي » روى عن أني علي الصدني”' . وعمر بن هشام الغساني الميورقي . روى 
عنه أبو الحسن بن يحيى بن الأخفش!" . والقاسم بن يوسف بن زهير المعافري الميورقي المحدّث , 
وقد أجاز له أبوه يوسف''. ولب بن عمد بن سعيد الحضرمي الميورقي . روى عن أبيه ‏ « وله 
إجازة عن أَنِي زكريا بن علي الداني المصلي بجامع العيثُ في مصرا"'. وحمد بن حسين بن سعيد بن 
الخضر الميورقي » روى في ميورقة عن أني اسحق بن فتحون . وأخذ عن علماء المشرق في مصر 
ومكة » « وله إجازة عن أبي زكريا بن علي الداني المصلّي بجامع العيثم في مصر » .روى عنه في 
ميورقة أبو الحجاج ابن زهيربن قاسم السعدي”” . وعبد ال رحمن بن سعيد الميورقي . حدّث عنه 
أبو علي الحسن أحمد بن علوز الغافقي''. وعبد العزيز بن علي بن مد التميمي من أهل 


)١(‏ عمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر الخامس . ص 
14 ترجمة 7817 . والتنبكتي : كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج . ص .١58‏ 
(؟) ابن الأبار: التكملة / ؟" ص 564 ترججة رقم 4٠4‏ طبعة مدريد 1516م. 
وعد بن عد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر 
الخامس / القسم الأول. ص ١48‏ ترجة رقم 09”. 
(5) ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدفي ص 555 ترجة 100 . 
والحلة السيراء . ج ؟ صن 8 . والتكملة / ١‏ ص 5935 ترجة رقم .3070١‏ 
وابن دحية. المطرب. ص 8١‏ وص ؟8. 
(؛) مد بن عمد الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر الخامس القسم الثاني . ص 
4٠‏ ترجة رقم 457. 
(0) المصدر السابق. ص 2429 ترجة رقم 8917 . 
(3) نفس المصدر السابق ص 015 ترجة رقم .1١١9‏ 
(1) نفس المصدر السابق ص 4ه ترجة رقم 31١78‏ . 
(4) نفس المصدر السابق ج 37 . ص 505 ترججمة رقم .45٠0‏ 
(5) ابن الأبار: التكملة ص 0865 ترجمة رقم ١004‏ طبعة روخس مدريد 8485١م.‏ 


155٠ 


ميورقة » سمع من أبي بحر الأسدي . وعني بالرواية عناية كبيرة!"" . 

وأحمد بن جمد بن خميس الحضرمي الميورقي . أخذ عن علماء بغداد ‏ وروى ببغداد عن أي 
بكر الطرطوشي , وعن أبي عامر جمد بن سعدون بن مرجى الميورقي نزيل بغداد . وكان يصلي 
بالوزير علي بن طرّاد الزينبها"ا. 1 

وأبو القاسم عبد الوهاب بن سعيد من أهل ميورقة , يقول عنه ابن الأبّار ما يلي : « قرأت 
بخط الثقة على حسين بن مد بن عريب الطرطوشي ٠‏ قال: نهضت مع أني إلى ميورقة ؛ ولقيت 
الفقيه الحافظ أبا القاسم عبد الوهاب بن سعيد » . وحدّث عنه كثيرون , منهم أبو الحسن عبد 
الرحمن بن خلفك9, 

وحمد بن عبد الرحمن بن فضل اللخمي . ميورقي الأصل . إِسْبيلي السكنى , من ذرية الكاتب 
أبي مد عبد الله بن مد بن أيوب بن فضل . وجدّه هو أبو القاسم المنجّم المشهور . روى عن 
القاضي أبي بكر بن العربي » وروى عنه كثيرون!؟). وسمد بن جعفر الكاغدي , من أهل العم 
والمعرفة بالحديث . توفي في جزيرة ميورقة حوالي 07١‏ ه- 11١74‏ م!0). ويحيى بن ياسين 
اللمطي ؛ من أهل ميورقة . ويعرف باين اللولوء حدّث عنه أبو عبد الله بن المعز اليفرني!7). 
ويوسف بن 2 بن زهير المعافري الميورقي . يكنى أبا الحجاج . روى عن أبي الحجاج بن 
اليسع . وعن ابي مد بن وقاص وغيرهما. « ولي الصلاة والخطبة بجامع مدينة ميورقة 
١‏ هخ 4١٠١1مء‏ وكان يسمع الحديث . توفي بمراكش فين نو الأصبغ عبد العزيز بن 
الحسن الحضرمي الميورقي . من علماء الحديث في ميورقة . « كتب بالإجازة لعبد الملك بن مد 
ابن خلصة بن أبي الخصال .1*٠2‏ وأبو بكر بن الحسن الميورقي . روى عنه طاهر بن أحمد بن عطية 
المريا"». وعلي بن مد بن زيد الميورقي . أخذ عنه أبو بكر بن مسديء وذكره في معجم شيو خهل"" . 





)١(‏ المصدر السابى ص 7١5‏ ترجمة رقم ١700‏ نفس الطبعة. 

0( الصفدي : الواني بالوفيات . ج 7 ص 1٠٠"‏ ترجة رقم 5891 . 

(5) ابن الأبار: التكملة / ؟ ص'١55‏ ترججة رقم 005 طبعة مدريد سنة 1518م. 

(؟) مد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة ج 5 ص 707 ترجمة 
رقم 549ى. 

(ه) المصدر السابقى ص ١00‏ ترجة رقم 104. 

(3) ابن الابار: التكملة / ؟ ص 777 طبعة مدريد سئة 1416. وص 70720 طبعة روخس بمجريط سنة 
كلححام. 

(0) المصدر السابق ص 588 ترجة رقم 4514. 

(م) عمد ين عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الأولء ص "1 . 

(5) المصدر السابق / بقية السفر الرابع ص ١95‏ ترجمة رقم 5919 . 

. 87 نفس المصدر السابق / السفر الأول / القسم الثاني . ص‎ )٠١( 


للدت 


وعبد الله بن وقاص اللمطي الميورقي . ويكنى أبا مد . وروى عن أن القاسم عبد الرمن 
ابن أحمد بن عمير الثقفي » وكان سماعه منه سنة 545 ه - ١١55‏ م في ميورقة , وتوجه بعدها 
إلى بلاد الشرق لتأدية فريضة الحج . وسمع من علمائه ؛ وبعد عودته إلى ميورقة : « ولي الصلاه 
والخطبة بجامع مدينة ميورقة .. ». وقد « حدّث عنه ابنه أبو عبد الله . وأبو عبد الله البنيولي 
وغيرهما ء واستشهد في الحادث الكائن بقصر ميورقة عند وفاة أميرها اسحق بن مد سنة 
له هع كؤوللم )0 , 

حمد بن عبد العزيز بن حمد بن عبد العزيز بن عبد الجليل العبدري الميورقي ويعرف 
بالبنيوي . روى عن أبيه وعن أبي مد عبد الله اين وقاص , وكان حافظاً نبيهاً . توفي حوالي 


سنة 5٠.6٠0١‏ ه ع ١١.8‏ ا 


وعمد بن عبد الله بن مد بن وقاص اللمطي » من أهل ميورقة , أخذ عم الحديث عن والده , 
وعن بقية علماء ميورقة » وتوجه إلى المشرق لتأدية فريضة ال حج » وأخذ عن علماء الشام ومصر 
والحجاز .. « وحدّث بالموطأ ‏ ودعي إلى ميورقة , وتولّى الصلاة بجامعها.. ». صحب يحيى بن 
اسحق بن غانية » وتوجّه معه إلى إفريقية . وكان من كبار خطباء المعسكر الميورقي . واشتهر 
أبو عبد الله بالخطابة والبلاغة؛ أخذ عنه عم الحديث في ميورقة وإفريقية إلى أن توفي 
م هع رلكدما. 

وشمد بن الحسن بن الحضر الميورقي , أخذ عم الحديث عن علماء بلده وعن علماء المشرق 
أثناء تأديته لفريضة الحج . أكثر السماع عن علماء الحديث بالاسكندرية خاصة عن أبي الطاهر 
السلفي ؛ « وكان من أهل الطلب والورع » وحدّث وأخذ عنه بميورقة.. » توفي حوالي سنة 
7 هع ولما .© 

«مد بن المعز اليفرني الميورقي » , سمع الحديث من كبار علماء ميورقة , « من أبي اسحق 
الغرناطي ٠‏ وأبي مد المنقوري , وأبي مد بن فتحون.. ». وغيرهم. وقد حدّث كثيرون 
عنه . توفي حوالي سنة 701 ه- .)01151١‏ وإبراهي بن حمد بن شعبة بن عيسى بن ممد بن 
حيّون الغساني . من أهل وادي آش » سمع من علماء الحديث المشهورين في الأندلس » وأجازوا 


.1١58 ابن الأبار: التكملة / ؟ ص 405 ترجة رقم‎ )١( 
طبعة عزت العطار الحسيني.‎ ١011 ابن الأبار: التكملة / ؟ ص 877 ترجمة‎ )١( 
.1١50١ م6( المصدر السابق ص 508 ترجة رقم‎ 
ترجمة‎ "١6 ومد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة / ج 1 ص‎ 
رقم قكلذى.‎ 
.1479 ترجة رقم‎ ١7١ (؛) المصدر السابق. ص‎ 
طبعة عزت العطار الحسيني.‎ ١6880 ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص 0895 ترجمة رقم‎ )0( 


يلت 


لهء واعتنى بشكل خاص بكتاب التيسير لأبي عمرو المقرئ. وولّي قضاء ميورقة . وحدّث 
فيها . وأخذ عنه إلى أن خرج مصروفاً عنها سنة 108 ه - .2'1151١‏ والحسن بن ون 
أي البسّام عبد الله بن الحسين بن علي بن مد , ينسب للحسين بن علي , سكن ميورقة . وأقام 
فيها . وأصل سلفه من الكوفة , « ولي الصلاة والخطبة بجامع ميورقة.. ». وحدّث عنه ابنه 
عبد العزيز وأخذ عنه كثيرون!". 

عمد بن أحد بن مد ين نافع اليورقي ‏ روى عن أني عمر ين سم الحافظ ٠‏ وحات في 
ميورقة . وكان فاضلا عفيفاً أديبا ذكيا.. « من بيت عم خطب ابوه بميورقة » 

القاضي أبو مد عبدالله بن حوط الله الأنصاري الحافظ . من كبار علماء عصره في عم 
الحديث . ولي القضاء بميورقة , وأخذ كثيرون عنه. توفي سنة ؟١5‏ ه- 19١0‏ م!“). 

وعيسى بن سلمة الأنصاري , ويكنى أبا الاصبغ ؛ سمع الحديث عن كبار علماء عصره 
واستقر في ميورقة . وحدّث با إلى أن توفي سنة 55٠١‏ مح م195 ءا"ا. 

« عبد الحميد بن مد بن عبد الحميد بن بيطل الأموي » . روى عن أب عبدالله الحافظ بن 
الفخار , وأجاز له ؛ وأقام في جزيرة ميورقة في فترة حم مبشر بن سليان ناصر الدولة » وأخذ 
عن علمائها » ولقي أبا العباس أحد بن البي اليعمري الأندي بجزيرة ميورقة » وحفظ كثيراً من 
شعره . وغادر ميورقة إلى الاسكندرية في طريقه إلى الحج , وأخذ في الاسكندرية عن الحافظ 
السلفي !7 , 

وشمد بن الحسين بن علي بن موقق . ويعرف بالشكّازء يكنى أبا عبدالله » روى عن كبار 
علماء الحديث في ميورقة . . « عن أبي مد بن حوط الله القاضي , وأبي عبدالله بن المعز اليفرني » 
وأبي عبدالله عمد بن وقاص اللمطي , وابن غيداء همد ابن خلف المعافري .. » .. وكان خطيب 
جامع مدينة ميورقة. وأخذ عنه كثيرون» إلى أن مرض ولزم داره.. « توفي في شعبان 


)١(‏ المصدر السابق. ج .١‏ ص ١7*‏ ترججمة رقم 4507 . نفس الطبعة. 
(؟) نفس المصدر السابق. ص 51١‏ ترجة رقم 584. 
(؟) مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة , ج 5 . ص 08 ترجمة 
رقم كلك 
(:) النباهي : تاريخ قضاة الأندلس . ص ؟١١.‏ وابن الخطيب: الإحاطة ج ‏ ص .4١5‏ 
وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب . ج ه . ص ٠٠‏ . والذهيي : تذكرة الحفاظ . ج ؛ ‏ ص ١55:90‏ . 
والمنذري: التكملة لوفيات النقلة» ج ؟ ص 4١؟.‏ 
وابن فرحون : الديباج المذهّب . ص ١١5‏ . والمقري: نفح الطيب » ج 4 ص 79814 . 
(0) ابن الأبار: التكملة / ؟. ص 98؟؛؟ طبعة مدريد سنة 1916ام. 
() المصدر السابق. ص ؟1١‏ . ود. إحسان عباس : أخبار وتراجم أندلسية ص 5197 -58. 


1 


7 ه- 11588 مء قبل الحادثة العظمى على ميورقة بنحو ستة أشهر .)'١»‏ وحمد بن خلف 
المعافري الميورقي . ويعرف بابن غيداء أخذ عنه جماعة علم الحديث » ومنهم أبو عبد الله بن 
الشكاز» توفي في مراكش سنة 50١‏ ه- 15.4 م!"ا. 

وحمد بن أحمد بن عبد الودود البكري . من أهل ميورقة . ويكنى أبا عبدالله روى عن 
علماء ميورقة . وكان من أشهرهم أبو مد بن حوط الله . وأبو عبدالله بن غيداء ء وأبو عبدالله 
الشكاز . وأخذ عنه بجزيرة ميورقة كثيرون . إلى أن توفي قبيل استيلاء القوات الصليبية على 
مدينة ميورقة سنة 5717 ه - ١5119‏ مء« وكان دخولم إياها عنوة يوم الاثنين الرابع عشر من 


صفر 5517 هات 7١‏ ديسمير 1599م 6(). 


وكان آخر علماء ميورقة في عم الحديث التالية أسماهم : 
مد بن ابراهم بن نوح بن بونة الميورقي السكنى , الجياني الأصل . روى عن كبار علماء 
عصره. وحدّث بيورقة . إلى أن توفي قبل الاستيلاء عليها من قبل القوات الصليبية سنة 


50 ه - 1715 م بفترة وجيزو!2). 


ابراه بن الحاج أحمد بن عبد الرحمن بن عثان بن سعيد الأنصاري . ويكنى بأبي اسحق 
الغرناطي , أخذ عن كبار علماء عصره عم الحديث . وكان فيه مجيداً . استقر بميورقة » وقلّده 
أميرها همد بن غانية قضاءها. . « وأخذ الناس عنهء وانتفعوا به . وم يدخل ميورقة مثله في 
دولة بني غانية وبعدهم » إلى أن استشهد بعد تغلب الروم (الصليبيين) عليها يوم الاثنين في ١4‏ 


صفر 577 ه - #3١‏ ديسمبر 1559م 6(6. 


وابراهم بن اسحق بن محمد بن علي بن خلف بن أحمد العبدري الميورقي .» ويعرف بابن 
عائشة » ويكنى بأبي اسحق . روى الحديث عن أب عبدالله المعروف بتي فضل , «تمد بن يوسف 
الميورقي » ٠‏ وتفقّه به ومال إلى عم الرأي ودراسته أسره العدو في الحادثة على بلده (في ١4‏ 


)١(‏ ابن الأبار: التكملة / .١‏ ص "39# ترجمة رقم ١794‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 

وعمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة ج 5 . ص ١74‏ ترجمة 
رقم 21076 1 
(0) ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص 07١‏ رقم ١058‏ والإعلام بن حل مراكش وأغمات من الأعلام ؛ ج * » 
ص 56. 
(©) ابن الأبار: التكملة / ؟ . ص 716 ترجمة رقم 1178 . طبعة عزت العطار الحسيني . والذيل والتكملة 
في الموصول والصلة. ج 7“. ص ١١4‏ ترجة رقم .1107١‏ 
(؛) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة ج 7 »ص ٠١١‏ ترجمة 
رقم 2507 
(5) ابن الأبّار: التكملة/ 1١‏ .ص ١60‏ ترجة رقم 10١‏ طبعة عزت العطار الحسيني . والنباهي : تاريخ 
قضاة الآندلس. ص .1١١5‏ 


14 


صفر 7710 ه ح 7١‏ ديسمبر .....)١779‏ « وقدم بلنسية بحد خلاصه من الأسر ء فولّي النيابة 
ف الأحكام .ثم ولي قضاء دانية.. » . وهاجر من دانية إلى تونس . وصحب هناك ابن الأبار 
العام المؤرخ ٠‏ وظل يعم في تونس » إلى أن توفي سنة 547 ه - 1144 م مرضياً حميد السيرة!'" . 

وعبد الملك بن ابراهم بن هارون العبدري الميورقي ٠‏ ويكنى بأبي مروان من كبار علماء 
الحديث في ميورقة . عام جليل , أخذ عنه كثيرون , إلى أن « استشهد في تغلب الروم (القوات 
الصليبية) على بلده يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر صفر 197 ه - 3١‏ ديسمبر 
لا 

وعبد الغني بن مد بن عبد الغني بن حك الأموي الغرناطي الصيدلاني , ولّي قضاء ميورقة » 
واستوطنها . ويذكر ابن الأبار بأنه سمع من علماء المشرق . وأن والي ميورقة حجر عليه إصدار 
الأحكام إلا بمحضره ‏ لعدم نزاهته. وانه لم يكن ضابطاً للرواية!"". بينما يذكر ابن الزبير» 
صاحب صلة الصلة . بأنه كان عالاً جليلاً حافظاً » متقناً . معتنياً . توفي فجأة قبيل العدوان 
الصليي على مدينة ميورقة سنة 559 ه - 1909 م!1. 

والحافظ علي بن أحمد العبدري الميورقي . ويعرف بأبي الحسن بن المطرقة » روى عن كبار 
علماء جزيرة منورقة وعلماء المشرق . وحدّث في بلده ء إلى أن تغلب الصليبيون عليها » ووقع 
في أسرهم في ١4‏ صفر 3107 ه ح 1١55‏ م . وتوفي في الأسر مع الوالي أبي يحيى مد بن علي بن 
أبي عمران بعد خمسة وأربعين يوماً'*). وكان من الذين أقاموا في إمارة الجبل المستقلة في جزيرة 
ميورقة من العلماء الحفاظ بعد استيلاء القوات الصليبية على مدينة ميورقة 
617 ه - 1١55‏ مء التالية أسمؤهم : 

عمر بن أحمد بن عمر العمري الميورقي من الصرحاء من ولد عمر بن الخطاب . يكنى أبا 
عبدالله . روى عن أبي عبدالله بن الشكاز » وأبي مروان بن الخطيب وغيرهما . من كبار علماء 
الحديث في ميورقة ‏ وكان حافظاً مستظهر الموطأ . ولّي القضاء بالجبل بعد انحياز الفل من أهل 
ميورقة وأعماها إليه . (بقيادة أبي حفص عمر بن سيري) , عند تغلب الروم (القوات الصليبية) 


(1) ابن الأبار: التكملة / .١‏ ص ١7١‏ ترجمة رقم 40١‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 
)١(‏ عمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الأول. ص ١١‏ ترججة رقم كل 
(©) ابن الأبار: التكملة / السفر الثالث. ص ”10 ترجمة رقم ١8١‏ طبعة روخس مجريط 1887 م. 
(؛) ابن الزبير: صلة الصلة . ص 40 ترجمة رقم .7١‏ 
(0) ابن الأبار: التكملة / “.ص 565 ترجة رقم 7177 طبعة مدريد 1516م. 

وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة السفر الخامس / القسم 
الأول. ص ١8*‏ ترجة رقم 7”54. 


16 


عليها . توفي بحصن بلانسة (عاصمة إمارة الجبل في شال ميورقة) سنة 554 ه - 07١17.‏ , 

أمد بن علي الأنصاري الميورقي , يكنى أبا العباس بن المواق , « وكان فقيهاً حافظاً عاقداً 
للشروط . ماهراً في المعرفة من أهل الوقار والنزاهة وعلو الهمة ». وأملت عليه همته أن يظل 
ويجاهد في جزيرة ميورقة بعد سقوط عاصمتها في ١4‏ صفر 5507 ه - 7١‏ ديسمبر 79١1م‏ 
عنوة » وانضم إلى الجاهدين بقيادة « أبي حفص عمر بن سيري » في إمارة الجبل في بلانسة في شمال 
ميورقة .. :« فلما نزل الناس من الجبل صلحاً » توجه إلى بجاية في المغرب الأوسط . وواصل 
رسالته العلمية في تعلم علم الحديث ٠‏ وانتقل منها إلى تونس » وكلّف ببعض الأعمال الحكومية 
بها إلى أن توفي فيهاء وكان مولده في ميورقة سنة “لاه ه > 1110م 6(" 

ومن المهاجرين من ميورقة التي م تعرف اللهروب الجماعي كبقية بلدان البر الأندلسي في فترة 
سقوط ميورقة , النين واصلوا دورهم العلمي في بلاد المشرق والمغرب وجزيرة منورقة . التي 
استقل بها سعيد بن حكم بن عثان التالية أسماؤهم : 

أمد بن عبدالله بن مد بن الحسين بن أحمد بن عميرة الخزومي ٠‏ من كبار علماء عصره ‏ 
وكان «أول طلبه للعام شديد العناية بشأن الرواية ‏ فأكثر سماع الحديث وأخذه عن مشايخ 
أهله. . »!"). وم تتوقف معرفته على علم الحديث ٠‏ فقد أجاد كافة علوم عصره . وكان بحق عالاً 
موسوعياً . وكان قاضياً في ميورقة. في الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الصليبية مدينة 
ميورقة!4). وبعد أن تخلّص من الأسرء هاجر إلى بلنسية وبقي فيها حتى سقوطها سنة 
1" ه - 1١88‏ م في يد الأرغونيين , وانتقل منها إلى المغرب , واستقر به المطاف في تونس 
التي بقي فيها حتى وفاته 7601 ه1908 مل" . 

ومن علماء الحديث في جزيرة ميورقة النين هاجروا إلى المشرق واستقروا في مصر 
وواصلوا رسالتهم العلمية فيهاء أحمد بن اسماعيل اللمتوفي الميورقي!'). وقد ذكر الدمياطي من 


)١(‏ ابن الأبار: التكملة / ؟". ص ١48‏ ترججمة رقم 41؟ طبعة مدريد سنة 1518م. 
وحمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة السفر الخامس / القم 
الأول. ص ؟45 ترجة رقم 17410 . 
() المصدر السابق, السفر الأول / القسم الأول ص 60" ترجمة رقم 495 . 
() نفس المصدر.ء ص ١69‏ . 
(؛) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليارء ص ؟؟١.‏ 
() ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى. ص ؟؛ وما بعدها. 
وابن خلكان : وفيات الأعيان. ج اء ص 54. 
والمقري : نفح الطيب. ج 14 ص 18598 -١9ا1.‏ 
(<) دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص 44 وحاشية رقم «7 » عن معجم 
الشيوخ للدمياطي » طبعة باريس ١555‏ م. ص 754. 


1575 


جملة شيوخه في القاهرة اثنين من جزيرة ميورقة('1. 


ومن علماء ميورقة الذين لجأوا إلى رحاب سعيد بن حك في منورقة وأسهموا فيها بتعلم 
الحديث . حمد بن علي بن اسحق بن علي بن خلف بن أحمد بن جمد بن علي العبدري الميورقي , 
ويعرف بأبِي عبدالله بن عائشة . وأخذ عنه كثيرون في منورقة منهم « أبو حمد عبدالله مول سعيد 
ابن حم » . وهاجر من منورقة إلى تونس وتوفي فيها سنة 58# ه - 15060 ."ا 

وبعد سقوط ميورقة في ١4‏ صفر 557 ه - 3١‏ ديسمبر 1179 مء وقمع المقاومة الشعبية 
فيها رجب 119 ه- مايو 1577 م» وسقوط جزيرتي يابسة وفرمنتيرة في أيدي القوات 
الصليبية 77 ه - 1١70‏ م ؛ واصلت منورقة تحت حك أميرها سعيد بن حك المسيرة الحضارية 
لجزر البليار » ويعود الفضل في ذلك إلى أميرها العام الحافظ سعيد بن حك . وابنه من بعده حم 
ابن سعيد » وأصبحت منورقة في عهدهما من المراكز الحامة لعلم الحديث حتى سقوطها مائيا 
7 هد للم وكا 

وكان من أبرز علماء منورقة في عم الحديث في هذه الفترة التالية أسيؤه : 

الأمير سعيد بن حك بن عان . الذي كان عالاً موسوعياً في جميع علوم عصره ؛ ومنها علم 
الحديث!*). وقد أخذ عنه كثيرون . من أشهرهم ابنه حك بن سعيد الذي اشتهر باتقانه لهذا 
العم . وقد أخذ عنه شيوخ لسان الدين بن الخطيب في غرناطة!*'. وقد فشا هذا العم في منورقة 
في عهد سعيد بن حك . حتى بين غلمانه , ومن أشهر الحقاظ المحدثين منهم « أبو مد عبدالله 
مولى الرئيس سعيد بن حك . وأخذ عنه كثيرون »!"1. 


وغالب بن عبد الملك بن عبد العزيز بن موسى الكل . من علماء الحديث في منورقة » روى 


)١(‏ المرجع السابق. ص ١١5‏ . والحواشي عن معجم الشيوخ للدمياطي . ص 77 وص 74. وقد عاش 
الدمياطي في القاهرة 1١‏ ه-1717م-1805م. (دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي 
البليار . حاشية ١5«‏ ». ص ؟١).‏ 

(؟) مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة ج 7 . ص 1"8 ترجمة 
رقم ٠48١ا١.‏ 

() دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار: ص ١51‏ . 

(؛) مدن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة بقية السفر الرابع »ص 
148 وما بعدها ترجمة رقم 77 . وابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى . ص 8 - ١؛‏ . وابن الخطيب: 
أعمال الأعلام / القسم الخاص بالأندلس . ص 5/6 -571 . وابن الأبار : الحلة السيراء .ج ؟ .ص 
5١8-06‏ . والغبريني : عنوان الدراية. ص 1؟١3.‏ 

(5) ابن الخطيب : أعمال الأعلام / القسم الخاص بالأندلس . ص 5097 . 

(1) جمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة ج 5 .ص 475 ترجمة 
رقم 118٠‏ . وابن القاضي : درة الحجال في أسماء الرجال ؛ ج * » ص 41١‏ . ورحلة العبدري .ص 5820 . 


/او: 


عن خاله الرئيس أي عمان سعيد بن حك . وعن أبي الحسين بن حبيش اللخمي 0" . 

والعادل بن ابراهم بن العادل العبدري المنورقي » ويكنى بأبي الحم . روى عن أن عثان 
سعيد بن حك , وأبي الربيع بن علي الكتامي , وأبي بكر عمد بن صاف وأني علي التلمسني من 
كبار علماء الحديث في جزيرة منورقة!". وأحمد بن جمد بن نجوت الحجري ‏ أصله من جزيرة 
شقر في شرق الأندلس ٠‏ وانتقل منها إلى شاطبة ؛ ويكنى بأني القاسم بن يامين» إلى حمى سعيد 
ابن حك في منورقة . وكان عالاً جليلاً وحافظاً مدققا©). 

وراجح بن أبي بكر بن ابراهم العبدري المنورقي!؟'. يكنى أبا الوفاء ..« رحل صغيراً إلى 
المشرق » وتجوّل هناك . وسكن الاسكندرية وقتاًء وحجٌ مراراً . وروى عن أَبي القاسم 
الحرستاني . وأبي اليمن الكندي . وأجازا له.. وحدّث » . وأخذ عنه وقد كتب بإجازة ما رواه 
لابن الأبار في رمضان سنة 567 هع 166 .!"ا. 

وعلي بن يحيى التجيبي المنورقي أبو الحسن . روى عن أبي الحم منذر بن مد المنورقي 0 
عمان سعيد بن حك » أمير منورقة , وأَبي العباس بن الفتوح » « وكان خطيباً صا حاً فاضلاً . . 
وقد درّس في منورقة . وانتفع الناس به.. 1316. 

وعمر ين علي بن يوسف المنورقي . أصله من شاطبة . وللهمذا فإنه يكنى بأبي علي 
الشاطبي.. «وروى عن أبي عهان سعيد بن حكم , وكان محدثاً راوية عدلاً ضابطاً .. »("). 

عبد الملك بن أحمد بن عبدالله بن طاهر بن حيدرة بن مفوّز . شاطبي الأصل ء أقام بجزيرة 


(1) جمد ين مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة السفر الخامس / ؟ » ص 
٠‏ ترجة رقم 341. 

.141 المصدر السابق؛ القسم الأول. ص 58 » ترججمة رقم‎ )١( 
. 08 ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى . ص‎ )( 

ومد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر الأول / القسم 
الثاني . ص 079 ترجة رقم ١ا.‏ 
(؛) نظراً للتشابه بين الميورقي والمنورقي من ناحية الشكل , فقد اختلط الأمر على محقق معجم الشيوخ 
للدمياطي ؛ ونسب راجح بن أني بكر إلى ميورقة (بالياء) بدلاً من منورقة (بالنون) , وقد ذكره الدمياطي في 
معجم شيوخه ؛ وترجم له قائلاً : بِأنه ولد في ميورقة . والأصح منورقة 044 ه -1155 م وأنّه درس في 
القاهرة . وأخذ عنه كثيرون . إلى أن توفي بمكة 148 ه- 1١40‏ م. (دومنيك أورفوي : الحياة العقلية 
والروحية لسلمي البليار. ص ١١١‏ عن معجم الشيوخ للدمياطي .)١130 ص٠ ٠‏ 
(5) ابن الأبار : التكملة / .١‏ ص 560 ترججمة رقم 88٠‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 
(1) عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة / السفر الخامس / القسم 
الأولء ص ”49 ترجة رقم .7١‏ 
() المصدر السابق / القسم الثاني . ص 400 ترجمة رقم 410 . 


1 


منورقة تحت كنف أميرها سعيد بن حك بن عثان . « روى عنه أبو مد مولى أبي عمان سعيد بن 
حك.. له مصنّف سمّاه تشوّف الأديب لتألف الغريب.. اسمع بنورقة وتونس . وبها توفي 
رحد مع كودلم 06 

ويروي ابن الخطيب سبب مغادرة ابن مفوّز لجزيرة منورقة إلى تونس قائلاً «٠‏ حدثني الشيخ 
السري أبو الحسين التلمساني , وكان عمّه أبو عبدالله البري كاتباً لسعيد بن حك بنورقة قال: 
«كان من سيرته أن يقتل الناس عقاباً على شرب الخمرة . وكان قد اجتلب المحدّث ابن مفوّز 
للرواية عنه ؛ وسماع كتاب البخاري عليه , واغتنم ذلك لبنيه قال: فبينما ابن مفوّز يقرأ . إذ 
أقي إليه برجل قد شرب الخمر ‏ فأمر فضربت عنقه! قال فطوى ابن مفوّز الكتاب » وحلف أن 
لا يسمع عليه من حديث ٠‏ وقال : حفظك الله تطلب رواية السنة وتصحيحها وتتعدّى حدود الله 
هكذا!! والله لا سمعت مني حرفا أبداً! فقال له (الرئيس سعيد بن حك) . يا فقيه , هذه الجزيرة 
ثيرة العنب والناس يشربون الخمر بها » ويسكرون فيضيعون الاحتراس . فيظهر علينا العدو: 
فقال له ابن مفوّز هذا شيء لا يخلص عند الله .م تترك الشريعة شيئاً من موازين صلاح الدنيا 


والآخزة ؛ إلا أعطته حقه» واتمرق عنهع !"ا 


عام الفقه: أصوله وفروعه وأشهر الفقهاء في جزر البليار 

يقول ابن خلدون في تعريف الفقه . « بأنْه معرفة أحكام الله تعالى . في أفعال المكلفين , 
بالوجوب والحظر والندب والكراهة والإباحة؛ وهي متلقاة من الكتاب والسنّة . وما نصبه 
الشارع لمعرفتها من الأدلة. فإذا استخرجت الأحكام من تلك الأدلّة . قيل لها فقه »!"ا. 

وقد برع علماء جزر البليار في علم الفقه أصوله وفروعه . واستنبطوا الأحكام الشرعية من 
مصادرها المرسلة . وعلى رأسها القرآن الكريم , والسئّة النبوية ‏ لمعرفتهم الواسعة بكتاب الله 
قراءة وتفسيراً . وبسئّة رسوله حفظاً وفهماً واستيعاباً. وقد استخدموا القياس والاستحسان 
والإجماع والاستصلاح » في استنباط الأحكام الشرعية ؛ التي هي أساس الفقه وأصوله . 

ويعرّف ابن خلدون أصول الفقه قائلاً. بأنها « أعظم العلوم الشرعية. وأجلّها قدراً. 
وأكثرها فائدة . وهو النظر في الأدلة الشرعية ء حيث تؤٌخذ منها الأحكام والتكاليف . وأصول 
الأدلّة الشرعية هى « الكتاب الذي هو القرآن, ثم السنّة المبيّة له ». هذا بالإضافة إلى القياس 
والإجماع والاستحان والاستصلاح , التي اختلف العلياء في تقوبها . وم يجمعوا على أنّها جميعها من 





.0 ترجة رقم‎ ٠١ نفس المصدر السابق / القسم الأول. ص‎ )١( 
. 5073 ابن الخطيب : أعمال الأعلام / القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )١( 
. 7/98 ابن خلدون: المقدمة. ص‎ )©( 


أصول الأدلة الشرعية(©. 

وأول الفقهاء الذين اشتهروا في ميورقة في بداية عهدها الإسلامي » هو عريف مولى ليث بن 
فضل » قدم إليها من لورقة . وكان ضابطاً للفقه : بصيراً بالفتيا ء جامعاً للعم . . توفي في ميورقة 
سنة 088 هت 84 م(" ؛ بالإضافة إلى فقهاء آخرين من تبوأوا مراكز رسمية كالقضاة وحكام 
الأقال. وقد وصلتنا أسماء أول قاضيين استقضيا في جزر البليار وهما : « نافع بن عمد بن 
رحيق بن ابراهم السماتي .. ولي قضاء الجزائر الشرقية للناصر عبد الرحمن بن مد . وهو أول 
قاض استقضي بها سنة 80“ ه-585 م. فم يزل قاضياً بها ؛ إلى أن صرف بعمّه أحمد بن 
رحية!") سنة مم ه - 5544 م. وظل قاضياً في جزر البليار حتى عام 4" ه - 505 م إلى 
أن توفي «غريقاً في البحر مع رشيق عامل الجزائر الشرقية »!4). 

وتصمت كتب التراجم والطبقات . عن ذكر أي فقيه ميورقي ‏ طيلة الخمسين سنة الأولى 
من الحم الإسلامي المستقر في جزر البليارء فقد كان أهل هذه الجزر آنذاك في مرحلة أخذ 
المعارف واستيعابها . 

وأول اسمين من علماء ميورقة , وردا في كتب الطبقات هما : « أمية بن عبدالله الحمذاني » . 
الفقيه المحدّث . ولد في ميورقة "١‏ ه > 85 م ء وأخذ عن علمائها ثم توجّه إلى الحج وأخذ 
عن علماء مصر والحجاز 068" ه - 516 م ء وعاد إلى ميورقة لوقراء الفقه وتعلم الحديث . إلى 
أن توفي فيها سنة 41١‏ هك 1099 .(0. 

« وعمان بن علي بن مسلم بن علي الشريجي الميورقي » . ولد في ميورقة 560" ه - ولاة م , 
وله رحلة إلى الشرق » أخذ فيها عن علمائه . وعاد بعلم أصول الفقه , وعلّم الحديث في جزيرة 
ميورقة , وانتقل منها إلى اشبيلية حيث توفي هناك 497 ه - ١١10‏ !'). وحتى نهاية عهد 
الخلافة الأموية في الأندلس » بعد نشوب الفتنة القرطبية 899 ه - ٠٠١8‏ معلا نجد أي ذكر 
لأسماء فقهاء لامعين وفدوا إلى جزر البليار ؛ باستثناء القاضي أن الاصبغ « موسى بن أحمد بن 
عبد الرحمن » . من آل خطاب . الذي ولآه المنصور بن أبي عامر القضاء في جزر البليار, 
واستخلف عليها الفقيه أحمد بن أبي ريال!"2. وبعد أن استولى مجاهد العامري على جزر البليار 


)١(‏ المصدر السابق. ص 4١١‏ وما بعدها. 
)١(‏ ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس. ص 6*5" ترجة رقم .1٠١8‏ 
() ابن الأبار: التكملة/؟ ترججمة رقم 1871 ص 704 , طبعة عزت العطار الحسيني. 
() ابن الأبار: التكملة/١‏ ترجة رقم 15 ص .1١8‏ 
وحمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة .1١/١‏ ص 185. 
(0) ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس. ص 57١4‏ ترجة رقم 5514. 
(1) ابن بشكوال: الصلة/١‏ . ترججمة هلام ص 140. 
(0) العذري: نصوص عن الأندلس. ص .15-1١6‏ 


06066 


6 ه - 1١١1١6‏ 0 2 ولَى ابن أبي ريال القضا !0 

ووفد إلى جزر البليار بعد الفتنة , آلاف الوافدين ممن أزعجتهم الفتنة. وكان على رأس 
هؤلاء الفقيه المحدّث عبدالله بن عبيد الله المعيطي . الذي ولآه مجاهد العامري الخلافة في دانية 
وجرن البلئاز!": 

وكان من بين هؤلاء المهاجرين إلى دانية وجزر البليار , « أولي البقية وذوي الحرية من 
الطبقة الأدبية القرطبية.. »!؟)! مما خلق نهضة علمية في جزر البليار في سْنّى الجالات . ومن 
بينها الفقه » وأسهم الوافدون الذين تبوأوا مناصب رفيعة فيها . من القضاء والحكام , وتأثر بهم 
أهل جزر البليارء وبرز منهم في القرن الخامس للهجرة عدد كبير من الفقهاء . وكان للقضاء 
والحكام في جزر البليار دورٌ كبيرٌ في نهضة ع الفقه في جزر البليار في عهد المملكة الجاهدية 
وهم : 

أ- أبو عمرأحمدين أب ريال: كان آخر من تولوا القضاء بجزر البليار قبل الفتنة التي 
اجتاحت الأنداس . (899 ه - ٠٠١8‏ م)ء وقد استخلفه على جزر البليار « ميورقة ومنورقة 
ويابسة » » القاضي أبو الاصبغ موسى بن أحمد بن عبد الرحمن من آل خطاب من كبار أسر 
مرسية!*). وم أجد في تراجم ابن أبي ريال ء وني رواية أخرى رئال أو ربال» ما يوضّح إلى متى 
بقي قاضياً بالنيابة عن أبي الأصبغ موسى بن أحمد . وهل أصبح قاضياً أصيلاً ومتى كان ذلك؟ 
أننا لا نجد إجابة شافية على هذه التساؤلات . نظراً لأن جميع من ترججموا له بعد رواية العذري 
عن استخلافه على جزر البليارء يستهلون حديثهم عن سفارته بصحبة علي | قبال الدولة موفدا 
من قبل مجاهد العامري إلى المعز بن باديس « أمير افريقية ». ويدعوه كل من ابن الأبار 
والأوسي المراكثي » بأحمد بن الحسن بن عبان الغسّاني . بينما يدعوه القاضي عياض » بأحمد بن 
الحسين , وتتفق روايات الثلاثة على أن الموفق مجاهد العامري أرسله في سفارة إلى المعز بن 
باديس وبصحبته ! قبال الدولة ‏ وأن مجاهد استقضاه » فهل ظلت جزر البليار من اختصاصه؟ 
واستخلف عليها قضاة آخرين » كما استخلف هو من قبل القاضي موسى بن أحمد بن خطاب؟ لا 


. 510 ص‎ ١ ابن الأثير: الكامل؛ ج‎ )١( 

() ابن الأبار: التكملة/١‏ .ص ؟4 ترجمة رقم 15١‏ . وسمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل 
والتكملة/ السفر الأول/ القسم الأول . ترجمة رقم ٠١4‏ . ص 48 . والقاضي عياض : ترتيب المدارك » ج 
عاص 5ولا-لاولا. 

(م) ابن بشكوال: الصلة/١‏ . ص 556 ترجمة رقم 057 . والقاضي عياض : ترتيب المدارك ؛ ج ؟ » ص 
8 -245. وابن الأثير: الكامل. ج 5. ص 51١0‏ . 

(:) ابن بسام: الذخيرة/القسم الثالث. ج 1١‏ ص ؟؟. 

)( العذري: نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخباره ص .١5-1١6‏ 


له 


نستطيع الإجابة على هذه التساؤلات . نظراً لأن جميع من ترججوا له ركزوا جل اهتامهم على 
سفارته بصحبة علي إقبال الدولة في سنة إطلاقه من الأسر". وكان ذلك في عام 
1 هع ١٠١1١‏ 0 دار من مناقشات فقهية بينه وبين فقهاء القيروان وعلى رأسهم « أبو 
عمران الفاسي » . الفقيه المحدّث. وكان لها أثرها الكبير على تدعم المذهب المالكي في 
افريقية » وتشجيع الحركة المناوئة للمذهب الشيعي بزعامة المعز بن باديس وما نشأ عن ذلك من 
نتائج خطيرة. ويحيط الغموض بعد ذلك بحياة ابن أبي ريال القاضي حتى وفاته سنة 
- م ١‏ 

ه-8:. م00 

ب - أحمدبن اساعيل بن دل الميورقي : ويدعوه الحميدي بالقاضي الجزيري » نسبة إلى 
جزيرة ميورقةء تفقه في بجانة حوالي سنة ..: ه - ٠١٠١‏ مءومات حوالي سنة 
٠‏ ه- ٠١48‏ مء وكان من رواد علم الفقه في جزيرة ميورقة" . 

ج - الحسن بن اسماعيل المعروف بابن خيزران ٠١‏ : وفي رواية أخرى ال حسين بن اسماعيل , 
كان من الفقهاء والمحدئين, استقضي بالجزائر الشرقية وتوفي +61 ه- 0.1.8١‏ . 

د - عبدالله بن خميس الأنصاري : بلنسي الأصل. يكنى أبا عمد . ويذكر ابن الأبار بأنه 
ولي القضاء في دانية وأعمالها لإقبال الدولة علي بن بجاهد في شوال سنة 01 ه > ٠١١١‏ م, 


5 زفق 
والاصح 5155اه- ١6١1م‏ 0 


ويقول عنه الأوسى المراكثى . « بأنه كان فقيهاً جليلاً . استقضاه بدانية وأعماها إقبال 
الدولة علي بن مجاهد العامري . وعهده له بذلك , من إنشاء أبي جمد بن أبي عمر بن عبد البرأ*)في 


)١(‏ ابن الأبار: التكملة/١‏ . ص ؟1 ترجمة رقم ١5١‏ . والقاضي عياض: ترتيب المدارك؛ ج 5 . ص 
2007-57 . وشمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة/١‏ .ص 6؟ ترجة رقم ٠١5‏ . 
)١(‏ ابن الخطيب : أعمال الأعلام / القسم الخاص بالأندلس» ص .85١‏ 

(0) ابن الأبار: التكملة/١‏ . ص 45 ترجة رقم .15١‏ 

(4) الحميدي: جذوة المقتسسى. ص ١١8‏ ترججمة رقم 154. والضيّ : بغية الملتمس ص ١7١‏ ترجمة رقم 
ا" . وابن بشكوال : الصلة/١‏ . ترججمة رقم 4 ص 01 -05. وجمد بن مد بن عبد الملك الأوسي 
المراكشي : الذيل والتكملة .60/١‏ ص ١54‏ ترججة رقم 5535. 

(0) ابن بشكوال: الصلة/١‏ . ص ١٠١70‏ ترججمة رقم .307١‏ 

(3) المصدر السابق. ص ١4١‏ ترجة رقم 897 . 

(1) ابن الابار: التكملة/؟ . ص 6١١‏ ترججمة رقم 15607. والخطأ في التاريخ واضح فقد تولى علي إقبال 
الدولة الملك 7 هح ٠١40‏ م. والتصحيح من الذيل والتكملة بقية السفر الرابع. ص 558 . 

(ه) أبوحمد بن أبي عمر بن عبد البر: من كبار الكتّاب ني عهد ملوك الطوائف » أخذ العم عن والده ‏ وعن 
كبار علماء عصره , وعمل كاتباً لعلي قبال الدولة . (ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج ” . ص 
4). 


شوال ؟5؛ ه - ٠١0١‏ مءثم صرفه لسعاية مد بن مبارك الصائغ''' عليه » وولّى مكانه أبا 
عوين انرا 1 


ه - أحصدين جمد بن يحيى التميمي ويعرف بابن الحَذّاء » ويكنى بأبي عمر» فقيه محدّث . 
تولّى القضاء في المملكة المجاهدية العامرية لعلي إقبال الدولةء إلى أن توفي سنة 


اين 


وبالإضافة إلى هؤلاء القضاة. فقد تولى شئون الحم في جزر البليار التالية أسماؤهم : 

أ- حمد بن عبدالرحمن بن معمر اللفوي يذكر عنه ابن الأبار ما يلي : « من أهل قرطبة 
وصاحب التاريخ في الدولة العامرية ؛ أوطن الجزائر الشرقية (البليار) في كنف يجاهد 
العامري ‏ وولي الأحكام هنالك إلى أن توفي 157 هد او.لء©ا. 


ب - عبد الرحمنبن ابراهع بن جمد ويعرف بابن الشرفي من أهل قرطبة ء تولّى في الفتنة 
الحم في ميورقة.. وغادرها إلى قرطبة . وتوني بها سنة 478 ه - 45١٠م‏ في السبعين من 
ل 

ج - مصعب بن عبدالله بن عمد بن يوسف ويعرف بابن الفرضي . العام الفقيه الأديب 
المحدّث الإخباري. قرطبي الأصل.ء تولّى الحم بجزيرة ميورقة. توفي حوالي سنة 
ه - ٠١48‏ مء وقد أخذ عنه علماء ميورقة . ومنهم الحميدي الميورقي الحافظ(20. 

د-أحمدبنرشيق : يقول عنه الحميدي الميورقي ما يلي : « الكاتب أبو العباس » كان أبوه 
من موالي بني شهيد .ونشأ هو بمرسية وانتقل إلى قرطبة » وطلب العم ؛ فبرز فيه . واشتهر في 
صناعة الرسائل مع حسن الخط . وشارك في سائر العلوم ؛ ومال إلى الفقه والحديث . وبلغ في 


)١(‏ مد بن مبارك الصائغ .« من أهل دانية ٠‏ فقيه حافظ . توفي 477 ه (ابن بشكوال : الصلة / ” ترجمة 
رقم 15١‏ اص #هه). 
)١(‏ مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : بقية السفر الرابع من كتاب الذيل والتكملة . ص 550 
ترجمة رقم 541 . 
(؟) الضي : بغية الملتمس . ص ١77‏ ترجمة رقم 569 . وابن بشكوال : الصلة / ١‏ ص ؟5 ترججة رقم 7517 . 
(:) ابن الابار: التكملة / ١‏ . ص 586 ترجمة رقم ٠١78‏ . ويترجم ابن بشكوال لابن معمر اللغوي ويدعوه 
بعبد الرحمن بن مد . (ابن بشكوال : الصلة / ؟. ص 58" ترجمة رقم 394). وف الجذوة للحميدي «أبو 
الوليد بن معمّر ». ص 5١0”‏ . ترجمة رقم 504. 
() اميدق حذوة الممس +ض 10 اترخية ارقي 1 

والضبّي : بغية الملتسسن. ص 5١١‏ . ترجة رقم 1486. 
(1) المصدران السابقان : (الأول) ص 05" ترجة رقم 458. 

(الثاني) ص 2١‏ ترجة رقم 9ا3. 

وابن بشكوال: الصلة / ؟ . ص 557 ترجة رقم 3١58‏ . 


0.0 


رياسة الدنيا أرفع منزلة » وقدّمه الأمير الموفق أبو الجيش مجاهد العامري على كل من في دولته , 
لأسباب أكّدت له ذلك عنده من المودة والثقة والنصيحة والصحبة في النشأة ‏ فكان ينظر في أمور 
الجهة التي كان فيها (ميورقة) ؛ نظر العدل والسياسة , ويشتغل بالفقه والحديث » ويجمع العلماء 
والصالحين » ويؤثرهم ويصلح الأمور جهده ». ثم يذكر الحميدي مؤلفات ابن رشيق في الفقه 
والحديث . ودوره في نشر العم والمعرفة في جزيرة ميورقة , واتصالاته بعلماء افريقية!" . 

وذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء ترجمة لأحمد بن رشيق ء تائل إلى حد كبير ما ذكره 
الحميدي الميورقي!" . 

أما ابن الأبارء فقد أضاف إلى التراجم السابقة ما يلي : « وولآه أبو الجيش مجاهد العامري 
جزيرة ميورقة » فكان ينظر فيها نظر العدل والسياسة . وهو الذي آوى الفقيه أبا همد بن 
حزم؛ حين نعي عليه بقرطبة وغيرها خلافة مذهب مالك »0". وكان قدوم ابن حزم إلى 
ميورقة حوالي سنة 4٠‏ ه - 8١1ء'')‏ . ويعتبر ياقوت الحموي , بأن من أعظم فضائل مجاهد 
العامري هي : « تقدمه للوزير أبي العباس أحمد بن رشيق وتعويله عليه في بسط العدل .. »!" , 

ويضيف إلى ذلك: بأنّ من فضائله الكبرى . ما قام به من حماية العلماء والأدباء في جزر 
البليار . وعلى رأسهم العام الجليل ابن حزم . وأصبحت جزيرة ميورقة بفضله الملجأ الأمين لكل 
عام مضطهد . ولكل طالب عل ء فازدهرت المعرفة فيها على يد أمثال ابن حزم من العلماء , 
وبفضل القضاة والحكام . الذين كانوا من كبار الفقهاء والأدباء, مما ترك أثراً واضحاً على 
النهضة العلمية والأدبية . في جزر البليار التي أنجبت علماء وأدباء وفقهاء أسهموا في التراث 
الإسلامي بنصيب وافر. 

ومن بين هؤلاء الفقهاء الذين أخذوا عم الفقه عن النخبة الآنفة الذكر من القضاة والحكام 
والعلماء أمثال ابن حزم . الذي عاش في جزر البليار ما يقارب العشرة أعوام , وعلى يد أبي 
الوليد الباجي الفقيه المحدّث . وأخيه ابراه بن خلف بن سعد اللنين أقاما في ميورقة!" , 
«حمد بن سعيد الميورقي الفقيه » 2« .. رحل حاجا وأدى الفريضة . وصحب في رحلته الفقيه 
عبد الحق الصقلي , وأخذ عنه تواليفه , كما التقيا بالإمام أبي المعالٍ الجويني في مكة . وأخذا 
تواليفه . ولا عاد إلى ميورقة . قعد لاقراء الفقه والأصول . . وتضافر مع أبي الوليد الباجي على 


250١48 ترججمة‎ ١١8-١58 الحميدي: جذوة المقتبس. ص‎ )١( 
. 8 (؟) ياقوت الحموي : معجم الأدباء, ج ".ا ص‎ 

(؟) ابن الأبار: الحلة السيراء؛ ج *. ص 8؟1. 

(؛) ابن الأبار: التكملة / ؟5. ص 5١١‏ ترجة رقم 71.0. 

(0) ياقوت الحموي: معجم الأدباء . ج 3107 ص لمدالف 
(1) ابن الأبار: التكملة / ١‏ , ترجة رقم لاه ص 188 . 


6. 


إقحام ابن حزم . وأزعجاه عن ميورقة.. »'''. وقد تضافر معهما أبو الوليد ابن البارية . الذي 
يعتبر من أفضل معاصريه من الفقهاء في حفظ المسائل وفهمها . وقد اتبع الثلاثة في مناقشة ابن 
حزم أساليب الأشعرية, وفلسفتهم الجدليةء«مما حمل الوالي على سجن ابن حزم 
واستهانته »!"!!! 

« وعثان بن دل الميورقي «٠»‏ تفقه ببجّانة على شيوخها قبل الفتنة » : وأقرأ الناس الفقه 
أصوله وفروعه بجزيرة ميورقة , إلى أن توفي سنة 496 ه - 1049م . 

وكان معاصراً له الفقيه القرطبي الأصل الميورقي السكنى ,عمد بن عبد الرحمن بن عوف » 
«أخذ الناس عنهء وكان في الفقه اماماً. وهو من بيت عل ورياسة. توفي سنة 
4" ه - ٠١15‏ م » .« وكان فقيها على مذهب مالك . تدور عليه الفتيا » » في جزيرة ميورقة 
قبل قدوم ابن حزم إليهاء بسعي من أن العباس أحمد بن رشيق حوالي سنة 
ه - ٠١8‏ م. وبمساندة ابن رشيق فشا مذهب الظاهرية في جزيرة ميورقة » وقلت مكانة 
ابن عوف ونظرائه من فقهاء المالكية, حتى وفاة أحمد بن رشيق!. 

وعبد الرحمن بن سعيد الميورقي الفقيه. أخذ عنه الحسن بن أحمد بن عبدالله ابن علوز 
الميورقي الفقيه المالكي!" . 

ومن فقهاء ميورقة الذين أخذوا عم الفقه عن العلماء الأصلاء والوافدين إلى جزر البليار, 
واشتهر في بلاد المغرب والمشرق : الفقيه الحافظ الأديب المؤرخ . مد بن فتوح الحميدي الأزدي 
الميورقي. هاجر إلى بلاد المشرق . واتخذ من بغداد دار إقامة ‏ وعلم فيها الفقه والحديث. 
وكان من كبار علماء بغداد . وظلٌ مقما فيها من عام 444 ه-65١٠م.‏ وحتى وفاته 
488 ه- ٠١30‏ م. وقد تأثّر بأفكار ابن حزم . وأخذ عنه الشيء الكثيرء وظلٌ حتى وفاته 
ظاهري المذهب ».. « وكان دؤوباً على طلب العلء كثير الاطلاع ؛ فطناً ذكياً . ورعاً متقناً . 
كتين التعا ان شت م نار 


: وجمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي‎ . 541١ ص‎ ٠١914 ترجة رقم‎ . ١ / ابن الأبار: التكملة‎ )١( 
. 7580 ترجة رقم‎ 5١5 الذيل والتكملة . ج 5 . ص‎ 
. 2910-8255 (؟) القاضي عياض : ترتيب المدارك . ص‎ 
. ترجة رقم لاه‎ 1١0 (؟) ابن بشكوال : الصلة / ؟ ء ص‎ 
.5١ ترجة‎ 4٠١ وابن الأبار: التكملة . ص‎ . 1١48 (؛) المصدر السابقء ص 055 ترجمة رقم‎ 
)ه( ياقوت الحموي : معجم البلدان 6ه/153؟.‎ 

وبدران : هذيب تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر . ج ؛ ص .١6١‏ 
(3) الضي : بغية الملتمس . ص ١78 - ١5‏ ترجمة رقم 507 . وابن بشكوال : الصلة / ” .ص 011-85٠0‏ 
ترجمة 15٠‏ . وخميس الحوزي : سؤالات الحافظ السلفي . ص ٠١٠١‏ ترجمة رقم 1١7‏ . وابن سعيد المغربي : 
المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 177 - 18 . وابن خلكان: وفيات الأعيان؛ ج ؛ ص 2.1585 2 


066 


والحسن بن أحمد بن عبدالله بن موسى بن علّوزء ويكنى بأبي علي , الغافقي الأندلسي الميورقي 
الفقيه المالكي . ويعرف بابن العنصري . ولد في جزيرة ميورقة 559 ه - ٠١07‏ م» ودرس فيها 
علم الفقه. على يد «عبد الرحمن بن سعيد » . الفقيه الميورقي. وتوجّه إلى بلاد المشرق 
للاستزادة من المعرفة » وأخذ عن علماء بيت المقدس . ومكة المكرّمة وبغداد ودمشق » ورجع 
إلى جزيرة ميورقة 47١‏ ه - 1٠١78‏ م. بينما يذكر ابن عساكر . بأن تاريخ عودته إلى بلده , 
مروراً بدمشق ؛ كان في عام 44١‏ ه - ٠١917‏ م. وقد أخذ عنه علماء دمشق أصول الفقه بعد 
عودته من بغداد في طريقه إلى ميورقة عبر مدينة دمشق/". 

وقد نشأ ابن علّوز الآنف الذكر في أسرة من العلماء , وكانت تنشئته العلمية الأولى على يد 
مد بن عبد الرحمن بن عبدالله بن موسى بن علّوز الغافقي الميورقي , أخذ عنه عم الفقه'" . 

وشمد بن مومى بن عمّار الكلاعي الميورقي . كان فقيهاً عالاً جليلاً , أخذ عن علماء القيروان 
وصقلية » اشتهر بمعرفته لعلم الأصول . وله رحلة إلى بلاد المشرق . أخذ فيها عن علماء مصر 
ومكة» وأخذوا عنه.. « وغلب عليه عم التوحيد والكلام » وألّف في ذلك كتاب الاعلامء 
وكان حمسن العبارة جيد القريحة ». وبعد أن علّم أصول الفقه في جزيرة ميورقة , استقر في 
بجاية في المغرب الأوسط وعلّم فيها!". 

وعلي بن أحمد بن عبد العزيز بن طنيز الأنصاري الميورقي . تعلّم في جزيرة ميورقة . وهاجر 
إلى بلاد المشرق » واستقر في بغداد , وانتقل منها عبر الجزيرة العربية إلى عمان ؛ ومنها توجّه 
بحراً إلى زنجبار » في شرق افريقية , وعلّم في كل بلد حل فيه أصول الفقه . وكافة العلوم النقلية 
الأخرى التي كان يجيدها كل الإجادة. وعاد إلى بغداد واستقر فيهاء إلى أن توفي 


الاك هك كم 01 


« وعلي بن سعيد بن عبد الرحمن بن محرز » » المعروف بأبي الحسن العبدري الميورقي » أخذ 


وياقوت الحموي : معجم الأدباء .ج ١8‏ ص 525 . وأبو الفداء: الختصر في أخبار البشر؛ ج ؟٠.‏ ص 
.٠8‏ وابن شاكر الكتبي : فوات الموفيات , ج ” .ص ٠٠١‏ . والسمعاني : الأنساب .ج ؛ ص 559 - 5514 . 
والذهبي : العبر في خبر من غبرء ج ؟. ص "55 . والمقري : نفح الطيب . ج 7'. ص ؟*١١.‏ 
)١(‏ ياقوت الحموي: معجم البلدان. ج ه ص 65؟. 

وبدران : تهذيب تاريخ ابن عساكر. ج 14 . ص .1١6١‏ 
)١(‏ ابن الأبار: التكملة .١/‏ ص 48" ترججمة رقم .1١١7‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 
(؟) القاضي عياض : ترتيب المدارك . ص 857-857 . وابن الابار : التكملة / ١‏ .ص 1١"‏ ترججمة رقم 
١٠"‏ . والمقري: نفح الطيب ؛ ج .ص 50. 
(:) ابن الابار: التكملة / ؟ » ص ١55‏ ترجة رقم 718 طبعة مدريد 1916. 

وياقوت الحموي : معجم البلدان. ج ه. ص 557-517 . وإنباه الرواة. ص 51١-75٠‏ وبغية 
الوعاة» ص .١44‏ 


لمك 


عن علماء جزيرة ميورقة » وخاصة عن ابن حزم . وكان ظاهري المذهب . وترك هذا المذهب في 
يغدادء وأصبح شافعياً . وعلّم في «دار السلام » عاصمة العباسيين . أصول الفقه . وله « مختصر 
الكفاية فى خلافيات العلماء ». وكان عااً مفتياً أديباً محدّثاً . وقد ذكره ابن ماكولا قائلاً : 
»2 يننا أبو الحسن الفقيه من أهل الفضل والمعرفة والأدب . من جزيرة ميورقة .)١7»‏ 

وكان من أشهر الفقهاء في جزر البليار بعد الفتح المرابطي لهذه الجزر 0.5 ه- 1110م( 
وحتى سقوط جزبرة منورقة 185 ه- 18407 م. آخر اللمعاقل الإسلامية في جزر البليارء 
وانطواء آخر صنحة في التاريخ الاإسلامي لهذه الجزر(". الإسلامية التالية أسماؤهم: 


علي بن مسعود بن علي بن مسعود بن اسحى بن ابراه بن عصام الخولاني » حفيد فاتح 
البليار » ويكنى بأبي الحسن . وكان فقيهاً جليلاً متقناً «٠.‏ .. ولي قضاء ميورقة , إلى أن توفي 


سنة 8614ه-11756م. .»ا 
وعصام بن مسعود بن علي بن مسعود بن اسحق بن ابراهم بن عصام الخولاني . وكان « 5 
عارفاً بالفقه ء بصيراً بعقد الشروط ء استقضي بالجزائر الشرقية (البليار) بعد أخيه أبي الحسن » 
إلى أن توفي سنة "هه - 11859ام.. 606 
0-0 نافع الميورقي , يكنى أبا العباس .« وكان فقيهاً جليل القدرء وخطب في جامع 
٠. 0».‏ 


وشمد بن سعدون بن مرجى بن سعد بن مرجى أبو عامر القرشي العبدري الميورقي . وقد 
وصفه أبو القاسم بن عساكر المؤرخ الدمشقي بأنه .« كان فقيهاً على مذهب داود الظاهري .. » . 
وكانت له آراء فلسفية في مذهبه الظاهري. هاجر إلى بغداد وأقام فيهاء وله محادلات مع 
الفقهاء المالكية خاصة. وقد أسهم بدور علمي كبير في بغداد مدينة السلام ؛ وكبرى عواصم 
الإسلام العلمية آنذاك. وقد وصفه السلفي بأنه « من أعيان الإسلام في مدينة السلام أدباً 
ومعرفة. وكان داودي المذهب..». وتوف في بغداد 085 ه - 55١١م‏ : ودفن بمقبرة باب 

06 م 

الأزج!"). 


. 508 - 50 ابن بشكوال : الصلة / ؟ ص 455 » ترجمة رقم 407 . وطبقات الشافعية الكبرى . ص‎ )١( 
. 504 والسمعاني : الأنساب . ج *. ص‎ 

(؟) ابن الكردبوس : كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 15# -154. 

(؟) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص ١57‏ . 

(؛) مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة ١/١‏ ص 1١8‏ ترججمة رقم 3410 
(4) المصدر السابق. ص ١48‏ ترججمة رقم 50. 

(3) نفس المصدر السابق ١/5‏ » ترجمة رقم 86٠‏ ص 067. 

(1) ياقوت الحموي : معجم البلدان : ج 0 . ص 5517 - 587 . وابن بشكوال : الصلة / ؟" ص 0114 ترجمة - 


/اع.6 


وأبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز ين علي بن نادر اللخمي الميورقي .. » « وكان عالاً فقيهاً 
بارعاً أصولياً . خلافياً زاهداً »: شافعي المذهب» وتفقه على يد علماء بغداد. وأقام في 
الاسكندرية وصنف فيها « تعليقه في الخلاف » . بين المذاهب وأخذ عنه كثيرون . وتفقهوا به 


إلى أن توفي سنة «8ه ه- م0115" , 


واحمد بن مد بن خميس الحضرمي الميورقي » أخذ الفقه عن علماء بلده . وتوجّه إلى بلاد 
المشرق لتأدية فريضة الحج.. « ودخل بغداد وتفقه بهاء ولازم علي بن الحسين الغزنوي الفقيه 
الواعظ 1 

أبو يوسف الفقيه الميورقي . يعود أصله إلى بربر المغرب . سكن ميورقة واستقر فيها , 
«وكان فقيهاً جليلاً حافظاً للمسائل.. ». توفي حوالي عام ٠5ه‏ ه- 1١00‏ م(2). 

وعبد العزيز بن عبد العزيز بن مد بن شدّاد المعافري , جيّانِ الأصل , استقر في جزيرة 
يابسة . وكان من كبار فقهائها , وأخذ عنه كثيرون . إلى أن توفي في عام ٠ه‏ ه د 11560 !2 , 

وعلي بن صالح بن أبي الليث الأسعد بن فرج بن يوسف طرطوشي المولد ؛ ميورقي الإقامة 
والسكنى . ويعرف « بابن عر الناس » . تفقه على يد علماء ميورقة والمقيمين فيها » وخاصة عن 
أبي مد عبد العزيز بن عثان الصيقل» الفقيه المفتي!*). وكان علي بن صالح عالاً مفتياً 
استخلصه أبو زكريا يحيى بن غانية ولازمه حتى سنة 04 ه - 48١١م.ثم‏ استقر في دانية , 
وقتل فيها مظلوماً على يد عاملها سعد بن مردنيش 551 ه - .1117م( 

وتمد بن يوسف المدورقي . ويعرف بابن « ختي فضل » » تفقه على يد الفقيه اسحق بن مد 





ت رقم ١558‏ . والذهبي : تذكرة الحافظ .ج ؛ . ص ١570-١515‏ . والعبر في خبر من غبر.ج ؟ .ص 87 . 
وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ج ؛ . ص ١‏ . والصفدي : الوافي بالوفيات .ج ” . ص "4 . والمقري : 
نفح الطيب, ج ” .اص 091. 
)١(‏ عبد الوهاب بن علي السبكي : طبقات الشافعية الكبرى . ترجمة رقم ٠١٠١‏ . وجمد بن مد بن عبد الملك 
الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة / ٠.1١‏ ص 560 ترجمة رقم 1*5 . 
(؟) ابن خلكان: وفيات الأعيان". ج /ا. ص 1٠١‏ ترجمة رقم 98917 . 
(؟) ابن الأبار: التكملة/ ؟". ص 50 » ترجة رقم 811 . 
(:) ابن الأبار: التكملة / السفر الثالث. ص 755-788 ترجمة رقم .171٠0‏ طبعة روخس بمجريط » 
كحخام. 
(5) ابن الأبار: التكملة / ١‏ ص 1١٠"‏ » ترجمة رقم ١١5‏ طبعة عزت العطار الحسيني . وابن الخطيب: 
الرحاطة . ج 1 ص .1854-1١8#*‏ 
(1) ابن الابار: التكملة / ؟ . ص 15١‏ ترججمة رقم ١87٠‏ طبعة مدريد 516١1ام.‏ 

وحمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة / السفر الخامس / ١‏ ص 5١8‏ رقم 4417 . 
والتنبكتي : كتاب نيل الابتهاج. ص 1١59‏ . 


6004 


العبدري الميورقي . ويكنى بأبي ابراهم بن عائشة , وكان معروفاً بإجادة الفقه أصوله وفروعه . 
وبالصلاح والتقوى , وأخذ عنه أبو اسحق ابراهم بن اسح العبدري الميورقي , وذكر بأنه توفي 


في سنة وه ه- 201155 , 


واسحق بن مد بن علي العبدري الميورقي » ويعرف بابن ا ويكنى بأبي ابراهم.. . 
وكان فقيهاً مفتياً مشاوراً حافظاً للرأي قائمًاً على المدونة . وجيهاً في بلده . بعيد الصيت » 
درس الفقه ونوظر عليه في المسائل . وأخذ عنه جماعة وتوفي حوالي سنة 86ه هع 1185 ء!"ا. 

لوعاش بن الحسن بن تمد اللخمى الميورقى . كان « فقيهاً عدلاً عاقداً للشروط » . توفي سنة 
اوه مد وولدء7". ١ ١‏ 1 

علي بن خلف بن عمر بن هلال من أهل ميورقة ؛ فقيه خطيب » عام جليل؛ أخذ عنه 
كثيرون في ميورقة , توفي سنة 0/١‏ ه- 1١10714‏ !2 . 

عمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن ابراهم التجيبي , قرطبي الأصل » تفقّه على يد علماء 
قرطبة «٠‏ على رأسهم ابن رشد ء وكان حافظأً للفقه » , ولحق بميورقة سنة 01/5 ه - 1١8٠١‏ م2 
وتفقه به كثيرون(4). 

عبدالله بن مد بن وقاص اللمطي ؛ من أهل ميورقة ٠‏ تفقه بعلماء بلده.. « ورحل إلى 
المشرق وحج وقفل إلى بلده ‏ وول الصلاة والخطبة بجامعه. وكان فقيهاً مفتياً يستحلف في 
الأحكام .. » . تفقه به كثيرون من أهل ميورقة . إلى أن استشهد : «في الحادث الكائن بقصر 
ميورقة عند وفاة أميرها اسحق بن عمد سنة 08١‏ هد 0(,1146). 

وجمد بن عبد العزيز بن مد العبدري الميورقي , يكنى أي عبدالله . ويعرف بالبنيولي » 
« تفقه بابي ابراهمين عائشة. وكان فقيهاً حافظاً نبيه البيت. توفي سنة 
اين 

وادريس بن مدرك الميورقي , يكنى أبا العباس .. « وكان فقيهاً يفتي ويشاور في 
الأحكام.. ». من أعرق أسر ميورقة الإسلامية » فقد كانت «له ولسلفه أصالة » . فقد ظلّت 


)١(‏ ابن الابار: التكملة / ١‏ ص ٠١55‏ » ترجمة رقم 07٠‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 

.801١ ء ترجمة رقم‎ ١١” المصدر السابق. ص‎ )١( 

(؟) عمد ين مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة 0 / ؟ .ص 08١‏ . ترججة رقم 1١55‏ . 
(:) ابن الزبير: صلة الصلة. ص 7 ترجة رقم 31517. 

(5) ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدني . ص ١15١‏ ترجة 15 . 

(1) ابن الأبار: التكملة/ ؟ . ص 8054 . ترجة رقم 5054. 

(9) المصدر السابق. ص 6507 . ترجة رقم 16119 . 


0.6 


أملاكهم بأيدهم منذ فتح ميورقة. حتى سقوطها ء توفي سنة 16ه اه - 20.1158 . 

القاضي أبو تمد عبدالله بن سليان بن داود بن عمر بن حوط الله القاضي العام الفقيه «٠‏ ولي 
القضاء بميورقة . فتظاهر بالعدل. وكان من العلماء العاملين سنَياً مجانباً لأهل البدع 
والأهواء.. » فقيهاً بارعاً عالاً جليلاً ؛ تفقّه به كثيرون في ميورقة وفي غيرها إلى أن توفي سنة 


اهعومد 


وجمد بن أحمد بن عبد الودود البكري . من أهل ميورقة » يكنى أبا عبدالله . . « وكان فقيهاً 
مفتياً ديّناً فاضلاً .. ولي القضاء بميورقة قبل التغلّب عليها » بيسير شهر , وكان الاستيلاء عليها 
عنوة يوم الاثنين الرابع عشر من صفر 351 ه - ”١‏ ديسمير 1559 م!"!. 

وابراهم بن الحاج بن عبد الرحمن بن عثان بن سعيد بن خالد الأنصاري . . « وكان من أهل 
المعرفة الكاملة والتفئّن في العلوم والنفوذ في الأحكام.. وله معرفة واسعة بمسائل الفقه 
والشروط ؛ وله فيها مختصر مفيد ». استقر بجزيرة ميورقة . وقلّده أميرها اسحق بن عمد بن 
غانية القضاء. وتفقّه به كثيرون من أهل الجزيرة» إلى أن استشهد بعد اقتحام القوات 
الصليبية مدينة ميورقة في ١5‏ صفر 5717 ه - "١‏ ديسمبر 17599 م. وكان رحمه الله « فقيها 
أديباً عارفاً بالفقه , حافظاً له؛ بصيراً بالوثائق الختصرة المنسوبة لخ .. »!9). 

وأحمد بن علي الأنصاري الميورقي : يكنى أبا العباس ابن الموّاق : « وكان فقيهاً عاقداً 
للشروط . ماهراً في المعرفة » من أهل الوقار والنزاهة وعلو الهمّة..». أسهم بدور كبير في 
مقاومة القوات الصليبية بعد اجتياحها لجزيرة ميورقة . وانضم لثوار الجيل في « إمارة الجبل في 
بلانسة ». في شمال جزيرة ميورقة ..»« ولما نزل الناس منه صلحاً في شعبان 
8 ه- .158 مء توجّه إلى بجاية.. »: في المغرب الأوسط . ومنها لتونس حيث توفي 
هناك (0), 


)١(‏ ابن الابار: التكملة/ .١‏ ص ١95‏ ترجمة رقم 07١‏ طبعة عزت العطار الحسيني. 
(5) النباهي : تاريخ قضاة الأندلس. ص ؟١1.‏ 
وابن مرجون : الديباج المذهب , ص 119 . 
والذهي : تذكرة الحفاظ . 0551 / 1. 
(©) ابن الأبار: : التكملة / 9 ص 114 . ترججة رقم 158١‏ . 
وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثني : الذيل والتكملة . ج + : ص ؟ ترجة رقم <ه » : ابن 
الخطيب : الإحاطة .1١57/5“‏ 
والمنذري : التكملة لوفيات النقلة ؛ -4١؟.‏ 
والمقري : نفح الطيب 584/15. 
(:) ابن الأبار: التكملة / .١‏ ص 216060 ترجة رقم 100 
(5) عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة ١ / ١‏ . ص 760 . ترجة رقم 195 . 


0١ 


ِ 


ومد بن على بن اسحق العبدري الميورقي » فقيه جليل ‏ اسر بعد اجتياح القوات الصليبية 
لمدينة ميورقة . وأنقذه من أسار العبودية » سعيد بن حك أمير منورقة . وعاش تحت كنفه في 
الجزيرة » وكان من كبار فقهائها . ودرّس عم الفقه فيها أصوله وفروعه. وتفقه به أبو عمد 
عبدالله الرومي مول سعيد بن حك . وأجاز له.. , وكان فقيهاً أديباً حسن العل 0" . 

وابراهم بن اسحق بن مد بن علي بن خلف العبدري الميورقي . يكني أبا اسحق . ويعرف 
بابن عائثة » تفقه بأبي عبدالله عمد بن يوسف الميورقي بحتن فضل .. «ومال إلى علم الرأي 
ودراسة المسائل.. » . أسره الصليبيون بعد استيلائهم على مدينة ميورقة» وبعد أن تخلّص من 
الأسر إلى بلنسية ؛« فولّي النيابة في اللأحكام.. » . وغادرها إلى دانية ومنها اتجه إلى تونس » 


وتفقّه به كثيرون في ميورقة وبلنسية ودانية وتونس » وتوفي سنة ”54 ه - 1144م في 
0 


ومن أشهر فقهاء منورقة. التي برز أهلها في عم الفقه في عهد الأسرة الحكمية, التالية 
أسماؤ هم : 

أمير منورقة سعيد بن حك بن عمان » فقيه جليل وعام كبيرء تفقّه به كثيرون في منورقة7"). 

وعمد بن علي بن عؤان الأزدي المنورقي . ويكنى بأبي عبدالله . تفقّه على يد علماء ميورقة » 
« واستقضي بنورقة . وكان رجلاً صالحاً معتنياً بالفقه حافظاً للمسائل » وظلّ يقوم بأعباء مهمته 
في القضاء في منورقة . وتفقه به كثيرون من أهلها ‏ إلى أن توفي #ود السيرة سنة 
لك هد الاعره!, 

وعبد الملك بن أحمد بن مد بي مفوز » من أسرة عربية كرية , من بني مفوّز المعافريين . الذين 
نبغ منهم عدد كبير من العلماء الاعلام » في ثفر شاطبة بشرق الأندلس. وكان فقيهاً لامعا . 
استقضي في أماكن عديدة » فكان مود السيرة .كريم السجايا ء هاجر إلى منورقة بعد استيلاء 
القوات الأرغونية على شاطبة . وعاش تحت كنف أميرها سعيد بن حك بن عمان. تفقه به 
كثيرون في منورقة , إلى أن اختلف مع أميرها وهاجر إلى افريقية واستقر فيها!*). 





.1١8٠ المصدر السابق. ج 7“. ص 189 , ترجة رقم‎ )١( 
. طبعة عزت العطار الحسيني‎ ١140١ ترججمة رقم‎ 2175-1١7١ ص‎ .1١ (؟) ابن الأبار: التكملة/‎ 
عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة / بقية السفر الرابع .ص 56-78 ترجمة‎ ).( 
.31/ رقم‎ 
وابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّىء ص 58 وما بعدها.‎ 
. 1555 عمد ين مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة . ج 7 . ص 400 ترجمة رقم‎ )( 
.»0« ترجة رقم‎ » ٠١« ص‎ .8 -١ المصدر السابق‎ )5( 
. 505 وابن الخطيب : أعمال الاعلام / القسم الخاص بالأندلس. ص‎ 


01١ 


وأحمد بن مد القيسي القرطبي . ويعرف بابن حجةء من كبار علماء قرطبة وفقهائها , 
هاجر من قرطبة إلى اشبيلية » وأبحر منها في طريقه إلى سبتة ‏ « فأسر هو وأهله وحمل إلى 
منورقة ففداه أهلها..  »‏ بهمة أميرها سعيد بن حك بن عثان . وتوفي بعد فترة وجيزة سنة 
54 ه- 1740 مء وبقي أهله وأولاده الذين تفقهوا به في منورقة تحت رعاية أميرها الشهم 


ميدن 31 


عام الكلام وأشهر المتكلمين في جزر البليار 

عم الكلام من العلوم الدينية ‏ التي تعتمد تعتمد على الأدلة العقلية والحجج المنطقية في الدفاع عن 
العقيدة . ومذاهب السلف وأهل السنة. ومن أدوات هذا العم «الجدل ». لتدعم رأي أو 
نفيه » بالمناظرة مع التقيّد بآدابها وعدم تجاوز الحدود الموضوعة لها . 

ويتضح ذلك من تعريف ابن خلدون لهذا العل . الذي يقول فيه« بأنه عم يتضمّن الحجاج 
عن العقائد الإيانية ‏ بالأدلة العقلية . والردٌ على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات . عن 
مذاهب السلف وأهل السنّة. ومرّ هذه العقائد الإمانية هو التوحيد »('). 

كما يعرف ابن خلدون « الجدل ». بأنّه « معرفة آداب المناظرة الت تجري بين أهل المذاهب 
الفقهية وغيرهم . وقواعد حدود الآداب في الاستدلال » التي يتم التوصل بها إلى حفظ رأي أو 

2 

هدمه »6 

ونظراً لانم اناي من آثار عميقة في شتى نواحي الحياة في جر البليار أسوة ببقية 
الأندلس . لهذا لا يمكن تفسيرء أي ظاهرة علمية , إذا م نلق الضوء على الأوضاع الفقهية في 
هذه الجرر[ك), 

لقد انتقل المذهب المالكي إلى جزر البليار مع الغزاة والفاتحين والوافدين إليها . من البر 
الأندلسي . طيلة عهد الدولة الأموية في الأندلس!*). ورسخت جذور هذا المذهب ؛ وأصبح 





.9.10 ترجة رقم‎ ١١“ ص‎ .1١ / ابن الأبار: التكملة‎ )١( 
.37417 وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة . ص 185 » ترجمة رقم‎ 
. 787“ والسيوطي : بغية الوعاة. ص‎ 
.861١ والذهي : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار؛ ج ؟. ص‎ 
.87١ ابن خلدون : المقدمة. ص‎ )0( 
.87١ المصدر السابق. ص‎ )0( 
)د . مود علي مكي : نص جديد في الحسبة : ككتاب أحكام السوق ليحيى بن عمر/صحيفة المعهد المصري‎ 
للدراسات الإسلامية في مدريد , الجلد الرابع ول" -5وولء ص 6ه.‎ 
.55-50 دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار: ص‎ )0( 


11م 


عصب الحياة , لهذا كان لظهور أي حركة مناوئة لهذا المذهب . دوي هائل في هذه الجزر . وأول 
هذه الحركات هي الحركة الظاهرية على يد ابن حزم التي أثرت الحياة الفكرية في جزر البليار , 
وأسهمت في ظهور عدد من علماء الكلام في هذه الجزر , كان على رأسهم ابن حزم''". ويتضح 
من « كتاب الفصل في الملل والنحل » ما كان يتميّز به هذا العالم الجليل من معرفة واسعة في عم 
الكلام وبقية علوم عصره2"). 

وكان من أبرز خصوم ابن حزم من الذين برعوا في عل الكلام في جزيرة ميورقة . «أبو 
الوليد بن البارية الميورقي .. » ودارت بينه وبين ابن حزم مناظرة ذل فيها . وعظم ابن حزم 
عليه القول؛ وكان ذلك في مجلس «أحمد بن رشيق الذي سجنه وأشهد عليه بالتوبة بعد 
أيام »!" '! ولكن وفاة « أحمد بن رشيق » الذي كان سنداً لابن حزم . ما كان له من مكانة كبرى 
في ميورقة , في عهد المملكة الجاهدية . مكن خصوم ابن حزم من كبار المتكلمين في ميورقة » من 
التغلّب عليه بقوة السلطان وليس بالحجة والبيان!'). وكان أبو الوليد الباجي ؛ على رأس 
هؤلاء الخصوم . بما كان يتميز به من معرفة واسعة في علم الكلام » وقد أقام مع أخيه ابراهع بن 
خلف في ميورقة وأسهما بدور كبير في حياتها الفكرية!*. 

وقد تحالف أبو الوليد الباجي مع العام الميورقي المتكلّم . مد بن سعيد الميورقي » 
« وتضافرا عليه وناظراه » فأفحماه وأخرجاه من ميورقة .. »('). وبالرغم من الاضطهاد الذي 





)١(‏ الضبّي : بغية الملتمس. ص 05“ ترججة رقم لال11. والقاضي عياض: ترتيب المدارك. ص 
*4805-6. وابن يسام الشنتريي : الذخيرة ١/؟‏ )ص 5-151؟. 

والعماد الأصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر, ج*. ص 179 . 

وابن خلكان : وفيات الأعيان . ج ؟ .ص 1١8‏ . وابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات , ج ؟ .ص 54 . 
وياقوت الحموي: معجم الأدباء. ج 1١‏ , ص 75135. 

وابن الابار: التكملة/١1.‏ ص ١١8‏ ترجمة رقم 81. وص 5908 ترجمة رقم لالالا. 

وجحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة. ج 5" . ص 5١5‏ ترجمة 350 . وابن 
مرجون : الديباج المذهب . ص 4١‏ . وآنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي .ص 57 وص 153 و 
1971 ,اللعظ-معلزع.] لرماولط عأعطا لت عمتماءعمل عتعطاءستعتطهج عط1 معط 00102 2ممع1 مآ 

يراجع عن الظاهرية ومبادئها وتاريخها - كتاب جولدزيهر . طبعة بريل - ليدن 160١‏ . وحمد أبو زهرة : 
ابن حزم. 
(0) آنخل جنثالث بالنثيا: تاريخ الفكر الأندلسي . ص 759-55١‏ 
(©) ابن الأبار: التكملة/السفر الثالث. ص 7١8‏ ترججمة رقم 50707 طبعة روخس بمجريط 18487 م. 
(4) جمد أبو زهرة: ابن حزم . ص 48 . 
(0) ابن الأبار: التكملة/١‏ . ص 158 ترججمة رقم 5010 طبعة عزت العطار الحسيني. 
(1) المصدر السابق. ص "4١‏ ترجة رقم .1١914‏ 

وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة ج 5. ص 7١5‏ ترججمة رقم 5158. 


017 


تعرض له ابن حزم وانتصار خصومه عليه ء بقوة السلطان . فإنه م يتراجع عن مذهبه . وكان 
شعاره داقاً : 


أم تر أي ظلاهري وأنني)2 على ما بدا حتى يقوم دليل! 
وعندما أحرقوا كتبه م يبال با ارتكبوه من إِثم » وقال بكبرياء العام المتمسّك ممذهبه: 


فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمّنه القرطاس بل هوفي صدري 

يسير معي حيث استقلت مراكبي وينزل إن أنزل ويدفن في قسبرى!"! 

لهذا ظل مذهبه راسخاً في جزر البليار . وانتقل مع علماء هذه الجزر من تلاميذ ابن حزم 
من القراء والمحدثين, الذين سبق ذكرهم ء إلى بلاد الأندلس والمغرب والمشرق. وأصبح 
« المذهب الحزمي » حركة فكرية كبرى دافع عنها أنصارها وحاريها خصومها كأبي بكر بن 
العرني وعبدالله بن طلحة بن مد اليابري وغيرهما من فقهاء الأشعرية . وظلت الحركة الظاهرية 
راسخة الجذور حتى بداية العهد المرابطي!"2. وكان منطلق هذه الحركة من جزيرة ميورقة . 
وقد أضفت الجادلات الفكرية على تاريخ هذه الجزيرة في تلك الفترة مسحة فلسفية جدلية!؟ا. 

ومن كبار علماء الكلام في جزر البليار « مد بن موسى بن عمار الكلاعي الميورقي » وكان 
على معرفة واسعة في جميع العلوم الدينية .. « وغلب عليه علم التوحيد والكلام . وألّف في ذلك 
كتاب الاعلام ؛ وكان حسن العبارة جيّد القريحة »(*'. وبعد زوال العهد المرابطي في جزر 
البليار » أصبح لفقهاء المذهب الظاهري مكانة كبرى في العهد الموحدي لتأثر مد بن تومرت 
« مهدي الموحدين » بمذهب ابن حزم. 

وكان من كبار علماء الكلام النين تركوا أثرا كبيرا في جزيرة ميورقة في عهد الموحدين 
القاضى أبو تمد عبدالله بن سلهان بن داود بن حوط الله الأنصاري ء تولّى القضاء بجزيرة ميورقة 
وأسهم بدور كبير في الحياة الفكرية فيها!"). 
)١(‏ ابن الخطيب : الإحاطة. ج 1. ص .1١5-1١١‏ 
(0) آنخل جنثالث بالنثيا: تاريخ الفكر الأندلسي . ص 5984-5997 . 
(ع) دومنيك اورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص ؟١٠.‏ 
(:) القاضي عياض : ترتيب المدارك »رص 350-575 . 

وابن الأبار: التكملة/١1.‏ ص 1١7‏ ترججة رقم 484 طبعة روخس بمجريط 1885. 

والمقري: نفح الطيب . ج 7" . ص 350. 
(5) النباهي : تاريخ قضاة الأندلس . ص ١١5‏ . وابن الخطيب : الإحاطة. ج * . ص ١5‏ . والمنذري : 
التكملة لوفيات النقلة. ج 6 . ص 506-504 . 

والذهبي : تذكرة الحفاظ : ج ؛ . ص 157 . وابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب ج 0 ص 60. 
والمقري : نفح الطيب ,ج ؛ . ص 556 . وابن فرحون : الديباج المذهب . ص ١65‏ . وآنخل جنثالث بالنثيا : 
تاريخ الفكر الأندلسي ص 5988 . 





015 


وظل صدى الجادلات الفكرية بين علماء الأشعرية وعلماء المذهب الظاهري ء التي جرت في 
جزيرة ميورقة . طيلة السنوات التي قضاها ابن حزم في هذه الجزر ء يتردّد صداها عدة قرون. 
وتركت أثراً كبيراً على عم الكلام وإثرائه . وقد تأَثّر بها علماء المغرب والمشرق , ونجد أثر ذلك 
واضحاً على بعض علماء غرناطة في عهد بني الأحمر كأثير الدين ابن حيّان : وعلى علماء مصر 
كعبد الوهاب الشعراني . من العلماء الصوفيين المتكلمين في القرن العاشر للهجرة . وعلماء 
المغرب كأبي عبدالله جمد الأندلسي نزيل مراكش من المتكلمين في القرن العاشر 
للهجرة > السادس عشر للميلاة , 

الصوفية والزهد في جزر البليار 

وأشهر الصوفيين والزهاد 

يعرف ابن خلدون الصوفية « بأنها من العلوم الشرعية الحادثة في الملة. وأن طريقة هؤلاء 
القوم .لم تزل عند سلف الأمة . وكبارها من الصحابة والتابعين : ومن بعدهم . طريقة الحق 
والهداية ‏ وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى . والإعراض عن زخرف الدنيا 
وزينتها » والزهد فها يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاهء والانفراد عن الخلق في الخلوة 
للعبادة . وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف . فلما نشأ الاقبال على الدنيا في القرن الثاني وما 
بعده . وجنح الناس إلى مخالطة الدنياء اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية 
والمتصوفة »!"). وقد انتشرت الحركة الصوفية في بلاد المشرق والمغرب والأندلس » منذ القرن 
الثاني للهجرة . وظهر عدد كبير من الصوفيين والزهّاد . وم تتبلور الأفكار الصوفية في بلاد 
الأندلس . وتتخذ طابعاً روحياً فلسفياً حتى مطلع القرن السادس للهجرة على يد ابن العريف 
« أبي العباس أحمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي » . الذي وضع الأسس الرئيسية للحركة 
الصوفية في بلاد الأندلس ء التي تأثرت إلى حد كبير بمدرسة مد بن عبدالله بن مسرّة . أول مفكر 
أصيل أنجبته بلاد الأندلس », وقد استمد أفكاره من مبادىء الأفلاطونية الحديثة . 

وتتضح الخطوط العريضة للفلسفة الأفلاطونية الحديثة في كتاب « محاسن الجالس » لابن 
العريف الصنهاجي « وهو يبين فيه أصول طريقة صوفية جديدة.. تتلخص في الزهد في كل 
شيء ما عدا الله.. ومنازل الصوفية والعطايا والمواهب الالهية والكرامات وما إليها من المنن 
التي يهبها الله للنفس الإنسانية »(". وقد تأثّر الصوفي الميورقي مد بن حسين الأنصاري بأفكار 
ابن العريف , التي كان لحا صداها في جزر البليار!؛! . 





. 581-598 آنخل جنثالت بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي . ص‎ )١( 

.84517 ابن خلدون : المقدمة. ص‎ )١( 

(©) آنخل جنثالث بالنقيا : تاريخ الفكر الأندلسي . ص 557 و5507 و539. 

(:) ابن الأبار: التكملة/السفر الأول. ص 774 ترجمة رقم 708 طبعة روخس مجريط 1847 م. 


ماه 


وقد انتشرت الحركة الصوفية في جزر البليار ء كفيرها من بلدان العام الإسلامي » وكان 
من رواد هذه الحركة في جزيرة ميورقة « مد بن شجاع الصوفي ». وقد ذكره الحميدي الميورقي 
قائلا : « كان رجلاً مشهوراً على طريقة قدماء الصوفيين المحققين . وذوي السياحة المتجولين , 
أقام عندنا (في ميورقة) إلى أن مات 49٠‏ هد ج8. 1م »7 , 

وعلي بن حمزة الصقلي الصوفي الواعظ . أخذ عنه الحميدي في ميورقة حوالي 
ه- ٠١48‏ مء« وكان يتكلم في فنون ويشارك في علوم ويقول أبيياتاً في الوعظ 
والزهد » ؛ على حد قول الحميدي!"". 

ولم تكن الحركة الصوفية في جزر البليارء بجرّد تأملات صوفية. تبعث على التواكل 
والاستسلام »كما حصل في البر الأندلسي عندما لاحت بوادر سقوط اسبانيا الإسلامية » ولكنها 
كانت حركة لبعث اهمة في النفوس . والحثٌ على المرابطة والجهاد. وسشحنة روحية تدفع إلى 
التضحية والفداء والذبٌ عن دار الإسلام . لكون هذه الجزر خط الدفاع الأول في مواجهة 
القوى المسيحية المتربصة في الحوض الغربي للمتوسط!". 

وكان الصوفيون والزهاد آنذاك من أشد المرابطين مراساً . وأصلبهم عوداً يرابطون في 
الرباطات الساحلية لدفع الغزاة عن الثغور الإسلامية!'). كما كان بينهم علماء وأدباء وفقهاء , 
ومنهم على سيل للثال #دايو عبيدة الميورقي الزاهد » . الذي كان برغم زهده وانقطاعه , عالاً 
كبيراً من علماء اللغة العربية » وأسهم بدور بارز في التعلم في ميورقة في عهد مبشر بن سليان 
ناصر الدولة ‏ قبيل الاجتياح الصليبي الأول لجزر البليار : وأخذ عنه كثيرون من أهل ميورقة 
علوم اللغة العربية وآدابال"ا. 

وقد ازدادت الحركة الصوفية رسوخاً في جزر البليار في عهد المرابطين من لمتونة ومسوّفة في 
هذه الجزر ؛ وتركت أثراً على الحركة الصوفية في بلاد الأندلس والمغرب والمشرق على يد العلماء 
الميورقيين ٠‏ وكان من أشهرهم : 

«حمد بن سعدون بن مرجّى ». ويكنى بأبي عامر القرشي العبدري الميورقي. من كبار 
الفلاسفة والمفكرين في جزر البليار . كان صوفياً زاهداً . توفيقياً في فلسفته. فبالرغم من كونه 





. 3٠١8 ترججمة رقم 74. وابن بشكوال : الصلة/؟ ص 0560 ترجمة‎ 5١ الحميدي : جذوة المقتبس . ص‎ )١( 
.3٠١ وابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب , ج 4 ص‎ 
.017 ترججمة رقم‎ 5١ الحميدي: جذوة المقتبس. ص‎ )١( 

وميخائيل أماري : المكتبة الصقلية عن ذيل اللباب » ص 140 .. 
(؟) دومنيك اورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص .١١١-١١59‏ 
(؛) ابن الأبار: اللتكملة/السفر الثاني .ص 568 ترججة رقم ١648‏ طبعة روخس بجريط .1887 م. 
(0) المصدر السابق. ص 58" ترجمة رقم 39755. 


015 


ظاهري المذهب » وله آراء فلسفية في المذهب الظاهري . لتأثره الكبير بان حزم » إلا أنّه كان 
يدعو إلى التوفيق بين الظاهرية والمذاهب الأخرى. 

وكما دعا الفقيه الأشعري. أبو بكر بن العربي . إلى التوفيق بين الأشعرية والمالكية 
والصوفية , دعا أبو عامر الميورقي إلى فلسفة ظاهرية ‏ تنبع من أفكار صوفية تدعو إلى زهد . 
وعاش في بغداد وتأثّر بعلمائها » وترك أثراً فكرياً كبيراً في مدينة السلام إلى أن توفي فيها 
0 ه ١1١١9‏ ا 

ومد بن الحسين بن أحمد بن بشر الأنصاري الميورقي . ويكنى بأبي بكر الميورقي , ولد في 
جزيرة ميورقة » وعاش فيها ء وكان صوفياً » ظاهري المذهب , ميلاً إلى الزهد!"". 


وقد تأثّر بأفكار الصوفي الزاهد « أحمد بن موسى بن عطالله الصنهاجي ». المعروف بأبي 
العباس ابن العريف , «الذي اشتهر صيته في الزهد والعبادة؛ وكثر أتباعه على طريقته 
الصوفية! فنمي ذلك إلى أمير المسلمين « علي بن يوسف بن تاشفين » . فأمر بإشخاصه إليه من 
المرية , مع أبي بكر عمد بن الحسين الميورقي من غرّناطة . وأبي الح بن برجان (عبد الرحمن بن 
أبي الرجال).. وسيّروا إلى مراكش. وتوفي ابن العريف في الطريق 0*5 ه ١5١1م‏ »2 
وندم علي بن يوسف على ذلك ؛ وأصبح قبر ابن العريف الصونفي مزار!" 


كما توفي ابن برجان «عبد الرحمن بن أبي الرجال » منفياً في مراكش , وكان كمحمد بن 
حسين الميورقي وابن العريف زاهداً متكلماً متصوفاً . « وكان من أهل المعرفة والتحقق بعم 
الكلام » والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة . وله تواليف مفيدة , منها كتاب في تفسير 


.8514 ابن بشكوال: الصلة/؟ . ص‎ )١( 

وياقوت الحموي : معجم البلدان. ج 6 ص 5107-5575 . 

والذهي : تذكرة الحفاظ . ج 1. ص ١500-١0”:‏ . والعبر في خبر من غبرء ج 1. ص اه. 
والصفدي : الوافي بالوفيات , ج '. ص ”5 . 

والمقري: نفح الطيب . ج ”.ص 054. 

وبدران : تهذيب تاريخ ابن عساكر , ج 15 . ص .1١6١‏ 

ودومنيك اورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص 1١١19‏ . 
)١(‏ ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدفي . ص ١17”‏ ترجمة 177 . والتكملة/ السفر الأول . 
ص ١74‏ ترجمة 708 مطبعة روخس بمجريط 1885. 

وابن الخطيب : الإحاطة, ج 9 ص .315١‏ 
(©) ابن الأبار: المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدني . ص ١6‏ . ترجة رقم 14. 

وابن سعيد المفرني : المغرب في حلى المغرب . ج ”'. ص .5١١‏ 

والذهي : العبر في خبر من غبرء ج ؛ .ء ص 84-48 . والصفدي : الوافي بالوفيات . ج 8 . ص ١9#‏ . 
والمقري: نفح الطيب . ج 1. ص .#9١‏ 


اام 


القرآن . . وكتاب في شرح اياك الله الحسنى . توفي مغرّباً عن وطنه 070 ه - 1١0‏ م . وقبره 
بإزاء قبر أبي العباس بن العريف .)'١»‏ وكان مصير مد ابن حسين الأنصاري الميورقي ٠‏ يختلف 
عن زميله : فقد تمكن من الفرار واللجوء إلى بجاية في المغرب الأوسط . حيث توفي هناك في 
رمضان اه ه - ١١45‏ 1 

ومن الزهاد المشهورين في ميورقة . في آخر عهودها الإسلامية « النعمان بن النعمان المعافري 
الميورقي » ٠‏ ويكنى بأبي الزهر.. رحل حاجاً وأدَى الفريضة وجاور بمكة .ثم قفل إلى بلده , 
واعتزل الناس ٠‏ وكان يشار إليه بإجابة الدعوة ؛ توفي حوالي 517 ه - 1519 .!"ا. 

وم يكن التصوف والزهد في جزر البليارء عزوفاً عن الجهاد واعتزالاً للحياة ؛ إلا في 
حالات خاصة. وم يحاول علماء جزر البليار الاستسلام إلى تأملات الصوفية . والهروب من 
مواجهة الخطر الداهم كبقية مدن الأندلس ء عندما اقترب سقوط اسبانيا الإسلامية» بعد 
تعرضها لهجوم كاسح من مالك اسبانيا المسيحية » تؤازرهم القوات الصليبية من مختلف أنحاء 
أوروباء بل كان عكس ذلك. فقد استطاعت جزر البليار بقوتها المحدودة أن تقاوم التهديد 
المسيحي فترة طويلة من الزمن . وأن تربط جهادها بالدين . كما ظهرت محاولات جادة لجمع 
العلماء الميورقيين ذوي الأفكار والمذاهب الختلفة في جبهة واحدة ذات فكر موحدء لجابهة 
التهديد الصليبي صفا واحدا. وكان على رأس الداعين إلى توحيد الجبهة الإسلامية في جزر 
البليار «حمد بن الحسين الشكاز الميورقي » , صاحب كتاب «الميسر » الذي توفي في عام 
5 ه- 1578 مء قبيل الاجتياح الصليي لجزيرة ميورقة بسضعة شهورا“. 

وكان آخر الصوفيين النين وصلتنا تراجمهم من أهل جزر البليار: 

« راجح بن أبي بكر بن ابراهم العبدري الميورقي . يكنى أبا الوفاء.. رحل إلى المشرق 


٠ والذهي : العبر في خبر من غبرء ج ؟‎ . ١088 ابن الابار. التكملة/السفر الثاني .ص 050 ترججمة رقم‎ )١( 
» ومخطوط تاريخ الإسلام للذهي . باريس رقم 1؟5؟‎ . ١77 والتنبكتي : كتاب نيل الابتهاج » ص‎ . ٠٠١ ص‎ 
.85/١ ص‎ 
ابن الأبار: التكملة/السفر. الأول . ص 174 . ترجمة رقم 4 . طبعة روخس بمجريط 1885م.‎ )0( 
.١6 والمعجم في أصحاب الإمام أني علي الصفي . ص‎ 

وابن الخطيب: الإحاطة , ج .ص 316. 
(©) ابن الابار: التكملة/ملحقات ص 550 ترجمة رقم 1747. طبعة روخس بمجريط 1887 م. نفس 
المصدر. ج ؟. ص "76 ترججمة رقم 1873 طبعة عزت العطار الحسيني. 
(؛) ابن الأبار: التكملة. ج ؟ . ص 558 ترجة رقم 1559. 

ومد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة للموصول والصلة . ج 5 . ص ١74‏ ترجمة 
رقم 1076 

ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار؛ ص .35١-1١5‏ 


14م 


وتجوّل هناك . وسكن الاسكندرية وقتاً وحجّ مراراً ٠‏ وسلك طريقة التصوّف . وكتب لابن 
الأبار يإجازة ما رواه في رمضان 548 ه - 55؟1 م »'. ويذكر الدمياطي في معجم شيوخه 
بأن راجح بن أبي بكر القرشي العبدري الصوفي ولد في ميورقة (بالياء) والأصح في منورقة 
(بالئون) 089 ه - 1١155‏ م»ء درّس في الققاهرة .ء وتوني في مكة شرفها اله 


8 0 
515 ه ح 1١١510‏ 00 


العلوم اللفوية وأشهر العلماء في جزر البليار 

ظل العلماء والأدباء يفدون إلى جزر البليار منذ فتحها المستقر 50؟ ه - 1.8(" . من 
قرطبة . ومن ثغور شرق الأندلس بصفة خاصة. وبعد نشوب الفتنة الداهمة في بلاد الأندلس 
5 ه - ٠٠١8‏ مء وتزق بلاد الأندلس إلى مالك طوائف , توقف الدور الحضاري الرفيع 
الذي كانت تقوم به قرطبة وعلاؤهاء الذين ظلّوا يفدون إلى جزر البليار طيلة مائة عام! 
رسخت خلالها كافة المعارف والعلوم بين أهل جزر البليار , وكان من بينها العلوم اللغوية!). 

ومنذ مطلع القرن الخامس للهجرة ارتبطت جزر البليار بدانية وملحقاتها في ثرق 
الأندلس » فقد كانت تشكل آنذاك . أحد أجنحة المملكة الجاهدية العامرية. لهذا تأثر أهل 
جزر البليار في هذه الفترة بعلماء دانية » ومن وفد إليها من العلماء من بلاد الأندلس والمغرب 
والمشرق. فقد عرف عن مؤسس هذه المملكة « مجاهد العامري » عنايته الفائقة باللغة العربية 
وآدابها . . « فقد كان أديب ملوك عصره لمشاركته في علوم اللسان . . » . وكان العلماء والفقهاء 
والأدباء يفدون إلى بلاطه .. « من المشرق والمغرب . وألفوا تواليف مفيدة في سائر العلوم » 
فأجزل صلاتهم على ذلك بآلاف الدنانير» ومضى على ذلك طول عمره إلى أن حانت وفاته بمدينة 
دانية ». 

وسار « علي إقبال الدولة بن مجاهد العامري » على خطى والده في تشجيع العلماء والأدباء . 
وكان للأدب في عهده سوق رائجة . مما رسّخ علوم اللغة العربية بين أهل جزر البليار » لهذا كان 
الإنتاج وافراً في مرحلة لاحقة!". 

وكان من أشهر من وفد على جزر البليار من علماء اللغة العربية بعد استيلاء بجاهد 
لمت ا فد 
)١(‏ ابن الأبار: التكملة/١‏ . ص 760" ترجة رقم 280. 
)١(‏ دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لملمي البليارء ؟؟1. نقلاآً عن معجم الشيوخ للدمياطي » ص 
"3 . والفاسي: العقد الثمين في التعريف بالبلد الأمين؛ مخطوط باريس» رقم 51514 . 
م( ابن خلدون: العبرء ج 15. ص 07". 
(؛) دومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي لبليار. 55-954. 
(0) ابن بسام : الذخيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ؛ ص 58-55 . 

وابن عذاري: البيان المغرب , ج *. ص ١60-185‏ . 


016 


العامري على هذه الجزر في عام 5.: ه - 6١١1م"‏ . العام الأديب العراقي « ثابت 
الجرجاني » ٠‏ ويكنى بأبي الفتوح . وكان من كبار الأدباء والنحاة » صحب مجاهد العامري إلى جزر 
البليار ء ورافقه في حملة سردانيةء وعاد معه إلى جزر البليار في أواخر عام 
7 ه-9١١٠1مء‏ واستقرٌ معه فترة من الزمن في جزيرة ميورقة. وأخذ الدارسون عنه 
هناك ؛ شرح الجمل للزجاجي ٠‏ وروايات كثيرة في الآداب . وغريب اللغة العربية!". كما كان 
طلاب العم من أهل جزر البليار يتجهون إلى دانية العاصمة السياسية للمملكة الجاهدية 
العامرية . لأخذ علوم اللغة العربية وآدابها عن علمائها والعلماء الوافدين إليها . النين كانوا 
يججدون كل رعاية من مجاهد العامري وابنه علي !قبال الدولة . وكان من أشهر هؤلاء العلماء 
عمد بن خلصة الشذوني النحوي الأديب العام الشاعر'"'. وبشار الأعمى النحوي الأديب©. 
وقام بن غالب المعروف بالتيّافي صاحب « كتاب تلقيح العين » في اللغة. وقد عرض عليه 
مجاهد العامري , ألف دينار حتى يضيف إلى مقدمته , بأنه كتبه لجاهد! ولكن ذلك العام الجليل 
المعتز بنفسه . المقدّر لعلمه . رفض ذلك قائلاً » بأنه م يكتبه له . ولا لغيره من الحكام! بل كتبه 
لكل طالب عم ء ورد لمجاهد الألف ديار ورفض قبولها!*). كما اشتهر في بلاط مجاهد العامري 
من كبار علماء اللغة العربية وآدابها «٠‏ صاعد اللغوي » الأديب النحوي البغداديأ'' . وعلي بن 


)١(‏ ابن الأثير: الكامل؛ ج و ص 50؟. 
(') الحميدي : جذوة المقتبس . ص ١84‏ ترجمة رقم 544 . والضبّي : بغية الملنسس. ص 505 , ترجمة رقم 
٠"‏ . وابن بشكوال : الصلة/١‏ ء ص ١١5‏ . ترجمة رقم 585 . والسيوطي : بغية الوعاة ج ١‏ .ص 187 . 
والقفطي : انباه الرواة. ج .٠١‏ ص 514 . وابن الخطيب : الإحاطة . ج 1١‏ .ص 1054. 

وآغخل جنثالث بالنثيا: تاريخ الفكر الأندسي . ص 107 .1١8-‏ 
)١(‏ الحميدي : جذوة المقتبس . ص 6 ٠‏ ترجمة رقم 5 . والقفطي : انباه الرواة ج ” . ص ١50‏ » ترجمة 
رقم .14١‏ والصفدي: نكت اطحميان في نكت العميان. ص 5618 . 
(1) الحميدي : جذوة المقنبس . ص 18١‏ » ترججة رقم .554١‏ والضبي : بغية الملتمس .ص ٠٠١‏ » ترجمة رقم 
؟غ". وابن الأبار : التكملة/١‏ . ص ."5 -880. 

ترجمة رقم *31. وابن خلكان: وفيات الأعيان؛ ج ؟ . ص 148. 

والقفطي : انباه الروأة . ص *51414-514. 
(ه) الحميدي: جذوة المقتبس ص ١8“‏ ترججمة *5". والضبي : بغية الملتسس ص 8١5‏ ترجة ؟401. 

وابن بشكوال: الصلة/١‏ . ص ١١١‏ ترجمة 581 . وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب ج ١‏ . ص 
5 . والسيوطي : بغية الرعاة. ج 60. ص 8؛ ترجة رقم 187. 

والمقري: نفح الطيب . ج 2.١‏ ص .١75‏ 
(1) الحميدي : جذوة المقتبس . ص 76 ترجمة 005 . والضبي : بغية الملتمس . ص "١5‏ . ترجمة 801 . وابن 
بشكوال : الصلة/١‏ . ص 077 ترجمة رقم 081 . وابن خلكان : وفيات الأعيان , ج ؟ .ص 488 . وياقوت 
الحموي : معجم الادباء, ج 13١‏ . ص .41١-8٠0‏ 

والسيوطي : بغية الوعاة. ج “'. ص 788 . والقفطي : انباه الرواة» ج *. ص 86. 


0 


أحمد بن الحسن المعروف بابن سيده امام اللغة العربية في عصره , وكان مقرب لأبي الجيش الموفق 
مجاهد العامري , ولابنه من بعده علي إقبال الدولة. وكان من كبار أدباء وكتّاب وشعراء 
البلاط . وقد كتب كتبه الشهيرة في علوم اللغة العربية , المحم والمحيط الأعظم والخصّص » 
بتشجيع من ملكي دانية وجزر البليار وأخذ عنه كثيرون من الدارسين وطلاب العلم من أهل 
جزر البليار, مما رسّخ علوم اللغة العربية وآدابها في هذه الجزر ء وانتشرت كتب هؤلاء العلماء 
بين أهلها!" . 

وفشت علوم اللغة العربية وآدابها في دانية وجزر البليار في عهد المملكة المجاهدية 
العامرية . حتى بين الجواري والغلمان . وليس أدل على ذلك من « العبادية » جارية المعتضد بن 
عبّاد التي أهداها إليه مجاهد العامري. وكانت أديبة كاتبة شاعرة نحوية » تتميز بالظرف 
وحدة الذكاء . وم يستطع علماء اشبيلية على براعتهم في علوم اللغة وآدابها » مجاراتها في غريب 


اللغةا"! 


وإشراق السوداء العروضية النحوية التي أشرفت على تأديب أسماء بنت مجاهد العامري7؟) 
أخذت عل النحو واللغة عن أي المطرف عبد الرحمن بن غلبون » وفاقته في المعرفة والقدرة على 
الاستيعاب . كما أتقنت عم العروض .. وقال أبو داود سلهان ابن نجاح العام الشهير؛ « أخذت 
عن إشراق السوداء العروضية العروض , وقرأت عليها النوادر لأبي علي القالي . والكامل 
للمبرّد . وكانت تحفظ الكتابين!! » . توفيت حوالي سنة 449 ه 2 1001م149, 

وكان للوافدين إلى جزر البليار من قرطبة ومن شرق الأندلس ٠‏ فضل كبير على ترسيخ 
علوم اللغة العربية وآدابها في هذه الجزر . وكان من بين هؤلاء العلماء « الحسين بن اسماعيل  »‏ 
تولّى القضاء في جزيرة منورقة , وكان عالاً بالنحو وآداب اللغة العربية » وأخذ عنه كثيرون من 





)١(‏ الحميدي : جذوة المقتبس. ص 5١١‏ ترجمة 7١4‏ . والضي : بغية الملتس . ص 418 ترجمة ٠80‏ لي 
وابن بشكوال: الصلة/؟ . ترجمة 66 .ء ص 4١7‏ . وصاعد بن أحمد : طبقات الأمم , ٠‏ ص ١١9‏ . وابن 
الأبار : الحلة السيراء ‏ ج ؟ . ص ١78‏ .وأبو الفداء : المختصر في أخبار البثر, ٠ج‏ ؟ءص 1816 . وابن سعيد 
المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ” . ص 504 . وابن خلكان : وفيات الأعيان. ج #.ء ص فيه 

والدلجي : الفلاكة والمفلوكون. ص 7. والقفطي : انباه الرواة. ج 5 ص 4075 . 

والسيوطي : بغية الوعاة. ج ؟. ص ١65‏ . والمقري: نفح الطيب » ج ؛ . ص ١75‏ وكلا؟. 
(0)ابن الأبار: التكملة/؟. ص 1١05‏ ترجمة رقم 8٠١‏ طبعة مدريد 1516م. 

والمقري : نفح الطيب . ج 14. ص 3787 . 
() ابن الأبار: التكملة/ ؟ . ص ١١6‏ ء ترجمة رقم 708 طبعة مدريد 1518م. 

والسيوطي : بغية الوعاة. ج .١‏ ص 1408 ترجمة رقم 79؟ى. 
(:) ابن الأبار: التكملة/السفر النالث/تراجم النساء . ص 40" . ترجمة رقم 5١18‏ . طبعة 
روخس - مجريط . 18485م. 


01١ 


أهل جزر البليار , إلى أن توفي في جزيرة ميورقة ؟١4‏ ه- ١5١1م"‏ . 


« ومصعب بن عبد الله بن مد بن يوسف نصر الأزدي » . أديب لغوي , تولّى الحم بجزيرة 
ميورقة . وأخذ أهلها عنه آداب اللغة" . 

« وحمد بن عبد ال رحمن بن معمر اللغوي » . تولى الحكم مجزيرة ميورقة . وأخذ أهلها عنه 
علوم اللغة العربية وآدايها » إلى أن توفي في جزيرة ميورقة 68# ه - 001.8١‏ . 

كما وفد إلى جزر البليار؛ واستقر فيها « موسى بن عبدالله بن الحسين بن أبي الغسّان » , 
أصله من الكوفة » وتوجه منها إلى صقلية : « ودخل الأندلس محاهداً . وكان عنده عم وأدب 

8 : 1 0 506 

بارع .. واخذ عنه بميورقة » '. وقد استقر ابنه الحسن بن موسى بن ألي البسام في جزيرة 
ميورقة وعلم فيها . وأخذ عنه وعن ابنه عبد العزيز كثيرون من اهل جزيرة ميورقة علوم اللغة 
العربية وآدايها'' . وكان عبد العزيزبن حمسن بن مومى بن أبي البسام من علماء اللغة العربية , 
وقد أخذ هذا العم عن أَبِي عبيدة الميورقي الزاهد . . « ولقي أبا بكر بن اللبّانة » وأنشد ناصر 
الدولة امير ميورقة. وهو دون الجمء ووي خطة الكتابة. إلى أن توفي يميورقة 
06054 هعوت دامع . 

كما وفد إلى جزيرة ميورقة من صقلية «٠‏ أبو العرب الصقلي مصعب بن مد بن أبي الفرات 
العبدري » . وكان يسمع الدارسين فيها . « أدب الكتّاب » لابن قتيبة. وكان عالاً متقناً 
للأدب , شاعراً مفلقاً . توفي في جزيرة ميورقة مك كللل9, 

وبفضل هؤلاء العلماء والأدباء وأمثاهم , الذين أخذ عنهم أهل جزر البليار . نبغ كثيرون 
منهم في علوم اللغة العربية وآدابها . ومن أشهرهم ومن روادهم الأوائل, 

« ابو تمام النحوي غالب بن عبدالله بن اليمن بن حمد بن عامل القيسي القطيمي الميورقي » . 
صحب أبا الفتوح الجرجافي « ثابت البغدادي » . وأخذ عنه عم النحو وآداب اللغة العربية , 


.39١ ء ترجمة رقم *5. والمقري: نفح الطيب: ج 4.ء ص‎ ١5١ ابن بشكوال: الصلة/١ . ص‎ )١( 
. 508 وشكيب أرسلان : الحلل السندسية , ج.. ص‎ 

(؟) ابن بشكوال: الصلة/١‏ » ص 550 : ترجة رقم .3758٠‏ 

(؟) ابن الأبار: التكملة/١‏ . ص 586 » ترجمة رقم ٠١78‏ . ويترجم له ابن بشكوال في الصلة ويدعوه باسم 
« عبد الرحمن بن مد بن معمر اللغوي ». (ابن بشكوال : الصلة/١‏ . ص 558). 

(8) ابن بشكوال: الصلة / .٠١‏ ص 5١‏ ., ترججمة رقم 311. 

(5) ابن الأبار: التكملة/ .١‏ ص 7٠١‏ ترجمة رقم 188. طبعة عزت العطار الحسيني. 

(1) المصدر السابق. ص 755 . ترجمة رقم 17517 . طبعة روخس بجريط 18487م. 

(9) نفس المصدر السابق. ج .١‏ ص 800 . وج 15 . ص 7١8‏ , ترجمة رقم 1787 2 طبعة عزت العطار 


الحسيني . 


شيك 


كما أخذ عن علماء صقلية وقرطبة وعلماء شرق الأندلس . وظل يعم النحو وآداب اللغة 
العربية في مدينة ميورقة حتى وفاته 58؛ ه - 01.078 , 

وقد تأدب بأبي تمام النحوي القطيني الميورقي , وأخذ عنه علوم اللغة العربية « يحيى بن 
عبدالله بن مد المعروف بابن الفرضي 6" . وعبد الرحمن بن عمد بن يونس بن أفلح النحوي!" . 
وباقي بن عبدالله بن اسماعيل الأسلمي الالشي' . 

وقد اشتهر بآداب اللغة العربية وعم النحو في جزيرة ميورقة أيضاً . علي بن أحمد بن عبد 
العزيز الأنصاري الميورقي ؛ ويعرف باين طنيزء الذي تعم في جزيرة ميورقة وأخذ عن 
علمائها » وكان يجيداً في كل علوم عصره . وقد اشتهر بصفة خاصة في عم النحو وآداب اللغة 
العربية » وقد توجه من ميورقة إلى بلاد المشرق » واستوطن في مدينة بغداد » ومنها توجه إلى 
عبان وزنجبار. حيث عل اللفة العربية» وعلم النحو بصفة خاصة؛ وحصل من وراء ذلك على 
أموال طائلة » لبراعته وإجادته وإخلاصه لعمله, وتوف في بغداد /الاغ ه - ٠١84‏ م2 وني 
رواية أخرى توف في كاظمة «في الكويت حالياً » سنة 410 ه - 85١٠م‏ أثناء عودته من 
عمان : وكان له أسلوبه الخاص الفذ في التمله!"). 

وعبدالله بن الفضل بن عمر بن فتح اللخمي البنتي . عاش في ميورقة وتصدّر لإقراء اللغة 
العربية وآدابها » وكان ذا حظ في اللغة والنحو والشعر ‏ بارع الخط » رائق الوراقة . توفي في 


ميورقة سنة 490 ه2- 0.1.95 , 


وعبد الله اليابسي من جزيرة يابسة النحوي الأديب , كان يحضر مجالس الأدب . ويروي عمد 
ابن كثير القرشي النخزومي الشذوفي ؛ ويكنى بأبي حاتم المتوفى ؟7؛ ه- 78١٠م"‏ عن أحد 


)١(‏ ابن بشكوال: الصلة/؟ . ص 107 ترججمة رقم 58٠‏ . وابن الأبار: التكملة/١‏ ص 550 » ترجمة رقم 
5 . طبعة عزت العطار الحسيني . وصمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/السفر 
الخامس/؟. ص 018-8017 ء ترجمة رقم5877. وميخائيل أماري: المكتبة الصقلية؛ ص 59 . 
وشكيب أرسلان: الحلل السندسية . ج ". ص .58١‏ 
(؟) ابن الزبير: صلة الصلة. ص 391. 
(") ابن بشكوال: الصلة/؟. ص 2"64» ترجة رقم 3779 
(5) ابن الأبار: التكملة/1. ص 76٠‏ ». ترججمة رقم 314 » طبعة عزت العطار الحسيني. 
(5) ابن الأبار: التكملة/؟, ص ١51‏ ء ترجمة رقم 5178. طبعة مدريد 1516م. 
وعمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة .١/08‏ ص 5١ء‏ ترجة رقم 0؟”. 
والقفطي : انباه الرواة. ص 58١-57٠‏ ., ترججمة رقم 13717 . 
والسيوطي : بغية الوعاة. ص ١65‏ . ترجمة رقم ١108‏ . وياقوت الحموي : معجم البلدان . ج ه. ص 
87-4؟. والحدائق الغناء. ص .3١١"‏ 
(1) ابن الأبار: التكملة/؟ . ص 8١7‏ . ترججمة رقم 197 » طبعة عزت العطار الحسيني. 
() مد بن شريفة : أبو المطرّف بن عميرة . ص 7377 . 


13م 


هذه الجالس الأدبية. التي جمعت مفرج جبرون الأديب النحوي؛ أحد غلمان علي إقبال 
الدولة . ونجدة السرداني الأديب العام اللغوي من سبي سردانية وعبدالله اليابسي » وابن سيده 
اللغوي » وما دار فيها من جدل لغوي يدل دلالة واضحة على رفعة المستوى الأدبي , لعلماء جزر 
البليار . في عهد مجاهد العامري »« الذي جمع من الكتب مالم يجمعه أحد من نظرائه» وأتت 
عليه العلماء من كل صقع » فاجتمع بفنائه جملة . . كأبي معمر اللغوي وابن سيده . . فشاع العم في 
حاضرته حتى فشا في جواريه وغلمانه »''". وواصل ابنه علي إقبال الدولة عنايته بالعام 
والعلماء والأدب والأدباء . فوفد إلى عاصمة ملكه العلماء والأدباء ‏ أمثال عمد بن كثير 
القرشي الخزومي'' , وكانت عناية علي إ قبال الدولة بجمع الكتب واقتناء المكتبات لا تقل عن 
أبيه مجاهد العامري » وكان في قصره « قصر الحبور ». متخصصون في شتى اختصاصات 
« الوراقة والنسخ ». وقد اشتهر من بينهم مد بن عبدالله بن مد البشكلاري . « وكان وراقاً 
أن المترم بح يرا انيه الدولة أن الحسن علي بن الموفق مجاهد . حتى وفاته حوالي سنة 
كه -58. م وليس أدل على ارتفاع مستوى الأدب في عهد علي إقبال الدولة من 
الرسالة الشعوبية التي كتبها أبو جعفر أحمد بن أبي عامر بن غرسيه الكاتب الأديب , بالرغم من 
أصله البشكنمي!. 

وكان الدافع إلى كتابة هذه الرسالة الشعوبية لقي أثرت الأدب لكثرة الردود عي ٠‏ هو 
الخلاف حي أبي عامر بن غرسيه'" ؛ والشاعر أحمد بن الجزار”" , بسبب 
إهمال ابن الجزار لمدح معز الدولة »«حمد الفتح » بن علي إقبال الدولة » حيث يخاطبه قائلاً » 
« .. وأحر في هذا الفصل بعدم الوصل.. إذا أضربت عن مديح .. سهمنا النفيس وشهمنا 
الرئيس معز الدولة المولى الأعظم والموئل الأعصم ‏ قيل الأمم وسيل العرم . مغني المغاني ومعنى 
المعافي ذي النفاسة النفسانية والرياسة الساسانية.. »'"2. وإِنّ الدافع إلى ظهور مثل هذه 
الحركة الشعوبية في دانية وجزر البليار . هو سيطرة الموالي العامرية ,لين لا يمتون بصلة إلى 
الأصل العربي . فقد سُجّعوا الموالي أمثالهم من الصقالبة والفرنئجة والبشكنس ء وأهملوا شأن 





. 1١8 ابن الخطيب : أعمال الأغلام/القسم الخاص بالأندلس. ص‎ )١( 
. 7077 عمد بن شريفة : أبو المطرف بن عميرة . ص‎ )١( 
.4150 ترجمة رقم‎ » 3١7 (؟) عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/57. ص‎ 
. 107-105 (؛) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج ” . ص‎ 
. 7١١ ابن الأبار: المعجم في أصحاب الامام أبي علي الصدتي. ص‎ )0( 
. 1١9 - 5١35 وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص‎ 
.7١04 ص‎ ٠2 وابن بسام الشنتريني: الذخيرة/القسم الثالث/؟5‎ 
."800/٠ ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب‎ )3( 
.17١5 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة/القسم الثالث/؟ » ص‎ )0( 


021 


ذوي الأصول العربية , بالرغم من اعتزازهم باللغة العربية لغة القرآن اعتزازاً منهم بالإسلام 
وتراق40, 

وقد رد على أحمد بن غرسيه كثيرون» منهم أبو جعفر أحمد بن الدودين البلنسي''". وأبو الطيب 
عبد المنعم القروي!"). وعبد المنعم بن مد بن عبد الرحم الغرناطي7؛) . وحمد بن علي بن عبد ربه 
التجيبي المالقي!© . 

وبالرغم من هذا التيار الشعوني الذي شمل جزر البليار . فقد ظلّت للعروبة فيها وفي شرق 
الأندلس أصالتها . وترسّخت جذور اللغة العربية فيهما . وواصل علماء جزر البليار تسكهم 
بترائهم العربي » وعنايتهم بآدابها » وتعليمها لمواطنيهم » وكان من بين هؤلاء نافع بن رياض 
الجنزيري الميورقي من شيوخ الأدب, علّم آداب اللغة العربية في بلده؛ إلى أن توفي سنة 
٠‏ هح 1٠١4.‏ م(): وعثان بن دلم الميورقي من كبار الأدباء وعلماء اللغة» توفي سنة 
:"4 ه - .)"(1١41‏ وعلي بن رجا بن مرجى الميورقي » وكان من كبار الأدباء والعلماء 
باللغة العربية » وقام بتعليمها للناشئة في ميورقة , إلى أن توفي سنة 415 ه - ١.06‏ .(8/, 
والأديب أبو العباس أحمد البثي الذي اتخذ له في جزيرة ميورقة رابطة يعم فيها. حتى نفاه 
مبشر ناصر الدولة عن ميورقة('2 0.0 ه - 5١١1م‏ في الوقت الذي كان فيه الفتح بين خاقان 
و0 

وكان من أشهر علماء اللغة العربية في جزر البليار في عهد مبشر بن سليان ناصر الدولة 
قبيل الاجتياح الصليبي الأول هذه الجزر ء « عبد العزيز بن الحسن بن أبي البسام , ولاه مبشر 
ابن سليان ناصر الدولة خطة الكتابة ؛ وكان من شعراء أمير البليارء وبلغ تمكّنه من اللغة 
العربية إلى حد « أنشد فيه ناصر الدولة » أمير ميورقة وهو دون الحم »! وقد أخذ عنه كثيرون 


.١5 المصدر السابق. ص‎ )١( 

(؟) ابن بسام الشنتريني : الذخيرة 5/7 . ص 075 -747. 

(*) المصدر السابق, ص 10779 -15. 

(؛) ابن الزبير: صلة الصلة» ص7١‏ , ترجمة رقم 358 . 

(0) ابن الخطيب : الإحاطة. ج” . ص58 -755. 

(3) الحميدي : جذوة المقتبس. ص08" ترجمة رقم 8081. 

(9) ابن بشكوال : الصلة/ ١‏ » ص 400 » ترجة رقم 207 . 

() الحميدي: جذوة المقتبس , ص 715, ترجة رقم 715. 
وابن بشكوال: الصلة/7 . ص 4١7‏ » ترجمة رقم 484. 

() د. إحسان عباس : اخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السلفي» ص7 . 

(١٠)الفتح‏ بن خاقان : :قلائد العقيان. ص 1 و114*- 10" . 


نفيك 


علوم اللغة العربية في جزيرة ميورقة» إلى أن توفي فيها 014 ه-58١1م!"‏ . 


وبالرغم من النكبة الداهمة والمصاب الجلل الذي تعرضت له جزر البليار في نهاية عهد 
مبشر بن سليان ناصر الدولة ‏ وإبادة معظم سكان جزيرقٍ ميورقة ويابسة . فقد أعاد المرابطون 
البواسل جزر البليار ثانية إلى حظيرة الإسلامة.ه ه-6١11ع''.‏ واستعادت بالتدريج 
دورها الحضاري . وواصل أهلها الأخذ عن الوافدين من العلماء إلى هذه الجزرء ومن أصلاء 
أهلها . علوم اللغة العربية وآدابها » ومن أشهر هؤلاء العلماء . « علي بن مسعود القاضي . حفيد 
عصام الجولاني » فاتح جزر البليار ء وكان من كبار الأدباء اللامعين في فترة توليته القضاء 
بيورقة , وأخذ عنه كثيرون من أهل هذه الجزر , إلى أن توفي في عام 014 ه > 1١1‏ ما" . 

وعلي بن صالح بن أبي الليث؛ ويعرف « باين عز الناس », طرطوثي الأصل , أقام 
بميورقةء وكان من كبار أدبائهاء توفي مقتولاً على يد سعد بن شد بن مردنيش 
لاله ه ع 1١١17١‏ 3 

ومن الذين اشتهروا بإجادة علوم اللفة العربية وعم النحو بصفة خاصة . في جزيرة يابسة 
« أبو عمد عبد الله بن الحسين بن عشير الياببي » النحوي . أخذ عم النحو عن أبي الحسين سلهان 
ابن طراوة السباقي المالقي النحوي!*). ودرّس عم النحو في جزيرة يابسة, ثم هاجر إلى 
الاسكندرية » وتصدّر تعلم النحو فيهاء إلى أن توفي 078 ه- .١1م‏ ودفن بمقبرة باب 
البحر في الاسكندرية!"). 

وقد برع في جزيرة يابسة في عم البلاغة والبيان وآداب اللغة العربية » عبد العزيز بن عبد 


.1885 ابن الأبار: التكملة/؟. ص 775 . ترجمة رقم 11771. طبعة روخس بمجريط‎ )١( 

)١(‏ ابن الكربودس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي, 
ص 2171-1١59‏ 

وابن عذاري : البيان المغرب . ج ١‏ . ص 7”00. 

وابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 00" وما بعدها. 
(©) ابن الأبار: التكملة/؟ . ص ٠١5-7١0‏ طبعة مدريد 1416 م. وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي 
المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/السفر الخامس/القسم الأول ء ص 108 . 

والتنبكي : نيل الابتهاج بتطريّز الديباج . ص 158 . 
() ابن الأبار: التكملة/؟ . ص 518 ترجمة رقم 1870 , طبعة روخس- بجريط 1887م . وحمد بن حمد بن 
عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/السفر الخامس/القسم الأول ؛ ص 447 . 
وابن الخطيب : الإحاطة . ج ؛ ص 185-1١8‏ . والتنبكتي : نيل الابتهاج بتطريز الديباج ؛ ص ١59‏ . 
() تراجع ترجمة « ابن الطراوة النحوي » في المقتضب من تحفة القادم . ص ١١‏ . وفي المغرب في حلى المغرب 
لابن سعيد المغرني ‏ ج ؟ . ص ١5995‏ . 
(1) ياقوت الحموي: معجم البلدان , ج ه . ص 55؛ . والقفطي : إنباه الرواة. ج 0 » ص ١١90‏ ترجمة رقم 
551 . والسيوطي : بغية الوعاة. ج ١‏ ص 8" ترجة 3/9 . 


إضيك 


العزيز بن مد بن شدّاد المعافري , جياني الأصل , استقر في جزيرة يابسة إلى أن توفي بها حوالي 
لكو مك وتلل" 

ومن الذين برعوا في « عم الخط » في جزيرة ميورقة . « عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى بن 
عمير الثقفي » . توفي في جزيرة ميورقة 0618 ه - 08١1م("‏ 
المكتّب . وكان يكتب المصاحف . توفي 57 ه > 1955 م(5ا. 

وقد اشتهر في عم اللغة العربية في نباية عهد المرابطين من مسوفة وبداية العهد الموحدي , 
«حمد ين خلف المعافري الميورقي » الذي تصدّر في جزيرة ميورقة « لتعلم اللغة العربية » وتقدّم 
أهل بلده في ذلك» وأخذ عنه جاعة منهم أبو عبدالله مد بن الحسين الشكاز ء توفي في 
مراكش 1.١‏ ه -4١٠1١م‏ »47).ومن الذين اشتهروا في علوم اللغة العربية وآدابها في العهد 
الموحدي من الوافدين إلى جزيرة ميورقة «٠.‏ الحسن بن علي الأغماتي التلساني الأصل , قدم إلى 
جزيرة ميورقة 7.٠‏ ه - 1١١8‏ مء وأقام بها »»وأقرأ العربية إلى أن سعى به عند واليها « 
أبو يحيى التنملي . و بجماعة معه فأزعجهم عنها..» ورخَّلهم منها إلى بلنسية 
6 ه-1508ء(0). والقاضي أبو مد عبد الله بن سليان بن حوط الله . ولي القضاء في 


ميورقة » ودرّس فيها علوم اللغة وآدابهاء وكان نحوياً بارعاً . يعتمد في تدريسه على كتاب 
3ن( 


. وعمد بن عبد الله بن خيار 


سيبويه » توفي 5١1‏ ه - 16١1م‏ 


وشمد بن الحسين بن علي بن موفق الميورقي » ويعرف بالشكاز . ويكنى بأبي عبد الله » وكان 
يعم اللغة العربية في بلده . بعد أن أجادها على يد جمد بن خلف المعافري الميورقي , إلى أن توفي 


سنة 575 ه - م١١١‏ ار 


وجمد بن أحمد بن عبد الودود البكري . درس آداب اللغة العربية وعلم النحو على يد ابن 





)١(‏ ابن الأبار: التكملة/السفر الثالث . ص 554-5778 ترجمة رقم ١77٠‏ طبعة روخس - مدريد 
كحخلم. 
)١(‏ المصدر السابق . ص 077 ترججة رقم ١094‏ نفس الطبعة . 
(؟) نفس المصدر السابق والطبعة ؛ ص 59١‏ ؛ ترججة رقم 971 . 
(:) ابن الأبار: التكملة/السفر الثالث . ص 07١‏ ترجمة رقم ١088‏ طبعة عزت العطار الحسيني . 
(0) المصدر السابق. ص 737١‏ , ترجة رقم 1788 . 
(1) النباهي : تاريخ قضاة الأندلس. ص؟١١.‏ 
والمنذري : التكملة لوفيات النقلة . ج 1. ص 504 -506. 
وابن الخطيب : اللإحاطة. ج”. ص5١1.‏ 
وابن فرحون: الديباج المذهب ؛ ص ١55‏ . 
والسيوطي : تذكرة الحقاظ . ج ؛ . ص 18910 . 
والمقري : نفح الطيب ؛ ج 5 . ص 78 . 
() ابن الأبار: التكملة/؟ . ص ”77 وص 607١‏ ترجة رقم 15159. 


فيفك 


حوط الله القاضي ؛ وأبي عبد الله الشكاز وغيرهم » وقد أسهم بدور بارز في تعلم اللغة العربية في 
ميورقة , إلى أن توفي في شهر محرم 577 ه - 1515 م» قبل اجتياح القوات الصليبية لمدينة 
ميورقة بشهر واحدل". 

وعبد الملك بن إبراهم بن هارون العبدري الميورقي . تصدّر لتدريس عم النحو في ميورقة , 
إلى أن استشهد بعد اجتياح القوات الصليبية لأسوار مدينة ميورقة في ١4‏ صفر 7510 ه > "١‏ 
ديسمير 01794(" 

وعمد بن علي بن اسحق بن عمد العبدري الميورقي , علّم اللغة العربية وآدابها في ميورقة, 
واهم بعلم النحو بصفة خاصة وأجاد فيه. وبعد استيلاء القوات الصليبية على مدينة ميورقة , 
وقع في أسر الغزاة في منتصف شهر صفر 177 هح "١‏ ديسمبر 1518م ؛ وأنقذه من الأسر 
أمير منورقة سعيد بن حك بن عثان .وأحضره إلى جزيرة منورقة , ودرّس فيها النحو والأدب , 
«وكان نحوياً أديباً حسن التعلم » ؛ ومن الذين أخذوا عنه عم النحو أبو مد عبد الله مولى 
سعيد بن حكم بن عفان( . 

وكان سعيد بن حك بن عمان أمير جزيرة منورقة من كبار علماء اللغة العربية في عصره , 
وكان أديباً عالاً في عم النحو, وأخذ عنه كثيرون في منوروو!. 

أبو مد عبد الله موى سعيد بن حك . أخذ علوم اللغة العربية عن كبار علماء منورقة , 
وأجاد فيهاخاصة في عم النحوء وقد أخذ عنه كثيرون . وانتفعوا بمعرفته الواسعة في يجالات 
عدي" 5 

وعلي بن يحيى التجيي المنورقي ‏ يكنى بأبي الحسن.. وكان متقدماً في النحو والأدب . 
درس زماناً ما كان عنده . وانتفع الناس به(. وعمد بن علي بن عثان الأزدي المنورقي أبو 
عبد الله . تأدب في النحو على يد أَبي عبد الله الحسين بن الشكاز الميورقي . وأجاز له ء وأخذ 
أيضاً عن أبي مروان إبراهم بن هارون الميورقي . وتأدّب به في النحو والأدب أبوحمد عبد الله 


.31581 المصدر السابق» ص 554 , ترججة رقم‎ )١( 
. 785 ترججة رقم‎ , ١157 ابن الزبير: صلة الصلة . ص‎ )١( 

وحمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/السفر الخامس/١‏ ص ؟١‏ ترججمة رقم .1١‏ 
(؟) مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة ‏ ج 5 .ص 4"5 ترججمة رقم 1١80‏ . 
(5) السيوطي : بغية الوعاة ؛ ج ١‏ . ص ”58 . والذيل والتكملة/ بقية السفر الرابع » ص 8؟ . والمقري : نفح 
الطيب , ج ؟ . ص 1077-407١‏ . 
(0) ابن القاضي : درة الجمال في أسماء الرجال. ج 8 ؛ ص 11١‏ . ورحلة العبدري ص 58١0‏ . 
(1) عمد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة/ السفر الخامس القسم الأول . ص 497 » 
ترجمة رقم .75١‏ 


ع0 


مولى سعيد بن حك أخذ عنه بمنورقة . واستقضي بنورقة إلى أن توفي سنة 370 م(" . 
وظل لعلماء ميورقة شهرتهم في النحو واللغة العربية بعد هجرتهم من الجزيرة ومنهم علي بن 
جمد الشاطبي الميورقي الأصل النحوي ؛ توفي سنة 3070 ه("). 


وحمد بن عبد الله الميورقي الأصل النحوي , توفي سنة 786 ه67 ). 


الحياة الأدبية في جزر البليار 

وأشهر الشعراء والأدباء 

جذبت هذه الجزر منذ استقلالها على يد مجاهد العامري 400 ه- 1١١6‏ م!*؛ الشعراء 
والأدباء النين وفدوا إليها من بلاد الأندلس والمغرب . ومن جزيرة صقلية وبلاد المشرق » وقد 
التف حول مجاهد العامري لفيف من الشعراء والأدباء » وأصبح بلاطه في قصر الحبور » كبلاط 
كبار الملوك » ولكثرة نقده للشعر . لمعرفته بأصوله وعروضه » فقد انفض الشعراء من حوله!". 

وبالرغم من ذلك فقد خلّد الشعراء والأدباء الذين وفدوا على بلاط مجاهد العامري اسمه , 
واسم ابنه من بعده «علي إ قبال الدولة ». وأسهموا في خلق نهضة أدبية في دانية وجزر 
البليار . وكان من أشهرهم : أحمد بن دراج القسطلي المتوفى 47١‏ ه > ٠١٠‏ م من كبار شعراء 
الأندلس . خلد مجاهد العامري بفرائد من شعرء!”). وأحمد بن محمد بن أحمد بن برد الذي مدح 
مجاهد العامري « برسالة السيف والقل »!"2. وعبد الرحمن بن مقانا البطليوسي الأشبوني » من 
شعراء بلاط مجاهد ؛ وقد برع في وصف مجالسيل" . 


. 1571 المصدر السابق؛ ج 5 . ص 00 » ترجمة رقم‎ )١( 
.7585 ترجمة رقم‎ ١1407 ابن الزبير: صلة الصلة. ص‎ )؟١(‎ 
. 191-198 ابن الخطيب : الإحاطة, ج ؟ . ص‎ )( 
. 550 ابن الأثير: الكامل؛ ج 5 , ص‎ )4( 

وابن خلدون : العبرء ج ؛ . ص 784 . 
(0) ابن بسام : الذخيرة/القسم الثالث/١‏ . ص ؟5” » وابن عذاري : البيان المغرب ج ‏ ص .1١65‏ 
() الحميدي : جذوة المقتبس , ص ١١١-1٠١١‏ ترجمة رقم 187 . والضبي : بغية الملتمس . ص ١08‏ ترجمة 
رقم 41". وديوان ابن دراج/ تحقيق د. مود علي مكي ص78. 
(1) الحميدي: جذوة المقتبس, ص ١١0‏ ترجمة رقم 45. والضيي : بغية الملتسس ص ١74‏ . وابن سعيد 
المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ١‏ . ص85 -11. 
وابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب. ص 1١7‏ . والصفدي : الوافي بالوفيات ج /اء ص 8" . 
(م) الحميدي : جذوة المقتبس . ص 579 ترجمة رقم 118 . وابن بسام : الذخيرة ؟/؟:. ص 757 . وابن سعيد 
المغربي : المغرب في حلى المغرب ج ١‏ . ص 417 . وابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص "4 . 
والمقري: نفح الطيب . ج ١‏ , ص 137 . 


03 


وأبو عمد عبد الله بن سارة الشنتريني من شعراء مجاهد العامري''. وصاعد بن الحسن بن 
2 البغدادي , وكان أحد كبار شعراء بلاط مجاهد العامري وأدبائه وله فيه مدائح 

وحمد بن القاسم ويعرف « بأشكهباط » وف زؤاية أخرف « أشكنهادة » وكان من ظرفاء 
بلاط مجاهد العامري والمقربين إليه0؟). 

وعلي بن أحمد بن إسماعيل المعروف بابن سيدة . « وكان شاعراً منقطعاً للأمير أبي الجيش 
مجاهد العامري وابنه علي إقبال الدولة »!*2. والأديب عبد الله بن إسماعيل الجياني » « نش 
بسفاقس من أعمال افريقية . ودخل الأندلس » واتصل بالموفق مجاهد صاحب دانية والجزائر 
(البليار) وكان من ذوي النباهة والنزاهة ؛ توفي ذبيحاً 54١6‏ ه- 1.054 م0. 

« وكان من أشهر شعراء علي إقبال الدولة بن مجاهد » . عمد بن خلصة الشذوني'". وإبرا هم 
ابن وزمر الصنهاجي الحجاري «٠‏ صاحب كتاب الحديقة في البديع » . قصد إلى بلاط علي ! قبال 
الدولة » في قصر الحبور . ومدحه بفرر من قصائده!"). 

ا أحمد بن دراج القسطلي . مدح علي إقبال الدولة؛ وكان أحد شعرائه 
المشهورين!*). وأبو القاسم بن خيرون من ظرفاء شعراء علي إقبال الدولة بن يجاهد" 





)١(‏ ابن بسام : الذخيرة 7/7 . ص 3784 . وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب , ج ١‏ . ص 4١5‏ . وابن 
دحية : المطرب من أشعار أهل المغرب . ص 78 وابن خلكان : وفيات الأعيان.ج * .ص 58 . والدلجي : 
الفلاكة والمفلوكون ص 590-55 . 

0( الحميدي : جذوة المقتبس » ص 56 . والضبي : بغية الملتمس . ص .”١5‏ وابن بشكوال : الصلة/١‏ , 
ص 770-557 . والذهي : العبر في خبر من غبر ج ” . ص ١55‏ . والمقري : نفح الطيب . ج ”. 
ص76 - 6ى. 

(؟) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب, ج ” , ص 58-71 . 

(:) الحميدي : جذوة المقتبس , ص .5١١‏ والضيي : بغية الملنسس . ص 4١١‏ . وابن بشكوال : الصلة/١‏ » 
ص 4١7‏ . وصاعد : طبقات الأمم . ص ١١6‏ والقفطي : إنباه الرواة ء ص 550 - 555 . وابن خلكان : 
وفيات الأعيان. ج ؟ . ص 0.*"". والمقري : نفح الطيب» ج ؟ , ص 50١‏ . 

() ابن الأبار: التكملة/السفر الثاني . ص 556 ترجمة ١474‏ طبعة روخس- مدريد 1885م. 

(3) الحميدي: جذوة المقتبس» ص 04 ترجمة رقم 4 . وابن الأبار: التكملة ١/‏ ص 60" ترجمة رقم 
7 طبعة عزت العطار الحسيني . وشمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة » ج 5 , 
ص 18١‏ . والصفدي : الوافي بالوفيات » ج ” . ص 0" . 

0( ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج ” . ص 74 . 

(8) الحميدي : جذوة المقنبس . ص507. والضي : بغية الملتمس . ص "4؛ . وابن بشكوال : الصلة/؟ » 
ص 115 . وابن بسام الذخيرة 5/١‏ . ص57 . وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب » ج؟ . ص 5١‏ . 
(5) ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص 4١5‏ . 


0 


والوزير الحكم أبي عمد المصري .. « عبد الله بن خليفة القرطبي » , مدح علي | قبال الدولة 
بعدة قصائدا''. وقد تردد صدى هذه المدائح وما كتبه الأدباء في مجاهد العامري وابنه علي ! قبال 
الدولة في جزر البليار ودانية » وتناقلها أهلها جيلا بعد جيل . وننتيجة لرسوخ اللغة العربية 
وآدابها في جزر البليار . واهتام ملوك هذه الجزر وعماها الأدباء والشعراء » فقد ظهر عدد من 
كبار الأدباء والشعراء في جزر البليار في القرن الخامس للهجرة - الحادي عشر للميلاد . 

ولم أجد في أي مصدر تمكنت من الاطلاع عليه أسماء شعراء أو أدباء من أصلاء أهل هذه 
الجزر في القرن الرابع للهجرة - العاشر للميلاد في عهد الخلافة الأموية في الأندلس ؛وجميع من 
عثرت على أسمائهم من الوا فدين إلى هذهالجزر ؛ومن أشهرهم جعفر بن عثان المصحفي عامل جزر 
البليار وقائدها("'. ورا تكون أسماؤهم قد فقدت وضاعت فيا ضاع من تراث ء أو أنها ما زالت 
في طي الكتان» في مصادر ل نعثر عليها بعد أو أن شهرتهم لم تبلغ حداً يثير اهتام أدباء 
الأندلس . وأصحاب كتب التراجم والطبقات . ومهما يكن الأمر فقد اشتهر في جزر البليار في 
عهد المملكة الجاهدية العامرية عدد من الشعراء والأدباء من أصلاء أهلها والوافدين إليها . 

وكان من أشهرهم : أبو علي إدريس بن اليان العبدري الشبّيني اليابسي من جزيرة يابسة 
الثة جزر البليار . وكان من أشهر شعراء عصر ملوك الطوائف » وقد دعي بالشبيني نسبة إلى 
شجر الصنوبر الذي اشتهرت به جزيرة يابسة ويدعي « شبين » 536103 بعجمية أهل 
الأندلس!”. وقد مدح علي إ قبال الدولة وبقية ملوك الطوائف في عصره وكان يأخذ مائة دينار 
على كل قصيدة . وقد ذكر صاحب الذخيرة فاذج عديدة 0000 وقد مدح مجاهد العامري 
بقصيدة مطلعها : 

ولرب ليل قد طرقت وهمتي 2 أمرِي بهياإذليس يسري كوكلب 

وكان مجاهد العامري يعبث بيديه.. استثقالاً للعارفة ويخلاً بالجائزة.. « وما إن انتهى 


.801- "09 ص ؟6”,‎ ١ ابن بسام : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة / القسم الرابع/‎ )١( 
ابن الأبار: التكملة. ج١1. ص١١ ترجمة رقم 17. وج ؟. ص04" ترجة رقم 183717. والحلة‎ )١( 
وما بعدها. وابن سعيد المغربي : رايات المبرزين .ص 59 . وعبد الواحد‎ ١07 .ص‎ ١ السيراء .ج‎ 
. 75 المراكثي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ 
ترجمة 178 . والضبي : بغية الملنسس ص 757-5775 , ترجمة رقم‎ 2١ الحميدي : جذوة المقتبس . ص‎ )( 
ترجمة رقم 018 . وابن سعيد المغربي : روايات المبرزين » ص‎ , ١90 وابن الأبار: التكملة/١. ص‎ . 
وفوات الوفيات‎ . 1٠١٠ والمرقصات والمطربات . ص 78. والمغرب في حلى المغرب . ج 15 . ص‎ .7 
والمقري : نفح الطيب ؛ > 70 . ومخطوط الأنساب للسمعافي ورقة 055 . والباروكمبانير: تخطيط‎ ,.,»,01 
. تاريخي لجزر البليار. ص ؟55‎ 

وابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص ١١١‏ و157. 
(:) ابن بسام : الذخيرة 21/7 ص #5" -55.0. 


1م 


الياببي من إلقاء قصيدته حق اختطف منه مجاهد القرطاس من يده وقال وقد سد خياشيمه : 

إن رائحة الشبين على شعرك تعريضاً له بيابسة! جزيرة في البحر كان منها . وأكثر شجرها 
الشبين (الصنوبر ) 536158 فخجل لمقامه وتعثر في ذيل كلامه فلما وثبت إليه نفسه وراجعه حسّه 
قال : أيها الأمير ان كنت أسأت في مدحك فأحسن في منحك أو قصرت في وصفك فأطل في 
عرفك »''. وقال من قصيدة ممدح علي إقبال الدولة ابن مجاه : 

يعلّى بن يحامدأوردته روض اللديح وموسم المداح 

وعلي بن رجا بن مرجى الميورقي شاعر أديب جليل» أنشد للحميدي كثيراً من شعره توفي 
بجزيرة ميورقة 57 ه - 04١1ع(').‏ وابن عبد المولى الميورقي الشاعر وقد اشتهر بصفة خاصة 
بالوشحات!؟!, 

وحمد بن عمّار الكلاعي الميورقي .. وله قصيدة طويلة على روي النون في السنة.والآداب 
الشرعية يوصي ابنه حسناً!“). وقد ظلّ صدى هذه القصيدة يتردد زمناً طويلاً . وقد أنشدها 
يوسف البدعي الفقيه النحوي لطلابه بعد عدة قرون”*). وعثان ابن خلف بن هارون القطيني 
الميورقي الأديب الشاعرل". 

وحمد بن العطار اليابسي من شعراء جزيرة يابسة!"). وقد ذكر صاحب الذخيرة فاذج 
عديدة من شعرء”). ومن الشعراء وكبار الأدباء الذين وفدوا إلى جزر البليارء من الأندلس 
وصقلية واستقروا فيها: 

أبو العباس أحمد بن البني الأبدي الأديب الشاعر » قدم إلى جزيرة ميورقة من أبدة في البر 
الأندلسي » وأقام له رابطة في ساحل ميورقة » وغضب عليه مبشر بن سليان ناصر الدولة » أمير 





.*”4٠0 المصدر السابق. ص‎ )١( 
. 744 (؟) نفس المصدر. ص‎ 
والحميدي: جذوة المقتبس. ص 1م ترجمة رقم 11ا.‎ 
.484 ترجة رقم‎ 4١* وابن بشكوال: الصلة/؟ ,2 ص‎ 
. 118 (م) ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب ؛ ج ؟ . ص‎ 
. 855 والقاضي عياض : ترتيب المدارك . ص‎ . 1١77 ترجمة رقم‎ 4١” (؛) ابن الأبار: التكملة/١. ص‎ 
.50 والمقري : نفح الطيب . ج ".ص‎ 
.7/١95 - ١/5 ابن القاضي : درة الحجال‎ () 
.986 ترجمة‎ ١051 ترجمة رقم 5780 . وص‎ 57١١ الحميدي: جذوة المقتبس. ص‎ )5( 
والضي : بغية الملتسس. ص 7858 , ترجمة رقم 754. وابن الأبار: التكملة/١ ص 757 ترججمة رقم‎ 
.000 والمقري: نفح الطيب . ج . ص 164 وص‎ 5 
. 107١ ابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟ . ص‎ )0( 
. "06-505 ابن بسام الشنتريني : الذخيرة/القسم الرابع/الجلد الأول. ص‎ )8( 


7م 


جزر البليار ونفاه من ميورقة!') سنة 0.0 هح 1١١5‏ مء وهي السنة التي قدم فيها الأديب 
الكاتب الفتح بن خاقان إلى جزيرة ميورقة!". ووصفها وصفاً شيّقاً . ومدح أميرها مبشر بن 
سليان ناصر الدولة ‏ وقابل فيها الشاعر أحمد بن البئي وشهد رحيله عن ميورقة!"). وعمد بن 
عبيد الله بن فضل بن صمادح , كان شاعراً أديباً من أمراء المرية في عهد ملوك الطوائف ‏ وبعد 
زوال ملك بني صادح ؛ على يد يوسف بن تاشفين , لجأ إلى كنف مبشر بن سليان ناصر الدولة في 
ميورقة!4). 

أبو العرب الصقلي الشاعر الأديب « مصعب بن مد بن أي الفرات القرشي العبدري من 
جزيرة صقلية ؛ هاجر منها إلى الأندلس بعد استيلاء النورمان عليها » ولجأ في آخر المطاف إلى 
جزيرة ميورقة . وعاش تحت رعاية أميرها مبشر بن سليان ناصر الدولة » وكان عالاً أديباً » 
مصقعاً فى الأدب . وشاعراً كبيراً ؛ وقد عرّى نفسه على غربته » حيث يقول : 

إذا كان أصلي من تراب فكلها بلادي وكل العالمين أقاربي! 

توفي في جزدرة ميورقة سنة 0057 ه - ٠١١15‏ م قبل ابن اللبانة بسنة واحدة . ودفن ابن 
اللبانة بجانيه!") , 

وعبد الجبار بن حمديس الصقلي , لجأ إلى جزيرة ميورقة . ومدح أميرها مبشر بن سليان 
ناصر الدولة » ويقال بأنه بقي في ميورقة حتى توفي فيها , والأرجح أنه غادر جزيرة ميورقة قبل 
ابره الصليبي عليها 5.08 ه-15١1١1م»ء‏ واستقر في بجاية في المغرب الأوسط وتوفي 
هناك" '. 





(1) الفتح بن خاقان : قلائد العقيان. ص 565 - 866 . ود  .‏ حسان عباس : تراجم أندلسية مستخرجة من 
معجم السلفي . ص 77 - 18 . والعماد الاصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر 5/8057 . والمقري : نفح 
الطيب , ج ١‏ ص 1417 . 

وابن خلكان: وفيات الأعيان. ج /اء ص 557 . والأنساب للسمعافي ‏ ج ١‏ ص 48. 

والمقري : نفح الطيب. ج 1 ص 8؟؟. 
)١(‏ الفتح بن خاقان : قلائد العقيان ص 76 . 
(0) المصدر السابق. ص 414 -40”*. 
(:) عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة/". ص 98" . ترجة رقم 8817. 
(5) ابن الأبار: التكملة/؟١.‏ ص 7١"‏ ترجمة 1787 . وابن سعيد المفربي : رايات المبرزين ص 
.١145--8‏ والعماد الاصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر ج؟ ص 9١؟.‏ 

وابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ج 4 ص ١65‏ وابن بسام : الذخيرة ١/14‏ ص .”01١‏ 
(1) العماد الأصفهانٍ : خريدة القصر وجريدة العصر . ج ” . ص ١45‏ . وابن بسام: الذخيرة ١/4‏ . ص 
-557. وابن خلكان : وفيات الأعيان؛ ج . ص ؟١5؟.‏ 

ومقدمة ديوان ابن حمديس الصقلى - تحقيق إحسان عباس . ص ؟١9-1١.‏ 


0 


وجمد بن عيسى الدافي المعروف بان اللبانة » قدم إلى ميورقة من اشبيلية بعد اندثار ملك 
بني عباد في شعبان 4845 ه - 56١1م"‏ . وكانت ميورقة في عهد مبشر ناصر الدولة » واحة 
يستظل بظلها العلماء والأدباء والشعراء تحت رعاية أميرها الذي «أحسن التدبير فقصده 
الفضلاء من الشعراء والأدباء . ومنهم ابن اللبانة .. »!"2. وظلّ ابن اللبانة في جزيرة ميورقة 
تحت كنف أميرها مبشر ناصر الدولة حتى وفاته فيها سنة 0.0 ه-١١1‏ مء قبل العدوان 
الصليبي عليها بسنة واحدة. «ودفن إزاء أي العرب الصقلي . وكان طوالاً وابن اللبانة 
دخداحا ».وقد حلد ميقن تاضر الدولة بقضائد من "فرائذه! '!: وخلد ذكره عبر العصور .ومن 
أبرز قصائده في مدح مبشر ناصر الدولة وفي وصف التقاليد الميورقية في البحرية وصف عيد 
المهرجان . وحركات الأسطول في خليج مدينة ميورقة قائلاً: 
بشرى بيوم المرجان فإئّه0 يم علييهمناحتفائك رونق 
طارت بنات الماء فيه وريشها 2 ريش الغراب وغير ذلك شوذق 
وعهلى الخليج كتيبية جرارة ‏ مثلالخليج كلاهما يتدفق 
وبني الحروب على الجواري التي تجري كما تجري الجيادالسبق 
عجباً لها ما خلت قبل عيانها أن يحمسل الأسد الضواري زورق 
وكانت جزر البليار تتعرض آنذاك طهجمات أساطيل بيزة وقطلونية والفرنجة والنورمان , 
وكانت أساطيلها المجهزة تجهيزاً جيداً تقوم بدور بطولي في دفع الغزاة من جهة , وتغزو المعتدين 
في عقر دارهم . في غارات بحرية متلاحقة . على سواحل قطلونية والبروفانس وليجوريا!', 


وصقلية النورمندية وبلاد النورمانا*! . 





)0( المقري : نفح الطيب » 05/14؟. 

.1١5- 4.5 ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب ج ؟'. ص‎ )١( 

(؟) ابن بسام : الذخيرة/القسم الثالث/؟ . ص 773 .7١5-‏ وعبد الواحد المراكشي : المعجب في تلخيص 
أغباز المغرب: :من 5١7-05‏ وحاشية«١‏ » ص .5١‏ والفتح بن خاقان: قلائد العقيان. ص 
5.0.7 . وابن سعييد المغرني ؟ المغرب في حل المغرب . ج ؟ . ص 4.5 - 8١5‏ . وابن الآإبار: 
التكملة - ١‏ . ص 1١٠‏ ترجمة 1١75‏ . وابن سعيد المغربي : آيات المبرزين . ص ٠٠١‏ . والعماد الأصفهاني : 
خريدة القصر وجريدة العصر , ج ؟ .ص 158-107 . وابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص 
-174 . والضبي : بغية الملتمس . ص ٠١5‏ ترججمة .7١‏ وفوات الوفيات ج ؛ . ص "5 . والصفدي : 
الوافي بالوفيات ج ؛ . ص 597 . وابن سعيد : المرقصات والمطربات ص 81 . والمقري : نفح الطيب ج ١‏ ص 
وج 4 ص 555-558 . وابن الخطيب: جيش التوشيح ص 565 - "557 . والباروكمبانير: تخطيط 
تاريخي ص .5١54‏ 

(:) محمد عبدالله عنان: دول الطوائف . ص 9١٠؟.‏ 

(5) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي ص ؟١٠.‏ 


غ0 


لهذا اهم ابن اللبانة بوصف الأساطيل درع البليار القوي » ووصف مراكب الغزو"'. وقد 
توفي ابن اللبانة قبل سنة واحدة من استيلاء القوات الصليبية على جزيرقي يابسة وميورقة 
وتدميرهنا" . : 

وكان لرسوخ اللغة العربية بين أهل جزر البليار في عهد المرابطين من مسوّفة والعهود 
اللاحقة : وجمال طبيعتها ونباهة أهلها . عوامل رئيسية في ظهور عدد كبير من الشعراء والأدباء 
في هذه الجزر . ومن أشهر من عثرنا على تراجمهم في كتتب التراجم والطبقات التالية أسمٌ هم : 

« يوسف بن يونس بن مد بن جبار من بني هلال بن عامر بن صعصعة » »يكنى أبا الحجاج » 
ينسب إلى عرب بني هلال النين اجتاحوا افريقية » هاجر أبوه منها إلى الأندلس , وأقام في 
سرقسطة » وفيها ولد ابنه يوسف سنة 8686 ه - ١١١١‏ مء الذي انتقل من سرقسطة إلى 
افريقية ومنها توجه إلى جزيرة ميورقة واستقر فيها . وكان من الأدباء . ومن أهل المعرفة 
باللغة العربية وآدابها . كما كان على معرفة واسعة بالأنساب .. « وأقام بميورقة وأخذوا عنه 


بها.. » حت وفاته سنة 0٠6همه-‏ 160ام0!. 


أبو المحجّى عيّاش بن جوافر . . « أبوه من عرب ميورقة » ولد ونشأ بها . وكان من شعراء 
الحجاء »!') . وأبو بكر عمد بن يحيى الأنصاري الميورقي الأصم . ولد في ميورقة وعاش فيها , 
وكان أديباً شاعراً . رحل إلى الاسكندرية , « وحضر للسماع من السلفي .. 06" . 

الشاعر اليابسي عبدالله بن الحسين بن عشتر اليابسي , ويكنى بأبي عمد . من الشعراء النبهاء 
في جزيرة يابسة » رحل إلى الاسكندرية وأقام فيها . إلى أن توفي في ليلة السبت في العشرين من 


2 إلى 
بحرم سنله 070 ه - ١٠١1م ٠.‏ 


وأمة العزيز ابنة الشريف أبي عمد عبد العزيز ين الحسن ابن الإمام العام أَبي البسام موسى , 





)١(‏ ابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص 1758 . والعماد الأصفهانٍ : خريدة القصر وجريدة 
العمرء ص ١١/7؟.‏ 
)١(‏ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء/ تحقيق د. أحمد مختار العبادي. ص 
١"‏ 
6( ابن الابار: التكملة/؟. ص 8#" ترجمة رقم .8٠04‏ طبعة مدريد 1516م. 
(5) ابن الأبار: المقتضب من كتاب تحفة القادم . ص 164 . 
(0) جمد ممود زيتون : الحافظ السلفي » ص ه50 . 
(3) د. إحسان عباس : أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السلفي » ص 58 . 
وياقوت الحموي: معجم البلدان. ج ه. ص 64؟1. 
والسيوطي : بغية الوعاة . م7/؟. 
والقفطي : انباه الرواة. *915/؟. 


نانك 


أديبة شاعرة ميورقة . وهي أخت جد ابن دحية ذي النسبين أبي الخطاب عمر بن حسن (أخت 
جدّه لأمّه) وقد أنشدته: 
لجاطظع تجرحتافي الحثى 2 ولحظنا يجرحع في الخدود 
جرح جرح فاجعلوا ذا ببذا فما الذي أوجب جرح الصدود'"! 
وقد وفد أبو البسام موسى بن عبدالله بن الحسين بن علي بن موسى بن جعفر بن علي بن 
الحسين بن علي بن أبي طالب من الكوفة إلى صقلية ؛ وكان أديباً عالاً. واستقر في جزيرة 
ميورقة .« وأخذ عنه فيها » وله شعر بديع . . »''2. وتولى ابنه الحسن بن موسى الخطبة والصلاة 


بجامع مديئة ميورقة » وحدّث عنه ابنه عبد العزيز”" . 


وكان أبو جمد عبد العزيز بن الحسن بن أبي البسام موسى من أدباء ميورقة وشعرائها 
المشهورين وعلمائها المبرّزين في اللغة العربية وآدابها . وتفتحت قريحته الشعرية في فترة مبكرة 
من عمره . ومدح مبشر ناصر الدولة وهو دون الحا » توفي في ميورقة 016 ه - 1154م . 

وشمد بن عبد العزيز بن مد بن عبد العزيز العبدري الميورقي , يكنى أبا عبدالله ؛ ويعرف 
بالبنيول نسبة إلى بلده بنيولا في جزيرة ميورقة » وكان من أسرة كرية في جزيرة ميورقة ومن 
كبار أدبائها وشعرائها . توفي سنة 5.٠0‏ هع 15.8" , 

وكان من شعراء أمير ميورقة يحيى بن اسحق بن غانية » ومن كبار فرسانه عبد البر بن 
فرسان الأديب الشاعر ء والفارس الشجاع ء « .. وكان من جلة الأدباء » وفحول الشعراء ء 
وبرعة الكتاب . كتب عن الأمير أَبي زكريا يحيى بن اسحق بن علي المسوقي » وأرسله سفيراً إلى 
بغداد .. » , وتوجد اذج عديدة من أشعاره!" , 


والشاعر الأديب الفارس « مالك بن ممد بن عبد الملك بن سعيد » . شقيق موسى بن سعيد 





. 5 ابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب . ص‎ )١( 
.3140 ترجة رقم‎ 5١5 (؟) ابن بشكوال: الصلة/؟ . ص‎ 
. 18 وميخائيل أماري : المكتبة الصقثية ؛ ص‎ 
طبعة عزت العطار الحسيني.‎ 51١ ابن الأبار: التكملة/١1. ص 588 ؛ ترجمة رقم‎ )©( 
.1885 ابن الأبار: التكملة/؟5. ص 7558 ء ترجة رقم 777. طبعة روخس بجريط‎ ):( 
ابن الأبار: التكملة/1, ص 037 ؛ ترجمة رقم 10117 طبعة عزت العطار الحسيني.‎ )0( 
.1١114 ترجمة‎ "4١ وعمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة. ج 5. ص‎ 
.١47 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب, ج * . ص‎ )1( 
. 1١0 وابن الأبار: المقتضب من تحفة القادم . ص‎ 
والمقري:‎ . 5٠١ وابن الخطيب : الارحاطة . ج ؟ . ص 57/5 . وابن الساعي : الجامع الختصرء ج ؟ . ص‎ 
.078 وج “.ص 495 وص‎ .315-3١١ نفح الطيب. ج ؟. ص‎ 


كم 


والد علي جامع كتاب المغرب في حلى المغرب «٠‏ . .كتب ليحيى الميورقي صاحب الفتنة الطويلة 
بافريقية » ومات هناك , وترك عقباً بودان (جنوب تونس) وكان شاعراً أديباً وكاتباً لامعا(" . 
والرميلي شاعر علي بن غانية الميورقي('). وكان سفير الخليفة الناصر لدين الله العباسي ‏ ليحيى 
ابن غانية الميورقي . « أبو الفضل عبد المنعم بن عبد العزيز الاسكندراني » . المعروف بالنطروني 
أديباً شاعراً , توفي 508 ه- 19.5(" ومن شعراء وأدباء ميورقة اللامعين مد بن ابراهيم 
ابن نوح بن بونة الميورقي الجيّانٍ الأصل .« وكان أديباً شاعراً محسناً . . توفي بميورقة قبل الحادثة 
عليها » . وكانت في ١4‏ صفر 577 ه > "١‏ ديسمبر 1559م 

وحمد بن عبدالله البكري الميورقي الحجاري الأصل (من وادي الحجارة) .. « وكان شاعراً 
بلننا وكانباً متكلناً حسن الصتحية استهد ميورقة عند تلب الروع (القوات الضَليبية)تعليها 
وقيامهم في قصبتها على أهل البلد. . »(0). 

وأحمد بن عبدالله بن مد بن الحسين بن عميرة المحرومي . ويكنى بأبي المطرف أبن عميرة 
أصله من جزيرة شقر على مقربة من بلنسية . وكان « شيخ الكتاب وامام أدباء العصر ء عالاً 
بالشرائع والنثرء فقيهاً شاعراً »» تولّى القضاء في ميورقة قبيل الاجتياح الصليي » وله 
« تأليف في كائنة ميورقة ». نحا فيه منحى العماد الاصفهافي . وتمكن من الإفلات من الأمر , 
وتوجّه من ميورقة إلى شرق الأندلس . ومنه إلى افريقية حيث توفي هناك 


01 ه ١١042‏ ا 


وبعد أن استولت مملكة قطلونية وأرغون على مدينة ميورقة في ١4‏ صفر !51 ه - 81 
ديسمبر 1579 مأ" وتمكنت من تصفية آخر جنوب المقاومة في جزيرة ميورقة , في شهر رجب 





. 391 ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب ؛ ج ؟ . ص‎ )١( 
1 والمقري : نفح الطيب » ج عن‎ 
. 1938 (؟) ابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج ١ء ص‎ 
وابن الساعي : الجامع الختصر في عنوان التواريخ والسيرء‎ . ١9 (؟) ابن سعيد المغربي : الغصون اليائعة  ص‎ 
.505-52١ ج فاص‎ 
. 3331 والصفدي : الوافي بالوفيات . ج 7" . ص "5 . ترجمة رقم‎ 
. 710 ترجة رقم‎ » ٠١5 حمدين عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة .ج 5 . ص‎ )1( 
.854 المصدر السابق. ص 507" , ترججمة رقم‎ )5( 
. وابن سعيد المغرني : اختصار القدح المعلّى .ص 45 وما بعدها‎ . ١05 ص‎ , ١/١ نفس المصدر السابق‎ )( 
.؟5078-560٠ والغبريني : عنوان الدراسة. ص‎ 
.40١- 454 وابن خلكان: وفيات الأعيان؛ ج 7ء ص 14 . والمقري: نفح الطيب, ج 14 ص‎ 
.١5؟ ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليارء ص‎ 
. ٠١5 مد بن مد بن عبد الملك الأومسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة , ج 5 .ص‎ )0( 


يفك 


8 هد مايو 00178 تشرّد المسلمون من أهلها في سْتّى البقاع » فمنهم عن اسعفة لمقلا 
وهاجر إلى « بلاد الإسلام ». وكان من بين هؤلاء من كبار الشعراء , النين هاجروا إلى بلاد 
المشرق » وعاشوا فيها « الشيخ نور الدين أبو الحسن الميورقي » , من أحفاد بني غانية الأماجد 
أمراء جزر البليارء وكان من الشعراء النابهين ‏ « وله مشاركة في العلوم » » عاش في دمشق, 
وتوفي فيها 300 ه - 1900م7"). 
وقد وصف حدائق دمشق الغنّاء , في إحدى قصائده , وكأنه يصف ميورقة ذات الربيع 
الدائم ! فيجد بعض العزاء عن الحنين الذي كان يعتمل في خاطره ء يقول في بعض أبيات منها : 
القضب راقصة والطير صادحة2 والنشر مرتفع وال ماء ينعدر 
وقد تجلّت من اللذات أوجهها لكنها بظ لال الدوح تستتر 
فنكل واد بهموبى يفجّره وكل روض على حافاته الخضر!ل") 
ومنهم من اتجه إلى إفريقية حيث وجدوا الرعاية من أميرها أي زكريا الحفصي , وآثر 
البعض الآخر اللجوء إلى مملكة غرناطة ؛ آخر معاقل الملمين في البر الأندلسي'' . وتوارث 
أعقاب هؤلاء المعرفة جيلاً عبد جيل وظهر منهم الشعراء والأدباء الذين ظلّوا يحملون اسم 
«الميورقي »7*). وقد وجد العديد من أدباء ميورقة وشعرائها الملجأ الأمين في منورقة آخر 
معاقل المسلمين في جزر البليار في كنف أميرها العام الأديب الشاعر سعيد بن حك بن عمان » 
وأصبحت جزيرة منورقة في عهده واحة الشعراء والأدباء وكان لبلاطه الأدبي شهرة واسعة في 
غرنة العام الإسلامي بأسرولة) 


)١(‏ .40-41 .م روءءممتا8ة نمه مععمزة11 زه مم5 عط تمسمطامدل8 كامعمعات 
(0) المقري : نفح الطيب. ج 4 ص .59١‏ 
(*) جمد بن شاكر الكتبي : عيون التواريخ .ج ١٠/تحقيق‏ د . فيصل السامر ونبيلة عبد المنعم » ص ١١9‏ . 
وابو شامة . الذيل على الروضتين. ص ١586‏ . 

وأو المحاسن : النجوم الزاهرة »ج 7 . ص 54 . واليوني : ذيل مرآة الزمان ج ١‏ .ص 86 . والمقرى: 
نفح الطيب ؛ ج ا ل 2 
0( 5م120 لا منقاللع ممعةجمة ع2 مومه 13 ع1 ملالطعدم ومء )همه امت0ط 5ع20ئم 2262605 ناء0] 105 
33-4 .م.1961 203ة120,10-0! دع تقصنا ع1 قأععة 0 تاوضع 8 , لإممام ةك لا ممععداة حم ممقتام نرة81 عمط 
066 
() ابن الخطيب : الإحاطة؛ ج (؟): ص 156 . 
(7) عمد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة/بقية السفر الرابع .ص 58-5١‏ . 

وابن سعيد المفربي : المغرب في حلى المغرب 1535/15. 

والغيريني : عنوان الدراية. ص 5014 . 

وابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص 75976 . 


04 


البلاط الأدبي لسعيد بن حك أمير منورقة 

وكان من أشهر الشعراء في منورقة في آخر عهودها الإسلامية«عهد الأسرة الحكمية ». 
الأمير الشاعر الأديب العام سعيد بن حك بن عثّان أول أمراء الأسرة الحكمية في جزيرة 
منورقة . نصير العلماء والأدباء والشعراء الذي حفل بم بلاطه في مدينة منورقة عاصمة 
الجزيرة » التي أصبحت في عهده الملجأ الأمين لكل طالب عم ؛ ولكل عام وأديب فقد الوطن 
والمأوى في وقت كانت تجتاح فيه بلاد الأندلس قوات مالك اسبانيا المسيحية » وكانت الهجرة 
من مدنها التي تتساقط واحدة بعد أخرى جماعية . وكان سعيد بن حك أمير منورقة يوفر لهم 
كافة سبل الرعاية » ويفتدي من يقع في الأسر منهم » ويرسل المنح والهبات والأعطيات إلى 
علماء الأندلس والمغرب وافريقية ومصر ء حتى وصلت عطاياه إلى المجاورين في البيت الحرام » 
مما استقطب الشعراء والأدباء حوله» وأصبحت منورقة في عهده « سوق عكاظ ». ومن لم 
يتمكن من القدوم إلى منورقة كتب إليه شاكراً شعراً أو نثراً » ول, يبق أديب من أدباء عصره 
إلا خاطبه وكاتبه وعارضه, وكان شاعراً فذاً م يترك باباً من أبواب الشعر إلآ طرقه!" . 
وقد جمع بعض أدباء ميورقة من رجال حاشيته ما كتب فيه من مدائح وما وصلته من رسائل 
« الاخوانيات » . بالإضافة إلى « رسائله اللإخوانية » . وما تضمنته من قصائد رائعة في كتاب 
دعوه باسم (« كتاب لباب الألباب من نظم الشعراء ونثر الكتّاب .. »(" . 


ومن الشعراء الذين وفدوا على بلاط سعيد بن حك في منورقة , الشاعر الأديب الكاتب عمد 
ابن نجوت الحجري « بسكون الجم ». شقري الأصل , لأ إلى رحاب ابن حك . بعد سقوط معقل 


)١(‏ مد ين عمد بن عبد الملك الأومي المراكثي : الذيل والتكملة/بقية السفر الرابع ؛ ترججمة رقم 71 ص 
55-4 . وابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغفرب ” - 459 . وابن سهيد المغربي : اختصار القدح المعلى » 
ص 88 وما بعد ها . وابن الأبار: المقتضب من تحفة القادمء ص ٠١‏ . والحلة السيراء.ج ” ص 
505-4. والمعجم في أصحاب الإمام.أبي علي الصدفي . ص 08 و5550 . والسيوطي : بغية الوعاة 
١ / 08‏ . والصفدي : الواني بالوفيات , مخطوط باريس ج ١‏ رقم 17١1‏ .ص 55 . والمقرى : نفح الطيب » 
ج * ص 157 وج 4ءاص .107١‏ 
)١(‏ توجد قطعة من « كتاب لباب الألباب » بين يمخطوطات الاسكوريال تحت رقم « 08٠0‏ د » (حمد بن 
شريفة : أبو المطرف أحمد بن عميرة الخزومي . ص *8”" و518). 

وقام الباحث والمؤرخ الاسباني « اميليو مولينا لوبيث » الذي عثُر على نسخة كاملة من « كتاب لباب 
الألباب » في تونس . بعرض موجز لهذا الخطوط القم الذي يقوم حالياً بتحقيقه ؛ وبيّن أهميته التاريخية 
والأدبية ؛ خاصة بالنسبة لهذه الفترة الغامضة من تاريخ المغرب , وعلاقته بجزيرة منورقة في عهد سعيد بن 
حك . وذلك في الندوة التي عقدت في المعهد المغربي للثقافة بمدريد في الفترة ما بين التاسع والثالث عشر من 
ديسمبر 198٠‏ . (رسالة اسبانيا: مجلة البيان الكويتية الصادرة عن رابطة الأدباء. ص5١‏ ). كما ألف 
الأدباء والشعراء لأمير منورقة كتاباً آخر في الأدب هوه« دوح الشجر وروح الشعر » (عمد بن شريفة: أبو 
المطرف بن عميرة الخزومي . ص 17" , 78”) . 


0 


شاطبة في يد القوات الأرغونية » وكان ابن نجوت الذي اشتهر باسم « ابن يامن » ٠‏ كاتباً لأمير 
شاطبة « أبي الحسين بن عيسى الخزرجي » . وكان وصول ابن يامن لمنورقة سنة 
0 ه- 1548 مء وأصبح من كبار كتّاب الأمير سعيد بن حك ء ومن شعرائه المقربين. 
وكان شعره سلساً يتميّز بالصدق والعذوبة » وقد مدح ابن يامن ولي نعمته بقصائد عديدة » وكان 
يرد عليه مثلها!"؛ وقال يمدحه: 

لأرسق ولحت جع عة ٠‏ اتنتجت اتر هتنا في الأمم 





3 ى مقبواالة مسمابسيينن عرب وعجم 
أقم بباالهالظلم وهو أعظم القسم 
ماأبدت الدنيانا ملس عي دين حلك! 


وقال يمدحه وبهنئه بافتتاح مبنى جديد : 

بالسعد واليسسن والتأييد في العسل والنصر والفتح والإنجاح في الأمل 

حلولك القبة الزهراء نيّرة كالشمس حلّت أوان السعد بالحمل 

في ساعة اليمن في اليوم الأغر من الشهر اللبارك عام القتتح والجزل 

بيت رفمت عل التقوى قواعده وشدت أركانه بالعلم والعمل""') 

وم يتوقف ابن يامن عن مدح ابن حم ووصف معام الحياة في جزيرة منورقة طيلة | قامته 
فيها. وبعد أن غادرها إلى تونس ظلّ يكتب الرسائل والقصائد للأمير سعيد بن حك حتى وفاته 
في تونس سنة 551 ه- 1558 .ا 

أبو بكر مد بن العوام الإشبيلي, اشتهر بعلم الطب؛ وكان فيه مجيداً . ولكنه تعلق 
بالأدب ‏ وكان شاعراً لامعاً بارعا في الأدب , وبالرغم من نسبه إلى الزبيرين العوام حواري 
الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام ؛ إلا أنه لم يرع للنسب حرمته ؛ فقد كان مولعاً بالخمرء 
ومعظم شعره في « الخمريات » والغزل على عادة شعراء اشبيلية في آخر عهودها الإسلامية! 
وتروى عنه روايات تدل على مدى استهتاره . نعفٌ عن ذكرها . وتوجد في المصادر عدة قصائد 
من شعره ؛ ورد الأمير سعيد ب حم عليه , يمكن لمن شاء الرجوع إليها. وبعد أن استولى 
فرناندو الثالث ملك ليون وقشتالة على إشبيلية سنة 557 ه - ١١58‏ م. « ركب البحر إلى 


)١(‏ عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة ,0١‏ ص 057 ء ترجمة رقم .7٠١‏ وابن 

سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى. ص 60 -05. 

. 05 ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى . ص‎ )١( 

(©) عمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة ١/؟‏ .ص 8١7‏ . 
وابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى. ص 08 -05. 


01 


جزيرة منورقة وأقام تحت ظل إحسان أميرها , إلى أن توفي هناك مقتولاً في جلسة شراب » 
ضربه أحدهم بجرة خرة على رأسه فقضت عليه »()! 

وكثيّر العلياوي الأديب الشاعر , ولد وعاش في مدينة العليا في شهال غرب الأندلس » واستقر 
في اشبيلية » وهاجر منها إلى ججّاية في المغرب الأوسط . وكان رغم أدبه ونباهته , حاد الطبع 
سريع الغضب . مما أغضب عليه وال بجاية »« أبا مد بن أبي حفص » . بعد أن بلغه أنه .هجوه , 
وعاقبه « بالضرب والتطويف والنفي . واستقر بجزيرة منورقة . عند كهف الغرباء » وملاذ كل 
طريد من الأدباء » الأمير سعيد بن حك بن عمان وظلّ في منورقة إلى أن توفي فيها . ومن 
فرائده التي اشتهر بها قصيدة يقول فيها : 

طر الغراب بينهم فحصسبتته إذطار مشتملاً صمم فوْادي 

وقوله: ليس المدامة مما استريح به 2 ولا محجاوبةالأوتار والنخم 

وإنمالنتي كتب أطالعها 2 وصارمي أبداً في نصرتي قلمي 

وابراهم بن سهل الاسرائيلي من شعراء اشبيلية المشهورين » وقد وفد من بللاة إلى منورقة 
وعاش فيها فترة من الزمن تحت رعاية أميرها سعيد بن حك , وقال يمدحه من جملة أبيات : 

عق يمرا إذا ابلست السائلجه . ٠.‏ والبحب توصدف إذ تيل بالشقيل! 

يأوي لعلياه مي ومضطهد كلماء فيه ورود الليث والحمل! 

ذو عزمة كالتاع البرق واقدة ‏ تجيء من نصره بالعارض الحطل!!") 

ومن الذين كتبوا لسعيد بن حك « رسائل الإخوانيات » . ومدحوه بقصائد من أشعارهم » 
أبو المطرف أحمد بن عبد الله بن عميرة الخزومي : من بجاية » بعد أن هاجر من الأندلس »؛ إلى 
افريقية يناشده السعي لإطلاق سراح إحدى أخواته مع بنيها . وقعوا في الأسر في اوريولة بعد 
استيلاء خاي الأول ملك قطلونية وأرغون عليها. وقد لبّى الرئيس سعيد بن حك نداءه» 
وأمر بعض خاصته بالتوجّه في مركب إلى ساحل قطلونية . والسعي لإنقاذ الأسرى , وعادوا بهم 
إلى منورقة , ونقلتهم إحدى السفن إلى بجاية4). مما ملأ نفس ابن عميرة الخزومي بالعرفان 


.1١8٠- ١ال9 المصدر السابقى. ص‎ )١( 

وتوجد عدة تماذج من قصائده في الخمريات . وما أجابه عليها سعيد بن حك منذراً بجلده ثمانين جلدة! 
)١(‏ ابن سعيد المفربي : اختصار القدح المعلى .ص 184 . والمغرب في حلى المغرب . ج ١‏ .ص 58” . وترجم 
له ابن سعيد المغربي في رايات المبرزين » ص 4" . ودعاه « بأبي الربيع سليان ابن عيسى الملقب بكثيّر » .وني 
نفح الطيب ”587/7 دعاه المقرى « بأبي الربيع سليان الشلي » الشهير بكثيّر . 
(؟) ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّى . ص 8١‏ -85. 
(؛) عمد بن شريفةة: أبو المطرّف بن عميرة المخزومي » ص 07 . 


04١ 


بالجميل ؛ فخلّد على الدهر ذكر سعيد بن حك بفرائد من قصائده ورسائله » وفي مطلع إحدى 
قصائده يقول : 

الله جارك يياسعيدبتزل لولاكم يكتبهفي السسداء 

وف قصيدة أخرى يقول: 

لسعييد السعييدبن حلمم كرم فاق أه ل الكرم 

قرشي النحر شاي اللندى إنسأن ده عراتقي الشم 

أيها السائل عن أوصافه2 هي نار اذكيت فوق عل!"! 

كما راسله ومدحه المؤرخ الأديب الشاعر علي بن سعيد المغربي ‏ الذي ترجم له في المغرب في 
حلى المغرب , قائلاً : «لا أخذ النصارى جزيرة ميورقة , اقتطع سعيد بن حك منورقة » وكان 
صاحب أعماا . وداراهم عليها ‏ فدامت رياسته, وهو مشكور السيرة» أندى من الغمام . 
يحدّث عنه من جاز بجزيرته بالعجائب . أدام الله مدته ولا قطع نعمتته.. »("). كما ترجم له في 
القدح المعلّى ترجمة وافية وذكر تماذج عديدة من قصائده ويقول فيهاء« .. وامتدت أياديه 
المشهورة في كل قاص ودان ء فك لقيت بأقطار المغرب والمشرق » من أديب أو شاعر أو حسيب 
خلع عنه ربقة الاسارء ونقله إلى قرارة الإسلام عن محلة الكقار ؛ وم سمعت أن أديباً أو غريباً 
أو سليباً خاطبه يشكو انكسار حاله. فجبره وسرى إليه يستميح بره.. وحتى أن الجاورين 
بالحرمين يستعينونه على ما هم بسبيله . فيعينهم من اللجين العين بما يثلج الجنان ويقر 
العين .. 2206 

ويذكر ابن سعيد مدى اعتزاز أمير منورقة بتقديم العطاء لمن يحتاجه ؛ ويذكر له قصيدة 
مطلعها : 

لا :اع المعروف يوسااً منرشكت] أذ مت حجن !ا 

ويقول ابن سعيد المغربي » بأنه اطلع على شعره من رسوله إلى الأمير الحفصي المستنصر بالله » 
فعلى على إحدى قصائده بقوله: 


نما شر الرئيس ابن جيم بدع من كل فضل وحم 


)١(‏ المرجع السابق . ص 57 . (نقلاً عن لباب الألباب/ مخطوط الاسكوريال, 670 د). 
(0) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . 179/19 . 
(؟) ابن سعيد المفربي : اختصار القدح المعلّى؛ ص 58 . 
(؛) المصدر السابق. ص 78 
ومد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة بقية السفر الرابع .ص 
وي 


012 


لو بنو حمدان أصغوا نحوه حمدوا البحر الذي فيهانتظه!') 

فردٌ عليه بقصيدة يقول في مطلعها : 

مارأيناكميبن موسى 2 يستبي بباشعر منّا النفوسا 

وكتب مع قصيدته رسالة تنبض بالعذوبة والسلاسة!؟) 

ويذكر ابن سعيد المغربي والأوسي المراكشي والغبريني . فاذج عديدة من شعر سعيد بن حك , 
يمكن الرجوع إليها(". 

ومن الذين كاتبوه ومدحوه أنو عبدالله محمد بن الخطاب الجياني » قلّده أبو عبدالله ممد بن 
الأمر أول سلاطين غرناطة خطتي السيف والقلء وهاجر إلى تونس. ونال مكانة عند 
الحفصيين . وقال يمدح أمير منورقة بقصيدة مطلعها : 

تفني الكتائب بيض من قواضبه مفلولة وتنشي أقلامه الكتبا 

كما مدحه في قصيدة أخرى مطلعها : 

يسا امن دفي السلا الستحياء . وق 'التحطاذي الحينة رتنا 9 

وذهب ابن حك إلى لقاء ربّه بعد حياة حافلة في 0؟' رمضان 548٠‏ ه-١58١مء‏ وترك 
لابنه حم بن سعيد تركة مثقلة في ظروف قاهرة!*). 

واشتهر من شعراء جزيرة منورقة العادل بن إبراهم بن العادل العبدري المنورقي . وكان 
شاعراً لبيباً حسن المفاكهة 70 

وحمد بن أحمد بن مد الفهري الاشبيلي الأصل . المنورقي الاستيطان » ويكنى بأبي عبدالله 
ابن الجلآب . وكان شاعراً أديباً وله عدة مصنّفات . مقرَباً إلى أمير منورقة . ومن أخصّ جلسائه 
وأقربم إلى قلبه. استشهد في البحر .. « قتله العدو الرومي (القراصنة الطليان) ؛ بعد أن أبلى 





. 58 ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى : ص‎ )١( 
. 39 المصدر السابيق. ص‎ )0( 
(؟) ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . */474 : وما بعدها.‎ 
واختصار القدح المعلّى . ص88 ؛ وما بعدها.‎ 
وحمد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة بقية السفر الرابع » ص‎ 
م4-"”,‎ 
. 7١ ابن سعيد المفربي : اختصار القدح المعلّىء ص‎ )4( 
. 910-505 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/القسم الخاص بالأندلس . ص‎ )5( 
١ ١/سماخلا مد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/السفر‎ )1( 
.1١8١ ص 8؟ ترجة‎ 


01 


53 


بلاء حسناً حتى قتل مقبلاً غير مدبرء في مركب غلب عليه العدو. وذلك في شهر رمضان 
4 ه - 1556 م »,2 وترك مصنفات عديدة » من أشهرها « الفوائد المتخيرة » » و« وإشعار 
الأنام بأشعار المنام » » وغير ذلك من المصنّفات(' . وبعد وفاة سعيد بن حك أمير منورقة , تولّى 
ابنه وولّي عهده أبو عمر حك بن سعيد في ١0‏ رمضان 18٠‏ ه - يناير "(174١‏ وبعد سبعة 
أعوام من فترة حم قلقة . كانت فيها جزيرة منورقة على بركان . نفذ قضاء الله واستولى 
الصليبيون بقيادة الفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون على جزيرة منورقة في * ذي الحجة 
6 ه- يناير 17417 م » وقتل من أهل الجزيرة من قتل » وأغرق منهم الآلاف غيلة وغدراً , 
واستعبد من بقي حياً من أهل جزيرة منورقة . واستخدموا أتباعاً في الأرض التي عمّرها 
أجدادهم عدة قرون , وبيع الآلاف منهم في أسواق الرقيق! وأسدل الستار على آخر العهود 
الإسلامية الزاهرة في جزر البليار بهذه الخاقة المفجعة!؟. 


عام التاريخ والأنساب في جزر البليار 

وأشهر العلماء في هذا المضمار 

بعد أن تطورت الثقافة في بلاد الأندلس » وانتشرت العلوم بين أهلها . أقبل العلماء على 
وضع المؤلفات القيّمة في كل علم من العلوم النقلية والعقلية . وكان من بينها . علم التاريخ 
والأنساب . وكان علماء جزر البليار من بين الرواد في هذا المغمار , الذي حقق شهرة واسعة في 
بلاد الأندلس منذ عصر ملوك الطوائف!؟). 

ومن أشهر من وصلتنا أخبارهم من مؤرخي جزر البليارء «حمد بن فتوح الحميدي 
الميورقي » . وقد وصلنا من كتبه في عم التاريخ «٠‏ جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس »!" , 
وقد ذكر حاجي خليفة. صاحب كشف الظئون. بأن هذا الكتاب في بجلد واحدء وأن 


.37١7 المصدر السابق. ج 7. ص 04-07 », ترجة رقم‎ )١( 
.”١ وابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلى. ص‎ 
. 5990-5060 ابن الخطيب : أعمال الأعلام/ألقيم الخاص بالأندلس , ص‎ )0( 
. 1578 ابن أي زرع: روض القرطاس . ص 07: . طبعة دار المنصور - الرباط‎ )©( 
.598 وابن خلدون : العبرء ج 7 . ص‎ 
و‎ .7١0 والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
.م ,وع1م0م11 لقة قعرهزة11 1ه ماد عط بتسمقطالية14 كامعمعات‎ 231-37. 
. 5007 آنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي . ص‎ )1( 
.18١ المقري: نفح الطيب, ج “ء ص‎ )0( 
.581١- 55٠0 والباروكمبانير: تخطيط تاريخى لجزر البليارء ص‎ 


تيك 


الحميدي كتبه في بغداد من الذاكرة''. وهو تذييل على كتاب « تاريخ علماء الأندلس » » لابن 
الفرضي «٠‏ أبي الوليد عبد الله بن حمد بن يوسف الأزدي الحافظ » المتوفى 05؟ هك 1٠١١١‏ م. 
وذيْل عليه الضبّي « أحد بن يحيى بن أحمد بن عميرة » المتوفى 059 ه - ١١١7‏ م . صاحب 
كتاب بغية الملنمس في تاريخ رجال الأندلس'"). وقد درس المستشرق الطولندي المشهور دوزي 
كتاب الجذوة للحميدي . غير أن حكمه عليه . كان كالعهد بأحكام دوزي دائاً من القسوة 
وَالتشدّة.: فهو يرق" أنه كتاب حاف ثعبل وآنه كقيرا ما تلو من «الأغازة إل شخضيات 
معروفة , تعدّ من أعلام الثقافة الأندلسية » مثل عريب بن سعد أو عيسى الرازي مثلاً . وأحياناً 
يبدو جهل الحميدي بالوضوع الذي يكتب عنه ‏ كما نرى في تردده في المعلومات التي أوردها في 
ترجة أجد الرازي"©). 

وقد أكمل النقص في هذه التراجم . وصحّح الأخطاء . وصوّب ما وقع فيه الحميدي من 
أوهام ؛ الضبّي في كتابه « بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس » » الذي ذيّل فيه على كتاب 
الجذوة للحميدي الذي وقف بترامه عند من توفوا في عام 449 ه 1١68-2‏ م!4). 

وبالرغم من الأخطاء التي وقع فيها الحميدي في بعض تراجمه» وجهله أو تجاهله! لتاريخ 
وفاة الخشني » صاحب الكتاب المشهور عن قضاة قرطبة على سبيل المثال لا الحصر ء فإن هذا 
الكتاب لا يخلو من المعلومات المفيدة. غير أنه بوجه عام كان ينتظر من شخصية لا شهرة 
الحميدي ومكانته العلمية » أن يكتب خيراً من ذلك!*). ورا يكون اعتاد الحميدي الميورقي 
على ذاكرته في كتابة تراجم «جذوة المقتبس » .هي السبب الرئيسي في الأخطاء التي وقع فيها . 
وقد ذكر في مقدمة كتابه بأنه اعتمد على ذاكرته عندما دوّن هذا الكتاب ؛ وأنه كتبه استجابة 
لطاب بعض أصدقائه في بغداد بعد هجرته إليها . حوالي عام 444 ه - ٠١6‏ 6 ولا تخلو 
مقدمة كتابه من فائدة » ولعلٌ أهم جزء فيهاء هو الخاص بالسنوات الأخيرة من تاريخ الخلافة 
الأموية في الأندلس . وقد قام بترجمة هذا الجزء المستشرق الاسباني « باسكوال جايا نجوس ». 
ففي هذه القطعة على الرغم من إيجازها . ومع خلوها من التواريخ الدقيقة » معلومات جليلة 
الفائدة!"). كما ألّف الحميدي تاريخاً عاماً لدول الإسلام لم يبق إل عنوانه!*). وهو « كتاب 





.88١ ص‎ . ١ حاجي خليفة: كشف الظنون, ج‎ )١( 

. 707 آنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي . ص‎ )١( 

() الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص 55١‏ . 3 
(؛) آنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي » ص 575 . 

(0) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .5١1- 5١#‏ 

(3) حاجي خليفة: كشف الظنون. ج .١‏ ص .08١‏ 

(7) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١؟؟‏ وحاشية ١١‏ ». 

(4) المصدر السابق,» ص .75١9‏ 


0: 


الأماني الصادقة » . ما زال مفقوداً حتى اليوم . وعن هنين الكتابين نقل عبد الواحد المراكشي 
صاحب المعجب في تلخيص أخبار المغرب كثيراً من رواياته عن الفترة الأولى من تاريخ بلاد 
المغرب والأندلس(). كما ألفّ الحميدي كتاباً آخر في التاريخ . لا نعرف ما إذا كان متعلقاً 
بالأندلس بشكل عام أم عن عصر المنصور بن أبي عامر بصفة خاصة » وهو كتاب ضاع أيضاً من 
جملة ما ضاع من آثاره!"). 

وبالرغم من تحامل المؤرخ الهولندي دوزي على كتاب الجذوة للحميدي ء إلا أنه يعترف بأنّ 
هذا المؤرخ الميورقي كان متسماً بقدر كبير من النزاهة والتجرد عند سرده لأخبار هذه 
الفثرة(؟), وقد وصل كتاب « جذوة المقتبس » للحميدي . إلى بلاد الأندلس من بغداد وظل 
يدرس » ويسمع فيها سنوات طويلة . وقد أخذه ابن الأبّار صاحب كتاب التكملة » الذي ذيل 
فيه على كتاب الصلة لابن بشكوال , عن مد بن الحسن بن علي اللخمي!؟. وكان لابن حزم 
العام الجليل الحافظ المؤرخ أثر كبير على تكوين شخصية الحميدي الميورقي . وقد روى عنه في 
الجذوة . روايات عديدة . وما لا شك فيه أن ابن حزم صاحب المؤلفات العديدة في كل علم » ومن 
بينها علم التاريخ . كان له أثره على الدارسين في جزر البليار » لهذا العام في السئوات العديدة 
التي قضاها في هذه الجزرا"ا . 

ومن القرطبيين الذين لجأوا إلى ميورقة , وكتبوا في علم التاريخ «حمد بن عبد الرحمن بن 
معمّر ». وقد كتب في تاريخ « الدولة العامرية ». واستقر في جزر البليار بعد الفتنة 
القرطبية » وول الأحكام في جزيرة ميورقة من قبل مجاهد العامري , إلى أن توفي في هذه 
الجزيرة 458 ه 2 001.91 

كما كتب «أبو عمر بن عبد البرين يوسف بن عبدالله النمري »أحد كبار علماء المملكة 
الجاهدية العامرية في دانية والبليار » ومن المقربين إلى مجاهد العامري وابنه علي | قبال الدولة 
كتاباً فريداً في التاريخ والجغرافية . هو «كتاب القصد والأمم في معرفة أخبار العرب 
والعجم ». ويعتقد العام الألماني نولدكه . بأن هذا الكتاب هو ذيل لكتاب ألّفه ابن عبد البرٌ في 
أنساب القبائل العربية . والصحابة. وأن القصد من تأليفه هو تفسير الأحاديث النبوية تفسيراً 


٠. 





)١(‏ تقديم المعجب في تلخيص أخبار المغرب. ص ١8-117‏ وحاشية ١«‏ »,اص *#/ا. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار؛ ص 5١9‏ . 
(") المصدر السابق. ص 755١‏ . 
(؛) ابن الأبار: التكملة/؟ , ص 507. 
(5) المصدر السابق.'ص 4٠١‏ ترججة رقم 717٠.‏ . 
والمقري : نفح الطيب. ج “.ص ؟18١,.‏ وص "4١‏ ترجمة رقم .٠١91‏ 
(1) ابن الأبار: التكملة/١1.‏ ص 584 ترجة رقم .1١54‏ 


01 


جغرافياً تاريخياً!" . 

وهذا الكتاب الجغرافي التاريخي هو عبارة عن رسالة صغيرة في عشرين صنحة , مأخوذة من 
عدة مصادر ء منها العهد القديم , والأساطير التي أحاطت بتاريخ الاسكندر المقدوني . وتوجد 
فيه قطعة فريدة خاصة بأهل الصين . وعن وجود علاقة بين قبائل الاينو في شمال الصين . مما 
يدل على المستوى الرفيع للمعرفة الذي وصل إليه العلماء في دانية وجزر البليار في عهد المملكة 
المجاهدية العامرية في العلوم النقلية بصفة خاصة. وقد استشهد المؤرخ فيران عن وجود علاقات 
بين الصين وسكان الملايو من نصوص « كتاب القصد والأمم في معرفة أخبار العرب والعجم » 
لابن عبد البّر النمري!")! كما كتب في التاريخ وتاريخ الأدب في جزر البليار في عهد مبشر بن 
سلهان ناصر الدولة قبيل العدوان الصليي الأول على هذه الجزر 0.5-6.8 ه -1١1١6-‏ 
7مء الشاعر الأديب المؤرخ «حمد بن عيسى بن عمد اللخمي » , ويكنى باين اللبّانة . لجأ 
إلى جزيرة ميورقة في عام 185 ه- ٠١56‏ م ء وظل مقيا فيها حتى وفاته لا.ه ه- ١١١4‏ م2 
وكتب في التاريخ والأدب عدة مؤّلفات منها , « كتاب مناقل الفتنة » . وكتاب « نظم السلوك 
ف وعظ الملوك »57). 

وظهر في جزر البليار بعد الفتح المرابطي لهذه الجزر 009 ه-5١١١مء2‏ عدد من 
المؤرخين وعلماء الأنساب في كتب التراجم والطبقات , كان من بينهم ‏ المنصورين عمد بن الحاج 
داود بن عمر الصنهاجي اللمتوني . « .. وكان عارفاً بالأخبار والسنن والآثار »© . 

ومن النين اشتهروا بعلم الأنساب « يوسف بن يونس بن مد القرّي من قرّة من بني هلال . 
استقر والده في سرقسطة بالثغر الأعلى » وولد ابنه يوسف فيها سنة 608 ه - ١١١١‏ مء وغادر 
سرقسطة إلى جزيرة ميورقة وعاش «٠‏ وكان عالاً في الأنساب مقدماً في حفظها. . » , أخذ عنه 
كثيرون في جزيرة ميورقة إلى أن توفي فيها سنة 000 ه - ١١66‏ م!"ا. 

وم يصلنا من المؤلفات . التي كتبت في جزر البليار في علم التاريخ والأنساب . أي مؤلف عن 





.5977 ص‎ ١ اغناطيوس يوليا نوفتش كراتشوفسكي : تاريخ الأدب الجفراني؛ ج‎ )١( 
(؟) المصدر السابق . نفس الصفحة.‎ 
وما بعدها.‎ 5١١ ابن سعيد المفربي : المعجب في تلخيص أخبار المغرب . ص‎ )0( 

والعماد الاصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصر. ج ”.ا ص ا١٠.‏ 

وابن سعيد المغرني : المغرب في حلى المغرب . ج ؟'. ص 14.5 .1١5-‏ 

ورايات المبرزين . ص ١٠5١ء‏ وابن شاكر الكتي : فوات الوفيات . ج 4 ص 37 . 

والصفدي : الواني بالوفيات . ح ؛ . ص 557 - 50١‏ . والمقري : نفح الطيب ج 4 .ص ؟١٠‏ و651١‏ 
و503. وابن الخطيب : جيش التوشيح . ص 56١‏ . وما بعدها والحواثي. 
(1) ابن الأبار: التكملة/السفر الأول» ص؟65 ترجمة رقم ١١77‏ طبعة روخس - محريط ٠‏ 1885 . 
(0) ابن الأبار: التكملة/؟. ص ”58 ترججمة رقم 804 , طبعة مدريد , 1916. 


017 


تلك الي تشير إليها تراجم علماء هذه الجزر من الأصلاء والوافدين إليها . باستثناء قطعة فريدة 
قيّمة جداً ٠‏ عن تاريخ ميورقة في آخر عهودها الإسلامية , لأجد بن عبدالله بن حمد بن الحسين 
ابن عميرة الخزومي » ولد وعاش وتعلّم في شرق الأندلس ٠‏ وكان عالاً موسوعياً . مجيداً في كل 


ولي القضاء بميورقة قبل سقوطها النهائي » وعاصر الأحداث المأساوية!" ؛ وكتب عنها كتاباً 
في التاريخ سمّاه « كائنة ميورقة ». نحا فيه منحى عماد الدين أب عباله مد بن مد 
الأصفهاني , في تأليفه المسمّى « بالفتح القسيّ في الفتح القدسي 6("). وقد احتفظ لنا المقري 
صاحب نفح الطيب بجزء قيّم من هذا الكتاب/*!؛ الذي ما زال مفقوداً حتى الآن . والأمل كبير 
في العثور عليه. فقد ظلّ معروفاً وبين أيدي الناس حتى عهد المقري, في القرن الحادي 
عشر - مطلع القرن السابع عشر للميلاد. وإن العثور على هذا الكتاب القيّم » سوف يزيل 
الغموض عن جوانب كثيرة ما زالت غامضة عن تاريخ جزيرة ميورقة في تلك الفترة الحاسمة من 
تاريخها , في آخر معاركها التاريخية في مواجهة الغزاة قبل سقوطها النهائي!"). 

ومن كبار العلماء المؤرخين الحقّاظ المشهورين , الذين عاشوا في جزر البليار » وألفوا في عم 
التاريخ , ابن دحية ذو النسبين »« عمر بن جين إن علي بن مد ابن فرج الكلبي داني الأصل , 
ويكنى بأبي الخطاب ؛ ويعرف بابن الجميّل .)'٠6‏ وهو سبط الشريف العلوي « عبد العزيز بن 
الحسن بن موسى بن أي البسام » . نزيل ميورقة » العالم الأديب الشهير". ومن كتتبه المشهورة » 
« المطرب من أشعار أهل المغرب » وهو كتاب حافل» جمع بين التاريخ والأدب » وقد أشار فيه 
إلى لقائه بأخت جده ء « الشريفة الفاضلة أمة العزيز ابنة عبد العزيز بن الحسن ابن أبي 





. 107-17 ابن سعيد المغربي : اختصار القدح المعلّىء ص‎ )١( 
وابن خلكان : وفيات الأعيان . ج 7 . ص 18 . والغبريني : عنوان الدراية . ص .560 - 708 . وابن‎ 
ء والحوائي‎ 178-١7 الخطيب : الإحاطة. ص‎ 
.171- 1456 والمقري : نفح الطيب . ج 4؛1. ص‎ 
.١؟؟ دومنيك أورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي جزر البليارء ص‎ )١( 
مد بن مد بن عبد الملك الأؤسي المراكثي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/ السفر الأول/ القسم‎ )"( 
. 375 الأولء ص‎ 
.101- 154 المقري: نفح الطيب . ج 15 . ص‎ (0 
.١-0 ص‎ 1١ د. إحسان عباس : مقدمة نفح الطيب. ج‎ )5( 
. 7551 - 5417 وعمد بن شريفة: أبو المطرف بن عميرة الخزومي . ص‎ 
» ابن الأبار: التكملة/ السفر الثالث . ص 504-708 . ترجمة رقم 154 , طبعة روخس - مجريط‎ )( 
1خخام.‎ 
ابن الأبار: التكملة/ السفر الثالث .ص ١؟7 ترجمة رقم 1717 , طبعة روخس محريط 1887م‎ )( 


04 


البسام ».. في جزيرة ميورقة'". كما ذكر بأنه أقام في جزيرة يابسة . ويضيف إلى ذلك بأن 
هذه الجزيرة « ضد اسمها! لكثرة شجرها وخصبها »!". وم تتوقف شهرة (ابن دحية) على جزر 
البليار وشرق الأندلس » فقد توجه إلى بلاد المشرق . وتجوّل في مصر والشام والعراق وبلاد 
العجم ! وخراسان . وما والاها إلى مازندران! واستقر بعد هذا التطواف في القاهرة . واستادبه 
الملك العادل الأيوني لأبيه الكامل. وبعد أن تبوأ الكامل الأيوبي سدّة الملك . أوكل إلى ابن 
دحية « دار الحديث » في القاهرة الي عرفت بالكاملية . وظل على شهرته كعام موسوعي في 
جميع علوم عصره ء إلى أن توفي في القاهرة في عام 5# ه - 178 م. وترك ما يزيد عن 
الشرين مؤلفاً في جميع العلوم النقلية . وكان من بينها عدة مؤلفات في عم التاريخا؟). 

وعمان بن حسن بن علي الكلبي المعروف بان الجميّل أخو عمر الآنف الذكر وكان عالاً 
جليلاً كأخيه. أسهم بنصيب وافر في كافة علوم عصره . إلى أن توفي في القاهرة 
معد مد بسر لكل 

وبعد استيلاء مملكة قطلونية وأرغون على جزيرة ميورقة بعد القضاء نبائياً على المقاومة 
الإسلامية في الجزيرة في رجب 785 ه مايو ,)07١888‏ والاستيلاء على جزيرق يابسة 
وفرمنتيرة في أوائل محرم 75# ه - الثامن من أغسطس 071780). ورثت جزيرة منورقة 
المستقلة في عهد الأسرة الحكمية عراقة جزر البليار في العلوم النقلية » ومن بينها عم التاريخ . 
وقد اشتهر في هذا العم في جزيرة منورقة «٠‏ جمد بن أحمد بن مد بن عمر بن ابراه الفهري » 
الاشبيلي الأصل . المنورقي الإقامة والسكنى . ويكنى بابن الجلآب ‏ وكان أحد كبار الإمارة 
الحكمية ؛ ومن المقربين لسعيد بن حم أمير منورقة ومن المؤرخين النين اشتهروا بكافة العلوم 
النقلية في عصره . وله عدة مصنفات . وأسهم بنصيب وافر في النشاط الأدبي في بلاط سعيد بن 
حك ء إلى أن استشهد في معركة بحرية في شهر رمضان 514 ه - يونيو 1756 .)"!١‏ 

وقد وصلنا من كتب تاريخ الأدب التي دونت في جزيرة منورقة في آخر عهودها الإسلامية 
كتابان حافلان بالمعلومات التاريخية . أحدهما « روح الشجر وروح الشعر »» ألّفه جماعة من 


. 5 ابن دحية : المطرب من أشعار أهل المغرب . ص‎ )١( 
.١*٠ (؟) المصدر السايق. ص‎ 
(؟) نفس المصدر السابق/التعريف بابن دحية وكتابه « المطرب » بقم ابراهم الإبياري.‎ 
طبعة روخس - مجريط . 1847 م.‎ ١8+ ترجة رقم‎ » 51١ ابن الأبار: التكملة/السفر الثالث .ص‎ )4( 
)م( .40-41 .م ,قعءممنلة ممه معممزةل/! كه نزوماك ع1 بمسمطامةل؟ كامعصعات‎ 
. ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 775 » طبعة دار المنصور- الرباط‎ )1( 
. 7١١ والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 
014-07 عمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة . ج 3 .ص‎ )0( 


ترجة رقم .31١5‏ 


0: 


الأدباء في البلاط الأدبي لسعيد بن حك أمير منورقة . والكتاب الآخر هو « لباب الألباب من 
نظم الشعراء ونثر الكتّاب .. » . ويتضمن ما جمعه بعض أدباء منورقة من الرسائل التي وصلته 
من أدباء عصره « الاخوانيات » . ورسائله في الرد عليهم . وما كتبه الشعراء والأدباء في بلاط 
سعيد بن حك الأدبي . ومدائح الشعراء في بلاد المشرق والمغرب وافريقية لأمير منورقة « سعيد 
ابن حم »('. وبالرغم من أنه من كتب الأدب . إلا أنه يعتبر مصدراً قي لتاريخ بلاد المغرب 
وافريقية ومملكة غرناطة وجزيزة منورقة المستقلة في آخر عهودها الإسلامية في عهد الأسرة 
الحكمية » في القرن السابع للهجرة ‏ الثالث عشر للميلاد . ويقوم المؤرخ الاسباني « اميليو مولينا 
لوبيث » بتحقيق هذا الكتاب , بعد أن عثر على نسخة كاملة منه في تونس » مما سيلقي الضوء 
على تاريخ جزيرة منورقة المستقلة في عهد الأسرة الحكمية وعلاقاتها الخارجية!"ا. 


الجغرافية والرحلات 

كان من التقاليد المعتادة في جزر البليار . توجه علمائها إلى بلاد المشرق , لتأدية فريضة 
الحج » والتزوّد بالمعرفة » من علماء البلاد الإسلامية التي كانوا يرون بها. وكانوا يصلون في 
رحلاتهم إلى أقاصي بلاد المشرق . وإلى شرق افريقية ‏ إِمّا عبر الطريق الملاحي من ثغور البليار 
إلى الاسكندرية , وإلى عكا بساحل الشام » أو عبر الطريق البريّ الطويل بعد اجتيازهم سواحل 
بلاد المغرب وافريقية إلى مصر . وكان نسبة هؤلاء بين علماء جزر البليار تصل إلى الثلث . 

وكانوا يحصلون من رحلاتهم هذه ؛ على معارف جغرافية جمّة , ينقلونها إلى مواطنهم في 
البلناذ . ويقول المستشرق الاسباني آنخل جنثالث بالنثيا بهذا الصدد : « وكان الحج إلى مكة 
هو السبب في تأصل حب الرحلة في قلوب الأندلسيين ؛ ومن ثم أولعوا بالتنقل والأسفار ولعاً 
شديداً ؛ وكانت النتيجة الطبيعية لذلك ؛ أن ظهر بينهم من ألف في وصف رحلته أو في صفة في 
نواحي المعمور 6لا 

وكان من الميورقيين الذين وصلتنا أخبار رحلاتهم . رحلة « أبي العباس العبدري » 
الأندلسي الميورقي المسمّاة « بهجة المهج في بعض مناقب الطائف ووج »2*1. وليس أدل على رفعة 


, عمد بن شريفة : أبو المطرّف بن عميرة الخزومي ,» ص 87م - 8م78‎ )١( 
م.‎ 1958١ ه مارس‎ ١140١ ص 18517 , جمادى الأولى‎ .18١ مجلة البيان الكويتية , العدد‎ )١( 
: ياقوت الحموي : معجم البلدان. 0 .ص 567 - 787 . وعمد بن عمد بن عبد الملك الأومي المراكثي‎ )( 
.355.0- "86 الذيل والتكملة في الموصول والصلة . ج 5 ص‎ 

ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار: ص 50 . 
(1) آنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي . ص 09" . 
(ه) مد الفاسي : مقدمة رحلة العبدري المسمّاة الرحلة المغربية لأبي عبدالله جمد بن حمد العبدري . 


06 


مستوى المعرفة الجغرا فية في جزر البليار ودانية في عهد المملكة الجاهدية العامرية من كتتاب ابن 
عبد البر في الجغرافية التاريخية الموسوم باسم « كتاب القصد والأمم في معرفة أخبار العرب 
والعجم » . الذي وردت فيه معلومات جغرافية وتاريخية » ظلت مجهولة لدى علماء أوروبا حتى 
القرن التاسع عشر للميلاد!")! 

وكان للجوء عدد كبير من علماء قرطبة إلى المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار 
بعد نشوب الفتئة الداهمة في عاصمة الخلافة الأموية في الأندلس . أكبر الأثر على النهضة 
العلمية في جزر البليار'"). وكان على رأس هؤلاء الوافدين ابن الصفّار «أحمد بن عبدالله 
الغافقي ٠»‏ العام الرياضي الفلكي صاحب الأزياح الشهيرة!"ا. 

وبحم موقع جزر البليار. واهتام سكانها بالنشاط البحري . فقد أسهمت هذه المعارف 
الفلكية ذات العلاقة الوثيقة بالمسالك البحرية وحركة الملاحة» في ترسيخ هذا العم في هذه 
الجزر. واكتسب قباطنة أساطيل البليار مزيداً من المعرفة » وليس أدل على دقة معرفتهم 
بالملاحة والمسالك البحرية من غارة الأساطيل الميورقية على كافة الثغور المسيحية المعادية في الحوض 
الغرني للبحر المتوسط . ووصول بعض قطعاتها إلى ثغور بلاد اليونان بعد اجتياز عتبة 
صقلية!')» وعبور أساطيلهم التجارية الطريق الملاحي بين ثغور البليار والإسكندرية ذهاباً 
وإياباً دون أن تخطىء السبيل!*. كالأساطيل الإيطالية » التي ضلّت الطريق إلى جزر البليار 
في عام 504 ه- "1٠ ١١١6‏ , واتجهت إلى ساحل قطلونية النصرانية » وأغارت عليه » ظناً من 
قباطنتها بأنهم على ساحل جزيرة ميورقة! وانطلقوا يقتلون ويخرّبون ءثم تنبّهوا بعد أن ارتكبوا 
مجزرة دامية! بأنهم على أرض مسيحية تتبع لإمارة برشلونة » مما لا يشرّف المعلومات البحرية 
لدى هؤلاء القباطنة الإيطاليين ‏ ومدى ضحالة معرفتهم بالمسالك البحرية في القرن السادس 
للهجرة - الثاني عشر للميلاد . لهذا فإنني أرجّح ما ذكره المستشرق الإسباني خوان برنيط ٠‏ بأن 
النواة الأولى لعم الخرائط البحرية ذات أصل عربي ميورقي!! وأن الميورقيين المسلمين هم أول 
من ابتكر الخرائط البحرية في الحوض الغربي للبحر المتوسط »لما كان لبحارتهم من خبرة في 
البحر ومعرفة واسعة في عام الفلك والمسالك البحرية . وليس أدل على ذلك من الخرائط البحرية 





.5077 ص‎ .١ أغناطيوس يوليا كراتشوفسكي : تاريخ الأدب الجفراني . ج‎ )١( 
ابن بسام: الذخيرة/القسم الثالث/1. ص ؟58-5.‎ )5( 

(؟) آغخل جنثالث بالنثيا: تاريخ الفكر الأندلي » ص 458 . 

(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .7١5-1١١‏ 

(9) ابن بسام: الذخيرة/القمم الثالث/1. ص 96" -390. 

(7) الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص .1١6- 1١4‏ 


00١ 


الميورقية . التي ما زالت مجموعة منها موجودة في المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات . كما 
أرجّح بأن القباطنة الطليان سلبوا هذه الخرائط من جزيرة ميورقة خلال غارتهم الكبرى عليها 
8.51-8 ه- 1111-1116 م: وصبغوها بصبغتهم وأضفوا على أنفسهم شهرة لا 
يستحقونها”" . 





(1) خوان بزئيط : هل هناك أصل عربي اسباني لفن الخرائط البحرية؟ تعريب د . أحمد مختار العبادي . ص 
مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية - العدد الأول - السنة الأولى ١9608 - ١59‏ . 


براك 


العلوم العقلية 
في جزر البليار 


كان علماء جزر البليار كبقية علماء الأندلس . موسوعيين »؛ وعلى معرفة شاملة كبيرة » 
جمعوا بين العلوم النقلية والعقلية » ولكن المناخ الديني في هذه الجزر ء وعناية علمائها الفائقة 
بالعلوم الدينية » باعتبارها الأسس الفكرية التي ارتكزت عليها حركة الجهاد في هذه الجزرء 
التي كانت تشكل خط الدفاع الأمامي عن سواحل الأندلس والمغرب في الحوض الغربي للبحر 
المتوسط ء أدّى إلى بروز دورهم في العلوم النقلية والدينية منها بصفة خاصة» وأضفى ستاراً 
على دورهم في العلوم العقلية التي برعوا فيها كأفراد لا مؤسسات لما تتطلبه الدراسات العلمية 
من إمكانيات لا تتوفر إلا في العواصم الكبرى( . ونظراً لموقع جزر البليار كمعبر بحري بين 
المشرق والمغرب . فقد كانت إحدى المحطات الرئيسية للعلماء الوافدين من بلاد المشرق إلى 
الأندلس » والمتجهين من بلاد المغرب والأندلس عبر البحر إلى بلاد المشرق » وقد ترك هؤلاء 
العلماء أثراً كبيراً على الحركة الفكرية في هذه الجزرء وكان من بين هؤلاء العلماء المشارقة 
النين أقاموا فترة من الزمن في هذه الجزر . « ثابت بن مد الجرجاني »!".« وكان غزير الأدب , 
قوى الحفظ في اللغةء بارعاً إلى عم الأوائل من المنطق والنجوم والحكمة . وله بذلك قوة 
ظاهرة . . »!"). كما كان لعلماء قرطبة وشرق الأندلس النين ظلّوا يفدون إلى هذه الجزر طيلة 
مائة عام منذ فتحها المستقر(' » في عام 75١‏ ه - 505 م ء وحتى نشوب الفتئة الداهمة في بلاد 
الأندلس 55م ه - "1٠٠١8‏ , التي شرّدت علماء قرطبة من ذوي المعارف الواسعة في ستّى 
العلوم » الذين وجدوا الملجأ الأمين في دانية وجزر البليار» فتوافدوا إليها واستقروا فيها. 





. 57 دومنيك اورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار؛ ص‎ )١( 
الحميدي: جذوة المقتبس. ص 186 ترجمة رقم #44 وص «#م".‎ )١( 
.1١85 ترجمة رقم‎ . ١١5 ابن بشكوال: الصلة/١1. ص‎ )( 
.108- 14014 وابن الخطيب : الإحاطة ؛ ج (؟)» ص‎ 
.535-1506 (؛) دومنيك اورفوي: الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليار. ص‎ 
."01- ابن خلدون: العبرء ج 1. ص “ه"‎ )5( 


060 


ونشروا المعرفة بين أهلها"" . 

وكان من بين هؤلاء العلماء «أبو القاسم أجد بن عبدالله الغافقي » المعروف بابن الصفار, 
وهو من كبار تلاميذ مسلمة الجريطي أعظم علماء عصره ؛ وكان ابن الصفّار ‏ « مقدماً في علم 
العدد (المعادلات) والحساب والحندسة والنجوم.. وله زيج (تقوم) مختصر على مذهب السند 
هند »9 , 

وكان علماء الأندلس في' نهاية عصر الخلافة الأموية » على درجة رفيعة من المعرفة العلمية , 
وهاجر بعضهم إلى بلاد المشرق . ووصلوا إلى مكانة رفيعة!". 

وفضل البعض الآخر الاستقرار في دانية وجزر البليار في رحاب ملكها العام الأديب 
مجاهد العامري . وكان من بين هؤلاء عبد الملك بن حمد بن مروان بن زهر الايادي الاشبيلي 
الأصل , عميد « آل زهر » » تلك الأسرة الماجدة التي أنجبت أعظم أطباء الأندلس. وكان أبو 
مروان عبد الملك بن زهر ماهراً في علم الطب » وقد اكتسب معارف جمّة عن علماء المشرق 
والأندلس » واستقر في المملكة الجاهدية العامرية » وأخذ عنه الدارسون لهذا العام من أهل دانية 
وجزر البليار, إلى أن توفي في دانية ؟5؛ هد .18م , 

وعامر الصفار القرطي . وكان عالاً بالفرائض والحساب والمساحة . وأخذ عنه كثيرون , 
كان من بينهم ابراهم الأمين”” . وأبو الوليد الوقثي «٠‏ هشام بن أحمد ابن هشام » الكناني» الذي 
اشتهر بمعرفته الواسعة في علم الحساب والهندسة والمنطق » وقد أخذ عنه عدد كبير من الدارسين 
من أهل دانية والبليار » ومن ْتّى أرجاء بلاد الأندلس . ومن الذين أخذوا عنه » أبو بحر سفيان 


: ابن بسام الشنتريني: الذخيرة/القسم الثالث/١1.» ص ؟8-5؟.‎ )١( 
وابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء في طبقات الأطباء . ج “5 . ص‎ . ٠١8 (؟) صاعد : طبقات الأمم ء ص‎ 
وابن بشكوال : الصلة/١ » ص *؛ ء ترجمة رقم 80 . والصفدي : الوافي بالوفيات . ج لا . ص‎ . 34-7 
. 387 - "8١ والمقري : نفح الطيب .ج ” . ص 700 . والدوميلي : العم عند العرب .ص‎ .١١15-05 
. 448 وآنخل جنثالث بالنثيا : .تاريخ الفكر الأندلسي . ص‎ 
52750؟5 و2758‎ 15٠ (؟) القفطي : تاريخ الحكماء.*ص لاه‎ 
صاعد : طبقات الأمم . ص 4؟١ , وابن دحية: المطرب . ص 50 , وابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء في‎ )4( 
.104- 10# طبقات الأطباء , ج 7, ص‎ 
والمقري : نفح الطيب . ج ؟ . ص 565 . وج *. ص 457. والدوميلي :العم .عند العرب . ص 9950 ء‎ 
.١8“ .ص‎ 01١ ودائرة المعارف الإسلامية. ج‎ 
. 88# وشكيب أرسلان : الحلل السندسية. ج 7 . ص‎ 
2١١١١ .ص‎ ١/6 . مد بن مد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة‎ )5( 
.708 ترجمة رقم‎ 


نر 


00 


ابن العاص!' , الذي أقام في الجزائر الشرقية (البليار) , وأخذ عنه علماؤها . كما أخذ هو عن 
ابراهم بن يحيى بن سعيد الكلاعي الميورقي!'). وعن معاوية بن عامر بن البشر الخزومي 
الميورقي("). وعن أحمد العجيفي اليابسبي . ومن أشهر من أخذ عن أن الوليد الوقشي ٠‏ «عمد 
ابن سعيد بن زكريا » . من ساكني دانية . وكان عالاً بالطب ٠‏ أَلّف كتاب التذكرة في الطب » 
ويعرف « بالسعدية » , نسبة إليه' . وكان أبو الوليد الوقشي عالاً شاعراً أديباً محدثاً فيلسوفاً 
ماهراً في شى علوم عصرة" . 

ومن الذين اشتهروا بالمعرفة الواسعة في العلوم العقلية في دانية والبليار . أبو عمر الحذاء . 
« أحمد بن عمد بن يحيى التميمي » وقد ولآه علي قبال الدولة كبير القضاة في دانية والبليار, 
وانتفع بمعرفته الواسعة في شتى علوم عصره العقلية والنقلية كثيرون من أهل جزر البليار 
ودانية » حتى وفاته 471 ه - 1١14‏ مء وليس أدل على مكانته العلمية من كون أي الوليد 
الوقئي أحد النين أخذوا عنه"؟. 

وني هذا الجو العلمي الحافل بشْتّى المعارف والعلوم في المملكة الجاهدية العامرية » نش أبو 
الصلت أمية بن عبد العزيز الداني الذي وصل إلى ذروة المعرفة في سْتّى علوم عصره . وكان من 
أشهر من أخذ عنهم ؛ « أبو الوليد الوقشي » , وكان أبو الصلت بارعا في الطب وفي الميكانيكا 
«عم الحيل  »‏ وفي الموسيقى والفلسفة. وكان يدعى بالأديب الحكي . وأخذ عنه كثيرون من 
أهل الأندلس والمغرب وافريقية ومصر ء وصنف عدة كتب ورسائل في العمل بالأسطرلاب!"" , 
وكتاب الوجيز في عل الهندسة » وكتاب الأدوية المفردة » وعدة كتب في المنطق » من أشهرها 


.58* وابن بشكوال: الصلة/؟, ص‎ .١١5-1١١8 صاعد: طبقات الأمم,. ص‎ )١( 

والعماد الأصفهانٍ : خريدة القصر وجريدة العصرء والمقري: نفح الطيب. ج .ص 9903. 
)١(‏ ابن بشكوال: الصلة/١‏ . ص اة. 
(") المصدر السابق. ص 516. 
(؛) ابن الأبار: التكملة/١‏ » ص 5١١‏ ترججمة رقم 11860. 
() ابن بشكوال : الصلة/؟ ,» ص 505 ء ترجمة ١4717‏ . وابن دحية : المطرب . ص "55 - 555 . والعماد 
الأصفهانٍ : خريدة القصر وجريدة العصرء ج ؟ . ص 189 . والمقري : نفح الطيب » ج * . ص 5077 , وج 
اص ٠١‏ و0ا1- ١"‏ و905. 
(3) صاعد : طبقات الأممء ص 114-11#. 

والضي : بغية الملتمس. ص ١77‏ . وابن بشكوال: الصلة/١1.‏ ص ؟355. والصلة/؟5. ص 507. 
والعماد الاصفهاني : خريدة القصر وجريدة العصرء ج ؟. ص ١895‏ . والمقرى : نفح الطيب . ج *'. ص 
كلا 
() الاسطرلاب : بفتح الهحمزة وسكون السين وضم الطاء ٠‏ كلمة يونأنية معناها ميزان الشمس . (ابن العماد 
الحنبلي: شذرات الذهب ؛ ج 14. ص .)٠١”‏ 


066 


« تقوم الذهن ». كما كان على معرفة واسعة في الرياضيات وعل الفلك . توفي في عام 
اا 

وكان من كبار الفلاسفة وعم المنطق في دانية والبليار علي بن اسماعيل . ويكنى بابن سيده , 
وكان عالاً موسْوَغساً كير ومن أشهر مؤلفاته «إصلاح المنطق لكا 

وأبو جمد بن حزم ء« علي بن أحمد بن سعيد » » وكان لإقامته في جزر البليار ما يزيد قليلاً 
عن عشرة أعوام في إحدى الروايات . واثنين وعشرين عاما في رواية أخرى أثر كبير على 
عقول الناشئة في هذه الجزر في جميع العلوم العقلية والنقلية التي كان يجيدها هذا العام الجليل , 
الذي واصل الع ؛ إلى أن توفي في بلده لبلة في جنوب الأندلس 509 هد 01.51). 

ومن الأطباء الذين اشتهروا في دانية وجزر البليار في عهد علي إقبال الدولة ابن مجاهد 
« اسحق بن قسطار » وكان يهودياً من كبار العلماء في العلوم العقلية , « بصيرا يامو الطب » 
عالاً بالمنطق وآالقا نت »), 

وفي الوقت الذي كانت فيه المعارف والعلوم تنتشر بين أهل جزر البليار » وتبشّر بظهور 
نخبة من العلماء في هذه الجزر . بعد أن رسخت المطارف العلمية بين أهلها تحت رعاية مبشر بن 
سلهان ناصر الدولة نصير العلماء والأدباء ؛ تعرضت هذه الجزر إلى عدوان صليي كاسح » قضى 
على مؤسساتها العلمية, وأفنى معظم سكان جزيرتي يابسة وميورقة 6.8- و.هده 
- 6١1111-111م.‏ وأعادها المرابطون ثانية إلى حظيرة الإسلام . وعمّروها وأسكنوا فيها 
غزاة البحر والمتطوعة!*. وأخذت هذه الجزر تستعيد حيوتها من جديد . ومن النين اشتهروا 
بعلم الفلسفة في جزر البليار في عهد المرابطين : « تمد بن سعدون بن مرجى ».2 المتوفى 
هك 00111 


)١(‏ ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب , ج ؟ . ص 51١‏ . وابن خلكان : وفيات الأعيان»ج ١‏ .ص 
557. والصفدي : الوافي بالوفيات . ج 4 . ص ١"‏ ؛ . والمقرى : نفح الطيب , ج ؟ . ص ٠١5‏ . والوزير حمد 
السراج : الحلل السندسية في الأخبار التونسية. ج 1. ص 101. 

وابن العماد الحنبلي : مثذرات الذهب. ج 14. ص 485. 
00( الحميدي : جذوة المقتبسن, ص 5١١‏ . ترجمة رقم 704. وصاعد: طبقات الأمم. ص .1١١9‏ 
م( ابن الآبار: التكملة/١‏ . ص١6"‏ . ترججمة رقم .٠١94‏ وج 7اء ص 50 ترججة .51. 
(؛) صاعد : طبقات الأميء ص 186 . 

وابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء في طبقات الأطباء. 
(5) ابن الكردبوس:.قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص 1١١‏ -154. 

وابن عذاري : البيان المغرب . ج ١‏ . ص ١5‏ . والحميدي : الروض المعطار ء ص 5518 . وابن خلدون : 
العبرء ج 4 . ص 500 وما بعدها. 
() ياقوت الحموي : معجم البلدان .ج 0 . ص 567 - 67 . والصفدي : الوافي بالوفيات , ج " , ص "5 . - 


00 


ومن الذين اشتهروا بعلم الطب في عهد بني غانية « الرميي » ؛ وكان طبيب علي بن غانية 
الميورقي('. ومن أشهر علماء الحساب والمعادلات في جزيرة ميورقة في عهد الموحدين »« عمد بن 
ابراهم بن نوح بن بونة الميورقي » «٠‏ وكان عددياً ماهراً . توفي قبل الحادثة عليها »2), 

وقد اشتهر بعم الصيدلة في ميورقة قبل سقوطها النهائ . « عبد الغني بن مد بن عبد الغني 
الصيدلاني » . وكان عالاً كثيراً« صاحب معارف جمّة .. » . توفي فجأة قبل استيلاء القوات 
الصليبية على جزيرة ميورقة ببضعة أياء!"ا. 

وم يصلنا أسماء علماء لامعين في جزيرة منورقة في آخر عهودها الإسلامية في عهد الأسرة 
الحكمية ؛ وما عثرت عليه في كتب التراجم والطبقات هو انم طبيب وافد إلى منورقة تخصّص 
بهذا العم : وحذقه في اشبيلية ‏ وكان فيه مجيداً بارعاً . ولجأ إلى جزيرة منورقة . وهو« أبو بكر 
ابن العوّام الاشبيلي » . وانتفع الناس بهء وكان أديباً شاعر29. 

كما اشتهر بعم الطب ومشاركته فيه , أمير منورقة سعيد بن حك . الذي كان يجيد كافة 
علوم عصره العقلية والنقلية!". 


- والذهي : العبر في خبر من غبرء ج 1. ص 8!0. 
ودومنيك أورفوي : الحياة العقلية والروحية لمسلمي البليارء ص ١١10‏ . 
)١(‏ ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ١‏ . ص 455 . 
وابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء في طبقات الأطباى, ج 8 ؛ ص 4٠١-06‏ 
(؟) عمد بن مد بن عبد الملك الأومي المراكشي : الذيل والتكملة للموصول والصلة » ج 5 . ص ٠ ٠١5‏ ترجمة 
رقم 317 
(") ابن الزبير: صلة الصلة . ص 46 » ترجمة رقم 58 وما بعدها. 
(4) ابن سعيد المفربي : اختصار القدح المعلّى. ص 205 .18٠0-‏ 
() جمد بن عمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي : الذيل والتكملة في الموصول والصلة/بقية السفر الرابع» 
ص 588 , ترجة رقم 51 . 


/اومه 


الآثار الإسلامية في جزر البليار 


الآثار العمرانية 

ليس من السهل على الباحث التحدّث بالتفصيل عن هذا الجانب من التراث الإسلامي في 
جزر البليار؛ لندرة ما بقي بين أيدينا من آثار معمارية إسلامية ؛ أو نقوش أثرية أو تحف 
فنية » مما يجعل الكلام عن هذه الجوانب ذات الطابع الإنساني خوضاً في مجاهل لا يؤمن العثار 

ويعلل المؤرخ الميورقي الباروكمبانير السبب في صعوبة هذا الجانب من البحث» بأنه يعود 
إلى أن المدن والقرى الإسلامية قد تعرّضت للدمار والزوال بعد الزحف المسيحي الساحق. 
حتى أن الباحث لا يكاد يجد شيئاً من بقايا الوجود الإسلامي في مدن الجزر وقراها القائمة 
اليوم » إلا بشق الأنفس . وحتى لو وجد منها شيئًا . فإن هذه البقايا . قليلة منعزلة » فضلاً عن 
أن كثيراً منها قد ابتلعته المباني الحديثة . أو قضى عليه الجهل وقلة الثقافة » وعدم المبالاة » بما 
تعنيه تلك البقايا من قيمة تاريخية عظيمة , هذا بالإضافة إلى غباوة كثير من أصحاب الضياع 
في الريف , ممن يحرصون على ألا تتمتد أيدي العلماء والأثريين بالحفائر إلى أراضيهم . والجهل 
الذي يتسم به كثير من ممثلي السلطات المدنية والإدارية" . 

ويقول الباحث الاسباني « روسليو بوردوي » » الختص بالدراسات الاركيولوجية » بأن 
دراسة مراحل الحم الإسلامي في جزر البليار: وآثار كل مرحلة في غاية الصعوبة » نظراً لقلة 
المراجع والمصادر التي تمكّن الباحث من إعداد دراسة وافية وتفصيلية لآثار جزر البليار في 
عهودها الإسلامية المتعاقبة . وبالإضافة إلى ذلك . فإن المصادر المتوفرة سواء الإسلامية منها أو 
المسيحية على حد سواىء لا تقدم لنا سوق بعض الإشارات البسيطة العابرة عن حوادث تلك 
الجزر المنسية » والبعيدة عن المضار السياسي للأندلس على حد قوله . ويضيف إلى ذلك قائلاً : 
وبالرغم من أن قلة المعلومات عن تاريخ الإسلام في جزر البليار ترهق الباحث . إلا أنها في 
نفس الوقت تجبر الراغب في البحث . على التأفي خلال تفتيشه البطيء عن النصوص مما يتيح له 
بحالا للعثور على معلومات فريدة من هنا وهناك . بالرغم مما يواجهه من إحباط في بعض 





.581- 5#“ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 


004 


الأحيان . خاصة عند محاولة دراسة الآثار الإسلامية الباقية في هذه الجزر(). 

ويؤكد روسليو بوردوي . ما ذكره كمبانير من التدمير العرضي والمتعمّد للآثار الإسلامية 
قائلاً: « وبالرغم من أن جزر البليار قد احتفظت على مدار قرون طويلة » بصفات أجناسها 
البشرية وبالملامح العربية لسكانها ‏ إلا أنها للأسف الشديد . مضت تدمر باستمرار تلك الآثار 
النابعة من ماضيها وتاريخها الإسلامي.. وإذا ما حاولنا الاستفادة من مخلفات الآثار 
الإسلامية » فسنعود صفر الأيدي .لا لأن الآثار الإسلامية م تكن موجودة أصلاً . ولكن ذلك 
يعود لاختفاء معظم هذه الآثارء أو أنها تعرّضت لتغييرات جذرية على عهد شاغليها من سكانها 
المسيحيين , مما سبّب فتقداتها لملاحها الأساسية. هذا بالإضافة إلى تدمير الآثار الإسلامية 
العرضي والمتعمد . الذي يتسم في بعض الحالات بمنتهى الفظاعة والطمجية »!"ا. 

ومن الآثار الفريدة التي شاهدها الباروكمبانير قبل حوالي مائة عام وما زالت حتى اليوم 
«الحمام العربي ». وما زال هذا الحمام حتى اليوم في أحد دروب مدينة ميورقة « بالمادي 
ميورقة » , في زأتماق يدعى باسم جر 8 . ومن الغريب أن السلطات المحلية لا توليه أي 
اهام » ويقع في أحد البيوت » ويقوم صاحب البيت برافقة الزائرين . 

ويعلّق كمبانير على هذا الحمام قائلاً . بأنه « من الآثار القليلة الباقية من حملة التخريب 
الوحشية التي تعرّضت لا المباني العربية منذ الاستيلاء على مدينة ميورقة في الحادي والثلاثين 
من ل ولعلم ما 

ويصف مانويل جوميت موريو هذا الحمام , بأنه « ما زال واضح المعام »وإن كانت لم تظهر 
قط غرفتاه . المستطيلتان . اللتان تحيطان بالغرفة الوسطى , وهذه تبلغ الذروة الفنية بين 
نظائرها في تلك الفترة » لرشاقتها وإحكام تكوينها. وهي مربعة الشكل يحيط بها رواق» 
وتحدها عقود حدوة الفرس . فوق أعمدة تحمل قبة تنكىء على جوفات مقوّسة متعارضة في 
الأركان ؛ ثم قبوات أسطوانية حوها متعارضة. وكلها جميعاً مزوّدة بطاقات مفصّصة » أما 
التيجان فمن النوع المركب بها صف مزدوج من الأوراق الملساء . تدل على أنها ترجع إلى القرن 
الحادي عشر للميلاد - الخامس للهجرة أو بعد ذلك بقليل: وقد شيّدت العقود والقبوات من 
الآجر ء أمّا الجدران؛ فمن بلاط شديد الصلابة »29 . 


. 5-١ روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار؛ ص‎ )١( 
. 4-1 روسليو بوردوي: هيكل الكتابات الحجرية العربية. ص‎ )١( 
. 580 - 574 (؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار ص‎ 
. "9*9 (؛) مانويل جوميت موريئو: الفن الإسلامي في اسبانيا. ص‎ 
. ترجة د. لطفي عبد البديع . ود. السيد مود عبد العزيز سام‎ 


060 


ومن الآثار الإسلامية النادرة في مدينة ميورقة « بالمادي ميورقة » . باب الكحل , الذي 
اقتحم منه الغزاة مدينة ميورقة الإسلامية في ١5‏ صفر 7197 ه - 7١‏ ديسمبر 1559م . 
وكان يدعى في العهد المسيحي باسم « باب سانتا مرجريتا » 8ائةهءة81 53213 وظل هذا الباب 
قائاً حتى عام ؟91١1مء:‏ حيث تعرّض إلى التهديم" . 

ويصف مانويل جوميت مورينو هذا الباب قائلاً. « وجدير بنا أن نذكر باب سانتا 
مرجريتا المهدّم (باب الكحل) في بالمادي ميورقة , الذي يشبه تماماً من حيث نظام بنائه أنظمة 
البناء في المرية » القائمة على أساس تعاقب الكتل طولاً وعرضاً . مع صف مزدوج من اللوحات 
الممتدة » وعلى هذا النحو تكوّن عقدان . لعلهما كانا على شكل حدوة الفرس , يجري بينهما باب 
يقوم مقام السد ء اقتصر تتنسيجهما على الجزء المركزي , وتتنوع أجزاؤه من مركز يقع أسفل 
مركز الدائرة . ويشمل نظام البناء نفسه الكسوات الجانبية في نطاق كتل الملاط القوي الذي 
يغلف البناء كلّه »9 , 

وفي الواقع لم تدرس الآثار الإسلامية في جزر البليار حتى اليوم دراسة جادة » فقد كانت 
العوامل الدينية والجهل والتعصب الأعمى . تحول في الماضي دون إبراز الآثار الإسلامية 
والتاريخ الإسلامي لهذه الجزرء ولا نجد في معظم المراجع الاسبانية سوى إشارات عابرة للآثار 
العمرانية الإسلامية ؛ منها على سبيل المثال ؛ ما يدعى اليوم « بكنيسة سان ميجيل » 522 
اعنهذ! التي تقع في زقاق يحمل نفس الاسم »في مواجهة باحة على الطراز الأندلسي القديم » هي 
في الواقع المسجد الجامع لمدينة ميورقة الإسلامية » حوله الكهنة المرافقون للملك خايمي الفاتح 
إلى كنيسة في ١6‏ صفر 787 ه - الأول من يناير 170 م. وقد دارت أعنف المعارك بعد 
اقتحام باب الكحل « ساننا مرجريتنا » في الزقاق المؤّدي إلى المسجد الجامع . الذي يدعى اليوم 
« مجادة سان ميجيل » اعنا3418 538 08(6 وما زال هذه الكنيسة حتى اليوم مكانة كبرى لدى 
رجال الكنيسة في جزر البليار. ويحتفل في مطلع كل سنة ميلادية احتفالات كبرى في هذه 
الكنيسة بالذات . وينطلق منها حشود المصلين إلى الشوارع . وتستمر الاحتفالات حتى 
الصبا © 

نوف 

وما زال « تمثال العذراء مريم والطفل » . الذي رفعه خامي الفاتح ملك قطلونية وأرغون 
على سفينة القيادة أثناء عبوره البحر في ميناء سالو ناها58 بساحل قطلونية إلى جزيرة ميورقة 


)١(‏ .31 .م بوعءءمسصتكة قمة معءمزة84 أه لإمماة عط بسمطاعة4ة كامعصيعات 
)١(‏ روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية. ص 5. 

(؟) مانويل جوميت مورينو: الفن الإسلامي في اسبانيا. ص 89" - 59" . 
لق 31-2 .م روعء:مصنلة 320 معممزة11 أه لإرماة عغط1 بمسقطعائة 84 كاتمعصمعات 


01 


للاستيلاء عليهاء موجوداً حتى اليوم في كنيسة سان ميجيل اءلاه8]1 535 المسجد الجامع القديم 
لمدينة ميورقة الإسلامية 0 

كما أن أسس كنيسة سانتا ماريا 8451 53218 في ماهون العاصمة الحالية لجزيرة منورقة » 
هي الأساس القديم لأحد جوامع المدينة في عهدها الإسلامي » الذي حول إلى كنيسة في الثالث 
من ذي الحجة 80 ه - "١‏ يناير ١١41‏ م2 وغييد بناؤهاني فترة لاحقة على الأساس 
الإسلامي . 

وما زالت كاتدرائية سان فرنسيس الأسبي أولكة عل 0دؤنومة: م5 ذات طابع عمراني 
أندلسي . فقد كانت المسجد الجامع لمدينة منورقة الإسلامية التي تدعى اليوم بام « ثيودا 
دلا » ؛ وحوّل إلى كاتدرائية بأمر من الفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون بعد استيلائه على 
جزيرة منورقة في الثالث من شهر ذي الحجة 180 ه - 5١‏ يناير 1741 م ء وأعيد تجديدها بعد 
فترة طويلة ‏ 

ويوجد في جزيرة يابسة بقايا عمرانية إسلامية » من أبرزها الحي القديم في مدينة يابسة 
عاصمة الجزيرة الذي يدعى باسم 7/1013 22148 ؛ تحيط به بقايا الأسوار العربية الثلاثة لمدينة 
يابسة في عهدها الإسلامي'". وما زالت بقايا الحصون الإسلامية القديمة ماثلة حتى اليوم في 
قلعة كاب دوبرا 5658 46 م08 وبرج عرطة 4528 في شمال شرق جزيرة ميورقة » وفي باب 
الشرق في مواق الكدية 018نء1ة : وفي حصون بلانسة 20116288 في شمال الجزير 00 

النقوش العربية البليارية 

حاول المؤرخ الميورقي الباروكمبانير قبل حوالي مائة عام دراسة الكتابات العربية في سْنّى 
أرجاء جزر البليار المحفورة منها والمنقوشة . ورجع إلى المصادر التي أشارت إلى هذا الموضوع , 
كما أتيح له الجال للاطلاع على بعض النقوش » التي كانت حتى ذلك الحين ماثلة للعيان. 
وبالرغم من كل الجهود التي بذا . فإنه م يخرج من محاولته هذه بنتيجة تذكر . فقد تبيّن له بأنّ 
معظم الكتابات العربية في جزر البليار قد تعرضت للتدمير والاندثار . كبقية الآثار 
الإسلامية. وقد أوجز النقوش التي وصل خبرها إليه با بلي : 

- لوحة صغيرة من البرونز عثر عليها في بلدة سان خوان في جزيرة ميورقة في سنة 


)1 ) .32 .م ,قععممنا! ع معروزة]8! كه نزءما5 عط5 بسمقطامةك؟ كامعمعلت 
(5) .56.67 .26 .م بوععمستك8ة بوامممدوو0 الام 

(5) .34 .م رهداط] بوعل /ا .5 

(1) .137-140 ,104 .م بهععمزة11 أعمد8 سقيال 


تدلدسك 


على دعاء لإبعاد آثار السحر وكوارث الطبيعية والأمراض التي تصيب الجسد. 

- لوحة كانت توجد في جدار دهليز يؤدي إلى ضيعة الخابية 15618" وقد فسّر الأب 
ارتيجس 5هدهاه .8 النقش الوارد فيها بأنه سورة قرآنية . 

- شاهد قبر عثر عليه في إحدى قرى جزيرة ميورقة. وقد قرأ أحد التجار الفرنسيين 
الكتابة المنقوشة على هذا الشاهد في ١؟‏ مارس 5١8١م.‏ ويتضمن هذا النقش - حسب 
روايته - شهادة ألا إله إلا الله والصلاة على جمد رسول الله .ثم يرد بعد ذلك اسم المتوقى » وهو 
أبو مروان بن عبدالله بن مد الطلحي''! ؛ وتاريخ وفاته وهو السابع من شوال 
”ااه ع 1١17107‏ م 

وهذا هو كل ما عثر عليه الباروكمبانير من المصادر التي أشارت للنقوش العربية في جزر 
البليار حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر”". 

وقد ذكر الموؤرخ كليمنتس ماركهام . بأن النقش العربي الذي كان قبل فترة وجيزة على أحد 
جدران الدهليز المؤدي إلى ضيعة الخابية » كان يتضمن النص التالي : 

الأمر لله : والعزة لله : والرحمة من الله : 

الله جل جلالةء لا الاه إلا الله : له الملك وحدة . 

ويذكر المؤرخ روسليو بوردوي مدير متحف بالا الاركيولوجي . بأن أغلب الكتابات 
العربية التي وصلت إليناء إنما هي عبارة عن كتابات جنائزية على شواهد القبور , باستثناء 
بعض اللوحات القليلة التي استخدمت لغرض زخرفي ء لتزيين بعض الجدران . كما هو الحال في 
الكتابات التي كانت وو في دهليز الخابية بنيولا 012ئهنا41/8612-8. » وعلى قوارير وجرار 
الفخار . التي عثر عليها في جزيرتي ميورقة ومنورقة . ويضيف إلى ذلك قائلاً بأن نقش الخابية 


)١(‏ كانت ضيعة الخابية من أملاك « ابن عابد » الذي تعاون مع الملك خامي الأول . وظلٌ محتفظاً بمتلكاته 
تنا لخيانته . وبعد وفاته ورث هذه الضيعة ابنه ناصر , الذي م يعقب سوى ابنة واحدة كانت تدعى باسم 
« الينور » التي تزوجت أحد الفررسانٍ القطلان من النبلاء يدعى « خوان سانتا سيليا » . وورث أعقابه من 
بعده ضيعة الخابية طيلة خمسة أجيال. وتزوجت آخر أعقاب هذه الأسرة » وكانت تدعى « الينور » أيضاً 
بأحد النبلاء من أسرة بيرجا . وتزوجت ابنته الوحيدة من أسرة سفورزا . وورثت هذه الأسرة الميورقية 
العريقة ضيعة الخابية التي كان يوجد في الدهليز المؤدي إليها نقش عربي حتى عهد قريب . 
.56 142-42 .م (رقعءمصنلة 2 معروزة81 آه ,م5 عط بسمطعلمدك1ة كتمعصعاك) 
)١(‏ الطلحي : نسبة إلى طلحة بن عبدالله بن عبد الرحمن بن ألي بكر. 

ابن الأبار: التكملة/السفر الأول. ص 4١١‏ . طبعة روخس - مجريط ‏ 1885م. 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 5*8 -581 . 
(5) .157 .م روععمم )8 عه م1 كه مم5 عط؟ تسقطاعةك8 كامعصعءكت 


بالك 


الكتابي يعود إلى العصر المدجّني!"' . ويذكر نفس الرأي الباروكمبانير حيث يقول : « ورا كان 
النقش الذي كان موجوداً في ضيعة الخابية 4186618 وغيره من النقوش من عمل المدجّنين 
كعتةزه 0ن (أي الملمين الذين كانوا في خدمة الجتمع الإسباني المسيحي)ء بعد استيلاء 
النصارى على جزر البليار)!" . 

ويشير المؤرخ روسليو بوردوي إلى بعض النقوش العربية البليارية التي ورد ذكرها في بعض 
المصادر ء ثم اختفت جميعها بشكل يدعو للحيرة والتساؤل!؛ ومن أشهرها ما بلي : 

3 النقش العربي على مدخل قلعة سنتا أجيدا 80108 55808 كبرى حصون جزيرة 
منورقة في عهدها الإسلامي. وقد شاهد هذا النقش المؤرخ الانجليزي أرمسترونج في عام 
0 مء واختفى هذا النقش منذ ذلك الحين ء ولم يشر له أحد من المؤرخين! 

ب- النقش العربي على باب بليجاديسا 216820658 (باب يسوع) , أحد أبواب مدينة 
بالمادي ميورقة في العهد المسيحي . وكان هذا النقش عند عقد الباب القديم شرقي المدينة" . 
وكان الباب الشرقي في العهد الإسلامي يدعى بباب البلياط”'' .وقد نقلت اللوحة الحجرية بعد 
هدم هذا الباب إلى دهليز في مبنى بلدية « بالمادي ميورقة » العاصمة. واختفى هذا الأثر 
الثمين بعد أن شب حريق في مبنى البلدية » وم يعثر عليه رغم الجهود التي بذلت لمعرفة مكان 
اختفائه!*! 

ويذكر الباروكمبانير بأنه شاهد هذا النقش قبل اختفائه قائلاً . « وقد أتيحت لنا الفرصة 
للاطلاع على بعض النقوش العربية التي كانت توجد على الحنيّة النتي كانت تعلو الممر الموصل إلى 
سور مديئة بالا وميدان مصارعة الثيران فيها . وقد نزعت هذه اللوحة من مكانها هناك » 
وأودعت في دار الأسقفية . غير أنها كانت في حالة من البلي والتشقق , بحيث يبدو من المستحيل 
أن يقرا ما عليها من نقش 776 

ج- النقش العربي على « باب الكحل » », الذي عرف في العهد المسيحي باسم باب سانتا 
مرجريتا 24385112 53512 . وكان يقع في أحد جوانب السور الإسلامي في مدينة ميورقة ؛ في 
الزاوية الثمالية الشرقية » ومن هذا الباب اقتحم الملك خايي الأول وجنوده مدينة ميورقة في 


)١(‏ روسليو بوردوي : الكتابات العربية الحجرية في جزر البليار. ص ه. 

. 587 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

(؟) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص 8. 
(؛) ميجيل الكوفير: الإسلام في ميورقة. ص هه. 

(5) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليارء ص 4. 
(3) الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 51 -589 . 5 


انلك 


5 صفر 5917 ه اح #١‏ ديسمير 9م0017 , 


ويذكر الباروكمبانير بأنه شاهد هذا النقش قبل عام 1884 م » على باب سانتا مرجريتا , 
(باب الكحل), وم يشر بحرف واحد لما تضمنه هذا النقش''2. ويعلق روسليو بوردوي على 
فقدان هذا قائلاً «٠‏ ومن المؤسف أن هذا النقش العربي النفيس اختفى أيضاً كبقية النقوش 
الأخرى » بعد هدم هذا الباب في عام 15١”‏ م »» قبل أن نعرف ما تضمنه من كتابات » وم 
تصلنا حتى الملامح والمميزات الخارجية لهذا النقش. ومن المحتمل أن تكون تلك الكتابات 
الجهولة بالنسبة لنا ء قد نقشت على باب الكحل ٠‏ مناسبة افتتاح هذا الباب الإسلامي , من هنا 
تبدو الخسارة الكبيرة بفقده ؛ لأن معنى ذلك ضياع مؤشر عام , ودليل ثابت عن تاريخ آخر 


سور إسلامي لمدينة ميورقة »!2). 


وم يبق من النقوش العربية البليارية بعد ضياع النقوش الفريدة الآنفة الذكرء سوى 
الكتابات على شواهد مجموعة كبيرة من شواهد القبور عثر عليها في شتى أنحاء جزر البليار!؛) . 
وما زال هناك ثمة محال واسع للكشف عن مزيد من الآثار الإسلامية ما زالت مختزنة في باطن 
الأرض , وخاصة في مقبرة الملوج *ناةااددهاى التي اكتشفت موّخراً!*). وتوجد معظم الشواهد 
التي عثر عليها في متاحف ميورقة ويابسة ومنورقة وفرمنتيرة » كما يوجد البعض الآخر في 
حيازة بعض الأفراد والهيئات الدينية . 

وهذه الشواهد وما عليها من نقوش عربية . ذات أهمية قصوى في إلقاء الضوء على بعض 
الجوانب الخفية من تاريخ جزر البليار في عهودها الإسلامية . وني تحديد مدى انتشار في المدن 
والمناطق الريفية . وأقدم هذه اللوحات , شاهد قبر عثر عليه في جزيرة فرمنتيرة يعود تاريخه 
إلى عام "٠٠‏ ه- 518ء''2؛ بعد الفتح الإسلامي المستقر لهذه الجزر على يد عصام الخولاني 
ه-1.8م بعشر سنوات!"). ومعظم الشواهد القديمة التي تعود في تاريخها إلى عهد 
الخلافة الأموية في الأندلس أول العهود الإسلامية في جزر البليار ممسوحة باستثناء البسملة 
وتاريخ الوفاة وبعض أجزاء من بقية النص المنقوش بخط كوفي بحروف كبيرة في الشواهد التي 
عثر عليها في مقابر المدن .“أما في المناطق الريفية فقد شاع استخدام خط الرقعة بأسلوب 





.8 روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص‎ )١( 

. 5597 الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص‎ )١( 

(؟) روسليو بوردوي: هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار؛ ص 8. 

(8) المصدر السابق: نفس الصفحة. 

(4) روسليو بوردوي : العصور المظلمة في تاريخ ميورقة . ص 55 . 

)3( روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص 460 .2 58. 
(0) ابن خلدون : العبرء ج 14. ص 079" . 


03 


عفوي . وفي حالات نادرة كان الخط الكوفي يستخدم في شواهد القبور في المناطق الريفية بشكل 
غير متناسق وغير متقن . 

ويحمل الخط الكوفي المستخدم في تلك الكتابات دلالات مهمة . من أبرزها توضيح تأثيرات 
جنوب شرق الأندلس على هذه كما يمكن من دراسة تطور الخط الكوني تحديد تواريخ بعض 
شواهد القبور غير الواضحة المعام 0 . 

ومعظم الرسومات والزخارف على هذه الشواهد بسيطة ولكنها متناسقة . والزخرفة على 
شكل أوراق أزهار متشابكة . وتصل النقوش إلى درجة كبيرة من التناسق والجمال في النصوص 
المكتوبة بخط النسخ , الذي كان يكتب بدون أي تنقيط أو تشكيل في مراحله القدية ؛ وفي 
النصوص المكتوبة بخط كوفي مزخرف بأوراق أزهار متوازنة مع خطوط نسخية في غاية الحسن 
والجمال. ومعظم هذه الشواهد التي عثر عليها من الحجر الرملي وبعضها من الحجر الجيري 
والمرفر :ويك من خلال دراسة هذه الشواهن معرقة أملها ومكان امتغراجها . وكانت أخهر 
مقالع الحجارة المستخدمة كشواهد محجر « ماريس » . ومحجر ساولو في منورقة . ومحجر يابسة 
الشهير. وتختلف أنواع الحبيبات الرملية في هذه الأحجار بين محجر وآخر ء مما يمكّن من معرفة 
مصدرها. ويتراوح تاريخ هذه الشواهد التي عثر عليها في ميورقة بين استكمال فتح هذه الجزر 
نهائياً على يد عصام الخولاني 75١‏ ه - ٠.5‏ م. وبين الغزو الأرغوني لهذه الجزيرة في عام 
07 ه- 1554(" . ومن أكثرها وضوحاً شاهد عثر عليه في بلدة منقور في شمال شرق جزيرة 
ميورقة » يوجد حالياً في أحد متاحف مدينة باللمادي ميورقة » من حجر رملي محفور عليه عشرة 
سطور بخط كوني بارزء والحروف غير منظمة وخشنة جداً . ولا يوجد تطابق بين السطور 
العشرة وحجم أكبر الحروف “١‏ مل وأصغرها خمسة عشر ء والنصّ المحفور على هذا الشاهد هو 
ما يلي : 


بسم الله الرحمن الرحيم 
يا أيها الناس ان وعد الله 
حق هاذا قبر سلمن 
بن منصور رجه الله 
عليه ومعرفته ورضوا 
نه توفي يوم الاحد 


.5 روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليارء ص‎ )١( 
.7-6 المصدر السابق. ص‎ )0( 


0660 


لست وعشرين حلو 
ن من ذي القعدة 
سنة سين وثلامائة!" 

وكان عامل جزر البليار آنذاك هو الموفق الصقلبي("). كما عثر على شاهد قبر في مدينة 
منورقة غير واضح المعالم باستثناء اسم المتوفى وهوء« هشام بن منتصر » . وتاريخ وفاته في عام 
"١‏ ه- ١ووء(").‏ وكانت جزر البليار آنذاك تحت حك العامل مقاتل الصقلي في عهد 
الخلافة الأموية ني الأندلس أيام المنصور مد بن أبي عامر؟). 

وهناك لوحة أخرى لشاهد قبر يعود تاريخه إلى عام 1.8 ه - ٠١١١‏ مع لمن يدعى 
« تليط » عثر عليها في جزيرة يابسة!*). وفي نفس العام الذي توفي فيه « تليط » المذكور توفي 
مقاتل عامل جزر البليار 408 ه - 0(0101, 

كما عثر على لوحة أخرى في جزيرة فرمنتيرة » عليها كتابة كوفية » ويظهر على سطحها 
السطور الأربعة التالية : 

رضوانه توفي 
يوم الأحد ف شهر ربيع 
الآخر سنة خمسة 
وأربعمائة 

إن من الواضح أن هذا الشاهد « لجهول ». وأن تاريخ الوفاة يعود إلى ربيع الأخر 
٠0‏ هد اكتوبر 15١٠ء!"!,‏ أي قبل مبايعة مجاهد العامري للخليفة المعيطي بشهرين » وقبل 
استيلائه على جزر البليار في شهر شوال 400 ه - مايو ٠١١6‏ م»؛ بسبعة أشهرلةا . 

كما عثر على لوحة في مقبرة « المودينا دي غمارة » على مقربة من بالمادي ميورقة العاصمة » 
على شاهد من الحجر الرملي , عليه كتابة منشورية , من طراز كتابات المرية في شرق الأندلس » 





, 50-88 نفس المصدر السابق. ص‎ )١( 

.#”07 ابن خلدون: العبرء ج 14. ص‎ )١( 

(0) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية في جزر البليار. ص ١١‏ . 
(؛) ابن خلدون: العبرء ج 14. ص "8". 

(0) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية في جزر البليار. ص ”4 . 
(3) ابن خلدون: العبرء ج 14 ص 84". 

(0) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية في جزر البليار. ص 1414 . 
(4) ابن الأثير: الكامل؛ ج 5 ص 56 . 


كلم 


بالخط الكوفي البارز في غاية الاتقان , ونصّها محاط بزخارف مجدولة متشابكة , وم يبق واضحاً 
منها غير سطرين : 
جمس بقين من محرم سنة وثلاث ول 
الحرة الجليلة أم الامام ال.. 

ويعتبر ليفي بروفنسال هذه القطعة من أكثر النقوش العربية الأندلسية حسناً وجالاً . 
ويرجّح بأنها من القرن الخامس للهجرة , وأن تاريخ الوفاة يعود إلى عام 497 هع ٠١١5‏ م . وفي 
هذه الفترة كان يحم مبشر بن سليان ناصر الدولة » وإن صحّت فرضية ليفي بروفنسال . فربا 
يكون هذا الشاهد لقبر أمٌ المرتضى الذي حم قبل مبشر بن سلوان. ويقول الباحث الاسباني , 
«أمادوري لوس ديوس » . يأن هذه اللوحة تعود إلى نمباية القرن السادس للهجرة 
(095 ه - 1155 م)ء لأن لقب الإمام لم يستخدم في جزر البليار إلا في عهد بني غانية » وربا 
كانت أم علي ابن غانية ؛ زوجة اسحق بن عمد ذات المكانة الرفيعة , ومن الصعب الفصل برأي 
قاطع . لأن الكتابة غير واضحة إلى حد يمكن معه الجزم بشكل مؤكدا" . 

ومهما يكن الأمر فقد انتهت المرحلة الحضارية الإسلامية الأولى في جزر البليار بأساة 
مروعة . فقد تمكن الصليبيون من الاستيلاء على هذه الجزر باستثناء جزيرة منورقة وعاثوا في 
جزيرتي يابسة وميورقة تدميراً وقتلاً. وقضوا على معظم معام العمران في الجزيرتين . وأبادوا 
معظم سكانهما » وأحرقوا مديئة ميورقة العاصمة, وحولوها إلى ركام , ولا وصل الأسطول 
المرابطي في ذي الحجة 805 ه ‏ ابريل ١١١7‏ مء« وجدها خاوية على عروشها محترقة سوداء 
مظلمة منطبقة . فعمّرها قائد الأسطول ابن تافرطاس بن كان معه من المرابطين والجاهدين , 
راسات الثامني وعلب إليها نه قفا إل اليالةء واكترطتوها بوتكتوها وصرويقا بن 

5 

جديد » 0. 

وعادت مسيرة الحضارة الإسلامية ثانية إلى هذه الجزر حتى نهاية عهدها الإسلامي . 
واستيلاء الفونسو الثالث ملك قطلونية وأرغون على جزيرة منورقة في * ذي الحجة سنة 
منة هد 7١‏ يناير 1541م" . 

ومن اللوحات الشهيرة التي عثر عليها في جزيرة ميورقة . وتعود إلى بداية العهد المرابطي في 
جزر البليار لوجه قبر زينب بنت أبي الحم رحها الله ؛ يحتفظ بها ورثة السنيور جابرييل 





)١(‏ روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص 59 -4؟. 

. 156-1١١ ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص‎ )١( 
. تحقيق د. أحجمد مختار العبادي‎ 

() ابن خلدون : العبر. ج 5 ص 8فة. 


031/ 


فيالونخا أوليفر » وقد عثر عليها على مقربة من بلانسة في شمال جزيرة ميورقة . وهي عبارة عن 
شاهد من الحجر الجيري ؛ذي شكل بيضاوي » وعليها الكتابة التالية : 


بسم الله الرحمن الرحيم 
توفيت زينب ابنة الحم 
رحمها الله والمسلمين أجمعين 
غداة الأربعاء' لاثنا عقن لون 
من صفر سنة سبع عشرة وحسمائة . 
ويرجع أصل هذه اللوحة إلى منطقة ريفية » وكتابتها عفوية . خليط بين الخط الكوفي 
والرقعة . ويتفق تاريخ الوفاة مع بداية العهد المرابطي في جزر البليار”' . وأشهر شاهد عثر عليه في 
جزيرة منورقة ويعود إلى عهد الأسرة الحكمية هو شاهد قبر « الفقيه ألي مروان بن عبدالله بن 
عمد الطلحي » ؛ ومن الغريب اختفاء هذا الشاهد , ولا يدري أحد أين انتهى المطاف به! لهذا 
تعددت الروايات في قراءته » فبينما يذكر الباروكمبانير. بأن النقش الذي تضمنه هذا الشاهد 
هوما يلي : شهادة ألا اله إلا الله والصلاة على مد رسول الله »ثم يرد بعد ذلك اسم المتوفى » وهو 
أبو مروان بن عبدالله بن عمد الطلحي . وتاريخ وفاته . وهو السابع من شوال سنة 1ه 
م 
عدم 
يذكر روسليو بوردوي بأن هذا الشاهد كان يتضمن النص التاليٍ : 
الحمد لله وحده... 
أعوذ بالله من الشيطان الرجم 
1 يسم الله الرحمن الرحم 
صلى الله على مد وسلّم تسليا 
توفي الفقيه أبو مروان بن عبد 
الله بن عمد الطلحي عفا 
الله عنه يوم الاثنين 
السابع من شوال سنة(2) 
اثنين وسبعين وستاية 
ومن الواضح من التاريخ المنقوش على الشاهد . بأن وفاة الفقيه الطلحي » كانت في عهد 
)١(‏ روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية في جزر البليار. ص 8" . 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 585 . 
(؟) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص .١١‏ 


حكه 


سعيد بن حك أمير جزيرة منورقة المستقلة . وكانت أسرة الطلحي من الأسر العربية الكرية في 
جزر البليارء وينتسبون إلى طلحة بن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ء ولهذا كان العام 
منهم » يدعى في كتب الطبقات والتراجم باسم « الطلحي البكري »(0. 

النماذج الخزفية والزجاجية والفخارية 

ما زالت هناك بقية من الخزف والزجاج والفخار الذي يعود إلى شى العصور الإسلامية 
المتعاقبة في جزر البليار. وقد قام متحف ميورقة بأعمال حفريات واسعة في داخل مدينة 
ميورقة القدية , أدّت إلى اكتشاف فاذج خزفية وفخارية وزجاجية متنوعة ؛ أمكن ترمم ألف 
قطعة منها يشكل لبه كائل » وأمكن بواسطفيها وزائئة خطون ضفاغة الذيف » خامه الملون مده 
ذو البريق المعسني الذي حاز شهرة واسعة . في شُتّى العهود الإسلامية في جزر البليار . ومما يلفت 
النظر أن معظم الألفاظ والمصطلحات الاسبانية التي تستخدم للدلالة على القطع الخزفية 
والفخارية هي من أصل عربي!"ا. 

ومنها البرمة المنتفخة ذات الرقبة العالية » ويطلق عليها بالاسبانية « مارميتا هانصدعةة 
وهو لفظ مأخوذ من «البرمة »» التي اشتهرت مصر بصناعتها ‏ ومنها انتقلت إلى غيرها من 
البلدان الإسلامية . وهي على أنواع . ومعظمها يستخدم لطهو الطعام . والطيفور 41106 وهو 
عبارة عن طبق واسع عميق يستخدم لتقديم اللحوم » مزخرف بزخارف خضراء لامعة 
ومنغنيزية » تماثل النماذج التي كانت تصنع في البيرة في جنوب شرق الأندلس » هذا بالإضافة 
إلى أنواع متعددة من الجرار 13:53 والرضومة 8600532 وهي عبارة عن وعاء زجاجي واسع في 
قاعدته . وتضيق تدريجيا حتى تصل إلى فوهة ضيقة . والجفينة 1618128 من اللفظ العربي تصغير 
جفنة . وهي تشبه الطيفور في شكلها . ولكنها أكثر حجماً وتستخدم في تناول الطعام . والخابية 
8ه وكانت تستخدم لتخزين الزيت . وبقية السوائل المستخدمة في الطعام وهي ذات أحجام 
كبيرة ؛ يصل ارتفاع بعضها إلى ما يزيد عن المترء وقد عثر في جزيرة منورقة على فاذج لخوابي 
من القرن السابع ال حجري - الثالث عشر للميلاد كانت تستخدم لحفظ المياه. والأورزة أو القلة » 
1-2 وهي عبارة عن وعاء من الفخار كان يستخدم للشرب ولحفظ الزيت والزيتون او 
الدهون والفواكه المسكّرة والقصعة 0320613 . وتستخدم للطبخ . والقدّاف :816208 » وهو إناء 
ناقوسي كان يستخدم لعجن الدقيق. والمهراين 1562ا4 وكانت تدق فيه الأبزار والحبوب . 
والقادوس 41029002 . إناء بيضاوي كان يستخدم في النواعير « السواقي » لحمل المياه من 
الأنمارء وكذلك من الآبار. 





)١(‏ ابن الأبار: التكملة/السفر الأول» طبعة روخس- بجحريط . 1885 م. 
)١(‏ روسليو بوردوي : الخزف العربي في ميورقة. ص 5١7-5١0‏ . مجلة ميورقة ١6‏ لعام 1518 . 


01 


كما عثر على أنواع عديدة من القناديل والأواني المتنوعة الفخارية منها والزجاجية 
والخزفية ذات الألوان الباهرة!' ؛ ومن الطريف وجود أمماء صانعي هذه الأواني مكتوبة على 
أحد جوانبها بخطوط متنوعة كعلامات تجارية ميزة!". ْ 

وكانت لجزر البليار شهرة واسعة في صناعة الخزف ذي البريق المسفي المطلي باللينا » خاصة 
في جزيرة ميورقة. وقد سرق البيزيون في حملتهم الوحشية على جزر البليار 
8 ه - 1١١1-1١١6‏ مء من جملة ما سرقوا الخبرات الفنية الميورقية في صناعة الخزف , 
واستخدموا الأسرى في هذه الصناعة . ويقول غوستاف لوبون بهذا الصدد ء بن في اشتقاق كلمة 
ماجوليكة من ميورقة التي كان فيها مصانع عربية شهيرة لصنع الخزف . والتائل الكبير بين 
المصنوعات الإيطالية من الخزف ذي البريق المعدني الذي عرف باسم الماجوليكة ء والمنتجات 
الميورقية من هذا الخزف الملوّن الشهير أدلة واضحة على أن طريق الإيطاليين في هذه الصناعة 
الفنية الدقيقة مقتبسة من عرب هذه الجزيرة بصفة خاصة!6), 

وظلّت شهرة ميورقة ,هذه الصناعة العريقة ماثلة في الأذهان . بعد عدة قرون من استيلاء 
مملكة قطلونية وأرغون على هذه الجزر. 

ويتضح ذلك من النص التالي لابن الوزان صاحب وصف افريقية!2!, بأن «الأوافي 
البورقية كانت زيدا للعيال والسامق ين الألوات ٠‏ حي يقول عد وصفه لسوت مدية 
فاس: « وبيوت فاس مبنية بالآجرء وبحجارة جيدة النحت, وأكثر هذه الحجارة بديعة 
ومزدانة بفسيفساء جميلة . وصحون البيوت ودهاليزها مبلّطة ؛ ببلاط مريّع قديم مختلف ألوانه 
على هيئة الأواني الميورقية »(9). 





.1١ال6 لعام‎ ١5 مجلة ميورقة. عدد‎ . 56. - 5١0 المصدر السابقى. ص‎ )١( 

والمكتشفات الخزفية في كلية مونتسيون (جبل صهيون) في بالمادي ميورقة . مجلة الأندلس » الجلد التاسع 
والعشرون لسنة .١9314‏ ص 785-796”, 
(؟) روسليو بوردوي : هيكل الكتابات الحجرية العربية في جزر البليار. ص 38-57 . 
() غوستاف لوبون: حضارة العرب . ترججمة عادل زعيترء ص .8١7‏ 
(؛) الحسن بن عمد الورّان الزياني (ليون الافريقي) : عام عرني غرناطي الأصل , أسرة القراصنة الطليان في 
عام 477 ه 16018 م. وأعجب به البابا ليون وأعتقه . صئّف كتابه « وصف افريقية » 174 ه > 19077 م 
باللغة الإيطالية . وكان على درجة عالية جداً من الثقافة والمعرفة . وحوالي عام 454 ه - 167١‏ م ؛ تمكن من 
الهرب إلى تونس . وعاش فيها إلى أن توفي في 4017 ه > .106١م‏ في إحدى الرواياء وتختلف المصادر في 
خاتمة حياته . 

(مقدمة كتاب وصف افريقية > د. عبد الرحمن حميدة). 
)0( الحسن بن محمد الورّان الزياني : وصف افريقية - ترجمة د. عبد الرحمن حميدة . ص 758 . 


ع0 


طواحين الهواء والنواعير والابار 

وقنوات الري والمعالم العمرانية 

من المعام السياحية الجميلة في جزر البليار حتى اليوم . طواحين الطواء التي تشاهد في كافة 
أنحاء جزيرتي ميورقة ويابسة بصفة خاصة. وأول من ابتكر هذه الطواحين . العرب ونشروها 
في كافة أرجاء العام الإسلامي . وظلّت في جزر البليار حتى هذا اليوم شاهداً على تملك الحقبة 
الإسلامية الزاهرة في جزر البليارا". 

ويصف القزويني ؛ عند حديثه عن مدينة والوطة في جزيرة ميورقة . الطواحين والسواقي 
وصفا شيّقا . يتضح منه براعة المسلمين في جزر البليار في صناعة الطواحين واستخدام مياه 
النواعير « السواقي » في إدارتها » وفي ري الحقول , لعنايتهم الفائقة بالزراعة("". ولم تتوقف 
براعة العرب في جزر البليار في الري عند حد النواعيرء والآبار التي تنتشر في سْتّى أرجاء 
جزر البليار. وقد شاهدت عدداً منها في سْتّى أنحاء هذه الجزر » ويوجد في باحة قصر المدينة في 
مدينة ميورقة بئر من النوع الشائع في سواحل بلاد الشام » مركب عليه بكرة تسحب دلوا من 
الجلد تنكسب منه المياه. ومن العجيب وجود بئر من هذا النوع على قمة جبل مونت تورو 
على مقربة من دير للراهبات , وتمثال هائل للسيد المسيح , وآثار قلعة قدية . على ارتفاع شاهق 
في وسط جزيرة منورقة . ويتضح مدى براعة المسلمين في جزر البليار في قنوات الري المنتشرة 
في شتّى أرجاء هذه الجزر , وما زالت هذه القنوات ماثلة للعيان حتى اليوم . وتستخدم في ري 
الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة يابسة » عاصمة الجزيرة وحتى بلدة سان خوان!"). 

وبالرغم من مرور حوالي سبعة قرون »على زوال الحم الاسلامي في جزر البليار » فما زالت 
بعض المعام العمرانية العربية في الاحياء القديمة من مدينة ميورقة. ومن أشهرها « القوس 
العربي » في زقاق المدينة . وزقاق سراهم,96في مدينة ميورقة الذي يحمل حتى اليوم ذلك الطابع 
العربي القديم » وقد دعي باسم رامون سرًا 5658 82205 عنة:ارئيس فرسان المعبد « الداوية » 
الذي اشترك في الحملة الصليبية على جزيرة ميورقة. وتوجد معام عربية عديدة في ميورقة 
ومنورقة ويابسة . في أزقتها ودروبها ومساكنها , خاصة في العمران القديم الذي يعيد صدى تلك 
المرحلة الزاهرة من تاريخ هذه الجزر في عهودها الاسلامية المتعاقبة» التي طويت منذ سبعة 
قرون : ولكن ما خلّفته من تراث سيظل خالداً أبد الدهر خلود الفكر الانساني! 





. 9*4 الدوميلي: العم عند العرب. ص‎ )١( 
. 0378 القزويني : آثار البلاد وأخبار العباد. ص‎ )١( 
2. .م بهتاط1 بورعمعلا‎ 28. )©( 


الام 


النميات البليارية في شتى عهودها الإسلامية 


كانت النقود المتداولة في جزر البليار قبل استيلاء مجاهد العامري على هذه الجزر في شهر 
ذي القعدة 1٠0‏ ه- مايو ٠١١6‏ م»ء من النقود المسكوكة في قرطبة العاصمة. ويعد استيلاء 
مجاهد على هذه الجزرء أصبحت النقود المتداولة فيها من العملات التي سكت في ألوطة!". في 
شرق الأندلس » الجناح البري للمملكة الجاهدية العامرية . وأول نقود عثر عليها سكت في ألوطة 
تعود إلى عام ؟0؛ ه - 1١١١‏ مءكما عثر على مجموهة أخرى سكّت في عام 
40 ه - 1١١5‏ مء وجميعها تحمل اسم مجاهد العامري . والخليفة هشام المؤيد. كما عثر على 
مجموعة من النفوذ سكت في الوطة في عام 405 ه - ٠١١4‏ مء تحمل اسم الخليفة المعيطي 
ومجاهد العامريا؟ا. 

وفي عام 4٠5‏ ه -5١١٠مء‏ سك الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله » الذي نصّبه 
مجاهد العامري خليفة في دانية والبليار. دراهم تحمل اسمه فقط . «الإمام عبد الله أمير 
المؤمنين » . وأغفل اسم مجاهدا"!. وأعلن استبداده بالحم , واتقق مع أنصاره على قتل مجاهد إذا 
ما عاد سالاً من حملته على جزيرة سردانية!؟) . وبعد عودة مجاهد العامري مهزوماً من جزيرة 
سردانية , وعزل الخليفة المعيطي ٠‏ ونفيه إلى بجاية في المغرب الأوسط!*! , نجد بأن النقود التي 
سكت في ألوطة ودانية حتى عام 495 ه - ٠١4١‏ م. تحمل اسم حسن سعد الدولة بن مجاهد 
العامري . وول عهده. مع أنماء أخوق مجهولة حتى الآن هي. «أحمد ويحيى وعبد الله 
وجهور ». ومن الغريب عدم وجود اسم مجاهد على الدنانير والدراهم المسكوكة خلال هذه 
الفترة ‏ كما أننا لا نجد اسم ابنه الأكبر« علي إ قبال الدولة » , بالرغم من عودته من الأسر عام 
17# مك امول 


وأول نقود عثر عليها » سكّت في ميورقة , في عهد المملكة الجاهدية العامرية » ترجع إلى عام 


)١(‏ ألوطة: اختلط هذا الاسم على بعض علماء النميّات وظنوها مديئة مالوطة التي ذكرها القزويني في 
جزيرة ميورقة . (القزويني : آثار البلاد وأخبار العباد . ص 218) ولكنها في الواقع بلدة في شمال دانية 
عاصمة المملكة الجاهدية العامرية ‏ وكانت فيها دار السكة. وتقع على الطريق بين دانية وسرقسطة كبرى 
قواعد الثغر الأعلى الإسلامي. (ياقوت الحموي: معجم الأدباء؛ ج ١١‏ . ص .)١77‏ 
)١(‏ أنطونيو بريتوفيفس : ملوك الطوائف . ص ١84‏ . 
(؟) المرجع السابق. ص .1١8١‏ 
(4) ابن الخطيب : أعمال الاعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص 57١‏ . 
(5) ابن بشكوال: الصلة/القسم الأول. ص 519 - 57١‏ ترججمة رقم 0517 . 
(1) أنطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف. ص ؟57١1.‏ 

وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص 3108-1١99‏ . 


"لام 


م ه- 1١44‏ م. ومنذ ذلك الحين ظلّت النقود تسك في ميورقة ودانية حتى نهاية عهد 
المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار!') . وتوجد مجموعة من هذه النقود تعود إلى عامي 
0" ه - 44١1م‏ و1859 ه- ٠١40‏ مء تحمل اسم مجاهد العامري وولديه على ! قبال الدولة 
وحسن سعد الدولة , والخليفة المزعوم هشام المؤيد . ومن الجدير بالملاحظة أن مجاهد العامري لا 
يستخدم في هذه النقود أي لقب , وكان يلقب باسم « الموفق » . وبعد وفاة مجاهد العامري في عام 
45 ه - ٠١40‏ مء وتولية ابنه علي إقبال الدولة من بعده ء نجد بأن النقود المسكوكة في كل 
من ميورقة ودانية تحمل اسم علي إقبال الدولة وأسماء ولديه مد معز الدولة الفتح ولي العهد , 
وعبد الملك سراج الدولة ابنه الأصغرا"!, والخليفة المشبه بيشام المؤيد وتدعوه بأمير المؤمنين 
وهذا يدل على أن علي إقبال الدولة قد تابع أمراء بني عباد في إشبيلية في دعواهم بالتمسك 
بإقامة الخطبة لمشام المؤيرل؟ا. 

وكان هذا الدعي الذي نصّبه القاضي محمد بن إسماعيل بن عباد خليفة للمسلمين في إشبيلية 
حصريًا يعمل مؤذناً في إحدى قرى إشبيلية يدعى « خلف الحصري » واستغل ابن عباد الشبه 
في الشكل بينه وبين الخليفة الأموي هشام المؤيد . وطالب ملوك الطوائف بمبايعته 
377 هادع ٠٠ام!‏ 

وكان قد أعلن قبل هذا التاريخ عن وفاة هشام المؤيد ثلاث مرات! وكانت الميتة الثالثة هي 
الف على يد مد بن سليان بن المستعين بالله في ذي القعدة 1٠“‏ هع مايو 
عوورالل 

وأخفى قاتله أثرهء مما أحاط الفموض بمصيرهء وظلٌ اسمه يتردد على المنابر في بلاد 
الأندلس وجزر البليار قرابة الخمسين سنة بعد مقتلهء وظهر عدد من الأدعياء في بلاد 
الأندلس » زعموا أنهم الخليفة الختفي « هشام المؤيد ». استغلهم ملوك الطوائف وأعلنوا لهم 
البيعة » وتقاتلت الجيوش وسفكت الدماء باسم الخليفة المزعوم هشام المؤيدا”). وظلّ اسمه يسك 





. 514١ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )١( 

وأنطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف. ص .1١78‏ 

وكليليا سارنللي تشركوا : مجاهد العامري . ص ١94‏ . 
(؟) انطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف. ص ؟١١1-"؟١1.‏ 
(؟) الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص ١4؟.‏ 
(:) ابن عذاري : البيان المغرب, ج “.اص .50١ 23701 151 0315٠0‏ 
(5) ابن الخطيب : أعمال الاعلام/القم الخاص بالأندلس. ص 1١١١‏ . 
(1) ابن عذاري: البيان المغرب, ج # ص 19583196٠0‏ 550. 

وابن الخطيب : اعمال الاعلام/القسم الخاص بالأندلس. ص .17١‏ 


؟لام 


على النقود في جزر البليار ودانية حتى عام اه ه - 14١1م(‏ . بالرغم من إعلان المعتضد 
ابن عباد عن وفاة هذا الخليفة المزعوم في عام 40١‏ ه -1.65م!"ا. 

ومنذ عام 010 ه ح ٠١14‏ مء نجد على الدراهم والدنانير المسكوكة في ميورقة ودانية أسماء 
علي ! قبال الدولة وابنه وولي عهده مد معز الدولة الفتح واسم «عبد الله »: والأرجح أنها 
إشارة للخليفة العباسي في بلاد المشرق. وظلت الدراهم الفضية والدنانير الذهبية تسك في 
ميورقة ودانية حتى نهاية المملكة الجاهدية في دانية والبليار حتى سنة 18؛ ه- 1١1075‏ م50 
التي استولى فيها المقتدر بن هود على دانية!“» وقتل فيها علي إقبال الدولة في ظروف 
م100 

وآخر قطعة نقود تحمل اسم علي إ قبال الدولة ترجع إلى عام +45 ه - ٠١5‏ مء وقتاز 
بخاصية فريدة . بالنسبة لجميع النقود التي سكت في بلاد الأندلس قبل هذا التاريخ » وهي أنها 
تسجل التاريخ الحجري على النقود (بعد التاريخ - كلمة للهجرة)!"). 

وبعد مقتل علي إقبال الدولة!")؛ استقل عبد الله المرتضى بجزر البليار!*). 

وقد عثر على مجموعة من النقود تعود إلى عهد المرتضى . سكت في جزيرة ميورقة بين عامي 
4485-4 ه- 1١98-1080‏ مء وتتألف كلها من دراهم ذات شكل موحد ء وتحمل اسم 
عبد الله المرتضى ٠‏ ولقبه « ابن أغلب » وإلى جانب اسمه . إشارة للخليفة العباسي''!؛ عبد 
الله- أمير المؤمئين. 

وتتميز النقود التي سكت في جزيرة ميورقة في عهد المرتضى بأناقة نادرة المثال , مما يستوقف 
ار الخشونة التي تتسم بها النقود المضروبة في جزيرة ميورقة في عهد مجاهد 
العامري!". 





.17« انطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف , ص‎ )١( 
.5١ ابن عذاري : البيان المغرب , ج “#. ص‎ )١( 
. ١8" انطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف, ص‎ )6( 
.”80- "04 ابن خلدون : العبرء ج 14. ص‎ )4( 
.81- 2١ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/ القسم الثالث/الجلد الأولء ص‎ )0( 
. ١57 انطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف . ص‎ )1( 
.85 - ه١ ابن بسام الشنتريني : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة/القسم الثالث/الجلد الأول ؛ ص‎ )( 
.151- 1455 ابن سعيد المغربي : المغرب في حلى المغرب . ج ؟'. ص‎ )( 
.7”.08 ودائرة المعارف الإسلامية - زايبولد - ص‎ 
.549- 154١ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ )( 
. ١57 وانطونيو بريتو فيفس : ملوك الطوائف. ص‎ 
- . ١74 فرنسيسكو قديرة زيدين : النميات العربية الإسبانية . ص‎ )٠١( 


فيك 


كما عثر على مجموعة من النقود تعود إلى عهد مبشر بن سلوان ناصر الدولة ينحصر تاريخ 
ضربها بين عامي 4817 - 008 ه - ١١١0-1١45‏ م. ومن الملاحظ أن هذه النقود تتدرج في 
أناقتها ودقة صنعها , فبينما نجد النقود التي سكت في السنوات الأولى من عهد مبشر بن سلهان 
ناصر الدولة أنيقة جيدة الصنع , نلاحظ بأنها تتجه بعد ذلك إلى الرداءة سنة بعد أخرى , حتى 
تصل في النهاية إلى نقود يتضح فيها الإهمال ورداءة الضرب » مما يدل على أن المملكة قد 
اتجهت إلى التدهور والاضمحلال. ويذكر في جميع هذه الجموعة اسم الخليفة عبد الله- أمير 
المؤمنين إلى جانب إسم مبشر بن سليان ناصر الدولة. وم يعثر على أي نقود ترجع إلى العهد 
القصير لآخر ملوك ميورقة المستقلة »« أي الربيع سليان بن لبون » » الذي أسره البيزيون 6٠04‏ 


هد و1اد9, 


وفي ذي القعدة من عام 604 ه- إبريل 5١١1م‏ استعاد المرابطون جزر البليار'"! من 
أيدي القوات الصليبية » وأصبحت منذ ذلك الحين وحتى عام 017 ه-48١1م؛‏ تحت حم 
المرابطين من لمتونة'", وكانت النقود المتداولة في هذه الفترة هي النقود المرابطية التي كانت 
تسك في دور السكة في المغرب والأندلس. ول يعثر على أي نقود سكّت في جزر البليار خلال 
عهد المرابطين من لمتونة . وبعد استقلال بني غانية المرابطين من مسوفة مجزر البليارء سكوا 
الدراهم والدنانيرء بدور السكة في جزر البليار؛ وقد عثر على دينارين يرجعان إلى عهد بي 
غانية في جزر البليار!؛). وهما قطعتان نادرتان ووحيدتان محفوظتان في متحف المسكوكات 
بمدريد. ولنا عليها الملاحظات الآتية: 

كلتا القطعتين نرجع إلى سنتي 070 ه - 59١1م‏ و37ه ه-اااامءأي خلال فترة 
حك إسحق بن مد بن غانية ‏ ولكنهما لا يذكران اسم أمير ميورقة المستقل . وإن كانتا تنصّان 
على مكان الضرب في ميورقة. 

وعليهما اسم الإمام أمير المؤمنين « عبد الله ». الذي يشار به كما ذكرنا إلى الخليفة* 


- والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 51١‏ -517. 
وانطونيو بريتو فيفس: ملوك الطوائف. ص .١5”‏ 
)١(‏ الباروكمبانير : تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 555 - 7545 . وانطونيو بريتو فيض : ملوك الطوائف , 
ص "217 
(0) ابن الكردبوس : قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء. ص /١١6 - ١١"‏ تحقيق د. احمد مختار 
العبادي . 
() الفريد بل: بنو غانية. ص .1١9-1١8‏ 
() الباروكمبانير: نخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 517 . 


20؛ع0 


العباسي في بلاد المشرق الإسلامي'". وفي عام ٠٠‏ ه - 1٠١8‏ مء استولى الموحدون على جزر 
البليارا"). ومنذ هذا التاريخ أصبحت العملة الموحدية . هي العملة المتداولة في البليار» ولم 
يعثر على نقود سكّت في جزر البليار: تعود لعهد الموحدين . إلا درهمان صغيران « مركّنان » 
أي مربعان . وهما من فضة خالصة . ولكنهما خاليان من ذكر اسم العامل أو الأمير الذي قام 
بضرببما ؛ وكذلك من سنة الضرب » وليس فيهما إلا ذكر الموضعين اللذين تم ضريهما فيهما وهما : 
« ميورقة » و« منورقة 6(" . وفي ١0‏ صفر 777 ه - الأول من يناير 17٠‏ م » استولى خامي 
الفائح ملك قطلونية وأرغون على مدينة ميورقة العاصمة. وانهار الحكم الإسلامي في جزيرة 
ميورقة!'). وفي محرم 58 ه - أغسطس 156 م» استولى الصليبيون على جزيرتي يابسة 
وفرمنتيرة(0). وظلّت جزيرة منورقة المستقلة تحت حك الأسرة الحكمية حتى “ ذي الحجة 
6ه ه - 7١‏ يناير 1741 مء ول يعثر حنى الآن على نقود تعود إلى عهد الأسرة الحكمية في 


منورقة!13. 


وثيقة تق جزيرة ميورقة بين الفاتحين المسيحيين 

من أهم الوثائق العربية التي ما زالت محفوظة حتى اليوم في أرشيف بلدية مدينة بالمادي 
ميورقة العاصمة . وهي الوثيقة الصادرة باسم الملك خاي الأول في شهر رجب 719 ه - مايو 
”7 م موكلا عنه الموثق بدرو مليو 5ذا846 600ظني القسم اللاتيي من الوثيقة » ولم يعرف 
حتى الآن كاتب النص العربي . ويتضح من دراسة هذه الوثيقة الفريدة ذات الأهمية البالغة ما 
لي : 

أ- معظم الأراضي التي قسّمت بين الفاتحين أراض زراعية وفلاحة في معظمها , كما أن 
بعضها كان مستغلا في بحال الرعي وتربية الماشية . 

ب- يمكن تقسم أسماء القرى والضياع من الناحية اللفوية الفيلولوجية إلى ثلاثة أنواع , 


: 517 المصدر السابق. ص‎ )١( 
. 5١5 (؟) ابن عذاري : البيان المغرب/القسم الموحدي, ص‎ 
. 658 والحميري : الروض المعطار.ء ص‎ 
الباروكمبائير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص *4؟.‎ )©( 
. ابن المستوفي : تاريخ اربل المسمى البلد الخامل بن ورده من الأمائل؛ ترجمة رقم 817 , القسم الأول‎ ):( 
18 ص .7ع‎ 
(ة) ابن أبي زرع : روض القرطاس . ص 57 , طبعة دار المنصور . و .36 .م ,28لط!] نهععلي /1 معوتكصة5‎ 
.548 ابن خلدون : العبرء ج57 . ص‎ )( 
.» ١ وحاشيةه‎ . ٠505 والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص‎ 


كلام 


الكثرة الغالبة منها ذات أسماء عربية!'' تنفاوت نقاء وأصالة ثم تليها مجموعة من الأسماء ذات 
الأصول اللاتينية » وقد احتفظ بها المسلمون عبر تاريخهم الطويل في هذه الجزر. 

ج- من بين الأسماء العربية التي ورد ذكرها في هذه الوثيقة ماله دلالته الخاصة فمنها ما 
يذكرنا بشخصية مقاتل عامل جزر البليار؛ وبجاهد العامري أول ملوك جزر البليار المستقلة 
في عهد المملكة الجاهدية العامرية » ومنها اسمان يشيران إلى أمير البليار مبشر بن سلهان ناصر 
الدولة . وهناك أمماء عديدة متعلقة بأمراء بني غانية ومنهم على سبيل المثال , « يحيى بن مد 
ابن تاشفين ». هذا بالإضافة إلى شخصيات إسلامية . اشتهرت في ناية العهد الإسلامي في 
جزيرة ميورقة , منهم على سبيل المثال ابن سيري « أبي حفص عمر بن سيري » ٠‏ الوارد ذكره في 
كتب التاريخ الإسلامية ‏ وشعيب وابن عابد المذكورين في المدونات المسيحية . ولعل تلك الأسماء 
العربية هي التي اشتقت منها أسماء بعض العائلات الميورقية التي نجدها حتى اليوم محتفظة 
بأسمائها العربية!؟. 

د- تتضمن قائمة المدن والقرى والضياع الواردة في وثيقة تقسم أراضي جزيرة ميورقة بين 
الفاتحين التصارى عنددا كبيراً من الأنماء من أصول لاتينية - تتذكر من بينها منتويرى 
532061 , وسننا أني نصدة قأضصةكوسنتا بونزا 20253 2248كوسانت استيف 8516376 ]5282 
وسنت فسنت 910686 58214أوسانتا فاميا 2843101 26ةَكوسنمًا ايلوليا هللةانا 532)8 ؛ وغيرها . 
ومن المرجح أن سبب الاحتفاظ بهذه الأسماء في ظل الحم الإسلامي » إنما يرجع للطائفة 
المسيحية التي كانت تساكن المسلمين في جزيرة ميورقة. فما كان المسلمون ليقبلوا استخدام مثل 
هذه الأسماء المرتبطة بقديسي النصرانية وقديساتها . إذا كان قد فرضها الاستخدام اليومي 
المستمر لساكني الجزيرة من النصارى7"). 





(1) ذكر أسين بلاسيوس ء أسماء حوالي ستين قرية وبلدة في جزر البليار» ما زالت محتفظة بأسمائها العربية مع 
بعض التصحيف في لفظها منها : البركة والقرية والكدية والخابية والفيضة والغار والمضربة وبني الأحول, 
وبني عمار وبي سام وبني الأعرج وبني خلدون وبني عمرء وبني سيّدى والدفلة والضيعة والجنان وبي مفرج 
وبي نصار وبني الرومي في جزيرة ميورقة . والزيد وعربي في يابسة . والضيعة وبي لمط وبني البقاء وبني 
سعيد وبي فرج وبني دليل وبني “مود في جزيرة منورقة . 
4 5130104 - فسمموط ع7[ عطهجة فاأتستدممه1 :5ملعج21 ستوه اعدعلهدم 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار ؛ ود . ود علي مكي : المخطوط اللاتيني العرني حول تقسم 
جزيرة ميورقة/صحيفة المعهد المصري للدراسات الإسلامية . مدريد ج؛ العددا -, ص7 5١‏ -5١5؟,.‏ 
,ب158)ة] ع8 3] نوءءه!!ة1! أعل مامعتستامومعء8 اعل موأطهعم-ممناة] عتلمءاع نأعان11 كاعناوده8 مملول 
!1 2 عزهمعمره1] مع أطونة مبرعناع .1958 وعءوالدل! عل طصلوط .مدتاتدا وعنعهامعنورة ,لقلعك م50 له 
.243-00 .م .1954-قدماءعتة8 .له [ أولا يهؤمرءذالةل/ا 
() الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار. ص 580-547 . 


يفك 


وهذه الوثيقة على جانب كبير من الأهمية . وتستحق عناية الباحثين بنصيها العربي 
واللاتيني » ويكمل أحدهما الآخر ‏ ففيها أسماء القادة وكبار الفرسان ء الذين اشتركوا في الحملة 
الصليبية على جزيرة ميورقة بقيادة خايمي الأول ملك قطلونية وأرغون » وال قطاعيات التي 
حصل عليها كل منهم . كما أنها توضح نواحي عدة ؛ منها بيان عمارة جزيرة ميورقة في الوقت 
الذي استولت فيه القوات الصليبية عليها ‏ وأسماء أبواب مدينة ميورقة والقرى المحيطة بها ء 
ووصف أسوارها وقلاعها وحصونها. وتحديد الأراضي الزراعية العامرة منها وغير العامرة » 
والطواحين في شْتّى أنحاء جزيرة ميورقة ومكان كل منها. هذا بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة 
من الأسماء الجغرافية التي ما زال الكثير منها باقياً حتى اليوم ,مع بعض التصحيف في لفظها . 

كما يمكن الاستفادة من هذه الوثيقة في الدراسات اللغوية الفيلولوجية وفي دراسة تطور 
اللغة العربية في جزر البليار » ومعرفة الألفاظ المحلية المستخدمة . وطريقة لفظها منها على 
سبيل المثال «رحل » بمعنى ربض7". وما زالت مستخدمة حتى اليوم في جزر البليار بشكل 
يحرف « رفل 6(" . « والحوز » الزمام والضاحية والحي » و « زوج » بمعنى حقل والعديد من 
الألفاظ والكلمات الأخرى التي يتضح من أسلوب كتابتها استخدام الإمالة في نطق الكلمات , 
ومنها على سبيل المثال « الشاريع » في لفظ كلمة « الشارع ». وكان هذا الأسلوب في النطق 
مستخدماً في شرق الأندلس بصفة عامة! . 

وهكذا آل مصير المسلمين في جزيرة ميورقة في ماية المطاف , بعد أن عمروا هذه الجزيرة 
عدة قرون » فمنهم من قتل أو أسر ء ومن بقي حيًّا استعبده الغزاة , وبيع الآلاف منهم في أسواق 
الرقيق . واستخدم البعض الآخر . أقناناً في الأراضي التي كانوا هلكونها! وأصبحت جزيرة 
ميورقة . التي كانت قاعدة كبرى للجهاد الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط أحد المراكز 
الكبرى للحركة الصليبية الجديدة ء التى اعتمدت التبشير طريقاً لتمزيق وحدة المسلمين . بدل 
الحروب الصليبية التي فشلت في تحقيق أهدافها . ومن أول رواد هذه الحركة في بداية العهد 
المسيحي في جزيرة ميورقة « رامون لول » . الذي درس اللغة العربية والتراث الإسلامي في 
مدرسة « ميرامار » على يد بعض الأرقاء من المسلمين"' . وفشلت هذه الحركة فثلا ذريعاً . 


٠. 





)0( د. مود علي مكي : المخطوط اللاتيني العرني حول تقسيم جزيرة ميورقة/صحيفة المعهد المصري 
للدراسات الإسلامية . مدريد ج ؛ . العدد 8-1١‏ ص .5١6- 5١١‏ 

(؟)944! ,11200 بقمدموع ع2 عطقعة فمستدممه؟ :وملعهام معدم اعنونلح 

(6) د. مود علي مكي : الخطوط اللاتيني العربي حول تقسيم جزيرة ميورقة/صحيفة المعهد المصري 
للدراسات الإسلامية . مدريد , العدد ٠ #”-١‏ ص .53١9-5١7‏ 

(:) .314-316 .م ,عممعسظ اوتقتلء11 لمة طويخ عط باعتموط مفسمماح 

وآنخل جنثالث بالنثيا : تاريخ الفكر الأندلسي » ص 045 وما بعدها. 


ثلامه 


وليس أدل على ذلك من اعتناق أحد كبار دعانها تورميدا 642تمءن7 الإسلام . وكتب كتاباً 
للرد على المبشرين سمّاه « تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب »! وظل تورميدا على تمسكه 
بالإسلام ؛ وتسمى باسم عبد الله بن علي وأكرمه بنو حفص ملوك تونس ء إلى أن توفي في عام 
مء وقد جلله أهل المغرب بهالة من القداسة ولقبوه بالترجمان الميورقي!". 

ولا ندري إن كانت هناك وثائق أخرى عن تقسم بقية جزر البليار « يابسة وفرمنتيرة 
ومنورقة  »‏ وإن كان من الموْكّد بها قسمت بين النصارى الفاتحين بكيفية نجهلها حتى اليوم!". 
وهكذا زال الحم الإسلامي من جزر البليار بعد سقوط آخر معاقلها في جزيرة منورقة في محرم 
محمد هد 5١‏ يناير لامكدء!"!. 

وبالرغم من النهاية المفجعة لهذه الحقبة الزاهرة من تاريخ المسلمين في هذه الجزر . إلا أن ما 
أسهم به علماؤها في التراث الإسلامي سيظل صفحة مشرقة في تاريخ الحضارة الإسلامية . بل 
وتاريخ الحضارة الإنسانية جمعاء . 





)١(‏ المصدر السابق. ص 085 وما بعدها. 
)١(‏ الباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليار» ص 510 . 
م( ابن خلدون : العبرء ج 5. ص 948”. 
والباروكمبانير: تخطيط تاريخي لجزر البليارء ص ٠١5‏ , وحاشية ١‏ ». 


هام 


ثبت بالمصادر والمراجع 


أولاً: المصادر والمراجع العربية 
0( 

ابن الأبار (أبو عبد الله مد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي)؛ ت: 708 ه 
-١‏ « التكملة » لكناب الصلة طبعه روخس بمجريط 1887م. 
؟ - « التكلمة » نشر جونز اليز بالنسيا والأركون؛ مدريد 1510 م. 
-٠‏ « التكملة » تحقيق عزت العطار الحسيني- مطبعة السعادة مصر- ١565-١960‏ 
جزءان. 
؛- «الحلة السيراء » جزءانء تحقيق حسين مؤّنسء الشركة العربية للطباعة والنشر 
القاهرة ١٠957“‏ م. 
ه- «المقتضب من كتاب تحفة القادم » اختيار وتقييد أبي إسحق إبراهم بن عمد بن 
إبراهم البلفيقي » تحقيق إبراهم الأبياري» المطبعة الأميرية, القاهرة 198017 م. 
5- « المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدني » نشر دار الكتاب العربي للطباعة والنشر 
وزارة الثقافة- المكنبة الأندلسية رقم (7) القاهرة 1م8١‏ ه- 1530م 
- « أعتاب الكتاب » تحقيق وتعليق صالح الأشترء مطبوعات مجمع اللغة العربية. 
الأولى» دمشق 88٠١‏ ه-51قام. 

ابن الأثير «عز الدين علي بن أبي الكرم عمد الجزري ٠»‏ ت: .9" ه. 
8- « الكامل في التاريخ »- ١‏ جزءا - دار صادرء دار بيروت» بيروت لبنان ١556‏ م2 


لطبعة 


لاككحام. 

الإدريسي: « أبو عبد الله عمد بن جمد الحسني » ت: 6007 ه. 
9- «المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس » مأخوذة من كناب« نزهة المشتاق في 
اختراق الآفاق » بريل» ليدن 18514 م. 

ارسلان: « شكيب »: 
-٠‏ «الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية » ثلاثة مجلدات منشورات مكتبة دار 
الحياة - بيروت لبئان. 


امه 


-١‏ « تاريخ غزوات العرب في فرنا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المنوسط » بيروت 
لبنان- دار مكتبة الحياة سنة 1١955‏ م. 


أشباح « يوسف »1 
- ه تاريخ الأندلس في عهد المرابطين واللوحدين » ترجمة عمد عبد الله عنان- مؤسة 
الخانجي » القاهرة +150 م. 
الاصطخري « أبو إسحق إبراهم مد الفارمي المعروف بالكرخي » ت: .0" ه. 
١‏ - « المسالك والمالك » تحقيق مد جابر عبد العال الحيني» مراجعة حمد شفيق غربال» 
وزارة الثقافة والاررشاد القومي » نشر دار القلم القاهرة سنة ١88١‏ ه/١1531م.‏ 
الأصفهاني و حامد محمد بن حمد »ا ت: لاقواه. 
- «الفتح القسي في الفتح القدمي » تحقيق عمد حمود صبح » الدار القومية للطباعة 
والنشر 56ؤام. 
-١6‏ «خريدة القصر وجريدة العصر » قسم شعراء المغرب في ثلاثة مجلدات الجلد الأول: 
تحقيق مد المزروفي وحمد العروسي المطوي؛ والجيلاني ابن الحاج يحيى النشيرة الثانية» 
الدار التوسية للنشر 1919 . 
الجلد الثاني: تحقيق أذرناش أذرنوش نقحه وزاد عليه عمد المزروفي والمطوي والجيلاني 
الدار التونسية» الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر 1510١‏ 
الجلد الثالث: تحقيق أذرناش أذرنوش وزاد عليه المزروني والمطوي والجيلاني الدار 
التونسية ؟/ا9١١1.‏ 


ابن أبي أصيبعة « أبو العباس موفق الدين أحمد بن القاسم السعدي الخزرجي » ت: 334 ه. 
7- «عيون الأنباء في طبقات الأطباء » طبعة دار الثقافة في ثلاثة مجلدات دار الثقافة, 
بيروت - لبنان ١94‏ ه:/8ا15 م. 

أماري « ميخائيل » 1 
- « المكتبة الصقلية » طبعة معادة بالأوضت في مكتبة المثنى - بغداد عن طبعة لاييزج 
لاقخام. 

أومان: 
- ه« الامبراطورية البيزنطية » ترجمة مصطفى بدرء دار الفكر العربي» مطبعة الاعتادء 
القاهرة ١6841‏ م. 

الأيوبي « مد بن تقي الدين عمر » ت: 317 ه 
4- «مضمار الحقائى وسر الحدائق » تحقيق حسن حبشي», طبع عام الكتب بالقاهرة 
حكوا. 


رليك 


(ب) 
باشا « نجاة »: 
-٠‏ «التجارة في المغرب الإسلامي من القرن الرابع إلى القرن الثامن للهجرة » كلية 
الآداب والعلوم الإنانية- تونس» منشورات الجامعة التونسية 191 . 
بدران «عبد القادر أفندي 1 


- «تهذيب تاريخ ابن عساكر » في سبعة أجزاء . مطبعة روضة الثام ؛ دمشق ١775‏ ه. 


ابن بشكوال « أبو القاسم خلف بن عبد الملك » ت: هلاو ه. 
؟١-‏ «الصلة » قسمان: الدار المصرية للتأليف والترججة» المكتبة الأندلسية رقم 1» 
ن- القاهرة - مصر ١957‏ م. 

البكري «أبو عبيد » ت: المع ها 
-٠+‏ «المغرب في ذكر بلاد أفريقيا والمغرب » نشره البارون دي إسلام سنة ١8801‏ 
وصورته مكتبة المثنى ببغداد . 
4؟- «جفغرافية الأندلس وأوروبا » تحقيق عبد الرحمن الحجي» دار الإرشاد 
بيروت - لبنان» طبعة أولى سنة لم١‏ ه- 1514 م. 

البلاذري «أحد بن يحيى بن جابر » ت: 5/ا؟ ها. 
60 - « قتوح البلدان » تحقيق رضوان محمد رضوانء دار الكتنب العامةء جزءان 
بيروت - لبنان ١91/8‏ م. 

بلانثيا « آنخل خبثالث »: 
+- « تاريخ الفكر الأندلسي » نقله للعربية حسين مؤنس» نشر وطبع مكتبة النهضة 
المصرية» طبعة أولىء القاهرة» مايو 1١5068‏ . 

البنداري « الفتح بن علي » ت: 7 هد 
007 - هسنا البرق الثامي » تحقيق رمضان ششنء القسم الأول» دار الكتاب الجديدء طبعة 
أولى؛ بيروت - لبنان 1517١‏ ء والكتاب مختصر البرق الثامي للعماد الأصفهاني. 

البيذق « أبو بكر الصنهاجي » 
4 «كتاب أخبار المهدي بن تومرت » تحقيق ليفي بروفسال وبولس كوتتر باريس 
4؟اؤل. 


التجاني « أبو جمد عبد الله بن حمد بن أحمد » 
9- درحلة التجاني » تقديم حسن حسني عبد الوهابء الدار العربية للكتاب., ليبياء 
توس ١941ام.‏ 


مه 


تشركوا « كيليليا سارنلي »: 
."- « مجاهد العامري قائد الأسطول العربي في غربي البحر المتوسط في القرن الخامس 
الهجري » ملتزم الطبع والنشر لجنة البيان العربي» طبعة أولى القاهرة؛ مصر .1531١‏ 
النطيلي « الأعبى التطيلي »ات: والواه: 
-١‏ «ديوان التطيلي » المكتبة الأندلسية, تحقيق إححان عباس» دار الثقافة, 
لبنان - بيروت . 
التنبكتي « أبو العباس سيدي أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن عمد آقيت بابا التنبكتي ». 
1- «نيل الابتهاج بتطريز الديباج » بحاشية الديباج المذهب لابن فرحون: طبعة أولى 
١1ه"”"١.‏ 


١ج(‏ 
ابن جبير «حمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي الشاطي البلنسي » ت: 314 ه. 

#- «رحلة ابن جبير » طبعة دار صادر ودار بيروت- ييروت 419514 84اه. 
جنجاني « الحبيب » 

"- « المغرب الارسلامي » الحياة الاقتصادية الاجتاعية « الدار التونسية, الشركة الوطنية 

للنشر والتوزيع» الجزائر ١9+‏ ه/9!8١‏ م. 


0( 
حاجي خليفة « مصطفى بن عبد الله الشهير بحاجي خليفة وبكاتب جلدي » ت: لماه 
م»- «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون » منشورات مكتبة المثنى ببغداد أعادت 
طبعه بالأوفت. 
حتي « فيليب » وآخرون. 
5- « تاريخ العرب المطول ». 
الحجي «عيد الرحمن >©. 
0- « التاريخ الأندلسي » جغرافية الأندلس وأوروبا. 
التاريخ الأندلسي طبعة بيروت 1915 . 
ابن حزم «أبو مد علي بن سعيد » ت 1017 ه: 
مم- «جهرة أنساب العرب » تحقيق ليفي بروفنسال» دار المعارف» القاهرة 1544 . 
69- « طوق الحامة في الألفة والألآف » تحقيق فاروق سعدء منشورات دار مكتبة الحياة 
بيروت - لبنان 191080 . 


حسن « حسن إبراهم »: ١‏ 
٠‏ - « تاريخ الاإسلام السياسي والديني والثقاني والاجتاعي » الجزء الآول طبعة 8 » ملتزم 
النشر والطبع مكتبة النهضة المصرية بالقاهرة 19104. 

ابن حمديس الصقلي «عبد الجبار بن حمديس » ت: لالاهاه: 
1- «ديوان ابن حمديس » صححه وقدم له إحسان عباس دار صادرء دار بيروت - لبنان 
الال تللم 

الحميدي «أبو عبد الله مد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزوي » ت: 4ه 
؟:- « جذوة المقتبس في تاريخ علاء الأندلس » الدار المصرية للتأليف والترججة» المكنبة 
الأندلسية رقم .1١957518‏ 

الحميري «حمد بن عبد المنعم » ت: ..وه: 
م4 -« الروضالمعطار في خبر الأقطار » تحقيق إحسان عباس » مكتبة لبنان - بيروت - دار 
العم للطباعة ١910‏ . 

الحوزي « خحميس »: 
:- «سؤالات الحافظ اللفي » مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق- مطبعة 
الحجاز - دمشقى ١895‏ ها/5/ا9١1‏ م. 

ابن حوقل « أبو القاسم بن حوقل النصيبي » ت 7507 ه: 
ه؛- «صورة الأرض » منشورات دار مكتبة الحياة- بيروت - لبنان 

أبن احجان :اب مروان بن حيان القرطي » ت 56 ه: 
5- «المقتبس في أخبار بلد الأندلس » تحقيق عبد الرحمن الحجيء نشر وتوزيع دار 
الثقافة - بيروت - لبنان 15576 . 
- « المقنبس في أخبار بلد الأندلس » تحقيق مود علي مكي» دار الكتاب العربيء 
بيروت لبنان 8و١‏ ه- 1910#ام. 
4- «المقنبس » تحقيق ملثور أنطونياء الجزء الثالث, المكتبة الشرقية بول جوتنرء 
باريس -1911. 
4 - « المقنبس » الجزء الثالث» تحقيق مود علي مكي - تحت الطبع . 
٠‏ - « المقتبس » الجزء الخامس ء نشيره: ب . شالميتا وف .كور نيطي وحمد مود صبح - المعهد 
الاإسباني العربي للثقافة. مدريد ١9078‏ . كلية الآداب بالرباط . 


)2 
ابن خاقان « الفتح ء ت ىاه ه: 
-١‏ قلائد العقيان في محاسن الأعيان » تقديم مد الغساني» دار الكتب الوطنية - المكنبة 
العتيقة» تونس .١955‏ 


ممم 


الحشنى « أبو عبد الله جمد بن حارث بن أسد عت: 751 ها. 
١‏ ؟0- قضاة قرطبة. الدار المصرية للتأليف والترججة, المكتبة الأندلسية رقم (1) 1575م . 

ابن الخطيب «لسان الدين » ت 5/لا: 
ه- «كتاب في اعبال الاعلام فيمن بويع قبل الاحتلام » القسم الأندلسي» تحقيق ليفي 
بروفنسال؛ دار المكثوف - بيروت - لبنان طبعة .1١9605‏ 
والقسم المغربي وهو القسم الثالث تحقيق أحمد مختار العبادي وهو بعنوان تاريخ المغرب من 
كتاب « اعال الاعلام » الدار البيضاء 15374. 
- « جيش التوشيح » تحقيق هلال ناجي وحمد ماضور ء مطبعة المنار: تونس ١951‏ . 
0ه - «معيار الاختبار في ذكر المعاهد والديار » دراسة وترجمة إسبانية للنص العربي. 
للدكتور مد كبال شبانة نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي بالمغرب ١8910‏ ه/19190 م. 
- « الإحاطة في تاريخ غرناطة » أربعة أجزاء . الجزء الأول تحقيق عمد عبد الله عنان. 
مكتبة الخانجي , القاهرة 1477-١5‏ الطبعة الثانية. الجزء الثاني - تحقيق مد عبد الله 
عنان مكتبة الخانجي , الشركة المصرية للطباعة والنثر ١94‏ ه- ١9!‏ م. 
الجزء الثالث: الشركة المصرية للطباعة والنشرء تحقيق عنان؛ طبعة أولىء 
١"‏ ه- و١‏ م 
الجزء الرابع: تحقيق مد عبد الله عنان؛ مكتبة الخانجي , الشركة المصرية للطباعة والنشر 
شنا ه-بالاوام. 

ابن خلدون «عبد الرحمن » ت: :8٠١08‏ 
7ه - « العبر وديوان المبتدأ والخبر » طبعة دار الكتاب اللبناني - بيروت في سبعة مجلدات 


ككقلء 
0 - « مقدمة ابن خلدون » دار الكتاب اللبنانى ومكتبة المدرسة - بيروت الطبعة الثالثئة 
و ا 


ابن خلكان « أبو العباس شس الدين أحمد بن محمد ء ت: 8١‏ م: 
09 - « وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان » تحقيق إحسان عباس في ثمانية أجزاء طبعة 
دار صادر ١977-1958‏ وطبعات مختلفة. 

ابن خياط « خليفة » ت.غ)؟ ه: 
- « تاريخ خليفة بن خياط » تحقيق أكرم ضياء العمري ماعدة جامعة بغداد مؤسة 
الرسالة - بيروت» دار القلمء دمشى», مطبعة الكنبي. طبعة؛ ١91‏ ه - /0ل51( م. 

)د 

ابن الدبيئي « أبو عبد الله حمد بن سعيد المعروف بابن الدبيثي » ت 789 ه: 
- «ذيل مدينة اللام بغداد » تحقيق الدكتور بار عواد معروف مجلدء الجمهورية 
العراقية» وزارة الثقافة والاعلام؛ دار الرشيد للنشر سلسلة كنب التراث رقم 84 سنة 
فلاوا. 


كممة 


ابن دحية «أبو الخطاب عمر بن حصن » ت5 ه: 
75 - « المطلوب عن أشعار أهل المغرب » تحقيق إبراهم الأبياري وحامد عبد الجيد وأحمد 
بدوي» مراجعة طه حسين دار العام للجميع . 


الدلجي « شهاب الدين أحمد بن علي » ت 858 ه: 
« الفلاكة والمفلوكون » مطبعة الآداب» النجف 0م١1‏ ه. 


الدواداري « أبو بكر بن عبد الله بن أييك الدواداري » ت+"0ن: 
5- «كنز الدرر وجامع الغرر» الجزء السادس «الدرة المضية في أخبار الدولة 
الفاطمية » تحقيق صلاح الدين المنجد مطبعة لجنة التأليف والترجة والنشرء معهد 
الدراسات الألمانى» القاهرة .1931-12. 


الدوري « تقي الدين عارف »: 
- « صقلية» علاقاتها بدول البحر المتوسط الإسلامية من الفتح العربي ». 


دوزي «راينهارت »: 
- « تاريخ المسلمين في إسبانيا حتى الفتح المرابطي » مجلد , لندن مطبعة بريل 1870 . 
ابن أني دينار: « أبو عبد الله مد بن أني القاسم الرعيني القيرواني » ت بعد عام 1١١١‏ ه/9ة1م. 
15- « المؤنس في أخبار أفريقية وتونس »ستحقيق جمد شمام - تونس ١7410‏ ه - 19519 م. 
(ذ( 
الذهبي « أبو عبد الله شمس الدين جمد بن أحمد الدمثقي » ت48/اه. 
+- « العبر في خبر من غبر » 6 أجزاء , طبعة الكويت» تواريخ مختلفة الجزء الأول 
والرابع تحقيق صلاح المنجد الكويت 1977/197٠‏ م مطبعة حكومة الكويت. والجزء 
الثاني والثالث تحقيق فؤاد سيد. دائرة المطبوعات والنشر- مطبعة حكومة الكويت 
تللم 
- «كتاب دول الاإسلام »: تحقيق فهم شلتون وحمد مصطفى إبراهم - الهيئة المصرية 
العامة للكتاب ١١9:4‏ ه- ١9/1‏ م. 
- « تاريخ الإسلام » مخطوطة باريس رقم 171717 . 
- « معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار » تحقيق عمد سيد جاد الحق طبعة 
دار الكتب الحديثئة. مصر مطبعة دار التأليف1556. 
-١‏ « تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام » الجلد +1» القسم الأول تحقيق وتعليق 
بثار عواد معروف طبعة ١91717‏ مطبعة عيسى البابي الحلي . 
7١‏ - «تذكرة الحفاظ » " أجزاء . 
7- «الختصر الحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي » تحقيق مصطفى جواد , الجمع العلمي 
العراقي » مطبعة المعارف ١/ا١1‏ ه-١6601ام.‏ 


/عمه0 


)ر) 


ا 
4 - «الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم » جزءان» دار المكثوف بيروت» 
الجزء الأول سنة مىو١‏ الجزء الثاني 1507. 

ابن رشيق القيرواني: 
م - دديوان ابن رشيق » تحقيق د. عبد الرحمن ياغي . ط . بيروت. 


8 


زامباور « المستشرق »: 
1- معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي , أخرجه زكي عمد حسن بك 
وحسن أحمد مود وآخرين. مطبعة جامعة فؤاد الأولء الإدارة الثقافية بجامعة الدول 
العربية» القاهرة .١9601١‏ 
ابن الزبير « أبو جعفر أحمد بن الزبير» 8./اه: 
7 - «صلة الصلة » روائع التراث العربيء نشر مكنبة خياط بيروت» لبنان 
"9١‏ -؟/!9١ا.‏ 
الزركشي « بدر الدين حمد بن إبراهم بن لوْلوْ ». 
78- « تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية » تحقيق مد ماضور طبعة المكتبة 
العتيقة - تونس .١955‏ 
ابن أبي زرع «علي بن عبد الله بن أبي زرع الفارسي »: 
9 « الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس »- 
طبعة عمد الفلالي جزءان - شركة النشر المغربية و0١‏ ه- "وام. 
- «طبعة دار المنصور للطباعة والوراثة » الرباط ١91/9‏ م. 
أبو زهرة «الشيخ محمد ٠»‏ حر 
-4١‏ «ابن حزم حياته وعصرهء آراؤهء وفتهه » نشير وطبع دار الفكر العربي 158014. 
الزهري «حمد بن أبي بكر أبو عبد الله » 
م - «كتاب الجغرافيا » تحقيق حمد حاج صادق» دمشق .١554‏ 
زيتون «حمد عمود » 
86 - «الحافظ السلفي » مؤسسة شباب الجامعة بالاسكندرية» الهيئة الحلية لرعاية الفنون 
والآداب والعلوم الاجتاعية بالاسكندرية مطبعة صلاح الدين. 


خده 


(س) 


ابن: الساعي « أبو طالب علي بن أنجب الخازن البغدادي » ت 31074: 
85- «الجامع الختصر في عنوان التواريخ وعيون السير » جزء 5» تحقيق مصطفى جواد 
بنفقة الأب انسطاس الكرملي» المطبعة الكاثوليكية بغداد #م؟١‏ ه/"19م. 
السامرائي « خليل إبراهم صالح » 
0خ - « الثغر الأعلى الاإسلامي » دراسة في أحواله السياسية؛ طبع بماعدة جامعة بغدادء 
مطبعة أسعد 19105 . 
السبكي « عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي »ء ت ١/الا:‏ 
- « طبقات الثافعية الكبرى » تحقيق عبد الفتاح الحلو والطناحي » مطبعة عيسى الباني 
الحلي» م أجزاء طبعة أولى» تواريخ مختلفة آخرها الجزء الثامن .1510١‏ 
السراج « الوزير جمد بن عمد الأندلسي » ت45١1اه:‏ 
- «الحلل السندسية في الأخبار التونسية » سشلة نفائس المخطوطات الجزء الأول في 
أربعة أقسام بأربعة بجلدات؛ تحقيق عمد الحبيب الهيلة- نشر الدار التونسية .191. 
ابن سعيد المفربي « أبو الحسن موسى بن سعيد »ات 380: 
8- «المغرب في حلل المغرب » تحقيق شوقي ضيف, دار المعارف بمصرء الجزء 
الأول- القاهرة 198017 . 
6 - «المرقصات والمطريات » دار حمد ومحيو */191. 
- «رايات المبرزين وغايات المميزين » 
- «الغصون اليانمة في شعراء المئة اللابعة » تحقيق إبراهم الأبياريء دار 
المعارف - مصر ١9014‏ . 
؟- «اختصار القدح المعلى في التاريخ الحلي » اختصره أبو عبد الله حمد بن عبد الله بن 
خليل تحقيق إبراهم الأبياري» دار الكتاب اللبناني» بيروت - طبعة 194م. 
السمعاني «أبو سعيد عبد الكريم بن عمد بن منصور التميمي) ت: 077 ه. 
ه- «الأنساب » مطبعة حيدرأباد الدكن- اند . دائرة المعارف العثانية عدة أجزاء سنة 
#ككام. 
وطبعة مارجليوث المصورة بمكتبة المثنى بغداد. العراق. 
سيبل « ألكسندر » 
4 - « أخبار أمم الجوس من الأرمن وورنك والروس » طبعة أوسلو ١578‏ نسخة مصورة 
عنها بمكتبة المثنى » بغداد. 
ديق :أ المتشرق2 
6؟- «تاريخ العرب العام » تعريب عادل زعيتر مطبعة عيسى البابي الحلي 
وشركاه- طبعة 27 هم .١559/١‏ 


0489 


السيوطي «عبد الرحمن » ت١١وه:‏ 
- « بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة » تحقيق عمد أبو الفضل جزء ان طبعة 
أولى؛ مطبعة عيسى البابي الحلي وشركاه القاهرة - 1574 م- 1584 ه. 
/او- « تاريخ الخلفاء » ط.. مصر. 


(ش) 

ابن ثاكر « ابن شاكر الكتبي » ت: 774. 
- « فوات الوفيات » خسة أجزاء . تحقيق إحسان عباس » طبعة دار صادر »بيروت سنة 
"ا/ا6ا م. 
19- «دعيون التواريخ » تحقيق فيصل السامر ونبله داود. ح/١؟‏ - دار الرشيد للنشر. 
دار الحرية للطباعة - وزارة الثقافة بغداد 1١94٠‏ م. 

أبو شامة ت: 356. 
- هتراجم رجال القرنين السادس والابع أو الذيل على الروضتين » مكتب نشر 
الثقافة الاإسلامية؛ القاهرة .1١141!/‏ 

أبن شريفة «حمد ». 
-١‏ «أبو المطرف أحمد بن عميرة الخزومي » حياته وآثاره » منشورات المركز الجامعي 
للبحث العلمي الرباط - المغرب . 

الشنتريني «دابن سام » ت 17ماه: 
؟١٠-‏ « الذخيرة في محاسن الجزيرة » أربعة أقسام في م مجلدات» تحقيق إحسان عباس» 
طبع دار الثقافة بيروت» لبنان 9و5١09-1ا19.‏ 


(ص) 

أن صاحب الصلاة «عبد الملك بن صاحب الصلاة ء ت: 14ومة: 
٠٠‏ - ه تاريخ المن بالاامامة على المستضعفين » السفر الثاني تحقيق عبد الحادي التازي دار 
الأندلس للطباعة والنشر بيروت طبعة أولى 01554 م-188اه. 

صاعد « القاضي صاعد بن أجد ء ت 655 ه/.١1ام.‏ 
- «طبقات الأمم » طبعة بيروت- نشر الاب لويس شيخو اليسوعي المطبعة 
الكاثوليكية ؟١19م.‏ 

الصفدي « صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي » ت: 7314 
ه٠٠‏ - «الوافي بالوفيات » ٠‏ أجزاء مطبوعة» نشر دار النشرء فرانز شتايئر إيضباون» 
طبعة ثانية غير منقحة بساعدة المعهد الألماني للأبحاث الشرقية. بيروت» دار صادرء اعتناء 
س وي درينج تواريخ مختلفة . وهناك الجزء الثالث عشر رقم 1577 الطاهرية دمشق. 


- «نكت الميان في نكت العميان » المطبعة الجالية» نشر أحمد زكي بك 
الؤلام- 955 اه. 

الصوفي « خالد ». 
7- « تاريخ العرب في اسبانيا » عصر المنصور الأندلسي. دار الكاتب العربي. 


(ض) 
الضي « أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة » ت: ووو ه. 
- « بغية الممنسس في تاريخ رجال أهل الأندلس » طبعة دار الكتاب العربي» مطابع 
سجل العرب.» القاهرة. مصر .١951‏ 


(ط) 


الطبري « حمد بن جرير » ت: .7٠١‏ 
9.- «تاريخ الطبري » طبعة دار القاموس في ١١‏ جزءاً بيروت - لبنان. 

طرخان « إبراهم علي » 
- «الملمون في أوروبا في العصور الوسطى » الإدارة العامة للثقافة بوزارة التعلم 
العالي» الألف كتاب» سجل العرب» القاهرة 1955 م. 


(ع) 


عاشور « سعيد عبد الفتاح » 
0- «تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب ». دار النهضة العربية للطباعة 
والنشر - بيروت 15107 م. 
- الحركة الصليبية» جزءان ط "» مكتبة الأنجلو المصرية» القاهرة؛ ١51/0‏ م. 
١٠‏ - أوروبا العصور الوسطى» الجزء الأولء التاريخ السياسي » الطبعة الخامسة» مكتبة 
الأنجلو المصرية 19105 

العبادي «أجد مختار » 
4- «تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الوسطى » بيروت ١519١‏ م. 
6- «سياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس » صحيفة معهد الدراسات الإسلامية 
مدريد, ح/ن الا١‏ ه/ا6؟١‏ م. 
7- «الصقالبة في أسبانياء المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد 
الال ه/روخام. 
-١07‏ «محاضرات في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب » مطبعة كريدية إخوان 
بيروت» مذكرات جامعة بيروت العربية ١91/١‏ م. 


4- ه«في تاريخ المغرب والأندلس » دار النهضة العربية للطباعة والنشرء بيروت» 
دلاكام. 
- «دراسات في تاريخ المغرب والأندلس » الناشر جمد أحمد بسيوني؛ مطبعة المصري» 
اسكندرية» طبعة أولى 1554م. 
- « تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب والأندلس ». مع زميله عبد العزيز سالم دار 
النهضة العربية للطباعة والنشرء بيروت- لبنان؛ ١1579‏ م» مطابع منيمنة الحديثة. 
عباس « إححان » 
- « العرب في صقلية ». دراسة في التاريخ والأدبء القاهرة» دار المعارف 1505م . 
١5‏ - «أخبار وتراجم أندلسية » مستخرجة من معجم اللسلفي - بيروت» دار الثقافة, 
المكتبة الأندلسية رقم (0) 1578. 
العبدري « ابن عبد الله همد بن مد العبدري- اليمي » 
-١١‏ «رحلة العبدري المسماة الرحلة المغربية » تحقيق عمد الفاسي , جامعة الملك عمد 
الخامس» سلسلة الرحلات 6 حجازية ١٠‏ وزارة الدولة للشئون الثقافية والتعلم العالي» 
الرياط 54ذام. 
ابن عبد الحق « صفي الدين عيد المؤمن بن عبد الحق البغدادي 3 (توعنو 55 
- «مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ». © أجزاءء تحقيق علي عمد 
البجاوي؛ طبعة أولىء عيسى البابي الحلبي؛ دار إحياء الكتب العربية» 
1ل( هرووكام. 
ابن عبد الحكم «عبد الرحمن بن عبد الله » 
6- « فتوح إفريقيا والأندلس ». دار الكتاب اللبناني بيروت 19714 م. 
ابن عبد الظاهر « نحبي الدين » (ت 595 ه) 
- « تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور »؛ تحقيق مراد كامل ومراجعة 
عمد علي النجارء الجمهورية العربية المتحدة» وزارة الثقافة والإرشاد القومي» الإدارة 
العامة للثقافة ط./١21 1551١‏ م. 
عبد الله « الأمير- آخر ملوك بني زيري » (ت *18 ه) 
١7‏ - كناب التبيان» مذكرات الأمير عبد الله نشر وتحقيق ليفي بروفسال» دار المعارف 
بمصرء ذخائر العرب. ١908‏ م. 
عمان « فنحي » 
-١8‏ «الحدود الإسلامية البيزنطية » © أجزاء دار الكاتب العربي» القاهرة. 
العدوي « إبراهم أجد» 
- « الأساطيل العربية في البحر المتوسط ». مكتبة نبضة مصر بالفجالة» ١5017‏ م. 
« الأمويون والبيزنطيون » طبعة ثانية » الدائرة القومية للطباعة والنشرء الفجالة ‏ مصر. 


"وه 


ابن عذارى المراكثي 
-١‏ « البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب » دار الثقافة» بيروت» تحقيق ليفي 
بروفسال وزميله ج. س كولان. ١‏ 1 
؟"1 - « البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب »» القسم الثالث» القسم 
الموحدي», نشر امبروسي هويسي ميراندة وحمد بن تاويت» تطوان» 195٠‏ م. 

العذري « أحمد بن عمر بن أنس » المعروف بابن الدلائي 
م١‏ - « نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار »؛ تحقيق عبد 
العزيز الأهواني» مطبعة معهد الدراسات الإسلامية. مدريد ١556‏ م. 

العريني « السيد الباز » 
-١4‏ «الدولة البيزنطية » دار النهضة المصرية» القاهرة, ١786‏ ه/930١م.‏ 

ابن العاد « أبو الفلاح عبد الحي ابن العاد الحنبلي » (ت 4م١اه)‏ 
١0‏ -« شذرات الذهب في أخبار من ذهب » نشر مكتبة المقدسي عن دار الكتب المصرية 
وبعضها بنسخة الأمير عبد القادر الجزائري» ه أجزاء,ء لو"١‏ ه/اوكام. 

ابن عمر « يحيى » ١‏ 
- « أحكام السوق » نص منه استخرجه د. مود علي مكي وعلق عليه في صحيفة 
المعهد المصري للدراسات الاإسلامية؛ مدريد, الجلد الرابع» ١1/6‏ ه/1567م. 

عنان « محمد عبد الله » 
-١0‏ «عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس ». القسم الأول؛ ط/اء 
4 مء مطبعة لجنة التأليف والترججة» القاهرة. 
- «عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ». القسم الثافيء 6م١١‏ ه/551١1مء‏ 
مطبعة لجنة التأليف والترجة. 
9 - «دول الطوائف في الأندلس ». ط/؟» الناشر مكتبة الخانجي في القاهرة دار 
الكاتب العربي للطباعة والنشرء ١579‏ م. 
- «دولة الإسلام في الأندلس- العصر الأول ». القسم الأول» مطبعة لجنة التأليف 
والترجة والنشرء ط/؟. .1١95٠.‏ 
0- «دولة الإسلام في الأندلى- العصر الأول » القسم الثاني مطبعة لجنة التأليف 
والترجة والنشر. 
؟1١-‏ «الآثار الأندلسية الباقية في اسبانيا والبرتغال ». دراسة تاريخية أثرية» الناشر 
مؤسة الخائنجي بالقاهرة» مطبعة لجنة التأليف والترجة والنشرء ط/5» 
"1 ه/اتكام. 

عياض (القاضي)« أبو الفضل عياض مومى السبتي » (ت 044 ه) 
-١4+‏ «ترتيب المدارك وتقريب المالك لمعرفة أعلام مذهب مالك ». منشورات دار 
مكتبة الحياة» 1م١١‏ ه/14717 مء بيروت - لبنان» تحقيق د. أحجد بكير حمود. 


05* 


() 
الغيرنى «أجد بن حمد بن عبد الله » (ت 4١٠/اه)‏ 
١‏ 4- «عنوان الدراية فيمن عرف من علإء المئة الابعة في بجاية » تحقيق رابح بونارء 
الشركة الوطنية للنشر والتوزيع» الجزائر ؛ 1511-1١91.‏ م. 
غلاب «حمد السيد» 
١‏ - « اللساحل الفنيقي وظهيرة في الجغرافيا والتاريخ ». 


(ف) 
فاسيليف 
7- «العرب والروم » ترجمة عبد الحادي شعيرة»؛ وفوٌاد حسين علي , نشر دار الفكر 
العربي» وزارة المعارف العمومية» إدارة الترجمة. 
أبو الفداء « إسماعيل بن نور الدين علي بن جمال الدين مد » (ت 789اه) 
١817‏ - « تقويم البلدان » اعتنى بتصحيحه وطبعه رنبو ده البارون ماك كولن» طبع في دار 
الطباعة السلطانية» 181٠‏ م. 
8- «المختصر في أخبار البشر », دار المعرفة للطباعة والنشرء بيروت» ؛ أجزاء . 
ابن فرحون « برهان الدين إبراهم بن علي بن مد بن فرحون- المدني المكي ٠»‏ 
4- «كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب » بطلب من ملتزم طبعه عباس 
ابن عبد السلام بن شقرون؛ مصر 80١1/8‏ ه. 
وببامثه كناب « نيل الابتهاج بتطريز الديياج » لأبي العباس سيدي أحمد بن أحمد بن أحمد 
ابن عمر - التنبكتي . 
ابن الفرضي « أبو الوليد عبد الله بن عمد بن يوسف الأزدي » (ت *.1 ه) 
- «تاريخ علراء الأندلس ». الدار المصرية للتأليف والترجة, 1557 م. 
فروخ «عمر » 
1- «العرب والمسلمون في الحوض الشرقي من البحر المتوسط منذ الجاهلية حتى سقوط 
الدولة الأموية ». طبعة ثانية» المكتب النجاري» بيروت 1535م. 
الفشتالي « أحمد بن إبراهم » (ت 377 ه) 
١6‏ - ه« تحفة المغرب في بلاد المغرب »». تحقيق فرناندو دي لاجرانخاء مدريد 191/4م. 
فهد « بدري حمد » 
-١0‏ « تاريخ العراق في العصر العباسي الأخير » مطبعة الإرثاد بساعدة جامعة 
بغداد - العراق؛ ١917‏ م. 


فهمي « علي عمر » 
1- « البحرية في شرق البحر المتوسط » من كناب تاريخ البحرية المصرية: جامعة 
الاسكندرية» مطابع الأهرام التجارية - مصرء ١905‏ م. 


(ق) 
ابن القاضي بق العباس بن مد المكناسي »*(ت6م.اه) 
-١6‏ «درة الجال في أسماء الرجال » ذيل وفيات الأعيان, تحقيق مد الأحمدي أبو 
النورء ثلاثة أجزاءء المكتبة العتيقة بتونس ودار التراث بالقاهرة ج/1, ط/اء 
© ه/.97١‏ مء دار النصر للطباعة بمصر. 
ج/؟: ط/1ء ١81.‏ ه/.197 مء مطبعة السنة الحمدية بمصر. 
ج/”» مطبعة الحضارة العريية - مصرء ١9١/4‏ م. 
ابن قنيبة «أبو مد عبد الله بن سم » (ت 7071 ه) 
7 - « الإمامة والسياسة » منسوب إليه - تحقيق طه الزيني » دار المعرفة للطباعة والنشرء 
بيروت - لبنان, 1١9501/‏ م. 
١60‏ - « الإمامة والسياسة »ملحق بتاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية؛ طبعة بربيرة» 
مدريد 1915 م. 
القزاز « عمد صالح » 
١8‏ - «الحياة والسياسة في العراق في العصر العباسي الأخير » مطبعة النصر- النجف» 
الاقام. 
القزوني «زكريا بن جمد بن مود » (ت 187 هم) 
-١69‏ «آثار البلاد وأخبار العباد » طبعة دار صادرء توزيع دار صعبء بيروت» 
القسطيني « أبو العباس أحمد بن الحسين بن علي الخطيب »- ابن قنفذ- (ت ١٠م‏ ه). 
6- «الفارسية في مبادىء الدولة الحفصية » الدار التونسية للنشرء 1574 م2 تحقيق 
عمد الثاذلي النيفر وعبد الجيد التركي : سللة نفائس الحفوظات. 
ابن القطّان «أبو الحسن علي بن مد بن عبد الملك الكتاني الفاسي » (ت 318 ه) 
0- «نظم الجان » جزء منه تحقيق د. مود مكي بماهمة المركز الجامعي للبحث 
العلمي , إشراف مولاي الحسن للبحوث , جامعة مد الخامس » الرياط » كلية الآداب والعلوم 
الإنسانية. 
القفطي « جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف » (ت 561 ه) 
؟١-‏ «انباه الرواة على انباه النحاة », 6 أجزاء . دار الكتب المصرية» تحقيق محمد أبو 
الفضل إبراهم. 
-١11*‏ « تاريخ الحكاء » تحقيق هوليوس س . ليبرت» طبعة ليبزج » 1407 م2 وهو مختصر 
لكتاب الزوزوني الممى بالمنتخبات الملتقطات من كتاب أخبار العللاء بأخبار الحكاء . 


القلقشندي «أبو العباس أحمد بن على » (ت 28١‏ ه) 
4- «صبح الأعثى في صناعة الانثا ». ١4‏ جزءاًء المطبعة الأميرية ودار الكتب 
المصرية» نسخة مصورة عن هذه الطبعة:؛ المؤسسة المصرية العامة للكتاب 
جا ها/رك؟تكام. 
6- «مآثر الأنافة في معالم الخلافة » ج/١ء‏ ج/؟, ج/"» وزارة الأنباء الكويتية 
تحقيق عبد الستار فراج» 1974م 

ابن القوطية « أبي بكر مد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهم القريطي » 
57- « تاريخ افتتاح الأندلس » تحقيق عبد الله أنيس الطباع» دار النشر للجامعيين: 
مطبعة بحريط بمطابع دبونير» 1874 م. 


ك١‎ 


كراتتوضكي « أغناطيوس يوليانوقيش » | 
17 « تاريخ الأدب الجغراني » القسم الأول؛ نقله من الروسية إلى العربية الأستاذ 
صلاح الدين بن عمان هاشم مختارات الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية» القاهرة 
لككقام. 

ابن الكردبوس « أبو مروان عبد الملك » (ت أواخر القرن 1 ه) 
4- «قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء » تحقيق العبادي؛ صحيفة معهد 
الدراسات الإسلامية في مدريد, مجلد 1١‏ . م955-195لام. 


(0 


لوثروب « ستودارو الأميركي » 
8- « حاضر العام الإسلامي » تعريب عجاج نويض» فيه حواثئي وفصول من تعليق 
شكيب أرسلان» تجلدانء دار الفكرء ط/, 1881 ه/301ام. 

لوبون « غوستاف » 
- «حضارة العرب » تعريب عادل زعيترء مطبعة عيسى البابي الحلبي - مصرء 
حككام. 

لويس « أرشيبالد » 
-١‏ « القوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسط » ترججة أحمد عمد عيسى» 
مكنبة النهضة المصرية» بالاشتراك مع مؤسة فرانكين للطباعة والنشر- القاهرة» 
ككلم 


05 


(١ 


ماجد « عبد المنعم » 


-١7‏ « تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى » مكتبة الأنجلو المصرية» طبعة 
ثانية- القاهرة, ١91/9‏ م. 


المالقي « أبو الحسن علي بن عمد المعافري » (ت 5.0 ه/م١؟1‏ م) 


المالكي 


ماهر « سعاد » 


-١7‏ « الحدائق الغناء في أخبار النساء » تراجم شهيرات النساء في صدر الإسلام تحقيق 
عائدة الطيبي » الدار العربية للكتاب- ليبيا- تونس 16078 م2 مطبعة الشركة التونسية. 


- « رياض النفوس »» تحقيق الدكتور حسين مؤّنس » ط/القاهرة. 


١8‏ - « البحرية في مصر الإسلامية ». وزارة الثقافة» دار الكتاب العربي للطباعة 
والتشرج يقر 


أبو الحاسن « ججمال الدين أبو الحاسن بن تغري بردي الأتابكي » (ت ولام م) 


تجهول 


تجهول 


يجهول 


بجهول 


تجهول 


مجهول 


- «النجوم الزاهرة ». طبعة مصورة» دار الكتب المصرية؛ ١5‏ جزءاً» سنوات 


70- «أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها والحروب الواقعة بينهم »» طبعة 
مصورة في مكتبة المثنى ببغدادء عن طبعة مجريط . مطبعة ريدنر» /4851م. 


- « مجموع رسائل موحدية من إنثاء كتاب الدولة المؤمنية » أصدرها ليفي بروفتسال» 
المطبعة الاقتصادية لصاحبها مصطفى عبد اللهء المغرب» 1514١‏ م. 


ولا- «أوراق من عهد الناصر » تحقيق ليفي بروفنسال. 


«١ -‏ أعبال الفرنجة وحجاج بيت المقدس » ترجمة وتقديم حمسن حبشء ملتزم البيع 
والنشرء دار الفكر العربيء المملكة العربية السعودية» وزارة المعارف» 1908 م. 


- «الحلل الموشية في الأخبار المراكشية ». منسوب إلى مد لسان الدين بن الخطيب» 
نفقة إبراهيم عمد وزميله , المطبعة الاإسلامية؛ تونس. 


8- «مفاخر البربر » تحقيق ليفي بروفسالء الرباط » 15*14 م. 


لاوم 


تجهول 
١88‏ - « الاستبصار في عجائب الأمصار » وصف مكة والمدينة ومصر وبلاد المغرب» نشر 
وتعليق سعد زغلول عبد الحميدء جامعة الاسكندرية» مطبعة الجامعة بالاسكندرية: 
4 مع لمؤلف من القرن الثاني عشر الميلادي. 

مدني «أحجمد توفيق » 
- «حروب الثلامائة سنة بين الجزائر وإسبانيا » ط/؟ منقحة»ء الشركة الوطنية 
للنشر والتوزيع - الجزائرء 151/7 م. 

المراكثي « عباس بن إبراهم » 
6- «الإعلام عمن حل مراكش واغبات من الأعلام ». خسة مجلدات» طبعة فاس» 
1505م 

المراكثبي «عبد الواحد » 
- «المعجب في تلخيص أخبار المغرب » تحقيق مد سعيد العريان» الجلس الأعلى 
للشؤون الإسلامية» بإشراف عمد عويضة؛ مطابع شركة الإعلانات الشرقية» 8م١١‏ 
ه/لاكام. 


المراكشي «حمد بن محمد بن عبد الملك الأوسي » 
١40‏ - « الذيل والتكملة للموصول والصلة » اللفر الأول من جزئين وبقية السفر الرابع 
والخامس من جزئين والسادس من جزء واحدء تحقيق إحان عباس. دار الثقافة - لبنان, 
مكقلام. 
ابن المستوفي « شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد اللخمي - الأربلي » 
- ه نباهة البلد الخاص بن ورده من الأماثل »؛ تحقيق سامي خماش الصقار حشمان. 
المسعودي « أبو الحسن علي بن الحسين علي المسعودي » (ت 511 ه) 
- «مروج الذهب ومعادن الجوهر »» المكتبة التجارية الكبرى» مطبعة السعادة» 
طبعة حمد عبد الحميد ١971-.‏ مء الطبعة الرابعة ١17864‏ ه. 
المكناسي « أبو عبد الله عمد بن أحمد بن جمد المكناسي » (ت ١1هاه)‏ 
6- «الروض التون في مكناسة الزيتون »» الرباط , ١91١‏ ه/1505م. 
المقري «أجد بن محمد المقري التلساني » 
- «نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب »تحقيق إحسان عباس » عدة أجزاء » دار 
الصياد ء بيروت - لبنان, ١١2+‏ ه/1558ام. 
المقريزي « نصر الدين أحمد بن علي » (ت 60م ه) 
-١5+‏ «كتاب السلوك لمعرفة دور الملوك » لجنة التأليف والترجمة والنشرء نشر عمد 
مصطفى زيادة. 
ج/دءق/ك3 ط/؟. 


ج/كى قلت طرى”, لاوؤا- الاؤحام. 
جلك ق/ب7 ط/؟, الاقلم. 
-١9‏ «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ». جزءان» دار صادرء بيروت- لبنان» 
طبعة الأوفست. 
«١ -4‏ جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام بمدينة فاس » قسمان» دار المنصور 
للطباعة والوراقة» الرباط , “/15171/191م. 

مكي « خمود علي » 
١56‏ - «مصر والمصادر الأولى للتاريخ الأندلسي ». صحيفة المعهد , الدراسات الإسلامية 
في مدريد, مج/هء؛ ١980‏ م. 

مورينو « مانويل جوميث » 
- « الفن الإسلامي في إسبانيا ». ترجمة لطفي عبد البديع والسيد عبد العزيز سالمء 
دار الكتاب العربي للطباعة والنشر - مصرء ١554‏ م. 

المنذري «عبد العظ زكي الدين أبو مد » (ت 101 ه) 
١107‏ - « التكملة لوفيات النقلة ».7 مجلدات» تحقيق بثار عواد ؛ مطبعة الآداب؛ النجف 
الأثرف» ١١88‏ ه/154ام. 


4- « تاريخ الجغرافيا في الأندلس », منشورات معهد الدراسات الإسلامية بمدريد» 
81 ه/لاةوام. 

«فتح العرب للمغرب » القاهرة. مكتبة الآداب بالجاميز؛ 151417م. 

.- «المسلمون في حوض البحر المتوسط » الجلة التاريخية مجلد ؛» العدد الأول» مايو 
اوكلام. 

- «فجر الأندلس من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة الأموية » القاهرة؛ الشركة 
العربية للطباعة والنثرء ١565‏ م. 


(ن) 


الناصري 21 العياس أجمد بن خالد » (ت 99م1اه) 
٠.‏ - « الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى ».4 أجزاء في أربعة مجلدات » تحقيق وتعليق 
ولدي المؤلف جعفر وحمد دار الكتاب» الدار البيضاء . 19601 م. 

النباهي « أبو الحسن بن الحسن النباهي المالقي الأندلسي ء (كان حياً عام 758 ه) 
*.- « تاريخ قضاةالأندلس- كتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا » ذخائر 
التراث العرنيء المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع ؛ بيروت- لبنان. 


قوم 


النخيلي «درويش » 
- « السفن الإسلامية على حروف المعجم » جامعة الاسكندرية, 1906 م. 
النويري» « شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري » (ت 77/اه) 
6- «ناية الأرب في فنون الأدب » مخطوط دار الكتب المصرية رقم 0410 معارف 
عامة . 


)و 

ابن الوردي « زين الدين عمر » (ت 44 ه) 
7- «تاريخ ابن الوردي » جزءان» منشورات المطبعة الحيدرية؛ النجف - العراق» 
ط/؟ك حزما ه/كتكام. 

الوزان «الحسن بن محمد الوزان الزياني 6 
٠7‏ - « وصف أفريقيا » ألفه الوزان بالإيطالية» وترججمه أ. إيبولار إلى الفرنسية وعلق 
عليه وترجمه من الفرسية إلى العربية عبد الرحمن حميدهء وراجعه الدكتور علي عبد 
الواحد , جامعة الإمام مد بن سعود الإسلامية: 199 ه. 


(ي) 
ياقوت الحموي « شهاب الدين أبو عبد الله الحموي الرومي البغدادي » (ت 3553 ه) 
8- « معجم البلدان » في ه أجزاء ؛ طبعة دار صادر - بيروت» 1891 ه/0ا/151ام. 
و.- «معجم الأدباء » ٠٠١‏ جزءاً؛ مطبوعات دار الأمون» مكتبة القراءة والثقافة 
الدكتور أحمد فريد الرفاعي: مراجعة وزارة المعارف العمومية. 
اليعقوني « أحمد بن أبي يعقوب بن وهب بن واضح » (ت 58١‏ ه) 
- « تاريخ اليعقوبي » طبعة دار صادرء جزءانء بيروت - لبنان. 


ثانياً: دوائر المعارف والموسوعات والقوانين والجلات 


-١‏ دائرة المعارف الإسلامية أجزاء مختلفة. 
؟ - دائرة معارف البستاني طبع .184١‏ 
©- الموسوعة العربية الميسرة. 
الرازي «حمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي » (ت 5 ه) 
:- «مختار الصحاح ». نشر دار الكتاب العربي. بيروت. لبنان. الطبعة الأولى سنة 
لاكقلام. 
جلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية العدد الأول. 
- «هل هناك أصل عربي إسبافي لفن الخرائط البحرية؟ » 
بيرنيط اخوان. تعريب أحمد مختار العبادي. سنة 1709/1908 ها. 
صحيفة معهد الدراسات الاإسلامية في مدريدء مجلد 31. 
+- «« قطعة من كتاب الاكتفاء في أخبار الخلفاء » لابن الكردبوس. تحقيق العبادي سنة 
متواك/تتةام. 
بجلة الأديب اللبنانية. 
/ا- العرب في ميورقة » بقلم فؤاد جبور العدد الخامس سنة 15714م. 
صحيفة معهد الدراسات الاإسلامية 
8- « سبع وثائى جديدة عن دولة المرابطين » بقم حسين مؤنس . الجلد الثاني. مدريد سنة 
164ام. 
صحيفة معهد الدراسات الإسلامية 
و- «وثائق جديدة عن عصر المرابطين » مود على مكي . الجلد ام مدريد 
ووحل د تقلم. 
صحيفة المعهد للدراسات الإسلامية. 
٠‏ « مصر والمصادر الأولى للتاريخ الأندلسي » بقم مود مكي . مجلد ه سنة ١500‏ م. 
الجلة التاريخية المصرية. 
-١‏ «الملمون في حوض البحر المنوسط » بقلم حسين مؤنس. مجلد + عدد ١‏ مايو سنة 
اوكام. 
محلة البيان الكويتية» عدد ١8١‏ مارس ١94١1م.‏ 
-١‏ «رسالة إسبانيا ». 
حوليات الجامعة التونسية عدد ” سنة 1956 م. 
-١‏ « الجالس والمسايرات ؛ نصوص مختارة عن قضية أقرطيش في عهد المعز لدين الله 
الفاطمي » تحقيق فرحات الدشراوي. والنصوص لأبي حنيفة بن عمد النعمان. 


5. 


ثالثاً: المصادر والمراجع الأجنبية 


:(.ل.5 اعسعتكلة )٠.‏ معام 

.9 مكقنان عل قاوعرمصطز معرمالة81 عل مصلوط .معرمللة54 عل 1515 12 نز عهلهاكأنوصمه© ا 
:(هأع85) و«مسقظ زموغموك وعنهمارة ع1 .لا.ى .مموتاساأعوة31) وممعبواة4 

لا5012005 دمهةنةخ عل 0202003 12 عل واتطععة أعل ومع أقتممامئ0 دعطويم 05 معتصبءء2 5م[ 
.5عماع138 1 

.علأن اعنوا متاعه 

01لا لمة وعرهز1/1 

.76 الصواءعماف؟5 ,عمصمددام ] .فد عاتاوع8 كدمنازللي 

.(أعطء 861 مره 

981 كعة2 كقلاخ أمعل06 مع عسوتصداة! ممننخهمكناز01 ماءوع 11 دوعآ 

:(ولاء1055 .)) برإملره8 

710 موعناءزة11 دنه2010ه02) نز وزع010م11 ناد 50516 كععمقلىة ,معممالة10 نع عطورة معتصسدرع0 هآ 
.5 ,14 

معدل أعموظ 

4 مومعب لومماتلط وعرمزة11 


:(10اعووه8 .)) 03لمه8 

.0205م ة-لة مععمالهة1514 عل فتصلدم عل «ممأكعامه351 عل منهوءاه0» اء بع ومعتووعن) ومع102ل112 
.4 .29 701 ,112020 

:(10اعوو10 .6©) 802003 

3 ,7 رهععة/اة71 .قع2ه1لة11 عل 5هوتناعدة دملهزة 5مآ 

:(10اعووه1 .©) زملروظ 

.عطهعة 2لهعهامع عل تمعلة8 كنام:00) 

:(لع12ة) اع8 

.3 عع ,آلا 28 ,عامقمههه8 عبداظ ,29 .كناءائلظ-,ناميعآ اكعمعط ,دتموط دتستقطن ناممع8 وعآ 
(مفسل) أععدمظ 

1130 

:(معواعمهم؟ متقاهة لا) وع00) 

9 ,لم112 واممدمدع معتطوعة معناهسكتصبالة عل ملهماء1 

(ممهكلة وعامعنا! /[) معمممسسوت ‏ 

.888 قصلدط .كعمقعلد8 كداذ!ا 5ذ! كمع وأتصةاك] ممأعقمتصره2 15 عل عءمرمأكنا؟ وزعباوده8 


دأدسا زر و'عرلهة 185م0مهده) 
3 بأوعمع59 لووماتلط .مععممء81 


11 


12. 


13 


14. 


:لنآ.لا.ة) كهنممهووه) 
وعروالدل1ا عل مملدط .قعرهزة51] 


لماءمعلع1) مالمعطسوده 
.7 مضملممآ .ععاممع2 عتعط) لمة منتدعله8 ع1 


:04 ورهن 


كأقنامة11 )5 ,مأضمعه1 ,عضروطاء14 ,رمملمه!ا صفللتمعد84 .ممتنتلظ 0ممعع5 .عجره [ه بورماكنل 


.7 علرملا بعلم جوعرط 


مقدصوك؟ اعتموط 
.9 .لل 0رمءء5 .عمورباط لولاعدزلء14 لمة طهرم 116 


.0 لتقدء! وزده:0 هآ 126 
.5 .1959 كلالقوصة-لة .كبالقفصة-لة مع 5ممقتاكامط© كماكعه]1 


تنتطاية وو10 
.5 25ه0ههص1 .قععممنلة سه هدزط1 


.ع1 «عطأت لاه 
71 الوق .لط ,معلاعآ نمماكتط متعط) ممه عمتأاعمل تغط ,كتعتطه2 عط 


.مخ سهد]1ه11 
.8 «ملممآ معرمزة11 


.5اع و05 عسلول )علن134 
4 .قمماعء2ع8 بهع2ه11ة11 عل مامعنمنارعمع1 أعل موتطورخ-ممنامآ عتلمماط 


.وأومعطدة أعاد11 ولممللة 
4 ,204 ,42 .مم ,111 .1970 ,فتعمعلة/ا ,ممنهعه نا وأعمعلة/! عل ومقصساناكن54 ذتده)115ز 


8 وامعسعلن) سمطعاميوقة 
.0 دملممآ معرمصأة1ة لسة معروزة14 كه /ررماد غ11 


.ع0 أن -هالءمملءرعهظ واعهواة 

.كلصةاذا عمقعاد8 عط 

.9 لاعتصنطاا ركمة8 ,قلاءعم06) كمعطوتاطنط أعهولح 

.© لإأوتمعم)5و0 

.6 0020 ,العاتلعوا8 أأكد8 ,لزإكدون!1 صوول 'إط 2)60اكمة؟1 .5216 عمتأمهعلزا8 01 لرمرماوزك] 
ماعة اعسوعاك؟ا وماعواط 

4 لقضلةكلا تنقرروع عل عطوية منستدمم160 


.0أضتماتدة وعارالا لا إعلرط 
كذانة1 عل عه56 5ع[ 
.26 112030 


أعمو11 ممغومسط1 
7 لعأننآ 0:هأكاه8-مهلممآ كلصةاذ! عتمقعله8 ع1 


3.0 


15. 


16 


17. 


18. 


19, 


20 


21 


22. 


23 


24. 


25. 


26 


23 


28 


29 


عناوأنتتأدره12 زمولآ 
00/11 ,كنالقلمة دالخ د5عمقتصضاناكن11! 5عنوعلد8 145 دمهل عاأعناأسام5 اء عااعناءعااعام! عتلا هآ 
1972 


.معواعمهع؟ معلء/ا 
.3 اوععباط لدلءماتقط ,هدزط1 


8 عممس لاك وواط2 
طمهةك/ة اء ودع علأنهره14 اخ ععل20 أعل ماعةرناهاوء 1 عل 12162005 5مآ ع,506 ععدمهزعه,ع510م 00‏ 
بقع:ه1لة1/1 عل فتملدط ,كدماعآ نز واموعلة”1 عل 0هالناعة"1-دوعن2ة11 فاكالاءع 8 -لقامع م0 '[ لدعامعن) 

.191-19 .مم رقئعة/1974-1 


3 -هممعلءعسم4 مأفعمهاءرعم؟ 156 
١1969.‏ أسممفام8 والعمملءرعمعه 156 


وعتعطه8 عل موأءعقسموكس1 عل قاأن0 
.8 ,قععهدع81 /معروالة11 


شع رمه 111 عل م مععمالة81 عل 5وهم1312 


31 


32. 


33 


36 


37. 


محلاإحقالبتحث 


الملحق الأول 





ولاة جزر البليار وأمرائها 
في عهودها الإسلامية المتعاقبة 
"80-9٠‏ ه ".1 - بام؟١ا‏ م0 


ع 
«[» 


ولاة جزر البليار في عهد الدولة الأموية في الأندلس 
0 ه-؟.6-1١١ام‏ 


-١‏ عصام الخولاني 2-590..# هاح8.,و- الكام. 
؟- عبد الله بن عصام الخحولاني بخ وام هدح الود .كوم 
_- أحمد بن عمد بن الياس ولم- امم هع.8و- علوم 
غ- أحمد بن محمد بن الطليار ال"-8كم هاع958و- 67ووم. 
ه- أحمد بن عمر 61" -58” هخ 951 - 5981م 
1- عمر بن عبد العزيز وحمد بن أجد معاً ‏ 6ع« مم هادصمث- ولوم. 
7 - محمد بن عبد الملك بن عبدوس اا" - 6و8" ه- ؤومو- (1ؤوم. 
8- جعفر بن عمان المصحفى وكع- طم" ه - ١14و‏ - 60ؤوم. 
9- رشيق الصقلي ١‏ ««بوم- 8#ع” هاح وعو- وووم. 
-٠‏ الموفق الصقلي 11" - ون" هت 00؟ - 6ؤتكدام. 
-١‏ كوثر الصقلي ون" - وم" ه 12و - ذكوم. 
-١١‏ مقاتل الصقلي فرع 8.) هادموو- 5١10م.‏ 
«ا ب »6 


ولاة جزر البليار ف عهد المملكة الجاهدية العامرية 
1158-6 ه - ١١١60‏ - 1١٠٠م‏ 


.م1١15-1.1١6-ه الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله 5-16.غ‎ -١ 
.» «استبدٌ بحم جزر البليار خلال هذه الفترة‎ 


ا" 


-١‏ مجاهد العامري أمير دانية والبليار /1.غ-١4‏ ه-1055-1.15م. 
«عزل الخليفة عبد الله المعيطي المنتصر بالله واستبد بحكم جزر البليار ». 
*- عبد الله العامري (ابن أخي مجاهد العامري). 
58-11 هه -؟25.١1.85-1ام.‏ 
:- الأغلب مولى مجاهد العامري (الفترة الأولى). 
55-1 عه 0-1552 01.٠ام.‏ 
ه- سلمان بن مشكيان (نائباً عن الأغلب أثناء تأديته فريضة الحج). 
8 عن 2 : 
كلا هاح 10١1م.‏ 
د- الأغلب مولّى مجاهد العامري (الفترة الثانية) 
8185م ه-0غ1.١1.355-1م.‏ 
7- سلمان بن مشكيان (صهر الأغلب) 
215-04 ه15 لح الاعلام 
8- عبد الله المرتضي بن أغلب (عاملا على جزر البليار) . 
58-5 هه الاء١‏ - الاعلم. 


« جا » 


أمراء جزر البليار المستقلة 
5-44 هدارا عوءام 


-١‏ الأمير عبد الله المرتضي أغلب. 
4ع تر هع هلد عقيلم 
+- الأمير.منشر ين سليان اهبر الدولة: 
17- رجب 0.9 هع -1١.9#‏ دسمبر 0١١١ام.‏ 
*- الامير أبو الربيع سلهان بن لبون. 
رجب - ذو القعدة 0.9 ه - دسمبر -1١1١6‏ مارس 5١١١م.‏ 


3154 


«د » 


ولاة جزر البليار والمشرفين عليها 
في عهد المرابطين من لمتونة 
9.- 18م ه-5١١18-11١١ام‏ 
أ- المشرفون على جزر البليار في بداية الفتح المرابطي: 
-١‏ قائد الأسطول المرابطي ابن تافرطاس « تافر طست ». 
ذو الحجة و.ه ه- محرم 0٠١‏ ه - أبريل - مايو 111م. 
؟- أبو السدّاد وابنه نباية محرم - ناية ربيع الأول 5٠١‏ ه - أغسطس 5١١1م.‏ 
ب- ولاة جزر البليار حتى نهاية عهد المرابطين من للمتونة 
-١‏ وانودين بن سير مطلع ربيع الثاني - مطلع رجب ٠‏ ه ٍ من منتصف شهر أغسطس 
إلى منتصف شهر نوفمير 15١١1م.‏ 
؟- أبو بكر بن تكرطات. 
*- يانور بن حمد. 
؛- أبو بكر علي بن ورقاء . 
)0 أعثر على اي مصدر يحدد فترة ولاية كل من هؤلاء العال الثلاثة) . 
ه- عمد بن علي بن غانية المسوني 
(عاملا على جزر البليار ٠805-*814ه-5؟١18-1١1م).‏ 





« ها» 
أمراء جزر البليار المستقلة في عهد بني غانية 
المرابطين من مسوفة 
من شعبان 015 - ربيع الأول ٠٠‏ هات دسمبر -١١18‏ دسمبر 9١١1م‏ 
-١‏ الأمير مد بن علي بن غانية المسوني. 
015 - .8ه -8:١١6-1و١اام.‏ 
؟- الأمير اسحق بن مد بن غانية المسوني. 
0- 08.86 ه - 1١١660‏ - 81١اام.‏ 


د 


برجلونة وشركايه فيه من جزو الأحواز نحو 
الماية وخمسة وستون زوجا. 

ومبلغ جميع الأزواج للتقريب مع السداد 
الذي فيها نحو الف زوج واربع ماية 
زوج وخمسة وثٌانون زوجا حتى يقع 


التككير ان شا الله تعلى. 





خرج من الأفران التي في الحظ 
الذي للمقمط 510) فنوا بالربض الأوس[ط] 
ثلاثة أفران وهي فرن بن ملي الفار 
بالقنطرة وفرن الشيخ الملاصق 
للكديه وفرن الجزارين وهي التي 
صارت لجليام. ماجور وشركايه. 

بسم الته الرحمن الرحم وعليه أتوكل ابدا 
لا وقع الاتفاق على أن تنقسم جميع رن 
جزيرة ميورقه بخارج باب البلد على 
تست نوو وشم على تف 
على أربعة أقسام وقع الاتفاق على أن 
يبقى من جزو الاحواز للمدينة من الواد 
اليابس إلى رحل المقبرة بقطين إلى الرابطه بمرجين إلى 
حد رحل القزاز 
راجع إلى تحت لبر إِلَى جبل عين 
الأمير إلى رحل بن عبد العزيز إلى رحل 
إلى (ابن؟) الأصفر إلى رخل, سابق إلى رحل بحيله 
إلى المقبره البيضا إلى عقبة ورجن 
إلى الحوايه (الجرايه؟) وبطول البحر إلى باب 
الجديد ومن الشريعة بطول البحر إلى 
الواد اليابس وتنقسم الأرض المذكورة 
على نصفين ويتفسر بعدها مجول الله . 

تقسم الأرض التي بقيت على المدينة 
على نصفين وينقسم كل نصف 
على أربعة أقام ويتقر ذلك بغده. 


51 


صصح مه 
0 مزللاعرا زإلو بولدة 
| 2000 


انا بسر رم لمر : 
اداه ريس وجورم زافران 
ره زعت تار لتر 0 ا 
انام هذاب: اررل 2 
ارمس برض 2 
ارزبرصس أثزرحزسابقا 0 
:ورنفسرن إاسطا ازضلبة ورج ١‏ 
إويفوابه واو لتهر اله( 


دارنوك عاشي 

2 و عمس كاامب 
لضي ٠‏ أعة'- 

عو ريفز إنسام وبممسسئ 2 

صر إانهه لاس ازغ ,02 . 517 
بشريرم رمسم 74 

: 0 0 


صار النصف الواحد الى الراي ارغون 
وشركايه وينقسم على اربعة أقسام 
ويتفسر بحول الله . 


[ق ]م واحد من ذلك وهو الربع الواحد من 
[ الد ]صف المذكور ويتفسر بعده يحوزه 
من وادي القطديه برحل العقاب 
إلى حجة حجنو ومن وادي أقوه دولج 
إلى الرشاح ويحوزه من ناحية الغرب 
البحر مع رحل تاشفين باغر شتش 
ورحل الفاسي ورحل الشيخ ورحل القنيطره 
وضيعة سكره ورحل السلطان بشنت 
أو لاليه مع رحل وهلان مع رحا الصباغ 
وما ثبت في الأصل منه. 

وقسم ثاني من ذلك وهو الربع الواحد ويتفسر 
يحوزه جنان الطرطوشي من الوادي إلى 
جنان الصباغ مع ما قابل ذلك إلى البحر 
في الغرب ومن الشرق الججه مع أرض 
ابن الررشاح إلى القبله مع رحل الغار إلى اخر 
كرم المطمر مع ما قابل ذلك في الغرب 
إلى البحر مع القبيبه مع رحل ابن الزيار 
ورحل أني البحر ورحل ابن خليل ورحل 
الحكم ورحل الجب مع رحل ابن ميمون 
ورحل ابن أضنا وما واليه مع رحا السفاح 
وما ثبت بعده في الأصل. 

وقسم ثالث وهو الربع الواحد يحوزه جنان 
الصباغ إلى وادي أقوه دولج با قابل 
ذلك في الغرب إلى البحر إلى آخر كرم المطمر 
إلى حيث الجاز المجدود بها في القبله 
مع رحل الصفار مع رحل ين الأصفر 
وما إليه ورحل أبو موسى بعين الأمير 
ورحل بن قطيعه ورحل بشير ورحل 


للبلا 


اسرد م 
وب ورهان 


ود 5 ] ابه تر" 1 
البلا مضا سر بوره | 


وهليهم ودعت ينعسي »> 


+ إررنفه ومايصحه | 


اي 





ىت الأفيز عد بن اسحق بن غانية المسوني. 
ا ه- من منتصف بونيو إلى نهاية 144اام. 


(اعتقله إخوته لموالاته للموحدين ونصبوا أخاهم علياً أميراً على جزر البليار). 


؛- الأمير علي بن إسحق بن غانية المّوقي. 
8٠‏ 4841مهح 6م١١‏ -88م١ا١ا‏ م 
(ولَى نيابة عنه في حك جزر البليار عند توجهه إلى إفريقية لقتال الموحدين عمه الزبير وفي 
رواية أخرى أخاه طلحة). 
ه- الأمير علي بن اسحق بن غانية المموني. 
08 - ...5ه مم١‏ ١ا- ١١."‏ م 
(ولّى نيابة عنه في حك جزر البليار خلال فترة صراعه الدموي مع الموحدين في إفريقية 
أخاه عبد الله. الذي ظلّ يحم هذه الجزرء إلى أن استولى عليها الموحدون في ٠‏ ذي 


الحجة ووه ه - ٠١‏ سبتمبر ١١.‏ مء بعد أن قتلوا الأمير عبد الله بن اسحق بن غانية) . 





«و» 


ولاة جزر البليار تحت حك الموحدين 
من أواخر ذي الحجة ١6-7.٠.‏ صفر 55 ه - سبتمبر .18 - الأول من يناير 
٠5م‏ 
أ- ولاة جزر البليار من الأمراء وكبار القادة 1.9-5.6 هع 1.8-.191ام 
-١‏ آبو العلاء إدريس بن بوسف بن عبد المؤمن 
1ت 0 البحر عبد الله بن طاع الله الكومي . 
- أبو زيد عبد الرحمن بن مد بن يوسف بن عبد ال مؤمن. 
1 أعثر في أي مصدر تمكنت من الاطلاع عليه على فترة ولاية كل من هؤلاء الولاة) . 
1 بن أبي الحسن علي بن أي عمران موسى التنملي 
١6-09(‏ صفر 5597 ه - 1١١١‏ - الأول من يناير .177 م). 
(وكان آخر عمال الموحدين في جزبرة ميورقة في آخر عهودها الإسلامية فقد استولى عليها 
خايمي الآول ملك قطلونية وارغون بعد ان اقتحم مدينة ميورقة في ١14‏ صفر 
ه - 8١‏ دسمبر 1579م واستشسم أبو يحيى التتنمكي في اليوم التالي وقتل تحت 
التعد يب أبعد سه :واريئين يوما). ٠‏ وف محرم +30 ه اح أغسطس ه١3‏ مء تم الاستيلاء 
على جزيرتي يابسة وفرمنتيرة» وأستقل سعيد بن حكم بن عثان بجزيرة منورقة. 


له 


«ر» 
جزيرة منورقة المستقلة في عهد الأسرة الحكمية 
/217” - وم" ه > ١7١19‏ -م4م1ام 


-١‏ المشرف سعيد بن حكم بن عمان. 
51 .58 ها ١١5١9‏ - الؤلكام. 
اب المشرف حك بن سعيد . 
رمضان .58 -ذي الحجة 546 ه - ينابر ١١8١‏ - ينابر /41؟١‏ م. 


(استوى ألفونو الثالث ملك قطلونية وأرغون على جزيرة منورقة في © ذي الحجة 
6ه ه - ٠١‏ ينابر ١1417‏ وزال الحم الإسلامي نبائيا من جزر البليار) . 


101* 


الممحق الثاني 





النص العربي لوثيقة 
تقسم جزيرة ميورقة 
بين كبار قادة الحملة 
الصليبية على جزيرة 


ميورقة»ء المؤرخ (رجب 559 ه - مايو 


١‏ م( 





بسم الله الرحمن الرحم رب العرش ال[عالي] 
جميع الازواج الي صارت للقمط فنوا 
من أجزا ميورقة ويتضر ب ]تفريب ب ]حول الله . 
صار له من الأزواج مما بقي على المدينة سع 
في الثمن الواحد الذي هو ربع النصف 
الواحد حجنو أربعة واربعون روجا بتقريب 
حتى يقع تكسير ذلك إن شاء الله تعالى (610 . 
وصار له من الأزواج من الثمن الواحد 
الذي صار للبشب برجلونه وشركايه فيه 
ريمند برنقار والقمت (510) نحو الستة أزواج. 
وصار له في الريع الواحد من النصف وهو 
الأمن الواحد مع 51 جميع أجزا ميورقة نحو 
مان ماية زوج وفيها السداد فمنها 
جزو منقور نحو أربعة ماية وسبعون زوجا ‏ ر 
وفي جزر بليونه (©51) نحو الماية وخمسون زوجا 
وف جزو موصوا نحو الماية ومانون زوجاً. 
وصار له جزو بلبسه (بليونه؟) دون مقاسمه وفيه 


من ' 
الأزواج نحو الأربع ماية زوج وسبعون زوج. 
وصار له من الثمن الواحد الذي صار للبشبه 


516 





. 20 
رصارف قري طزراج منزئهسراب د 1 ٠‏ 
ادها ربنون كت ا 

ابر ررالضت ع وانتداط , , ٌْ 


5 
انعبر ف 3 > 
رعارله يم [در و [لرإصرمن 1 


عزو شعرر غرار 0 7 
وت جز ولموم 0 2 
رماجزوموميرا مرا انه وشابورهة" أ 


و سارله عرم لل. س ىرت“ 
إروزراج غرر بيع مأبمووج رسعنيه ج* 


رع رس ره زا ريد أ 
9 
وحلونه سكليه وبرسيذه ١‏ - 


ابرازز رصت وستسوزركها 





الفلاية بن والتي ع( مع رحل الغار ورحل 
بن خليفة ورحل ابن حوناس مع رحا 
الزنقه وما ثبت في الاصل منه يتفسر. 


بسم الاب والابن والروح ال[-قدوس] 
الاها واحد وصار النص[ف] 
الثاني إلى القمط ننوا والبشب برجل[.ونه] 
والقمط انبرياش وجليام باجا[ ور] 
وشركايهم في ذلك ويتفسر والب[شب] 
برجلونه وينقسم ذلك على أربعة أق[سام]. 

قسم واحد من ذلك وهو الربع الواحد الذي 
صار للقمط ننوا ويتفسر بعد ذلك ويحوزه 
قطعة أرض جنان العقاب الجوفي مع 
ما لاسقه من الاجنه إلى جنان القايد 
وجنات (1) ابن فرج وجنان توس الطر طوشي 
راجم إلى محجة... (2) إلى وادي أي 
قطديه راجع إلى محجه حجنو مع منى (؟) جنان ابن 
أزهر 
إلى آخر حد رحل العقبه مع رحل بن نبيله ابن 
فرج :مع منية الفازي :وما اتصل بها :من ناحية ي 
الجوف مع ما بعد اخر حد رحل صالح إلى آخر أرض 
عبد الله بن مهبر يحوزه الججة من الغرب وما 
قابله من الشرق مع ارحال الرفا بشنت أولاليه 
مع رحى الشيخ الكبير ونا ثبت في الأصل منه 
ومنية الشيخ الكبرا باغرشتش اهر (؟). 

وقسم صار للبشب برجلونه وأصحابه وهو الربع 
الواحد ويحوزه فدان القلاع مع أرض بنوا ابن فرج 
مع حد الجنان الذي باخر جنينه مع بني الفرا 
إلى آخر حد الغرب وهو الطريق إلى الحجار المغروسه 
بما قابل ذلك إلى محجة حجنو مع رحل جزوله 
[ ب ؟] حومة القبيبة مع من (؟) حد رحل ابن مرين 
والصِفِيصقفَةُ إلى أول حد أرض حومة ينيوله 


>35 


“شرو نط نوا ,لست را ١‏ 20 
, ا 34 
مفسرع ما د لم م سمسرمم 5 


بوشن يعنص لم اال 


ع 


, 20 اضر عرض رميله‎ ٠ 

حرم زاحمت دار ري رينت 
0-6 انما ب نر اررض 
لقوب حم اسراذر حدنايع 00 ١‏ 


3 


00-7 





وهات وبرج رخارنة .وير و 
راع ةلكيه عمد روا ]يل 
0 


ع 


رهمأ 


انيه ساون 


والصعد ف ف الؤالث انبر م رعئة ز 
إؤاءا ع لوس اسسمفة ور م ل 
مع ناذابزع ل" رإرازفرر ت 4 


بوهورذ رءاشم 


مع ما قابل ذلك من الشرق ويحوزه محجة شلير 
في الغرب وير بن (؟) با قابل إلى محجة 
بورت بين مع رحل مطرقه مع رحى 

فخ مدرك وما ثبت رق الأضل مله نقتم 





وقسم رابع منها وهو الربع الواحد 
يحوزه رحل موسى باجنته مع ما قابله 
إلى المججة ومن المججة المجدودة ا بحومة 
ضيعة المرج إلى آخر حد جنينه ومن الشرق 
حايط جنان جنينه ومن الغرب إلى البحر 
ومنية الكمين مع أرض بني هرفول (؟) 
وارحال عين الآمير ورحل موفق ورحل 
فولج ورحل ورحل 5810) سوسان ورحل تحرر (؟) 
ورحل الجب ورحل الطبزنه (؟) ورحل 
جميله والرحى الجديد وما ثبت في الأصل منه. 


[ قسم] ثالث وهو الربع الواحد الذي صار 

[لد ]قمط انبرياش وشركايه ويحوزه فدان أرض 
[ الشريم إه مع بقية المنيه الكبرا مع جنان 
[ القايد ملع منية الحنا من رحل ابن الأستاذ 
وما اتصل به إلى مقور با حاز من ضيعة المرج 

إلى الجوف منه مع رحل ابن فرج ورحل ابن 

قطوس إلى محجة انكن مع قطعة أرض من كديه 
العرور (؟) إلى آخر حد رحل صالح من الجوف منه مع ما 
حاز ذلك إلى آخر حدود الشرق مع شذائق إلى 
الجبل مع الرحال 86 المتصلة به إلى آخر حد 
الأرحال 

في الغرب مع رحى العين وما ثبت ني الأصل منه 

ويتفسر بحول الله . 

وقسم رابع منه وهو التي ©510) صار لقليام ما جورد 
منقاده 
وشركايه ويتفسر ويحوزه ذلك أرض المنقع 


”11/ 


00 , 


“'سي ياج صملا وسولترج (لولت. | 
ندحاو ى ملجذه ممأظاا: 
ياس مزلا لغررق بغر 0 
:. م 


م 





.هوج الور حؤوسلن ورع ليما 
ار يغب ورح لل فشرنه ررط , 
هاه رأئر. حو لإجرر, بو مأنب لطر 











علوم الريةانشن متم أرميرشونه 
عير زرخ سر سؤساغ مرابو ف محر 


رصبرو سلا + ملاو ير 
حلروله اللخ وحدده افشرق :)سخ ريل 


تسرح ازرعاراتمد:به ا(لخور 
يي عد 
ومعسا رص زيم 


5 ربع مد سوا ا ليام لجر طفع 
وشركزيد وسعمررغوية لوبي 
سلزادي ج بالل ديسب وليل 


ب ودماز يوسب 


هرحزاء انسراء بع ماخاز) ب 28 


ابر د وماتفية اماطوت 52 ”7 


ٍ 
ْ ا 


بعد جنان المنقع مع جنان اسحق وجنان بن فرج 
وما لاسقه من الجوف وجنان يوسف الطرطوشي 
مع ما حاز الربى (؟) هابط إلى الغرب مع ما بقي 
من ضيعة المرج إلى جنان ابن ازهر مع رحل القماح 
ورحل اسحق إلى محجة انكن هابط مع منية نقوله 
مع الأرض المتصل (510) بها إلى محجة العروسة مع 
قابل ذلك إلى ناحية الشرق ويحوره من الغرب 
محجة ثلير ومن القبلة محجة انكن مع رحل الغز 
ورحل الي السداد مع م حاز الججة مع رحى 
الزبوجة وما ثبت في الآصل منه ويتفسر. 
واننا اف الات 15 عع116 اأعتامع 
00120 ظذ أأوتتستل ع5م1 010623 2اناأناءوطانامدء 
أو ع20 اع .1للالتأمليعة عملطوعة كلعزرمتد11 اأمحدع] 
5ناطتم510لن لل عل أهاعهن) أء .لتنلداكصهنا كبائء 
أء تطععع؟ ععاما [تستصد]ءممتد81 عاناكمذ اء كتأماتناك 
.5005 أ 2128212065 أء 510105 


نؤّمن بالاب والابن والروح القدوس 
الاها واحد سبحانه. 

تقسم جميع ما بمدينة ميورقه على كانية 
أقام تحت صورها ويتفسر بعد. 

فمن ذلك قسم وهو النصف الواحد 
وينقسم على أربعة أقنام ويحوزه 
النصف الواحد المذكور وهو الذي 
صار إلى الري رغون وشراكايه 
من صور المليون إلى مسجد عبد الملك 
إلى أجنة المصامدة راجع إلى ديار 
بن شاكر إلى ديار بني الزرزاري إلى المقا 
قاطع إلى الوادي وبطول الوادي إلى 
السراجب راجع بطول الصور إلى باب 
الكحل إلى باب البلد إلى مدينة غباره 
إلى راس السوده راجع بطول الصور 


514 





لحت ودر ها كور وس :2 
بهم 
صار) ل ور عبو نوعب ل 4 


ظ 


لع انيه مارج /ة” ل 
هار المنتار ادها راكئامطة ‏ 
أ 2 ولهوانتا رشتسسي خول 


ممع 


ا 


إلى المليون وبقي من الديار إلى هاذا 

الجوز 5:0) انيه من الديار هي من جملة العشرون 
دارا الختارة بمنافعها والحمامات 

والحوانيت ويتفسر 90) بجول الله . 





قسم م ذلك وهو الربع لواحد يحوزه 2 أ 
من صور المليون إلى مسجد عبد الملك إلى سرغو لاسر رسعو تسا 0 ' 
عِ الحنه1 3 إبمكء 
أجنة المصامدة إلى مدينة غمارة إلى 00 

هه 

الصور راجع إلى المليون وعدد ديارها 20 2 د 
ولقتر 0 العامرة / 6 و4287 5 عرسم 
الغير عامرة 3 .6 2/ 06 رياطات عب 
حوانت ف 





وقسم رابع منها ويحوزه من الطلاق 
ما حاز الصور وما حاز الوادي إلى آاخر 
عقبة بن عنان (810) على عقبة مشكه 
ما حاز الجرف إلى القبله تحت زقاق 
العزبه إلى الجرف القبلي طالع إلى 
باب الكحل مدد ديارها يتفسر 





الدبار العامرة و0 0/١‏ غير عامرة 0تجج0|/ ان 0 3 00 
عِ 1 
وافران صحى رياضات مج السقى بر ارا 
بطي د سار محالت .١‏ 
انت 2 ا 
حو 
0 
ومن ذلك قسم ثاني وهو النصف الواحد . رو يمع ولت رياب | 
أيضاً ويحوزه من صور المدينه من برج الب يروما سنا 
الحمام (؟) على الطريق من باب المدى إلى ا المحتات ا لعزم را 2 
“ : 4 كم ريفس يعرف 9 
المسقى وحفير الصور إلى برج الحمام 7 ودر ريسايكع 
بمضربة مخزن الضيان إلى الوادي إلى 1 لع 7 
5 1 ادنر حم ما دا 
باب البلياط بطول الصور إلى باب | نر مس ا اك 
المدى إلى باب الجديد راجع بطول 1 


حايط دار الصنعه إلى الوادي طالع 
إلى البلد راجع بطول الصور إلى برج 
اللجم [ اللحم؟] بالمدينة وبقي فيه من ديار 


11 


د 0 2-7 2 





ا 

١ 

ا 

7 0 5 7 
: 4 





الختارة اثنين يتفسر ذلك وهي من 
العشرين دار والحمامات والطواحن 
والحواتت ويتشزر :بعد ذلك وينقسم 
النصف المذكور على أربعة أقسام. 
قسم واحد وهو الربع الواحد وهو 
الي صار إلى القمط ننوا ويتفسر بعد 
ويحوزه من الترامسين (؟) ما حاز الوادي 
إلى عقبة المدبوح (؟) إلى المسقا إلى باب 
[اللدي؟] مع صور المدينة إلى الترامسين (؟) 
فيها ديار عامرة 7/0268 عبر عامرة 74:0 
أفران ‏ م/م حوانت س رجح 
رياضات سمو كر 


وقسم ثافي منها ويحوزه من مدينة 
غارة على أعنة الصائدة إلى صدداز 
بن شاكر إلى المسقا بطول شاريع 
51 ريض 
الساقبة إلى قنطرة مقبة مشكه راجع . 
إلى فرن الجلفاط راجع إلى السويقة بباب 
البلد إلى القوس على دار العطار إلى الشاريع 
الكبير إلى دار الضيان المريج. 
إلى فرن بن هلال وعدد ديارها يتفسر 
الديار العامرة 8ه كا 2 الغير عامر ةك // هر 
أفر ان /رصحصم /ر رياضات - ده لم 

وحوانت ف ١:‏ 

ضرب عليه 50) 

[وقسم ثالث] منها ويحوزه من الطلاق 
ما حاز الصور وما حاز الوادي إلى اخر 
عقبة بن عمان على عقبة مشكه 
ما حاز الحرف إلى القبلة تحت زقاق 
العزبة إلى الجرف القبلي طالع إلى باب 


ين 


0 


.0 لهنان نها صر" 


ربدىابانا 
نوع يدم : 
| 
' 


الكحل عدد ديارها من ديار عامرة 
و5/ 2 غأغير عامرة 4 مها وذ / 

جميعها طالع (؟) ضرب عليه ©ذة) 

وقسم ثالث منها ويحوزه من فرن 
بن هلال إلى دار الضيان إلى الشاريع 
الكبير إلى دار العطار إلى القوس بوو يقة] 
باب البلد إلى فرن الجلفاط إلى قنطرة 
عقبة مسكة (5816) إلى زقاق الجرف مقابل 
حانوت الحجام راجع إلى باب الكحل ما 
حاز الجرف السفلي وما حاز الصور إلى الشرق 
وعدد ديارها يتفسر بحول الله 
الديار العامرة 0ت 48 ” غير عامرة #7ساح 
وأفر ان /-7/ ورياضات بور 

وحوانت ينا 





وقسم ثافي منها وهو الربع الواحد التي ©ذة) 
صار للبشبه برجلونه وشركايه فيه 
تعيزه من سعد الركه إلى دار الغا خا ] 
إلى قنطرة باب الغدر إلى الصور إلى 
باب الجديد راجع بحايط دار 
الصنعة إلى برج الحام ما حاز 
الواد إلى مسجد بريقه (؟) وفيه من الديار 
ما يتفسر 

ديار عامرة ‏ و 6و2 / 

غير عامرة ‏ 8 هر 

أفران حبرم حوانت نتم 

رياضات ‏ مم 

وقسم ثالث منها وهو الربع الواحد وصار 
لجليام ماجور منقاده وفرسانه شحنيسته 
وأصحابهم ويعوزه من حايط رياض أبو يحبى 
الملاصق باب البلياط بطول شاريع 
الكديه إلى مسجد بربقه (؟) إلى دار الحاج 


لفن 


ملي للؤجهها وممواليواملادو” 


رباه تسو / 





وعورام 3 0 

1 ازع ارليجماع م 

صقرت باد تسررا انمر ان 
طر_لفريز رادي 2 ان 
ازمر ربخعه عجان من 

اعم ازبر إضما دراحاث ٠‏ 


از سم رز *- 


وف لايد سيط و سوازيع اير وطر 
يوا جورم 0 ووريعاه كن 


زواوا تسر 


داود إلى باب الغدر من ناحية الجوف 
وفيه من الديار بالتفسير فيه 
ديار عامرة ‏ ووم يل » 


غير عامرة ” هم 
افران م/م حوانت تن 
رياضات سوم 


وقسم رابع وهو الربع الواحد وصار للقمط 
انبرياش وللبشب برجلونه ويحوزه 
من آخر برج باب البلياط بطول الشاريع 
إلى مسجد بربقه (؟) إلى القنطرة ما حاز الوادي 
إلى القبلة والشرق إلى باب الششراجب 8:0) يتفسر ذلك 
ديار عامرة “#ه بج / 
غير عامرة وس / 
افران سوير حوانت بت 
رياضات سر 


تقسم الربع الواحد الذي صار إلى 
القمط انبرياش على قصمين (©81) اثنين 


قسم واحد منه صار للقمط انبرياش 


وهو بالتفير بعد 

رحى الغريفه رحى رشيد2- رحى اللوزة 
وقسم ثاني منها وهو النصف 

الذي صار إلى البشب برجلونة 

رحى العين رحى [الدار؟] 


كملت قسمة الارحى بحول الله عز وجل 


يفنا 


ل 2 الرظروعا ريه 
2 ا 


0 نوكب 
عر هاصع ل 


2 6 عراماله 


2 راد م 
2211 
بر اسفحيسىتغر 
يعوائويس رويس جعادق 
1 
4 


قسيم وبحعاو حبر نمف 
- + عار [إلمصت وجرت 


م عس. رح نل[ 
سمعب (مارحو جرسطلادل 


[قسم] ثافي من الارحى وهو الذي صار ررقو يسائر" 
[للا]قاط وشركايهم منها ويتفسر 0 
ها الورد حو 0 
العم ١‏ 1 1 
[ر] حا القوب 2 رحا الوزة را الفازية | اي لمم بطاسيين 
رحا الدوب رحا العذري2 رحا السقاط لاهن راطو بمارولاعم 
رحا الشعيره زعا الدار ” ربا الغريقة ا 
رع لق تيقد .صابن لاوطا الور 1 
رحا الزبوجه رحا أبو الحم رحا العين 01 ريع الواح 
رحا تاشفين رحا مدرك2 رحا ألي البودر هونو مسن 3 
رحا مهبر 1 7 رهأ سوء 1 
ل ل 3 ماح ليس حمالم دنا بن 
: وسي الارحى المذكوره وهي الي صارت 0 وف ينها سر رووزمرادر 
قسمات (©51) على أربعة أقسام . طارليشب وشركا”" رحواء 
0 رحازدررة وفك ارت ميلع 
قسم منها واحد وهو الربع الواحد 0 
على المقمط 560) ننوا ويتفسر (؟) ا | 
رحا القاط 20 رحا موقق 2 رحا القتيل 2 تحواصن” برس + 
رحا الشيخ الكبير زحى أبق الشك :رحا ين مهبر رجواهون 0 
1 1 رابومنا ده يي 0[ 
وقسم ثاني منها وهو الربع الواحد الذي كي اضورع شنا 
: 6 . يعار ميا تاكن : 
صار للبشب وشركايه منها. دموادية تائمل رين 





ويعواتروب رهو 7 
رحا سِ مدرك رحى الزيار رحى العذري ١‏ 
رحى أي البحر 2 رحى القوب ٠‏ رحى سانح 

وقسم ثالث منها وهو الربع الواحد 
الذي صار للقمط انبرياش. 
رحى العين رحى رشيد- رحى الدار 
رحى اللوزة رحى الضويعه [؟] 

وقسم رابع منها وهو الربع الواحد 
الذي صار لجليام ماجور دمنقاده 
رحى الزبوجة 2 رحى الفازية(؟)رحى تاشفين 
رحى الدوب زحى"الثعيره .رع القرث 


ايفن 


[ تس م الأرض الذي بخارج المدينة من جميع 
[اج كرا ميورقه بعد أن بقي منها على المدينه 
[أ]رض معلومة وينقسم ذلك على قسمين 
ويتفسر بحول الله 

قسم من ذلك وهو النصف الواحد الذي صار 
إلى الري رغون وشركايه وهي الأجزا 
المذكورة بعد بحول الله 


جزو انكن جزو بلانسه 

جزو ججنو وبطره 

جزو يرتان جزو منتوى 5810) 
جو الجبال نصف البحيره 


[تقسب م الأجزا المذكوره على أربعة أقسام 
[ون [إفسره بحول الله تعالى 
قسم أول منه يحوزه الجبال وبلنسه ونصف 
البحيرة 
وقسم ثاني منه يحوزه ارتن وانكن ٠‏ 
وقسم ثالث منه يحوزه ججنو وبطره 
وقسم رابع منه يحوزه منتوى ونصف البحيره. 
ثم بعد ذلك أمر بقسم النصف الواحد 
على ثلاثة أقسام يتفسر بحول الله 
قسم واحد وهو الثلث الواحد ججنو وبطره 
وسدس البحيرة. 2 
وقسم ثاني وهو الثلث الثاني انكن 
ونصف منتوى وسدس البحيرة. 
وقسم ثالث وهو الثلث الثالث 
بلانسه والجيال ونصف منتوى وسدس البحيره. 


ين 





تقسم الأرحى التي بقيت للقسم ١‏ 


[ ب؟]ميورقه وهي الأرحى المذكورة منه 


رحى اللجام رحى الحبس رحى(الج[رايه] 
رحى الشجره رحى القوب رحى اللوز[ه] 
[ر<]ى حنكرالرحى القنطرة رحى الغاز[يه] 
رحى الدب رحى السقاط رحى العذ[ري] 
رحى فولج الفوقي رحى فولج السفلي الرحى ل[ شعيرة؟] 
رحى الكبير رحى الضويعه رحى موفق 
رحى القتيل رحى الدار رحى الج[ديد] 
رحى السفاج رحى الغريفة رحى الشيخ[ الكبير] 
رحى الشيخ الصغيررحى بن الزيار رحى الف[ وزن] 
رحى أبو عمران رحى الزبوجه رحى ال[ قصيب؟] 
رحى أبو الحم رحى الحجاري رع[لى العين؟ ] 
رحى الصباغ رحى الغله رحى [رشيد] 
رحى بن تاشفين رحى مدرك رحى الزنقة 
رحى الجبنه رحى أبو البحر رحى مهبر 
رحى الحبس2 رحى بن سالج <الواد - (؟) 

تقسيم الأرحى المذكورة أعلاه على قسمين 
ويتفسر بحول الله تعلى 

قسم واحد وهو الذي صار إلى الري رغون 
وشركايه 


اج ملام 


رحى اللجام رحا الجبسن2 رحا الجرايه 

رحا حنكرال رحا الشجرة رحا القنطره 
رحا فولح رحا فولح22 رحا الضويعه 

رحا الجديد رحا الفاح رحا الشيخ الصغير 
رحا أبو عمران رحا القصيب رحا الحجاري 
رحا الصباغء رح الغله 2 رحى الغريفه 

رحا الزنقه ‏ رحا الجبنه رحا الحبى 





ل 







وحولةبنم رحوابوائعر رحئي 
رخولفيش دهوري . وريه 


. سيرد إلرف دل لعلل وني 
وعمس رعو سال 


3 
رهاز يمر ر_رحاالتم رحا اهار 
رحا الصاع رمااليله ‏ رعائلمكه 


جا الرئفه حالس ره لم 


تقسم الربع الواحد من النصف وهو ال[ذي صار] 
للبشب برجلونه وهو جزو الأحواز وي[لنقسم] 
على أربعة أقسام ويتفسر بحول الله 
النصف الواحد منه وهو الذي صار للبك[سب] 
في خاصته وهو اشتليان وولنيان [ قلبيان؟] وشلب[ر] 
وورجن واكطرات وبني مرشد وقوبا (؟) و... 
والأعروبه (؟) والماجر واندراج (؟) وبي زو... 
وقشتنيوله وثلثا موصه وفيد في (؟) وارم.... 
وما اتصل إلى الخزانه 
والربع الواحد من النصف أيضاً وهو الذي ص [نار] 
لريمند برنقار وهو بنيوله البحر وبا (؟)... 
البحر وشبارنه وشريان ويلتيا (؟)... 
وما اتصل به إلى المواضع المذ[ كوره] 
والربع الواحد من النصف المذكور وه[.و الذي] 
صار للقمط ننوا والبشب برجلونه وهو 
مرجين وورين وشلبر وينوبه (؟) لوبا (؟)... 
واللوق وميور وقنيط واشبرلش إلى آخره (؟) 
ينقسم الربع الواحد على ثلاثة أقسام 
صار منه الثلثان للقمط نونه وهو حو[ز؟] 
اشبرلش وقنيط وورين و... 
واللوق وليه (؟) 
وصار الثلث الواحد للبشبه 
وهو شلبر ومرجين 






مإ شق نول وإانتست رتصة, 
220 





للد 





"لل ليها ومسو وفه وسيههم ”.1 
(يناذاة وتام يه ” 0 





[ القسم] الثاني من اجزا من (510) ميورقه وهو الذي 
[صار] للأققاط وشركاءهم فيه 
[جْزو الأحواز بعد الذي بقي منه 
جز 5810) موصوا وينيوله 
جزو شلير 
جزو قنروشه 
جِرْو موره 
تصق البشيرع 
جز (910) منقور 
تضم الأجزا المذكورة على أربعة أقسام 
قسم واحد منها وهو الربع الواحد وهو الذي 
[صار] للقمط ننوا جزين موصه وبنيوله 
[ومن قور 
وقسم ثاني منها وهو الربع الثاني وهو الذي 
صار للبشب برشلونه ©51) وشركايه وهو جزو الأحواز. 
وقسم ثالث منها وهو الربع الثالث وهو الذي 
صار للقمط انبرياش وهو ثلثا شلير وموره 
ونصق التاحرزة 
وقسم رابع منها وهو الربع الرابع وهو الذي 
صار لجليام ماجور دمنقاده وشركايه فيه 
الثلث الواحد من شلير وجزو قنروشه 
(7) .ةوممصتصم عل مسممععوط أمنمعاوطصيم أن 


.عتةتصفل لقدمع8 
(9) والطعتفكقة: مقطمع5 


يفند 


الملحق الثالث 


النقود الأندلية المتداولة في جزر البليار في عهد الدولة الأموية 
في الأندلس 
)0( 


سكت ف عهد الأمير عبد الله بن عمد 


في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر 





في عهد الخليفة الحكم المتنصر 





في عهد الخليفة هثام المؤيد 





1 


(ب) 
دراهم نكت في ميورقة ف عهد المملكة الجاهدية العامرية 


في عهد تجاهد العامري 








ع 0 في عهد على إقبال الدولة 


: (ج) 
دراهم سكت في ميورقة في عهد عبد الله المرتضي ومبشّر بن سليان 





50 


1 را 


0 








في عهد مبشر بن سليان ناصر الدولة 


)د 


ملاحظة:2 / يعثر حتى الآن على نقود سكت في جزر البليار في عهد المرابطين من لمتونة 


ديناران ضربا في ميورقة في 
عهد اسحق بن عمد بن غانية 
من المرابطين من مصسوفة 








دراهم مركنة (مربعة الشكل) ضربت في 
جزيرقٍ ميورقة ومنورقة 
في عهد الموحدين 


ضن 


الملحق الرابع 


جزر البليار في عصور ما قبل الإسلام 





وليه 1 1212/04 





تسن 


آثار العهد الفينيقي القرطاجي 










ط 
تعويذة فينيقية على شكل عقد الإله الفينيقي القرطاجي « بس » 
واسطته الإله الفينيقي « بس » عثر عليها في جزيرة ياسة 


رأس ثور من العصر 
البرنزي - عترعليه 
في بويبلا في شال 
جزيرة ميورقة 





الآهة الفينيقية القرطاجية تانيت 


عثر عليها في جزيرة يابسة 





ان 





فاذج خزفية فينيقية قرطاجية 





و عثر عليها في جزيرة يابة 


عن 





مقاومة رماة المقلاع في جزيرة 
ميورقة للأسطول الرومانى 
بقيادة كوينتوس كيكيليوس 
متلوس ١١”‏ ق.م. 


تمثال عثر عليه في جزيرة يابسة 
يعود إلى العهد البيزانطي 








)00( 
نماذج من الآثار الإسلامية في جزر البليار 





مشاهد من الحمام العربي ورسم تفصيلي 


المصدر: مانويل جوميث مورينو 
)١(‏ الفن الإسلامي في إسبانيا 





يسنن 





أحد أعمدة الحمام 
نفس المصدر اللسابق )١(‏ 





14 


الحمام العربي قبل مائة عام 


المصدر: تخطيط 
تاريخي لجزر البليار 
للمؤرخ الميورقي 
الباروكمبانير 





باب البحر في مدينة 
ميورقة وعلى مقربة 1 
منه الحمام العربي زقاق المدينة 
في ميورقة 





اند 








مصدر: 

الصور المر فقة 

عن جزبرة ميورقة 
كتاب: ميورقة 


تاليف : خوان بونيت 


جادة ذات 


214 





من أبرز الآثار الإسلامية الباقية حتى اليوم في جزر البليار ومن معالها السياحية الثهيرة 


باب الشرق أحد أبواب بلدة 









باب سان خوان 


بلدة فورنالش 
الأندلسة السمات 


زنيقة في بلدة فورنالش 
في جزيرة ميورقة 


517 





ضمن مواد عديدة غير مجرودة نقلت إلى المتحف من قلعة بلفير وهي ملك رئيس بلدية مدينة 
بالما دي ميورقة 0 مدينة ميورقة عاصمة الجزيرة 6 

وقد عثر على هذه القطعة ف وسط باب الكحل الذي يدعى اليوم باسم 0 باب القديسة 
مارجريتا » ومن هذا الباب اقتحم الغزاة مدينة ميورقة في ١4‏ صفر 551 ه - 7١‏ ديمبر 
فيل 

مصدر هذه اللوحة واللوحات اللاحقة اروسليو بوردوي: 

هيكل الكنابات الحجرية العربية من جزر البليار 


عقخهم ذاتلف اناطع ع2 الذفعاه8 00182105 :/ا10-801201آاع055] 


1 * 





قصر المدينة وفي مواجهته الكاتدرائية 

على مقربة من تمثال رامون لول أول رواد المدرسة العربية وأعظم علاء ميورقة في بداية العهد 
للحي 

باب الكحل « سانتا مرجريتا » في بداية العهد المسيجي_ 


من هذا الباب اقتحم الصليبيون مدينة ميورقة في ١4‏ صفر 5١0‏ ه - 8١‏ ديمبر ١١١9‏ 








عليه في بلدة منقور في جزيرة ميورقه 


يسم الله الرحمن الرحيم 


يأيها الناس إن وعد الله عليه ومغفرته ورضو خلون من ذو القعدة 
حق هاذا قبر سليمن انه توفي يوم الأحد من سنة 
بن منصور رحمة الله لت وعشرين حمس وثلاث مئة 


116 


ا ئ 
ا ل را 





شاهد قبر عثر عليه في بلانة في شمال جزيرة ميورقة 
لزينب بنت أب الحم رحمها الله 
من مجموعة ورثة السيد جابريبل فيالونجا اوليفر 


14 





قطع من شاهد قبر عثر عليها في مدينة ميورقة 


من مجموعة الجمعية الأركيولوجية لوليانا تحت رقم ١4١١‏ مودعة في متحف ميورقة 


/7ع51 








بن سعيد رحمه الله 
عثر عليها في بلدة الغيطة 


في جزيرة ميورقة 





شواهد قبور عثر عليها في مدينة ميورقة 


(من ضمن مجموعة الجمعية المعمارية الأركيولوجية (لوليانا) رقم ١41١‏ 


3145 





16 





الأول ثلاث ماية) 
للهجرة - 91١5‏ م 
المستقر لهذه الجزر 
علي يد عصام الخولاني 
في عام 55٠‏ ها بعثر 
سنوات 








شاهد قبر عثر عليه في مقبرة 
الموداينادي غومارة في مدينة ميورقة 


من مجموعة الجمعية الأركيولوجية لوليانا رقم ١64.5‏ 


00( 
مراحل استيلاء قوات تملكة قطلونية وارغون على جزيرة ميورقة 





هنا نزلت القوات الصليبية 
ودارت أول معركة برية بين قوات ميورقة 
الإسلامية وقوات مملكة قطلونية وأرغون 


10 





4 + 44 7 د 2 7 ده 1 : "د الت 
أبو يحيى التنملّي آخر عمال جزر البليار في عهدها الإسلامي كا تخيله الرسامون القطلان يوجه 
الحملات البحرية من قصر المدينة للاغارة على ثغور تملكة قطلونية وأرغون مما أدى إلى وقوع 
اشتباكات بحرية بين البلدين وإعداد حملة صليبية للاستيلاء على جزيرة ميورقة 


شوال 55 ه- ٠١‏ سبتمبر 9؟؟١‏ م. 





أحد مشاهد معركة 
ساننا بونرا 

محفورة على افريز 
الصليب الرخامي 

ف المكان الذي 

دارت فيه أولى المعارك 
البرية 


10 








(فوق) الفرسان الميورقيون يتصدون للقوات الصليبية على طول الاحل الممتد من سانتا بونزا 


إلى مدينة ميورقة 


القنال الدامي في أزقة مدينة ميورقة ودروها بعد اقنحام القوات الصليبية لباب الكحل 
4 صفر 51710" ه- "١‏ دسيمير كام 

(أسفل اليمين) الممكر الصليي على مشارف مدينة ميورقة الإسلامية قبيل اقتحامها في ١:‏ 

صفر 5507 ه- ”١‏ ديمبر ١559‏ وعلى يمين الصورة الملك خايمي مع كبار قادة الحملة 

الصليبية. قطعة من رسم جداري جرى رسمه بعد حوالي سين سنة من استيلاء مملكة قطلونية 

وأرغون على جزيرة ميورقة من قبل فنان مجهول ومن الحتمل أنه عربي من المغرب 

الصورة منشورة في كناب: 

,88211 1410111 :00015101 لاع طنا10 للخ اذا 011/11154110171 شاكع ظناهلةا 15 
8 28115 ,كشلاكامه 


(أعلى اليمين) الاستعداد للمعركة الحاسمة في ليلة الأحد ١4‏ صفر 3157 ه- "١‏ ديمبر 
19م 


خايمي الفاتح ملك قطلونية وأرغون يصلي طالباً من لله النصر على أعدائه!! القداس الأخير 
في المسكر الصليبي قبيل الحهجوم على أسوار مدينة ميورقة 


2106 


رماة المقلاع والحراب يدافعون عن مدينة ميورقة من فوق الأسوار 








1 مِ -- حي 
- لوو وبيج مضي جر 


7 صاش 8 2-5-5 وو ا م 


باب « الكحل » باب سانتا مرجريتا والأبراج والأسوار والتحصينات الجيطة به 





باب البحر « الباب القديم » والور الجاذي للبحر على مقربة من قصر المدينة 


"1037 






ذي الحجة 
ىه ه - يناير 17417 م 





اس دس سوام | 
استلام أبي يحبى التملي عامل جزر البليار للملك 
خايمي في قصر المدينة كا تخيله الرسامون القطلان. في 
يوم الاثنين 8 طفر +0 هت الأول مق. اير 
لون" 


وسائل التعذيب الرهيبة التي استخدمها الفونو الثالث 


104 








تمثال الملك خايمي الفاتح تخليداً لاتتصاره! 
في قلب مدينة ميورقة (بالما دي ميورقة) 
يوجد خلف قاعدة التمثال اسم الملك خايمي الفاتح 
4118 0020101514008 وتاريخ استيلائه على 


مدينة ميورقة "١‏ ديمبر 59١1م‏ 


105 


لو 


جزر البليار اليوم والأثر العربي الواضح في معاللها 


طاحونة الطهواء التي نقلها العرب 
إلى جزر البليار - أحد معام ميورقة الشهيرة 





قرويات من جزيرة ميورقة 
بالملابس التقليدية 








9 وادي موسى أحد معام ميورقة الجميلة 
مدخل متنزه الرملة في مدينة ميورقة 
مغارة التنين في ميورقة التي لجأ إليها الآلاف 
من الملمين هربا من الموت فقضى عليهم 
خايي الأول ملك قطلونية وأرغون حرقاً 
واختناقا ١٠١1م‏ 





563١ 





معام جزيرق يابة وفرمنتيرة 


الفاعات المورقة التقلئدية عيبن العصور 








رقصة شعبية في يابة 


ريفيات في جزيرة ياسة 





20 








منظر عام لجزيرة يابسة من البحر 
شجر الصنوبر الذي اشتهرت به جزيرة يابة عبر العصور - لهذا عرف من ينتسب إليها 
بالشبيني تصحيفا لكلمة 518124 أي الصنوبر باللهجة الجلية الدارجة 





2110 


الللقاة 








مساكن ريفية 


في جزيرة يا 


بسة 


ا معان علد 
لقاو اورت ومطلجي ل ل 


حو هن لاضف ا 
77 22 سبي 





جزيرة ياسة الزاهرة دوا 
شجر الزيتون في جزيرة ياسة 


20 


تله مولا حيث دارت عق المعارك جزيرة فرمنتيرة عند الغروب 
التاريخية 


: : من العالم الشهيرة في جزيرة فرمنتيرة 
الزي التقليدي في جزيرة فرمنتيرة 












م 
ع 


ميورقة وجزيرق يابسة وفرمنتيرة ! 


ا 





الطراز المعماري الأندلسي في بلدة بني البقاء 


خلجان جزيرة منورقة ذات الجال الأخاذ 





0006 


أشهر معام (مدينة منورقة) 
العاصمة الإسلامية القديمة 
لجزيرة منورقة (سيودادلا) 






كاتدرائية سيودادلا 
لمدينة منورقة الإسلامية 


معالم أندلسية 
في سيودادلا 


(مدينة منورقة) 


حة 





ينما 


فنا 


مقا سارعم (. ...همه 





ةا 


و قمر عسي تلن مع 





الؤموزت 


التاريخ السياسي 
مقدمة 010110 اا 
اقام البحث ومصادره ونع ونج رابع محرو نو حي و كول ف علد وجوج ور يه لوادوو ماعط عفاد جا جو هد مقحق جد ا الى 6 ا 371 
التمهيد: نحات جغرافية وتاريخية ببب 0 ا 
موقعها وأهميتها الاستراتيجية 10001 1 100111 
تميتها القدية دب 0 00 
تميتها الإسلامية اع وسو ان در مان و 0 لمم لمق ارم اماك لوا ا او 
لحة جغرافية عن الجزر ااا 1 ا 
نحه تاريخية في عصور ما قبل الإسلام لكو لجو لم0 شماه محط امي رع 1 
الفصل الأول: الجاولات الإسلامية الأولى لفتح جزر البليار الاق ال بلطيس ف الم 
البليار في فترة الزحف الإسلامي عام ع و ا اك تورات كدوام لو ماس ا كم اق 
سياسة مومى بن نصير البحرية :- 0[ [ز ز[ز[ذ[ز [ 1 ا 
طليعة الحملات البحرية الإسلامية الكو م وو اط خن ة مسعهب ادس و ا 
الفتح الإسلامي الأول ١‏ 00 11[ |[ [|ز[ز[ز[ز[ |[ ز[ز [ز[ [ [ [ 0111111 
العهد الأول بين الملمين وأهل البليار ا 00 0 237000 
نقض أهل البليار للعهد 00111 
البليار تحت حماية الفرنجة اتلس حسام سمو اس و اسمس ا اوه 
الفتح الإسلامي الثاني م ا لا و ا ا ا 
العهد الثاني بين الملمين وأهل البليار ان واد و مي ورا لاسو اك وال اك ل وار ا وا 
الفتح الإسلامي الثالث 010101 ا ااا 
الفتح الإسلامي الرابع 0 1 اا 
البليار قبل الفتح الإسلامي الخامس والأخير 000 
النشاط البحري الأندلسي 11 اا 00 
الفصل الثانى: جزر البليار في عهد الدولة الأموية في الأندلس ا 1 
الفتح الإسلامي الخامس و ل الس ا اا ا 1 
تمصير البليار وانتشار الإسلام فيها 3 1[1[1[1[1[ 1[ 1[ |[ 1 ذ[1[1[1[1[1[|[1[1[1[ز[ 1[ 1 ا 
ولاة البليار في عهدها الإسلامي الأول ا 


دور البليار في عهد الدولة الأموية بالأندلس كا وام تاش اه إل تفلم لقو 3 


اسهام أساطيل البليار في التصدي للتوسع الفاطمي ع للس ةلوت كوا امسو سو ةا 
ماندة أساطيل البليار لعمل جبل القلال ا 1 
دور ملمي البليار في التصدي للفرنجة مح وام اجام كويو وى لواف شع عابت واي ا 
تمزق الأندلس إلى مالك طوائف وأثر ذلك على البليار 0 00000 
الفصل الثالث: المملكة الجاهدية العامرية في دانية والبليار متي سخ امو ا 11 
-١‏ عهد تجاهد العامري بيطاي ره سسا وار واد خخطط اموا ا ا 1 
استيلاء مجاهد العامري على دانية ماوت وجا موا مدو اماو ا م اجا 
استيلاؤه على جزر البليار قدي جر متو شي ني املكو ومو كمع اماو ال 1 
تدمير أسطول دانية والبليار وانحاب فلوك 00000000208 
استبداد مجاهد العامري بح البليار 0 00 
ولاة البليار في عهد مجاهد العامري لون لور ب الم توه حوري برب اس م 
وفاة مجاهد العامري م دن سيا افد ف لوا اس ورم مقو اليه الال دا 1 
؟ - عهد علي اقبال الدولة 4ه عجامى ‏ 4 عع سس ساو سا وان واو ل 
ولاة البليار في عهد على اقبال الدولة قد اجو ا م معت 1 
سياسة عي اقبال الدولة اللمية ما ل لك د ا ا ل ل اا 
استيلاء المقندر بن هود على دانية ااا 0 
مصير علي اقبال الدولة ااا 1 1 1 1 1 1 1 1 ااا 0 
الفصل الرابع : جزر البليار المتقلة اخ وااو امت ارو الا لا ا 
١‏ - عهد عبد الله المرتضي أغلب اراد عار ابل ا ل را ل ال ا 
استقلال عبد الله المرتضي بحم جزر البليار 00101 ا 0 
دفاع عبد الله المرتضي البطولي عن البليار ا وه اما لا الطاد افوو ا ا 1 
علاقة عبد الله المرتضي بالمرابطين لاوا واو لعي ع ام دخ ووو ال لمطاة #اتقية 1 
؟ - عهد مبشر بن سلبان ناصر الدولة وتوليه ملك الجزر ذ[ز ز ز ز ز[ز ز [ [ ز[ [ [ 0000 
دور البليار في كبح جماح الزحف الصليي كاضر مدهي ومنتو لامع ولق اماردو ةا الف 1 
الحملات الصليبية على البليار ل ساك سح لسريو كر عن ماقو هماع م قو وملا لا 
الاستعدادات الأولى للحملة الشليبية المؤتلفة ا 
اتفاقية سان فيلودي جيشولز اده لوي ا لوطه وا ا تاو ف موا اا ا ب 
سفارة مبثر بن سليان إلى قادة الحملة الصليبية المؤتلفة -ْذ 1 1 0 
تحرك طلائع الأساطيل الصليبية الحتشدة في برشلونة ز ز[ [ز ز ز ز[ 1 000 
استيلاء القوات الصليبية على جزيرة يابسة كلك ده و سوط من جد مق وخا ا بت ام 
حصار مدينة ميورقة ومقاومتها الأسطورية الجن االو ادي امو دو ابو قن ب لع 
مهاجمة القوات المرابطية لإمارة برشلونة 8 00[ [ [ [ [ [ ااا 
إخفاق الماعي لعقد معاهدة صلح مع الغزاة د او و ف م ل ا 1 
؟- عهد أب الريبع سلبان بن لبون عمف الج ابم وا ابابا مفو اا اس اا 
أمير البليار يستصرخ أمير المسلمين اعم نو الوه اموا ما اوقا لج بالوالطوة قار 4 


الفما 


الفصل 


النصل 


اشتداد حدة القتال وانتثار الحرائق في مدينة ميورقة واه يواج عونا بكي سالج وك ا قوع 
'تراجع القوات الصليبية مدحورة الطو أله شع سو قي سام ابو ب كوه عا ان 31و 
فثل اخر محاولة لعقد الصلح مع الغزاة امي انك مارت سا الج أ حل خما قو م 61 
اقتحام القوات الصليبية أسوار مدينة ميورقة اتاب الاب ا 1 
وقوع أب الربيع سليان بن لبون أمير البليار في الأسر 00 
تدمير مدينة ميورقة تدميرا كاملا وحرقها جا اماد اوح نوا 0 ا عا ا ال 
فاجعة ميورقة في المصادر الإسلا مية الوط راق و سي بم لاطا ا ا ل 5 
انحاب القوات الصليبية من البليار لكو قف دم ممق لومب لمق لوم عرو ا 
الخامس : جزر البليار تحت حم المرابطين من لمتونة كمد ما لما امف مم 
وصول الأسطول المرابطي إلى ميورقة فد ا ل و 0 
قائمة المثرفين على جزر البليار وولاتها الأوائل 1 00 
جزر البليار في مطلع العهد المرابطي امح عا الأرنق ]عبرا اواو لمات و لطم أو 
الفترة الأولى من ولاية مد بن علي الموفي 00 ا 00 
الفترة الثانيه من ولايته في البليار 1 شوالة جور انايد ام يجا كس 8 
نتائج الثورة الأندلسية على المرابطين ا و ا و 
ثورة أهل الأندلس على المرابطين ال ا ل ا 
وفاة يحبى بن علي الموفي واستقلال أخيه جمد بجزر البليار مس ساق المع ا 6 
الادس: جزر البليار المستقلة تحت حك بني غانية المرابطين عام ما ا ا 
١‏ - استقلال عمد بن غانية بجزر البليار عو مالسا ابض ل ارو ار ا 0 
نهاية الأمير عمد بن غانية وتولية ابنه اسحق 0 
جزر البليار في عهد اسحق اعنم و ا ملعن لأ لووك اره ااج وول جاع اح ا و 7 
الجهاد البحري في جزر البليار في عهده [ [ز[ [ز[ز ز[ ز[ 1[ |[ | ااا 
توتر العلاقات بين الموحدين وبي غانية 000000 0 000 
وفاة اسحق بن حمد بن غانية ومبايعة ابنه جمد للموحدين ا ا ا ا 0 0 0 يرد إن 
عزل عمد بن اسحق وتولية أخيه علي أميراً مقي اسح اواو قا جا تاسوه ا قات 
؟- جزر البليار المتقلة تحت حك بي غانية المرابطين و ف ساود عضاوتو ل 1 
جزر البليار في مطلع عهد الأمير على بن اسحق بن عمد الح ار لط عه ما من تعد اناو 
اعتقال علي بن الربرتير القائد البحري الموحدي ا ا ان 
استيلاء بي غانية على ثغر بجاية 0 00 
اجتياح بني غانية لأفريقية والمغرب الأوسط 17 اا 
هزية بني غانية لأ يقية والمغرب الأوسط طاو اناا اوم فيط للا مام 
استعادة بي غانية لجزيرة ميورقة 0 0 ا ا ا ا 
الحرب بين بني غانية والموحدين في أفريقيا ا 0011 1 اا 
استيلاء الموحدين على جزر البليار لمت واخحو او ولاج و1 ل ا ا اطي 
الابء : جزر البليار تحت حم الموحدين ال م 
الحملة الموحدية الكبرى على جزيرقٍ ميورقة ومنورقة اواو م مس اسلو ال 1 


00 


الاستيلاء على جزيرة منورقة بان قاض انق اماد الو خط ووس سس وو اه 
ولاة جزر البليار في عهد الموحدين ا ا ل 0 
أثر هزية الجيش الموحدي في معركة العقاب ا 00 
بوادر العدوان الصليي على جزر البليار ااا 000 
انقام الجبهة الداخلية في ميورقة قبيل العدوان الصليبي 00000 
معركا ساتتا بونزا وبورتوي : 1110010000 21101111 


محاصرة مدينة ميورقة برا وبحرا و ا و ا 0 
سقوط مدينه ميورقه بعد مقاومة يائة لتقو لام ف شاع ولك مح ود 48 24 مايا 


المقاومة الشعبية للغزاة في جزيرة ميورقة باع ابوط طاو لوف لكا ل 
مصير سكان ميورقة عي ا م واه ل م د كلو 0 ف روا م ميقا فته م لاا كط اا ا 
تقع جزيرة ميورقة ...2.02.2.2.ااااا ار السو او ام ل ل 0 
الاستيلاء على جزيرقٍ يابة وفورمنتيرة شرن ا طب او ل 1 
جزيرة منورقة المتقلة في عهد الآسرة الحكمية 8“ 2*5 
ازدهار جزيرة منورقة تحت حك سعيد بن حم م لو ا م ل ا 
تأزم العلاقات بين ملكة قطلونية وأرغون وحك بن سعيد 100 
الاستعدادات التمهيدية لغزو منورقة او مم انما ا اتاج جارف اح م 41 
الأسطول الصليي في طريقه إلى جزيرة منورقة 0 
الاشتباكات بين القوات الصليبية وحامية منورقة الإسلامية 212110 
استلام المثرف حك بن سعيد ماوت لوا و30 واوا ا دل ديه حيط طاو لق تيا ا 
مصير حك بن سعيد ومصير المدجنين من الملمين جتنت افق او فاه ووه بام وا الاير ريد مه 


القسم الثاني 
لحات من الحضارة الإسلامية الزاهرة 
في جزر البليار 


عوامل الازدهار الحضاري ا ااا 0000000 
الحياة الفكرية في جزر البليار في عهودها الإسلا مية الم رطا ع ابد اك ب او 0 
العلوم الدينية آذ ا ب ا ا 2 
عام القراء ات وأشهر القراء 0000 57700 
عام الحديث وأشهر الحدثين ا دادم و م 1 
عام الفقه: أصوله وفروعهء وأشهر الفقهاء ع ا لل اوسا اام كا فت ايت 
علم الكلام وأشهر المتكلمين 0 1 00 
الصوفية والزهد وأشهر الصوفيين والزهاد مقي واه وو عم اما ع رط ما ا 
العلوم اللغوية وأشهر العلماء ون وداه نويه ون ار جره ات 1 رم 1 وي 


الحياة الأدبية وأشهر الثعراء والأدباء ون تحط واو الوا ادا اا 

البلاط الأدبي لعيد بن حك أمير منورقة 8 00 

عام التاريخ والأناب وأشهر علمائه مرا مج توفي أده ها كانم فوه واو د 
الجغرافية والرحلات الي تخد او مايل لفو افا لقح ل بطو اط اط كي 

العلوم العقلية ا ا ا 
الآثار الإسلامية في جزر البليار الح نجتط أن درم ولاس ونه ار االو رع مام ا 
الآثار العمرانية ل ا ا ا 0 
النقوش العربية البليارية لساب اط حم ع لسو من موف ا لحم و ومس اهل اا 
طواحين الهواء والنواعير والآبار وقنوات الري 10 
النميات البليارية في شتى عهودها الإسلامية (دراسة) الود دوق مره لما 

وثيقة تقيع أراضي-ميورقة بين الغزاة المسيحيين (دراسة) اق وا ل دواع عا ا 
المصادر والمراجع ل ب الم مطتيم موات ملق ا نض د أسارة الاصفوم اماك الوم بي 
أولا: المصادر والمراجع العربية للحم مارح شيو قناء امبس ا ممما ا ا 

ثانيا : دوائر المعارف والموسوعات والقوانين والجلات 0 اا 00 

ثالثاً: المراجع الأجنبية 0 111 131 مو أ المفو اده سانا سه اسم 

ملاحق البحث اممو لط اا روي لطا بط وكوك يبا والوتاوار أ وام وو قوز ستو وا وم مايه 
الملحق الأول: ولاة جزر البليار وأمراؤها في عهودها الإسلامية ا 

الملحق الثاني: وثيقة تقيم جزيرة ميورقة بين الفزاة المسيحيين 5ب 00 00 000 00ظ5ظ 

الملحق الثالث: النميات البليارية ا 

الممحق الرابع : جزر البليار في عصور ما قبل التاريخ ا ل 

أ- غاذج من صور الآثار الإسلامية في جزر البليار 000070 

ب- مراحل استيلاء مملكة قطالونية وأرغون على ميورقة 211011101011 

ج- جزر البليار اليوم والأثر العربي في معالمها ل وف 1 ال و ا م 

الملحق الخامس: الخراائطم 1 0 01 

يابة. وفورمنتيرة كج 1 4ن موف بار ساون 1 رار امول هر ارا اما 

منورقة لوقه فس ةوقك وتتهسن شود العو اقم كعد كواة به ناذه 

ميورقة ب لجو الام حل لجيه امو ول 02 والجنة اليو وجا الع را 101 


جنر 


"5. 


5360